تخطى إلى المحتوى

هل هم أبناء ام أصدقاء. .؟؟

هل هم "أبناء" أم "أصدقاء"؟!

كثيراً ما تحدثنا في الدورات ووسائل الإعلام المختلفة حول ما ذكره المختصون في كيفية التعامل مع الأبناء منذ الولادة وإلى ما بعد سن 21. وذكرنا أن الأبناء إذا كبروا آخوهم وصادقوهم لكي يبقواعلى تواصل دائم مع آبائهم فتقوى بينهم أواصل المحبة، وتبقى عملية التعليم والتهذيب تصل إلى الأبناء بالتواصل والاحتكاك.

وهناك الكثير ممن طبق هذا الأمر وتحسنت العلاقة وتحقق التماسك والحب والود والاحترام والتقدير، ولكن ما أود التنويه عنه هنا هو أن بعض الآباء والأمهات (خاصة الأمهات) عندما جعلوا الأبناء أصدقاء لهم أخذوا الأمر بحذافيره ونسوا دورهم كأولياء أمور، فأخذت بعض الأمهات مثلا التحدث مع بناتهن عن مشاكلهن الأسرية والزوجية ومعاناتهم الأمر الذي جعل كثير من البنات يتأثرن ويتفاعلن مع مشاكل الأسرة، ودون وعي منهن يتصرفن مع آبائهن وكأنهن الأمهات. فمنهن كرهن آباءهن ونسين قيمة الآباء ومكانتهم، فهن قد عرفن كل شيء عنهم، فتغيرت نظرتهن لآبائهم، وبالتالي فقدن التقدير الأبوي!
ومن مساوئ هذا أن بعضهن أصبن بعقدة من شيء اسمه "زواج وزوج" دون وعي منهن!، حتى قالت إحدى البنات: "كرهت الرجال"!

والأمر الآخر والمحزن أن الأمهات في هذه الحالة نسين حاجة البنات لدور "الأم" ووجودها في كثير من أمور حياتهن وليس دور "الصديقة"! مهما بلغن البنات من العمر!، فهن يحتجن "الأم الصديقة"، وليس "الصديقة" فقط.

ولذا على الآباء والأمهات خاصة، التمييز والتفريق في الأوقات والمواقف التي يفضل أن يلعبوا فيها دور "الصديق"، والأوقات والمواقف التي يلعبون فيها دور الآباء والأمهات.

كما أود التنويه إلى أنه ليس كل ما يدور ويحدث بين الأب والأم ينقل للأبناء تحت حجة الصداقة، فهناك حدود وفواصل بين الآباء والأبناء يجب أن تبقى لحفظ الأسس والقيم التي تحقق دور "الآباء" ومكانتهم و"الأبناء" وحاجاتهم.

تقبلوا تحياتي
عبداللطيف العزعزي
خبير الشؤون الأسرية وتربية الأبناء
7/5/2016

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.