كيف يبدأ الطلاق

هذا مقال للأستاذ الفاضل خليفة المحرزي – مستشار أسري
أتمنى لكم الفائدة و أن يعم الأستقرار في كل أسرة

كيف يبدأ الطلاق
عادة ما تسبق عملية الطلاق الشرعي مؤشرات تنذر بوقوعها تبدأ بتوقف الاتصالات العاطفية بين الطرفين في بداية الأمر ومن ثم تبدا العلامات الأخرى في الظهور عبر الممارسات السلبية كفشل التكيف والتقارب بين الزوجين و تتوالد الازمات والمشاكل دون المبادرة لحلها بأسلوب صحيح ، كما آن عدم قدرة الزوجين على احتواء المشكلة وجهلهما في التعامل مع الازمة القائمة كفيلة بأنهاء العلاقة بصورة سريعة , وقد يلجأ البعض لاعتبارات كثيرة لابقاء الزواج صامدا في شكله الخارجي بينما يحدث الانفصال الكامل بين الزوجين في داخل غرف المنزل, فلا حوار ولا تعامل ولاحقوق ولا واجبات, انفصال او طلاق نفسي يتحرك خلاله الزوج خارج المنزل كما يشاء وتمارس الزوجة دورا ثانويا .

كيف هو العلاج
آن احتواء أزمات بداية المرحلة الزوجية كلها مهارات يجب أن يلم بها الرجل والمرأة معا, وهي عبارة عن مهارات سلوكية وعاطفية وعقلية يمكن تيسيرها للجنسين معا من قبل المؤسسات المجتمعية ذات الاهتمام بأمور الأسرة ، كما إن الحديث عن الطلاق المبكر يجعلنا أمام تساؤل مهم مدى معرفة الشباب بالمؤسسة الزوجية ، وما حاجة الشاب أو الشابة من الزواج .
إن الطلاق المبكر وإن كان يحدث كما أعتقد كنتيجة حتمية لتصادم القيم التربوية والاجتماعية التي تختلف من بيئة منزلية لأخرى ، إلا أنه يدل أيضاً على مظاهر الإنفكاك من قبضة المجتمع ، فالزوج سابقا كان لا يتعجل الطلاق لاعتبارات اجتماعية وعائلية ، ويحاول جاهدا المحافظة على العلاقة الأسرية من الانفصال ولذلك فهو يصبر على زوجة لا يتوافق معها على عكس الزوج في الوقت الراهن .. لكن مازال الطلاق المبكر يقع أيضاً نتيجة لأسلوب الاختيار الذي يخضع أيضا للنمط الاجتماعي كالزواج من القريبة و والاعتماد على الاخيتار العشوائي والالتزام ببعض الاعراف.
كما اننا توجد فئة من الناس تجد نفسها غير قادرةً على تحمل مسئولية أسرة وبناء عائلة بسبب النظرة الغير واقعية للحياة الزوجية وأعباءها التي تستوجب قدرا من المسؤولية والمتابعة ، فالكثير من الشباب يظل يبني نظرة خاصة
به للحياة الزوجية التي يسعى إليها ويعمل على تحقيقها بحيث تكون حياة يشعر فيها بالسعادة التامة والانسجام مع
الطرف الآخر فيظل يبني احلاما دون آن يتهيأ لها مسبقا