أسأل الله ينفع بهآ ~
||
||
يَا بُنَيَّتِي …
أَرَأَيْتَ طَاعَةً فَوْقَ طَاعَتِنَا إِلا طَاعَةَ الله … ؟
قَدْ قُدِّمَ زَوْجُكِ عَلَيْنَا كَوَالِدَيْنِ بِحُكْمِ اللهِ … أَلَمْ تَسْمَعِي لِقَوْلِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه
وسلم لِإِمَامِ الأُمَّةِ وَعَالِمِها … :
(( لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجَدَ لِأحَدٍ لغَيْرِ اللهِ، لأَمَرْتُ المَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوجِها)) (1)
(1) صحيح : رواه ابن ماجه (1853)، وصححه الألباني.
يَا وَلَدِي وَيَا بُنَيَّتِي …
كَمَا تَجْعَلانِ لِلْفِرَاشِ لَذَّتَه … فَجْعَلا لَهُ حُرْمَتَه.
فَالعُشْرَةُ كَالمُعَاشَرَةِ فِي الأَسْرَارِ …
فَإِيَّاكُمَا أَنْ تَكْشِفَا أَيَّ عَيْبٍ وَلَوْ اشْتَدَّ الخِلافُ وَفَار …
فّذَلِكَ خِيَانَةٌ، وَمَصيرُ الخَائِنِينَ النَّار.
يَا وَلَدِي وَيَا بُنَيَّتِي …
يَا وَلَدِي : لا تَكُنْ ذَاكَ الزَّوْجَ الذي إِنْ تَكَلَّمَ فَمُعَاتِبا … وَإِنْ وَصَفَ فَعَائِبا … وَإِنْ
سَكَتَ فَغَاضِبا … وَمَعَ غَيْرِ أَهْلِهِ بَشُوشًا مُتَجَاوِبا …
يَا بُنَيَّتِي : لا تَكُونِي تِلْكَ الزَّوْجَةَ دَائِمَةَ السَّخَط … الطَّالِبَةَ المَزِيدِ بِلا عَدَد …
المُنْكِرَةَ عَطَاءِ العشِيرِ لَكِ وَلِلْوَلَد.
فَإِنْ جَرَّكِ لِنُكْرَانِ الإِحْسَانِ العِنَادُ وَالغَضَبُ وَالثَّار … فَتَوقَّفِي وَتذَكَّرِي : (( إِنِّي
رَأَيْتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّار )) (1).
(1) صحيح : رواه البخاري (1393)، ومسلم (79).
يَا وَلَدِي وَيَا بُنَيَّتِي …
مَنْ أَحَقُّ بِالتَّجَمُّلِ وِالاعْتِنَاء … مِمَّنْ جَعَلَ اللهُ لَهَا حَقَّ الإِفْضَاءِ … ؟
وَهَلْ تَدُومُ الحَيَاةُ بِسَعَادَة … دُونَ حُسْنِ القَوْلِ وَرَدِّهِ بِزِيَادَة …؟
ابْدَءا بِالكَلِمَةِ الطَّيِّبَةِ أَوَّلَ النَّهَارِ …
وَتَحَمَّلا تَقَلُّبَ الأَمْزِجَةِ وَالأَحْوَالِ بِتَقَلُّبِ اللَّيْلِ والنَّهَار …
فَذَلِكَ – لِدَوَامِ السَّعَادَةِ – سِرُّ الأَسْرَار .
يَا وَلَدِي وَيَا بُنَيَّتِي …
اخْتَارَ اللهُ لِمُخْتَارِهِ صلى الله عليه وسلم فَاطِمَةَ بِكْراً …
وَجَعَلَ البَنَاتِ لَهُ بَعْدَ ذَهَابِ الأَوْلادِ وَذَهَابِهِ ذُخْراً …
وَوَهَبَ امْرَأَةَ عِمْرَانَ مَرْيَمَ فَجُعِلَتْ للأَقْصَى نَذْراً …
فَمَنْ بَعْدَ هَذَا يَعْتَرِضُ عَلَى اخْتِيَارِ اللهِ وَيَكُونُ لَهُ فِي ذَلِكَ عُذْراً … ؟
يَا بُنَيَّتِي …
إِنَّكِ الثِّقَةُ المُوثِقَة … لَكِنْ كَمْ تَهَاوَنَتْ فِي أَمْرِ اللهِ امْرَأَةٌ فَغَدَتْ مُوبِقَة.
إِيَّاكِ وِالخُضُوعَ بِالكَلِمَةِ اللَّيِّنَة … أَوِ التَهَاوُنِ بِالتَّزّيُّنِ وَالخَلْوةِ المُحَرَّمَة، وَهَلْ مِنْ
تَحْذِيرٍ أَقْوَى قَبْلَ الفَوْت … مِنْ قَولِهِ صلى الله عليه وسلم : ((الحَمُو المَوت )) (1) ؟!
(1) صحيح : متفق عليه، رواه البخاري (4934)، ومسلم (2172)
يَا وَلَدِي وَيَا بُنَيَّتِي …
قَدْ حَوَّلَ النبي صلى الله عليه وسلم مُحِيطَ الأُسْرَةِ إِلى مَيْدَانِ سِبَاقٍ إِلى الله … وَهُوَ
الذي سَبَقَ الجَمِيعَ إِلى اللهِ، فَلْيَكُنِ التَّنَافُسُ وَرَاءَه صلى الله عليه وسلم بَيْنَنَا
مُشْتَعِلاً … وَلا يَيْئَسْن أَحَدٌ أَوْ يَجِدُ – في السَّفَاسِفِ – عَنْ أَهْلِهِ شُغُلا.
سِبَاقٌ يَبْتَدِئُ بِالكَلِمَةِ وَالابْتِسَامَةِ الطَّيِّبَة … وَيَنْتَهِي بِالحَيَاةِ وَالجَنَّةِ الطَّيِّبَة.
فَإِذَا غَفَلْتَ – عَنِ السِّبَاقِ – أَوْ قُلْتَ ذَهَبَ عَني وَهَلِي … فَتَذكَّرْ (( خَيْرُكُم خَيْرُكُم
لِأَهْلِهِ، وأَنَا خَيْرُكُم لِأَهْلِي )) (1)
(1) صحيح : رواه الترمذي (3895)، وصححه الألباني.
يَا وَلَدِي وَيَا بُنَيَّتِي …
يَا وَلَدِي : لَنْ يُسْعِدَ المَرْأَةَ رَجُلٌ لا يَغَارُ عَلَى عِرْضِه .. وَلَنْ تَسَعَ الشَكَّاكَ دَارُهُ وَلا
أَرْضُه … فَاجْمَعِ العَقْلَ وَالحَزْم … وَحَكِّمِ العَاطِفَةَ وَالحِلْمَ.
وَيَا بُنَيَّتِي : كَمْ مِنِ امْرَأَةٍ أَفْسَدَتْ حَيَاتَها … بِالإِفْرَاطِ فِي غِيرَتِهَا
عَاشَتْ مَهْمُومَةً هَائِمَة … وَمَاتَتْ مَرِيضَةً آثِمَة.
فَإِيَّاكِ أَنْ تُضيِّعِي أُخْرَاكِ … وَلَوْ تَفَلَّتَتْ مِنْ بَيْنِ يَدَيْكِ دُنْيَاكِ.
..
يَا وَلَدِي وَيَا بُنَيَّتِي …
قَدْ أَصْبَحْتُمَا بَعْدَ هَذِهِ النِّعْمَةِ أَحَقَّ بِالتِزَامِ قَوْلِ الحَقِّ لَكُمْ أَيُّهَا المُؤْمِنُون … { قُل
لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا
يَصْنَعُونَ }[سورة النُّور : 30 ]
كُلُّ مَا تَرَيَانِهِ مِنْ جَمَالٍ بِأَعْيُنِكُمَا فَهُوَ اخْتِبَار … وَاللَّهُ يُدْرِكُ الْأَبْصَار … وَلَا تُدْرِكُهُ
الْأَبْصَار، ارْضَ بِمَا قَسَمَ لََكَ اللّه … وَاسْتَعِنْ بِوَصِيَّةِ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عليه
وَسَلَّم : " … وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللّه " (1).
(1) صحيح : متفق عليه، رواه البخاري (1400)، و رواه مسلم (1053).
ll ll
يتبـــ ع ~
للاسرة الجديده
يَا وَلَدِي وَيَا بُنَيَّتِي …
أَيَرْضَى أَحَدُكُمَا أَنْ يُسِيءَ لَهُ وَلَدُهُ بَعْدَ زَوَاجِه … هَذَا جَزَاءُ مَنْ خَبَّبَ عَلَى أَهْلِ
زَوْجِهِ وَزَوْجَتِهِ أَوْلادَه … مَا رَصِيدُ الابْنِ بَيْنَ النَّاسِ، إِذَا نَظَرَ لأَعْمَامِهِ وَأَخْوَالِهِ
عَلَى أَنَّهُمْ أَعْدَاؤُهُ وَحُسَّادُهُ .
الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بِعَرْشِ الرَّحْمَن … فَمَنْ يَمُرُّ مِنْ هُنَالِكَ؟ وَهِيَ تَنْتَظِرُ عَلَى الصِّرَاطِ
الْمَضْرُوبِ عَلَى النِّيرَان؟
فَاجْعَلْ لِرَحِمِكَ وَزَوْجِكَ صِلَة، وَاجْعَلْ صِلَتَهُم التِزَامًا … وَعَمِّمْهُ عَلَى وَلَدِكَ كَيْ
يَكُونَ لَكُمَا سَلَامَةَ شَهَادَةٍ وَغُفْرَانًا .
يَا وَلَدِي وَيَا بُنَيَّتِي …
أَرَأَيْتَ كَيْفَ تَحَوَّلَتِ النِّعَمُ – عِنْدَ الكَثِيرِينَ – إِلى سَبَبٍ لِلشَّقََاءِ وَالنِّقَم …؟ إِذْ جَعَلُوا
الوَلَدَ سَبَبًا لِلنِّزَاعِ فِي أُسْلُوبِ تَرْبِيَتِه بَيْنَ الحَبِيبَيْنِ …!؟
وَالرِّزْقَ سَبَبًا لِلخِلافِ عِنْدَ إِقْبَالِهِ وَإِِدْبَارِهِ بَيْنَ الشَّرِيكَيْنِ ؟
وَالفَخْرَ بِالآبَاءِ بَيْنكُمَا سَبَبًا لِلعَدَاءِ بَيْنَ العَشِيرَيْن …؟
وَالضَّيْفُ سَبَبًا لِلخِلافِ، وَخُصُوصًا إِِنْ جَاءَ عَلَى حِينِ غِرَّة … مَعْ أَنَّهُ يَحْمِلُ
البَرَكَة … كَمَا صَحَّتْ بِذَا السُّنَّةُ المُطَهَّرَة.
فَهَلْ تَزِيدُ النِّعَمُ إِلَا بِالشُّكْر …؟ وَهَلْ دَوَاءُ دَوَامِهَا إِلَا الصَّبْر؟
يَا وَلَدِي وَيَا بُنَيَّتِي …
لا تَجْعَلُوا ذِكْرَ سَعَادَةِ مَا كُنْتُمَا مَعَنَا فِيهِ … سَبَبًا يُجَرْجِرُ شِقَاوَةً لِمَا أَنْتُمَا فِيهِ، عِيشَا
سَعَادَةَ لَحَظَاتِكُمَا وَلَذَّتِكُمَا … رَاضِينَ بِقِسْمَةِ اللهِ لَكُمَا … رَاجِينَ مِنَ اللهِ أَنْ يُغَيِّرَ
الدُنْيَا بِكُمَا وَبِذُرِّيَتِكُمَا، لَيْسَ ذَلِكَ الطُّمُوحُ مُحَالاً … وَإِنْ كَانَ طُمُوحًا عَظِيمًا …
فَابْدَءَا وَفَكِّرَا … وَاعْمَلَا وَابْتَكِرَا … وَسَلَا رَبَّا عَظِيمًا.
يَا وَلَدِي وَيَا بُنَيَّتِي …
أَرَأَيْتُمْ كَيْفَ تَذْوِي السَّعَادَةُ الزَّوْجِيَّةُ وَتَذُوب … كَمَا جَبَلُ الجَلِيدِ بِالحَرَارَةِ يَذُوب،
حتَّى يَغْرَقَ الأَوْلادُ فِي بَحْرِ الضَّيَاعِ وَالشِّقَاق … حِينَ يَهِيمُ الزَّوجَانِ فِي فِكْرَةِ
الطَّلاقِ.
فَاحذَرُوا الشَّرَارَةَ الأُولَى … حِينَ يُصْبحُ الخِلافُ خُصُومَةٌ وَتَكْبُر … وَتُصْبِحُ الخُصُومَةُ
عَدَاوةٌ وَتَكْبُر، فَإِذَا أَصْبَحَتِ الخُصُومَةُ عَلَنِيَّة … تَحَوَّلَتْ فِي النِّهَايةِ إِلى
طَلْقَةٍ ابتِدَائِيَّة، فثانيةٍ، وَنِهَائِيَّة.
هَلْ عَرَفْتَ بِدَايَةَ النِّهَايَةِ المُرَّة … إنها فِكْرَةٌ غُرِسَتْ قَبْلَ الزَّوَاجِ فِي الأَذْهَانِ أَوَّلَ
مَرَّة …
فِكْرَةٌ تَقُولُ : إِنَّكَ وَزَوْجَكَ فِي صِرَاع … فَإِيَّاكَ أَنْ تَكُونَ المَغْلُوبَ فِي أَوَّلِ
الصِّرَاع!
عِنْدَها تَذَكَّرْ دَائِمًا قَوْلاً لِرَبِّنَا عَظِيمًا :
{ وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ
لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا }
[سورة الإسراء : 53]
يَا وَلَدِي وَيَا بُنَيَّتِي …
دَخَل أَزْوَاجٌ سِبَاقَ الأَزْيَاءِ فِي الأَعْرَاسِ … وَدَخَلَ آخَرُونَ سِبَاقَ الخُيَلاءَ فِي المَلْبَسِ
وَالمَسْكَنِ وَالشُّهْرَةِ بَيْنَ النَّاسِ.
لَوِ ادَّخَرَ هَؤُلاءِ مَا بَذَّرُوهُ عَلَى مَا سَيُحَاسَبُون عَلَيْهِ، لَزَوَّجُوا بِهِ آخَرِين … وَبَنَوا
لآخِرَتِهِمْ مُدَّخِرِينَ، وَلَوَفَّرُوا سُؤَالاً قَبْلَ أَنْ يَجُوزُوا الصِّرَاطَ – فيَا لُطْفَاهُ – … فَثَمَّةَ
وَقْفَةٌ وَسُؤَالٌ لِكُلِّ أَحَدٍ قَبْلَ أَنْ تَزُولَ قَدَمَاه.
يَا وَلَدِي وَيَا بُنَيَّتِي …
لا يُنْسِكُمَا الإِعْجَابُ بِنَا أَنْ تُقَلِّدَانَا فِي أَخْطَائِنَا أَوْ تَرِثَا عَنَّا الأَخْطَاء … فَتَجْعَلا أَسْوَأَ
أَخْلاقِنَا عَلَيْنَا سَيِّئَةً جَارِيَةً كَآبَاء … فَكُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاء … وَلَكنْ خُذُوا أَحْسَنَ مَا
عِنْدَنَا، وَأَضِيفُوا أَحْسَنَ مَا عِنْدَ النَّاسِ … مُقْتَدِينَ بِسَيِّد الجِنَّةِ وَالنَّاسِ صلى الله عليه
وسلم.
يَا وَلَدِي وَيَا بُنَيَّتِي …
لَقَدْ أَصْبَحْتُمَا حَبْلَ اتِّصَالٍ مَا بَيْنَ أَجْيَالٍ مَاضِيَةٍ وَأَجْيَالٍ آتِيَة … فَلا تَرْضَ لِحَبْلِكَ
اتِّصَالاً إِلا بِخَيْرِ البَرِيَّة.
بِهِ تَقْتَدِيَان … وَإِلَيْه عِنْدَ اخْتِلافِكُمَا تَحْتَكِمَان …
وبِحُكْمِهِ تُسَلِّمَانِ وَتَرْضَيَان … وَمِنْ حُبِّهِ صلى الله عليه وسلم لِصِغَارِكُمَا تُرْضِعَان.
يَا وَلَدِي وَيّا بُنَيَّتِي …
أَيُّ خَيْرٍ فِي يَوْمٍ تَهْجُرَانِ فِيهِ القُرْآن؟!
اللهَ اللهَ فِي صُحْبَتِه … فَأَهْل القُرْآنِ هُمْ أَهْلُ اللهِ وَخَاصَّتُه .
فَحُصُولُ خَيْرِ الدُّنْيَا كُلِّهِ فِيهِ … وَالحِمَايَةُ فِي القَبْرِ، والشَّفَاعَةُ فِي الحَشْرِ
وَالارْتِقَاءُ فِي الجَنَّةِ فِيه…
وَهَلْ يَعُودُ مَنْ شَكَاهُ الشَّفِيعُ إِلا مَلُومًا مَحْسُوراً …
"وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا"[سورة الفرقان: 30]
يَا وَلَدِي وَيّا بُنَيَّتِي …
اسْتَغْرِقْ فِيمَا أَحَلَّ اللهُ لَكَ مُسْتَمْتِعًَا أَنَّى شِئْتَ، وَاذْكُرِ اللهَ فِي أَولِهِ … وَاشْكُرِ اللهَ فِي
آخِرِه.
وَتَأَمَّلْ كَمْ أَغْرَاكَ اللهُُ بِالحُورِ وَعَدَّدَ لَكَ … وَأَنْشَأَهُنَّ وَزَيَّنْهُنَّ وَأَعَدَّهُنَّ لَكَ.
فَاحْمِلُوا هَمَّ أَنْ تَبْنُوا لَكُمْ بَيْتًا فِي الجَنَّة … فِي دَارٍ تَكُونُ الزَّوْجَاتُ أَجْمَلَ مِنَ الحَورِ
بِإِيمَانِهِنَّ وَعَمَلِهِنَّ.
يَا وَلَدِي وَيّا بُنَيَّتِي …
سُبْحَانَ مَنْ خَلَقَ هَذَا الالتِذَاذَ، وَجَعَلَهُ يَسْرِي لِكُلِّ الأَعْضَاءِ … هَكَذَا يَجْرِي فِي الرَّجُلِ
وَالمَرْأَةِ عَلَى السَّوَاء.
سُبْحَانَ مَنْ حَدَّ لَهُ حُدُودًا وَمَنَاراً … وَجَعَلَ حَرَامَهُ بِجِوَارِ حَلالِهِ اخْتِبَاراً … كَجِوَارِ
الشَّمْسِ للغُرُوبِ إِنْ أَرَادَ الصَّائِمُ قَبْلَهَا إِفْطَاراً.
فَاحْفَظِ اللَّهَ فِي نَفْسِكَ وَأَهْلِك، فَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَعَنَ اللُّوطِيَّةَ
وَأَهْلَهَا … وَقَالَ: "مَلْعُونٌ مَنْ أَتَى امْرَأَةً فِي دُبْرِهَا"(1).
(1) حسن: رواه أبو داود (2162)، وحسنه الألباني
أَيْ بُنَيَّ … أَي بُنَيَّتِي:
بَارَكَ اللهُ لَكُمَا … وَبَارَكَ عَلَيْكُمَا … وَجَمَعَ بَيْنَكُمَا بِخَيْر . أَتُرِيدَانِ البَرَكَةَ تََحُلُّ فِي
بَيْتَِكُم …؟ وَفِي كُلِّ مَا عِنْدَكُم … ؟
اجْعَلَا كَيْلَ طَعَامِكُمَا صَاعًا أَوْ رُبْعَ صَاع … تَذَكَّرا الذَِّكْرَ عِنْدَ الجِمَاع.
وتَذَكَّرا: بُورِكَ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا … وتَذَكَّرا الأَذْكَارَ فِي وَقْتَِهَا … وَصِيَامَ النَّوَافِلَ
فِي أَيَّامِهَا … وَصَلَاةً مِنَ اللَّيْلِ وَلَوْ بِنَضْحِ المَاءِ فِي وَجْهِهِ أَوْ وَجْهِهَا … وَالْبَقَرَةَ
وَآلَ عِمْرَانَ لا يُبْقِيَانِ سِحْرًا وَلَا فِي الْبَيْتِ شَيْطَانًا ..
طَهِّرَا الْبَيْتَ مِنْ أَوَّلِ مَرَّة مِنْ كُلِّ مُخَالَفَة … قَبْلَ أَنْ تَُصَْبَحَ العَزِيمَةُ الأَولَى أَمَامَ
الْعَادَةِ تَالِفَة .
أَيْ بُنَيَّ … أَي بُنَيَّتِي:
لا تَسْتَعْجِلا الثَّمَرَة … وَلا تُعْلِنَا الفَشَلَ عِنْدَ أَوَّلِ صَدْمَة، أَوْ حِينَمَا تُصْبِحُ الثَّمَرَةُ مُرَّة .
اصْبَرا وَتَعَلَّمَا الجَدِيد … واجْعَلا مَنْهَجَكُمَا التَّجْدِيد …
فَهَلِ العِلْمُ إِلا بِالتَّعَلُّم … وَهَلِ الصَّبْرُ إِلا بِالتَّصّبُّر …
كَبِّرا الطُّمُوحَ فاللَّهُ الكَبِيرُ رَبُّكُمَا … فَمِن بَعْدِ مَشْرُوعِ الزَّوَاجِ مَشْرُوعُ ذَرَارِيكُمَا …
مَشْرُوعٌ يُمْكِنُ أَنْ يَسَعَ نَفْعُهُ الأُمَّة … وَيُمْكِنُ أَنْ تَبْلَغُوا بِأُمَّتِنَا القِمَّة … لِيَجْمَعَكُمُ اللهُ فِي أَعَالِي الجَنَّة .
أَيْ بُنَيَّ … أَي بُنَيَّتِي:
تَذَكَّرَا عَالَمًا لَمْ تَكُونَا فِيهِ شَيْئًا مَذْكُورًا …!
تَذَكَّرَا يَوْمَ أَنْ خَرَجْتُمَا للوجُودِ لا تَعْلَمَانِ كَيْفَ طِرْنَا بِكُمَا سُرُورًا …
تَذَكَّرَا أَطْوَارَ الحَيَاةِ وَكَيْفَ تَقَلَّبْتُمَا فِي عَالَمِ الأَرْحَامِ إِنَاثًا وَذُكُورًا …
وَهَا أّنْتُمَا اليَومَ تَبْدءَانِ مِنْ حَيْثُ ابْتَدَأْنَا قَبْلَكُمَا، وَسَوْفَ تَعْبُرَانِ المَرْحَلَةَ عُبُورًا … !
فَلا تَحْسَبَا أَنَّكُمَا بَلَغْتُمَا النِّهَايَةَ، وَلْيُعِدَّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا نَفْسَهُ لِيَوْمٍ يُبْعَثُ فِيهِ ضَاحِكًا مَسْرُوراً …
أَيْ بُنَيَّ … أَي بُنَيَّتِي:
أَرَأَيْتُمَا حَيًّا يُقْتَطَعُ جُزْءٌ مِنْ قَلْبِهِ وَهُوَ يَكْتُمُ آلامَه !
ثُمَّ يَضْحَكُ لَكَ، لِيُشَارِكَكَ وَيُحْييَ فِيكَ آمَالَه !
ذَاكَ هُوَ : أَنَا وَأُمُّكَ !
فَأَيَّةُ لَحْظَةٍ هِيَ أَصْعَبُ مِنْ لَحْظَةِ خُرُوجِكَ مِنْ بَيْتِنَا هَذَا إِلى بَيْتِك … ؟! وَأَيُّ فَرَاغٍ مِثْلِ فَرَاغِ البَيْتِ مِنْ بَعْدِك … ؟!
فَإيَّاكَ أَنْ يَكُونَ ذَاكَ العَيْشُ القَدِيمُ الجَمِيلُ هُوَ آخِرَ عَهْدِنَا بِك … أَوْ تُصْبِحَ زِيَارَتُكَ لنَا عَلَى هَامِشِ وَقْتِ فَرَاغِك … أَوْ تَوَافُقِ زَوْجِكَ وَوَلَدِكَ وَمِزَاجِك … أَوْ تَجْعَلَنَا مِنْ فُضُولِ اهْتِمَامَاتِكَ .
أَيْ بُنَيَّ … أَي بُنَيَّتِي:
أَولُ مَا يُشْرِقُ عَلَى حَيَاتِكُمُ الْجَدِيدَةِ وَأَنْتُم لِعَتَبَةِ بَيْتِ الزَّوجيَّةِ تَجتَازُون … هَوُ :
{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [سورة الروم : 21]
قَد كُنْتُمَا تَقْرَآنِ هَذِه الْآيَةَ … وَهَا قَدْ أَصْبَحْتُمَا الشَّاهِدَ الْجَدِيدَ للآيَة.
فَاللَّهَ اللَّهَ فِي إِحْيَاءِ الْمَوَدَّةِ والتَّرَاحُمِ بَيْنِكُمَا … لِئَلَّا يُسْلَبَ السَّكَنُ والْمَوَدَّةُ منْ بَيْنِكُمَا .
ll ll
لآ تنسونـآ من دعوة في ظهر الغــيب
ربي يبارك فيكن