السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المرأة المسلمة مع مجتمعها
لا تحسد:
وما أكثر ما تقع المرأة العادية في الحسد،إذ ترى كثيرات ممن هن دونها جمالاً وعلماً وعقلاً،
قد غرقن في الثراء والنعمة والنعيم، ولم تحظ هي بقليل مما في حياتهن وأيديهن.ولكن المرأة
المسلمة النابهة الرشيدة في عصمة من هذا المنزلق الخلقي وعصمة،بما لقنت من أحكام دينها
الحق الذي علَمها أن كل شيء في هذه الحياة يجري بقضاء وقدر،وأن متاع الحياة الدنيا مهما
بلغ فهو قليل،بجانب ما أعدَه الله للمؤمنات القانعات الراضيات بما قسم الله لهنَ،وأن قيمة
المرأة الحقيقية برجحان كفتها في ميزان التقوى والعمل الصالح،وليس فيما حازته من أعراض
الحياة الدنيا المؤقتة الزائلة.وكلَما تعزَزت هذه القيم في نفس المرأة ازدادت نفسها صفاءً ونقاءً
وطمأنينة،وكانت من أهل الجنة الفائزات برضوان ربِها،ولو لم تكن من المكثرات من العبادة.
والمرأة المسلمة الواعية الحصيفة هي التي تجمع بين حسن العبادة،وصفاء النفس من كدر
الحسد وأوشاب الغل وعكر الضغينة،وبذلك تسمو المرأة إلى أعلى مراتب التقوى،فتنال عند
ربها الدرجات العلى،وتفوز في دنياها بحب الناس وتقديرهم وإعزازهم،وتكون لبنة صلبة
نظيفة في بناء المجتمع الإسلامي النظيف المتماسك الراقي الجدير بحمل رسالة ربه للناس.
منقول من كتاب إسمه شخصيَة المرأة المسلمة كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسُنَة،
بقلم الدكتور محمد علي الهاشمي.