الحمد لله الذي أنزل شريعة كاملة لا عوج فيها ولا أمتا، وضمن السعادة لمن تمسك بها بقوله : {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى} [النحل: 97]، والصلاة والسلام على خير البرية محتدا ومنبتا، محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
لماذا أطرح هذا الموضوع؟
إن عددا من الأخوات اللواتي سيقرأن هذا الموضوع، سيقابلنه بوجه عابس، وقلب نافر، لأنهن لا يردن لأزواجهن أن يفكروا في هذا الموضوع أصلا، لكنني لم أكتبه إلا للواتي أحسسن من أزواجهن السعي الأكيد للزواج، أو اللواتي دخلن في صراع نفسي مرير وهن يحاولن جاهدات منع أزواجهن من التعدد، أو اللواتي ابتلين بوجود ضرات في حياتهن، فلعلهن أن يجدن في مقالتي رؤية تساعدهن على التفاعل الصحيح مع الوضع، وتفادي الكثير من العقبات النفسية التي يستطعن إن تغلبن عليها أن يحيين حياة سعيدة مع أزواجهن رغم ما حصل من أمر التعدد.
لماذا يريد الرجل التعدد؟
كثير من الزوجات ، عندما يفكر زوجها بالتعدد، ترجع اللوم إلى نفسها، وتسيء الظن في جمالها، وتتهم تصرفاتها، وتقول إن سبب تفكيره في الزواج أنني كذا وكذا، وهذا ما يسبب لها انكسارا نفسيا، وحزنا عميقا، لكن لتعلمي أيتها الزوجة، أن الأمر ليس كما تظنين، فالزوج لا يبحث عن ثانية لضرورة وجود نقص في الأولى، بل على العكس، قد تكون الأولى حبيبة قلبه، ونور عينيه، لكن فطرته الرجولية هي التي تشكل له الدافع الكبير والأساسي، وقد يكون هناك دوافع أخرى كتقصير الزوجة في بعض الأحيان، لكن ليس الرجل كاملا حتى تكون المرأة كاملة، وليس تقصيرها هو السبب الرئيس الذي يدفعه إلى التعدد.
ولكي تتأكدي من أن السبب ليس من الزوجة بل من الزوج يكفي أن تعرفي أن محمدا صلى الله عليه وآله وسلم قد تزوج على عائشة الصديقة وهي خير نسائه وأكملهن جمالا وعقلا وأحظاهن مكانة عنده، ومع كل هذه المواصفات التي لا يمكن أن تجتمع في غير عائشة رضي الله عنها، تزوج عليها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مرارا.
وإن لم يقنعك هذا المثال وقلت في نفسك ذاك رسول الله، فانظري إلى فاطمة بنته رضي الله عنها وأرضاها، من مثلها في الجمال والكمال بأبي هي وأمي، وقد أراد زوجها علي بن أبي طالب وهو من هو في المكانة والعلم والخلق والدين أن يتزوج عليها، حتى قام النبي صلى الله عليه وآله وسلم على المنبر ونهاه عن ذلك، وفي هذا أعظم دليل على أن المرأة مهما كملت أخلاقها وحسنت صفاتها فإن الزوج قد يفكر في الزواج عليها.
فليس رغبة الزوج في الزواج دائما بسبب تقصير من الزوجة أو عيب فيها، بل في كثير من الأحيان، لا يكون الدافع إلا مجرد الرغبة في الازدياد، وحب التغيير، والاستجابة لدافع الفطرة، وتلبية لحاجة النفس… وقد يكون لدى الزوج دوافع أخرى كتقصير الزوجة مثلا، لكنها ليست الدوافع الأساسية.
إن المرأة لا يمكنها وهي امرأة أن تتصور دوافع الرجل إلى التعدد، كما لا يمكن للرجل أن يتصور آلام الطلق أو نفسيات المرأة في الوحم، فهذه فوارق بين الجنسين لا يمكن شرحها، فللرجل نظرة إلى المرأة مختلفة تماما عن نظرة المرأة إلى الرجل، وغالبا ما نقع في إشكاليات كبيرة إن حاولنا أن نقيس الرجل على المرأة أو المرأة على الرجل.
فلا لوم عليك أيتها الزوجة في هذا القرار الذي اتخذه زوجك، ولا دخل لك فيه، وإن كان ثمة أخطاء أو تقصير، فحاولي إصلاحها دون أن تربطي ذلك بالتعدد، إذ أن حسن التبعل هو واجب ديني وعبادة تتقربين بها إلى الله عز وجل.
السعادة لا علاقة لها بالتعدد:
إن كل زوجة إنما تخشى على زوجها من الزواج، خوفا من أن تفقد السعادة التي تعيش فيها، بالإضافة إلى ما تجده من الغيرة، لكن إن ضمنت المرأة أنها ستكون سعيدة في حياتها مع زوجها المتزوج فإن القلق سيخف كثيرا بل قد يزول إن تأكدت أنها لن تفقد سعادتها واستقرارها.
من هنا نريد أن نقطع العلاقة بين التعدد والسعادة الزوجية، فليس معنى كون الرجل معددًا أن المرأة ستفقد سعادتها وحب زوجها وعطفه عليها، بل بالعكس، ربما زاده ذلك عطفا وحنانا عليها، فليست الزوجة السعيدة هي التي تملك رجلا بدوام كامل، والزوجة التعيسة هي التي تملك رجلا بدوام جزئي، هذه المعادلة ليست صحيحة، فكم رأينا من أزواج يعانون التعاسة في حياتهم مع أنهم لم يتح لهم الزواج بأكثر من واحدة.
إن سعادة المرأة مع زوجها ليس لها علاقة بالتعدد، والدليل على هذا أن المجتمعات الإسلامية قد عاشت طيلة القرون الماضية حياة هانئة سعيدة، وكان التعدد هو الأصل في المجتمع، وكان أصحاب الزوجة الواحدة حالة اجتماعية سببها الفقر أو عدم الكفاءة الاجتماعية، وليس لقائل أن يقول إن النساء كن تعيسات في حياتهن، بل هاهي الكتب مليئة بقصص النساء العظيمات ، اللواتي سطرن أسماءهن في كتب التاريخ، وكان لأزواجهم نساء غيرهن.
إن مصدر المشكلة بالنسبة إليك أيتها الزوجة هو في جزئية صغيرة جدا، وهي أننا نعيش في القرن الواحد والعشرين، ولو كنا نعيش قبل هذا بزمن يسير، لما كان زواج زوجك يشكل مشكلة أصلا، فردة فعلك ناتجة أساسا من كون المجتمع أصبح يعتبر هذا الأمر غريبا، وإلا فلو كنا في غير هذا المجتمع، لكان رد فعلك لا يعدو نوبة غضب عابرة، فليس التعدد مشكلة كبيرة في حد ذاتها، لكن المشكلة الأكبر في نظر المجتمع لها، وما دام الأمر كذلك فعليك أن تعالجي موقفك مع المجتمع، لا مع زوجك.
إن تحديد مصدر المشكلة مهم جدا كي نجد الحل المناسب، فما دام المجتمع هو الذي ينظر إلى الأمر بهذه الصورة، فلا تقلقي من مستقبل علاقة مع زوجك، فالتعدد سيضفي على العلاقة نوعا من التجديد لا أقل ولا أكثر.
التعدد وزيادة الحب:
إن الله عز وجل لا يشرع إلا ما فيه خير للمرأة وللرجل، ولا يمكن بل يستحيل أن يكون ثمة أمر في الشريعة يجعل حياة أحد الطرفين تعيسة لا تطاق، وهذه قاعدة ضرورية للتعاطي مع موضوع التعدد بشكل إيجابي.
منطلق هذه القاعدة قوله تعالى: {رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ} [البقرة: 286] وقوله تعالى : {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج: 78] وقوله: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185] فأي أمر شرعه الله عز وجل فهو في مقدورنا ونحن نطيقه، بل فيه اليسر والسعادة، فما دام أمر التعدد مشروعا، فهو أمر ميسور ولا بد، ولا يمكن أن يكون أمر مما شرعه الله وقرره وهو لا يدخل في دائرة {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج: 78] لكن هذا لا يعني أن التعدد ليس فيه شيء من المشقة على الزوجة الأولى، إلا أن هذه المشقة داخلة في إطار الإمكان، متحقق فيها قوله تعالى : {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} [النحل: 97] فالحياة الطيبة مضمونة للزوجة الأولى وللثانية وغيرهما إن تحقق الشرط، وهو العمل الصالح.
لذا فإن التعدد لا يحول دون الحب، بل إن كثيرا من الرجال لم يعرف حق زوجته الأولى ومقدارها عنده، إلا بعد أن تزوج غيرها، وكم رأينا من القصص العجيبة والأحوال الغريبة، التي حصلت لكثير من الرجال حين تزوجوا على زوجاتهم، حيث لم يكتشفوا حبهم إلا بعد الزواج.
إن كثيرا من الرجال كان يحلم بزوجة أخرى، بعد أن عاش فترة مع زوجته الأولى، حتى أصبح يرى الجمال في كل النساء إلا في زوجته، وينجذب لكل امرأة إلا لأهله، فما أن تزوج عليها حتى عرف مصداق قوله صلى الله عليه وآله وسلم : (من رأى منكم امرأة فأعجبته فليأت أهله فليواقعها، فإن ما معها مثل الذي معها) وهذا في الحديث الذي رواه الدارمي وعبد الرزاق في المصنف بسند صحيح.
نعم، إن كثيرا من الأزواج ازداد حبه لزوجته الأولى بعد أن تزوج عليها، لأن مكانة الزوجة الأولى لا تضاهيها مكانة، فهي التي تزوجته بكرا، وهي التي عاشت معه عنفوان الشباب.
كره الزوجة الغالبة:
لنفترض الآن أنك غير راضية على هذا القرار، وأن عليك أن تسعي جاهدة لتغيير هذا الواقع، وصد أي محاولة زواج بأي وسيلة من الوسائل، فماذا يمكن أن يحصل؟
ليس لدينا هنا غير احتمالين، إما أن تنتصري أنت، وتمنعيه عن الزواج أو ترديه عنه، وإما أن ينتصر هو ويحقق ما أراد.
فإن كانت الثانية، وتحقق له ما أراد، فإنه سيتحقق له هذا الأمر وأنت منكسرة النفس، منهزمة الشخصية، تحسين بأنك قد أضنيت نفسك وأرهقت أعصابك وأغضبت زوجك في أمر مشروع، ولم ترجعي بشيء إلا ما حصل لك من تعب نفسي وجسدي، بالإضافة إلى ما حصلت عليه من ردود فعل زوجك، وربما أثر ذلك في مكانتك عنده، بل لربما كان هذا خيرا على الزوجة الجديدة، وربما كان هذا الصراع بينك وبين زوجك سببا تستغله هي للوصول إلى قلبه والفوز بحبه، وكثير من الضرات وقع لهن هذا الأمر، وكان الشقاق مع الزوجة الأولى الفراغ الذي نفذت منه الزوجة الثانية، بل لربما صارت في نظره الأعقل والأكثر حنانا وحبا.
بخلاف ما لو قابلت الأمر بالتسليم، وأظهرت لزوجك السمع والطاعة، فإن هذا يجعل الزوج يحس بآلامك ويشفق على مشاعرك، فتجدينه مجتهدا في مراعاة أحاسيسك، قلقا على صحتك، يخاف أن يكون حزنك شديدا، ويخشى أن تنقلب سعادتك شقاء، وتجدينه مجتهدا في إخفاء آثار هذا الزواج عنك، محاولا أن يظهر عطفه ومساندته لك في كل حين، وفي هذه الحال لا تجد الزوجة الجديدة فراغا عاطفيا لدى الرجل، ولا تجد الفرصة سانحة للاستيلاء على قلبه كما هو الحال في الصورة الأولى.
أما إذا كانت الزوجة أقوى من الزوج إرادة وأثبت منه عزيمة، وتيسر لها من الظروف ما جعل زوجها غير قادر على المضي في طريقه، فاستسلم لصولتها، وانحنى لجبروتها، وسلم لها الزمام، وأرخى لها العنان، ولم يجد بدا من أن يقمع رغبته، ويصد إرادته، مع أنه قد يكون في ذلك أشد الحرج عليه، وربما كان ذلك بعد أن خطى خطوات في هذه الطريق، وربما كانت لديه مخطوبة، وربما كان قد تكلم مع أهلها وتعرف على أوليائها، وربما اشتهر أمره بين أصحابه، وافتضح بين إخوانه، وعرفوا أن كلمتها هي العليا، وصوتها هو الغالب، وكم رأينا من الرجال (إن صح التعبير) ممن حدث نفسه بهذا الأمر، وأحس بنشوته حينا من الدهر، وعاش بهذا الحلم برهة، حتى إذا ما وصل الخبر إلى قعيدته، وعلمت بنواياه، كشفت له عن ساق، وقلبت له الدنيا رأسا على عقب، وهددته وأوعدته، واستعانت عليه بالأبناء، وخوفته بالأصهار، وصورت له تهاويل مفزعة، وأجلبت عليه بخيلها ورجلها، وزجرته ونهرته، فارتخى عوده، وضرب الأخماس لأسداس، وتأمل في ما خوفته به، ونسي أن الأمر كله لله، وأن الحول والقوة بيده لا بيدها، وغاب عنه أن الله ينصر من يطبق الشريعة، وينأى بنفسه عن الحرام، فانتكس وعاد إليها مكسور النفس خائر القوى.
عندئذ تظن المرأة أنها انتصرت، وهي في الحقيقة انهزمت، وتظن أنها كسبت وهي في الواقع خسرت، فهذا الزوج لن يملأ لها عينا، ولن تجد فيه بعد ذلك طعما، فقد قتلت فيه رجولته، وكسرت هيبته، ومسحت بأنفه التراب، وجعلته هباء منثورا.
كيف يمكن لهذا الزوج أن يحب هذه المرأة التي كسرت ذراعه، ولوت إرادته، وجعلته أحدوثة بين أهله وإخوانه، وكيف له أن ينسى ما فعلت به، وبحلمه الجميل.
كثير من الزوجات قد وقعن في هذا، ولعمري إن هذا لشر من أن يكون لزوجك ثلاث زوجات أخريات، وما أظن شيئا يفسد قلب الرجل على زوجته كمثل أن يراها منتصرة عليه، مسيطرة على إرادته، تحيط به من كل جانب، يخاف منها كما يخاف من عدوه، ويخشاها كما يخشى من غريمه، ثم تعلل له ذلك بالحب؟ وأي حب؟
إن الرجل يحب الأنثى، والأنثى هي التي تنشأ في الحلية، ولا تبين في الخصام، قال تعالى: {أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ} [الزخرف: 18] أما هذه التي تصول وتجول، حتى إن صولتها لتسمع من مسيرة كذا وكذا، فهذه لا يحبها الرجل وإن عاش معها تحت سقف واحد.
فإن أنت تأملت بعين العقل، عرفت أن أحسن أحوالك أن توافقي زوجك على ما أراد، وتصبري لله على ما قدر، فما إن تمر الأيام، حتى يبدل الله خوفك طمئنينة، وتصير غيرتك بردا وسلاما، وإلا فإن الغيرة من خير ما يذهب الذنوب إن شاء الله.
التعدد أو الحلول البديلة:
إن منع الرجال من التعدد قد أدى إلى ظهور حالات اجتماعية جديدة في المجتمع المسلم، لم يكن لنا بها عهد، فمن ذلك زواج المسيار والزواج العرفي والزواج بنية الطلاق، وغيرها من أنواع الزيجات التي أصبحت الضحية الأولى فيها هي المرأة، سواء أكانت هي الزوجة الجديدة التي عقد عليها بهذه الطرق التي فيها عوج والتواء، أم الزوجة الأولى التي تتضرر كثيرا من هذه الزيجات العجيبة.
أما الضرر الحاصل على الزوجة الجديدة، التي رضيت أن يكون زواجها أقل من الزواج الطبيعي، فهو ظاهر، لأنها تحرم مكانتها في المجتمع كزوجة بكامل الحقوق الزوجية، وقد تحرم من الأبناء كذلك، وقد تقع ضحية التلاعب ممن لا خلاق لهم، وهي لا ذنب لها إلا أن المجتمع قد نبذ التعدد الشرعي، ووضع أنواع العراقيل في وجه المتعدد.
أما الزوجة الأولى فالضرر حاصل عليها من وجوه كثيرة، لو علمتها لفضلت التعدد الطبيعي على هذه الحلول البديلة، التي تحدث الكثير من الشروخ في العلاقة الزوجية السلمية، وتضر المرأة الأولى بشكل كبير، وسوف أحكي قصة يتبين منها المراد.
كان لدى أحد الفرنسيين زوجة يحبها وتحبه، وكانا يعيشان حياة طبيعية، وكان لهما ولدان، وبعد سنوات من الزواج، بدأت الزوجة تلاحظ تغيرا في زوجها، وأحست أن هناك امرأة أخرى في حياته، وبعد البحث اكتشفت أنه يعيش قصة حب مع امرأة أقل منها جمالا، كانت زميلته في العمل، وعندما واجهته بالحقيقة، حاول أن يتهرب من الأمر، لكنها قدمت له الأدلة الكثيرة التي كانت تجمعها طيلة فترة شكها.
أحس الزوج أنه لا مفر له من الاعتراف، فأقر بحبه لتلك المرأة، وأنه مغرم بها، واعترف للزوجة أنه لم يعد يحبها، ولا يرغب في البقاء معها، وأخبرها أن بإمكانها طلب الطلاق إن كانت ترغب في ذلك أو الاستمرار معه على تلك الحال.
قررت الزوجة أن تترك هذا الرجل، وذهبت إلى المحكمة لكي تطلب الطلاق، في تلك الأثناء كانت علاقتها بالمحامي تأخذ في الاقتراب أكثر، حيث بات يحكي لها عن زوجته ومشاكلها اليومية، وكثرة الشقاق الذي يحصل بينهما بسبب تكاليف الحياة اليومية وضغوطات العمل، وأخبرها أنه أصبح لا يطيق العيش معها، وأنه هو أيضا يفكر في الانفصال عنها.
وبعد عام من الحب قررا الزواج بعدما طلق المحامي زوجته، وبالفعل تزوجا وعاشا حياة متقلبة بسبب المشاكل التي بدأت تظهر بينه وبين أبناء الزوجة التي أصبحت تعطيهما الكثير من الحنان بعد طلاقها من والدهما، وبعد أشهر من الصراع المرير، ذهبت إلى المحكمة لأن حياتها معه كزوجة أصبحت شيئا لا يطاق.
وفي المحكمة تعرفت على امرأة جاءت لترفع قضية طلاق هي الأخرى، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، حيث عاشت في حب مع رجل كانت تراه أفضل رجل على وجه الأرض، وبعد أن طلق زوجته فلانة وتزوج بها أصبحت الحياة بينهما لا تطاق.
فوجئت المرأة بأن فلانة هو اسمها، وبأن هذه المرأة هي عشيقة زوجها الذي فرط في أبنائه من أجلها وكان يرى سعادته كلها في الارتباط بها.انتهى.
إن هذه القصة تظهر فرقا جوهريا بين الحياة الزوجية الطبيعية، وبين غيرها من العلاقات التي تكون فيها المرأة بعيدة عن الرجل لا يراها إلا في أوقات معلومة، وفي أماكن متخيرة، وحيث النفس صافية، والبال غير منشغل، وحيث لا أبناء ولا مسؤوليات.
هذه الحياة التي تكون فيها المرأة وسيلة متعة فقط، تستهوي الرجل وتجعله يميل إلى تلك المرأة مهما كانت أقل جمالا وأخلاقا من زوجته، لأنه يصبح بين نمطين من العيش، نمط فيه المسؤوليات والأبناء والأمراض والطلبات والالتزامات، وهذا يريد وهذا فعل، وأعطني هذا واشتر لي ذاك، وأمك قالت وأختك فعلت، وأنا أهلي وإخواني.
وبين نمط آخر، ليس فيه إلا المواعيد والمطاعم والفنادق والبحيرات والشواطئ والمقاهي، وهنا مكمن الخطر على الزوجة الأولى.
إن الرجل حين يكون لديه زوجة وزوجة، يكون بين تنافس متكافئ، أما حين تكون لديه زوجة وعشيقة أو زوجة بدون مسؤوليات، فإن التنافس هنا بين المرأتين يكون غير متكافئ، فما إن يدخل بيت الزوجة حتى يهتم ويغتم، وما إن يلقى الأخرى حتى يدور بينهما حديث الغرام وزفرات الهوى، فلا يلقاها إلا وهي متجملة، ولا يلقاها إلا وهي خالية الروح والبال، مشتاقة للقياه، منتظرة لموعده، لا يشغلها عنه بكاء رضيع ولا وجع صبي ولا مشاجرة إخوة، ولا يعكر صفو لقائهما طرقات صاحب الإيجار ولا فواتير الماء والكهرباء، فيبدأ القلب بالمقارنة بين هاتين الحالتين، وهنا تكون مكانة الزوجة الأولى في خطر كبير.
إن كثيرا من الأزواج أصبحت الزوجة الأولى لديه قائمة طويلة من المتطلبات والواجبات والالتزامات، بينما تطرح الحلول البديلة صنفا آخر من النساء لا كدر فيه ولا صب، فيقع الزوج في شراك هذه الصورة الوهمية للحياة، ويظن أن الفرق بسبب المرأتين، مع أن الفرق هو بسبب الظرفين المختلفين، ولو عكسنا المسألة ونقلنا هذه إلى هنا وتلك إلى هناك، لحصلت نفس النتيجة، ولوقع الزوج في غرام المرأة التي تسعده وتريحه، مهما كان شكلها وسنها.
ولو أنه تزوج تلك المرأة زواجا طبيعيا، لاستوى الميزان، ولوجد الحياة بينهما متكافئة وإن لم تكن متشابهة تماما، خصوصا بعد أن يصبح له أولاد من الزوجة الجديدة، وتأخذ دورة الحياة طبيعتها، عندها يستطيع الزوج أن يضبط ميزان الحب لديه، ويستطيع أن يعدل بين الزوجتين، وتصبح كل واحدة منهن لها ما لها وعليها ما عليها.
إذن لو فكرت المرأة مليا، لقبلت أن يتزوج زوجها امرأة ثانية، بدل أن تكون له حلول أخرى، هذا من الناحية الاجتماعية، بغض النظر عن تعرض الزوج للوقوع في الأمور المشتبهات، وربما وقع في الحرام المحض، مما يكون له أثر كبير في دمار الأسرة كلها.
إن قصة سرقة الأزواج، تتكرر في كل المجتمعات، والفخ الكبير الذي يقع فيه الزوج هو هذه الحياة الوهمية التي تصورها له المرأة الجديدة، حتى إذا ما تزوج بها، رأى الحياة الحقيقة التي قد لا تختلف كثيرا عن ما كان عليه مع قبل.
حامد الإدريسي
الريال هو بيده يبني حياته وبيده يهدمها ..
اعرف وحدة ماتقدر تحمل وتزوج ريلها عشان الذريه لكن هي في المقام الاول وتربي عيال زوجها كانه عيالها والزوجه الثانيه اختارتها الاولى بس الزوج محترم الزوجتين ويعدل بينهم ..
شو هالكثر حاطتنه عشان نقرا؟!
موسوعه!!
معنه انا ضد التعدد
كل انسان عنده طاقه في ناس تقدر تتحمل وتستحمل وفي ناس ما تقدر علي التحمل
فالحل الوحيد عندها الانفصال عشان تبعد عن الواقع وما تقدر تعيش مع انسان كرهته
وسبحان الله ايام الرسول تختلف عن هالايام ما نقدر نطبقها
احس الي يقول الرسول تزوج واحنا نتبعه سبحان الله ليش بس بهالشي يبون يتبعونه
معنه في امورهم الدينيه فيها نقص كبير وعادي عندهم
والله سبحانه وتعالي قال في اياته ولن تعدلوا يعنى هذا كلام الله مستحيل في انسان راح
يعدل
تقبلي كلامي البسيط وشكرا لك
انا من هالناس الي دخلو و ماقريت كل شي
مخي عورني من الكلام والمضمون واضح من عنوانه
تسلم ايدج عالنقل