حوار بسيط دار منذ أيام بيني وبين ابنتي الجامعية حول طاعة الزوجة للزوج، وكان من ضمن الأسئلة التي طرحت: لماذا يطلب من الزوجة إطاعة الزوج ولا يطلب من الزوج إطاعة الزوجة؟!
هذا السؤال من الأسئلة الخطيرة التي تلعب في أذهان كثير من الزوجات، اللاتي تمادى بهن الفكر لطرح المقارنات التي لا يقبلها العقل الواعي، كما أنها ليست من الفطرة. ومن مثل تلك الأسئلة ما تقوله بعض الزوجات تعبيراً عن مشاعر الغيض والغضب الناتج عن تفكير الزوج بالزواج من أخرى مثلاً: ضع نفسك مكاني، كيف ستشعر عندما تراني مع رجل آخر؟ (تعنين هنا مع الزوج الثاني!!!!!)
كثيرات منهم أرهقن عقولهن، وأتعبن نفوسهن، وأصبحن قلقات، متوترات، شغلهن الشاغل: أين ذهب الزوج؟ أين بات؟ أين يأكل؟ مع من تحدث؟ من قابل؟ هل يفكر بأخرى؟ هل تزوج؟ أم أنه متزوج ويخفي؟ أم أنه يخونني؟ (هذه الكلمة لا أعرف من اخترعها وسمم بها عقول النساء!).
فأسرفت في ذلك، وأضاعت طاقتها، وجمالها، ومالها، وفكرها، فشحب وجهها، ونحل جسمها أو تضخم، وجفت منابع مشاعرها، وفقد وجهها الابتسامة، وعلت رأسها نجوم النهار، وطبول إبليس، وأصيبت بالقولون، والمرارة، والدوالي، وآلام المفاصل، والمشاكل النسائية، وعلى صوتها أو خفت، وماتت فيها الحيوية والنشاط، وقلت شهيتها للطعام أو زادت، وفقدت متعتها للحياة والإقبال على ما يسعدها، فأمهلت نفسها وبيتها وأبناءها وزوجها.
إنه سلوك (……)، سلوك ألا حكمة، سلوك هدم العلاقة الزوجية، وهدم بيت الزوجية، سلوك من يبحث عن التفكك في العلاقة، وهدم ما كان يفترض أن يقوى وينمو، إنه سلوك ….
تمعنوا جيداً في قوله تعالى: (أزواجاً لتسكنوا إليها)، ذكر السكن الذي يعني الكثير من الأمور الذهنية والنفسية والجسدية. اعلموا أن الزوج إذا سكن ذهنه وهو في بيته استطاع أن يكون لزوجته كما تحب (خاصة العلاقة الحميمية). ومتى ما هدأ ذهنه أصبحت مشاعره جميلة، ومتى ما صفا ذهنه كان سلوكه حسناً. إنه "السكن" الذي يحمل الهدو واللجوء والطمأنينة والراحة … وليس الهم والغم والكدر والشجار وغيرها من منغصات الحياة التي ذكرها الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الشريف.
نصيحة: الأمر لا يقاس بالمشاعر وإنما بالعقل والوعي والإدراك. خيرٌ للزوجة أن تقضي وقتها في عمل ما يسعد زوجها وأسرتها بما فيها نفسها، أفضل من أن تسعى لدمار حياتها الزوجية وهي لا تعلم، وذلك نتيجة "لما وسوس لها الشيطان" تحت أي مسمى من المسميات الشيطانية التي روج لها إبليس وبعض ممن تمثل في صورة إنسان.
لقد أذهلني ذات يوم وأنا أشاهد قناة فضائية كلام إحدى المستشارات في شؤون الأسرة والعلاقات الزوجية، حيث قالت: إذا كان الزوج يضحك ثم أصبح لا يضحك فأعلمي أن وراءه إمرأة أخرى. وإذا كان لا يضحك وأضبح يضحك فأعلمي أن وراءه إمرأة أخرى. وإذا كان لا يقدم لك هدايا وأصبح يقدم لك هدايا فأعلمي أن وراءه إمرأة أخرى. وإذا لا يتكلم وأصبح يتكلم فأعلمي أن وراءه إمرأة أخرى. وإذا كان يتأخر وأصبح لا يتأخر فأعلمي أن وراءه إمرأة أخرى. وإذا كان لا يتأخر وأصبح يتأخر فأعلمي أن وراءه إمرأة أخرى، وإذا كان …..
قلت: حسبي الله ونعم الوكيل!!!! سم يسمم به عقول النساء لزرع الشك ودمار الأسر وشتات الأبناء.
أيتها المرأة، عليك بالحكمة، وتعلمي من السابقات اللاتي أنشأن أجيالاً لهم صدى وبناء، وضعي في أذنيك قول تلك الأم لابنتها التي ستزف لملك من ملوك تبع، حيث قالت لها: "كوني له أمةً يكن لك عبداً …".
اللهم أحفظ لنا ولنساءنا عقولنا، واصرف عنا جميعاً وساوس الشيطان.
تقبلوا تحياتي، وصباحكم رضا وسعادة
عبداللطيف العزعزي
خبير شؤون الأسرة وتربية الأبناء
15/5/2016..
منقول من استاذي المبدع الدكتور عبد اللطيف العزعزي
خاصه انه نحنا في فتره بسم الله تكثر فيها الطلاقات والسبه انه البنت ماتتحمل اي غلطه بسيطه من الزوج ويوسوس الشيطان لهن ويترس قلوبهن شك على ريايلهن .
الله يهديهن ، ويهدي ازواجهن لهن
شكرا اختي على الطرح الجميل ..
نفع الله بكِ