قد يقع لهؤلاء الذين يدعون الأولياء أو القبور
أن تحصل لهم حاجاتهم التي طلبوها،
لكن هذا لا يدل على صحة ما هم عليه،
لأنهم قد يُعطون ما طلبوا من باب الفتنة،
ومن باب الاستدراج،
أو أنه يصادف ذلك قضاءً وقدراً من الله سبحانه وتعالى في إعطائهم هذا الشيء،
فيظنون أنه بسبب القبور،
وهو في الواقع بقضاء الله وقدره .
فحصول المطلوب لا يدل على صحة الطلب،
إنما الاحتجاج يكون بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم،
لا بالعادات، والتقاليد، والحكايات، والمنامات، والخرافات،
أو أن فلاناً قد حصل له كذا، فلان ذهب إلى القبر الفلاني،
فلانة ذهبت إلى القبر الفلاني فحملت، هذا ليس بدليل أبداً،
لأن إعطاء الإنسان شيئاً مما يحتاج إليه، لا يدل على صحة ما ذهب إليه،
أو ما فعل من الشرك والعادات السيئة.
يقول شيخ الإسلام:
"قد يرون عند القبور أو يسمعون عند القبور من يكلمهم،
أو يخرج عليهم من القبر ويقول:
أنا فلان الذي تطلب، وأنا أقضي حاجتك.
يتمثل لهم الشيطان، ليس هو الميت، وإنما هو الشيطان،
وهو شيطان يريد أن يضلهم، ويريد أن يهلكهم، وأن يغرر بهم".
فحصول المقصود لا يدل على صحة العمل،
وكذلك كونهم يشاهدون الشخص الذي بصورة الميت،
أو يسمعون كلاماً يكلمهم، كل هذا ليس بحجة،
لأن هذه أعمال شيطانية،
يتمثل لهم الشيطان في صورة الميت، أو يكلمهم بصوت الميت،
أو هو شيطان يريد أن يضلهم عن سبيل الله،
أو يعطيهم بعض الحوائج،
لأن الشيطان يستطيع أن يسير إلى الأمكنة البعيدة،
وحمل الأشياء والمجيء بها، وتحضيرها،
والجن يتعاونون على هذا الشيء ويحضرون مطلوب هؤلاء، ويعطونهم إياه.
الشيخ صالح الفوزان حفظه الله
بارك الله فيج
بارك الله فيج