كل عام والامة والاسلامية بخير وعزة وانتصار ان شاء الله
فهذه بعض الاعمال الصالحة التى نرجو من الله ان يعيينا على ادائها فى هذا الشهر الفضيل:
أهم تلك الأعمال الصالحة1:
1.الصوم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يضاعَفُ ، الحسنةُ بِعَشْرِ أمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِئَةِ ضِعْفٍ . قَالَ الله تَعَالَى : إِلاَّ الصَّوْمَ فَإنَّهُ لِي وَأنَا أجْزِي بِهِ ؛ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أجْلِي . للصَّائِمِ فَرْحَتَانِ : فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ. وَلَخُلُوفُ فِيهِ أطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ)).
لا شك أن هذا الثواب الجزيل لا يكون لمن امتنع عن الطعام والشراب فقط، وإنما كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : (مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ للهِ حَاجَةٌ في أنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ))
2.القيام: قال صلى الله عليه وسلم : ((مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إيماناً وَاحْتِسَاباً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ))
و (معنى إيمانا تصديق بأنه حق معتقدا فضيلته ومعنى احتسابا أن يريد به الله تعالى وحده لا يقصد رؤية الناس ولا غير ذلك مما يخالف الإخلاص والمراد بقيام رمضان صلاة التراويح واتفق العلماء على استحبابها).
وهذا تنبيه مهم، ينبغي لك أخي المسلم أن تكمل التراويح مع الإمام حتى تكتب في القائمين، فقد قال صلى الله عليه وسلم : (من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة))
3. الصدقة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، كان أجود بالخير من الريح المرسلة، وقد قال عليه الصلاة والسلام : (أفضل الصدقة صدقة في رمضان))
ولها أبواب وصور كثيرة منها:
أ ـ إطعام الطعام: فقد كان السلف الصالح يحرصون على إطعام الطعام، ويقدمونه على كثير من العبادات، سواء كان ذلك بإشباع جائع أو إطعام أخ صالح، فلا يشترط في المُطعَم الفقر. فلقد قال صلى الله عليه وسلم : (أَيُّمَا مُؤْمِنٍ أَطْعَمَ مُؤْمِنًا عَلَى جُوعٍ أَطْعَمَهُ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ وَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ سَقَى مُؤْمِنًا عَلَى ظَمَإٍ سَقَاهُ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الرَّحِيقِ الْمَخْتُومِ))12. وعبادة إطعام الطعام … ينشأ عنها عبادات كثيرة منها: التودد والتحبب إلى إخوانك الذين أطعمتهم، فيكون ذلك سبباً في دخول الجنة قال صلى الله عليه وسلم : ((لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا))13. كما ينشأ عنها مجالسة الصالحين، واحتساب الأجر في معونتهم على الطاعات التي تقووا عليها بطعامك.
ب – تفطير الصائمين: قال صلى الله عليه وسلم : ( من فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا))
4.الاجتهاد في قراءة القرآن: احرص أخي في الله على قراءة القرآن بتدبر وخشوع، فقد كان السلف رحمهم الله يتأثرون بكلام الله عزو جل.
أخرج البيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما نزلت :
)أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ * وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكون( بكى أصحاب الصُفَّةِ حتى جرت دموعهم على خدودهم فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينهم بكى معهم فبكينا ببكائه فقال صلى الله عليه وسلم : ((لا يلج النار من بكى من خشية الله ))
5.الجلوس في المسجد حتى تطلع الشمس: عن جابر بن سَمُرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى الفجر جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس حَسَناً. و( حسنا ) أي :مرتفعة .
و عن جابر بن سمرة قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الفجر جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس وكانوا يجلسون فيتحدثون ويأخذون في أمر الجاهلية فيضحكون ويتبسم
وهذه من السنن التي ترك المسلمون العمل بها في زماننا هذا ، فماذا لو قمنا بتذكير المسلمين بهذه السُّنة التي غفلوا عنها ؛ كي نفرح الرسول صلى الله عليه وسلم بعودتنا إلى سنة من سننه ، ونغتنم الأجر العظيم من جراء إقامتها.
قال صلى الله عليه وسلم : (من صلى الفجر ثم جلس في مصلاه صلت عليه الملائكة وصلاتهم عليه اللهم اغفر له اللهم ارحمه )).
وأخرج الترمذي عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( مَن صلى الغَدَاةَ في جماعةٍ، ثمّ قعَدَ يذكرُ اللهَ حتَّى تطلعَ الشّمسُ، ثمّ صلّي، ركعتينِ؛ كانت له كأَجرِ حَجّةٍ وعُمرةٍ، تامّةٍ تامّةٍ تامّةٍ))19.
هذا في كل يوم من أيام السنة ، فكيف بأيام رمضان التي تتضاعف فيها الحسنات؟
6.الاعتكاف:
الاعتكاف سنة مشروعة أشار الله إليه في القرآن وفعله النبي صلى الله عليه وسلم وهو لزوم المسجد لطاعة الله سبحانه وتعالى ليتفرغ الإنسان فيه لعبادة الله والإنابة إليه والرجوع إليه وهو سنة في العشر الأواخر من رمضان لفعل النبي صلى الله عليه وسلم أما في غير العشر الأواخر من رمضان فإنه من باب الشيء المباح … والاعتكاف يصح من كل مسلم ذكراً كان أو أنثى ، وأن يكون في مسجد تقام فيه الجماعة … والأفضل أن يكون في مسجد جامع لئلا يتخلله الخروج إلي صلاة الجمعة
7.العمرة في رمضان: ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((عمرة في رمضان تقضي حجة معي )).
8.تحري ليلة القدر: قال تعالى : )إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ(
قال صلى الله عليه وسلم : ((من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ))وكان النبي عليه الصلاة والسلام يتحرى ليلة القدر ويأمر أصحابه بتحريها، وكان يوقظ أهله في ليالي العشر رجاء أن يدركوا ليلة القدر، وهي في العشر الأواخر من رمضان، وهي في الوتر من لياليه أحرى، وفي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها وعن أبيها قالت: يا رسول الله أن وافقت ليلة القدر ماذا أقول ؟ قال: (( قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني)).
9.الإكثار من الذكر والدعاء والاستغفار:
فأيام وليالي رمضان أزمنة فاضلة فاغتنمها بالإكثار من الذكر والدعاء وخاصة في أوقات الإجابة ومنها:
– عند الإفطار، فلصائم عند إفطاره دعوة لا ترد.
– ثلث الليل الأخير: عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيقول هل من سائل يعطي هل من داع يستجاب له ؟ هل من مستغفر يغفر له ؟ حتى ينفجر الصبح ))25.
– الاستغفار بالأسحار، قال تعالى: ) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ(.
-تحري ساعة الإجابة يوم الجمعة، وأحراها آخر ساعة من نهار يوم الجمعة.
وأخيراً :أوصيكم: بالإكثار من الاستغفار والتسبيح والتهليل والدعاء، والابتهال والتضرع إلى الله جل وعلا بأن ينصر الإسلام والمسلمين، وأن يجمع كلمتهم على الحق، اللهم وفقنا لصيام رمضان وقيامه، واجعلنا فيه من المقبولين، واجعلنا فيه من عتقائك من النار، آمين.