إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا وأشهد ان لا إله الا الله وحده لاشريك له
وأصلي وأسلم على أشرف الخلق أجمعين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه ومن اقتفى أثره ..واتبع منهجه بإحسان إلى يوم الدين أما بعد إياه المؤمنون هذي وقفات في سورة البقرة
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
{الم(1)ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ}
قال الله عز وجل في افتتاحها ((ألــم))
ابتداء السورة بالحروف المقطعة {الم} وتصديرها بهذه الحروف الهجائية يجذب أنظار المعرضين عن هذا القرآن، إِذ يطرق أسماعهم لأول وهلة ألفاظٌ غير مألوفة في تخاطبهم، فينتبهوا إِلى ما يُلقى إِليهم من آياتٍ بينات،
وهذي أحرف متقطعة اسلم ترك الحديث عنها مع يقيننا أن الله سبحانه وتعالى له حكمة عظيمة في الإتيان بها افتتاح الكثير من السور بلغت 29 سورة أكثرها مكي يقول العلامة ابن كثير رحمه الله: إِنما ذكرت لبيان إعجاز القرآن.
((ذلـك )) الام هنا المقصود بــه لإظهار العظمة التي يتصف بها الكتاب العظيــم
((الكتاب)) فهم بعض أهل الصناعة البلاغية أن ألألف والام أنها لام الكمال وهو الكتاب الحق ،وأن القرآن مهيمنا على باقي الكتب السماوية.
((لاريب فيه )) :أي لا ينبغي لمؤمن أن يرتاب في أن هذا الكلام كلام الله ، وأن هذا الكتاب هو الكتاب الحق وأن الهدي الذي يتضمنه هو أعظم هدى وأجله.
((هدى للمتقين )) أتت هدى مطلقا أي عموما لجميع المصالح الدنيوية والأخروية، الدينية والدنيوية كل مصلحة تتحقق للعباد إنما جاء القرآن بها فالتزامه والتمسك به والسير على منهجه مع تلاوته وتعبد الله جل وعلا به يفوز الإنســان بأمر دينه ودنياه.
ثم بيَّن تعالى صفات هؤلاء المتقين فقال {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} أي يصدقون بما غاب عنهم ولم تدركه حواسهم من البعث، والجنة، والنار، والصراط، والحساب وغير ذلك من كل ما أخبر عنه القرآن أو النبي عليه الصلاة والسلام
{وَيُقِيمُون الصَّلاةَ} أي يؤدونها على الوجه الأكمل بشروطها وأركانها، وخشوعها وآدابها .
{وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} أي ومن الذي أعطيناهم من الأموال ينفقون ويتصدقون في وجوه البر والإِحسان، والآية عامة تشمل الزكاة، والصدقة، وسائر النفقات، وهذا اختيار ابن جرير، وروي عن ابن عباس أن المراد بها زكاة الأموال.
قال ابن كثير: كثيراً ما يقرن تعالى بين الصلاة والإِنفاق من الأموال، لأن الصلاة حقُّ الله وهي مشتملة على توحيده وتمجيده والثناء عليه، والإِنْفاقُ هو الإِحسان إِلى المخلوقين وهو حق العبد، فكلٌ من النفقات الواجبة، والزكاة المفروضة داخل في الآية الكريمة
{وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ} أي يصدقون بكل ما جئت به عن الله تعالى
{وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ} أي وبما جاءت به الرسل من قبلك، لا يفرّقون بين كتب الله ولا بين رسله
{وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} أي ويعتقدون اعتقاداً جازماً لا يلابسه شك أو ارتياب بالدار الآخرة التي تتلو الدنيا، بما فيها
من بعثٍ وجزاءٍ، وجنةٍ، ونار، وحساب، وميزان، وإِنما سميت الدار الآخرة لأنها بعد الدنيا
{أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ} أي أولئك المتصفون بما تقدم من الصفات الجليلة، على نور وبيان وبصيرة من الله
{وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} أي وأولئك هم الفائزون بالدرجات العالية في جنات النعيم.
سوف نقف على قضايا تضمنتها هذي السورة المباركة أولى تلك القضايا ان المجتمع المدنية قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إليها وقبل أن يعرف المسلمون الأولون من الأنصار في المدينة عن الإسـلام
كان المجتمع ينقسم الى طائفتين مشركون وثنيون وهم الاوس والخزرج والطائفة أخرى هم اليهود ولا يوجد ثالث من أصحاب الملل بينهما
وعندمــا أسلموا في بيعة العقبة الاولى والثانية وعندما هاجر صلى الله عليه وسلم الى المدينة أصبح هناك ثلاثة طوائف :مسلمون ،مشركون ويهود
ثم كانت موقعة بدر وظهر فيها الدين…وبعد الموقعة يوم بدر انعكست تاريخيا على المجتمع المدني ،فمن كان يظهر الشرك ..ورأى اشتداد شوكة المسلمون أخفى ما يعتقده….أظهر الإيمان وأخفى الكفر
فأصبح المجتمع فيه يهود…. ومشركون قلائل يظهرون شركهم …وفيه منافقون..وفيه مؤمنون
فأخبر الله جل وعلا عن هذي الطوائف كلها في فاتحة سورة البقرة ..فأثنى الله جل وعلا في خمس آيات
إلى قوله جل وعلا {{وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ..أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ….وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
وفيها إخبار بالطائفة التي آمنت بنبينا صلى الله عليه وسلم ، والتي قال الله في صدر الآية عنهم
{ هدى للمتقين الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ}.
ثم جاء الحديث بما يسمى عند البلاغيين بالمساواة في آيتين فقط عن اهل الكفر لأن كفرهم كان ظاهرا
كفر أهل الكتاب وكفر أهل الإشراك ………………
قال الله جل وعلا : إن الذين كفروا سوا
قال بعض أهل الفضل : أن العلم محله القلب ومن وسائله السمع والبصر
ومن لم يرد الله أن يهديه يختم الله على قلبه ويجعل على سمعه وعلى بصره غشاوة ..
فلو قرأ متونا وصاحب علماء إن لم يرد الله له علما وهداية ،فلا سبيل له الى تحقيقها ،
وإن أراد الله جل وعلا به خيرا فكل مافي الأرض جند لله يسوق الله جل وعلا إليه العلم والهدى والنور
سوقا برحمة منه جل وعلا وفضل فربنا تبارك وتعالى يقدم من يشاء بفضله ويأخر من يشاء بعدله
ولايسأله مخلوق عن فعله ، وعندما تكلم ربنا جل وعلا عن دينه العظيم وقرآنه المبين
قال{{ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}}
وفي سورة النو قال ربنا عز وجل :"يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ .
فلا سبيل لتحقيق أي غاية إلا بالله …………..
كما قال العز بن عبدالسلام رحمه الله :والله لن يصلوا إلى شي بغير الله فكيف يوصل إلى الله بغير الله !!!!!!!!!!!!!!
فلما قال ربنا :ختم الله على قلوبهم ،لم يكن لأحد قدرة أن يزيل ذلك الختم ومع ذلك يقيم الله جل وعلا بهم الحجة بعدله
قال ربنا تبارك وتعالى ((خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)
فذكر الله هنا طائفة الكفار ، بعد إن ذكرمن قبل طائفةأهل الإيمان ،ثم جاءت اآيات تبين حال أهل النفاق
ممن أظهروا الإيمان ليحصنوا دنياهم كما قال تعالى (اتخذوا ايمانهم جنة ))أي وقاية في سورة المنافقون .
…فأخبر الله سبحانه وتعالى بعض من أحوال أهل النفاق ومازالت أخبارهم تأتي اتباعا حتى فضحهم الله
سبحانه وتعالى الفضيحة كلها في سورة التوبة ..
وهذا هو المقصود في ذكر الطوائف كلها فلا يستطيع أن يعاقب أهل الكفر والمنافقين ..
ولا أن يثيب المؤمنين المتقين إلا الله تبارك وتعالى وحده …فالمؤمن اذا تلا مثل هذه خاف على نفسه
ولو أثنى عليه مخلوق ولــو مدحه المادحون فإن الناس ليس لهم منك إلا الظاهر
والله جل وعلا وحده يتولى السرائر ويوم القيامة يكشف المستور ..ويكشف كل شيء
والله جل وعلا حرم الظلم على نفسه وجعله بين عباده محرما ..وربنا جل وعلا أرحم الراحمين
وأكرم الأكرمين ورب العالمين ..ومع ذلك يجب مجاهدة النفس الى ان يحين الأجل وينتهي العمل
قالى تعالى لنبيه : (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ )،فهذه القضية من أعظم ماتضمنته سورة البقرة
https://www.youtube.com/watch?v=J0i_BRBMVQw&feature=fvw
ارجُو منكنّ ياحبيبات تكثيف الدعاء لي بظهر الغيب…
ومن كانت منكنّ صائمة في هذه الأيام فأطمع أن تدعو لي عند الفطر … وفي الأوقات المستجابة من السجود ويوم الجمعة ووقت السحر .. فلعلّ الله سبحانه يستجيب بدعوة أخت صالحة منّا
والله يعطيج العافيه..
وتسلمين حبوبه