نشر في : السبت 4 أبريل 2024
نورا ناجي – التقرير
الاكتئاب مرض العصر، كل يوم تزداد نسبة انتشاره بين أبناء جيل الشباب، يمتد أحيانًا للمراهقين وربما الأطفال، وقد يصيب المتقدمين في السن. لكن الشباب بالذات، بدءًا من مواليد منتصف السبعينيات، هم الأكثر ابتلاءً بهذا الأمر. يبدو كلعنة مستمرة وأبدية، أحيانًا يتطور الأمر لينتهي بالرغبة في الانعزال وإنهاء الحياة، وأحيانًا يتغلب الشخص على الأمر لفترة ثم يعاني من جديد.
المشكلة في الاكتئاب أنه يطابق مرض السرطان للغاية؛ مثلما ينشر السرطان خلاياه لتدمر وتتغذى على خلايا الجسد حد التدمير، يفعل الاكتئاب ذات الشيء للروح، حتى تتقلص وتضيق بما فيها.
التعامل مع مريض الاكتئاب على أنه حزين فقط أو محبط قليلًا، غير صحيح. يجب أن نضع في اعتبارنا بأن هذا المرض قاسٍ للغاية، يماثل قسوة الأمراض الجسدية، إن لم يكن أكثر. هذه هي العبارات التي لا يجب التفوه بها لمريض اكتئاب، أبدًا، وتحت أي ظرف، ولو حتى على سبيل المزاح:
أنت تحزن على أشياء تافهة:
التقليل من مشاكل مريض الاكتئاب أمر قاسٍ للغاية. قد تبدو مشاكله في نظرك تافهة وعادية، لكن الشخصيات تختلف، الأمر الذي لا يؤذيك لا يعني أنه لا يؤذي غيرك. في حالات اضطرابات المزاج: يشعر المرء بأن العالم يتهاوى من فوقه إن حدث له أي شيء ولو بتفاهة كسر الكوب الخاص به أو ضياع كتاب يحبه. بدلًا من هذه الطريقة الهجومية، حاول أن تعطيه آذانًا صاغية لينفس عما يزعجه دون كلام أو حكم مسبق. التعاطف هام جدًا ويشعر مريض الاكتئاب بالمساندة فورًا.
أعرفُ تمامًا بماذا تشعر:
على الرغم من أنك قد تعتقد بأنها عبارة متعاطفة، إلا أن مريض الاكتئاب يفهمها بأنها نوع من المزايدة على مشاعره. نحن لسنا في سباق لتحديد من منكما أكثر اكتئابًا ومعاناة من الآخر. عندما يخبرك صديقك بشيء يحزنه، لا داعي لأن تخبره بأنك تشعر بذات الشيء وأكثر. الاكتئاب شخصي جدًا؛ فلا تشعره بأنه شيء عام يصيب الجميع معًا.
بدلًا من ذلك، يمكنك إخباره بأنك سبق وتعرضت لشيء مشابه، وأنك فعلت بعض الأمور للتغلب عليها. يمكنك نصحه بفعل حقيقي، مثل رؤية طبيب معين أو القيام ببعض الأنشطة، وأخبره أنك اليوم أصبحت أفضل.
الجميع يملك مشاكله الخاصة:
جملة أخرى لا داعي لها. صديقك لا يشاركك مشاكله لتخبره بأنه مدلل أو لا يعرف بأن العالم مليء بالمشاكل الأخرى. هو بالطبع يعرف ذلك، لكن كل شخص يشعر بأن مشاكله هي نهاية العالم. يجب إبداء تعاطفك، وإخباره بأن لكل مشكلة حلًا، ربما نكتشفه معًا.
تذكر الأشياء الجيدة التي تملكها:
هذه النغمة الوعظية لا تفيد. هل تعتقد أن مريض الاكتئاب يرى أي شيء بمنظور متفائل أو جيد؟ بالتأكيد يملك نعمًا كثيرة، لكنه في هذه اللحظة بالذات لا يستطيع استيعابها. هو يشعر أن العالم قد توقف عند نقطة معينة، قد يبدو التفكير ضبابيًا أو معتمًا أمامه؛ الأمر الذي سيشعره بالاختناق في محاولة تذكر أي شيء سعيد أو حسن. وقد تتأزم حالته أكثر.
بدلًا من ذلك، اشرح له بأن الاكتئاب يمنعه من رؤية أي شيء جيد الآن، وأنه بمجرد علاجه وخروجه من الوضع، سوف يكتشف حياته من جديد.
جد عمل جديد:
بالرغم من أن العمل قد يكون سببًا في الاكتئاب؛ لأن التوتر والضغط في عمل متعب وغير مجدي ليس بالأمر السهل، لكن دعوته لترك عمله ومصدر رزقه والبدء في البحث من جديد في هذه اللحظة، أمر غير صحيح؛ ربما يزيد من سوء حالته أضعافًا مضاعفة.
بدلًا من ذلك، أقنعه بالهدوء وعدم السماح للعمل بالضغط على أعصابه، اجعله يأخذ الأمور بروية، وتعلم التحكم في فصل حياته الشخصية عن عمله. ربما يمكنك تدريبه على نسيان مشاكل العمل بمجرد دخوله إلى باب منزله.
كونك مكتئبًا أفضل من كونك مريضًا بالسرطان:
مقارنة وضع صديقك المكتئب بشخص آخر مريض جسمانيًا، ليس بعادل؛ أنت تقلل من مشاكله وتجعل من حالته تافهة. هذا الأمر لا يفيد أبدًا. على العكس، فهو يزيد من سوء حالته ويشعره بالاضطهاد وبأنه معزول ومتقوقع في أحزانه. بعدها، سيتطور الأمر حتى يشعر بالخجل من شرح حالته لأي شخص أوالتنفيس عما به؛ خوفًا من السخرية.
كل شيء يمر:
على الرغم من أنها جملة حقيقية؛ فكل شيء يمر في النهاية فعلًا، لكن مرض الاكتئاب في حالات كثيرة لا ينتهي وحده، بل يتطلب تدخلًا طبيًا عاجلًا، كما يتطلب الالتزام بالأدوية التي سيصفها الطبيب. كلمة “الأمر سوف يمر” تخلط بين مشاعر الحزن العادية التي يتعرض لها الجميع، وبين الخلل الكهربائي في خلايا المخ، والذي يسبب الاكتئاب ولا ينتهي من تلقاء نفسه. إقناع المكتئب بأن الأمر سينتهي وحده، قد يكون سببًا في تفاقم الأمر، وفي بعض الحالات قد يؤدي للموت.
أنت تسعى لجذب الأنظار:
حتى ولو كان الأمر صحيحًا، وحتى ولو كان هذا الشخص أو ذاك يسعى لكسب تعاطف من حوله ولفت الأنظار إليه؛ هذا الأمر يعني أنه حزين بالفعل، وحيد تمامًا، يحتاج لمسة إنسانية صادقة وبعض التعاطف. هذا الأمر في الحقيقة يؤكد أنه مريض فعلًا وأنه مكتئب بشدة، فلا داعي لتزيد من مشاعره السلبية باتهامه بالتمثيل والادعاء والرغبة في لفت الأنظار. بدلًا من ذلك، امنحه ما يرغب فيه، لن تخسر شيئًا؛ فلا تكن بخيلًا في مشاعرك. على العكس، قد يساعدك هذا على الرضا عن نفسك؛ لأنك أسعدت شخصًا ما، ولو ببعض الكلمات.
يعتقدون ان بهذه الطريقه يواسوه … بس في داخله يصير يزعل اكثر ويحس بالمقارنه…. اذا الشخص كان مكتئب او مرت عليه ظروف لازم مراعته
وهو بعد لازم ينتبه ومايكلم اي حد بس حد مختص ….
الكلمه المشهوره
انت احسن من غيرك!!!
كلام روعة
والله يبعد عنا وعن الجميع الاكتئاب
والله يشفي الجميع
شو اللي نقدر نسويه ؟؟؟
ولكن مثلا اذا شكى الحال … تفهمينه ان فعلا كلامه صح وانتي حاسه فيه … وان فعلا الموقف صعب … عشان يهدى ومثلا تضربين من حياتك مثلا … بس مايحسسه انك احسن في التعامل عشان مايحس انه دوني او ماعرف يتعامل والشخص القدامه يستفيد من ضعفه بانه يمدح نفسه! لانه بيتصور بهذه الطريقه
طبعا الشخص المكتئب لازم يكون له مسانده عائليه واتصور طبيب يكون متمرس … وان الناس الحوله يعرفون عن حالته عشان يكلمونه او يعرفون كيف هو….
لان نحن مانفهم مامعنى الاكتئاب … تعرفون ان الشخص اذا قال مثلا انه يريد يموت او ينتحر لازم اصلا يؤخذ بعين الجد … وينقل طوارئ!!! يعتبر من حالات الطوارئ ….