أتاكم شهر الرحمة والغفران: فماذا أعددتم له؟!
هل أعددت نية وعزمًا صادقًا بين يدي صومك؟!
هل بحثت في قلبك وأنت تستقبل رمضان ؛ لتعرف عزمه وصدقه ورمضان يطل عليك؟!
كثير من الناس يدخلون في رمضان بغير نية صادقة (ولا أعني نية الصوم، فهذه يأتي بها كل صائم) ، ولكن هل عزمت على نية إخلاص الصوم و صدق العبادة في هذا الشهر المبارك ؟
إن تفكيرك في مصاريف رمضان وإعدادك لما يلزم من طعام يشاركك فيه الكثيرون !
ولكن أختي :
إعدادك لغذاء الروح وتفكيرك في تطهير وتزكية نفسك والإقبال على الله في هذا الشهر المبارك هو الإعداد النافع لاستقبال شهر الخير.
قال المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه) – رواه البخاري ومسلم.
وقال الإمام ابن رجب: (إن اشتد توقان النفس إلى ما تشتهيه مع قدرتها عليه ، ثم تركته لله ـ عز وجل ـ في موضع لا يطلع عليه إلا الله، كان ذلك دليلاً على صحة الإيمان) .
اختى :
هيئ الإخلاص الصادق والعزم الأكيد وأنت تستقبل شهر صومك . . هيئ العزم الصادق ليوم فطرك ، وأصدق عزم وإخلاص تعده لصومك ؛عزمك على فعل الطاعات ، واستقبالك شهر صومك بالتوبة النصوح وعزمك على التوقيع على صفحة بيضاء نقية لتملأها بأعمال صالحة صافية عن شوائب المعاصي ، تشبه صفاء ونصاعة هذا الشهر المبارك.
وأما عزمك الصادق ليوم فطرك فهو أن تعقد العزم الأكيد على المداومة على الأعمال الصالحة التي وفقك الله تعالى لأدائها في شهر الرحمة والبركات.
كم من رمضان يمر على الكثيرين وهم غافلون ؟
لا يهمهم إلا رمضان الذي هم فيه، وكم منّا نسى إعداد ميزانية ؟
(العمل الصالح) و (التوبة) و (المحاسبة) و (الاستغفار) و (الدعاء).
قال الحسن البصري ـ رحمه الله :
(إن العبد لا يزال بخير ما كان له واعظ من نفسه، وكانت المحاسبة من همته).