أخياتي………
هذه القصة قرأتها قبل مايقارب الأربع سنوات……واحتفظت بها في مكتبتي لأنها علمتني الكثيـــــر
ثم إني أحببت أن أضعها بين أيديكم…لنقطف معاً ثمار هذه الحكاية…
يحكى أن أحد الحكماء ذهب مع ابنه خارج المدينة ليعرفه على تضاريس الحياة في جو نقي بعيد عن صخب المدينة وهمومها….
سلك الاثنان وادياً عميقاً تحيط به جبال شاهقة،وأثناء سيرهما تعثر الطفل في مشيته وسقط على ركبته……..صرخ الطفل على إثرها بصوتٍ مرتفع تعبيراً عن ألمه ( آآآآآه) فإذا به يسمع من يشاطره الألم بصوتٍ مماثل (آآآآآه)….
نسي الطفل الألم وسارع في دهشة سائلاً مصدر الصوتومن أنت؟)
فإذا بالجواب يرد عليه سؤالهومن أنت؟)..
انزعج الطفل من هذا التحدي في السؤال فرد عليه مؤكداًبل أنا أسألك من أنت؟)
ومرة أخرى لا يكون الرد إلا بنفس الجفاء والحدةبل أنا أسألك من أنت؟)
فقد الطفل صوابه بعد أن استثارته المجابهة في الخطاب،فصاح غاضبا:ً(أنت جبان)
فهل كان الرد إلا من جنس العمل..وبنفس القوة يجيء الردأنت جبان).
أدرك الطفل عندها أنه بحاجة لأن يتعلم فصلاً جديداً في الحياة من أبيه الحكيم الذي وقف بجانبه دون أن يتدخل في المشهد الذي كان من إخراج ابنه.
قبل أن يتمادى في تقاذف الشتائم تملك الإبن أعصابه وترك المجال لأبيه لإدارة الموقف حتى يتفرغ هو لفهم هذا الدرس.
تعامل الأب كعادته بحكمه مع الحدث وطلب من ولده أن ينتبه للجواب هذه المرة،وصاح في الوادي "إني أحترمك".
كان الجواب من جنس العمل أيضاً فجاء بنفس نغمة الوقار"إني أحترمك".
عجب الولد من تغير نغمة المجيب،ولكن الأب أكمل المساجلة قائلاً:"كم أنت رائع".
فلم يقل الرد عن تلك العبارة الراقية"كم أنت رائع".
ذهل الطفل مما سمع ولكن لم يفهم سر التحول في الجواب،
ولذا صمت بعمق لينتظر تفسيراً من أبيه لهذه التجربة الفيزيائية.
علق الحكيم بهذه الحكمة:
"أي بني:نحن نسمي هذه الظاهرة الطبيعية في عالم الفيزياء(صدى)،لكنها في الواقع هي الحياة بعينها.إن الحياة لا تعطيك إلا بقدر ما تعطيها،ولا تحرمك إلا بقدر ما تحرم نفسك منها.
الحياة مرآة أعمالك، وصدى أقوالك….
إذا أردت أن يحبك أحد فأحب غيرك…
وإذا أردت أن يوقرك أحد فوقر غيرك…
إذا أردت أن يرحمك أحد فارحم غيرك….
وإذا أردت أن يسترك أحد فاسترغيرك..
إذا أردت الناس أن يساعدوك فساعد غيرك….
وإذا أردت الناس أن يستمعوا لك ليفهموك، فاستمع إليهم لتفهمهم أولاً.
لا تتوقع من الناس أن يصبروا عليك إلا إذا صبرت عليهم ابتداءً.
أي بني..هذه سنة الله التي تنطبق على شتى مجالات الحياة،وهذا ناموس الكون الذي تجده في كافة تضاريس الحياة…إنه صدى الحياة..ستجد ما قدمت،وستحصد ما زرعت..
{فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}
ومن أصدق من الله قيلاً……
تسلمين عزيزتي
تسلمين الغاليه على الحكمــــــه…
دمـــــتي بود
ربي يحفظه لج ويخليج له