" أنتِ ناقصة عقل ودين
أنتِ ناقصـة عقـل وديـن"
قالها لي أخي الصغير فقد كنا نتحاور أنا وهو في موضوع ما وكان يحاول جاهدا أن يقنعني برأيه.. وأنا كذلك.. وعندما يأس ونفذت كل محاولاته في إقناعي.. قالها لي وكأنه يتهمني بها.. ويضعف من رأيي
للحظات اعتراني الغضب.. من لهجة أخي الصغير المتهمة لي بالنقص في ديني وعقلي.. فلا يحق له ان يحكم إن كان ديني كاملا أو ناقصا.. أو يصدر حكما بأن عقلي لا يجاري عقله في التفكير لنقصانه
ولأني لا ارغب أن يتحكم غضبي في طريقة حواري معه.. فضلت أن اصمت قليلا.. كي أشتت غضبي واجمع أفكاري كي أستطيع أن أقنعه بأنه لا يجوز له أن يتهمني هكذا
وبعد لحظات من التفكير السليم.. وبهدوء رددت عليه وأنا مبتسمة: نعـــم اعتـرف.. أنا ناقصـة عقـل ودين وكيف لي ان اكذّب حديث قاله الرسول عليه الصلاة والسلام
********
اعتلت ملامح أخي الدهشة من اعترافي.. التي أخذت يزينها ابتسامة انتصاره.. ظنا منه باني قد استسلمت لرأيه.. وإني اعترفت باني لا أصلح لاتخاذ أي رأي.. لنقص عقلي.. وبهذا قد حسم الموضوع لصالحه
وهو في عز نشوته بالانتصار عليّ.. فاجأته بهذه الأسئلة :هل لك يا أخي أن تفسر لي كيف يكون نقصان عقلي.. ونقصان ديني؟
صمت أخي واخذ يفكر.. فأكملت: وهل لك أن تذكر بقية الحديث الذي استمدت منه جملتك هذه؟
وكانت ابتسامته تتلاشى مع كل سؤال اسأله إلى أن اختفت.. وسكنت مكانها حيره.. كيف له أن يجيب على هذه الأسئلة.. فاخذ يتمتم.. ويتمتم.. ويقول عبارات كثيرة لم افهم منها سوى: بصراحة لا أتذكر الحديث الشريف
تجاهلت إجابته مكملة.. لأسئلتي
:
وهل تعتقد أن الله يقبل منك أنت صلاتك وزكاتك وقيامك.. ولا يتقبلها مني؟
و هل عندما تصلي وتزكي .. وتقوم بفعل الخير.. يكون ثوابك اكبر من ثوابي لأني امرأة ناقصة دين
فجاوبني بثقة: لا طبعا أنا لم اقل هذا
إذن كيـف يكـون نقصان ديني هنـا؟
********
وحتى لا اسمع لغة التمتمة لديه أكملت حديثي دون انتظار الإجابة: وبرأيك الشخصي كيف يكون نقصان عقلي.. فهل تعتقد بأنه تكوينه عقلك تختلف عن تكوينه عقلي.. أي إن الله خلق للرجال عقل كامل.. و خلق لنا نحن النساء نصف عقل؟
أشار بالنفي برأسه.. وكأنه يعلم جيدا باني قد سأمت من تمتمته
أم تراه قد شعر بأنه أوقع نفسه في مطب لن يخرج منه سالما
صَمِت قليلا.. وأخذت أتمعن جيدا في وجهي أخي الحائر.. أحاول جاهدة أن اخترق جدار عقله علني أحاول أن اكتشف بما يفكر به ألان.. وأراقب نظرات عينيه التي أخذت تسافر من مكان إلى الأخر متحاشيه أن تنظر في عيني
أما هــو فقد ضنه صمتي هذا.. انتظار لإجابته.. فرجع أخي يتمتم ويتمتم.. فأشفقت عليه.. فاقتربت منه وجلست بقربه.. وأمسكت بيديه.. وقلت له: أنا اعلم انك لا تدرك ما تقوله.. ربما لأنه قد شاع لدى بعض الرجال هذه المقولة بأنها نقص في حقنا وكأنها ممسك علينا
عزيزي ما أرغبه منك الآن أن تسمعني جيدا.. ولا تقاطعني.. حتى انتهي من حديثي.. وبعدها أبدي رأيك وقل ما تشاء وسأكون لك مستمعه.. اتفقنــا
وكأني هنـا قد رميت له طــوق النجاة من أسئلتي فابتسم لي وهو يقول: بكـل سـرور
********
أنصت لهذا الحديث الشريف الذي سأقوله
عن أبي سعيد ألخدري قال: خرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في أضحى أو فطر إلى المصلى، فمر على النساء فقال: معشر النساء، تصدقن، وأكثرن من الاستغفار. فإني رأيتكن أكثر أهل النار
قلن: وبم يا رسول الله؟
قال: تكثرن اللعن وتكفرن العشير، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن
قلن: وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله؟
قال: أليس شهادة المرآة نصف شهادة الرجل؟
قلن: بلى
قال: فذلك من نقصان عقلها. أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم؟
قلن: بلى
قال: فذلك من نقصان دينها
وقصد هنا نقصان العقـل أن النساء لا تضبط مشاعرها كالرجل و لا تتصف برباطة الجأش ولأنه شهادتها نصف شهادة الرجل لغلبة عاطفتها ونسيانها.. فلهذا أتى نقصان العقل
أما نقصان الديـن.. حيث أن الرجل يصلي في الشهر 150 صلاة مفروضة بينما المرأة تصلي أقل منه.. لعارض شرعي بذلك نقصت الصلاة.. وأيضا لأن الرجل يصوم شهر رمضان بأكمله.. أما هي تضطر لان تفطر بعض أيام لنفس هذا العارض الشرعي وهــذا بالنسبة للمرآة يُعــدّ كمـالاً
********
كمـالاً –
قالها أخي متعجبــاً
نعم.. من المعلوم أن التي لا تحيض تكون غالباً عقيماً لا تحمل ولا تلد.. وقد جعل الله الدم غذاءً للجنين
قال ابن القيم: خروج دم الحيض من المرآة هو عين مصلحتها وكمالها، ولهذا يكون احتباسه لفساد في الطبيعة ونقص فيها
ولا ينقص من قيمة المرآة.. كون عقلها اقل لغلبة عاطفتها.. أو دينها لأنها تترك الصلاة لعذر.. فهو ليس نقصاً في التكوين.. ولا نقصاً في اليقين وجوهر الدين.. ولكنه سمي نقصاً لأن فيه مع وجود أسبابه ما يعد غير تام
و صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال في حديثه اللطيف: وما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن
********
لذا يا أخي العزيز
لا بد أن تعلم أنه لا يجـــــوز لك إن تقول هذا اللفظ: النساء ناقصات عقل ودين.. وكأنك تتعال على المرآة وتسلبها حقها في دينهـا وعقلها.. وهذا لا يحق لك كرجل مسلم
لأنك تأخذ ما تريد من الحديث وتترك الباقي
كمن يقرأ: ولا تقربوا الصلاة.. ويسكت..
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الْغَآئِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً }النساء43
أو يقرأ: ويل للمصلين.. ويسكت
َ { وَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ{4} الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ{5} الْمَاعُونَ
فهنـا مـع السكوت يختلف معنى الآية.. فأنت فعلت كذلك … أخذت من الحديث ما أعجبك فقط.. وتجاهلت البقية.. فاختلف المعنى كليا ..
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إنما النساء شقائق الرجال.. رواه الإمام أحمد وغيره، وهو حديث حسن
********
أعتذر أخـي من فهمه الخطأ لمعنى الحديث.. ولكم سررت من ذلك.. لكن متى سيفهم بقية الرجال؟
يقول ربنا عز وجل
{وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاء الَّلاتِي لاَ تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَن تَقُومُواْ لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِهِ عَلِيماً }النساء127
سئل النبي عن شأن النساء، وعن الغامض من أحكامهن، وعن حقوقهن، هذه الحقوق التي كان المجتمع الجاهلي قد أضاعها حتى غدت المرأة أداة في يد الرجل أباً أو أخاً أو زوجاً لا تملك لنفسها شيئاً من أمر نفسها.
وجاء الجواب الشافي الكافي في كتاب الله فها هي آيات القرآن الكريم تبين أحكام النساء وما لهن من حقوق وما عليهن من واجبات ومن ذلك وجوب المعاملة الحسنة، فالمرأة إما أن تكون أمّا، قال تعالى: واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً والإحسان يكون بالقول هو المخاطبة باللين واللطف والتكريم، والإحسان بالفعل خدمتها وقضاء حوائجها، والإحسان بالمال بذله لها من غير منة.
وقد تكون المرأة بنتاً أو أختاً. قال رسول الله : ((لا يكون لأحد ثلاث بنات أو ثلاث أخوات أو ابنتان أو أختان فيتقي الله فيهن ويحسن إليهن إلا دخل الجنة)) فالأخوة والبنوة تفرض الإحسان للأخوات وللبنات.
والمرأة قد تكون زوجة.قال تعالى: وعاشروهن بالمعروف وقال : ((لايفرك مؤمن مؤمنة – أي لا يبغضها إن كره منها خلقاً رضي خلقاً آخر)). [1] فالزوجية تفرض الإحسان بين الزوجين.
وقد تكون المرأة أختا في الدين وهذه أيضاً لها حقوقها. قال تعالى: والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض أي قلوبهم متحدة في التواد والتحاب والتعاطف، فالمسلم الصادق هو الذي يحب لأخته المسلمة الخير والفلاح، فيأتمر بشرع الله الذي يمنعه من ارتكاب أي ظلم أو خيانة في حق أخته المسلمة.
عباد الله: في هذا الزمن الذي عم فيه الفساد وانتشر صرنا نسمع الكثير عن ظاهرة العنف ضد النساء، والعنف هو الغلظة والخشونة وعدم الرفق، والدول الأوربية بصفة خاصة تشتكي من هذه الظاهرة التي يجب علينا أن نعرف أسبابها ونعمل على علاجها.
إن سببها في مجتمعنا – بلا شك – هو الابتعاد عن أوامر الشريعة المطهرة ، فهناك من الرجال من نبذ وراء ظهره وصية رسول الله في حجة الوداع عندما قال: ((اتقوا الله في النساء)) أو كأنهم لم يسمعوا قول رسول الله : ((من أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وألطفهم بأهله)).
فمعاملة الزوجة باللطف والإحسان من علامات الإيمان، وهذا العنف قد يصدر من الزوج أو من الأخ أو من الأب أو من مختلف أفراد المجتمع، لكن الزوج في الغالب يبقى هو المصدر الأول لذلك جاءت آيات القرآن الحكيم تدعو الأزواج إلى حسن المعاشرة. قال عز وجل: ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون .
إن الإسلام حرص أشد الحرص على حفظ كرامة المرأة بما فرض من أحكام .
أنتِ ناقصـة عقـل وديـن"
قالها لي أخي الصغير فقد كنا نتحاور أنا وهو في موضوع ما وكان يحاول جاهدا أن يقنعني برأيه.. وأنا كذلك.. وعندما يأس ونفذت كل محاولاته في إقناعي.. قالها لي وكأنه يتهمني بها.. ويضعف من رأيي
للحظات اعتراني الغضب.. من لهجة أخي الصغير المتهمة لي بالنقص في ديني وعقلي.. فلا يحق له ان يحكم إن كان ديني كاملا أو ناقصا.. أو يصدر حكما بأن عقلي لا يجاري عقله في التفكير لنقصانه
ولأني لا ارغب أن يتحكم غضبي في طريقة حواري معه.. فضلت أن اصمت قليلا.. كي أشتت غضبي واجمع أفكاري كي أستطيع أن أقنعه بأنه لا يجوز له أن يتهمني هكذا
وبعد لحظات من التفكير السليم.. وبهدوء رددت عليه وأنا مبتسمة: نعـــم اعتـرف.. أنا ناقصـة عقـل ودين وكيف لي ان اكذّب حديث قاله الرسول عليه الصلاة والسلام
********
اعتلت ملامح أخي الدهشة من اعترافي.. التي أخذت يزينها ابتسامة انتصاره.. ظنا منه باني قد استسلمت لرأيه.. وإني اعترفت باني لا أصلح لاتخاذ أي رأي.. لنقص عقلي.. وبهذا قد حسم الموضوع لصالحه
وهو في عز نشوته بالانتصار عليّ.. فاجأته بهذه الأسئلة :هل لك يا أخي أن تفسر لي كيف يكون نقصان عقلي.. ونقصان ديني؟
صمت أخي واخذ يفكر.. فأكملت: وهل لك أن تذكر بقية الحديث الذي استمدت منه جملتك هذه؟
وكانت ابتسامته تتلاشى مع كل سؤال اسأله إلى أن اختفت.. وسكنت مكانها حيره.. كيف له أن يجيب على هذه الأسئلة.. فاخذ يتمتم.. ويتمتم.. ويقول عبارات كثيرة لم افهم منها سوى: بصراحة لا أتذكر الحديث الشريف
تجاهلت إجابته مكملة.. لأسئلتي
:
وهل تعتقد أن الله يقبل منك أنت صلاتك وزكاتك وقيامك.. ولا يتقبلها مني؟
و هل عندما تصلي وتزكي .. وتقوم بفعل الخير.. يكون ثوابك اكبر من ثوابي لأني امرأة ناقصة دين
فجاوبني بثقة: لا طبعا أنا لم اقل هذا
إذن كيـف يكـون نقصان ديني هنـا؟
********
وحتى لا اسمع لغة التمتمة لديه أكملت حديثي دون انتظار الإجابة: وبرأيك الشخصي كيف يكون نقصان عقلي.. فهل تعتقد بأنه تكوينه عقلك تختلف عن تكوينه عقلي.. أي إن الله خلق للرجال عقل كامل.. و خلق لنا نحن النساء نصف عقل؟
أشار بالنفي برأسه.. وكأنه يعلم جيدا باني قد سأمت من تمتمته
أم تراه قد شعر بأنه أوقع نفسه في مطب لن يخرج منه سالما
صَمِت قليلا.. وأخذت أتمعن جيدا في وجهي أخي الحائر.. أحاول جاهدة أن اخترق جدار عقله علني أحاول أن اكتشف بما يفكر به ألان.. وأراقب نظرات عينيه التي أخذت تسافر من مكان إلى الأخر متحاشيه أن تنظر في عيني
أما هــو فقد ضنه صمتي هذا.. انتظار لإجابته.. فرجع أخي يتمتم ويتمتم.. فأشفقت عليه.. فاقتربت منه وجلست بقربه.. وأمسكت بيديه.. وقلت له: أنا اعلم انك لا تدرك ما تقوله.. ربما لأنه قد شاع لدى بعض الرجال هذه المقولة بأنها نقص في حقنا وكأنها ممسك علينا
عزيزي ما أرغبه منك الآن أن تسمعني جيدا.. ولا تقاطعني.. حتى انتهي من حديثي.. وبعدها أبدي رأيك وقل ما تشاء وسأكون لك مستمعه.. اتفقنــا
وكأني هنـا قد رميت له طــوق النجاة من أسئلتي فابتسم لي وهو يقول: بكـل سـرور
********
أنصت لهذا الحديث الشريف الذي سأقوله
عن أبي سعيد ألخدري قال: خرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في أضحى أو فطر إلى المصلى، فمر على النساء فقال: معشر النساء، تصدقن، وأكثرن من الاستغفار. فإني رأيتكن أكثر أهل النار
قلن: وبم يا رسول الله؟
قال: تكثرن اللعن وتكفرن العشير، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن
قلن: وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله؟
قال: أليس شهادة المرآة نصف شهادة الرجل؟
قلن: بلى
قال: فذلك من نقصان عقلها. أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم؟
قلن: بلى
قال: فذلك من نقصان دينها
وقصد هنا نقصان العقـل أن النساء لا تضبط مشاعرها كالرجل و لا تتصف برباطة الجأش ولأنه شهادتها نصف شهادة الرجل لغلبة عاطفتها ونسيانها.. فلهذا أتى نقصان العقل
أما نقصان الديـن.. حيث أن الرجل يصلي في الشهر 150 صلاة مفروضة بينما المرأة تصلي أقل منه.. لعارض شرعي بذلك نقصت الصلاة.. وأيضا لأن الرجل يصوم شهر رمضان بأكمله.. أما هي تضطر لان تفطر بعض أيام لنفس هذا العارض الشرعي وهــذا بالنسبة للمرآة يُعــدّ كمـالاً
********
كمـالاً –
قالها أخي متعجبــاً
نعم.. من المعلوم أن التي لا تحيض تكون غالباً عقيماً لا تحمل ولا تلد.. وقد جعل الله الدم غذاءً للجنين
قال ابن القيم: خروج دم الحيض من المرآة هو عين مصلحتها وكمالها، ولهذا يكون احتباسه لفساد في الطبيعة ونقص فيها
ولا ينقص من قيمة المرآة.. كون عقلها اقل لغلبة عاطفتها.. أو دينها لأنها تترك الصلاة لعذر.. فهو ليس نقصاً في التكوين.. ولا نقصاً في اليقين وجوهر الدين.. ولكنه سمي نقصاً لأن فيه مع وجود أسبابه ما يعد غير تام
و صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال في حديثه اللطيف: وما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن
********
لذا يا أخي العزيز
لا بد أن تعلم أنه لا يجـــــوز لك إن تقول هذا اللفظ: النساء ناقصات عقل ودين.. وكأنك تتعال على المرآة وتسلبها حقها في دينهـا وعقلها.. وهذا لا يحق لك كرجل مسلم
لأنك تأخذ ما تريد من الحديث وتترك الباقي
كمن يقرأ: ولا تقربوا الصلاة.. ويسكت..
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الْغَآئِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً }النساء43
أو يقرأ: ويل للمصلين.. ويسكت
َ { وَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ{4} الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ{5} الْمَاعُونَ
فهنـا مـع السكوت يختلف معنى الآية.. فأنت فعلت كذلك … أخذت من الحديث ما أعجبك فقط.. وتجاهلت البقية.. فاختلف المعنى كليا ..
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إنما النساء شقائق الرجال.. رواه الإمام أحمد وغيره، وهو حديث حسن
********
أعتذر أخـي من فهمه الخطأ لمعنى الحديث.. ولكم سررت من ذلك.. لكن متى سيفهم بقية الرجال؟
يقول ربنا عز وجل
{وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاء الَّلاتِي لاَ تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَن تَقُومُواْ لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِهِ عَلِيماً }النساء127
سئل النبي عن شأن النساء، وعن الغامض من أحكامهن، وعن حقوقهن، هذه الحقوق التي كان المجتمع الجاهلي قد أضاعها حتى غدت المرأة أداة في يد الرجل أباً أو أخاً أو زوجاً لا تملك لنفسها شيئاً من أمر نفسها.
وجاء الجواب الشافي الكافي في كتاب الله فها هي آيات القرآن الكريم تبين أحكام النساء وما لهن من حقوق وما عليهن من واجبات ومن ذلك وجوب المعاملة الحسنة، فالمرأة إما أن تكون أمّا، قال تعالى: واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً والإحسان يكون بالقول هو المخاطبة باللين واللطف والتكريم، والإحسان بالفعل خدمتها وقضاء حوائجها، والإحسان بالمال بذله لها من غير منة.
وقد تكون المرأة بنتاً أو أختاً. قال رسول الله : ((لا يكون لأحد ثلاث بنات أو ثلاث أخوات أو ابنتان أو أختان فيتقي الله فيهن ويحسن إليهن إلا دخل الجنة)) فالأخوة والبنوة تفرض الإحسان للأخوات وللبنات.
والمرأة قد تكون زوجة.قال تعالى: وعاشروهن بالمعروف وقال : ((لايفرك مؤمن مؤمنة – أي لا يبغضها إن كره منها خلقاً رضي خلقاً آخر)). [1] فالزوجية تفرض الإحسان بين الزوجين.
وقد تكون المرأة أختا في الدين وهذه أيضاً لها حقوقها. قال تعالى: والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض أي قلوبهم متحدة في التواد والتحاب والتعاطف، فالمسلم الصادق هو الذي يحب لأخته المسلمة الخير والفلاح، فيأتمر بشرع الله الذي يمنعه من ارتكاب أي ظلم أو خيانة في حق أخته المسلمة.
عباد الله: في هذا الزمن الذي عم فيه الفساد وانتشر صرنا نسمع الكثير عن ظاهرة العنف ضد النساء، والعنف هو الغلظة والخشونة وعدم الرفق، والدول الأوربية بصفة خاصة تشتكي من هذه الظاهرة التي يجب علينا أن نعرف أسبابها ونعمل على علاجها.
إن سببها في مجتمعنا – بلا شك – هو الابتعاد عن أوامر الشريعة المطهرة ، فهناك من الرجال من نبذ وراء ظهره وصية رسول الله في حجة الوداع عندما قال: ((اتقوا الله في النساء)) أو كأنهم لم يسمعوا قول رسول الله : ((من أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وألطفهم بأهله)).
فمعاملة الزوجة باللطف والإحسان من علامات الإيمان، وهذا العنف قد يصدر من الزوج أو من الأخ أو من الأب أو من مختلف أفراد المجتمع، لكن الزوج في الغالب يبقى هو المصدر الأول لذلك جاءت آيات القرآن الحكيم تدعو الأزواج إلى حسن المعاشرة. قال عز وجل: ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون .
إن الإسلام حرص أشد الحرص على حفظ كرامة المرأة بما فرض من أحكام .
الحمد لله القائل: {وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ{19}وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ{20}وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ{21} وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاء وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاء وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُور}[فاطر:19-22]ِ.
اللهم اختم بالخير آجالنا.. وحقق بالرجاء آمالنا.. وسهل في بلوغ رضاك سبيلنا.. ويسر في بلوغ رضاك سبيلنا.. وحسن في جميع الأحوال أعمالنا.. يا رب.
وصلَّ الله على سيدنا محمد.. خير مولود وأحسن مخلوق.. صاحب الشرع المحمود.. والحوض المورود.. واللواء المعقود.. والذي كشف الهم بالسجود.. والشفيع في اليوم المشهود..و على آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
********
منقول وإضافة منى