وقد تم، فعلاً، تأكيد وقوع حالات من الأنفلونزا من النمط A/H1N1 في كثير من مناطق العالم. ولا بدّ التركيز، في الوقت الراهن، على الحدّ من آثار ذلك الفيروس إلى أدنى مستوى ممكن بالتعجيل بأنشطة الكشف عن الحالات وتزويد المرضى بخدمات الرعاية الطبية المناسبة، بدلاً من السعي إلى وقف انتشاره على الصعيد الدولي. وبالإضافة إلى ذلك، ومع أنّ تحديد علامات الأنفلونزا وأعراضها بين المسافرين من تقنيات الرصد الفعالة، فإنّها لا تضمن أيّة فعالية في الحدّ من انتشار الأنفلونزا لأنّ الفيروس قادر على الانتقال بين البشر قبل ظهور الأعراض. وتشير البحوث العلمية القائمة على النماذج الرياضية إلى أنّ فرض قيود على حركة السفر من التدابير التي لا تعود إلاّ بالقليل من المنافع فيما يخص وقف انتشار المرض، بل أنّها لا تعود بأيّة منافع على الإطلاق في هذا المجال.
وقد أكّدت هذه النظرية السجلات التاريخية لجوائح الأنفلونزا السابقة، فضلاً عن تجربة المتلازمة الرئوية الحادة الوخيمة (سارس).
ويمكن للمسافرين حماية أنفسهم وحماية غيرهم باتّباع التوصيات البسيطة المتعلقة بالسفر والهادفة إلى توقي انتشار العدوى. وينبغي للمرضى إرجاء رحلاتهم، كما ينبغي للمسافرين العائدين الذين تظهر عليهم أعراض المرض التماس العناية الطبية. وتدخل تلك التوصيات ضمن تدابير الحيطة التي يمكنها الحدذ من انتشار الكثير من الأمراض السارية وليس الأنفلونزا من النمط A/H1N1 فقط.
هل توصي المنظمة بإجراء فحوص في نقاط الدخول إلى البلدان ونقاط الخروج منها للكشف عن المرضى بين المسافرين؟
لا. لا نظنّ أنّ إجراء فحوص في نقاط الدخول إلى البلدان ونقاط الخروج منها من العمليات الكفيلة بالحد من انتشار هذا المرض. غير أنّ التدابير التي تُتخذ على الصعيد القطري لمواجهة أحد المخاطر الصحية العمومية تدخل ضمن القرارات التي تتخذها السلطات الوطنية، بموجب اللوائح الصحية الدولية 2024.
ويجب على البلدان التي تعتمد تدابير تعرقل بشدة حركة السفر الدولية (مثل تأخير رحلة أحد المسافرين لأكثر من 24 ساعة أو رفض دخوله إلى بلد ما أو خروجه منه) موافاة المنظمة بالدوافع والبيّنات الصحية العمومية التي تبرّر تلك الإجراءات. وستقوم المنظمة بمتابعة تلك المسائل بالتعاون مع جميع دولها الأعضاء.
وينبغي ، دوماً، معاملة المسافرين بكرامة وباحترام حقوقهم الأساسية.
كيف يمكنني حماية نفسي من الأنفلونزا من النمط A/H1N1 أثاء السفر؟
ينبغي للمرضى إرجاء الرحلات التي يعتزمون القيام بها. وينبغي للمسافرين العائدين الذين تظهر عليهم أعراض المرض الاتصال بالجهة التي اعتادوا التماس الرعاية الصحية منها.
ويمكن للمسافرين حماية أنفسهم وحماية الآخرين باتباع ممارسات وقائية بسيطة تنطبق أثناء السفر وفي الحياة اليومية.