تخطى إلى المحتوى

stop حق مشاعري .

أجلس و حيدة لا أحد يسامرني … أراهم يختلسون النظر إلي و لكن لا أحد منهم يكلف نفسه للحديث معي …
آه يا نفسي كم أتألم من شدة التفكير بالوحدة ..
قد ضقتُ ذرعا منك .. كلما جالستك ترددين علي كلمات قاسية … لا أحد … إني وحيدة .. أشعر بالوحشة .. لا يفهمونني … أوووووه منكِ يا نفس ليتني أستطيع أن أغيركِ …
يرتفعُ أذان العشاء …
رؤى : سأقوم لأتوضأ الآن …
النفس : أكيد كلهم يكرهونني …
رؤى : هيه .. لأني لستُ مثل زميلتي أنفال فالكلُ يحب الحديث معها ..
النفس : كم أكره أنفال و أكره كل من يحدثها ..
رؤى : لكن أنفال أسدت لي معروفاً ذاتَ يوم لا لا …
النفس : أكيد .. أنفال فعلت ذلك لتقول للأخريات أنها ساعدتني .. و تتفاخر و تتبجح في الحديث عني …
رؤى: كم أكرهها و كم أكره الحديث عنها ….
انتهت رؤى من الوضوء … أغلقت صمبور الماء و توجهت إلى غرفتها .. حملت السجادة .. وجهتها تجاه القبلة … و شرعت تضع ( الشمد ) كي تتحجب و بدأ في التكبير … الله أكبر .
النفس : بعد الصلاة سأفتح المسن .. و سأرى من ادعت أنها مشغولة ، و من ادعت أنها في الخارج ، و أخرى تتناول وجبة العشاء ,, أنا على يقين أن كلهن يتهربن من الحديث معي …
ركعت رؤى وهي لا تزال تفكر في حالها .. سجدت .. شعرت أنها بحاجة ماسه للدعاء … قالت لها النفس : هذه فرصة جيدة للدعاء على كل من ظلمني و لم يفهمني … إني أُحبهم و لكن هم لا يحبوني .. كلهم لا يحبونني … اللهم … اللهم.. اللهم عليكَ بــ …. لالالا يارب يحبوني …
لم تستطع أن تدعوا رؤى على أحد لكنها دعت لنفسها فقط …
قرأت التحيات لله .. فختمت الصلاة و سلمت يميناً و يسارا .. السلامُ عليكم و رحمة الله … السلام عليكم و رحمة الله .. انتهت من الصلاة … تنهدت .. و من الأعماق أخرجت زفير نفسها … و قالت : كم أشعر بالملل … حتى الصلاة تحكموا فيها و أتوني في صلاتي .. رغم أنهم (( ما يعبروني )) أُفففففففف.

السلام عليكم … هكذا بدأت رؤى المحادثة على المسن … وانتظرت الرد … ثانية .. ثانيتان .. ثلاث
أربع … لا أحد يرد عليها … فجأة تحولت كلمت ( متاح) إلى مشغول …
صعقت رؤى .. وظلت واجمة … مرت الدقائق عليها متثاقلة .. أحست بالسخط بالأسف لأنها همت بالمبادرة و إلقاء التحية …
نفس رؤى : سأحظرها من القائمة و لن أقوم بالرد عليها فكما تدين تدان …
قد تلونت الحياة بألوانٍ قاتمة حول رؤى ..
رددت النفس : أجرب ( أرمس ) شيخة علها ترد علي ..
رؤى :مرحبا .. السلام عليكم
شيخة: مرحبتين و عليكم السلام
نظرت رؤى إلى الرد و أمعنت فيه لم تصدق أن من الناس من يبادلها الحديث … أصدرت شيخة هزة تنبيه على المسن و كتبت : رؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤى ى ى ى ى أين أنت اختفيتِ
انتبت رؤى و كتبت : نعن و ضغطت إنتر ثم أعادت الكتابه … نعم نعم أنا هنا … كيف حالك .
شيخة : ههههههههه أنا بخير … تمام .
رؤى : أنت مشغولة؟
شيخة : لا بس ملانه و توني فتحت المسن أشوف منو قاعد
سرحت رؤى في خيالاتها و صورها الذهنية .. وقالت في نفسها .. حليلها شيخة و الله إني ظلمتها كنت أظنها مسويت لي طاف … بس …
بس يمكن قاعدة تكذب و تتحجج .. أنا أدري بعد لأنهم كلهم نفس الشي …
شيخة : رررررؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤى وينج
رؤى : أنا موجودة …شيخة : إذا ما تبين ترمسين أوكيه أنا برمس حد ثاني
نفس رؤى : يعني في حد على المسن متخفي … ألحين أنا تأكدت …
شيخة : باااااااااااااااااااااااااااااي
رؤى : لحظة لحظة .. كنت مشغولة .. عادي .. برمس وياج …
أنا بعد ملانة ..
شيخة : رؤى إذا كنتِ متضايقة من محادثتي مو مشكلة عادي أنا بطلع ..
رؤى : أفا بالعكس أنا مستانسة و ياج …يا الله هاتي ماعندك ..
شيخة : البارحة تعلمت أقول stop حق مشاعري بعد ما تدربت عليها واااااااايد .
رؤى : كيف يعني… تقولين stop
شيخة : بصراحة … لأنكِ من الأشخاص الذين أعتبرهن من أعز صديقاتي سأقول لك كل ما في خاطري …
بهتت رؤى مما كتبت شيخة ، و احست بأنها تجاملها .. أعادت القراءة أكثر من مرة …
و رأت شيخة تكتب أيضا ً:
رؤى إنتي وياي ..
رؤى : نعن
نعم نعم ..
شيخة : أنا لدي عادة سيئة جدا … دائما أفكر إن أمي تحب فطوم إختي أكثر مني لأنها أصغرنا .. و آخر العنقود .. و أشعر بالضيق من أوامر أمي .. شيخوه سوي حق فطوم … شيخوه شيلي شيخوه سوي … مليت .. طفشت ..
رؤى : إنزين
شيخة : و في يوم قرأت كتاب جميل و استمتعت فيه ..
رؤى : و ماذا قرأت في الكتاب الماتع ..
شيخة : عرفت إن هذي المشاعر عبارة عن مشاعر غيرة . و هي مشاعر مؤذية للنفس البشرية .. و الإنسان الذي يحب نفسه لابد من أن يحافظ على نفسه و يكرمها أيضا ..
رؤى : كيف يعني يكرمها .. كيف يعني يحبها … أكيد سيكون في هذه الحالة أناني ..
شيخة : الأنانية هي استئثار الشيء للنفس و لكن حب النفس هو أن تحب لنفسك أن تعيش في سلام روحي و طمأنينة لأن الضيق يؤدي إلى أمراض جسدية و في هذه الحالة انت تكون قد كرهت نفسك .. و آذيتها …
رؤى : كيف يعني ؟ هل لك أن توضحي أكثر ..
شيخة : أقصد أن الإنسان الذي يحب ذاته لا يسمح لنفسه أن تؤذيها … فكما أننا لا نجرح أنفسنا بالسكين لأننا نخاف أن يؤدي ذلك إلى تلوث الجرح أو إلى ألم لا نتحملة ..كذلك علينا أن نطرد الأفكار السلبية من ذواتنا و بالتالي نكون قد أحببنا أنفسنا … و هذه ليست أنانية …
رؤى : و كيف أطرد هذه الأفكار.
شيخة : كلما خطر ببالك خاطر ينغص لك الحياة .. و يشعرك بالضيق .. قولي stop يعنت توقف يا بالي ( يا مخي ) توقف عن هذا التفكير .. لأن هذا التفكير يزعجني و يمكن أن يمرضني … stop
رؤى : stop stop لكن الأفكار لا يمكن أن توقفها كلمة .. فهي ليست سيارة يمكن التحكم بها ..
شيخة : ههههههههه بالعكس هذا هو التشبيه المناسب للأفكار .. السيارة .
رؤى : معقولة الأفكار مثل السيارة .
شيخة : هيه … الأفكار مثل السيارة
هب أنكِ تقودين السيارة متجهة إلى الشمال بسرعة كبيرةٍ جدا وفجأة رأيتِ لافته قد كتب عليها أمامك منحدر شديد جدا .. ماذا يا ترى تفعلين ؟
رؤى : بالتأكيد .. أبدأ بتهدئة السرعة بالتدريج حتى أتفادى خطر السرعة في المنحدر . أو أنني أبحث عن مخرجٍ ما يمكن أن يوصلني إلى مبتغاي إن خفتُ نزول المنحدر .
شيخة : آها .. عليج نور .. وهذا ما كنتُ أقصده يا عزيزتي … فمعنى stop هنا قد حدث في عقلك الباطن فقلتِ stop للسرعة و من ثم بدأت بتهدأت القيادة و التفكير في مخرج آمن إما التمهل في نزول المنحد أو البحث عن مخرج آمن .
و كذلك الأفكار و التوقعات التي تجتاحنا و التي نظن أنها واقع يمكن أن تجعلنا نخسر الآخرين فنقع في هاوية المنحدر ..
رؤى : أووووه يا شيخة هلا أوضحتِ لي بمثالٍ حي .. و واقعي ..شيخة : إممممم مثلا .. في يومٍ من أيام الدراسة طلبت مني زميلتي عفراء أن تستعير معجم اللغة العربية على أن تعيده في اليوم التالي . لكنني صدمتُ أن عفراء أتت إلى المدرسة دون أن تحضر المعجم ، فلمتها على فعلتها ، و وعدتني أن تحضره في الغد وانتظرتها عند باب الصف حتى تجلبَ لي المعجم إلى أن رن جرس الحصة الأولى و هي لم تأتِ بعد ، لقد غابت عفراء في هذا اليوم ، و وُبِخْتُ من قبل معلمتي لأنها اعتبرت ذلك إهمالا مني …
رؤى : و ماذا حدث بعد ذلك ؟
شيخة : بدأت المعلمة في شرح الدرس ، و أنا واجمة وقد انتابني شعور بالسخط و بدأت الظنون تسايرني .. ( أكيد عفرا تقصد تغيب في مثل هذا اليوم .. هي تعرف أن المعلمة ذكرت أننا سنستخدم المعجم اليوم … على الأقل لو أرسلته مع أختها .. أو حتى مع زميلتنا سوسن فهي جارتها .. أو أنها لو اتصلت بي و أخبرتني لقلت لوالدي كي نذهب لبيتها و أحضره …. ) و اجتاحتني الهموم فقد وبختني المعلمة و اعتبرتني مقصره ، فأنا لم أعتد أن أقصر في أي شأن من شؤون دراستي … و بدأت أتوعد صديقتي عفراء .. و كنتُ أقول لأتصلن بها اليوم و أوبخها على فعلتها كما فعلت بي المعلمة … و لن أصاحبها بعد هذا اليوم … إنها مهملة .. و تخلف الوعد … و تتهرب … ربما تمزق المعجم أو عبثت به أيدي إخوتها الصغار أو ربما سكبت عليه مرقاً و هي تتناول عذائها ….إلخ و فجأة ..
رؤى : ماذا حدثَ فجأةً ..
شيخة : صاحت بي المعلمة شيخة شيخة أجيبي عن السؤال … انتبهت فإذا بعيون الطالبات جميعا متجهةً صوبي … تساءلت عمَ أجيب … إإإإ .
المعلمة : أها .. ما هي الإجابة … أكنت في عالم الخيال يا شيخة ؟
رؤى :هههههههههه حقا كنتِ في موقفٍ لا تحسدين عليه .شيخة : هههههههههه بصراحة احمر وجهي و وبدأت علامات القلق تظهر على محياي … ثم ترقرقت من عيني دمعاتٌ ما كنتُ لأحبسها …
رؤى : حقا إنه موقفٌ صعب حين تُتَهمين بالاهمال و دون أن تبدي أي تبرير للموقف ..شيخة : بصراحة هو موقفٌ استفدتُ منه الكثير …
رؤى : استفدت من السرحان أم من الإحراج …. هههههههههه …هلا أكملتِ .. ماذا حدثَ بعد …
شيخة : استدعتني المعلمة إلى خارج الصف بعد أن أنهت الدرس ، و استأذنت من معلمة الحصة الثانية أن تأخذني إلى المكتبة لنتجاذب أطراف الحديث حول ما جرى في هذا اليوم ..
رؤى : وماذا قالت لك المعلمة.
شيخة : صحبتني إلى المكتبة ، و هناك احسستُ بوحشةٍ انتابتني فانهرت بالبكاء …لكنها ربتت على كتفي فلتفتُ إليها فقالت: شيخة إنك طالبةٌ منظمة و خلوقة و مميزة من بين زميلاتك … هلا بُحْتِ عما يجول في ذهنك …
شيخة : تنهدتُ بعد أن اطمأننتُ أنها صحبتني لتفهم منى الموقف فهدأتُ و شرعتُ أحكي لها قصتي مع عفراء التي وعدتْ فأخلفت .. و أنها هي السبب فلولاها لما حدث كل هذا ..
المعلمة: يا شيخة .. يبدو أنك بدأت تتصورين الكثير عن موقف زميلتكِ عفراء و بدأتِ تصبين جام غضبكِ عليها و نسيتي أنك في حصةٍ دراسية و عليكِ أن تركزي .. يا شيخة .. لو أنك أوضحتِ للمعلمة الأمر لما حدث ما حدث ..
على كلٍ لا بأس يا عزيزتي … و لكن ماذا لو عذرتِ عفراء فلربما حدث لها ظرفٌ طارئ حال دون قدومها إلى المدرسة اليوم .. ما رأيكِ .. سأجري اتصالاً هاتفيا إلى بيتِ عفراء و أطمئن ما إذا هي في حالة جيدة و أستفسر عن سبب غيابها ..رؤى : و ماذا حدث بعد ذلك يا شيخة .
شيخة: أجرت المعلمة الاتصال و اتضح أن عفراء قد أصابتها الحمى يوم أمس و نقلتْ إلى المستشفى ..
قالت لي المعلمة : أرأيتِ يا شيخة لقد خابت ظنونكِ في عفراء فهي مريضة و تحتاج إلى من يواسيها و كنتِ قد رسمتِ في ذهنكِ أنها قد تهربت لألا تجيأ بالمعجم … يا شيخة ما رأيك بقاعدة stop
شيخة : و ما هي قاعدة stop يا معلمتي .
المعلمة : كلما خطرتْ ببالك الظنون حول أمرٍ ما أو شخص ما فقولي لعقلك ِ stop أو توقف عن اللوم و العتاب .. و دربي عقلك على ذلك دوما .. فهي وسيلةٌ فاعلة كي لا تقعي في الشك الذي لا داعي له ، و الذي قد يكون منافي للحقيقة … و التمسي للآخرين الأعذار .. و انتظري أن يبدو لك حقيقة الموقف .شيخة : أشكركِ يا معلمتي على هذه القاعدة الجميلة ..
رؤى : حقا إننا في بعض الأحيان نظن بالآخرين الظنون الكثيرة التي لا تمت إلى الحقيقة بصلة ..
شيخة : تعلمتُ هذه القاعد و تدربتُ عليها و صرت أقول لعقلي و نفسي الأمارة بالسوء .. stop في الوقت المناسب .
رؤى : شكرا يا شيخة .. لقد أفدتُ منك اليوم هذه القاعدة الذهبية و التي سأمرن نفسي عليها … أشكركِ من كل قلبي ..
شيخة : آه لقد طال بنا السهر .. الساعة الآن الواحدة و النصف ليلا … لا بد من أن أغلق المسن الآن لأستيقظ لأداء صلاة الفجر في وقتها … وداعا يا عزيزتي ..
رؤى : في حفظ الله يا شيخة

.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.