بسم الله الرحمن الرحيم
الجمال مفهوم متداول في جميع لغات العالم … لا تجد أمة إلا ولها تعريف مشترك يجتمعون عليه …
وأياً كان هذا المفهوم وحيثياته … فهو نزوع فردي ـ أيضاً ـ يختلف حوله الأفراد داخل المجتمع الواحد ..
لما لهؤلاء الأفراد من نزعات وميول وظروف استثنائية …
الشعراء أنفسهم يختلفون في أوصافهم طبقاً لما أسلفتُ … وهم فئة من الناس …
لكن ما الذي يجذب الرجل إلى المرأة ؟ وما الذي يجذب امرأة إلى الرجل ؟
هل هي الغريزة التي ولدت مع الرجل والمرأة لتؤدي وظيفة بقاء النوع فقط ؟
أم هناك شيء آخر يجعل الحياة الإنسانية والمعاشرة بين الرجل والمرأة
أكثر وعياً بمرتكزات الحياة الزوجية …
تلك التي ينشأ في كنفها مخلوق هو أكرم المخاليق …
ولذا كان جديراً بخلافة الأرض … وصلاح الحياة على ظهرها …
فهل الوسامة والقوامة وهي مظاهر خارجية تجلب السكن والمودة ؟
وهل الجمال منطق جسدي غالبٌ في مفاهيم الرجل والمرأة ؟
وهل هو العنصر الوحيد أو فلنقل الأهم الذي يأتي بالسعادة ويمنع الحياة الزوجية من أي عطب يعتريها …
أو أنه مفهوم ثبت عدم جدواه في خلق الإستقرار العاطفي بين الرجل والمرأة …
والواقع المعاش والمعاين فعلياً يؤكد أن هناك عوامل أخرى فاعلة في مسيرة الحياة الزوجية
أكثر تأثيراً من مفاهيم المراهقة الضيقة التي غالباً ما ترى الحياة بمفهوم قاصر وضيق …
فلا الرجل يبقى على قوته وعنفوانه ولا المرأة تظل طوال الحياة جميلة ملفتة في نظرة الزوج _ طبعاً شكلياً ـ .
ولكي نكون أكثر وعياً بما حولنا فعلينا أن ننظر إلى عواقب آلت إليها أمم ـ الغرب طبعاً ـ
نظرت إلى المرأة نظرة سطحية شكلية أي انها للمتعة فقط …
ماذا جنت من هذه النظرة غير التفكك الأسري والإنحلال الأخلاقي ..
وصار الرجل والمرأة كلاهما يدوران في الحياة دورة لا طائل من ورائها …
صار كل إنسان يعمل كالآلـة ولا عواطف إنسانية ولا مسؤوليات يتحملها كل منهما ..
إنها الحرية العرجاء المشوهة … حرية الشخص في التصرف في أن يباشر حياته بعيداً عن الفطرة …
وبعيداً عن عقيدة تنظم مسيرة الحياة في التوفيق بين المادة والروح …
بين مطلوبات الحياة كزوج له وعليه وبين أمرأة لها وعليها بقدر من المساواة وبعيداً عن التسلط …
الجمال في الحياة الزوجية مطلب منطقي و محسوب في آن واحد …
الجمال أن تدوم العلاقات الأسرية على مبادئ كلية وليس على مبادئ أحادية النظرة …
الزوجة الجميلة : هي التي تحقق للزوج السكن النفسي والعاطفي …
والزوج الوسيم : هو الذي يحقق لزوجته سكناً مادياً …
ولا غضاضة في هذه الحسابات لأن الفلسفة لم تعد تطعم خبزاً أو تنجب طفلاً أو تبني بيتاً …
ولإن المزايدات على قوانين الفطرة الإنسانية لا يتبناها إلا فئة شاذة من البشر …
فهل أنتن يا أخواتي الغاليات مع ما أسلفت … أم أنكن تخالفونني الرأي ….
وما هي إجاباتكن على ما طرحت من أسئلة ؟
من لديها إضافة … فلتدلو بدلوها …….
تحياتي ……
نـــــــــور الدنيا
(منقول).