الوسم: القلوب

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ..

سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. أما بعد ..: ^^

عنوان سلسلة دروسنا هذه المرة بإذن الله تعالى [ تهفو لها القلوب ] ..

نعم ..

تهفو لها القلوب .. يا ترى .. من تكون ؟

إنها .. تلك الفتاة التي تزيّنت بأخلاقها ..

وعلقها وحكمتها .. تخلط بين المزح والجد في أوقاتها المناسبة ..

إنها من الممكن أن تكون أنتِ أو أنا . أو أي واحدةٍ منّـا ..

تضفي للمجالس نكهة الحلاوة الطيّبة بطيب لسانها ..

قال تعالى : ‘ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا ‘ سورة مريم (96)

أي يجعل لهم محبة في قلوب الخلق ..

إذا أحبك الله جعل لك القبول في الأرض ..

قال صلى الله عليه وسلم :’ إن الله إذا أحب عبداً نادى جبريل ،

فقال : إني قد أحببت فلاناً فأحبه ..

فيحبه جبريل ..

ثم ينادي جبريل في أهل السماء : إن الله يحب فلاناً فأحبوه ..

فيحبه أهل السماء ..

قال ثم تنزل له المحبة في أهل الأرض فذلك قول الله :

‘ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا ‘ سورة مريم (96)

وإذا أبغض الله عبداً نادى جبريل :’ إني أبغضت فلاناً فأبغضه ..

فيبغضه جبريل ..

ثم ينادي في أهل السماء ..

ثم تنزل له البغضاء في الأرض ‘ رواه البخاري ومسلم ..

آآه .. ما أجمل أن تعيشين على الأرض ..

تأكلين وتشربين .. وتنامين وتمشين ..

والله سبحانه وتعالى ينادي أهل السموات السبع ومن فيهن باسمك ..

( إني أحب فلاناً فأحبوه ) ..

كن المستفيد الأول دائماً ..

حينما يهطل المطر ..

فإن هنالك من يأتي بقدر ٍ ومن يأتي بصحنٍ ومن يأتي بكوبٍ

ومنهم من يأتي باستكانة الشاي لملئه بماء المطر ..

من الذين سيحصل على أكبر كمية من ماء المطر ؟

كلنا سنتفق على من يحمل القدر صحيح ؟

ولكنهم جميعهم وقفوا تحت نفسه المطر في اللحظة نفسها ..

لذلك .. لنكن المستفيدون الأولون .

ونأخذ أكبر قدرٍ ممكن ..

وأنت تقرأ كتابتي هذه ..

احفظ في قرارة نفسك أننا نريد أن نصبح الأفضل دائماً ..

ونسعى لذلك ..

ومن يتهيّب صعود الجبال .. يعش أبد الدهر بين الحفر ..

إن الشخص المستسلم لأخطائه ، وقنع بقدراته ..

وقال : هذا طبعي الذي نشأت عليه ..

وتعودت عليه ..

ولا يمكن أن أغير طريقتي ..

والناس تعوّدوا عليّ بهذا الطّبع أو أن أكون مثل زياد في أسلوبه ..

أو مثل محمد في أخلاقه أو مثل سعيد في خطاباته .. فهذا محال !!

قال صلى الله عليه وسلم : المؤمن آلف مألوف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف ،

وخير الناس أنفعهم للناس

وقال صلى الله عليه وسلم :’ إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا ‘ رواه الترمذي

فنحن كلنا نسعى لنكون قرب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ..

وأثقل ما في الميزان ..

الأخلاق ..

ولو تحلينا بالأخلاق يعود الخير لنا نحن .. نكون محبوبين ..

سعداء مع المحيطين بنا .. متفاعلين مع المجتمع الذي نعيشه ..

بذلك .. تتحسن صحتنا .. وإن لم أبالغ حياتنا ..

أعتقد أنكم قد اقتنعتم الآن بضرورة التغير للأفضل ..

إن الحياة لا تتغير .. إلا عندما نتغير نحن أولاً .. عبارة عمييييقة .. صح ؟ ^^

قال تعالى :’ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ‘ سورة الرعد(11)

نحن نتعامل في الحياة مع طرفين ..

الطرف الأول .. التعامل مع الذات .. يعني مع نفسنا ..

الطرف الثاني .. التعامل مع الآخرين .. يعني احنا والمجتمع ..

بيان قوة تأثير العقل الباطن ..

أولاً ..

سلنقي نظرة عن ذاتنا ..

وكيفية عمل عقولنا ..

ربما تساعدك هذه الأسئلة على معرفة ذلك ..

فعندما تعبر الطريق .. هل تقوم بمراقبة كل خطوة تخطوها ؟

وعندما تمضغ العلكة .. هل تفكر في كيفية مضغها ؟

أم أن ذلك يحدث تلقائياً ؟

هل تذكرين شخصاً دائم التأخر عن موعده ؟

أو شخص دائم المرض ؟

أو سيارة كنت تقودها لمدة خمسة أعوام ولم تصاب بأي خدش ..

واشتريت سيارة جديدة فأصطدمت مؤخرة السيارة فور شرائها بقليل ؟

هل وصادف أن تسقط بقع الزيت على أفضل ثوب عندك فقط

دون غيرها ولتوك قد ارتديتها ؟

لماذا ؟

هل كل ذلك مصادفات ؟

أن تقع بقع الزيت على أفضل قميص لك

ولأول مرة ترتدينها ؟

سنتطرق لذلك فيما بعد .. ^^ عن كيف نجذب الأشياء هذه بقوة عقلنا الباطن ..

أولاً ..

لنضع في بالنا أن التغيير يلزم التحدي .. هل أنت مستعد لهذا التحدي ؟

ليس من السهل أن نغير أنماط شخصياتنا وسلوكياتنا

التي اعتدنا عليها لأكثر من عشرة أعوام ..

ولكن ..

رغم صعوبة ذلك إلا أنه يعد شيئاً ممكناً ..

ولكن ..

يجب أن تدرك حقيقة أنك حينما تقرر أن تتغير للأفضل فإن هنالك الكثير من

المعوقات والصعوبات التي عليك اجتيازها ..

نبين تكوين أنماط الشخصية ..

تكوين الأنماط السلوكية ..

إننا نبدأ في تكوين أنماطنا السلوكية منذ لحظة ولادتنا ..

ولذلك فإنها تكون راسخة بداخلنا ومقاومة لأي تغيير ..

وعلى سبيل المثال ..

دعونا ننظر إلى نمط تناول الطعام ..

فإن هذا النمط والسلوك يتكون لدينا منذ الصغر ..

تناول الطعام منذ أن ولدنا ونحن نتناوله ..

إلى اليوم ..

طريقة التناول نقوم بها بتلقائية .. صحيح ؟ لأنه أمر اعتدنا عليه ..

فلو طلبت منك أن تتناول طعامك بالعصايتين .. ^^ ..

سيكون في بادئ الأمر صعباً إلى أن تعتاد عليه فيصبح أمراً تلقائياً ..

كن إيجابياً ..

لا يمكننا أن نظل على نمط واحد طوال عمرنا ..

فربما تكون أنماطنا وصفاتنا السلبية راسخة بداخلنا

ويصعب تغييرها بعض الشيء ..

ولكننا في نفس الوقت يمكننا التغلب عليها بشيء من المثابرة والتحدي ..

كن إيجابياً دائماً عند التفكير في نفسك ..

ربما لا تكون – وأنت في أوضاعك الحالية –

إعادة تنظيمك لأسلوب تفكيريك بالأمر السهل ..

إلا أن تفكيرك بشكل إيجابي له آثار عظيمة ..

فعليك أن تتحدث عن نفسك دائماً مع نفسك

بطريقة جيدة وحاول دائماً أن تنظر لحياتك بالطريقة التي تريد أن تكون عليها ..

وبهذه الطريقة الإيجابية سوف تخلق لنفسك

نمطاً جديداً للسعادة بإذن الله تعالى .. ^^

استمع إلى شرائط التي تحفزك إلى الأمام ..

واقرأ بعض الكتب التي تتحدث عن النجاح ..

استخدم أسلوباً إيجابياً في الحديث

مما يساعدك على تحفيز نفسك بصورة لا شعورية ..

واقض وقتك مع هؤلاء الذين تتعلم منهم شيئاً جديداً ..

وهذه الطريقة تمكنك من

إعادة تشكيل أسلوب تفكيركـ حتى تحقق ما اخترته لنفسك

وبالصورة التي تتراءى لكـ …

وبالطبع وقبل كل شيء .. التوكل على الله والدعاء .. ولا ننسى بذل الأسباب .

هل لاحظت من قبل أنك عندما تكون سعيداً وراضياً عن نفسك

فإنك ترضى عن الناس من حولك وتشعر بأنهم قد أصبحوا في غاية اللطف ؟

أليس هذا شيئاً غريباً بعض الشيء ؟

فالناس هم الناس .. فكيف يتغيرون بتغير حالتك ؟

إن هذا العالم بأسره ليس إلا انعكاساً للحالة التي نحن عليها ..

فعندما نكون كارهين لأنفسنا أو نكون غير راضيين عنها ..

نكره جميع من حولنا ..

وعندما نحب أنفسنا نشعر بأن كل شيء في هذا العالم في منتهى الروعةوالسعادة .. – الله يديم هالروعة –

حينما تكون سعيداً .. تجد الدنيا بكل مافيه يبتسم .. ^^

ولكن ..

حينما تكون غاضباً ..

تجد أن أخاك لا يفهم ..

وأختك بطيئة الاستيعاب ..

والكمبيوتر يتوقف وبطيء ..

والدنيا مظلمة ..

وكل شيء يخترب

هل ذلك بسبب أن الدنيا هكذا ؟

أم أننا نحن من جعلناها كذلك ؟

إننا نحن من جعلنااها كذلك .. وصدقت أختي

اقرأوا هذه القصة بتمعن .. وأجيبوا .. من ركل القطة ؟

من ركل القطة ؟

كان في مدير شركة ..

صار خلاف بينه وبين زوجته ..

فذهب للعمل وهو غضبان ..

فلما وصل وجد ملف فيه أوراق ..

نادى السكرتير وهو غاضب ..

وأخذ يشتم به ..

لماذا تأخرت الأوراق ..

فقاال هذه رزمة الأوراق في وقتها تماماً كالعادة ..

غضب المدير وأخذ يسب ويقول أترد علي ؟

خرج السكرتير غاضباً من غرفة المدير لما سمعه من المدير

رغم أنه لم يقصر في عمله ..

وتوجه لمسؤول الطباعة ورمى رزمة الأوراق على الطاولة ..

فقال مسؤول الطباعة : حطها عدل ..

رد عليه : تتأخر عن العمل المطلوب وتطالبني بأن أضع الملف جيداً ؟

ماذا فعلت ؟

فقط وضعته على الطاولة .. ألم يعجبك ذلك ؟

فأخذا يختلفان ..

وخرج السكرتير من غرفة مسؤول الطباعة غاضباً ..

بعد قليل ..

جاء إحدى الطبّاعين إلى مسؤول الطباعة ..

واستأذن للخروج لأخذ أولاده من المدرسة للبيت ..

فأخذ يصرخ في وجهه ..

كل يوم طالع .. كله تستأذن ..

روح لا استئذان ولا خروج ..

والموظف يقول له : أنا على هذه الحالة منذ عشرة أعوام ..

وكنت تسمح لي بالخروج في كل مرة ..

فيرد عليه غاضباً ..

وترد علي كمان ؟

اطلع ولا استأذان ما أبي أشوف وجهك ..

ويخرج الموظف ويتصل بالأرقام التي لديه

ويفتش عمن يجلب أبناؤه من المدرسة ..

يعود الموظف للمنزل ..

يأتيه ابنه ويخبره أن المدرسة منحته نجمة ..

فيطرده قائلاً : روح عند أمك .. ما أبي أشوف وجهك .. < غاضب من العمل ..

فيدخل الطفل غرفته .. وتأتيه قطته .. فيركلها ..

من الذي ركل القطة؟

الطفل ؟ أم المدير ؟

ستبتسمون .. وتقولون المدير صحيح ؟

لو أن المدير لم يجلب مشاكل البيت إلى العمل ..

لما غضب السكرتير ..

ولما أغضب مسؤول الطباعات ..

ولما غضب الموظف ..

ولما طرد الموظف ابنه ..

ولما ركل القطة !

ماذا نستنتج من القصة ؟

إن المدير حينما كان غاضباً ..

أغصب من حوله ..

كما الحال ..

لو كنت سعيداً ..

ستسعدمن حولك ولو كنت سعيداً ومن حولك حزين ..

قد يجلب لك الحزن إن كان تأثيره عليك اقوى من تأثيرك عليه ….

إن الطريقة التي نرى بها أنفسنا هي التي تحدد كيفية تصرفنا ..

ومع من سوف نقيم علاقاتنا ..

وما هي الأشياء التي سوف نقدم عليها والأشياء الأخرى التي سنتجنبها ..

فكل فكرة تجول بخاطرنا وكل حركة تصدر منا

نابعة في الأصل من الطريقة التي نرى بها أنفسنا ..

إن الصورة التي نكونها عن أنفسنا تتشكل طبقاً لخبراتنا الحياتية ،

ووفقاً لما قد يقابلنا في الحياة من نجاح أو فشل ،

أو طبقاً للطريقة التي نرى من خلالها أنفسنا أو تبعاً لردود أفعال الآخرين اتجاهنا ..

ونظراً لإيماننا الشديد بحقيقة ومصداقية هذه الصورة التي اختلقناها ..

فإن حياتنا تستمر في إطارها ولا تخرج عنه ..

ولهذا فإن هذه الصورة التي نكونها عن أنفسنا هي التي تحدد :

• إلى آية درجة نحب العالم من حولنا ..

• إلى آية درجة سنكون قادرين على تحقيق آملنا في هذه الحياة !

قصة رهام البائسة >< .. مثال

سؤال : لماذا مثلاً رهام .. تختار فتاة عنيفة لتصادقها ؟ وتضربها ؟ وتبتزها ؟

لأن رهام أبويها كانوا دائماً يغضبون بسرعة

ثم يضربونها بشدة ..

ولا أحد يهتم بها ..

ثم تتكون نظرتها منذ أن كانت طفلة ..

في الحياة أن الحياة قاسية .

والناس يجب أن يكونوا غاضبين منها دائماً كما أبويها وأهلها ..

وهذا المعتقد راسخ في دماغها ..

فهي حينما تصادق أناس طيبين ودودين ..

تشعر أن هنالك خطأ ما ..

فتتركهم وتبحث عن إنسانة عنيفة معها ..!

ثم تقول الحياة قاسية ..

لأنها منحت حياتها لتثبت أن نظريتها صحيحة ..

اللص يعتقد أن الغني يجب أن يكون لصاً ..

والفتاة المهذبة قد ترى الحياة حلوة .. والمدير يرى الحياة زحمة ..

والكل يعتقد أن مفهومه هو الصائب ..

نرجع لرهام ..

رهام لا تشعر بالرضا عن نفسها ..

فهي تتوقع من الآخرين أن يقوموا بتعزيز صورتها الذهنية السيئة ..

عن نفسها

ويعاملوها بقسوة .. ثم تأتي سمية التي تعاملها معاملة حسنة ولطيفة ..

مما يجعلها غير مطمئنة لذلك وتفكر كالآتي :’ إنها ودودة أكثر من اللازم ..

لابد أنها غريبة الأطوار حتى تكون لطيفة معي ‘ ..

ثم تستنتج الآتي :’ إذا كانت تحبني فمن المؤكد أن هناك مشكلة ومن الأفضل أن أبتعد عنها ‘

تصل الرسالة لسمية عن طريق طريقة تعامل رهام لها ..

على أنها شخص غير مرغوب بها وترحل ..

ثم ترثى رهام لحالها وتقول :’ أين الأشخاص اللطفاء في حياتي ؟’

ثم تدخل في حياتها زينب .. المرعبة ..

فهي إنسانة فظة وتتفق مع

معتقدات رهام التي تقول :’ يجب أن يعاملني الناس بقسوة ‘

وهكذا فإنها تعاملها بقسوة وتعتقد أنها فتاة عادية ..

وترتاح رهام إلى زينب المرعبة ثم تحيا حياة تعيسة إلى الأبد ..

وقد تقول لجميع صديقاتها :’ إن الناس مقززون ..

ويمكنني إثبات ذلك ..

وتشرح قصة حياتها البائسة المطولة

شرح .. كيفية عمل العقل الباطن

.. العقل ينقسم إلى العقل الواعي والعقل اللا واعي ..

العقل اللا واعي يختزن كل ما تعلمناه من الصغر إلى اليوم ..

كل شيء ..

فيترجمه في المستقبل إلى أفعال نقوم بها ..

العقل مثل الجبل الجليدي ..

الظاهر منه هو الواعي ..

والباطن ما تحت الأرض اللا نهائي الهائل هو الباطن ..

الاتجاه نحو أفكارنا المسيطرة ..

كثيراً مانبدأ رافضين لشيء وننتهي فاعلين له .. – غصباً عنا – توضيح :

مثلاً ..

كم مرة تجد نفسك في موقف بعينه كنت تقول فيه لا أريد القيام بكذا …..؟

أو قلت لنفسك :’ إذا كان هناك شيء لا أريد القيام به فسيكون ….’

وإذا كان هناك سؤال لا أريد الإجابة عنه فهو ….’

< تلاقي كل الناس يسألون هالسؤال بذات ؟!

وإذا كان هناك خطأ لا أريد تكراره فهو ….’

ولكن غالباً لا يحدث سوى ذلك .. أليس كذلك ؟

فالقاعدة تقول :’ فكر في شيء وستجد نفسك تقوم به ‘..

حتى وإن كان هذا الشيء غير مرغوب فيه ..

طبعاً لكل قاعدة شواذ .. ^^

فما دامت هذه الأشياء هي التي تشغل تفكيرك

فسيتجه عقلك بالضرورة نحوها ..

فإذا قلت لك مثلاً :

‘ لا تفكر في فيل وردي اللون له أذنان كبيرتان ومنقط باللون البنفسجي ويرتدي نظارة شمسية ..!

‘ فما الذي سيشغل عقلك حينها غير ذلك الفيل ؟؟ أليس هذا صحيحاً ؟

هل قلت لنفسك من قبل لا ينبغي لي أن أنسى هذا الأمر

‘ ، ثم وجدت نفسك بعدها قد نسيته !؟ ،

وذلك لأن عقلك لم يستطع أن يتوقف عن التفكير في النسيان ..

وكان يمكن لعقلك أن يتوجه نحو التذكر إذا ما كان تفكيرك

يقول لك :’ إنني أريد أن أتذكر هذا الشيء ‘ ..

إن إدراكنا للطريقة التي يعمل بها عقلنا ،

يعطينا سبباً كافياً لنفكر ونضع في

الاعتبار تلك الأشياء التي نحدث بها أنفسنا ونقولها للآخرين ..

فعندما تقول مثلاً لابن أختك :’ احترس كي لا تسقط من فوق هذه الشجرة ‘

فإنك بذلك تلفت نظره لأن يذهب إليها ويعرض نفسه للخطر !!

وإذا قلت لنفسك :’ لا أريد أن أنسى كتابي ‘

فإنك تكون بذلك قد قطعت شوطاً كبيراً في طريقكـ لنسيانه بالفعل .. ><

ولعل السبب في ذلك هو أن عقلنا يعمل بنظام الصور ..

فعندما تقول :’ لا أريد نسيان كتابي ‘

سيظهر في عقلك تصور ما حول هذا النسيان الذي تحدثت عنه ..

وبالرغم من أنك أعربت عن رغبتك في عدم النسيان ،

إلا أن عقلك يظل يعمل طبقاً لهذه الصورة التي كونها لهذا النسيان

وتكون النتيجة في النهاية ..

نسيانك لكتابك ..! ><

ولقد جربت تطبيق ذلك فعلياً .. والنتائج كانت مذهلة.. < جربوها .. ^^

ولكنك إذا استبدلت كلمة [ أتذكر ] بدلاً من كلمة [ أنسى ]

فسيصغي عقلك لهذا التذكر ويأتي بإذن الله تعالى بالنتائج المرجوة..

فعقلك بمنتهى البساطة

لا ولن يمكنه أن يعمل على القيام بعكس فكرة ما ..

ولهذا إذا أمرت أحد الأطفال :’ لا تكسر مزهرية جدتك الغالية ‘

فإنك بذلك قد تمهد لوقوع كارثة لا سمح الله ><

لنستبدل كلمات مثل [ لا تنزعج ] ب [ كن هادئاً ] ..

وهكذا ..

انتق الكلمات الإيجابية المحفزة

قصة الأخوات الثلاثة ..

هنالك قصة .. ثلاثة أخوات يشكين من ألم في أرجلهن ..

كلما ذهبن للطبيب .. يقول أن أرجلهن سليمة ..

فيشكون الألم ويعودون ويتكرر الأمر ..

في نهاية المطاف ..

أدرك الطبيب أن المرض ليس ألم في أرجلهن ..

بس مرض في أنفسهن ..

قام بفتح أرجلهن ثم قام بخياطتها من دون فعل أي شي ..

يعني بس فتح ورجعه ..

وقالوا الأخوات ..

زال الألم ..

رغم أنه لا وجود للألم سوى في خيالهن ..

إن التفكير الإيجابي هو الأصلح ..

لأن الذين يفكرون بإيجابية هم من يحصلون في آخر الأمر على ما يريدون

بإذن الله ..

فهذا الأسلوب في التفكير يدفعهم بالضرورة نحو تحقيق أهدافهم

ولذلك اجعلي تفكيرك دائماً مركزاً على الهدف الذي تريدين تحقيقه ..

الصينيون واليابانيون حينما يأكلون بالشوبوستيك – العصايتين –

إنهم يقومون بذلك بتلقائية ..

ولكن حينما يريد أحد لم يتعود على ذلك من الغرب أو أبناء العرب حتى ..

فإن ذلك يتطلب مجهود ..

العقل الواعي ..

وحينما يتعلم ذلك فإن ذلك يتخزن في العقل الباطن ..

فيمكنه أن يأكل بهما بتلقائية أيضاً ..

يجب عليك أن تعترف أمام نفسك بأنك

في كل يوم يمر عليك تصنع برنامجاً جديداً ومختلفاً لتضيفه إلى عقلك الباطن ،

ولهذا راقب جيداً ما تفكر فيه ..

سيطر على أفكارك ولا تدعها تسيطر عليك ..

واستخدم عقلك بطريقة إيجابية

بنفس الأسلوب الذي استخدمه هؤلاء الناجحون والسعداء في حياتهم

من الكتّاب .. والدارسين .. والفنانين .. والرياضيين .. والمخترعين ..

ولتحديد أهدافك وترسيخها في عقلك الباطن وكأنك قمت بتحقيقها بالفعل ..

فإذا أردت مثلاً أن تكون شخصاً واثقاً بنفسه ..

فحاول أن تري نفسك دائماً وكأنك مفعم بالثقة ..

مستخدماً في ذلك قدرتك على التخيل ..

وأقنع نفسك بأنك حققت أهدافك ..

وسيعمل عقلك الباطن على تحقيق هذه الفكرة من أجلكـ ..

فأقنع نفسك بأنك واثق من نفسك ..

واترك الباقي على العقل الباطن .. .

بس طبعاً مع يقين ..

بعض الناس يضيعون أوقاتهم باحثين عن تفسير منطقي لكل شيء ..

محاولين بذلك أن يعرفوا كيف يقوم العقل الباطن وقوته

كي يتمتعوا بصحة جيدة ..

ويصبحوا أغنياء ..

فاستخدم عقلك بإيجابية ما دمت ستجني نفعاً كثيراً من ورائه ‘ ..

الخلاصة :

إننا نجني لأنفسنا ما نتوقعه !!

أنت وحدك التي تتحكم في حياتك وأسلوبها ..

لأنك من تقرر بنفسك ما تفكر فيه وتشغل به عقلك ..

وهذا الذي تفكرين فيه يؤثر بطريقة مباشرة على حياتك ..

وعلى معاملة الناس من حولك ..

أحب نفسكـ ..

وامنحها الرعاية ..

حينما تحب نفسك ..

فإنك تسعى للحفاظ على صحتها ..

ثقافتها.. للمحافظة عليها ..

ومن حبك لنفسك ينبع حبك للآخرين ..

لذا .. أحب نفسك ..

وإلى هنا .. ننهي مطافنا لهذا اليوم ..

والسلام أعذب الكلام ومسك الختام ..

منقوووووووووول للأمانة

سلبياتهم أكثر عن إيجابياتهم