قال الإمام ابن القيم – رحمة الله تعالى عليه – في كتابه " روضة المحبين و نزهة المشتاقين " (199) عاداً علامات المحبة و شواهدها :
" ومنها : حب الوحدة والأنس بالخلوة والتفرُّد عن الناس وكأن المحبة قد ثبتت على ذلك ، فلا شيء أحلى للمحب الصادق من خلوته وتفرُّده ، فإنه إن ظفر بمحبوبه أحب خلوته به ، وكره من يدخل بينهما غاية الكراهة .
ولهذا السرِّ – والله أعلم – أمر النبي صلى الله عليه وسلم برد المار بين يدي المصلي حتى أمر بقتاله ، وأخبر أنه لو يدري ما عليه من الإثم لكان وقوفه أربعين خيرا له من مروره بين يديه ، ولا يجد ألم المرور وشدته إلا قلب حاضر بين يدي محبوبه مقبل ، وقد ارتفعت الأغيار بينه وبينه ، فمرور المار بينه وبين ربه بمنزلة دخول البغيض بين المحب ومحبوبه . وهذا أمر الحاكم فيه الذوق فلا ينكره إلا من لم يَذُق .
وقال ابن مسعود رضي الله عنه مرور المار بين يدي المصلي يذهب نصف أجره ، ذكره الإمام أحمد .
وأيضا فإن المحب يستأنس بذكر محبوبه وكونه في قلبه لا يفارقه ، فهو أنيسه وجليسه لا يستأنس بسواه ، فهو مستوحش ممن يشغله عنه ، وحدثني تقي الدين بن شقير قال خرج شيخ الإسلام ابن تيمية يوما فخرجت خلفه فلما انتهى إلى الصحراء وانفرد عن الناس بحيث لا يراه أحد سمعته يتمثل بقول الشاعر :
وأخرج من بين البيوت لعلني … أحدّث عنك القلب بالسر خاليا
فخلوة المحب لمحبوبه هي غاية أمنيته فإن ظفر بها وإلا خلا به في سره وأوحشه ذلك من الأغيار " انتهى المراد
منقول من شبكة سحاب السلفية
https://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=124248
تذَكّرْ ربّكْ الخَـآلقْ وقلْ يَـآ ربّيْ الخِـيرهْ
دمتي بود