الغضب يولد الرغبة في الإيذاء!!
توصلت دراسة إلى أن الإنسان يلجأ إلى العنف والإيذاء في الظروف التي تتطلب
اتخاذ قرار سريع في وقت الغضب وذلك إذا كان الشخص المقابل مختلف في
الجنس أو الدين أو المعتقد.
أجريت الدراسة في جامعة نيويورك حيث تم فرز الأشخاص المشاركين إلى ثلاث
فئات. أشخاص غاضبين وأشخاص حزينين بالإضافة إلى أشخاص عاديين.
ثم تم تعريضهم لصور أشخاص مختلفين في الأديان و الأجناس و طلب منهم وضع
الوصف المناسب لهم من بين عدة صفات للاختيار من بينها.
كانت نتيجة الاختبار أن الأشخاص الحزينين و العاديين لا يحملون أي مشاعر
تحيز للأشخاص المختلفين عنهم سواء كان الاختلاف بالشكل أو بالمعتقد. أما
الأشخاص الغاضبين فقد كانت ردة فعلهم سلبية تجاه الأشخاص الذين يختلفون
عنهم في الشكل أو في المعتقد.
يشير العلماء أن نتيجة هذا الكشف تشير إلى أن الإنسان تحت سورة الغضب
تكون ردة فعلة للأشخاص المختلفين عنه باللون أو في الديانة عبارة عن ردة فعل
متحيزة و خاليه من المنطق.
يخلص العلماء أنه في حالة النزاع يقوم دماغ الإنسان بالتحليل على الشكل الآتي
(الاختلاف يعني أمر سيئ) و لهذا يتصرف الدماغ بطريقة مؤذية مع هذا
الشخص المختلف و بغض النظر عن نوع الاختلاف.
قد تجد هذا الدراسة تفسيرا علميا لسبب تصرف الناس بطريقة عنصرية أثناء
تعرضهم لضغوط شديدة أثناء العمل أو أثناء اضطرارهم لاتخاذ قرارات سريعة
أثناء الظروف الاستثنائية.
هذا ومن جانب آخر، وفي المقابل فقد يكون التنفيس عن الغضب ضروري في
بعض الحالات حيث قال العلماء في الاجتماع السنوي لجمعية القلب الأمريكية في
سان فرانسيسكو، إن المراهقين الذين يكتمون شعورهم بالغضب يتعرضون لخطر
السمنة وهو ما قد يؤدي إلى تعرضهم لأمراض مثل مرض القلب أو السكري.
حيث وجد الأطباء من خلال دراسة، أن المراهقين الذين يمكنهم التحكم في
غضبهم والتصرف بشكل مناسب عند الغضب يكونون أقل عرضة لزيادة الوزن،
في حين أن من يعانون من مشكلات في التعامل مع الغضب فهم الأكثر عرضة
لزيادة الوزن.
وقال البروفيسور ويليام موللر الذي قاد فريق البحث في الدراسة، "ترتبط السمنة
بالطرق غير الصحية في التعبير عن الغضب. فمشكلات التعبير عن الغضب
يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات في الأكل وزيادة الوزن وهو ما قد يؤدي بدوره إلى
الإصابة بمرض القلب في سن مبكرة".
ليس هذا وحسب بل هناك المزيد من الآثار الضارة لكتمان الغضب للكبار أيضا،
حيث قال باحثون من جامعة سانت لويس إن كتمان الغضب يمكن أن يؤدي إلى
آلام الرأس أيضا. وقد نشرت الدراسة التي أجراها الباحثون في مجلة "
الصداع" واشتمل البحث على 422 من البالغين كان 171 منهم يعانون من آلام
في الرأس .
وقد بحث رئيس الفريق روبرت نيكلسون الحالة التي يكون عليها الشخص
الغاضب، كيف يضغط نفسه وشدة وعدد المرات التي يصاب بها بآلام في
الرأس. كذلك بحث ما إذا كان الغاضب قلقا أو مصابا بالاكتئاب حيث أن كلا
الحالتين لها علاقة بالصداع.
قال نيكلسون، "وجدنا أن كتمان الغضب أكبر مسبب للصداع، وأضاف "أن
الغضب يمكن أن يكون أحد تلك الأشياء العديدة التي تثير آلام الرأس".
ونصح نيكلسون الناس باتباع عدد من الاستراتيجيات مثل أخذ نفس عميق ثلاث
مرات، فهم الغضب والشعور به والتعبير عن النفس بطريقة بعيدة عن المجابهة.
وقال ،"هناك مناسبات لا يكون التعبير فيها عن الغضب أفضل الأشياء. إن
الصراخ على رئيسك في العمل قد يفقدك وظيفتك. كذلك فإن إيماءة بذيئة نحو
سائق تركك وسط الزحام يمكن أن تؤدي إلى هياج في الشارع…" وأضاف، "
ما آمل أن أفعله هو مساعدة الناس، تعلم الطرق الكفيلة بتعزيز صبرهم حتى
يتمكنوا من تجنب الغضب".
وأكد الباحث أيضا أنه ربما كان من الأهمية بمكان أن يتعلم الناس التسامح وختم
قائلا، "سواء كان الجرح بسبب الآخرين أو من داخل الذات، فإن اعظم قوة لديك
تتجلى في قدرتك على التسامح وجعل المسألة تمضي على خير.. إن ذلك
سوف لن يغير الماضي ولكن أحدا لن يكون غاضبا".
أما بخصوص التسامح وتأثيره على صحة الإنسان بشكل عام، فقد نصح باحثون
أميركيون بالصفح والتسامح مع الآخرين إذا أردت أن تقلل ضغط دمك والقلق
وتخفف التوتر في حياتك… وفق الحكمة القائلة "العفو عند المقدرة".
فقد أظهرت دراسة عرضت في اجتماع جمعية الطب السلوكي في ولاية تينيسي
الأميركية أن العفو والتسامح يساعدان في تخفيض ضغط الدم والتوتر النفسي
والقلق.
ويقول علماء النفس إن التسامح عبارة عن استراتيجية تحميل تسمح للشخص
بإطلاق مشاعره والسلبية الناتجة عن غضبه من الآخرين بطريقة ودية.
ولاحظ الباحثون أن النساء كن الأقل تسامحاً من الرجال والأكثر احتمالا لحمل
الضغائن ضد الشخص الذي شعرن تجاهه بالخيانة حيث أظهرت هؤلاء النساء
أيضاً ارتفاعا في معدلات ضغط الدم وتوترات نفسية أكبر.
وأشار الخبراء إلى ضرورة عدم إساءة فهم المعاني السامية للصفح بل التخلي
عن المشاعر السلبية بصورة ودية ومتابعة الحياة، منوهين إلى أن هذه الدراسة
تضيف إثباتاً جديداً على أن للمشاعر السلبية تأثيرات ضارة على الصحة العامة.
منقوووووووول