تخطى إلى المحتوى

المرأة المثالية

المرأة المثالية….. كيف؟؟

——————————————————————————–

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى((عسى ربه ان طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكارا))صدق الله العظيم.

هكذا يريد الاسلام للمرأة أن تكون من خلال الصفات الست الواردة في الآية.
ولنسارع مباشرة في تصحيح مفهوم خاطىء:

-صحيح أن المرأة المسلمة مكلفة بطاعة زوجها: ترعاه في بيته وترعاه في ولده وتطهو له الطعام وتهيىء له راحته وتغسل له الثوب والخ…….
ان هذا كله وارد في اطار الطاعة، وبالطبع حسب طاقتها.
لكن ليست هذه المرأة المسلمة المثالية المطلوبة فقط، فهذا الدور يمكن ان تؤديه خادمة في البيت أو جارية.
هذا ليس دورها الرئيسي أبدا.
ولعل المقارنة بين الرجل والمرأة في هذا المجال يعطي ايضاحا أكثر:

فالرجل مسؤول خارج البيت أن يسعى لكسب الرزق، وتحصيل المعاش وجلب القوت وتأمين الطعام والكساء هذا صحيح، ولكن هل هذه هي رسالته؟؟؟
أبدا فهذه وسيلة وليست غاية ، وسيلة لغاية أكبر وأضخم هي عبادة الله.قال تعالى(وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون* ما اريد منهم من رزق وما أريد ان يطعمون *ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين)).

فمهمة الرجل المسلم هي العبادة والدعوة والجهاد، اما الكسب للرزق فهو الوسيلة الضرورية لذلك.
وكذلك الأمر بالنسبة للمرأة:
فهي تطهو الطعام وتنظف البيت وتمتع الزوج،تقوم بشيء لا بد منه لاتمام سعي الرجل في طعامه وكسوته فالرجل يجلب الطعام والمرأة تطهوه والخ….
لكن هذين العملين المتكاملين ليسا رسالة المرأة، لكنها وظيفتها الطبيعية أما غايتها ورسالتها فكما ذكرت الآية الأولى يوم قدمت الوصف الأمثل للمرأة.
ان مجال الخيرية لم يكن في نساء أكثر جمالا اواكثر مالا او او او…..ابدا لم يكن شيء من هذا، بل كان مجال الخيرية:

1.مسلمات:
بما تعنيها هذه الكلمة من الاستسلام لله في كل شيء، بحيث يكون سلوكها كله على ضوء الاسلام لا تعمل عملا الا بهديه ولا تترك أمرا الا بنهيه.

2.مؤمنات:
ان يكون قلبها متطابقا مع سلوكها فيعمر الايمان قلبها تذوق لذته وتشهد طمأنينته في كل أمر تأتيه وتسلم وجهها له في طواعية ويسر في كل ما تفعل وفي كل ما تذر.

3.قانتات:
فيكون في عبادتها روح، وفي طاعتها لذة مناجاة للرب سبحانه أوابة اليه مستغفرة له ضارعة اليه.

4.تائبات:
فهو تركيز من لون آحر من التوبة، ومن منا لا يخطىء؟!
لكن المطلوب هو النفسية المنحنية لله، تقع في الخطأ فتفر منه مجرد وقوعه لا تجادل فيه ولا تبرره ولا تدافع عنه ولا تصر عليه ولا تلج فيه بل تهرب منه وتستحيي منه وتستغفر منه.
لكن اللجاجة والمحاجة والاصرار على الخطأ وتبريره هو من حلفاء الشيطان.

5.عابدات:
وبين أن تصلي المرأة المسلمة خمس أوقات في اليوم والليلة والقلب لاه والعقل ساه ، وبين أن يطلق عليها سمة العابدة، شوط كبير.
ان العابدة هي التي يملأ التفكير بالعبادة كيانها.هي التي تنتظر حتى يأتي الليل مثلا فتستيقظ في جوفه فتتوضأ وتقف في محرابها تؤدي قيام الليل ساعة تتمتع فيها بمناجاة ربها.
ان العابدة هي التي تنهي عملها في البيت وتتجه مسرعة الى كتاب الله لتقرأ منه او تحفظ منه او تتلو الجزء الذي ألزمت نفسها به كل يوم فتتمتع خاشعة بتدبر آيات الله.العابدة التى لا تنسى حظها من النافلة ولا تنسى حظها من الذكر ولا من الاستغفار ومحاسبة النفس ومن ترقيق قلبها والزهد في الدنيا في الاطلاع على سير الصالحين.
هي التي ترى ان واجبها مع ربها هو أساس حياتها وأساس سعادتها وما دون ذلك واجب تكلف به لضرورات الحياة.

6.سائحات:
فلا تنسى حظها من الصيام الذي يكسر شهوة النفس للطعام وللاسراف في المظهر والخ …. والصيام الذي يذكرها بالآخرة ويذكرها بجوع الجائعين وبؤس البائسين وحاجة المعدمين.
ولا يبعد أبدا كذلك أن تكن السائحات هن المهاجرات الى الله ورسوله اللاتي هجرن دنياهن وملذاتها في سبيل الله.

هكذا يريد الاسلام المرأة في البيت:
ليست أجمل متزينة فقط، او أنجح طاهية فقط، أو او او …..ليست هنا الخيرية، ان الخيرية في المسلمة المؤمنة القانتة التائبة العابدة السائحة.

ونوجه بعدها كلامنا للرجال:
ليست المرأة سلعة لمتعته فقط، ليست المرأة أداة لتسليته ولذته فقط ليست المرأة مجرد خادمة عنده فقط . ان لها رسالة لا بدأن تؤديها، كما له رسالة يؤديها.
وهذه رسالة مشتركة بين الزوج والزوجة، فلا بد من أن يشتركا معا في تأديتها:
قال الله تعالى(ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما)) صدق الله العظيم

فالآية تعني اشتراك الزوجين في هذه المواصفات فلا أقل من أن يتعاونا معا لتحقيقها.

أدعو الله العلي القدير أن يعلم كل فرد من المسلمين رجل كان ام امرأة رسالته وغايته في هذه الحياة التي يعلوهااعظم هدف وهو نيل مرضاة الله أولا وأخيرا ومن ثم دخول الجنة بأذنه تعالى.ولنكن على علم ان من سعى للعمل على رسالته وغايته فقد حافظ على هذا الدين الحنيف وازدادت الامة الاسلامية قوة ورفعت راية الاسلام عاليا.
فأشهد ان لا اله الا الله وأشهد ان محمدا رسول الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.