السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المرأة المسلمة مع مجتمعها
كريمة سخيَة:
من صفات المرأة المسلمة الملتزمة بأحكام دينها، المتخلقة بأخلاقه
السمحة الغراء : السخاء والجود والكرم والبذل، فهي كريمة، يداها
مبسوطتان للمعسرين وذوي الحاجة،تهميان بالعطاء،وتسحان بالخير،
كلما دعا الداعي إلى البذل، وجاءت مناسبة يحمد فيها السخاء.
وهي واثقة كل الثقة أن ماتقدِم من خير لن يضيع عند الله ، بل هو
باقٍ محفوظٌ لدى حكيم عليم:
(وما تنفقوا من خيرٍ فإنَ الله به عليم(273)) (4).
وإنها لمؤمنةٌ كل الإيمان أن ما تنفقه في سبيل الله سيعوضها الله عنه
أضعافاً مضاعفةً؛ إذ تفوز بشرف عظيم في الدنيا، وثواب عميم في الآخرة:
(مَثل الَذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبَةٍ أنبتت سبع سنابل في كل
سنبلةٍ مائة حبَة والله يضاعف لمن يشآء والله واسعٌ عليم (261))(1).
(ومآأنفقتم من شيءٍ فهو يخلفه)(2).
(وماتنفقوا من خيرٍ فلأنفسكم وماتنفقون إلاَ ابتغآء وجه الله وما
تنفقوا من خيرٍ يوفَ إليكم وأنتم لاتظلمون(272))(3).
وإنها لتدرك أيضاً أنها إن لم توق شحَ نفسها،وغلبها حرصها على
جمع المال وكنزه ، فستصاب بتلف مالها ونقصانه وتبديده، كما أخبر بذلك
رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم :
((مامن يومٍ يصبح العباد فيه إلاَ ملكان ينزلان، فيقول أحدهما:اللهم
أعط منفقاً خلفاً،ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً))(4).
وفي الحديث القدسي :
((أنفق ياابن آدم ينفق عليك ))(5).
والمرأة المسلمة الصادقة توقن أن إنفاقها المال في سبيل الله لاينقص
من مالها شيئاً،بل ينميه ويزكيه ويباركه ؛ إذ أكد ذلك رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بقوله:
((مانقصت صدقةٌ من مالٍ…))(6).
بل إنها لتعتقد أن ما أنفقت من مالٍ في سبيل الله هو الباقي حقيقةً؛
لأنه سجٍل في صحيفة عملها، وماعداه زائلٌ.
(4) سورة البقرة: 273.
(1) سورة البقرة: 261.
(2) سورة سبأ : 39.
(3) سورة البقرة : 272.
(4) متفق عليه.
(5) متفق عليه.
(6) رواه مسلم.
منقول من كتاب شخصيَة المرأة المسلمة كما يصوغها الإسلام
في الكتاب والسُنَة بقلم الدكتور محمد علي الهاشمي.