تخطى إلى المحتوى

حسن وجوه أهل السنة وقبح وجوه أهل البدعة

  • بواسطة

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : الحسن والجمال : الذي يكون عن الأعمال الصالحة في القلب يسري إلى الوجه ، والقبح والشين الذي يكون عن الأعمال الفاسدة في القلب يسري إلى الوجه ؛

ثم إن ذلك يقوى بقوة الأعمال الصالحة ، فكلما كثر البر والتقوى : قوى الحسن والجمال ، وكلما قوى الإثم والعدوان : قوى القبح والشين حتى ينسخ ذلك ما كان للصورة من حسن وقبح .
فكم ممن لم تكن صورته حسنة ، ولكن من الأعمال الصالحة ما عظم به جماله وبهاؤه حتى ظهر ذلك على صورته ، ولهذا ظهر ذلك ظهورًا بينًا عند الإصرار على القبائح في آخر العمر عند قرب الموت ، فنرى وجوه " أهل السنة والطاعة " كلما كبروا ازداد حسنها وبهاؤها ، حتى يكون أحدهم في كبره أحسن وأجمل منه في صغره .
ونجد وجوه " أهل البدعة والمعصية " كلما كبروا عظم قبحها وشينها حتى لا يستطيع النظر إليها من كان منبهرًا بها في حال الصغر لجمال صورتها .
وهذا ظاهر لكل أحد فيمن يعظم بدعته وفجوره مثل : " الرافضة " ، وأهل المظالم ، والفواحش ، ونحوهم .

وقد ثبت في " الصحيح " : أنه سيكون في هذه الأمة – أيضًا – من يمسخ قردة وخنازير ، فإن العقوبات والمثوبات من جنس السيئات والحسنات ؛ كما قد بين ذلك في غير موضع .

ولا ريب أن ما ليس محبوبًا لله من مسخوطاته ، وغيرها تزين في نفوس كثير من الناس حتى يروها جميلة وحسنة يجدون فيها من اللذات ما يؤيد ذلك ، وإن كانت اللذات متضمنة لآلام أعظم منها ، كما قال تعالى : ( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ) .

وقال – عز وجل – : ( أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء ) . " الإستقامة " (1/364)
منقول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.