اَلْحَمْدُ لِلهِ ثُمَّ الْحَمْدُ لِله؟ اَلْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي جَعَلَنَا اُمَّةً وَسَطاً لِنَكُونَ شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْنَا شَهِيدَا؟ نَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَنَسْتَهْدِيهِ وَنَسْتَغْفِرُه؟ وَنَسْاَلُهُ السَّلَامَةَ مِنْ كُلِّ سُوء؟ وَنَسْاَلُهُ الْاَمْنَ بَعْدَ الْخَوْف؟ وَنَسْاَلُهُ حِفْظاً لِدِينِنَا وَاَوْطَانِنَا وَاُمَّتِنَا وَاَعْرَاضِنَا؟ وَنُوصِي اَنْفُسَنَا جَمِيعاً بِتَقْوَى اللهِ الْعَظِيمِ وَطَاعَتِهِ؟ فَمَنِ اتَّقَى فَقَدْ رَشَد؟ وَمَنْ عَصَى اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُبِينَا؟ وَنَسْتَفْتِحُ بِالَّذِي هُوَ خَيْر؟ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَاِلَيْكَ اَنَبْنَا وَاِلَيْكَ الْمَصِير؟ وَاَشْهَدُ اَنْ لَا اِلَهَ اِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَه؟ جَعَلَ الْمُؤْمِنَ وَلِيّاً لِلْمُؤْمِنِ عَلَى ضَوْءِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤمِنَاتُ بَعْضُهُمْ اَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَاْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ اُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ الله(فَلَا يَتَحَقَّقُ مَعْنَى الْوَلَاءِ الْايمَانِيِّ اِلَّا بِمَا ذَكَرَتْهُ هَذِهِ الْآيَة؟ وَاِلَّا فَاِنَّهُ يَكُونُ وَلَاءً شَيْطَانِيّاً تَابِعاً لِهَوَى شَيَاطِينِ الْاِنْسِ وَالْجِنِّ بَعْضُهُمْ اَوْلِيَاءُ بَعْض؟ وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُه؟ كَوَّنَ مُجْتَمَعاً كَالْجَسَدِ الْوَاحِدِ اِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى؟ اَللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلّمْ وَبَارِكْ عَلَى هَذَا النَّبِيِّ الْاَكْرَمِ وَالرَّسُولِ الْاَعْظَمِ مُحَمَّدٍ اِمَامِ الْمُتَّقِينَ وَاِمَامِ الْمُرْسَلِين؟ وَعَلَى آلِهِ الْاَطْهَارِ مِنْ اَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَعَصَبَاتِهِ الَّذِينَ اَذْهَبَ اللهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطْهِيرَا؟ وَعَلَى اَصْحَابِهِ الْاَخْيَارِ الَّذِينَ مَازَالُوا عَلَى الْحَقِّ حَتَّى انْتَقَلُوا اِلَى جِوَارِ رَبِّهِمْ رَاضِينَ مَرْضِيِّين؟ وَعَلَى كُلِّ مَنِ اهْتَدَى بِهَدْيِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ وَسُنَّتِهِ الْقَوْلِيَّةِ وَالْفِعْلِيَّةِ حَتَّى تَكُونَ اَنْتَ يَا رَبَّنَا رَاضِياً عَنْهُمْ وَعَنَّا اِلَى يَوْمِ الدِّينِ خَالِدِينَ فِي جِنَانِ رِضْوَانِكَ اَبَدَا؟ اَمَّا بَعْدُ عِبَادَ الله ؟فَحِينَمَا عُرِجَ بِالنَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ رَاَى فِي حَيَاةِ الْبَرْزَخِ اَقْوَاماً تُقْرَضُ شِفَاهُهُمْ بِمَقَارِيضَ مِنْ نَار؟ فَقَالَ مَنْ هَؤُلَاءِ يَااَخِي يَاجِبْرِيل؟ فَقَالَ هَؤُلَاءِ خُطَبَاءُ الْفِتْنَة؟ فَمَا مَعْنَى خُطَبَاءِ الْفِتْنَةِ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ بِمَعْنَى اَنَّهُمْ يَقُولُونَ شَيْئاً وَيَفْعَلُونَ خِلَافَهُ؟ فَتَقَعُ الْفِتْنَةُ بَيْنَ الْمُسْلِمِين؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَكَيْفَ تَقَعُ هَذِهِ الْفِتْنَة؟ أيْ يَنْصَرِفُ النَّاسُ عَنْ تَلْبِيَةِ مَايَقُولُهُ هَؤُلَاءِ الْخُطَبَاءُ وَالْوُعَّاظُ عَلَى الْمَنَابِر؟ لِاَنَّهُمْ يُرَسِّخُونَ فِي اَفْكَارِ النَّاسِ وَاَذْهَانِهِمْ؟ اَنَّ الْقَوْلَ شَيْءٌ؟ وَاَنَّ الْفِعْلَ شَيْءٌ آخَر؟ وَبِذَلِكَ يَصِيرُ الْكَلَامُ غَيْرَ مُؤَثّر؟ وَقَدْ وَرَدَ اَنَّهُ فِي آخِرِ الزَّمَان؟ يَكْثُرُ الْكَلَامُ؟ وَتَقِلُّ الْفِعَال؟ وَاَمَّا فِي عَهْدِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَمَابَعْدَه؟ فَقَدْ كَانَتِ الْاَقْوَالُ قَلِيلَة؟ وَالْاَفْعَالُ كَثِيرَة؟ نَعَمْ اَخِي؟ عَلَى كُلِّ اِنْسَانٍ يَدْعُو اِلَى اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ؟اَلَّا يَقُومَ بِهَذِهِ الدَّعْوَةِ عَلَى اَنَّهَا وَظِيفَةٌ اَوْ مِهْنَةٌ يَسْتَرْزِقُ بِهَا اَوْ مِنْهَا فَقَطْ؟ وَاِنَّمَا وَقَبْلَ كُلِّ شَيْء؟ اَنْ يَكُونَ مُؤْمِناً بِمَا يَقُول؟ وَاَنْ يُطَبِّقَ مَا يَاْمُرُ بِهِ النَّاس؟ وَلِذَلِكَ يَقُولُ اللهُ تَعَالَى عَنْ بَنِي اِسْرَائِيل{اَتَاْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ اَنْفُسَكُمْ وَاَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ اَفَلَا تَعْقِلُون(وَلِهَذَا اَخِي؟ مَنْ اَرَادَ اَنْ يُنَصِّبَ نَفْسَهُ لِهَذِهِ الْمُهِمَّةِ؟ فَعَلَيْهِ اَنْ يَتَّقِيَ اللهَ عَزَّ وَجَلّ؟ لِاَنَّهُ يَقُومُ بِوَظِيفَةِ الْاَنْبِيَاء؟ وَلِاَنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْاَنْبِيَاء؟ وَلِذَلِكَ يَقُولُ الْاِمَامُ عَلِيٌّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ فِي حِكَمِهِ الرَّائِعَةِ الْغَالِيَةِ يَقُول[مَنْ نَصَّبَ نَفْسَهُ اِمَاماً؟ فَلْيُعَلّمْ نَفْسَهُ قَبْلَ اَنْ يُعَلّمَ النَّاس؟ وَلْيَكُنْ تَاْدِيبُهُ بِسِيرَتِهِ قَبْلَ تَاْدِيبِهِ بِلِسَانِه(نَعَمْ اَخِي؟ مَنْ نَصَّبَ نَفْسَهُ اِمَاماً؟ أيْ لِيَكُونَ قُدْوَةً يَقْتَدِي بِهِ النَّاسُ؟ فَمَا الْوَاجِبُ عَلَيْه؟ نَعَمْ اَخِي اَنْ يُعَلّمَ نَفْسَهُ قَبْلَ اَنْ يُعَلّمَ غَيْرَه؟ بِمَعْنَى اَنْ يَقُومَ بِتَعْلِيمِ نَفْسِهِ قَبْلَ تَعْلِيمِ غَيْرِهِ؟ لِاَنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ هُمْ مَعَ الْاَسَفِ اَدْعِيَاءُ عِلْمٍ؟ وَلَيْسُوا عُلَمَاء؟ وَمَعَ الْاَسَفِ اَيْضاً؟ فَاِنَّهُمْ رُبَّمَا يَتَكَلَّمُونَ بِشَيْءٍ لَيْسَ مِنِ اخْتِصَاصِهِمْ؟ يَجْعَلُهُمْ بِالنَّتِيجَةِ يُضِلُّونَ اَنْفُسَهُمْ وَيُضِلّونَ غَيْرَهُمْ اَيْضاً؟ وَلِذَلِكَ جَاءَ قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[مَنْ اَفْتَى بِغَيْرِ عِلْمٍ لَعَنَهُ كُلُّ شَيْءٍ حَتَّى حِيتَانُ الْبَحْرِ(نَعَمْ اَخِي فَعَلَى طَالِبِ الْعِلْمِ اَنْ يَقُومَ اَوّلاً بِتَعْلِيمِ نَفْسِهِ عَلَى الْاَقَلِّ رُؤوسَ اَقْلَامِ الْاِسْلَامِ مِنَ الْاَلِفِ اِلَى الْيَاءِ؟ قَبْلَ اَنْ يُعَلّمَ النَّاس؟ فَاِذَا سَاَلَهُ اَحَدٌ فِي مَسْاَلَةٍ لَايَعْرِفُهَا؟ فَلْيَقُلْ لَا اَدْرِي فَاِنَّهَا نِصْفُ الْعِلْمِ الشَّرْعِيّ؟ وَمَنْ قَالَ لَااَدْرِي فَقَدْ اَفْتَى لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُ تَوَاضَعَ لِمَنْ هُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٍ سُبْحَانَه؟ فَاسْتَحَقَّ بِذَلِكَ رِضَى اللهِ عَلَيْه؟ نَعَمْ اَخِي ثُمَّ يَقُولُ اَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْاِمَامُ عَلِيّ[وَلْيَكُنْ تَاْدِيبُهُ بِسِيرَتِهِ قَبْلَ اَنْ يَكُونَ تَاْدِيبُهُ بِلِسَانِه(وَالْمَعْنَى لِتَكُنْ سِيرَتُهُ حَسَنَةً وَنَمُوذَجاً لِلْعَمَلِ الصَّالِحِ مِمَّا يَجْعَلُ النَّاسَ يَقْتَدُونَ بِسِيرَتِهِ وَبِسُلُوكِهِ قَبْلَ اَنْ يَسْتَجِيبُوا لِلِسَانِهِ وَيَقْتَدُوا بِهِ اَيْضاً فِي دَعْوَتِهِمْ اِلَى الله؟ وَلِهَذَا لَابُدَّ لَكَ اَخِي مِنْ اَنْ تَاْخُذَ هَذِهِ الْمُلَاحَظَةَ التَّالِيَةَ بِعَيْنِ الِاعْتِبَار؟ فَمَثَلاً اَخِي حِينَمَا تَاْمُرُ وَلَدَكَ بِالصِّدْقِ وَتَقُولُ لَهُ يَابُنَيَّ اَوْ يَابُنَيَّتِي اَلصِّدْقُ فَضِيلَة وَالْكَذِبُ رَذِيلَة وَالصِّدْقُ يُحِبُّهُ الله وَالْكَذِبُ يَمْقُتُهُ الله؟ نَعَمْ اَخِي فَاِذَا بِاِرَادَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَحِكْمَتِهِ تَخْتَبِرُكَ وَتَجْعَلُ جَرَسَ الْهَاتِفِ اَوِ التِّلِفُونِ يَرُنّ؟ فَاِذَا بِكَ تَقُولُ لِزَوْجَتِكِ اَمَامَ ابْنِكَ وَابْنَتِكَ؟ اِذَا سَاَلَ عَنِّي اِنْسَانٌ فَقُولِي لَهُ لَسْتُ مَوْجُوداً فَمَاذا سَيَحْدُثُ هُنَا يااخي؟ نعم اخي اَلطّفْلُ هُنَا طَبْعاً سَيَرْسُخُ وَيَنْطَبِعُ فِي ذِهْنِهِ شَيْءٌ خَطِيرٌ جِدّاً عَلَى تَرْبِيَتِهِ الْاِسْلَامِيَّة؟ وَهُوَ اَنَّ الْكَلَامَ يَخْتَلِفُ عَنِ الْفِعْلِ؟ فَمَا اَسْهَلَ اَنْ يَدْعُوَ اَحَدُنَا غَيْرَهُ اِلَى الْفَضِيلَةِ مِنَ الصِّدْقِ مَثَلاً دُونَ اَنْ يُطَبِّقَهَا وَدُونَ اَنْ يَتَمَثَّلَ بِهَا؟ وَلِذَلِكَ اَخِي فَاِنَّ مِنْ اَقْبَحِ الصِّفَاتِ عِنْدَ اللهِ هُوَ الْكَذِبُ الَّذِي لَمْ يَجِدِ الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ وَصْفاً يَصِفُهُ بِهِ وَيَجْعَلُهُ مِنْ اَقْبَحِ الصِّفَاتِ اِلَّا اَنْ وَصَفَهُ بِذَاتِهِ فِي كَلِمَةِ الْكَاذِبُون فِي الْآيَةِ الَّتِي تَقُول{اِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَايُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَاُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُون (سُبْحَانَ الله؟ فَقَدْ وَصَفَ جَلَّ جَلَالُهُ الشَّيْءَ بِنَفْسِهِ فِي هَذِهِ الْآيَة وَهَذَا مِنْ اَبْلَغِ الْوَصْفِ فِي اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّة فَاِذَا قُلْنَا اَخِي مَثَلاً فِي اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّة؟ اَلشَّمْسُ شَمْس؟ فَهُنَا وَصَفْتَ الشَّمْسَ بِاَنَّهَا شَمْسٌ لِمَاذَا؟ لِاَنَّكَ لَاتَسْتَطِيعُ اَنْ تَصِفَهَا بِشَيْءٍ آخَرَ اَبْلَغَ مِنْ هَذَا الْوَصْفِ الْمَادِحِ لَهَا؟ لِاَنَّهُ لَايُوجَدُ مِنَ الْمَوْصُوفِينَ مَايَتَّصِفُ بِهَا؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الشَّمْسَ شَمْس؟ فَاِذَا وَصَفْنَا اللهَ تَعَالَى بِاَنَّهُ شَمْسٌ فَمَعْنَى ذَلِكَ اَنَّنَا نَعْبُدُ الشَّمْسَ وَلَانَعْبُدُ اللهَ الَّذِي خَلَقَهَا؟ نَعَمْ اَخِي مِثَالٌ آخَر؟ اَلرَّسُولُ رَسُول؟ بِمَعْنَى اَنَّكَ اَخِي هُنَا لَنْ تَجِدَ صِفَةً لِلْمَخْلُوقِينَ اَسْمَى وَاَسْنَى وَاَمْدَحَ وَاَعْلَى مِنْ هَذِهِ الصِّفَة وَهِيَ اَنَّهُ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ نَعَمْ اَخِي وَهَذَا مَا يَنْطَبِقُ اَيْضاً عَلَى الْكَذِبِ ذَمّاً وَقَدْحاً لَا مَدْحاً* (اِلَّا فِي حَالَاتٍ خَاصَّةٍ اسْتِثْنَائِيَّةٍ مِنَ الْحَرْبِ الْخَادِعَةِ الَّتِي فَعَلَهَا نُعَيْمُ بْنُ مَسْعُودٍ الْاَشْجَعِيّ مَعَ كُفَّارِ الْيَهُودِ وَقُرَيْش وَاَقَرَّهُ عَلَيْهَا رَسُولُ اللهِ فِي قَوْلِهِ خَذّلْ عَنَّا مَااسْتَطَعْت) *فِي قَوْلِنَا اَلْكَذِبُ كَذِب وَفِي قَوْلِ اللهِ اَيْضاً{وَاُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُون لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الَّذِي يَكْذِبُ لَايُؤْمِنُ بِآيَاتِ الله؟ نَعَمْ اَخِي وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الْكَذِبَ كَبِيرَةٌ مِنَ الْكَبَائِرِ تُخْرِجُ صَاحِبَهَا عَنْ دِينِ الْاِسْلَامِ اِذَا اسْتَحَلَّهَا كَمَا كَانَ الْيَهُودُ يَسْتَحِلُّونَ الْكَذِبَ عَلَى اللهِ فِي قَوْلِهِمْ مَثَلاً{لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْاُمِّيِّينَ سَبِيل(وَاَمَّا اِذَا لَمْ يَسْتَحِلَّهَا صَاحِبُهَا؟ فَاِنَّهَا اَيْضاً كَبِيرَةٌ مِنَ الْكَبَائِرِ مِنْ مُنَافِقٍ بِعَمَلِهِ وَلَكِنَّهُ لَايَخْرُجُ عَنْ دِينِ الْاِسْلَامِ؟ اِلَّا اِذَا نَافَقَ بِعَقِيدَتِه؟ نَعَمْ اَخِي وَيَزْدَادُ قُبْحُ الْكَذِبِ اَكْثَرَ وَاَكْثَرَ اِذَا اقْتَرَنَ بِالْيَمِينِ الْفَاجِرَةِ الْغَمُوس؟ لِاَنَّ صَاحِبَهُ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ يَكُونُ قَدِ ارْتَكَبَ كَبِيرَتَيْنِ مِنَ الْكَبَائِر؟ وَتَكْفِي وَاحِدَةٌ مِنْهُمَا لِتَغْمِسَهُ فِي نَارِ جَهَنَّم؟ وَلِذَلِكَ تُسَمَّى هَذِهِ الْيَمِينُ بِالْيَمِينِ الْغَمُوسِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[ اِجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَات(فَذَكَرَ الشِّرْكَ بِالله؟ وَذَكَرَ مِنْهَا اَيْضاً الْيَمِينَ الْغَمُوس؟ وَهِيَ الْيَمِينُ الْكَاذِبَةُ حِينَمَا يُقْسِمُ صَاحِبُهَا وَهُوَ يَعْلَمُ بِاَنَّهُ كَاذِبٌ وَالْعَيَاذُ بِالله؟ فَانْظُرْ اَخِي اِلَى هَذِهِ الْجَرِيمَةِ الْكُبْرَى فِي جَرِيمَتَيْنِ اجْتَمَعَتَا؟ فَمَا هِيَ عُقُوبَتُهُمَا يَارَسُولَ الله؟ يَقُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[اَلْيَمِينُ الْفَاجِرَةُ تَدَعُ الدِّيَارَ بَلَاقِع(وَالْيَمِينُ الْفَاجِرَةُ هِيَ الْيَمِينُ الْكَاذِبَةُ الَّتِي تَدَعُ الدِّيَارَ أيْ تَتْرُكُ الدِّيَارَ بَلَاقِعَ أيْ هَلَاكاً وَدَمَاراً وَخَرَاباً عَلَى الدِّيَارِ وَاَصْحَابِهَا؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ وَمَا هُوَ ذَنْبُ الدِّيَارِ وَهِيَ جَمَادٌ يُسَبِّحُ بِحَمْدِ الله؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي اِنَّ مِنْ تَمَامِ التَّسْبِيحِ بِحَمْدِ اللهِ بِالنِّسْبَةِ لِلْجَمَادَاتِ الَّتِي خَلَقَهَا الله؟ اَنْ تَنْشَقَّ الْاَرْضُ لِتَبْتَلِعَ الظَّالِمِينَ غَضَباً لِلهِ وَغَيْرَةً عَلَى مَحَارِمِهِ اَنْ تُنْتَهَكَ؟ وَاَنْ تَنْهَدَّ الْجِبَالُ فَوْقَ رُؤُوسِهِمْ؟ وَاَنْ يُسْقِطَ اللهُ السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ كِسَفاً؟ وَاَنْ تَنْهَارَ بُيُوتُهُمْ عَلَى رُؤُوسِهِمْ اِنْ لَمْ يُسْرِعُوا وَيَتَدَارَكُوا اَنْفُسَهُمْ بِرَحْمَةِ اللهِ الَّتِي لَنْ تَاْتِيَهُمْ اِلَّا بِتَوْبَتِهِمُ النَّصُوحِ كَمَا حَدَثَ مَعَ قَوْمِ يُونُسَ الْمَحْظُوظِينَ بِرَحْمَةِ اللهِ الَّتِي جَاءَتْهُمْ فِي آخِرِ لَحْظَة وَمَا كَانَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْهَلَاكِ اِلَّا قِيدَ اَنْمُلَة؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِين{وَاِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَايَكُونُوا اَمْثَالَكُمْ{فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا اِيمَانُهَا؟ اِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ اِلَى حِين(نَعَمْ اَخِي فَاِذَا دَمَّرَ اللهُ النَّاسَ فِي اَمْوَالِهِمْ وَفِي اَرْزَاقِهِمْ؟ فَلَا يَلُومُونَ اِلَّا اَنْفُسَهُمْ قَبْلَ اَنْ يَلُومُوا الظَّالِمِينَ الْمُعْتَدِين؟ وَلْيُفَكِّرُوا قَبْلَ كُلِّ شَيْء؟ هَلْ هُمْ كَانُوا سَبَباً فِي هَذَا التَّدْمِير؟ هَلْ هُمْ جَلَبُوا ذَلِكَ الْهَلَاكَ وَالْخَرَابَ لِاَنْفُسِهِمْ بِسَبَبِ مَا يَرْتَكِبُونَهُ مِنْ مَعَاصِي وَآثَام وَاَيْمَانٍ كَاذِبَة وَرُبَّمَا يَقْتَطِعُونَ بِهَا حَقَّ غَيْرِهِمْ فَيَبُوؤُونَ بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ مِنَ الله؟ نَعَمْ اَخِي فَالْكَذِبُ اَرْذَلُ الرَّذَائِل؟ وَالْمُؤْمِنُ لَايَكُونُ كَذّاباً؟ وَلَايُمْكِنُ اَنْ يَتَّصِفَ بِالْكَذِب؟ وَلِذَلِكَ لَاسَمَحَ اللهُ اِذَا كُنْتَ اَخِي كَاذِباً اَوْ كَذّاباً؟ فَثِقْ بِاَنَّ اِيمَانَكَ ضَئِيلٌ جِدّاً جِدّاً جِدّاً؟ فَاِذَا لَمْ تَسْتَدْرِكْ مَافَاتَكَ مِنْ بَقِيَّةِ الْاِيمَانِ لِتَعُودَ اِلَى الصِّدْقِ؟ فَاِنَّ طَرِيقَا الدَّمَارِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ يَنْتَظِرَانِك؟ فَلْنَتَّقِ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَلَى ضَوْءِ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلّ{يَااَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِين(وَعَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا اَيُّهَا الْاِخْوَة اَنْ يُعَلّقَ فِي مَحَلّهِ التِّجَارِي لَوْحَةً مَكْتُوبٌ عَلَيْهَا؟ اَلْيَمِينُ الْفَاجِرَةُ الْكَاذِبَةُ الْغَمُوسُ تَدَعُ الدِّيَارَ بَلَاقِعَ وَخَرَاباً وَخَاصَّةً فِي السَّاحَاتِ الْعَامَّةِ الَّتِي يَبِيعُونَ فِيهَا لُحُومَ الْاَغْنَامِ وَالْاَبْقَارِ وَالْمَاعِزِ وَالْجِمَالِ وَالدَّجَاجِ وَالسَّمَكِ؟ وَيَبِيعُونَ وَيَشْتَرُونَ بِاسْمِ اللهِ صَادِقِينَ اَوْ كَاذِبِينَ عَلَى اَنَّ هَذِهِ اللُّحُومَ قَدِ اشْتَرَوْهَا طَازَجَةً غَيْرَ مُسْتَوْرَدَة؟ فَهَؤُلَاءِ اِنْ كَانُوا كَاذِبِينَ فِيمَا يَقُولُون؟ فَاِنَّهُمْ يَبِيعُونَ اللهَ فِي اَسْوَاقِهِمْ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَة؟ وَلَاغَرَابَةَ فِي ذَلِكَ وَلَامُبَالَغَةَ اَخِي؟ فَاِنَّنَا قَدْ نَسْمَعُهُمْ بِآذَانِنَا يَشْتُمُونَ اللهَ وَلَانُحَرِّكُ سَاكِناً وَكَاَنَّهُمْ لَمْ يَفْعَلُوا شَيْئاً؟ وَكَاَنَّنَا لَمْ نَسْمَعْ شَيْئاً يُثِيرُ غَيْرَتَنَا وَحَمِيَّتَنَا عَلَى دِينِنَا وَرَبِّنَا؟ فَاِذَا بِهِ سُبْحَانَهُ وَبِسَبَبِ هَؤُلَاءِ الْاَوْغَادِ يُدَمِّرُنَا تَدْمِيراً وَلَاحَوْلَ وَلَاقُوَّةَ اِلَّا بِالله؟ وَهَذَا بِالضَّبْطِ مَايُرِيدُهُ هَؤُلَاءِ الْاَوْغَاد؟ اَنْ يُدَمِّرَ اللهُ عَلَيْنَا تَدْمِيرَا وَاَنْ تَكُونَ مَصَائِبُ قَوْمٍ عِنْدَ قَوْمٍ فَوَائِدَ لِتَبْقَى لَهُمُ الدُّنْيَا وَحْدَهُمْ وَلِتُجَّارِ الْحُرُوبِ سُوقاً سَوْدَاءَ يَتَمَتَّعُونَ بِحُطَامِهَا الْفَانِيَةِ وَلَايُشَارِكُهُمْ اَحَدٌ فِيهَا اَبَداً مِنْ هَؤُلَاءِ الْمَظْلُومِينَ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ وَالْفُقَرَاء ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ نَسْمَعُ نَغْمَةَ التَّصَوُّفِ الْمُرْتَزِقِ الْمَقِيتِ الَّتِي تَدْعُو اِلَى الزُّهْدِ الْحَقِيرِ الَّذِي يَحْرِمُ الْاَخْيَارَ مِنْ كُلِّ مَتَاعِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِتَبْقَى بَعْدَهَا خَالِصَةً لِلْاَشْرَارِ وَمُرْتَزَقَتِهِمْ مِنْ هَؤُلَاءِ الْمُتَصَوِّفَة؟؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة وَنَبْدَاُ الْآنَ بِمَوْضُوعِ الْمُشَارَكَةِ مِنْ سُورَةِ آلَ عِمْرَانَ وَهِيَ قَوْلُ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ اُمَّةٌ يَدْعُونَ اِلَى الْخَيْرِ وَيَاْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون؟ وَلَاتَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَات؟ وَاُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيم(صَدَقَ اللهُ الْعَظِيم؟ نَعَمْ اَخِي الْمُؤْمِن اَنْتَ عُضْوٌ فِي مُجْتَمَعٍ اِنْسَانِيٍّ عَالَمِيّ؟ وَعُضْوٌ فِي مُجْتَمَعٍ اِيمَانِيّ؟ وَعُضْوٌ اَيْضاً فِي مُجْتَمَعٍ وَطَنِيّ؟ فَعَلَيْكَ اَنْ تُؤَدِّيَ لِكُلِّ نَاحِيَةٍ حَقَّهَا؟ لِتَتَحَقَّقَ فِيكَ الْاِنْسَانِيَّةُ الْمُتَكَامِلَةُ بِكُلِّ مُثُلِهَا وَوَاقِعِهَا؟ فَلَسْتَ اَخِي مَسْؤُولاً عَنْ نَفْسِكَ فَحَسْب؟ وَاَنَا لَسْتُ مَسْؤُولَةً عَنْ نَفْسِي فَقَطْ؟ نَعَمْ اَخِي لِاَنَّ هَذِهِ الْحُرِّيَّةَ الشَّخْصِيَّةَ الْغَرْبِيَّةَ وَالشَّرْقِيَّةَ وَالَّتِي يَتَشَدَّقُ بِهَا خَنَازِيرُ الصُّلْبَانِ الْخَوَنَة؟ تُرِيدُ اَنْ تَجْعَلَ مِنَ الْمُجْتَمَعِ الْاِنْسَانِيِّ مُجْتَمَعاً مُتَفَكِّكاً غَيْرَ مُتَرَابِطٍ؟ وَغَيْرَ مُتَآزِرٍ؟ وَغَيْرَ مُتَعَاضِدٍ وَمُتَآلِفٍ؟ وَغَيْرَ آمِرٍ بِالْمَعْرُوفِ؟ وَغَيْرَ مُتَنَاهٍ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ؟ وَغَيْرَ مُتَنَاغِمٍ بِانْسِجَامٍ مُسْتَقِيمٍ يُرْضِي الله؟ بَلْ بِانْسِجَامٍ شَاذّ اِيقَاعُهُ مُزْعِجٌ جِدّاً كُلٌّ يُغَنِّي فِيهِ عَلَى لَيْلَاهُ؟ بِاَنْغَامٍ شَاذّةٍ شَيْطَانِيَّةٍ مُزْعِجَة؟ اِنَّهَا حُرِّيَّةٌ شَخْصِيَّةٌ بَغِيضَةٌ مَقِيتَةٌ حَقِيرَةٌ؟ لَاتُرِيدُ الْمُجْتَمَعَاتِ الْحَضَارِيَّةَ الْاِنْسَانِيَّةَ الرَّائِعَة؟ وَالَّتِي كُلُّ عُضْوٍ مِنْ اَعْضَائِهَا يَشْعُرُ بِمَشَاعِرِ اَخِيه؟ اِنَّهُ الْمُجْتَمَعُ الشُّعُورِيُّ الْاِيمَانِيُّ الَّذِي يَسْعَى الْقُرُودُ الْخَنَازِيرُ الْيَهُودُ وَالصُّلْبَانُ الْمُجْرِمُونَ الْخَوَنَةُ وَعُمَلَاؤُهُمْ وَمُرْتَزَقَتُهُمْ اِلَى تَحْطِيمِهِ بِاسْمِ الْحُرِّيَّةِ الشَّخْصِيَّةِ الشَّيْطَانِيَّةِ الَّتِي تُرِيدُ اسْتِعْبَادَ النَّاس؟ اِنَّهُ الْمُجْتَمَعُ الْاِنْسَانِيُّ الْفَاضِلُ الْمُتَرَابِطُ الَّذِي اَنْشَاَهُ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؟ وَاَمَّا فِي اَيَّامِنَا؟ فَحِينَمَا تَرَكَ النَّاسُ الْاِيمَانَ؟ وَانْزَوَوْا نَحْوَ الْمَادَّةِ وَنَحْوَ الْمَصَالِحِ الشَّخْصِيَّةِ الضَّيِّقَة؟ حَدَثَ مَاحَدَثَ فِي هَذَا الْعَالَمِ مِنْ تَبَاغُضٍ وَتَدَابُرٍ وَتَشَاحُنٍ وَتَقَاتُلٍ بَيْنَ اُمَّةٍ وَاحِدَةٍ وَبَيْنَ شَعْبٍ وَاحِدٍ؟ حَتَّى اخْتَلَطَ الْحَابِلُ بِالنَّابِلِ؟ وَكُلُّ وَاحِدٍ يَقُولُ نَفْسِي نَفْسِي؟ مُتَجَاهِلِينَ قَوْلَ اللهِ تَعَالَى{اِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ اِخْوَةٌ فَاَصْلِحُوا بَيْنَ اَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون{اِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا{يَااَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْاِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى(وَالْبِرُّ وَالتَّقْوَى الْمَقْصُودُ هُنَا فِي هَذِهِ النَّجْوَى؟ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى{لَاخَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ(وَهُوَ مَايَفْعَلُونَهُ مِنْ نَجْوَى الْاِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ{اِلَّا مَنْ اَمَرَ بِصَدَقَةٍ اَوْ مَعْرُوفٍ اَوْ اِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ؟ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ؟ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ اَجْراً عَظِيمَا؟ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ(بِنَجْوَى مَعْصِيَتِهِ{ مِنْ بَعْدِ مَاتَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ(وَهُوَ تَفْعِيلُ نَجْوَى الْاِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَالْمُشَاحَنَةِ فِيمَا بَيْنَهُمْ؟ وَهُوَعَدَمُ تَفْعِيلِ الْاِصْلَاحِ فِيمَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ النَّاسِ اَيْضاً مُسْلِمِينَ وَغَيْرَ مُسْلِمِين{نُوَلّهِ مَاتَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرَا(فَمَاذَا تَنْتَظِرُ هَذِهِ الْقَنَوَاتُ التَّحْرِيضِيَّةُ الَّتِي تَزِيدُ النَّارَ اشْتِعَالَا؟ مَاذَا تَنْتَظِرُ اِلَّا النَّارَ وَغَضَبَ الْمُنْتَقِمِ الْجَبَّار؟ وَيَالَيْتَهَا تُحَرِّضُ النَّاسَ عَلَى الْخَيْرِ وَتَوْحِيدِ اللهِ بِالْمَعْرُوفِ وَالْحُسْنَى كَمَا يَفْعَلُ بَعْضُ مَشَايِخِ الْوَهَّابِيَّةِ الْاَفَاضِلِ وَمِنْهُمُ الْعُرِيفِي اَجَلَّهُ اللهُ وَرَفَعَ مِنْ قَدْرِه {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ اُمَّة(أيْ جَمَاعَة{يَدْعُونَ اِلَى الْخَيْرِ وَيَاْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَر(وَلَيْسَ الْمَقْصُودُ اَنْ تَكُونَ النَّصِيحَةُ وَالْاِرْشَادُ مَحْصُوراً فِي فِئَةٍ مُعَيَّنَةٍ مِنَ النَّاس؟ بَلْ كُلُّ فَرْدٍ مِنَ النَّاسِ يَجِبُ اَنْ يَكُونَ نَاصِحاً اَمِيناً لِلنَّاسِ بِرُؤُوسِ الْاَقْلَامِ الَّتِي تَعَلَّمَهَا؟ وَاَمَّا هَذِهِ الْاُمَّةُ اَوْ هَذِهِ الْجَمَاعَةُ؟ فَهِيَ الْمُتَخَصِّصَةُ بِالْعُلُومِ الشَّرْعِيَّةِ الَّتِي تَعْرِفُ الْحَلَالَ وَالْحَرَامَ وَلَاتَكْتَفِي بِذَلِكَ؟ بَلْ تَعْرِفُ اَيْضاً مَقَاصِدَ الشَّرِيعَةِ؟ حَتَّى تُعِينَ النَّاسَ الْآخَرِينَ الَّذِينَ لَايَعْرِفُونَ مِنَ الْاِسْلَامِ اِلَّا رُؤُوسَ اَقْلَامٍ فِي دَعْوَتِهِمْ اِلَى اللهِ بِدَوْرَاتٍ تَدْرِيبِيَّةٍ مُتَخَصِّصَةٍ لَاتَطُولُ مُدَّتُهَا؟ لِاَنَّ هُنَاكَ مِنَ الْمَسَائِلِ الْعِلْمِيَّةِ الشَّرْعِيَّةِ وَالْفَتْوَى الَّتِي لَايَجُوزُ اَنْ يَتَصَدَّى لَهَا عَامَّةُ النَّاسِ هَؤُلَاءِ مِنْ اَصْحَابِ رُؤُوسِ الْاَقْلَامِ؟ اِلَّا مَنْ كَانَ مِنْهُمْ مِنْ اَهْلِ الِاخْتِصَاصِ وَالتَّقْوَى وَالْوَرَعِ مِنَ الْاَلِفِ اِلَى الْيَاء؟ لِاَنَّكَ اَخِي الدَّاعِيَةُ اِلَى الله قَدْ تَكُونُ مِنْ اَهْلِ الِاخْتِصَاصِ؟ وَلَكِنْ لَيْسَ عِنْدَكَ تَقْوَى وَلَا وَرَع؟ وَاِنَّمَا تَتَّبِعُ اَهْوَاءَ الْخَلْقِ مِنْ شَيَاطِينِ الْاِنْسِ وَالْجِنّ؟ وَبِالْعَكْسِ فَقَدْ يَكُونُ عِنْدَكَ وَرَعٌ وَتَقْوَى؟ وَلَكِنَّكَ لَسْتَ مِنْ اَهْلِ الِاخْتِصَاصِ؟ فَلَا تُقْحِمْ نَفْسَكَ فِيمَا لَايَعْنِيكَ مِمَّا لَسْتَ اَهْلاً لَهُ؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ ابْنَةَ شُعَيْبٍ عَلَيْهِمَا السَّلَام عَرَفَتْ هَذِهِ الْحَقِيقَةَ فَقَالَتْ{يَااَبَتِ اسْتَاْجِرْهُ اِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَاْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْاَمِين(نَعَمْ يَااَبَتِ اسْتَاْجِرْ مُوسَى لِيَكُونَ دَاعِيَةً اِلَى الله؟ وَعَلَيْكَ اَنْ تَسْتَاْجِرَهُ اَوّلاً فِي رَعْيِ الْغَنَمِ لِيَتَدَرَّبَ عَلَى رَعْيِ الرَّعِيَّةِ فِي الْمُسْتَقْبَلِ الْقَرِيبِ حِينَمَا يَدْعُوهُمْ اِلَى اللهِ بِمَا يُقَرِّبُهُمْ اِلَى اللهِ حَتَّى يَسِيرُوا مَعَهُ عَلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ كَمَا يُدَرِّبُ الرَّاعِي قَطِيعَ الْغَنَمِ اَنْ يَسِيرَ اِلَى حَيْثُ اَرَادَ وَلَايَنْحَرِفَ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَال؟ نَعَمْ{ يَااَبَتِ اسْتَاْجِرْهُ اِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَاْجَرْتَ الْقَوِيّ(وَالْقَوِيُّ هُوَ الَّذِي لَهُ اخْتِصَاصٌ قَوِيٌّ وَبَاعٌ قَوِيٌّ طَوِيلٌ بِمَا يَعْمَلُ فِي كَافَّةِ مَجَالَاتِ الْحَيَاة؟ وَلَابُدَّ مِنْ قُوَّتِهِ فِي اخْتِصَاصِهِ الشَّرْعِي مِنْ اَجْلِ الْفُتْيَا؟ وَحَبَّذَا لَوْ كَانَ قَوِيّاً فِي جَسَدِهِ وَصِحَّتِهِ وَمَالِهِ مِنْ اَجْلِ رَعْيِ الرَّعِيَّةِ مِنَ الْغَنَمِ وَالْبَشَرِ وَالْجِنّ؟ لِاَنَّ [الْمُؤْمِنَ الْقَوِيَّ خَيْرٌ وَاَحَبُّ اِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْر وَاَمَّا{اَلْاَمِين(فَهُوَ الَّذِي يُؤْتَمَنُ وَلَايَخُون؟ نعم اخي؟ وَهَلْ يَقْتَصِرُ الْاَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ عَلَى الْقَوِيِّ صَاحِبِ الِاخْتِصَاص وَعَلَى الْاَمِينِ التَّقِيِ الوَرِعِ الَّذِي لَايَخُون؟ كَلَّا بَلْ قَالَ الْعُلَمَاءُ اِنَّه يَجِبُ الْاَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ عَلَى مَنْ يُخَالِفُ فِي سُلُوكِهِ اَيْضاً وَلَايُطِيعُ اَمْرَ اللهِ فِي مَعْرُوفٍ وَلَا مُنْكَر؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ كَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ وَاللهُ تَعَالَى يَقُول{اَتَاْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ اَنْفُسَكُمْ وَاَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ اَفَلَا تَعْقِلُون{يَااَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَالَاتَفْعَلُون؟ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ اَنْ تَقُولُوا مَا لَاتَفْعَلُون(وَاَقُولُ لَكَ اَخِي نَعَمْ اَنَا اَتَّفِقُ مَعَكَ لِاَنَّ هَذَا كَلَامُ اللهِ وَلَانَسْتَطِيعُ اَنْ نَتَجَاهَلَه؟ لَكِنْ حِينَمَا تَرْتَكِبُ الْمُنْكَرَ وَلَاتَنْهَى غَيْرَكَ عَنْهُ؟ فَاِنَّكَ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ الْمُخْزِيَةِ اخي قَدْ اَتَيْتَ بِثَلَاثَةِ مُحَرَّمَاتٍ مِنْ كَبَائِرِ الذُّنُوبِ نَهَى اللهُ عَنْهَا جَمِيعاً؟ وَالْمُحَرَّمُ الْاَوَّلُ هُوَ اَنَّكَ ارْتَكَبْتَ هَذَا الْمُنْكَر؟ وَالْمُحَرَّمُ الثَّانِي اَنَّكَ لَمْ تَنْصَحْ بِهِ نَفْسَكَ لِتَنْتَهِيَ عَنْهُ؟ وَالْمُحَرَّمُ الثَّالِثُ وَهُوَ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى عَلَيْكَ اَخِي اَنَّكَ لَمْ تَنْصَحْ بِهِ غَيْرَكَ مِنْ اَوْلَادِكَ وَاَرْحَامِكَ وَجِيرَانِكَ وَالنَّاسِ وَالْجَانِّ جَمِيعاً لِيَنْتَهُوا عَنْهُ اَيْضاً؟ فَاِذَا كَانَ رَبُّ الْعَالَمِينَ يَقْبَلُ مِنْكَ النَّصِيحَةَ اَخِي؟ فَكَيْفَ اَنْتَ لَاتَقْبَلُ اَنْ تَنْصَحَهُ وَلَا اَنْ تَنْصَحَ خَلْقَه؟ هَلْ تَخْجَلُ مِنْهُ اَخِي وَمِنْ خَلْقِهِ بِسَبَبِ مَعَاصِيك؟ اِسْمَحْ لِي اَنْ اَقُولَ لَكَ اَنَّ خَجَلَكَ هَذَا هُوَ خَجَلٌ شَيْطَانِيٌّ غَيْرُ مُبَرَّرٍ؟ لِاَنَّكَ اَخِي اِذَا نَصَحْتَ خَلْقَهُ اَلَّا يَرْتَكِبُوا مَعْصِيَةً اَنْتَ تَرْتَكِبُهَا؟ فَاَبْشِرْ اَخِي بِخَيْرٍ عَظِيم؟ لِاَنَّ مَعْنَى ذَلِكَ اَنَّكَ لَسْتَ مُصِرّاً عَلَيْهَا وَاَنَّكَ تَخْجَلُ مِنَ اللهِ وَمِنْ خَلْقِهِ حَقّاً؟ وَاَمَّا اِذَا تَرَكْتَ النَّصِيحَةَ لَهُ بِمَعْنَى تَرَكْتَ رَجَاءَكَ لَهُ اَنْ يَغْفِرَهَا لَكَ سُبْحَانَهُ وَاَنْ يَهْدِيَكَ اِلَى الْاِقْلَاعِ عَنْهَا وَعَنْ جَمِيعِ الْمَعَاصِي وَالْكَبَائِر؟ وَاَمَّا اِذَا تَرَكْتَ النَّصِيحَةَ لِخَلْقِهِ اَيْضاً وَهِيَ اَنْ يُقْلِعُوا عَنْ مَعْصِيَةٍ اَنْتَ تَرْتَكِبُهَا؟ فَثِقْ بِاللهِ اَخِي؟ اَنَّكَ هُنَا لَاتَخْجَلُ مِنَ الله؟ وَلَاتَخْجَلُ مِنْ خَلْقِهِ؟ لِاَنَّ مَعْنَى ذَلِكَ اَنَّكَ مُصِرٌّ عَلَى هَذِهِ الْمَعْصِيَة؟ مَاهُوَ الدَّلِيلُ عَلَى اَنَّكَ مُصِرٌّ عَلَيْهَا؟ اَلدَّلِيلُ هُوَ بِكُلِّ بَسَاطَة؟ اَنَّكَ مَا زِلْتَ نَاسِياً اَنَّ لَكَ رَبّاً غَفُوراً رَحِيماً لَاتَذْكُرُهُ وَ لَاتُنْكِرُهَا اَمَامَهُ بِالِاسْتِغْفَارِ مِنْهَا عَلَى ضَوْءِ قَوْلِهِ تَعَالَى{ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ اِلَّا اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَافَعَلُوا(وَاَنَّكَ اَيْضاً اَنَانِي لَاتَتَمَنَّى الْخَيْرَ لِنَفْسِكَ وَلَالِغَيْرِكَ لِاَنَّكَ لَاتُنْكِرُهَا اَمَامَ خَلْقِهِ بِنَصِيحَتِهِمْ بِالِابْتِعَادِ وَاِقْلَاعِهِمْ عَنْهَا لِيَاْخُذُوا الْعِبْرَةَ مِمَّا حَصَلَ لَكَ مِنْ مُنَغّصَاتٍ بِسَبَبِهَا حَتَّى لَايَقَعُوا هُمْ اَيْضاً فِي شِرَاكِهَا؟ نَعَمْ اَخِي وَمِنْ عَجَائِبِ الْاَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ وَبَرَكَاتِهِ عَلَيْكَ وَعَلَى النَّاسِ جَمِيعاً اَنَّهُ لَايَسْتَطِيعُ اَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللهِ اَنْ يَعْتَرِضَ عَلَيْكَ بِقَوْلِ اللهِ{لِمَ تَقُولُونَ مَالَاتَفْعَلُون( فِي تَفْعِيلِ قَضِيَّةِ الْاَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَر؟ فَاِذَا اعْتَرَضَ عَلَيْكَ اِنْسَانٌ مَا فِي هَذِهِ الْجُزْئِيَّةِ فَاِنَّكَ تُجِيبُهُ فَوْراً وَبِكُلِّ ثِقَة اِنَّهَا كَلِمَةُ حَقٍّ اُرِيدَ بِهَا بَاطِل لِاَنَّنِي فِعْلاً آمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَلَوْ لَمْ اَفْعَلْهُ وَاَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ وَلَوْ فَعَلْتُهُ؟ وَاَمَّا اِذَا اعْتَرَضَ عَلَيْكَ بِقَوْلِهِ مَثَلاً لِمَاذَا تَاْمُرُ النَّاسَ بِالصَّلَاةِ وَلَاتُصَلّي لِمَاذَا تَنْهَى النَّاسَ عَنِ الْخَمْرِ وَتَشْرَبُهَا؟ فَاِنَّهَا فِي هَذِهِ الْحَالَةِ كَلِمَةُ حَقٍّ اُرِيدَ بِهَا حَقٌّ؟ لَكِنْ لَايَحِقُّ لَهُ اَنْ يَمْنَعَ مُدْمِنَ الْخَمْرِ وَالْمُخَدِّرَاتِ مَثَلاً اَنْ يَرْوِيَ تَجَارِبَهُ الْمَرِيرَةَ اَمَامَ الْمُدْمِنِينَ اَمْثَالَهُ وَيَنْصَحَهُمْ اَوْ اَمَامَ مَنْ مَازَالُوا فِي بِدَايَةِ الطَّرِيقِ مِنْ اَجْلِ الصُّعُودِ اِلَى هَاوِيَةِ الشَّيْطَانِ لِيَاْخُذُوا الْعِبْرَةَ وَالْمَوْعِظَةَ عَسَى وَلَعَلَّ اَنْ يَرْعَوُا وَيَمْتَنِعُوا عَلَى ضَوْءِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِين(وَهَؤُلَاءِ الْمُدْمِنِينَ اِمَّا اَنْ يَكُونُوا ضَحَايَا مَسَاكِين وَاِمَّا اَنْ يَكُونُوا مُجْرِمِينَ بِحَقِّ اَنْفُسِهِمْ اَوْ بِحَقِّ زَوْجَاتِهِمْ وَاَوْلَادِهِمْ اَوْ بِحَقِّ الْمُجْتَمَع؟ نَعَمْ اَخِي فَاِذَا كُنْتَ مُرْتَكِباً لِلْمُنْكَرِ؟ فَهَذَا لَايَمْنَعُكَ مِنْ اَنْ تَنْصَحَ وَخَاصَةً لِاَوْلَادِكَ اَخِي؟ فَكَيْفَ تَاْمُرُهُمْ اَنْ يَبَرُّوكَ وَلَاتَبَرُّهُمْ اَنْتَ اَخِي الْاَبُ اَيْضاً؟ نَعَمْ لَاتَبَرُّهُمْ لِاَنَّكَ لَاتُعِينُهُمْ عَلَى بِرِّكَ؟ وَلَمْ تَاْمُرْهُمْ يَوْماً مِنَ الْاَيَّامِ اَنْ يَبَرُّوا خَالِقَهُمْ وَرُسُلَهُ وَاَنْبِيَاءَهُ وَعَلَى رَاْسِهِمْ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَاَزْوَاجُهُ وَذُرِّيَّتُهُ وَبَقِيَّةُ آلِ بَيْتِهِ وَاَصْحَابُه؟ وَمَنْ قَالَ لَكَ اَخِي اَنَّ الْبِرَّ وَالْاِحْسَانَ مَطْلُوبٌ مِنْ اَوْلَادِكَ مِنْ اَجْلِكَ فَقَطْ وَلَيْسَ مَطْلُوباً مِنْكَ مِنْ اَجْلِهِمْ اَيْضاً؟ وَدَلِيلِي عَلَى ذَلِكَ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى{وَبِالْوَالِدَيْنِ اِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى(أيْ وَبِذِي الْقُرْبَى اِحْسَاناً اَيْضاً وَلَيْسَ لِلْوَالِدَيْنِ فَقَط؟بَلْ وَلِلْيَتَامَى اَيْضاً وَكَذَا وَكَذَا مِمَّا سَيَاْتِي؟وَدَلِيلِي عَلَى ذَلِكَ اَخِي اَنَّ اَوْلَادَكَ هُمْ مِنْ ذِي الْقُرْبَى بِمَعْنَى اَنَّهُمْ اَقْرِبَاؤُكَ بَلْ اَقْرَبُ الْمُقَرَّبِينَ اِلَيْكَ الَّذِينَ اَمَرَكَ اللهُ بِبِرِّهِمْ وَالْاِحْسَانِ اِلَيْهِمْ كَمَا اَمَرَكَ بِبِرِّ وَالِدَيْكَ وَالْاِحْسَانِ اِلَيْهِمَا وَكَمَا اَمَرَ اَوْلَادَكَ بِبِرِّكَ اَيْضاً وَبِبِرِّ اُمِّهِمْ؟ وَقَدْ جَاءَتْ بَاءُ الْمُلَاصَقَةِ فِي الْآيَةِ لِتَاْمُرَكَ اَنْ تَلْتَصِقَ بِاَوْلَادِكَ وَاَبَوَيْكَ بِالْاِحْسَانِ اِلَيْهِمْ اِحْسَاناً مُلَاصِقاً لَهُمْ قَرِيباً مِنْهُمْ وَلَيْسَ بَعِيداً عَنْهُمْ؟ بَلْ لَايَجُوزُ لَكَ شَرْعاً اَخِي اَنْ تَنْتَظِرَ مِنْ اَوْلَادِكَ اَنْ يَلْتَصِقُوا بِكَ بَلْ اَنْتَ بَادِرْ اِلَى الْاِحْسَانِ اِلَيْهِمْ وَالِالْتِصَاقِ بِهِمْ؟ وَهَذَا الْكَلَامُ يَنْطَبِقُ عَلَى اَوْلَادِكَ اَيْضاً لِوُجُودِ بَاءِ الْمُلَاصَقَةِ فِي الْآيَةِ وَالَّتِي تَاْمُرُ جَمِيعَ الْآبَاءِ وَالْاَبْنَاءِ اَنْ يَتَبَادَلُوا الْاِحْسَانَ وَالْالْتِصَاقَ فِيمَا بَيْنَهُمْ وَيُبَادِرَالْجَمِيعُ اِلَى ذَلِكَ فَوْراً دُونَ اَنْ يَنْتَظِرَ مُبَادَرَةَ الطَّرَفِ الْآخَر؟ نَعَمْ اَخِي وَالْاِحْسَانُ الْمُلَاصِقُ الَّذِي تَاْمُرُ بِهِ هَذِهِ الْآيَةُ لَايَكُونُ بِاَنْ تَبْعَثَ اِلَى اَبَوَيْكَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ مَبْلَغاً مِنَ الْمَالِ وَانْتَهَى الْاَمْرُ؟ بَلْ يَكُونُ بِاَنْ تَاْتِيَ اِلَيْهِمَا وَتُقَبِّلَ اَيْدِيَهُمَا وَاَقْدَامَهُمَا قَبْلَ اَنْ تُعْطِيَهُمَا الْمَال ؟ ثُمَّ اَنْتَ اَخِي الْاَبْ؟ كيف تُرِيدُ مِنْ اَوْلَادِكَ اَنْ يَبَرُّوكَ وَاَنْتَ لَاتَاْمُرُهُمْ وَلَاتُعِينُهُمْ عَلَى بِرِّكَ وَبِرِّخَالِقِهِمْ وَكَذَا وَكَذَا مِمَّا ذَكَرْتُ لَكَ؟ كَيْفَ وَاللهُ تَعَالَى يَقُول{اَتَاْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ اَنْفُسَكُمْ(اَلَيْسَ اَوْلَادُكَ مِنْ هَؤُلَاءِ النّاسِ يَااَخِي يَامَنْ اَنْتَ اَبُوهُمْ[وَرَحِمَ اللهُ وَالِدَاً اَعَانَ وَلَدَهُ عَلَى بِرِّهِ(كَمَاَ قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ فَكَيْفَ تُرِيدُ مِنْهُمْ اَنْ يَبَرُّوكَ وَقَدْ نَسِيتَ نَفْسَكَ اَخِي الْاَب كَمَا ذَكَرَتِ الْآيَةُ الْكَرِيمَةُ وَلَمْ تَبَرَّهُمْ يَوْماً مِنَ الْاَيَّام بِتَرْبِيَتِهِمْ عَلَى مَايُرْضِي اللهَ وَرَسُولَهُ مِنَ التَّرْبِيَةِ الْاِسْلَامِيَّةِ الصَّحِيحَة؟ اَنْتَ وَاهِمٌ وَاَنْتَ مُخْطِىءٌ اَخِي الْاَب؟ بَلْ اَنْتَ اَكْبَرُ الْكَاذِبِينَ الشَّيَاطِينَ الَّذِينَ يَقُولُونَ عَلَى اللهِ مَالَايَعْلَمُون اِذَا ظَنَنْتَ يَوْماً مِنَ الْاَيَّام اَنَّ الْبِرَّ مَطْلُوبٌ مِنْ اَوْلَادِكَ فَقَطْ مِنْ اَجْلِكَ وَمِنْ اَجْلِ اُمِّهِمْ وَلَيْسَ مَطْلُوباً مِنْكَ وَلَا مِنْ اُمِّهِمْ مِنْ اَجْلِهِمْ؟ بَلْ لَقَدْ عَقَقْتَ اَوْلَادَكَ قَبْلَ اَنْ يَعُقُّوكَ اَنْتَ وَاُمُّهُمْ؟ نَعَمْ اَخِي الْاَبْ؟ نَعَمْ اُخْتِي الْاُمّ؟ اَنْتُمَا وَاهِمَانِ وَمُخْطِئَانِ وَاَنَانِيَّانِ اَيْضاً؟ اِذَا ظَنَنْتُمَا اَنَّ بِرَّ اَوْلَادِكُمَا يَجِبُ اَنْ يَقْتَصِرَ عَلَيْكُمَا فَقَطْ؟ بَلْ عَلَيْكُمْ اَنْ تَبَرُّوا وَتَبَرُّوا وَتَبَرُّوا؟ وَعَلَى اَوْلَادِكُمْ اَيْضاً اَنْ يَبَرُّوا وَيَبَرُّوا وَيَبَرُّوا مِمَّا لَاتَتَّسِعُ الْمُشَارَكَةُ لِذِكْرِهِ مِنْ مَفْهُومِ الْبِرِّ الْعَامِّ الشَّامِلِ الْوَاسِعِ جِدّاً؟ وَاِلَّا فَلَا تَسْتَغْرِبُوا اَبَداً اَنْ يَكُونَ اَوْلَادُكُمْ مَغْضُوبِينَ عَاقّينَ لَكُمْ فِي الْمُسْتَقْبَل؟ لِاَنَّكُمْ عَقَقْتُمْ اَوْلَادَكُمْ وَرَبَّكُمْ وَرَسُولَهُ وَاَزْوَاجَهُ وَذُرِّيَّتَهُ وَآلَ بَيْتِهِ وَاَصْحَابَهُ قَبْلَ اَنْ يَعُقَّكُمْ اَوْلَادُكُمْ؟ وَاَكْتَفِي بِقَوْلِهِ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ وَالنِّسَاءِ مِنْ مَفْهُومِ الْبِرِّ الْوَاسِعِ جِدَّاً{لَيْسَ الْبِرَّ اَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ؟ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ؟ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ؟ وَالْمَلَائِكَةِ؟ وَالْكِتَابِ؟ وَالنَّبِيِّينَ؟ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ؟ ذَوِي الْقُرْبَى؟ وَالْيَتَامَى؟ وَالْمَسَاكِينَ؟ وَابْنَ السَّبِيلِ؟ وَالسَّائِلِينَ؟ وَفِي الرِّقَابِ؟ وَاَقَامَ الصَّلَاةَ؟ وَآتَى الزَّكَاةَ(وَلَكِنَّ الْبِرَّ اَيْضاً هُوَ{الْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ اِذَا عَاهَدُوا(وَكَلِمَةُ الْمُوفُون خَبَر لَكِنَّ مَرْفُوع وَعَلَامَة رَفْعِهِ الْوَاو لِاَنَّهُ جَمْع مُذَكَّر سَالِم وَالنُّون عِوَضٌ عَنِ التَّنْوِين فِي الِاسْمِ الْمُفْرَد؟ وَكَلِمَة هُوَ ضَمِير فَصْل لَامَحَلَّ لَهُ مِنَ الْاِعْرَاب؟ ثُمَّ يَقُولُ اللهُ سُبْحَانَه وَاَمْدَحُ وَاَخُصُّ{الصَّابِرِينَ؟ فِي الْبَاْسَاءِ؟ وَالضَّرَّاءِ؟ وَحِينَ الْبَاْسِ؟ اُولَئِكَ الَّذِين صَدَقُوا؟ وَاُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُون(وَكَلِمَة الصَّابِرِين مَفْعُول بِهِ لِلْفِعْل اَمْدَحُ اَوْ لِلْفِعْل اَخُصُّ الْمَحْذُوفَيْن؟ اَوْ نَقُول مَنْصُوب عَلَى الْمَدْح اَوْ عَلَى الِاخْتِصَاص وَعَلَامَة نَصْبِهِ الْيَاء لِاَنَّه جَمْع مُذَكَّر سَالِم؟ وَبِمَاذَا تَمْدَحُهُمْ يَارَبّ؟ يَقُولُ اللهُ تَعَالَى{اِنَّمَا يُوَفّى الصَّابِرُونَ اَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَاب( ثُمَّ يَاْمُرُنَا اللهُ بِالْبِرِّ وَالْاِحْسَانِ اَكْثَرَ وَاَكْثَرَ قَائِلاً سُبْحَانَه{وَاعْبُدُوا اللهَ وَلَاتُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً[وَالْاِحْسَانُ اَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَاَنَّكَ تَرَاهُ فَاِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَاِنَّهُ يَرَاك{وَبِالْوَالِدَيْنِ اِحْسَاناً؟ وَبِذِي الْقُرْبَى؟ وَالْيَتَامَى؟ وَالْمَسَاكِينِ؟ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى؟ وَالْجَارِ الْجُنُبِ؟ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ؟ وَابْنِ السَّبِيلِ؟ وَمَا مَلَكَتْ اَيْمَانُكُمْ؟ اِنَّ اللهَ لَايُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُورَا اَلَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَاْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَاآتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِه} نَعَمْ اَخِي كَمَا ذَكَرْتُ لَكَ فِي بِدَايَةِ الْمُشَارَكَةِ اَنَّ الْاَطْفَالَ قَدْ يَنْطَبِعُ فِي اَذْهَانِهِمْ رَغْماً عَنْهُمْ اَنَّ الْقَوْلَ شَيْءٌ وَالسُّلُوكَ شَيْءٌ آخَرُ لِاَنَّهُمْ اَطْفَالٌ لَمْ يَنْضُجُوا وَلَمْ تَكْتَمِلْ عُقُولُهُمْ بَعْدُ وَلِذَلِكَ فَاِنَّهُمْ حِينَمَا يَكْبُرُونَ فَرُبَّمَا يَقُولُونَ مَالَايَفْعَلُون؟ وَاَمَّا اَنْتَ اَخِي الْكَبِير فَلَسْتَ طِفْلاً مُدَلّلاً بَلْ اَنْتَ رَاشِدٌ نَاضِجٌ وَعَقْلُكَ مُكْتَمِلٌ وَتَسْتَوْعِبُ الْاُمُورَ الَّتِي لَايَسْتَوْعِبُهَا الْاَطْفَالُ عَادَةً فَلَا عُذْرَ لَكَ وَلَاحُجَّةَ لَكَ عِنْدَ اللهِ اَبَداً وَخَاصَّةً حِينَمَا تَذْهَبُ اِلَى الطَّبِيبِ مَثَلاً وَيَقُولُ لَكَ لَاتُدَخِّنْ وَهُوَ يُدَخِّن؟ فَهَلْ اَنْتَ هُنَا اَخِي تَسْتَمِعُ اِلَى سُلُوكِهِ اَمْ اِلَى قَوْلِهِ؟ بِمَعْنَى اَوْضَح هَلْ تُرِيدُ النَّاطُورَ اَمْ تُرِيدُ الْعِنَبَ اَوِ الْعَسَلَ الشَّافِي؟ طَبْعاً اَخِي اَنْتَ مَاْمُورٌ بَلْ اَنْتَ مُلْزَمٌ هُنَا اَنْ تَسْتَمِعَ اِلَى قَوْلِهِ؟ وَلَيْسَ مِنَ الْمَنْطِقِيِّ اَبَداً اَنْ تَقُولَ فِي نَفْسِكَ لَنْ اَتْرُكَ التَّدْخِينَ حَتَّى يَتْرُكَهُ هُوَ اَوّلاً؟وَاَضْرِبُ لَكَ مَثَلاً يَااَخِي اَرْجُو اَنْ تَسْتَوْعِبَهُ وَتَتَفَهَّمَه؟ اِنْسَانٌ مَا مَثَلاً يُرِيدُ اَنْ يَرْمِيَ نَفْسَهُ فِي حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ وَيُحْرِقَهَا؟ ثُمَّ قَالَ لَكَ اَخِي اَنَا اُرِيدُ اَنْ اَرْمِيَ بِنَفْسِي فِي هَذِهِ الْحُفْرَةِ وَاَمُوت اَمَّا اَنْتَ فَلَاتَرْمِ نَفْسَكَ بِهَا؟ فَهَلْ مِنَ الْمَنْطِقِيِّ اَخِي اَنْ تَقُولَ لَهُ لَا طَالَمَا اَنْتَ سَتَرْمِي نَفْسَكَ فِي هَذِهِ الْحُفْرَةِ فَاَنَا سَاَرْمِي بِنَفْسِي اَيْضاً وَاَحْتَرِقُ مَعَكَ وَاَمُوتُ مَوْتاً سَرِيعاً؟ هَلْ مِنَ الْمَنْطِقِيِّ اَنْ تَقُولَ لِلطَّبِيبِ لَا طَالَمَا اَنْتَ تُدَخِّنُ فَسَاَبْقَى اُدَخِّنُ مَعَكَ وَلَوْ مُتُّ مَعَكَ مَوْتاً بَطِيئاً؟ لَا يَااَخِي فَهَذَا لَيْسَ دَيْدَنَ الْعُقَلَاء؟ لِاَنَّ الْعُقَلَاءَ يَاْخُذُونَ النَّصِيحَةَ الرَّاشِدَةَ مِنْ كُلِّ اِنْسَانٍ حَتَّى وَلَوْ كَانَ سُلُوكُهُ يُخَالِفُ قَوْلَهُ حَتَّى وَلَوْ كَانَ طِفْلاً صَغِيراً؟؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ الْكِرَام؟ لَقَدْ عَلَّقَ اللهُ تَعَالَى فَلَاحَ الْمُجْتَمَعِ عَلَى ثَلَاثَةِ اُمُور؟ وَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى{يَدْعُونَ اِلَى الْخَيْرِ؟ وَيَاْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ؟ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ؟ وَاُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون}ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ تَعَالَ مَعِي اَخِي اِلَى سُنَّةِ نَبِيِّنَا عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ وَكَاَنَّهُ الْآنَ يَعِيشُ مَعَنَا حِينَمَا كَانَ يَتَكَلَّمُ عَنِ الْمُجْتَمَعَاتِ الْاِنْسَانِيَّةِ الْمُتَنَافِرَة؟ اِنَّهَا الْمُجْتَمَعَاتُ الضَّبَابِيَّةُ الَّتِي اخْتَلَطَتْ عَلَيْهَا الرُّؤَى؟ فَصَارَتْ رُؤَى ضَبَابِيَّة؟ وَلَيْسَتْ شَفّافَة؟ بَلْ لَانَسْتَطِيعُ اَنْ نَنْظُرَ مِنْ خِلَالِهَا اِلَى الْحَقِّ وَلَا اِلَى الْحَقِيقَة؟ فَعَنْ اَبِي اُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَال؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم[كَيْفَ اَنْتُمْ اِذَا طَغَى نِسَاؤُكُمْ وَفَسَقَ اَبْنَاؤُكُمْ وَتَرَكْتُمْ جِهَادَكُمْ(نَعَمْ اَخِي [كَيْفَ اَنْتُمْ(بِمَعْنَى عَلَى أيِّ حَالَةٍ سَتَكُونُونَ فِيهَا اِذَا[طَغَى نِسَاؤُكُمْ(أيْ صَارَتِ الْكَلِمَةُ لِلْمَرْاَةِ فِي الْبَيْتِ وَلَوْ كَانَتْ عَلَى خَطَاْ؟ حَتَّى اَصْبَحَ زَوْجُهَا جَحْشاً لَهَا وَحِمَاراً تَسُوقُهُ كَيْفَ تَشَاء؟ نَعَمْ اخي وَهَكَذَا كَانَ اَبُوهَا اَيْضاً قَبْلَ اَنْ يُزَوِّجَهَا يَسْمَحُ لَهَا اَنْ تَمْشِيَ فِي الشَّارِعِ بِلِبَاسِ الرِّجَالِ وَلَوْ كَانَتْ مُتَحَجِّبَة؟ اِنَّهُ حِجَابُ الْكَاسِيَاتِ الْعَارِيَاتِ الْمُنَافِقَاتِ اللَّوَاتِي قَالَ فِيهِنَّ رَسُولُ الله[لَعَنَ اللهُ الْمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَال[لَعَنَ اللهُ الْمَرْاَةَ تَلْبَسُ لِبَاسَ الرَّجُل[لَعَنَ اللهُ الْمُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاء(وَهَذَا هُوَ جَحْشُ الْمَرْاَةِ وَحِمَارُهَا[لَعَنَ اللهُ الرَّجُلَ يَلْبَسُ لِبَاسَ الْمَرْاَة(وَكَيْفَ لَاتَطْغَى نِسَاؤُنَا وَقَدْ رَبَّاهُنَّ آبَاؤُهُنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللهِ مُنْذُ نُعُومَةِ اَظْفَارِهِنَّ عَلَى اَنْ يَكُنَّ مُتَرَجِّلَات؟ وَكَيْفَ لَايُصْبِحُ الرَّجُلُ جَحْشاً وَحِمَاراً لِلْمَرْاَةِ وَقَدْ رَبَّاهُ آبَاؤُهُ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللهِ مُنْذُ نُعُومَةِ اَظْفَارِهِ عَلَى التَّخَنُّثِ وَالْمُيُوعَةِ وَعَلَى اَنْ يُصْبِحُوا طَنْطَاتِ الْمُسْتَقْبَل؟ اِتْفُووووعَلَى شَرَف هَكَذَا آبَاء وَاَمَّهَات وَاَبْنَائِهِمْ؟ نَعَمْ اَخِي وَنَحْنُ هُنَا لَانُنْقِصُ مِنْ قَدْرِ الْمَرْاَة؟ وَنَحْنُ نَعْلَمُ جَيِّداً اَنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ قَدْ يَظْلِمُ امْرَاَتَه؟ لَكِنْ بِالْمُقَابِلِ فَاِنَّ مِنْهُمْ مَنْ يَنْسَاقُ نَحْوَ هَوَى اَهْلِهِ اَوْ زَوْجَتِهِ؟ وَكِلَاهُمَا عَلَى خَطَا؟ نعم اخي[وَفَسَقَ فِتْيَانُكُمْ(بِمَعْنَى فَسَقَ شَبَابُكُمْ وَالْعَيَاذُ بِاللهِ تَعَالَى؟ نَعَمْ اَخِي وَمَرْحَلَةُ الشَّبَابِ هِيَ مَرْحَلَةُ الْقُوَّةِ؟ وَهِيَ مَرْحَلَةُ النَّشَاطِ؟ وَهِيَ مَرْحَلَةُ الْكَمَالَاتِ الْجِسْمِيَّةِ وَالْجَسَدِيَّةِ وَالنَّفْسِيَّة؟ فَاِذَا انْحَرَفَ الشَّبَابُ؟ وَانْحَرَفَ الْفِتْيَانُ وَالْفَتَيَاتُ عَنْ مَنْهَجِ اللهِ تَعَالَى؟ فَتَعَاطَوُا الْمُخَدِّرَاتِ؟ وَتَعَاطَوُا الْخَمْرَ؟ وَتَعَاطَوُا التَّدْخِينَ؟ وَانْزَلَقُوا فِي مَتَاهَاتِ الرَّذِيلَةِ وَالْمَعْصِيَةِ؟ وَلَمْ يُلْقُوا بَالاً اِلَى الْفَضِيلَة؟ فَاِنَّ شَبَابَهُمْ يَذْبُلُ قَرِيباً؟ فَيَعِيشُونَ فِي سِنِّ الشَّبَاب؟ وَلَكِنَّهُمْ يُعَانُونَ مِنْ ضَعْفِ الشَّيْخُوخَةِ الْمُمِيتَة؟ نَعَمْ اَخِي وَكَذَلِكَ[تَرَكْتُمْ جِهَادَكُمْ(لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الدُّنْيَا غَرَّتْكُمْ؟ فَبَدَلَ اَنْ تُجَاهِدُوا عَدُوَّكُمْ بِجِهَادٍ رَبَّانِي؟ اِذَا بِكُمْ يَقْتُلُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً بِجِهَادٍ شَيْطَانِي؟ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً؟ وَيُكَفِّرُ بَعْضُكُمْ بَعْضَا؟ نَعَمْ اَخِي وَاَرْجُو مِنْكَ الْاِنْصَاتَ وَالِانْتِبَاهَ جَيِّداً اِلَى هَذَا الْحِوَارِ بَيْنَ رَسُولِ اللهِ وَبَيْنَ اَصْحَابِهِ؟ حَتَّى تُدْرِكَ حَقِيقَةَ مَايَجْرِي فِي اَيَّامِنَا؟ وَرُبَّمَا يَكُونُ مَايَجْرِي هُوَ مُقَدِّمَاتٌ صُغْرَى لِفِتَنٍ اَكْبَرَ اَعَاذَنَا اللهُ مِنْهَا؟ قَالُوا يَارَسُولَ الله؟ اَكَائِنٌ ذَلِكَ (بِمَعْنَى اَنَّهُمُ اسْتَغْرَبُوا وَقَالُوا؟ اَنَصِلُ فِي الْمُسْتَقْبَلِ بِمَعْنَى اَيَصِلُ اَحْفَادُنَا فِي الْقَرْنِ الْوَاحِدِ وَالْعِشْرِينَ اِلَى وَقْتٍ تَطْغَى فِيهِ النِّسَاءُ بِجمَالِهَا وَدَلَالِهَا وَبِفِتْنَتِهَا وَتَذَلُّلِهَا؟ وَكَذَلِكَ الْفِتْيَانُ يَفْسُقُون؟ كَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ وَاللهُ مَدَحَ الْفِتْيَةَ وَالْفَتَيَاتِ بِقَوْلِهِ سُبْحَانَه{اِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدَى( وَهَلْ نَتْرُكُ الْجِهَادَ اَيْضاً وَيَقْتُلُ بَعْضُنَا بَعْضاً؟ فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ نَعَمْ؟ بَلْ وَالَّذِي نَفْسِي بَيَدِه؟ اَشَدُّ مِنْهُ سَيَكُون؟ قَالُوا وَمَاهُوَ اَشَدُّ مِنْهُ يَارَسُولَ الله؟ فَقَالَ كَيْفَ اَنْتُمْ اِذَا لَمْ تَاْمُرُوا بِمَعْرُوفٍ؟ وَلَمْ تَنْهَوْا عَنْ مُنْكَر(وَالْمَعْنَى كَيْفَ حَالُكُمْ؟ اَوْ كَيْفَ سَيَكُونُ حَالُكُمْ؟ اِذَا اَلْغَيْتُمُ الْاَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ؟ وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَر؟ نَعَمْ اَخِي لَا اَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ؟ وَلَانَهْيَ عَنِ الْمُنْكَر؟ بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ يُغَنِّي عَلَى لَيْلَاهُ ويَقُولُ نَفْسِي نَفْسِي(نَعَمْ اَخِي ذَهَبْتُ مَرَّةً مِنَ الْمَرَّاتِ اِلَى الْمَحْكَمَةِ عِنْدَنَا فِي طَرْطُوسَ لِبَعْضِ شَاْنِي؟ وَفِي زَحْمَةِ النَّاسِ وَاخْتِلَاطِ الْاَصْوَاتِ؟ سَمِعْتُ حِوَاراً بَيْنَ اثْنَيْنِ مِنْهُمْ؟ فَقَالَ وَاحِدٌ مِنْهُمَا لِلْآخَر؟ اَلْعَقْدُ شَرِيعَةُ الْمُتَعَاقِدِين؟ فَاِذَا بِشَخْصٍ ثَالِثٍ بِالصُّدْفَةِ يَتَدَخَّلُ بَيْنَهُمَا وَيَقُول؟ نَعَمْ اَلْعَقْدُ شَرِيعَةُ الْمُتَعَاقِدِينَ؟ اِلَّا اِذَا خَالَفَتْ شَرِيعَتُهُمْ شَرِيعَةَ اللهِ بِشَرْطٍ اَحَلَّ حَرَاماً اَوْ حَرَّمَ حَلَالاً؟ وَالْمُؤْمِنُونَ عِنْدَ شُرُوطِهِمْ؟ نَعَمْ اَخِي اَرَاَيْتَ اَجْمَلَ وَاَحْلَى مِنْ هَذَا الْكَلَامِ الَّذِي قَالَهُ لَهُمْ هَذَا الشَّخْصُ الثَّالِث؟ فَمَاذَا قَالَ لَهُ اَحَدُهُمْ؟ قَالَ يَاسَلَام؟ مَنْ اَنْتَ؟ وَمَنِ الَّذِي سَمَحَ لَكَ اَنْ تَتَدَخَّلَ فِيمَا بَيْنَنَا؟ هَلْ نَحْنُ تَلَامِيذُ فِي مَدْرَسَتِكَ؟ لَمْ يَعُدْ يَنْقُصُنَا اِلَّا اَنْ نَاْخُذَ دُرُوساً عِنْدَكَ يَااُسْتَاذُ يَامُحْتَرم؟ فَفَارِقْنَا بِرَائِحَةٍ طَيِّبَةٍ وَاِلَّا نُقَطْ نُقَطْ نُقَطْ كَمَا يَقُولُ الْعَرْعُورُ مِنْ هَذَا الْكَلَامِ الْمُخْجِلِ السُّوقِيِّ الَّذِي نَسْمَعُهُ عَادَةً فِي اَسْوَاقِ الْحَقَارَةِ وَالدَّعَارَة؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ وَاُرِيدُ مِنْكُمُ الْآن؟ اَنْ تَنْتَبِهُوا جَيِّداً؟ وَتُرَكِّزُوا عَلَى هَذِهِ الْعِبَارَةِ الَّتِي يَقُولُهَا اِنْسَانٌ مُسْلِمٌ مَعَ الْاَسَف؟ وَهِيَ قَوْلُهُ؟ هَلْ نَحْنُ تَلَامِيذُ فِي مَدْرَسَتِك؟ وَاُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيم وَاللهُ عَلَى مَااَقُولُ شَهِيد اَنَّ هَذِهِ الْعِبَارَة هِيَ سَبَبُ هَلَاكِنَا وَدَمَارِنَا وَغَضَبِ الْمُنْتَقِمِ الْجَبَّارِ شَدِيدِ الْعِقَابِ عَلَيْنَا حَتَّى جَعَلَنَا سُبْحَانَهُ نَقْتُلُ بَعْضَنَا بَعْضاً لِمَاذَا؟ لِاَنَّ هَذِهِ الْعِبَارَةَ الشَّنِيعَةَ تَقْضِي عَلَى الدَّعْوَةِ اِلَى الْخَيْرِ مِنْ اَسَاسِهَا؟ وَتَقْضِي عَلَى الْاَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ مِنْ اَسَاسِهِ؟ وَتَقْضِي عَلَى النَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ مِنْ اَسَاسِهِ قَضَاءً مُبْرَماً عَلَى الْكُلّ؟ بَلْ تُغْلِقُ جَمِيعَ الْاَبْوَابِ فِي وَجْهِ الدَّعْوَةِ اِلَى الله ؟لَكِنْ مِنْ اَيْنَ تَعَلَّمَ هَذَا السَّفِيهُ الْوَغْدُ الْحَقِيرُ اَنْ يَقُولَ هَذِهِ الْعِبَارَة؟ اُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيم؟ وَاللهُ عَلَى مَااَقُولُ شَهِيد؟ اَنَّهُ تَعَلَّمَهَا مِنْ خَنَازِيرِ الصُّلْبَانِ الْخَوَنَةِ الْاَوغَادِ الَّذِينَ يُرِيدُونَ بِالْحُرِّيَّةِ الشَّخْصِيَّةِ الْوَقِحَةِ؟ اَلَّا يَكْسِرَ اِنْسَانٌ عَلَى اِنْسَانٍ حَتَّى بِالْكَلَامِ الْحَقّ؟ وَاَنْ يَكُونَ حُرّاً فِي تَصَرُّفِهِ حُرِّيَّةً مُطْلَقَةً حَتَّى وَلَوْ كَسَرَ بِسَيَّارَتِهِ عَلَى اِنْسَانٍ ضَعِيفٍ فَدَهَسَهُ بِهَا وَقَتَلَهُ فَهُوَ حُرّ؟ وَلَا يَسْمَحُونَ لِقَانُونٍ صَلِيبِيٍّ حَقِيرٍ اَنْ يُحَاسِبَهُ؟ وَلَا اَنْ يُوصِلَهُ اِلَى عُقُوبَةِ الْاِعْدَامِ وَلَوْ كَانَ يَسْتَحِقُّهَا؟ وَهَذَا هُوَ الْمُجْتَمَعُ الْمِثَالِيُّ الَّذِي يُنَادُونَ بِهِ؟ مِنْ اَجْلِ تَحْقِيقِ قَانُونِ مَنْعِ التَّصَادُم؟ عَفْواً اَخِي وَمَعَاذَ الله؟ اَقْصِدُ مِنْ اَجْلِ تَحْقِيقِ التَّصَادُمِ بَيْنَ النَّاسِ وَسَفْكِ دِمَائِهِمْ وَاِرَاقَتِهَا دُونَ حَسِيبٍ وَلَارَقِيب؟ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَسْتَمِرُّوا فِي ذَبْحِ الْاِنْسَانِيَّةِ عَلَى مَذْبَحَةِ صَلِيبِهِمْ؟ وَمَا يَفْعَلُونَهُ الْآنَ مِنْ اِبَادَةٍ جَمَاعِيَّةٍ لِلْمُسْلِمِينَ فِي اِفْرِيقِيَا وَغَيْرِهَا هُوَ اَكْبَرُ دَلِيلٍ عَلَى ذَلِك؟ بَلْ اِنَّهُمْ يَدْعَمُونَ اَعْدَاءَ اللهِ الْبُوذِيِّينَ اَيْضاً فِي اِبَادَةِ اِخْوَانِنَا الْمُسْلِمِينَ الرُّوهِينْجَا؟ نَعَمْ اَخِي اِنَّهُمْ كِلَابُ الْصُلْبَانِ الْخَوَنَة؟ اِنَّهُمْ سَبَبُ شَقَاءِ هَذَا الْعَالَم؟ اِنَّهُمْ سَبَبُ تَعَاسَتِهِ؟ اِنَّهُمْ سَبَبُ بُؤْسِهِ وَخَرَابِهِ وَدَمَارِهِ؟ قَاتَلَهُمُ اللهُ اَنَّى يُؤْفَكُون؟ وَاَعَاذَنَا سُبْحَانَهُ مِنْ اِفْكِهِمْ وَمَكْرِهِمْ وَكَيْدِهِمْ وَغَدْرِهِمْ بِالْاِسْلَامِ وَاَهْلِه
تابع قالوا يَارَسُولَ الله؟ اَكَائِنٌ ذَلِكَ؟ قَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ؟ اَشَدُّ مِنْهُ سَيَكُون؟ قَالُوا وَمَااَشَدُّ مِنْهُ يَارَسُولَ الله؟ قَالَ كَيْفَ اَنْتُمْ اِذَا رَاَيْتُمُ الْمَعْرُوفَ مُنْكَراً؟ وَالْمُنْكَرَ مَعْرُوفاً(نَعَمْ اَخِي اِنَّهَا الْبَلَايَا الْعُظْمَى وَاحِدَةٌ تِلْوَ الْاُخْرَى؟ حِينَمَا نَرَى الْمُنْكَرَ مَعْرُوفاً؟ وَنَرَى الْمَعْرُوفَ مُنْكَراً؟ بِمَعْنَى اَنَّ الرُّؤْيَةَ عِنْدَنَا اَصْبَحَتْ رُؤْيَةً ظَلَامِيَّةً ضَبَابِيَّة؟ وَلَمْ تَعُدْ رُؤْيَةً كَاشِفَة؟ بَلْ اُصِيبَتْ بِشَلَلٍ فِي الْبَصَرِ وَفِي الْبَصِيرَةِ فِي آنٍ وَاحِد؟ قَالُوا اَكَائِنٌ ذَلِكَ يَارَسُولَ الله؟ قَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ؟ بَلْ اَشَدُّ مِنْهُ سَيَكُون؟ قَالُوا وَمَااَشَدُّ مِنْهُ يَارَسُولَ الله؟ قَالَ كَيْفَ بِكُمْ؟ اِذَا اَمَرْتُمْ بِالْمُنْكَرِ؟ وَنَهَيْتُمْ عَنِ الْمَعْرُوف؟ قَالُوا اَكَائِنٌ ذَلِكَ يَارَسُولَ الله؟ قَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ؟ اَشَدُّ مِنْهُ سَيَكُون؟ قَالُوا وَاَيُّ شَيْءٍ سَيَكُونُ يَارَسُولَ الله؟ فَقَالَ يَقُولُ اللهُ تَعَالَى فِي الْحَدِيثِ الْقُدْسِي؟ حَلَفْتُ بِعِزَّتِي وَجَلَالِي؟ لَاُسِيحَنَّ عَلَيْكُمْ فِتْنَةً؟ تَدَعُ اَوْ تَجْعَلُ الْحَلِيمَ الْبَصِيرَ فِيكُمْ حَيْرَان؟ نَعَمْ اَخِي؟ اِنَّهَا الْفِتْنَةُ الْكُبْرَى؟ وَمِنْ هَذِهِ الْفِتْنَةِ مَايَحْدُثُ فِي اَيَّامِنَا؟ وَمَاسَيَحْدُثُ بَعْدَهَا اَيْضاً مِنْ فِتْنَةٍ يَصِيرُ الْحَلِيمُ بِسَبَبِهَا حَيْرَان؟اَيْ لَايَسْتَطِيعُ اَنْ يَسْتَقِرَّ عَلَى رَاْي؟ وَكَلِمَةُ لَاُسِيحَنَّ فِي الْحَدِيثِ الْقُدْسِيِّ هِيَ اِمَّا بِمَعْنَى اَنَّ هَذِهِ الْفِتْنَةَ سَيَجْعَلُهَا اللهُ سَائِحَةً مُتَجَوِّلَةً مُتَنَقّلَة تَنْشُبُ اَظْفَارَهَا فِي الْاَرْضِ كُلّهَا وَتَتْنَقِلُ مِنْ بَلَدٍ اِلَى بَلَدٍ آخَرَ وَلَاتَكَادُ تَهْدَاُ فِي بَلَدٍ مَا اِلَّا وَتَشْتَعِلُ مِنْ جَدِيدٍ فِي بَلَدٍ آخَرَ وَالْعَيَاذُ بِالله؟ اَوْ بِمَعْنَى لَاُذِيبَنَّ عَلَيْكُمْ فِتْنَةً يَبْقَى اَثَرُهَا قَوِيّاً وَلَوْ ذَابَتْ؟ بَلْ تَعُمُّ اَرْجَاءَ الْاَرْضِ كُلَّهَا؟ كَمَا اَنَّ السُّكَّرَ يَبْقَى اَثَرُهُ فِي الشَّايِ اَوِ الْقَهْوَةِ الَّتِي تَشْرَبُهَا اَخِي وَلَوْ ذَابَ فِيهِمَا؟ وَلَايَضْعُفُ اَثَرُ هَذِهِ الْفِتْنَةِ اِلَّا بِعَوْدَتِنَا اِلَى اللهِ يَااَخِي؟ وَاِلَّا فَاِنَّ اَثَرَهَا سَيَبْقَى عَلَيْنَا بَرْداً مُحْرِقاً؟ فَاِذَا عُدْنَا اِلَى اللهِ فَاِنَّهَا تَكُونُ عَلَيْنَا بَرْداً وَسَلَاماً كَمَا كَانَتْ عَلَى اِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَلَوْ سَاحَتْ اَوْ ذَابَتْ عَلَيْنَا جِبَالٌ هَائِلَةٌ مِنْ ثُلُوجِهَا وَجِلِيدِهَا؟وَاِلَّا فَاِنَّ نُقْطَةً صَغِيرَةً مِنَ الْمَاءِ يُمْكِنُ اَنْ تَكُونَ وَقُوداً هَائِلاً لِسَمْنَتِهَا وَزُبْدَتِهَا التي يُسِيحُهَا اللهُ عَلَيْنَا وَيُذِيبُهَا وَيُوَلّعُهَا كما يُوَلَّعُ الْبَارُودَ فَتَنْتَشِرُ فِي اَرْجَاءِ الْاَرْضِ كَمَا يَنْتَشِرُ الزَّيْتُ وَالسَّمْنَةُ وَالزُّبْدَةُ السَّائِحَةُ فِي الْوِعَاءِ الَّذِي تَطْبُخُ بِهِ اَخِي اَوْ فِي الْمِقْلَاةِ الَّتِي تُرِيدُ اَنْ تَقْلِيَ بِهَا بَيْضَتَيْنِ مَثَلاً؟ فَاِذَا بِكَ تَغْسِلُ الْبَيْضَتَيْنِ لِتُنَظّفَهُمَا قَبْلَ اَنْ تَكْسِرَهُمَا؟ فَاِذَا بِنُقْطَةٍ صَغِيرَةٍ مِنَ الْمَاءِ تَسْقُطُ فِي مِقْلَاةِ الْبَيْضِ وَتَجْعَلُهَا تَهُبُّ فِي وَجْهِكَ نَاراً مُشْتَعِلَة؟ وَقَدْ تُصَابُ عَيْنَاكَ مِنْ اَثَرِ الزَّيْتِ الْمُحَمَّى عَلَى النَّارِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ كَمِّيَّةً قَلِيلَةً مِنَ الْمَاءِ رُبَّمَا لَاتُطْفِىءُ النَّارَ بَلْ تَزِيدُهَا اشْتِعَالاً بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيّ(فَالنَّارُ تَبْقَى حَيَّةً اِذَا صَبَبْتَ عَلَيْهَا الْمَاءَ؟ بَلْ اِنَّهَا قَدْ تَزْدَادُ حَيَاةً وَاشْتِعَالاً اِذَا تَفَاعَلَتْ مَعَ الْمَاء؟ لِاَنَّ النَّارَ تَحْتَاجُ اِلَى كَمِّيَّةٍ اَكْبَرَ مِنَ الْمَاءِ حَتَّى تَمُوتَ وَتَنْطَفِىءَ كَمَا اَنَّ الْمُجْرِمَ يَحْتَاجُ اِلَى كَمِّيَّةٍ اَكْبَرَ مِنَ التُّرَابِ حَتَّى يَقْطَعَ الْهَوَاءَ عَنِ الضَّحِيَّةِ وَيَقْتُلَهُ خَنْقاً بِهَذَا التَّرَاب؟ وَرُبَّمَا لَايَنْفَعُ الْمَاءُ مَهْمَا كَانَ كَثِيراً فِي حَرَائِقِ الْغَابَاتِ الْكَبِيرَة؟ لَكِنْ اَحْيَاناً قَدْ تَنْفَعُ كَمِّيَّةٌ كَبِيرَةٌ مِنَ الْمَاءِ فِي الْقَضَاءِ عَلَى النَّارِ وَاِطْفَائِهَا؟ وَلِذَلِكَ يَبْقَى الْاَمَلُ مَعْقُوداً فِي كَمِّيَّةٍ كَبِيرَةٍ مِنَ النَّاسِ يَجْتَمِعُونَ مِنْ اَجْلِ اِطْفَاءِ نَارِ الْفِتْنَة؟ بَلْ اِنَّ الْوَضْعَ رُبَّمَا يَكُونُ حَسَّاساً جِدّاً وَبِحَاجَةٍ اِلَى اَنْ يَتَصَدَّى لَهُ جَمِيعُ النَّاسِ؟ مِنْ اَجْلِ التَّعَاوُنِ عَلَى اِطْفَاءِ لَهِيبِ الْفِتْنَةِ؟ حَتَّى لَايَمْتَدَّ اِلَى الْجَمِيعِ وَيُحْرِقَهُمْ؟ لِاَنَّ نَارَ الْفِتْنَةِ خَطِيرَةٌ جِدّاً عَلَى النَّاسِ؟ لِاَنَّهَا سَتُحْرِقُ اَخْضَرَهُمْ وَيَابِسَهُمْ اِذَا امْتَدَّ لَهِيبُهَا اَكْثَرَ وَاَكْثَرَ وَلَمْ تَجِدْ مَنْ يَتَصَدَّى لَهَا وَيُطْفِئُهَا؟ وَمَعَ ذَلِكَ اَيُّهَا الْاِخْوَة وَبَعْدَ كُلِّ هَذَا الْكَلَام فَلَا اُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً فِي قَوْلِهِ سُبْحَانَه{وَاِذَا اَرَادَ اللهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فًلَامَرَدَّ لَهُ وَمَالَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَال{مَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُون(لَكِنْ عَلَيْكُمْ اَنْ تَسْلُكُوا سَبِيلَ الْاِصْلَاحِ بَيْنَ النَّاسِ كَمَا اَمَرَ اللهُ؟ وَلَنْ تَخْسَرُوا شَيْئاً عِنْدَ اللهِ وَلَوْ خَسِرْتُمُوهُ عِنْدَ النَّاس؟ وَلَنْ يُضِيعَ لَكُمْ سُبْحَانَهُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ مِنْ تَعَبِكُمْ؟ بَلْ سَيُكَافِئُكُمْ عَلَيْهَا بِاَحْسَنَ مِمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ مِنَ الْخَيْرِ؟ وَذَلِكَ وَاضِحٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{اَوْ اِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ اَجْراً عَظِيمَا(فَاِيَّاكُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ اَنْ تَيْاَسُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ فِي مَوْضُوعِ الْاِصْلَاحِ بَيْنَ النَّاسِ خَاصَّةً؟ لِاَنَّهُ وَرَبِّ الْكَعْبَة وَرَبِّ مُحَمَّد وَرَبِّ اِبْرَاهِيم كَمَا اَنَّ اللهَ يَبْتَلِي الْفُقَرَاءَ بِالْمَجَاعَاتِ لِيَخْتَبِرَ الْاَغْنِيَاءَ فِي اَمْوَالِهِمْ هَلْ يَشْكُرُونَ اَمْ يَكْفُرُون؟ فَكَذَلِكَ اَيْضاً يَبْتَلِي النَّاسَ بِالْفِتَنِ وَالتَّقَاتُلِ وَالتَّشَاحُنِ فِيمَا بَيْنَهُمْ لِيَخْتَبِرَكُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ جَمِيعاً هَلْ تُصْلِحُونَ بَيْنَ النَّاسِ اَمْ تُفْسِدُون؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى عَلَى لِسَانِ الْمَلَائِكَةِ{قَالُوا اَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ اِنِّي اَعْلَمُ مَالَاتَعْلَمُون(أيْ اَعْلَمُ اَنَّهُ سَيَكُونُ مِنْ عِبَادِي مُصْلِحُونَ يَحْقِنُونَ الدِّمَاءَ وَيَحْمُونَهَا وَيُقَلّلُونَ مِنْ سَفْكِهَا كَمَا اَعْلَمُ اَنَّهُ سَيَكُونُ مِنْ عِبَادِي مُفْسِدُونَ يَسْعَوْنَ اِلَى الْاِكْثَارِ مِنْ سَفْكِهَا وَاِرَاقَتِهَا{َوَاللهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِح(لَاحِظُوا مَعِي اَيُّهَا الْاِخْوَةُ جَيِّداً مُلَاحَظَةً مُهِمَّةً جِدّاً فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَة وَهِيَ اَنَّ اللهَ حَرَمَ الْمَلَائِكَةَ الْكِرَامَ الْاَطْهَارَ مِنْ هَذَا الشَّرَفِ الْعَظِيم؟ اِنَّهُمْ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ سَجَدُوا لِاَبِيكُمْ آدَمَ وَالَّذِينَ قَالُوا{نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَك(وَمَعَ ذَلِكَ حَرَمَهُمْ مِنْ هَذَا الشَّرَفِ الْعَظِيمِ وَاَعْطَاهُ لَكُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ الْكِرَام؟ اِنَّهُ اَعْظَمُ وِسَامٍ مِنَ الشَّرَفِ يُعْطِيهِ سُبْحَانَهُ لَكُمْ وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى{لَاخَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ اِلَّا مَنْ اَمَرَ بِصَدَقَةٍ اَوْ مَعْرُوفٍ اَوْ اِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاس؟ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ فَسوَفَ نُؤْتِيهِ اَجْراً عَظِيمَا(فَاَيْنَ الصَّدَقَةُ عِنْدَ الْمَلَائِكَة؟ هَلْ هُمْ بِحَاجَةٍ اِلَى صَدَقَة؟ هَلْ هُمْ يَاْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ اَصْلاً؟ وَاَيْنَ الْاِصْلَاحُ بَيْنَ النَّاسِ عِنْدَ الْمَلَائِكَة؟ هَلْ هُمْ يُخَالِطُونَ النَّاسَ اَوْ يُعَاشِرُونَهُمْ كَمَا اَنْتُمْ تُخَالِطُونَ النَّاسَ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ لَقَدْ تَرَكَ اللهُ كُلَّ هَذَا الشَّرَفِ الْعَظِيمِ لَكُمْ وَلَمْ يُبْقِ لِلْمَلَائِكَةِ الْكِرَامِ فَضْلٌ اِلَّا فِي الْمَعْرُوف وَاِلَّا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{لَهُ مُعَقّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ اَمْرِ الله{اَلَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا(اِلَى آخِرِ الْآيَة(وَلَانَنْسَى مِيكَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ الَّذِي يَاْتِينَا بِالْمَطَرِ مِنْ فَضْلِ الله؟ وَلَانَنْسَى جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ الَّذِي اَتَانَا بِاَعْظَمِ فَضْلٍ مِنَ اللهِ وَهُوَ هَذَا الْقُرْآن؟ وَاَسْتَغْفِرُ اللهَ اِنْ كُنْتُ نَسِيتُ فَضْلاً مِنْ فَضْلِهِمْ وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ اَيْضاً اِذَا تَجَاهَلْتُمْ قَوْلَهُ تَعَالَى{وَلَاتَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُم ( وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَى جَمِيعِ مَلَائِكَتِهِ وَاَنْبِيَائِهِ وَرُسُلِه؟ وَيَكْفِيكُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ الْمُصْلِحُونَ شَرَفاً فِي مَرْضَاةِ الله؟ وَيَكْفِيكُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ الْمُفْسِدُونَ السَّاكِتُونَ وَلاَتُحَرِّكُونَ سَاكِناً مِنْ اَجْلِ الْاِصْلَاحِ تَهْدِيداً فِي قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[وَفَسَادُ ذَاتِ الْبَيْنِ هِيَ الْحَالِقَة؟ لَااَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعْرَ فَقَطْ وَلَكِنْ تَحْلِقُ دِينَكُمُ الْاِسْلَامِي وَتَقْضِي عَلَيْهِ مِنْ اَسَاسِه{فَهَلْ تُرِيدُونَ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ اَنْ تَمُوتُوا عَلَى غَيْرِ مِلَّةِ الْاِسْلَامِ لِتَحْصَلُوا عَلَى اَبَدِيَّةِ الْعَذَابِ فِي جَهَنَّم(وَاُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيم اَنَّهُ اِذَا كَانَ مُقْتَدَى الصَّدْر جَادّاً فِي مَوْضُوعِ الْاِصْلَاحِ بَيْنَ النَّاسِ وَحَقْنِ دِمَائِهِمْ وَاَعْرَاضِهِمْ وَاَمْوَالِهِمْ فَاِنَّهُ يَرْسُمُ لِنَفْسِهِ طَرِيقاً آمِناً قَدْ يُوصِلُهُ اِلَى مَرْضَاةِ اللهِ وَرُبَّمَا يَجْعَلُ اللهُ لَهُ فُرْقَاناً بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِل؟؟ نَعَمْ اَخِي وَفِي رِوَايَةٍ اُخْرَى؟ اَكَائِنٌ ذَلِكَ يَارَسُولَ الله؟ قَالَ بَلْ اَشَدُّ مِنْهُ سَيَكُون؟ قَالُوا وَمَاهُوَ؟ قَالَ يُبَرَّاُ الْمُجْرِمُ؟ وَيُتَّهَمُ وَيُجَرَّمُ الْبَرِيء؟ وَيُخَوَّنُ الْاَمِينُ؟وَيُؤْتَمَنُ الْخَائِن؟ وَيَكُونُ اَسْعَدَ النَّاسِ لُكَعُ بْنُ لُكَع وَهُوَ اللَّئِيمُ بْنُ اللَّئِيم؟ وَيَسُودُ الْكَذِب؟ نَعَمْ يَارَسُولَ الله؟ وَهَلْ هُنَاكَ كَذِبٌ اَعْظَمُ مِنَ الْكَذِبِ الَّذِي نُعَانِي مِنْهُ فِي اَيَّامِنَا هَذِهِ؟ نَعَمْ اَخِي؟ اِنَّهُ الْكَذِبُ عَلَى الْمُسْتَوَى الدَّوْلِي وَالْعَالَمِي؟ وَعَلَى الْمُسْتَوَى الِاجْتِمَاعِي فِي آنٍ وَاحِد؟ وَكَاَنَّ رَسُولَ اللهِ يَعِيشُ بَيْنَنَا؟ وَيَعْلَمُ مَاسَوْفَ يَحْدُث؟ لِاَنَّ اللهَ اَطْلَعَهُ عَلَى بَعْضِ عُلُومِ الْغَيْب؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ اَلَسْنَا نَقَعُ الْآنَ فِي حَيْرَةٍ مِنْ اَمْرِنَا؟ اَلَسْنَا نُمْسِي مُؤْمِنِينَ؟ وَنُصْبِحُ كَافِرِينَ بِسَبَبِ اَعْمَالِنَا الْكَافِرَةِ بِمَعْنَى الْجَاحِدَةِ لِنِعْمَةِ رَبِّنَا وَلَوْ لَمْ نَكْفُرْ كُفْرَ عَقِيدَةٍ يُخْرِجُنَا عَنْ دِينِ الْاِسْلَام؟ اَوْ كَمَا قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ اَمَا نَخْشَى عَلَى اَنْفُسِنَا اَنْ يُقَرِّبَنَا كُفْرُ اَعْمَالِنَا وَلَوْ لَمْ يُخْرِجْنَا عَنْ دِينِ الْاِسْلَام؟ اَمَا نَخْشَى اَنْ يُقَرِّبَنَا اِلَى كُفْرٍ فِي عَقِيدَتِنَا يُخْرِجُنَا عَنْ دِينِ الْاِسْلَام؟ اَمَا نَخْشَى مِنْ سُوءِ الْخَاتِمَةِ وَهُوَ الْخُرُوجُ عَنْ دِينِ الْاِسْلَامِ اِلَى نَارٍ مُحْرِقَةٍ اَبَدِيَّةٍ لَاتَرْحَمُ اَحَداً؟ وَهَذَا مَايَسْعَى اِلَيْهِ الشَّيْطَانُ بِكُلِّ مَااُوتِيَ مِنْ قُوَّة؟ اَنْ يَحْتَضِنَنَا وَيَضُمَّنَا بِقُوَّةٍ اِلَى حِزْبِهِ اللَّعِينِ فِي نَارٍ اَبَدِيَّةٍ مُحْرِقَة؟ اَلَا نَتَّعِظُ مِنْ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مُحَذّراً مِنْ شَرِّ هَذِهِ الْفِتَن[يُصْبِحُ اَحَدُكُمْ مُؤْمِناً؟ وَيُمْسِي كَافِراً؟ ثُمَّ يُمْسِي مُؤْمِناً؟ وَيُصْبِحُ كَافِراً(لِمَاذَا اَيُّهَا الْاِخْوَةُ لَانُصْبِحُ مُؤْمِنِينَ بِاللهِ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ؟لِمَاذَا لَانُصْبِحُ كَافِرِينَ بِالْمُلْحِدِينَ الْمُنْكِرِينَ لِفَضْلِ اللهِ فِي قَوْلِهِمْ مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَعَاصِفَةِ كَذَا وَطَبِيعَةِ كَذَا؟ لِمَاذَا لَانُصْبِحُ كَافِرِينَ بِاُلُوهِيَّةِ الْبَشَرِ وَالشَّجَرِ وَالْحَجَرِ وَالْحَيَوَانِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْجِنِّ وَالْكَوَاكِبِ وَالطَّبِيعَةِ وَغَيْرِهَا مِمَّا عُبِدَ مِنْ دُونِ الله؟ لِمَاذَا لَانُصْبِحُ كَافِرِينَ بِسَيِّدِ هَذِهِ الْآلِهَةِ جَمِيعاً وَهُوَ الْهَوَى الشِّرِّير؟ لِمَاذَا لَانُصْبِحُ مُؤْمِنِينَ بِاللهِ وَحْدَهُ سَيِّدِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ وَالنُّورِ وَالظَّلَام؟ لِمَاذَا نُصَدِّقُ الشَّائِعَاتِ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ لَا يَنْتَهِي النَّهَارُ اِلَّا بَعْدَ اَنْ نَكْتَشِفَ اَنَّهَا شَائِعَاتٌ كَاذِبَةٌ لَااَصْلَ لَهَا؟ وَاِلَى مَتَى سَيَبْقَى التَّرْوِيجُ لِلْكَذِبِ وَاتِّهَامُ الْبُرَآء؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ لَقَدْ وَصَلْنَا اِلَى مَاوَصَلْنَا اِلَيْهِ؟ لِاَنَّنَا انْحَرَفْنَا عَنْ مَنْهَجِ الله؟ فَيَارَبَّ الْعَالَمِين؟ وَيَارَبَّ الْبَشَر؟ وَيَارَبَّ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ وَالْمَدَرِ وَالْبَقَر؟ وَيَارَبَّ كُلِّ شَيْء؟ وَيَارَبَّ سُورِيَّا؟ اَنْقِذْ سُورِيَّةَ مِمَّا هِيَ فِيهِ مِنْ ضَلَالَاتٍ وَمَتَاهَات؟ وَاَرِنَا الْحَقَّ حَقّاً وَارْزُقْنَا اتِّبَاعَه؟ وَاَرِنَا الْبَاطِلَ بَاطِلاً وَارْزُقْنَا اجْتِنَابَه؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَهُنَاكَ اَحَادِيثُ اُخْرَى اَيْضاً قَالَ فِيهَا عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[لَتَاْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوف؟ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَر؟ اَوْ لَيُوشِكَنَّ اللهُ اَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَاباً مِنْ عِنْدِهِ؟ فَيَدْعُو خِيَارُكُمْ فَلَا يَسْتَجِيبُ اللهُ لَهُمْ(نَعَمْ اَخِي[لَتَاْمُرُنَّ(وَالْمُقْسَمُ بِهِ هُنَا مَحْذُوفٌ مُقَدَّر؟ بِمَعْنَى وَاللهِ لَتَاْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوف؟ وَاللَّامُ فِي كَلِمَةِ لَتَاْمُرُنَّ هِيَ اللَّامُ الْمُوَطّئَةُ لِلْقَسَم؟ بِمَعْنَى وَاللهِ؟ بِمَعْنَى اَنَّ الرَّسُولَ يَقُولُ وَيُقْسِمُ بِاللهِ مُهَدِّداً وَمُتَوَعِّداً وَآمِراً لَهُمْ وَمُؤَكِّداً اَمْرَهُ لَهُمْ وَعَلَيْهِمْ بِالْقَسَمِ وَاللَّامِ الْمُوَطّئَةِ وَنُونِ التَّوْكِيدِ الثَّقِيلَةِ الْمُشَدَّدَةِ فِي نِهَايَةِ كَلِمَةِ تَاْمُرُنَّ وَكَلِمَةِ تَنْهَوُنَّ وَكَلِمَةِ يُوشِكَنَّ اَيْضاً(اَلْاِعْرَاب؟ لَتَاْمُرُنَّ؟ اَللَّام لَامُ الْاَمْر؟ تَاْمُرُنَّ فِعْل مُضَارِع مَجْزُوم بِلَامِ الْاَمْر؟ وَعَلَامَة جَزْمِهِ حَذْفُ النَّون؟ لِاَنَّهُ مِنَ الْاَفْعَالِ الْخَمْسَة؟ وَوَاوُ الْجَمَاعَةِ الْمَحْذُوفَة ضَمِير مُتَّصِل فِي مَحَلّ رَفْع فَاعِل؟ وَحُذِفَتْ مَنْعاً لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْن؟ وَنُونُ التَّوْكِيدِ الثَّقِيلَة حَرْف لَامَحَلَّ لَهُ مِنَ الْاِعْرَاب وَاِنَّمَا هُوَ لِتَوْكِيدِ الْقَسَم) نَعَمْ اَيَّهَا الْاِخْوَة لَتَاْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوف؟ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَر؟ اَوْ لَيُوشِكَنَّ الله(وَكَلِمَة يُوشِكَنَّ فِعْل مُضَارِع؟ وَالْمَاضِي مِنْهُ هُوَ كَلِمَة اَوْشَكَ؟ وَهِيَ مِنْ اَفْعَالِ الْمُقَارَبَة؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ سَيَكُونُ قَرِيباً اَنْ يُنْزِلَ اللهُ عَلَيْكُمْ عِقَاباً مِنْ عِنْدِهِ؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ لَوْ اَنَّ اَمْرِيكَا اَوْ فَرَنْسَا اَوْ رُوسْيَا اَوْ غَيْرِهَا مِنْ كِلَابِ الصُّلْبَانِ؟ هَدَّدَتْ دَوْلَةً صَغِيرَةً كَقَطَرَ اَوْ لُبْنَانَ مَثَلا؟ فَاِنَّهَا تَرْتَجِف؟ لِاَنَّ الدَّوْلَةَ الضَّعِيفَةَ تَعْلَمُ جَيِّداً؟ اَنَّ مَنْ يُهَدِّدُهَا هِيَ دَوْلَةٌ قَوِيَّة؟ وَتَعْلَمُ جَيِّداً؟ اَنَّ الْعِقَابَ عَلَيْهَا سَيَكُونُ بِقَدْرِ قُوَّتِهَا؟ فَمَابَالُكَ اَخِي اِذَا كَانَ الْمُهَدِّدُ هُوَ الله؟ اَقْوَى الْاَقْوِيَاء؟ وَمَابَالُكَ بِمِقْدَارِ قُوَّتِه؟ وَهَلْ اَنْتَ اَصْلاً اَخِي تَعْلَمُ شَيْئاً عَنْ حَجْمِ قُوَّتِهِ الْحَقِيقِيَّةِ؟ وَهُوَ الْمُنْتَقِمُ الْجَبَّارُ شَدِيدُ الْعِقَابِ؟ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ سُبْحَانَه؟ اَمْ اَنْتَ اَخِي مِنَ الَّذِينَ قَالَ اللهُ فِيهِمْ{مَاقَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْاَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ(بِمَا فِيهَا مِنْ مَلَايِينِ الْمَجَرَّاتِ الْهَائِلَةِ الَّتِي لَاعَدَّ لَهَا وَلَاحَصْرَ؟ بَلْ اِنَّ الْمَجَرَّةَ الْوَاحِدَةَ فِيهَا مِنَ النُّجُومِ الْهَائِلَةِ اَيْضاً وَالَّتِي لَاعَدَّ لَهَا وَلَاحَصْرَ(نَعَمْ اَخِي فَمَا بَالُكَ اِذَا كَانَ الْمُهَدِّدُ هُوَ اللهُ؟ بِقَوْلِهِ لِلَّذِينَ يَسْتَهْتِرُونَ فِي قَضِيَّةِ الْمَعْرُوفِ وَالْمُنْكَر[لَاَبْعَثَنَّ عَلَيْكُمْ عِقَاباً مِنْ عِنْدِي؟ فَنَدْعُو اللهَ فَلَا يَسْتَجِيبُ دُعَاءَنَا؟ وَلَوْ دَعَا خِيَارُنَا وَاَفَاضِلُنَا وَاَتْقَى اُنَاسٍ فِينَا وَاَشْرَفَهُمْ وَاَطْهَرُهُمْ وَاَعْظَمُهُمْ صَلَاةً وَصِيَاماً وَزَكَاةً وَحَجّاً وَاِيمَاناً؟ فَلَا يَسْتَجِيبُ اللهُ دُعَاءَهُمْ مَهْمَا تَضَرَّعُوا اِلَى اللهِ وَجَاَرُوا بِالدُّعَاءِ؟ وَلَوْ كَانَتْ لِحَاهُمْ تَقْطُرُ مِنَ الدُّمُوعِ؟ فَلَا يَسْتَجِيبُ اللهُ لَهُمْ اَبَداً اِذَا اَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَالزَّكَاةَ وَالْاَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَر؟ نَعَمْ اَخِي؟ كَمْ نَدْعُو اللهَ وَلَايَسْتَجِيبُ لَنَا؟ بِسَبَبِ مَاوَصَلْنَا اِلَيْهِ مِنْ هَذَا الِاسْتِهْتَارِ الْفَظِيعِ فِي قَضِيَّةِ الْاَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَر؟ وَكَيْفَ يَسْتَجِيبُ اللهُ لَنَا وَهُوَ يَلْعَنُنَا بِبَلَاغَةٍ لَامَثِيلَ لَهَا فِي اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ مِنْ صِيغَةِ الْمَبْنِي لِلْمَجْهُول وَبِلَعْنَةٍ مَجْهُولَةٍ اَللهُ اَعْلَمُ مَاذَا تُخَبِّئُهُ الْاَقْدَارُ لَنَا بِسَبَبِهَا؟ وَذَلِكَ وَاضِحٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{لُعِنَ(وَهُوَ فِعْل مَاضِي مَبْنِي لِلْمَجْهُول وَاِذَا كَانَتِ اللَّعْنَةُ بِصِيغَةِ الْمَاضِي الْمَجْهُولِ فِي اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ فَاِنَّهَا تَكُونُ بَلِيغَةً وَمُرْعِبَةً اَكْثَرَ وَاَكْثَر وَلَاغَرَابَةَ فِي ذَلِكَ اَخِي؟ فَلَسْنَا اَعَزَّ وَلَااَكْرَمَ عَلَى اللهِ مِنْ بَنِي اِسْرَائِيلَ الَّذِينَ{كَانُوا لَايَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ( فَمَاذَا كَانَتِ النَّتِيجَة{لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي اِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ(مَنْ يُحِبُّونَ وَعَلَى لِسَانِ مَنْ يَكْرَهُون وَهُمَا{دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَم( وَيْلٌ ثُمَّ وَيْلٌ ثُمَّ وَيْلٌ مِنَ الله؟ لِمَنْ يَرَى اِنْسَاناً مَا ذَاهِباً اِلَى الْمَسْجِدِ لِيُصَلّي؟ ثُمَّ يَقُولُ لَهُ نَظّفْ اَعْضَاءَكَ التَّنَاسُلِيَّةَ مِنَ الْاَمَامِ وَشَرْجَكَ مِنَ الْوَرَاء قَبْلَ اَنْ تُصَلّي؟ ثُمَّ اِذَا خَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ يَتَهَامَسُ الْاَوْغَادُ فِيمَا بَيْنَهُمْ اَوْ يَقُولُ لَهُ اَحَدُهُمْ بِاللَّهْجَةِ الْعَامِّيَّةِ الْوَقِحَةِ؟ رُوحْ كِبّ صَلَاتَك عَلَى الْبَحْرِ اَوْ فِي الْبَحْرِ فَاَنْتَ تُنَجِّسُ الْجَامِع؟ لِمَاذَا اَيُّها الْخَسِيس؟ لِمَاذَا اَيُّهَا الْوَغْدُ الْحَقِير؟ لِمَاذَا اَيُّهَا الشَّيْطَانُ اللَّئِيم الرجيم؟ هَلْ تُرِيدُهُ اَنْ يُلْغِيَ اشْتِرَاكَهُ وَتَسْجِيلَهُ فَوْراً مِنْ مَدْرَسَةِ الصَّلَاةِ فِي الْمَسْجِدِ وَالَّتِي تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَر؟ هَلْ تُرِيدُهُ اَنْ يَضْغَطَ فَوْراً عَلَى خَيَارِ تَسْجِيلِ الْخُرُوجِ مِنْ هَذِهِ الْمَدْرَسَةِ الطَّاهِرَة؟ فَاِذَا ضَغَطَ عَلَى هَذَا الْخَيَارِ فِي مُنْتَدَى مَا اِشْتَرَكَ فِيهِ وَسَجَّلَ عُضْوِيَّتَه؟ فَسَتَظْهَرُ لَهُ رِسَالَةٌ تَقُول؟ تَمَّ حَذْفُ كَافَّةِ الْكَوَاكِيز وَنَتَمَنَّى اَنْ نَرَاكَ قَرِيباً؟ فَلِمَاذَا لَاتَتَمَنَّى اَيُّهَا الْوَغْدُ الْخَسِيس؟ اَنْ يَرَاهُ اللهُ قَرِيباً وَيَرَاكَ مَعَهُ وَاقِفاً اِلَى جَانِبِهِ وَكَتِفُكَ عَلَى كَتِفِهِ فِي مَدْرَسَةِ الصَّلَاة؟ لِمَاذَا لَاتُحِبُّ الصَّلَاةَ وَهِيَ الْاِيمَانُ بِحَدِّ ذَاتِهِ وَلَكِنَّ الْاِيمَانَ يَنْقُصُهُ حَلَاوَة وَاِلَّا فَاِنَّ طَعْمَهُ سَيَبْقَى مُرّاً؟ فَلِمَاذَا لَاتُحِبُّ حَلَاوَةَ الْاِيمَانِ اَنْ تَجِدَهَا فِي قَلْبِكَ وَهِيَ اَنْ تُحِبَّ اَخَاكَ لَاتُحِبُّهُ اِلَّا لِله؟ لِمَاذَا وَوُقُوفُهُ اِلَى جَانِبِكَ وَاَنْتُمَا تُصَلّيَانِ لِلهِ الْوَاحِدِ الْاَحَدِ يُسَاعِدُكَ كَثِيراً عَلَى تَذَوُّقِ هَذِهِ الْحَلَاوَةِ الَّتِي لَايُوجَدُ طُعَامٌ فِي الدُّنْيَا اَطْيَبَ مِنْهَا وَلَا حَتَّى الْعَسَل؟ لِمَاذَا اَيُّهَا الشَّيْطَانُ الرَّجِيم؟ لَاتَتَمَنَّى اَنْ تَرَاهُ؟ وَلَاتَتَمَنَّى اَنْ يَرَاهُ اللهُ اَيْضاً وَيَرَاكَ مَعَهُ فِي الْبُقْعَةِ الطَّاهِرَةِ فِي الْمَسْجِدِ يُصَلّي وَيُطَهِّرُ نَفْسَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاة؟ لِمَاذَا لَاتَاْخُذُ شَيْئاً مِنْ اَمْوَالِهِ وَاَمْوَالِ اَمْثَالِهِ الَّذِينَ قَالَ اللهُ فِيهِمْ{خُذْ مِنْ اَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا؟ وَصَلِّ عَلَيْهِمْ اِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ(لِمَاذَا اَيُّهَا الْوَغْد؟ هَلْ كَانَتْ اَعْضَاؤُهُ التَّنَاسُلِيَّة تَعْرِفُ شَيْئاً مِنَ الْحَلَالِ اَوِ الْحَرَامِ حِينَمَا اَمَرَكَ رَسُولُ اللهِ بِقَوْلِهِ{مُرُوا اَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ اَبْنَاءُ سَبْعٍ؟ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ اَبْنَاءُ عَشْرٍ؟ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِع(فَقُلْ لِي اَيُّهَا الْحَقِير؟ كَمْ مِنَ السَّنَوَاتِ اسْتَغْرَقْتَ مَعَ وَلَدِكَ فِي مَدْرَسَةِ الطَّهَارَةِ وَهِيَ الصَّلَاةُ الَّتِي تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ مِنَ السَّابِعَةِ اِلَى الْعَاشِرَة؟ هَلْ كَانَ وَلَدُكَ يُمَارِسُ الْفَحْشَاءَ وَالْمُنْكَرَ فِي هَذِهِ السَّنَوَاتِ الثَّلَاث؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّ اللهَ اَمَرَكَ اَنْ تُسَجِّلَهُ فَوْراً وَتُفَعِّلَ اشْتِرَاكَهُ فِي هَذِهِ الْمَدْرَسَةِ وَلِمُدَّةٍ طَوِيلًةٍ وَهِيَ ثَلَاثُ سَنَوَات؟ وَهَلِ اكْتَفَى اللهُ مِنْكَ بِهَذِهِ السَّنَوَاتِ الثَّلَاث؟ بَلْ اَمَرَكَ اَنْ تَسْتَمِرَّ عَلَى ضَرْبِهِ بِالسِّوَاكِ الَّذِي تُنَظّفُ بِهِ اَسْنَانَكَ حَتَّى يَكْتَمِلَ بُلُوغُهُ وَنُمُوُّ اَعْضَائِهِ التَّنَاسُلِيَّةِ ذَكَراً وَاُنْثَى؟ وَهُوَ اِلَى هَذِهِ اللَّحْظَةِ مَازَالَ وَلَداً طَاهِراً لَايَقْدِرُ تَمَاماً عَلَى مُمَارَسَةِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَر؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَهُوَ بِحَاجَةٍ اِلَى كُلِّ هَذَا الْعَنَاء وَالتَّعَب وَالرِّعَايَة وَالْاهْتِمَام وَالسَّنَوَاتِ الطَّوِيلَةِ فِي مَدْرَسَةِ الصَّلَاةِ الَّتِي تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَر؟ فَمَا بَالُكَ اِذَا اكْتَمَلَ بُلُوغُهُ وَاَعْضَاؤُهُ التَّنَاسُلِيَّةُ؟ وَاَصْبَحَ شَابّاً مُرَاهِقاً طَائِشاً مُنْغَمِساً فِي اَوْحَالِ مُسْتَنْقَعٍ قَذِرٍ مِنَ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَر؟ فَكَمْ مِنَ السنَّوَاتِ الطَّوِيلَةِ هُوَ بِحَاجَةٍ اَنْ يَمْكُثَ فِيهَا فِي مَدْرَسَةِ الطَّهَارَةِ وَالصَّلَاةِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَر؟ هَلْ تُرِيدُهُ اَنْ يَنْتَهِيَ عَنْ ذَلِكَ كُلّهِ بَيْنَ لَيْلَةٍ وَضُحَاهَا وَمِنْ اَوَّلِ يَوْمٍ يَذْهَبُ فِيهِ اِلَى الْمَسْجِدِ لِيُصَلّي؟ نَعَمْ نَحْنُ لَانُنْكِرُ اَنَّ اَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ كَانَتِ اسْتِجَابَتُهُمْ سَرِيعَةً لِمَا اَمَرَهُمُ اللهُ بِهِ؟ وَلَكِنَّ اللهَ لَمْ يَخْلُقِ النَّاسَ جَمِيعاً عَلَى دَرَجَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْ هَذِهِ الِاسْتِجَابَةِ السَّرِيعَة؟ وَخَاصَّةً اِذَا كَانُوا يَعِيشُونَ فِي مُجْتَمَعٍ مُنْغَمِسٍ مِنْ اَخْمَصِ قَدَمَيْهِ اِلَى قِمَّةِ رَاْسِهِ فِي اَوْحَالِ الرَّذِيلَةِ وَمُسْتَنْقَعَاتِهَا وَفِيهِ مِنْ فَوْضَى الْاِبَاحِيَّةِ الْقَذِرَةِ مَالَايَعْلَمُهُ اِلَّا اللهُ وَلَمْ يَكُنْ مَوْجُوداً فِي عَهْدِ صَحَابَةِ رَسُولِ اللهِ عَلَى يُوتْيُوبِ الصُّلْبَانِ الْخَنَازِيرِ وَفَايْسْبُوكَاتِهِمْ وَتْوِيتَرِهِمْ؟ وَقَدْ بَعَثَ اِلَيَّ اَحَدُ الْاِخْوَةِ بِرِسَالَةٍ يَقُولُ فِيهَا اَنَّهُ كَانَ مِنْ اَصْحَابِ الْكَبَائِرِ وَالْمُوبِقَات وَاَنَّ اللهَ هَدَاهُ اِلَى الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالْحَمْدُ لِله وَلَكِنَّهُ يَشْعُرُ بِنُفُورٍ كَبِيرٍ مِنَ الصَّلَاة بِسَبَبِ مَايُصَلّي مِنْ سُنَنِ الرَّوَاتِبِ الْقَبْلِيَّةِ وَالْبَعْدِيَّةِ وَغَيْرِهَا مِنَ النَّوَافِل؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ اِيَّاكَ اَنْ تَتْرُكَ الصَّلَاةَ مَهْمَا رَاوَدَكَ شَيَاطِينُ الْاِنْسِ وَالْجِنِّ عَلَى تَرْكِهَا؟ وَعَلَيْكَ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ اَنْ تَقْتَصِرَ عَلَى الْفَرَائِضِ فَقَط؟ وَاَمَّا بِالنِّسْبَةِ لِلزَّكَاةِ؟ فَاِذَا كَانَتْ اَيْضاً ثَقِيلَةً عَلَى قَلْبِكَ؟ فَعَلَيْكَ اَنْ تَقْتَصِرَ اَيْضاً عَلَى فَرَائِضِهَا مِمَّا يَحُولُ عَلَيْهِ الْحَوْلُ الْقَمَرِيُّ اِذَا مَلَكْتَ نِصَابَهَا؟ وَلَاتُصَلِّ شَيْئاً مِنَ السُّنَنِ الْقَبْلِيَّةِ اَوِ الْبَعْدِيَّةِ اَوِ النَّوَافِلِ وَلَوْ بَقِيتَ عَلَى هَذِهِ الْحَالِ لِسَنَوَاتٍ طَوِيلَةٍ حَتَّى يَتَمَكَّنَ الْاِيمَانُ جَيِّداً مِنْ قَلْبِكَ؟ لِاَنَّ اللهَ تَعَالَى يَتَقَبَّلُ مِنْكَ الصَّلَاةَ وَالزَّكَاةَ وَلَوْ كَانَتْ مُقْتَصِرَةً عَلَى فَرَائِضِهَا فَقَطْ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْحَدِيثِ الْقُدْسِي[وَمَاتَقَرَّبَ اِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ اَحَبَّ اِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُّهُ عَلَيْه] نَعَمْ اَخِي [فَيَدْعُو خِيَارُهُمْ فَلَا يَسْتَجِيبُ اللهُ لَهُمْ (فَاَيْنَ نَحْنُ مِنْ دِينِنَا؟ وَاَيْنَ نَحْنُ مِنْ هَذِهِ الْقِيَم؟ اَيْنَ نَحْنُ مِنْ هَذِهِ الْاِنْذَارَات[مَنْ رَاَى مِنْكُمْ مُنْكَراً؟ فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ؟ فَاِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ؟ فَبِلِسَانِهِ؟ فَاِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ؟ فَبِقَلْبِهِ؟وَذَلِكَ اَضْعَفُ الْاِيمَان؟ وَفِي رِوَايَة؟ وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الْاِيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَل(نَعَمْ اَخِي مَنِ الَّذِي يَسْتَطِيعُ اَنْ يُغَيِّرَ الْمُنْكَرَ بِيَدِه؟ اِنَّهُ وَلِيُّ الْاَمْرِالْحَاكِمُ صَاحِبُ السُّلْطَة؟ وَالَّذِي يَسْتَطِيعُ اَنْ يَسْجُنَ اَوْ يُعَاقِبَ اَوْ يَضْرِبَ؟ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَنْتَهِيَ اَصْحَابُ الْمُنْكَرِ عَنْ مُنْكَرِهِمْ؟ وَاَمَّا الْعُلَمَاءُ؟ فَاِنَّ مُهِمَّتَهُمْ تَقْتَصِرُ عَلَى اللّسَانِ الَّذِي يُبَيِّنُونَ وَيُوَضِّحُونَ بِهِ الْمَعْرُوفَ وَالْمُنْكَرَ وَالْحَلَالَ وَالْحَرَام؟ وَاَمَّا الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ حُجَّةٌ يَسْتَطِيعُ اَنْ يُدْلِيَ بِهَا؟ فَبِقَلْبِه؟ وَحِينَمَا تُنْكِرُ الْمُنْكَرَ بِقَلْبِكَ اَخِي؟ لَابُدَّ لَكَ اَيْضاً اَنْ تَبْتَعِدَ عَنْ هَذَا الْمُنْكَر؟ وَاَنْ تَبْتَعِدَ عَنِ الَّذِينَ يَدْعُونَكَ اِلَى الْمُنْكَرِ مَااسْتَطَعْتَ اِلَى ذَلِكَ سَبِيلَا؟ وَاَمَّا اِذَا لَمْ تَكُنْ اَخِي وَاحِداً مِنْ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَة؟ فَلَيْسَ فِي قَلْبِكَ مِنَ الْاِيمَانِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ يَامِسْكِين؟ وَالْخَرْدَلُ هُوَ نَبَاتٌ صَغِيرٌ لَهُ حَبٌّ صَغِيرٌ جِدّاً ؟اَرَاَيْتَ اَخِي؟ وَاسْتَمِعْ مَعِي اَيْضاً اِلَى هَذِهِ الْاَحَادِيثِ الشَّفَافَةِ؟ لِتُزِيلَ الضَّبَابَ عَنْ عَيْنَيْك؟ وَالَّتِي تُسَلّطُ الْاَضْوَاءَ عَلَيْنَا؟ لِتَكْشِفَ مَانَحْنُ فِيه[سَيَخْرُجُ اَقْوَامٌ مِنْ اُمَّتِي؟ يُجَارِي بِهِمُ الْهَوَى كَمَا يُجَارِي الْكَلَبُ بِصَاحِبِه؟ وَلَايَبْقَى عُضْوٌ وَلَامَفْصَلٌ اِلَّا دَخَلَه(نَعَمْ اَخِي؟ سَيَخْرُجُ اَقْوَامٌ مِنْ اُمَّتِي يَتَّبِعُونَ الْهَوَى؟ وَانْظُرْ اَخِي الْآنَ مَاذَا يَحْدُثُ فِي سُورِيّا؟ وَمَاذَا يَحْدُثُ فِي مِصْرَ؟ وَمَاذَا يَحْدُثُ فِي الْيَمَن؟ وَمَاذَا يَحْدُثُ فِي بِلَادٍ كَثِيرَة؟ لِاَنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْعَرَب؟ لَمْ تَعُدْ لَهُمْ مَرْجِعِيَّةٌ مِنْ كِتَابِ اللهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ يَرْجِعُونَ اِلَيْهَا؟ بَلْ اَصْبَحَ الْكُلُّ يَتَّبِعُ الْهَوَى؟ بَلْ اِنَّ الْهَوَى يَجْرِي فِيهِمْ وَفِي اَجْسَادِهِمْ كَمَرَضِ الْكَلَب؟ فَحِينَمَا يُصَابُ الْكَلْبُ بِهَذَا الْمَرَضِ؟ فَاِنَّهُ يُصْبِحُ مَسْعُوراً عَقُوراً خَطِيراً جِدّاً يَجِبُ قَتْلُه حَتَّى لَاتَسْرِيَ عَدْوَى سُعَارِهِ اِلَى بَقِيَّةِ الْمَخْلُوقَات؟ وَهَذَا مَايَفْعَلُهُ اللهُ بِنَا بِالضَّبْطِ؟ حِينَمَا يَجْعَلُنَا نَقْتُلُ بَعْضَنَا بَعْضاً؟ بِسَبَبِ هَذَا السُّعَارِ مِنَ الْهَوَى الشَّيْطَانِيِّ الْمَقِيتِ؟ وَالَّذِي هُوَ اَخْطَرُ مِنْ سُعَارِ الْكَلْبِ وَالَّذِي لَيْسَ لَهُ دَوَاءٌ رَبَّانِيٌّ مِنْ غَضَبِ اللهِ وَلَعْنَتِهِ وَانْتِقَامِهِ وَجَبَرُوتِهِ وَشِدَّةِ عِقَابِهِ اِلَّا الْقَتْلُ الَّذِي{يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَايَكُونُوا اَمْثَالَكُمْ( فَرُحْمَاكَ يَارَبّ؟ لَامَنْجَا وَلَامَلْجَاَ مِنْكَ اِلَّا اِلَيْك؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَلَايَبْقَى عُضْوٌ مِنْ اَعْضَاءِ مَنِ ابْتُلِيَ بِهَذَا الْمَرَضِ الْخَبِيثِ وَهُوَ الْكَلَب؟ وَلَايَبْقَى فِيهِ عِرْقٌ وَلَامَفْصَلٌ وَلَاعُضْوٌ فِي جَسَدِهِ؟ اِلَّا دَخَلَهُ مَرَضُ كَلَبِ الْهَوَى الْمَسْعُور؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَنَحْنُ فِي اَيَّامِنَا؟ نَرَى السُّعَارَ عَلَى اَشُدِّهِ؟ وَنَرَى مِنَ السُّعَارِ الْجِنْسِيٍّ بِكُلِّ اَشْكَالِهِ؟ وَنَرَى مِنَ السُّعَارِ النَّفْسِيِّ سُعَارَ الْحِقْدِ وَالْغِلِّ وَالضَّغِينَةِ وَالْحَسَدِ؟ وَسُعَارَ الْكَيْدِ وَالْمَكْرِ وَالْغَدْرِ يَظْهَرُ وَهُوَ فِي قُوَّتِهِ الْمَادِّيَّةِ وَيَنْهَشُ مِنْ جَسَدِ الْاَبْرِيَاءِ كَمَا اَنَّ الْكَلْبَ الْمَسْعُورَ يَنْهَشُ هُنَا وَهُنَاكَ وَهُنَالِكَ؟ وَلَايَلْوِي عَلَى شَيْءٍ اِلَّا وَيَنْهَشُهُ؟ وَلَايُفَرِّقُ بَيْنَ اِنْسَانٍ وَآخَر؟ وَالْآنَ نَحْنُ نَعِيشُ فِي سُعَارٍ دَائِم؟ وَالْكِلَابُ الْمَسْعُورَةُ تَنْهَشُنَا مِنْ هُنَا وَهُنَاكَ وَهُنَالِك؟ فَيَارَبّ؟ اِقْضِ عَلَى هَذِهِ الْكِلَابِ الْمَسْعُورَةِ يَاقَوِيُّ يَامَتِين اِنْ لَمْ تَكْتُبْ لَهَا الْهِدَايَةَ اِلَى طَرِيقِكَ الْمُسْتَقِيمِ الْقَوِيم؟ يَارَبّ لَا اَحَدَ يَسْتَطِيعُ اَنْ يُعَالِجَ سُعَارَهَا اِلَّا اَنْتَ يَارَبّ وَعَلَى ضَوْءِ قَوْلِكَ يَارَبّ{اِنَّ اللهَ لَايُغَيِّرُ مَابِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَابِاَنْفُسِهِمْ(فَاَلْهِمْهُمُ الصَّوَابَ وَالْحَقَّ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَابِاَنْفُسِهِمْ؟ حَبِيبَتِي يَاسُورِيَا؟ اَيَّتُهَا الْاَرْضُ الْخَضْرَاء؟ اَيَّتُهَا الْجِنَانُ الْفَيَّاحَةُ وَالْفَوَّاحَةُ بِرَائِحَةِ الْعِطْرِ وَالزَّنْبَقِ وَالْوَرْدِ وَالزَّهْرِ وَالْفُلِّ وَالْيَاسَمِينِ مِنْ دِمَاءِ الشُّهَدَاء؟ حَبِيبَتِي يَاسُورِيَا؟ بِبِحَارِكِ وَاَنْهَارِكِ وَسُهُولِكِ وَوُدْيَانِكِ وَجِبَالِكِ وَاَمْنِكِ وَسَلَامَتِكِ؟ كَيْفَ تَحَوَّلَ كُلُّ ذَلِكَ؟ وَانْقَلَبَ رَاْساً عَلَى عَقِب؟ فَيَارَبّ؟ اِنْ لَمْ نَسْتَغِثْ بِكَ فَبِمَنْ نَسْتَغِيثُ؟ يَارَبَّ الْعَالَمِين؟ هَذِهِ بِلَادُنَا تَسْتَصْرِخُكَ يَااَلله؟ وَتَسْتَغِيثُ بِكَ يَااَلله؟ فَانْظُرْ اِلَيْهَا نَظْرَةَ رَحْمَةٍ يَااَرْحَمَ الرَّاحِمِين؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ الْكِرَام؟ نَحْنُ لَسْنَا فَقَطْ مُقَصِّرِينَ مَعَ الله؟ بَلْ نَحْنُ اَيْضاُ مُرْتَكِبُونَ لِلْكَبَائِرِ الَّتِي نَتَحَدَّى بِهَا الله؟ وَخَالَفْنَا بِهَا كُلَّ شَيْءٍ فِي آدَابِنَا الْاِيمَانِيَّة؟ فَاَيْنَ هَذِهِ الْآدَاب؟ وَاَيْنَ آدَابُ الطَّرِيق؟ يَقُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[اِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ عَلَى الطُّرُقَات؟ قَالُوا يَارَسُولَ الله؟ مَالَنَا مِنْ مُجَالِسِنَا بُدّ؟ بِمَعْنَى لَابُدَّ لَنَا اَنْ نَجْلِسَ فِي الطُّرُقَاتِ اَحْيَاناً مُضْطّرِّينَ اِلَى هَذَا الْجُلُوس؟ فَقَالَ لَقَدْ وَجَدْتُّ فِي نَفْسِي عَلَيْكُمْ؟ وَلَمْ يُعْجِبْنِي كَلَامُكُمْ؟ فَاِنْ اَبَيْتُمْ اِلَّا الْجُلُوسَ؟ فَاَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّه(نَعَمْ اَخِي؟ اَلطَّرِيقُ لَهُ حَقٌّ عَلَيَّ وَعَلَيْك[قَالُوا وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ يَارَسُولَ الله؟ قَالَ الْاَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ؟ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ؟ وَرَدُّ السَّلَامِ؟ وَغَضُّ الْبَصَرِ؟ وَكَفُّ الْاَذَى؟ وَاِمَاطَتُهُ وَاِبْعَادُهُ عَنِ الطَّرِيق؟(نَعَمْ اَخِي؟ لَاتُضَايِقْ اَحَداً فِي الطَّرِيقِ؟ حَتَّى لَاتَكُونَ مُعْتَدِياً عَلَى حَقِّهِ وَعَلَى حُقُوقِ اِخْوَانِك؟ لَاتَجْلِسْ عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ لِتَنْظُرَ اِلَى الرَّائِحِينَ وَالْغَادِينَ الَّذِينَ لَايَسْلَمُونَ مِنْ سِهَامِ الشَّيْطَانِ فِي نَظَرَاتِكَ وَلَا مِنْ لِسَانِكَ الْبَذِيءِ الَّذِي تُثَرْثِرُ بِهِ وَتَغْتَابُ النَّاسَ وَتَطْعَنُ فِي اَعْرَاضِهِمْ بِاَرْبَى الرِّبَا الْمَقِيتِ عِنْدَ الله؟ وَاِلَّا فَعَلَيْكَ مُنْذُ الْآن؟ اَنْ تُجَهِّزَ نَفْسَكَ لِحَرْبٍ مَعَ اللهِ؟ اَنْتَ الْخَاسِرُ الْوَحِيدُ فِيهَا[اَرَاَيْتَ يَارَسُولَ اللهِ اِنْ كَانَ فِي اَخِي مِنَ الْفَوَاحِشِ وَالْعُيُوبِ مَااَقُول فَهَلْ يَحِقُّ لِي اَنْ اُطْلِقَ لِسَانِي فِيه؟ فَقَالَ اِنْ كَانَ فِيهِ مَاتَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ اِلَّا اَنْ تُحْضِرَ ثَلَاثَةً مِنَ الشُّهُودِ اَنْتَ رَابِعُهُمْ وَاَقْوَالُهُمْ مُتَطَابِقَةٌ لَا اخْتِلَافَ فِيهَا(وَلَاوُجُودَ لِمَحَاكِمَ شَرْعِيَّةٍ اِسْلَامِيَّةٍ تُقِيمُ حُدُودَ اللهِ فِي بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ اِلَّا مَانَدَر؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الْاَفْضَلَ لَكَ اَخِي اَنْ تَسْكُتَ وَتَسْتُرَ عَلَى مَارَاَيْتَ مِنَ الْفَوَاحِشِ وَلَاتَسْاَلَ وَلَاتُدَقْدِسَ عَنِ الْبَيْضَةِ مَنْ بَاضَهَا وَالدَّجَاجَةِ مَنْ جَلَبَهَا؟ خَوْفاً مِنْ اَنْ يَتَّسِعَ نِطَاقُ الْفَاحِشَةِ فِي الْمُجْتَمَعِ؟ بِسَبَبِ ثَرْثَرَتِكَ وَطُولِ لِسَانِكَ الْبَذِيءِ الْقَذِر؟ حَتَّى لَاتَقَعَ فِي مَحْظُورٍ خَطِيرٍ جِدّاً مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ اَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ اَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة(وَحَتَّى لَاتَقَعَ اَيْضاً فِي مَحْظُورٍ اَخْطَرَ عَلَى الْمُجْتَمَعِ بِرُمَّتِهِ وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى{يَااَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَاتَسْاَلُوا عَنْ اَشْيَاءَ اِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ(بِمَعْنَى اَنَّ اللهَ سَيَنْتَقِمُ مِنْكُمْ بِسَبَبِ السُّؤَالِ عَنْهَا وَسَيُشَدِّدُ عَلَيْكُمْ كَمَا شَدَّدْتُمْ عَلَى اَنْفُسِكُمْ وَكَمَا شَدَّدَ عَلَى مَنْ قَبْلَكُمْ فِي قِصَّةِ الْبَقَرَةِ وَالرَّهْبَانِيَّةِ الَّتِي ابْتَدَعُوهَا مَثَلاً؟ لِاَنَّكُمْ كُنْتُمْ حَرِيصِينَ جِدّاً عَلَى تَتَبُّعِ عَوْرَاتِ النَّاسِ وَعُيُوبِهِمْ؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الْجَزَاءَ سَيَكُونُ مِنْ جِنْسِ عَمَلِكُمْ وَهُوَ قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام وَخَاصَّةً لِاَصْحَابِ الْمَلَاهِي وَالْمَقَاهِيِ وَالطَّعْنِ بِاَعْرَاضِ النَّاس[وَمَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ امْرِىءٍ مُسْلِمٍ تَتَبَّعَهُ اللهُ حَتَّى يَفْضَحَهُ فِي بَيْتِه( فَقَدْ يَفْضَحُكَ اللهُ اَخِي فِي زَوْجَتِكَ وَفِي اَوْلَادِكَ وَاَنْتَ لَاتَدْرِي؟ فَاِيَّاكَ اَخِي اَنْ تَطْعَنَ فِي اَعْرَاضِ النَّاس؟ وَلَاتَحْسَبَنَّ اَخِي اَنَّ الْعِرْضَ يَقْتَصِرُ عَلَى شَرَفِ النَّاسِ فِي اَعْضَائِهِمُ التَّنَاسُلِيَّةِ وَعَوْرَاتِهِمْ مِنَ الْاَمَامِ وَمِنَ الْوَرَاءِ لَا؟ بَلْ اِنَّ الْعِرْضَ لَهُ مَفْهُومٌ شَرْعِيٌّ اِسْلَامِيٌّ اَوْسَعُ مِنْ ذَلِكَ بِكَثِيرٍ جِدّاً؟ وَهُوَ كُلُّ مَايَعْتَزُّ بِهِ الْاِنْسَانُ مِنْ مَبَادِىءَ وَقِيَمٍ وَاَخْلَاقٍ وَمُثُلٍ عُلْيَا؟ فَاِذَا طَعَنْتَ اِنْسَاناً مَا مَثَلاً فِي اَمَانَتِهِ فَقَطْ؟ فَقَدْ طَعَنْتَ فِي عِرْضِهِ اَيْضاً فِي مِيزَانِ اللهِ بِاَرْبَى الرِّبَا الْحَقِيرِ عِنْدَ الله؟ لِاَنَّهُ يَعْتَزُّ بِاَمَانَتِهِ بِرَاْسٍ مَرْفُوعٍ اَمَامَ النَّاس؟ وَرُبَّمَا لَايَمْلِكُ مِنَ الْمَالِ وَلَامِنْ رَاْسِ الْمَالِ غَيْرَ هَذِهِ الْاَمَانَة؟ وَاَمَّا اَنْتَ اَخِي فَقَدْ فَعَلْتَ جَرِيمَةً كُبْرَى فِي مِيزَانِ اللهِ؟ حِينَمَا انْتَزَعْتَ مِنْهُ رَغْماً عَنْهُ رَاْسَ مَالِهِ مِنْ هَذِهِ الْاَمَانَةِ بِفَائِدَةٍ شَيْطَانِيَّةٍ رِبَوِيَّةٍ مِقْدَارُهَا مِائَة بِالْمِائَة عِنْدَ الله وَهِيَ اَرْبَى الرِّبَا عِنْدَ اللهِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّكَ اَعْلَنْتَ اِفْلَاسَهُ اَمَامَ النَّاسِ؟ وَجَعَلْتَهُ يَخْسَرُ كُلَّ شَيْءٍ مِمَّا يَعْتَزُّ بِهِ؟ حِينَمَا جَعَلْتَ ثِقَةَ النَّاسِ بِهِ تَهْتَزّ؟ وَقَدْ يَنْفَرِطُ عِقْدُهَا شَيْئاً فَشَيئاً؟ بِسَبَبِ طُولِ لِسَانِكِ الْقَبِيح؟ وَقَدْ يَمْتَنِعُ النَّاسُ عَنِ التَّعَامُلِ مَعَهُ تِجَارِيّاً وَمَادِّيّاً وَعَنْ اِقْرَاضِهِ وَعَنِ الصّدَقَةِ عَلَيْهِ وَعَنْ بَيْعِهِ وَعَنِ الشِّرَاءِ مِنْهُ؟ فَتَكُونَ بِذَلِكَ اَخِي قَدْ حَارَبْتَهُ فِي لُقْمَةِ عَيْشِهِ اَيْضاً؟ فَانْتَظِرْ حَرْباً ضَرُوساً طَاحِنَةً مِنَ اللهِ عَلَيْكَ وَعَلَى الْمُرَابِينَ اَمْثَالَكَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة؟ وَلِذَلِكَ اَقُولُ لِلَّذِينَ يَتَّهِمُونَ النَّاسَ بِالتَّسَلُّقِ عَلَى الثَّوْرَةِ مِنْ غَيْرِ دَلِيلٍ قَاطِع وَيَتَهَامَسُونَ وَيَتَغَامَزُونَ عَلَيْهِمْ بِنَظْرَةٍ قَدْ تَكُونُ صَائِبَة؟ وَقَدْ تَكُونُ خَاطِئَة؟ وَقَدْ تَكُونُ خَائِنَة؟ فَحَذَارِ حَذَارِ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْاَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُور{فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ اَمْرِهِ اَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ اَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ اَلِيم( لِمَاذَا؟ لِاَنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَيْكَ اَخِي اَنْ تَذْكُرَ اَخَاكَ فِي غَيْبَتِهِ بِمَا يَكْرَهُ مِنْ تَحْقِيرِكَ لَه؟ فَمَا بَالُكَ اِذَا ذَكَرْتَ ذَلِكَ فِي حُضُورِهِ بَلْ فَضَحْتَهُ عَلَناً وَعَلَى الْفَضَائِيَّاتِ دُونَ رَقِيبٍ وَلَاحَسِيب(كَمْ تَتَحَمَّلُ اِدَارَةُ النَّايْل سَات وَغَيْرُهَا مِنَ الْاَقْمَارِ الصِّنَاعِيَّةِ مِنْ غَضَبِ اللهِ وَلَعْنِهِ وَمَقْتِهِ وَمِنَ الذُّنُوبِ وَالْآثَام؟ بِسَبَبِ عَدَمِ وُجُودِ الْحَسِيبِ وَالرَّقِيبِ وَالْغَرَامَاتِ الْمَالِيَّةِ عَلَى الْكَلِمَةِ الظالمة مِنْ اَجْلِ رَدِّ شَرَفِ وَاعْتِبَارِ النَّاسِ بِهَذِهِ الْغَرَامَات؟ وَلَكِنَّهُمْ مَعَ الْاَسَف يَخْتَارُونَ غَرَامَ جَهَنَّمَ بِتَعْذِيبِهِمْ وَتَغْرِيمِهِمْ وَلَوْ بِالذَّرَّةِ الصَّغِيرَةِ جِدّاً مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ{اِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامَا اِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَامَا(بَلْ لَايَسْتَطِيعُونَ اَنْ يُقَدِّمُوا فِدْيَةً لِلهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِيَحْمُوا اَنْفُسَهُمْ مِنْ عَذَابِهَا وَلَوْ بِاَمْوَالِ الْاَرْضِ وَالنَّاسِ جَمِيعاً فَلَا يَقْبَلُهَا اللهُ مِنْهُمْ{اِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا(كُفْرَ عَقِيدَةٍ اَوْ كُفْرَ عَمَل سَوَاءٌ خَرَجُوا مِنْ دِينِ الْاِسْلَامِ اَوْ لَمْ يَخْرُجُوا{لَوْ اَنَّ لَهُمْ مَافِي الْاَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ القِيَامَةِ مَاتُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ اَلِيم؟ يُرِيدُونَ اَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ؟ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا؟ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيم(وَهَذَا لِمَنْ مَاتَ عَلَى كُفْرِ الْعَقِيدَة؟ اَمَّا مَنْ مَاتَ عَلَى كُفْرِ الْعَمَلِ فَاِنَّهُ يَنْجُو مِنْ اَبَدِيَّةِ الْعَذَابِ بِشَرْط؟ وَهُوَ اَنْ يَمُوتَ عَلَى عَقِيدَةِ تَوْحِيدٍ اِسْلَامِيَّةٍ سَلِيمَة) اَمَا تَخْشَى عَلَى نَفْسِكَ اَخِي مِنْ اَخْطَرِ تَهْدِيدٍ نَبَوِيٍّ مُحَمَّدِيّ وَهُوَ قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[بِحَسْبِ امْرِىءٍ مِنَ الشَّرِّ اَنْ يَحْقِرَ اَخَاهُ الْمُسْلِم( أيْ فِي غَيْبَتِهِ اَوْ حُضُورِهِ وَجْهاً لِوَجْه؟ نَعَمْ اَخِي وَيَزْدَادُ شَرُّكَ اَكْثَرَ وَاَكْثَرَ عِنْدَ اللهِ؟ حِينَمَا تَفْضَحُ اَخَاكَ عَلَناً عَلَى الْفَضَائِيَّات؟ وَاَمَّا فَضِيحَتُكَ لَهُ فِي غَيْبَتِهِ؟ فَالْغِيْبَةُ حَرَامٌ كَبِيرٌ يَااَخِي بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى {وَلَايَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً؟ اَيُحِبُّ اَحَدُكُمْ اَنْ يَاْكُلَ لَحْمَ اَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوه(ثُمَّ يَقُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[وَاِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَاتَقُولُ فَقَدْ بَهَتَّه(أيْ فَاجَاْتَهُ وَاَرْعَبْتَهُ بِغَيْرِ حَقٍّ كَمَا يَقُولُ تَعَالَى عَنِ النُّمْرُودِ مَثَلاً{فَبُهِتَ الَّذِي كَفَر(قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ وَلَكِنَّ النُّمْرُودَ لَيْسَ فِيهِ مَاقَالَ اِبْرَاهِيمُ؟ فَكَيْفَ يَبْهَتُهُ وَيَتَحَدَّاهُ بِالشَّمْسِ؟ وَكَيْفَ يَضَعُهُ فِي هَذَا الْمُسْتَوَى وَلَوِ افْتِرَاضِيّاً وَجَدَلاً؟ وَمَتَى وَصَلَ النُّمْرُوذُ اِلَى مُسْتَوَى التَّحَكُّمِ بِالشَّمْسِ مِنْ مَشْرِقِهَا وَمَغْرِبِهَا؟ وَهُوَ عَاجِزٌ عَنْ خَلْقِ نَمْلَةٍ صَغِيرَة؟ فَكَيْفَ يَقُولُ لَهُ اِبْرَاهِيم{فَاِنَّ اللهَ يَاْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ؟ فَاْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ؟ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَر(وَاَقُولُ لَكَ اَخِي نَعَمْ؟ وَلَكِنَّ اِبْرَاهِيمَ تَحَدَّاهُ وَبَهَتَهُ وَفَاجَاَهُ بِحَقّ؟ وَاَمَّا الَّذِي يَتَّهِمُ الْاَبْرِيَاءَ فِي عِرْضِهِمْ وَشَرَفِهِمْ؟ فَاِنَّهُ يَتَحَدَّى اللهَ وَيَتَحَدَّاهُمْ وَيَبْهَتُهُمْ وَيُعْلِنُ اَمَامَ النَّاسِ اِفْلَاسَهُمْ مِنْ رَاْسِ مَالِهِمْ وَاَعْنِي بِهِ سُمْعَتَهُمْ وَكَرَامَتَهُمْ بِغَيْرِ حَقّ؟ فَمَثَلاً يَقُولُ اللهُ تَعَالَى{وَلَاتَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ اِلَّا بِالْحَقّ(فَالَّذِي يَقْتُلُ الْاَبْرِيَاءَ بِالْبَرَامِيلِ الْمُتَفَجِّرَةِ مَثَلاً يَقْتُلُهُمْ بِغَيْرِ حَقّ؟ وَاَمَّا الْقَاضِي الَّذِي يَحْكُمُ عَلَى الْقَاتِلِ بِالْاِعْدَامِ؟ فَاِنَّ الَّذِي يُنَفّذُ حُكْمَهُ يَقْتُلُهُ بِحَقّ؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَاَمَّا مَنْ يَبْهَتُ اَخَاهُ الْمُؤْمِنَ وَيَتَّهِمُهُ لِيُرْعِبَهُ وَيُفَاجِئَهُ بِغَيْرِ حَقٍّ؟ فَاِنَّ رَسُولَ اللِه يَقُولُ بِحَقّهِ هُنَا[مَنْ اَرْعَبَ مُؤْمِناً فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ ذِمَّةُ اللهِ(وَالْعَيَاذُ بِالله؟ وَنَسْاَلُكَ يَارَبُّ السَّلَامَةَ وَالْعَافِيَة؟ وَاَمَّا مَافَعَلَهُ اِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ تَحَدِّي النُّمْرُودِ بِالشَّمْسِ؟ فَمَنْ قَالَ لَكَ اَخِي اَنَّ الشَّمْسَ تَسْتَطِيعُ اَنْ تَخْلُقَ نَمْلَةً اَوْ ذُبَابَةً اَوْ بَعُوضَةً صَغِيرَة اَوْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ اَوْ تُشْرِقَ اَوْ تَغْرُبَ اَوْ تَتَصَرَّفَ عَلَى غَيْرِ مُرَادِ مَنْ خَلَقَهَا؟ وَمَعَ ذَلِكَ نَظَرَ اِبْرَاهِيمُ اِلَى الشَّمْسِ وَقَالَ{هَذَا رَبِّي هَذَا اَكْبَر(لِمَاذَا؟ لِاَنَّ اِبْرَاهِيمَ اَرَادَ بِحَقٍّ هُنَا اَيْضاً اَنْ يَبْهَتَهُمْ بِالشَّمْسِ وَيُفَاجِئَهُمْ بِسَخَافَةِ عُقُولِهِمْ فِي عِبَادَتِهَا كَمَا بَهَتَ النُّمْرُودَ فِي سَخَافَةِ عَقْلِهِ فِي قَوْلِهِ{اَنَا اُحْيِي وَاُمِيت(لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الشَّمْسَ هِيَ رَبٌّ زَائِفٌ يَعْبُدُهُ عَبَدَةُ الْكَوَاكِبِ وَالنُّجُومِ وَالْقَمَرِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّهَا لَوْ كَانَتْ رَبّاً حَقِيقِيّاً لَمَا غَابَتْ عَنْ اَعْيُنِ النَّاسِ اَبَداً لِمَاذَا؟ لِاَنَّهَا لَوْ كَانَتْ رَبّاً حَقِيقِيّاً لَمَا ظَهَرَتْ اَمَامَ اَعْيُنِ النَّاسِ اَبَداً لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الرَّبَّ الْحَقِيقِيَّ لَايَنْبَغِي لَهُ اَنْ يَكُونَ اِلَهاً مُجَسَّماً لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُ لَوْ كَانَ اِلَهاً مُجَسَّماً فَمَعْنَى ذَلِكَ اَنَّهُ مَحْدُودٌ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْاِلَهَ الْمَحْدُودَ عَلَى شَكْلِ قُرْصِ الشَّمْسِ مَثَلاً اَوْ عَلَى شَكْلِ الْقَمَرِ اَوِ النُّجُومِ اَوِ الْبَشَرِ اَوِ الْحَجَرِ اَوِ الشَّجَرِ اَوْ غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْاَشْكَالِ لَايَسْتَحِقُّ اَنْ نَعْبُدَهُ بَلْ يَسْتَحِقُّ اَنْ نَكْفُرَ بِعِبَادَتِهِ وَبِمَنْ يَعْبُدُونَهُ اَيْضاً وَبِدِينِهِمْ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ لَهُ بِدَايَة وَلَهُ نِهَايَة لِمَاذَا؟ لِاَنَّ مَعْنَى ذَلِكَ اَنَّهُ قَابِلٌ لِلْفَنَاءِ وَالزَّوَالِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْاِلَهَ الْوَحِيدَ الَّذِي يَسْتَحِقُّ اَنْ نَعْبُدَهُ هُوَ اِلَهٌ لَا مَحْدُودٌ وَلَابِدَايَةَ لَهُ وَلَانِهَايَةَ وَ{لَاتُدْرِكُهُ الْاَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْاَبْصَارَ{وَهُوَ مَعَكُمْ اَيْنَمَا كُنْتُمْ(فِي أيِّ زَمَانٍ وَفِي أيِّ مَكَانٍ؟ وَلَايَغِيبُ اَبَداً كَمَا تَغِيبُ الشَّمْسُ وَالنُّجُومُ وَكَمَا يَغِيبُ الْقَمَر؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ كَيْفَ نَعْبُدُ اِلَهاً غَائِباً عَنْ اَعْيُنِنَا وَلَانَرَاهُ وَلَايَظْهَرُ لِلْعَيَانِ اَمَامَ اَحَدٍ مِنْ مَخْلُوقَاتِه؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي وَهَلْ يَلِيقُ بِجَلَالِ اللَّامَحْدُودِ سُبْحَانَهُ وَلَابِدَايَةَ لَهُ وَلَانِهَايَة اَنْ يَتَصَاغَرَ وَيَتَصَاغَرَ وَيَتَصَاغَرَ حَتَّى يَظْهَرَ اَمَامَ بَصَرِ مَخْلُوقٍ مَحْدُودٍ يُدْرِكُه؟ هَلْ يَلِيقُ بِهِ اَنْ يَتَصَاغَرَ كَمَا يَتَصَاغَرُ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ لِيَتَمَكَّنَ مِنَ الدُّخُولِ اِلَى مِصْبَاحِ عَلَاءِ الدِّينِ السِّحْرِي؟ هَلْ هَذَا الْاِلَهُ الْمُتَصَاغِرُ يَسْتَحِقُّ اَنْ نَعْبُدَه؟ لَاشَكَّ اَنَّهُ اِلَهٌ زَائِفٌ حَتَّى وَلَوْ سَدَّ بِجَنَاحَيْهِ الْمَشْرِقَ وَالْمَغْرِبَ كَمَا هُوَ الْحَالُ مَعَ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَام؟نعم اخي وَحَتَّى وَلَوْ ظَهَرَ اللهُ لَنَا فِي صُورَتِهِ الْحَقِيقِيَّةِ اللَّامَحْدُودَة؟ فَكَيْفَ سَنَتَمَكَّنُ مِنْ قَدْرِهِ حَقَّ قَدْرِهِ بِعِبَادَتِهِ وَالرُّكُوعِ لَهُ وَالسُّجُودِ اِذَا كَانَ قِسْمٌ مِنْهُ سَبْحَانَهُ ظَاهِراً لِاَعْيُنِنَا وَالْقِسْمُ الْآخَرُ مَحْجُوباً عَنَّا رَغْماً عَنَّا لِاَنَّهُ اِلَهٌ خَالِقٌ لَامَحْدُودٌ سبحانه وَاَمَّا نَحْنُ الْمَخْلُوقِينَ فَبَصَرُنَا مَحْدُود؟ فَهَلْ سَنَطْلُبُ مِنْهُ سُبْحَانَهُ اَنْ يَتَحَرَّكَ حَرَكَةً دَائِرِيَّةً اَوْ نِصْفَ دَائِرِيَّةٍ لِنَرَى الْقِسْمَ الْمَحْجُوبَ حَتَّى نَتَمَكَّنَ مِنَ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ اَيْضاً لِهَذَا الْقِسْمِ الْمَحْجُوب؟ هَلْ يَقُولُ بِهَذَا الْكَلَامِ عَاقِلٌ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ يُقَدِّرُ جَلَالَ اللهِ وَعَظَمَتَه؟ اِيَّاكَ اَخِي اَنْ تَفْهَمَ مِنْ كَلَامِي اَنَّهُ سُبْحَانَهُ يَعْجَزُ عَنْ ذَلِكَ كُلّهِ لَا فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير؟ لَا يَااَخِي نَحْنُ لَانَعْبُدُ اِلَهاً عَاجِزاً؟ لِاَنَّ الْعَاجِزَ لَايَسْتَحِقُّ الْعِبَادَة؟ وَلَكِنَّنَا اَيْضاً لَانَعْبُدُ اِلَهاً يَفْعَلُ مَالَايَلِيقُ بِجَلَالِه؟ لِاَنَّ الْمُهَرِّجَ الَّذِي يَتَصَاغَرُ اَمَامَ النَّاسِ اَوْ يَتَحَرَّكُ دَائِرِيّاً اَوْ صُعُوداً اَوْ نُزُولاً لِيُقَدِّمَ عَرْضاً مَسْرَحِيّاً كَوْنِيّاً هَزِيلاً هَزْلِيّاً يُثِيرُ الشَّفَقَةَ اَوِ السُّخْرِيَةَ وَالِاسْتِهْزَاء مِنْ اَجْلِ رُكُوعِنَا وَسُجُودِنَا لَهُ لَايَسْتَحِقُّ الْعِبَادَةَ اَيْضاً؟ وَتَعَالَى اللهُ عَنْ ذَلِكَ كُلّهِ عُلُوّاً كَبِيرَا ؟ فَاِذَا ظَهَرَ اللهُ عَلَى صُورَتِهِ الْحَقِيقِيَّةِ اللَّامَحْدُودَةِ وَاللَّامُتَنَاهِيَة؟ بَلْ لَابِدَايَةَ لَهَا وَلَانِهَايَة؟فَمَتَى سَتَنْتَهِي صَلَاتُكَ لَهُ يَااَخِي؟ بَلْ سَتَبْقَى رَاكِعاً سَاجِداً لَهُ اِلَى اَبَدِ الْآبِدِينَ وَلَنْ تَسْتَطِيعَ اَنْ تُحِيطَ بِلَا مَحْدُودِيَّتِهِ وَ لَا بِلَابِدَايَتِهِ وَلَا بِلَانِهَايَتِهِ سُبْحَانَهُ رُكُوعاً وَلَاسُجُوداً وَلَاعِلْماً لِاَنَّهَا غَيْرُ مُتَنَاهِيَةٍ فِي الْمَكَانِ وَالزَّمَانِ مُنْذُ الْاَزَلِ وَالْمَاضِي السَّحِيقِ اللَّامُتَنَاهِي اِلَى الْمُسْتَقْبَلِ اللَّامُتَنَاهِي اَيْضاً اِلَى اَبَدِ الْآبِدِين؟اِنَّهُ اللهُ جَلَّ جَلَالُهُ الَّذِي يُحَيِّرُ الْعُقُولَ وَيَجْعَلُ الْاَدْمِغَةَ تَنْفَجِرُ بِسَبَبِ عَجْزِهَا عَنْ اِدَرَاكِ كُنْهِهِ وَمَاهِيَّتِهِ وَحَقِيقَتِهِ الْمُعْجِزَةِ الْخَارِقَةِ لِكُلِّ الْعُقُول؟ وَلِذَلِكَ فَهُوَ يَسْتَحِقُّ الْعِبَادَةَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِجَدَارَةٍ لَامُتَنَاهِيَةٍ اَيْضاً لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُ مُنْتَقِمٌ جَبَّارٌ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَلَكِنْ بِحَقّ ؟ فَلَايَنْتَقِمُ وَلَا يَشْتَدُّ بِعِقَابِهِ وَلَايَتَجَبَّرُ عَلَى مَخْلُوقَاتِهِ بِغَيْرِ حَقّ كَمَا يَفْعَلُ الظَّالِمُون؟ وَلَقَدْ كَانَ بِاِمْكَانِهِ اَنْ يَفْعَلَ وَلَايَسْتَطِيعُ اَحَدٌ اَنْ يَمْنَعَهُ مِنْ شَيْءٍ اَرَادَهُ؟ وَلَكِنَّهُ لَايُحِبُّ اَنْ يَسْتَغِلَّ قُوَّتَهُ الْخَارِقَةَ وَهُوَ اَقْوَى الْاَقْوِيَاءِ اَبْشَعَ اسْتِغْلَالٍ عَلَى مَخْلُوقَاتِهِ وَخَاصَّةً الضُّعَفَاءُ مِنْهُمْ كَمَا يَفْعَلُ الظَّالِمُون؟ بَلْ اِنَّهُ لَايَرْضَى بِالظُّلْمِ لِاَحَدٍ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ حَتَّى وَلَوْ كَانُوا اَغْنِيَاءَ اَقْوِيَاء؟ وَكَيْفَ يَرْضَى بِهَذَا الظُّلْمِ لِلْاَغْنِيَاءِ وَالْاَقْوِيَاءِ وَهُوَ اَغْنَى الْاَغْنِيَاءِ وَاَقْوَى الْاَقْوِيَاءِ وَمَعَ ذَلِكَ لَمْ يَرْضَ بِالظُّلْمِ لِنَفْسِهِ وَهُوَ الْخَالِقُ؟ فَكَيْفَ يَرْضَى بِالظُّلْمِ لِلْمَخْلُوقِ غَنِيّاً كَانَ اَوْ فَقِيراً ضَعِيفاً كَانَ اَوْ قَوِيّاً؟ نَعَمْ اَخِي اللهُ لَايَرْضَى اَنْ يَظْلِمَهُ اَحَدٌ لَابِشِرْكٍ وَلَابِغَيْرِهِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى {اِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيم(نَعَمْ اَخِي؟ اِنَّهُ اللهُ الَّذِي يَجْعَلُ الْعُقُولَ وَالْقُلُوبَ لَاتَسْتَقِرُّ عَلَى حَالِهَا مِنْ شِدَّةِ الْحَيْرَةِ وَالْخَوْفِ وَالْهَلَعِ وَالْفَزَعِ مِنْ جَلَالِهِ وَعَظَمَتِهِ سُبْحَانَه؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَهُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ الَّذِي كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ وَعَلَى مَخْلُوقَاتِهِ الرَّحْمَةَ لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ وَاَسْلَمَ وَعَمِلَ صَالِحاً؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّ رَحْمَتَهُ وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ حَتَّى اَنَّهَا فَتَحَتْ صَدْرَهَا وَاَحْضَانَهَا لِلظَّالِمِينَ الْمُجْرِمِينَ اَيْضاً اِذَا تَابُوا وَعَادُوا اِلَيْهِ سُبْحَانَه؟ وَلِذَلِكَ اِيَّاكَ اَخِي اَنْ تَقَعَ فِي مَحْظُورٍ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{مَاقَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ(وَلِذَلِكَ فَاِنَّ اِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ اَرَادَ اَيْضاً اَنْ يَبْهَتَ قَوْمَهُ وَيُفَاجِئَهُمْ بِسَخَافَةِ عُقُولِهِمْ حِينَمَا حَطَّمَ جَمِيعَ اَصْنَامِهِمْ اِلَّا صَنَماً كَبِيراً اَبْقَاهُ وَلَمْ يُحَطّمْهُ؟ فَلَمَّا رَجَعُوا اِلَى اَصْنَامِهِمْ قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِهَا وَمَنْ حَطّمَهَا؟ فَقَالَ اِبْرَاهِيمُ لَقَدْ حَطّمَهَا هَذَا الصَّنَمُ الْكَبِيرُ؟ لِاَنَّهُ غَارَ عَلَى نَفْسِهِ وَغَضِبَ عَلَيْكُمْ اَنْ تَعْبُدُوا مَعَهُ اَصْنَاماً اَصْغَرَ مِنْهُ؟ فَكَيْفَ تَعْبُدُونَ مَنْ هُوَ اَصْغَر وَتَتْرُكُونَ اللهَ الْاَكْبَرَ سُبْحَانَهُ؟ اَمَا تَخَافُونَ عَلَى اَنْفُسِكُمْ مِنْ غَيْرَةِ اللهِ وَغَضَبِهِ وَانْتِقَامِهِ مِنْكُمْ اَنْ تَعْبُدُوا مَعَهُ مَنْ هُوَ اَصْغَرُ مِنْهُ مِنْ جَمِيعِ مَخْلُوقَاتِه؟؟ نَعَمْ اَخِي لَاتَضَعِ الْاَذَى فِي الطَّرِيق؟ لَاتُدَخِّنْ؟ لَاتَرْمِ بِاَعْقَابِ السَّجَائِرِ فِي الطّرِيقِ وَكَاَنَّكَ لَمْ تَفْعَلْ شَيْئاً؟ لَاتَبْصُقْ عَلَى اَرْضِ الطّرِيقِ؟ بَلْ فِي مَحَارِمَ وَرَقِيَّةٍ تَضَعُهَا فِي جَيْبِكَ اِلَى اَنْ تَصِلَ اِلَى اَقْرَبِ مَكَانٍ لِتَرْمِيَها فِي الْمَكَانِ الْمُخَصَّصِ لِلْقَاذُورَات؟ اَزِلِ الْاَذَى عَنِ الطَّرِيقِ؟ وَخَاصَّةً اَغْصَانَ الْاَشْجَارِ الَّتِي تُعِيقُ حَرَكَةَ النَّاسِ وَقَدْ تُؤْذِي اَصْحَابَ الْبَصَرِ الضَّعِيفِ وَتَقْلَعُ اَعْيُنَهُمْ اَوْ يَصْطَدِمُونَ بِهَا فَتُؤْذِي رُؤُوسَهُمْ؟ وَخَاصَّةً اَذَى الزُّجَاجِ الْمُحَطَّمِ الْمَكْسُورِ الَّذِي يَرْمِيهِ السُّكَارَى وَالْاَطْفَال؟ وَيْلٌ لِهَؤُلَاءِ مِنْ غَضَبِ اللهِ وَانْتِقَامِهِ الشَّدِيد؟ وَخَاصَّةً اَوْلِيَاءَ الْاُمُورِ الَّذِينَ لَايَضْبِطُونَ اَوْلَادَهُمْ عَلَى فِعْلِ الْخَيْرِ مَعَ النَّاس؟ بَلْ يُقَهْقِهُونَ وَيَضْحَكُونَ شَمَاتَةً بِاَذَى النَّاس؟ ثُمَّ يُدَاعِبُونَ اَوْلَادَهُمْ بِحُبٍّ وَحَنَانٍ وَكَاَنَّهُمْ يُبَارِكُونَ لَهُمْ هَذَا الْعَمَلَ الشَّنِيعَ مِنْ اَذَى النَّاس؟ وَيْلٌ لِهَؤُلَاءِ مِنَ الله؟ وَوَيْلٌ لِمَنْ يُؤْذِي اِنْسَاناً بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَظْلِمُهُ حَتَّى وَلَوْ كَانَ يَهُودِيّاً مَظْلُوماً؟ فَاَيْنَ نَحْنُ مِنْ هَذِهِ الْقِيَمِ الَّتِي افْتَقَدْنَاهَا طَوِيلاً؟ لَقَدْ تَسَلَّمَهَا مِنَّا خَنَازِيرُ الصُّلْبَانِ الْكِلَاب؟ لَا لِوَجْهِ الله؟ وَلَكِنْ مِنْ شِدَّةِ نَجَاسَتِهِمْ وَنَجَاسَةِ عَقِيدَتِهِمْ وَشِرْكِهُمُ النَّجِس؟ فَاِنَّهُمْ جَائِعُونَ جُوعاً رُوحِيّاً شَدِيداً جِدّاً؟ وَلِذَلِكَ هُمْ مُشْتَاقُونَ اِلَى الطَّهَارَةِ وَالنّظَافَةِ؟ وَاِلَى هَذِهِ الْقِيَمِ وَالْمُثُلِ الْعُلْيَا عَلَى اَرْضِ الْوَاقِعِ؟ فِي جُوٍّ مِنَ الْقُدْسِيَّةِ وَالطَّهَارَةِ فِي حَيَاتِهِمْ؟ وَلَكِنْ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ اَنْ يَكُونَ ذَلِكَ طَالَمَا هُمْ بَاقُونَ عَلَى عَقِيدَتِهِمُ النَّجِسَةِ الَّتِي هِيَ اَسَاسُ نَجَاسَتِهِمْ فِي حَيَاتِهِمْ كُلّهَا؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَس(وَهَلْ تَعْلَمُ اَخِي شِرْكاً اَنْجَسَ مِنْ قَوْلِهِمْ اِنَّ رَبَّهُمْ عِيسَى لِمَاذَا؟ لِاَنَّ عِيسَى يَاْكُلُ وَيَشْرَبُ وَيَبُولُ وَيَتَغَوَّطُ؟ وَلَايَلِيقُ بِالرَّبِّ اَنْ تَجْرِيَ عَلَيْهِ اَحْكَامُ النَّجَاسَةِ وَالطَّهَارَة؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ لِمَاذَا لَا نُرِيدُ اَنْ نَعُودَ اِلَى هَذِهِ الْقِيَم؟ لِمَاذَا نَحْنُ مُصِرُّونَ عَلَى الْخَطَا؟ لِمَاذَا لَانَرْعَوِي عَنِ الْمُنْكَرِ وَالضَّلَال؟ لِمَاذَا يَقْتُلُ بَعْضُنَا بَعْضاً؟ لِمَاذَا يَظْلِمُ بَعْضُنَا بَعْضاً؟ لِمَاذَا يُهِينُ بَعْضُنَا بَعْضاً؟ لِمَاذَا يَلْعَنُ بَعْضُنَا بَعْضاً؟ سَبْحَانَكَ لَا اِلَهَ اِلَّا اَنْت؟ اِنَّهُمْ يُنَازِعُونَكَ فِي جَبَرُوتِكَ وَتَكَبُّرِكَ يَارَبّ؟ وَاَنْتَ تَتَجَبَّرُ وَتَتَكَبَّرُ بِحَقّ؟ وَلَكِنَّهُمْ يَتَجَبَّرُونَ وَيَتَكَبَّرُونَ بِغَيْرِ حَقّ؟ فَيَااَيُّهَا الْجَبَّارُ بِغَيْرِ حَقّ؟ وَيَااَيُّهَا الْمُتَكَبِّر؟ وَيَااَيُّهَا الْمُتْغَطْرِس؟ وَيْلَكَ اِذَا ضَرَبْتَ اِنْسَاناً ظُلْماً وَعُدْوَاناً وَلَوْ كَفّاً وَاحِداً؟ اَوْ اَلَماً بِلَهْجَةِ الْمِصْرِيِّينَ عَلَى وَجْهِه؟ فَاِنَّ اللهَ سَيَنْتَقِمُ مِنْكَ شَرَّ انْتِقَام؟ وَلَاتَظُنَّنَّ اَنَّكَ سَتُفْلِتُ مِنْ عُقُوبَةِ اللهِ فِي قَبْرِكَ؟ وَلَوْ اَفْلَتَّ مِنْهَا قَبْلَ مَوْتِكَ؟ فَاللهُ اَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْ قُدْرَتِكَ عَلَى هَذَا الْاِنْسَانِ الضَّعِيف؟ وَاللهُ اَقْوَى مِنْكَ وَمِنْ قُوَّتِكَ عَلَيْه؟ فَيَارَبّ ثَبِّتْ لِاَهْلِ الْحَقِّ فِي الْاَرْض؟ وَزَلْزِلِ الْاَرْضَ مِنْ تَحْتِ اَقْدَامِ اَهْلِ الْبَاطِلِ؟ يَاصَاحِبَ الْحَقّ؟ يَامَنْ اَنْتَ الْحَقّ؟ وَوَعْدُكَ حَقّ؟ وَالْجَنَّةُ حَقّ؟ وَالنَّارُ حَقّ؟ اُنْصُرْ صَاحِبَ الْحَقِّ عَلَى صَاحِبِ الْبَاطِلِ؟ وَانْصُرِ الْحَقَّ وَاَهْلَه؟ وَاهْزُمِ الْبَاطِلَ وَجُنْدَه؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ نَحْنُ تَائِهُون؟ فَاِلَى اَيْنَ نَسِير؟ وَلِمَاذَا غَلَاءُ الْاَسْعَار؟ اَنَا لَااَدْرِي مَنْ هُوَ السَّبَب؟ هَلْ هُوَ الْمُسْتَثْمِر؟ هَلْ هُوَ التَّاجِر؟ هَلْ هِيَ ضَعْفُ رَقَابَةِ التَّمْوِين؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ اَجْمَعِينَ عَلَيْهِ كَائِناً مَنْ كَان؟ وَيْلٌ لِمَنْ دَخَلَ فِي السُّوقِ مِنْ اَجْلِ اَنْ يُغْلِيَ السِّلْعَةَ عَلَى النَّاسِ سَوَاءٌ كَانَ مُرَابِياً اَوْ سَارِقاً اَوْ غَاشّاً اَوْ كَاذِباً اَوْ شَاهِداً لِلزُّورِ اَوْ حَالِفاً بِالْيَمِينِ الْفَاجِرَةِ الْغَمُوسِ اَوْ مُحْتَكِراً اَو رَاشِياً اَوْ مُخَامِراً اَوْ مُقَامِراً اَوْ آكِلاً لِاَمْوَالِ النَّاسِ بِالْبَاطِل؟ وَيْلٌ لَهُ مِنْ اِنْذَارِ رَسُولِ اللهِ الشَّدِيدِ لَهُ وَلِاَمْثَالِهِ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيح؟ نَعَمْ اَخِي اَنْذَرَهُ بِمَقْعَدٍ عَظِيمٍ جِدّاً يَجْلِسُ عَلَيْهِ الْمُلُوكُ الشَّيَاطِينُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ الَّتِي تُحْرِقُهُ وَتَقْلِيهِ وَتَشْوِيهِ وَتَسْلِقُهُ مِنْ فَوْقِهِ وَمِنْ تَحْتِهِ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ وَمِنْ اَمَامِهِ وَمِنْ خَلْفِه[مَنْ تَدَخّلَ(مُجَرَّدَ تَدَخُّلٍ فَقَطْ وَلَوْ لَمْ يَكْسَبْ لَيْرَةً وَاحِدَةً فِي جَيْبِهِ[مِنْ اَجْلِ غَلَاءِ الْاَسْعَار(بَلْ[ اِنَّ مَنْ يُسَرُّ وَيَفْرَحُ اِذَا ارْتَفَعَتِ الْاَسْعَار(مُجَرَّدَ فَرَحٍ شُعُورِيٍّ فَقَطْ وَلَوْ لَمْ يَسْتَفِدْ فِلْساً وَاحِداً( كَهَذَا التَّاجِرِ الْحَقِيرِ الَّذِي يُخَزِّنُ بِضَاعَتَهُ وَلَايَبِيعُهَا؟ بَلْ يَنْتَظِرُ الْاَسْعَارَ لِتَرْتَفِع؟ فَاِذَا ارْتَفَعَتْ فَاِنَّ صَدْرَهُ يَنْشَرِح؟ فَبِمُجَرَّدِ هَذَا الِانْشِرَاحِ الشَّيْطَانِيِّ الصَّدْرِيّ؟ فَاِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ جَمَاعَةِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْاِيمَانِ؟ وَلَايَبْقَى لَهُ اِلَّا دِينُ الْاَعْرَابِ مِنَ الْاِسْلَامِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{قَالَتِ الْاَعْرَابُ آمَنَّا؟ قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا؟ وَلَكِنْ قُولُوا اَسْلَمْنَا؟ وَلَمَّا يَدْخُلِ الْاِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ؟ وَاِنْ تُطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ لَايَلِتْكُمْ مِنْ اَعْمَالِكُمْ شَيْئاً؟ اِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيم(فَيَامَنْ تَسْتَغِلُّونَ الضُّعَفَاءَ وَالْمَسَاكِينَ الْمُضْطَّرِّينَ لِلْعَمَلِ مِنْ اَجْلِ تَاْمِينِ لُقْمَةِ عَيْشِهِمْ وَعَيْشِ زَوْجَاتِهِمْ وَاَوْلَادِهِمْ؟ وَلَقَدْ اَخْبَرَنِي اَحَدُ هَؤُلَاءِ؟ اَنَّهُ صَاحِبُ عِيَالٍ وَاَوْلَادٍ كَثِيرِينَ؟ وَلَا يَحْصَلُ اِلَّا عَلَى مِائَةِ لَيْرَةٍ سُورِيَّةٍ فِي الْيَوْمِ فَقَطْ مِمَّنْ فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ مِنَ الْاَطْيَانِ وَالْاَرْزَاقِ وَالْاَمْوَالِ الْهَائِلَةِ الَّتِي قَدْ تَعْجَزُ النِّيرَانُ عَنْ اَكْلِهَا حَرْقاً؟ وَيْلَكَ يَامَنْ تَسْتَغِلُّ حَاجَةَ اَخِيكَ وَاضْطّرَارَه؟ فَبَدَلَ اَنْ تُعِينَهُ وَاَنْ تُسَاعِدَهُ؟ اِذَا بِكَ تَسْتَغِلُّهُ اَبْشَعَ اسْتِغْلَالٍ وَتَسْتَعْبِدُهُ بِلُقْمَةِ الْعَيْش؟ بَلْ هُنَاكَ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ وَاللهُ عَلَى مَااَقُولُ شَهِيد مِنْ هَؤُلَاءِ الشَّيَاطِينِ الْاَقْذَارِ مَنْ يَقُومُ بِاسْتِعْبَادِ الْمَغْلُوبِينَ عَلَى اَمْرِهِمْ مِنْ هَؤُلَاءِ الْفُقَرَاءِ الْمَسَاكِينِ اسْتِعْبَاداً جِنْسِيّاً قَذِراً رِجَالاً وَنِسَاءً وَاَطْفَالاً وَلَايَدْفَعُونَ لَهُمْ لَيْرَةً وَاحِدَةً اِذَا لَمْ يَخْضَعُوا لَهُمْ بِالْمُتْعَةِ الَّتِي يُرِيدُونَ ممَّا يَخْطُرُ عَلَى بَالِهِمْ مِنْ هَذَا الِاسْتِعْبَادِ الْجِنْسِيِّ الْبَشِعِ الْمَقِيتِ الَّذِي يُمَارِسُهُ الرَّقِيقُ الْاَبْيَضُ وَالْاَسْوَدُ فِي الْاَفْلَامِ الْاِبَاحِيَّةِ الْمُنْتِنَة؟ بَلْ اِنَّهُمْ يُصَوِّرُونَهَا خِلْسَةً دُونَ عِلْمِ اَصْحَابِهَا ثُمَّ يَبْعَثُونَ بِهَا اِلَى فَضَائِحِ الْيُوتْيُوب وَيَرْبَحُونَ مِنَ الْاَمْوَالِ مَالَايَخْطُرُ عَلَى بَالٍ مِنَ التِّجَارَةِ بِهَذِهِ الْاَفْلَام؟ فَمَاذَا تُرِيدُونَ فَضِيحَةً لِاَعْرَاضِكُمْ اَكْثَرَ مِنْ ذَلِك؟ وَدُوَلُ الْخَلِيجِ وَالسُّعُودِيَّةِ لَاتُحَرِّكُ سَاكِناً؟ وَقَدْ اَعْطَاهَا اللهُ مِنَ الْاَمْوَالِ الْهَائِلَة؟ فَلِمَاذَا لَايَحْصَلُ زَوَاجٌ وَمُصَاهَرَةٌ بَيْنَ السُّورِيِّينَ وَالْخَلِيجِيِّينَ وَالسُّعُودِيِّينَ مِنْ اَجْلِ سَتْرِ هَذِهِ الْاَعْرَاضِ وَعَدَمِ فَضْحِهَا؟ لِمَاذَا مَاتَزَالُ دُوَلُ الْخَلِيجِ اِلَى الْآنَ حَرِيصَةً عَلَى عَدَمِ اِعْطَاءِ الْجِنْسِيَّةِ لِهَؤُلَاء؟ وَلِذَلِكَ فَاِنِّي اُفْتِي بِهَذِهِ الْفَتْوَى التَّالِيَةِ حِفَاظاً عَلَى اَعْرَاضِ الْمُسْلِمِينَ مَااسْتَطَعْنَا اِلَى ذَلِكَ سَبِيلاً؟ وَهِيَ اَنَّ تَعَدُّدَ الزَّوْجَاتِ لِلْقَادِرِ عَلَيْهِ مِنَ الْخَلِيجِيِّينَ وَالسُّعُودِيِّينَ وَغَيْرِهِمْ مِنْ بَقِيَّةِ الْبُلْدَانِ؟ اَصْبَحَ فَرْضَ عَيْنٍ مِنْ اَجْلِ احْتِضَانِ اَعْرَاضِ النَّاسِ اِلَى حَاضِنَةِ الزَّوْجِيَّةِ الْحَلَالِ وَحِمَايَةِ اَعْرَاضِهِمْ وَشَرَفِهِمْ مِنْ خَطَرِ لُقْمَةِ الْعَيْشِ الَّتِي تَسْتَغِلُّهُمْ اَبْشَعَ اسْتِغْلَالٍ وَلَهُمْ فِي ذَلِكَ الْاَجْرُ وَالثَّوَابُ الْعَظِيمُ عِنْدَ اللهِ اِذَا كَانَ مَقْصَدَهُمُ الْوَحِيدَ هُوَ وَجْهُ الله؟ فَاَيْنَ اُخُوَّةُ الْاِيمَانِ؟ وَاَيْنَ اُخُوَّةُ الْاِسْلَامِ بَيْنَنَا اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ وَكَيْفَ يَنْصُرُ اللهُ تَعَالَى اُمَّةً؟ وَكَيْفَ يَكْشِفُ عَنْهَا الْهَمَّ وَالْغَمَّ وَبَعْضُهَا يَكْرَهُ بَعْضاً؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ فِي كُلِّ مُشَارَكَةٍ نَتَكَلَّمُ وَنَقُولُ ذَلِك؟ وَلَكِنْ لَاحَيَاةَ لِمَنْ نُنَادِي؟ وَلَانَرَى فِي الْاَسْوَاقِ اِلَّا جَشَعاً؟ وَاِلَّا صَخَباً؟ وَاِلَّا اعْتِدَاءً عَلَى حُرْمَةِ الطُّرُقَاتِ؟ وَاِلَّا وَاِلَّا وَاِلَّا؟ يَاجَمَاعَة؟ وَاللهِ اِنَّ اَمْرَ الْمُسْلِمِينَ لَعَجِيبٌ حَقّاً؟ وَلَقَدْ رَوَى لِي بَعْضُهُمْ؟ اَنَّهُ ذَهَبَ اِلَى لَنْدَنْ؟ وَاَنَّهُ يَسْتَطِيعُ اَنْ يَمْشِيَ بِجَوْرَبَيْهِ فِي الشَّوَارِعِ مِنْ شِدَّةِ نَظَافَتِهَا؟ فَاَيْنَ عَقِيدَةُ الْاِيمَانِ عِنْدَنَا الَّتِي تَجْعَلُ نَظَافَةً فِي عَقِيدَتِنَا؟ وَفِي تَفْكِيرِنَا؟ وَفِي سُلُوكِنَا وَاَخْلَاقِنَا؟ وَاِلَى مَتَى سَيَبْقَى هَذَا حَالُنَا كَمَا قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[يَدْعُو خِيَارُنَا فَلَا يَسْتَجِيبُ اللهُ لَهُمْ(لِمَاذَا؟ لِعَدَمِ وُجُودِ اسْتِجَابَةٍ مِنَ النَّاسِ لِمَنْ يَاْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَر؟ اَوْ تَكُونُ اسْتِجَابَةُ النَّاسِ ضَعِيفَة؟ مِمَّا يَجْعَلُ الْعُلَمَاءَ يَكَلُّونَ وَيَمَلُّونَ مِنَ الدَّعْوَةِ اِلَى الله؟ فَتَنْزِلُ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الْجَمِيع؟لَكِنْ يَارَبّ سَنَبْقَى نَدْعُو وَنَدْعُو؟ وَلَنْ نُصَابَ بِالْمَلَلِ وَالْيَاْسِ مِنْ رَحْمَتِكَ بِسَبَبِ الدُّعَاءِ يَارَبَّ الْعَالَمِين؟ فَاجْعَلْنَا مِنَ الْمُتَّقِينَ لِيَصْدُقَ فِينَا قَوْلُكَ{اِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِين( صَدَقَ اللهُ الْعَظِيم؟ اَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَاَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ؟ حَمْداً لِلهِ؟ وَصَلَاةً وَسَلَاماً عَلَى رَسُولِ اللهِ؟ وَعلَى اَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآلِهِ وَاَصْحَابِهِ وَمَنْ وَالَاهُمْ؟ اَللَّهُمَّ اَنْتَ رَبُّنَا لَااِلَهَ اِلَّا اَنْتَ سُبْحَانَكَ اِنَّا كُنَّا مِنَ الظَّالِمِين؟ يَارَبّ نَدْعُوكَ كَمَا دَعَاكَ آدَمُ وَحَوَّاءُ مِنْ قَبْل{رَبَّنَا ظَلَمْنَا اَنْفُسَنَا وَاِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِين(فَارْحَمْنَا يَارَبّ؟ وَاغْفِرْ لَنَا يَارَبّ؟ تَجَاوَزْ عَنَّا يَارَبّ؟عَامِلْنَا بِمَا اَنْتَ اَهْلُهُ وَلَيْسَ بِمَا نَحْنُ اَهْلُهُ يَااَلله؟ وَاللهِ لَقَدْ ضَلَّ مِنَّا الْكَثِير؟ وَانْحَرَفَ الْكَثِير؟ وَضَلّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيل؟ فَيَارَبّ لَيْسَ مِنْ اَجْلِنَا؟ وَلَكِنْ مِنْ اَجْلِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ الصَّادِقِين؟ مِنْ اَجْلِ الْاَفْئِدَةِ الْمُؤْمِنَة وَالْجُلُودِ الْمُؤْمِنَةِ الْمُقْشَعِرَّةِ مِنْ كِتَابِكَ الْمُتَشَابِهِ الْمَثَانِي؟ مِنْ اَجْلِ الْقُلُوبِ الْوَجِلَةِ الَّتِي تَخَافُكَ وَتَخْشَعُ ثُمَّ تَلِينُ مَعَ الْجُلُودِ اِلَى ذِكْرِك؟ مِنْ اَجْلِ النُّفُوسِ الْمُطْمَئِنَّةِ بِذِكْرِك؟ لَاتُرَوِّعْهَا وَلَاتُخِفْهَا يَارَبُّ بِمَا يَفْعَلُهُ الظَّالِمُونَ مِنْ اَعْمَالٍ وَحْشِيَّةٍ يَنْدَى لَهَا جَبِينُ الْاِنْسَانِيَّة؟ وَلَاتُؤَاخِذْنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا؟ مِنْ اَجْلِ الضُّعَفَاء؟ مِنْ اَجْلِ الْمَسَاكِين؟ مِنْ اَجْلِ الْاَيْتَام؟ مِنْ اَجْلِ الثَّكَالَى الَّذِينَ نَكَبْنَاهُمْ بِمَعَاصِينَا وَتَجَرَّاْنَا عَلَى حُدُودِكَ يَارَبّ؟ مِنْ اَجْلِ الْاَرَامِل؟ مِنْ اَجْلِ التَّائِهِين؟ مِنْ اَجْلِ الضَّائِعِين؟ مِنْ اَجْلِ الْمَسْجُونِين؟مِنْ اَجْلِ الْمَظْلُومِين؟مِنْ اَجْلِ كُلِّ هَؤُلَاءِ اكْشِفْ عَنَّا الْبَلَاءَ يَااَلله؟ يَارَبّ يَاسَمِيعُ يَامُجِيب؟ يَاقَاضِيَ الْحَاجَات؟ يَامُجِيبَ الدَّعَوَات؟ يَارَبَّ الْكَائِنَات؟اُنْصُرْ سُورِيَّةَ عَلَى اَعْدَائِهَا؟ اَللَّهُمَّ دَمِّرْهُمْ؟اَللَّهُمَّ اقْضِ عَلَيْهِمْ؟ اَللَّهُمَّ لَاتُبْقِ مِنْهُمْ اَحَدَا؟وَلَاتَذَرْ مِنْهُمْ فَرْدَاً؟ يَاقَوِيُّ يَامَتِينُ يَااَللهُ اَهْلِكْهُمْ يَارَبّ؟ اَللَّهُمَّ اَغْرِقْ بَوَارِجَهُمْ؟ وَاَسْقِطْ طَائِرَاتِهِمْ؟ وَاجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي نُحُورِهِمْ يَارَبّ؟ اَللَّهُمَّ لَاتَرْفَعْ لِصَلِيبِهِمْ رَايَة؟ وَلَالِوَثَنِيَّتِهِمْ؟ وَلَا لِاِفْكِهِمْ وَلَا لِكَذِبِهِمْ؟ وَلَا لِاُورْثُوذُكْسِيَّتِهِمْ؟ وَلَا لِكَاثُولِيَّتِهِمْ؟ وَلَا لِبْرُوتِسْتَانْتِيَّهِمْ وَلَا لِاَرْمَنِيَّتِهِمْ وَلَا لِاِنْجِيلِيَّتِهِمْ وَلَا لِمَارُونِيَّتِهِمْ وَلَا لِبُولُسَ الْيَهُودِيِّ اللَّعِين؟ وَلَا لِكَذِبِهِمْ فِي مَجْمَعِ نِيقِيَتِهِمْ رَايَةً يَارَبَّ الْعَالَمِين؟ يَااَكْرَمَ الْاَكْرَمِين؟ يَاغَيَاثَ الْمُسْتَغِيثِين؟ يَااَمَلَ الْمُتَاَمِّلِين؟ يَارَجَاءَ الرَّاجِينَ وَالتَّائِهِينَ يَااَلله؟ يَارَحْمَنُ يَارَحِيم؟ عِبَادَ الله{اِنَّ اللهَ يَاْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْاِحْسَانِ وَاِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى؟ وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون(اُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيم؟ لَوْ اَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ الَّتِي يَقُولُهَا الْخُطَبَاءُ فِي نِهَايَةِ كُلِّ خُطْبَةِ جُمُعَة؟ وَنَقُولُهَا نَحْنُ فِي نِهَايَةِ كُلِّ مُشَارَكَة؟ لَوْ اَنَّنا نُطَبِّقُهَا تَطْبِيقاً عَمَلِيّاً؟ لِصِرْنَا مِنْ اَرْقَى مُجْتَمَعَاتِ الْعَالَمِ الْاِنْسَانِي؟ لِاَنَّ غَيْرَ الْمُسْلِمِ اَيْضاً يَشْعُرُ بِالْاَمْنِ وَالطَّمَاْنِينَةِ فِي الْمُجْتَمَعِ الْاِسْلَامِي؟ وَلَيْسَ الْمُسْلِمُ فَقَطْ؟ لِاَنَّ الْكُلَّ فِي الْمُجْتَمَعِ الْاِسْلَامِي يَشْعُرُ بِاَنَّهُ مُحْتَرَم؟ وَاَنَّ حُقُوقَهُ مَحْفُوظَة؟ وَاَنَّهُ لَايَجُوزُ اَنْ يُضَيَّعَ حَتَّى وَلَوْ كَانَ يَهُودِيّاً عَجُوزاً يَتَكَفَّفُ النَّاسَ وَيَسْاَلُهُمُ اَنْ يَتَصَدَّقُوا عَلَيْهِ كَمَا فَعَلَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مَعَ ذَلِكَ الْيَهُودِي حِينَمَا خَصَّصَ لَهُ رَاتِباً شَهْرِيّاً يَكْفِيهِ مَدَى الْحَيَاة مِنْ بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى مَاتَ عَلَى يَهُودِيَّتِهِ رَاضِيَاً يَدْعُو اللهَ بِالْخَيْرِ لِلْاِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِين؟ وَهَذِهِ هِيَ الْحَقِيقَةُ الَّتِي لَانَسْتَطِيعُ اَنْ نَهْرُبَ مِنْهَا مَهْمَا تَجَرَّاْنَا بِاَلْسِنَتِنَا وَاَقْلَامِنَا عَلَى غَيْرِ الْمُسْلِمِينَ؟ وَهِيَ اَنَّ غَيْرَ الْمُسْلِمِ كَرَامَتُهُ مَحْفُوظَة فِي مُجْتَمَعِ الْاِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِين بِدَلِيلِ اَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَ يَاْبَى اَنْ يُذِلَّ اَحَدٌ مِنَ الْيَهُودِ اَنْفُسَهُمْ اَوْ يُذِلَّهُمْ اَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَلَوْ بِالصَّدَقَةِ الْحَلَالِ الَّتِي يَحْتَاجُونَ اِلَيْهَا فَكَانَ يُخَصِّصُ لَهُمْ اَمْوَالاً شَهْرِيَّةً مِنْ بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَحْفَظَ عَلَيْهِمْ عِزَّةَ اَنْفُسِهِمْ مِنْ ذُلِّ السُّؤَالِ وَالْمَسْاَلَةِ وَالصَّدَقَةِ الَّتِي يَطْلُبُونَهَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ اَوْ مِنَ الْيَهُودِ اَمْثَالِهِمْ؟ وَاَمَّا فِي اَيَّامِنَا فَاِنَّ النَّاسَ اَصْبَحُوا حَرِيصِينَ كُلَّ الْحِرْصِ عَلَى اِذْلَالِ الْمُسْلِمِينَ وَاسْتِعْبَادِهِمْ قَبْلَ غَيْرِهِمْ بِمَا لَايَعْلَمُهُ اِلَّا اللهُ مِنْ اَسَالِيبِ الْاِذْلَالِ وَالْقَهْرِ وَالْاِهَانَةِ وَالتَّحْقِيرِ مِنْ اَجْلِ رَاحَةِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى فِي جَمِيعِ اَنْحَاءِ الْعَالَمِ وَشَمَاتَتِهِمْ بِنَا؟ بَلْ اِنَّ خَنَازِيرَ الصُّلْبَانِ الْخَوَنَةِ يَسْتَجْدُونَ الْاِرْهَابَ وَالْاِرْهَابِيِّينَ مِنْ جَمِيعِ اَنْحَاءِ الْعَالَمِ مِنْ اَجْلِ التَّنْكِيلِ بِالْمُسْلِمِينَ بِسِلَاحَيْنِ مُسَلَّطَيْنِ عَلَى رِقَابِ الْمُسْلِمِين؟ وَاحِدٌ مِنْهُمَا بِجَرَائِمِ هَؤُلَاءِ الْاِرْهَابِيِّينَ وَسَيَّارَاتِهِمُ الْمُفَخَّخَة؟ وَالثَّانِي بِمَا يُسَمَّى مُكَافَحَةَ الْاِرْهَاب؟ فَهَلْ سَمِعْتُمْ اَيَّهُا الْاِخْوَةُ يَوْماً مِنَ الْاَيَّامِ عَنْ حَيٍّ مِنْ اَحْيَاءِ الْيَهُودِ اَوِ النَّصَارَى الشَّرْقِيِّينَ اَوِ الْغَرْبِيِّين دَخَلَتْ اِلَيْهِ سَيَّارَةٌ مُفَخَّخَة؟ وَاُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيم اَنَّهُمْ لَمْ يُكَافِحُوا يَوْماً مِنَ الْاَيَّامِ اَحَداً مِنْ هَؤُلَاءِ الْاِرْهَابِيِّينَ الْعُمَلَاءِ الْخَوَنَةِ الْمُرْتَزَقَةِ لَهُمْ وَلِمَصْلَحَتِهِمْ وَلِتَنْفِيذِ اَجِنْدَاتِهِمْ(اِلَّا مَا نَدَر؟ لِمَاذَا اِلَّا مَا نَدَر؟ مِنْ اَجْلِ اَلَّا يَنْكَشِفَ تَوَاطُؤُ الصلبان الخونة مَعَ اِرْهَابِ عُمَلَائِهِمْ مِنْ دَاعِشَ وَاِجْرَامِهِمْ اَمَامَ الرَّاْيِ الْعَامِّ الْعَالَمِي؟ هَذَا مِنْ نَاحِيَة؟ وَمِنْ نَاحِيَةٍ اُخْرَى فَاِنَّ اُوبَامَا اَرْسَلَ بَعْضَ الطَّائِرَاتِ الْحَرْبِيَّةِ لِلْمَالِكِي مِنْ اَجْلِ اَنْ تَنْطَلِيَ هَذِهِ الْخِدْعَةُ عَلَى الْعَالَمِ كُلّهِ بِقَتْلِ بَعْضِ الْاِرْهَابِيِّينَ مِنْ دَاعِش بِهَذِهِ الطَّائِرَات؟ وَلَكِنَّهُ فِي الْحَقِيقَةِ يُرِيدُ اَنْ يَؤُزَّهُمْ اَزّاً مِنْ اَجْلِ الذَّهَابِ لِلْقِتَالِ فِي سُورِيّا؟ وَلَكِنَّهُمْ جُبَنَاء يَخَافُونَ مِنَ الْمُوَاجَهَةِ مَعَ الْجَيْشِ الْحُرّ وَيَخَافُونَ عَلَى رُؤُوسِهِمْ اَنْ تُقْطَع؟ فَاِذَا فَشِلَ اُوبَامَا وَالْمَالِكِي فِي قَصْفِهِمْ بِالطَّائِرَاتِ مِنْ اَجْلِ تَحْرِيضِهِمْ عَلَى الذَّهَابِ لِلْقِتَالِ فِي سُورِيّا؟ فَلَا خَيَارَ اَمَامَهُ اِلَّا اَنْ يُرْسِلَ طَائِرَاتِهِ الْحَرْبِيَّةَ لِقَصْفِ مَوَاقِع ِالْجَيْشِ الْحُرّ؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الصُّلْبَانَ الْخَنَازِيرَ مُنْذُ الْآن يَخَافُونَ عَلَى طَائِرَاتِهِمْ مِنَ الْمُضَادَّاتِ الْاَرْضِيَّةِ الَّتِي يَمْنَعُونَهَا عَنِ الْجَيْشِ الْحُرّ) وَاِنَّمَا كَانَ هَمُّهُمُ الْوَحِيدُ مُكَافَحَةَ الْاَبْرِيَاءِ مِنَ الْمُسْلِمِين لِمَاذَا؟ مِنْ اَجْلِ الْقَضَاءِ عَلَى دِينِ الْاِسْلَام؟ وَلَايَكُونُ ذَلِكَ اِلَّا بِالْقَضَاءِ عَلَى مَنْ يَعْتَنِقُه؟وَلَابُدَّ لَكَ اَخِي اَنْ تَفْهَمَ جَيِّداً حَقِيقَةَ مُكَافَحَةِ الْاِرْهَابِ عِنْدَ هَؤُلَاءِ الْخَوَنَةِ الصُّلْبَانِ وَعُمَلَائِهِمْ؟ هَلْ هِيَ مُكَافَحَةُ الْجَرَادِ الَّذِي يَاْكُلُ الْمَزْرُوعَاتِ فِي اَرْضِ الْمُسْلِمِين؟ اَمْ هِيَ اِطْلَاقُ الْعَنَانِ لِهَذَا الْجَرَادِ الدَّاعِشِيِّ الْخَبِيثِ حَتَّى يُحْرِقَ الْاَخْضَرَ وَالْيَابِسَ فِي اَرْضِ الْمُسْلِمِين؟اَرْجُو مِنْ اُوبَامَا اللَّعِينِ الْوَغْدِ الْحَقِير وَالْقِرْدِ الْخِنْزِيرِ نَتَانْيَاهُو وَحَاخَامَاتِ اِيرَان وَحُكَّامِ الْعَرَبِ الْكِرَامِ الْمُحْتَرَمِين؟ اَنْ يُعْطُونِي مَفْهُوماً حَقِيقِيّاً صَحِيحاً عَنْ مُكَافَحَةِ الْاِرْهَاب؟ فَاَنَا بِصَرَاحَة امْرَاَةٌ حَمْقَاءُ غَبِيَّة لَااَفْهَمُ شَيْئاً مِمَّا يَجْرِي عَلَى السَّاحَةِ الَّتِي اَرْجُو اَلَّا تَكُونُوا فِيهَا مُتَوَاطِئِينَ عَلَى حَرْبِ الْاِسْلَامِ وَاَهْلِهِ؟؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَمِنْ هُنَا فَاِنَّنَا نَحْتَجُّ بِمَا فَعَلَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَدَلِيلٍ شَرْعِيٍّ عَلَى جَوَازِ الْحُصُولِ عَلَى رَاتِبٍ تَقَاعُدِيٍّ لِلْمُوَظَّفِ الَّذِي اَفْنَى عُمُرَهُ فِي الْعَمَلِ يَكْفِيهِ مَدَى الْحَيَاةِ وَيَحْفَظُ عَلَيْهِ كَرَامَتَهُ وَعِزَّةَ نَفْسِهِ حَتَّى لَايَقَعَ فِي ذُلِّ الْمَسْاَلَةِ فِي آخِرِ اَيَّامِ حَيَاتِهِ؟ عِبَادَ الله{فَهَلْ عَسَيْتُمْ اِنْ تَوَلَّيْتُمْ اَنْ تُفْسِدُوا فِي الْاَرْضِ وَتُقَطّعُوا اَرْحَامَكُمْ؟ اُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَاَصَمَّهُمْ وَاَعْمَى اَبْصَارَهُمْ)وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته من اختكم في الله غصون وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
جزاك الله خيرا ومجهود تشكرين عليه