تخطى إلى المحتوى

سيدتنا أم أيمن المبشرة بالجنة مرتين

بسم الله الرحمان الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بشر رسول الله، عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، بعض أصحابه بالفوز العظيم حين قال: "لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة"(1).

وممن بايع تحت الشجرة صحابية : "بركة بنت ثعلبة"، الملقبة ب"أم أيمن".
إسمها الكامل ونسبها هما: "بركة بنت ثعلبة بن عمرو بن حصى بن مالك بن سلمة بن عمر بن النعمان الحبشية"(2).

كانت مولاة لعبد الله بن عبدالمطلب، والد الرسول صلى الله عليه وسلم. ولما توفي عبدالله ووضعت آمنة مولودها، أخدته أم أيمن، وظلت محتضنة

له حتى بلغ أشده، وبذلت وسعها في تربيته والعناية به، حتى غدا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لها: "أم أيمن أمي بعد أمي"(3). وكان عليه الصلاة والسلام يناديها ويقول: "يا أمه".

لما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، أعتق أم أيمن بَرا بها، ووفاء لها، واعترافا بمعروفها، وتقديرا لإخلاصها في تربيته. كيف لا يفعل ذلك وهو الذي نزل عليه قوله تعالى: (وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا).

وليس الرحمة لمن ولد فقط بل كذلك لمن ربى وكبر.

وقد روى مسلم عن أنس رضي الله عنه قال: "انطلق رسول الله عليه السلام إلى أم أيمن، فانطلقت معه، فناولته إناء فيه شراب، قال : فلا أدري أصادفته صائما أم لم يرده، فجعلت تصخب عليه (تصيح عليه) وتدمرت منه (تتكره رفضه لشرابها)".

أم أيمن وما أدراكن من أم أيمن. هاجرت من مكة إلى المدينة مسافة أكثر من 500 كيلومتر وحدها،

في حر الجزيرة العربية على قدميها(4). هاجرت صحابيتنا الجليلة، في ذلك اليوم صائمة، ولم يكن لديها

زاد ولا شراب، فاشتد عليها العطش، وأجهدها من فرط حرارة الصحراء، حتى إذا غابت الشمس وأزفت

ساعة الإفطار، لم تغفل عنها عين الذي في السماء، فأدلى لها دلوا دون صواحبها المهاجرات معها. وظلت تشرب منه حتى ارتوت(5).

فأمنا بركة امرأة مجاهدة، صابرة محتسبة. كانت حاضرة دائما مع رسول الله وأصحابه في الغزوات.

حاضرة بالدعاء لهم رغم عسرة لسانها. فقد دعت للمجاهدين يوم حنين فقالت: "سبت الله أقدامكم".

فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اسكتي ياأم أيمن فإنك عسراء اللسان"(6).

ودخلت ذات يوم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مُسلمة فقالت: " سلام لا عليكم" فرخص لها رسول الله عليه الصلاة والسلام أن تقول: "السلام"(7).

فالسلام عليك يا رسول الله أن جعلت عند كل عسر يسرا.
ويحكى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم داعب أم أيمن حين سألته أن يعطيها بعيرا تركبه، فقال عليه

السلام: " أحملك على ولد ناقة ". فقالت: "يا رسول الله: إنه لا يطيقني ولا أريده"، فقال عليه الصلاة والسلام: " لا أحملك إلا على ولد الناقة"(8).

هذه دعابة من دعابات رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أمه، غير أنها دعابة لا تتجاوز الحق، فالإبل

كلها ولد النوق. وأمهاتنا نحن ينتظرن منا المداعبة والفسحة شريطة ألا تتجاوز حدود الحق.

تزوجت رضى الله عنها وأرضها بالصحابي الجليل "عبيد بن الحارث الخزرجي" بعد عتقها فولدت له

أيمن وبعد استشهاده وتبشير رسول الله لها بالجنة خطبها زيد بن حارثة وعقد عليها وتزوجها وأنجبت له أسامة بن زيد رضي الله عنه.

فكانت بشارة الرسول لأم أيمن بشارة ثانية بالجنة بعدما بشرت بها في بيعة الرضوان. بشرت بالجنة في الآخرة وبشر من يتزوجها بالسعادة دنيا وآخرة.

توفيت سيدتنا أم أيمن على عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه فصلى عليها وواراها في البقيع وكان ذلك بعد مقتل سيدنا عمر بن الخطاب بعشرين يوما.

حزنت حزنا شديدا على رسول الله وكذا على سيدنا عمر فتتبعتهم بإحسان.

نعمت يا سيدتنا يا أم أيمن بالرفيق الأعلى، فقد كنت نعم الوالدة والحاضنة ونعم المجاهدة الصابرة ونعم

المحبة الصادقة. حبك لنبيك وللإسلام رفعك مكانة التعظيم والتبشير بالجنة بل رعاك وحفظك ورواك من فوق السماوات حتى ارتويت. حفظت حدود الله فحفظك. فالسلام عليك يا أم أيمن.

اعمـل لـدار غـــداً رِضــــوانُ خازنــــها
الـجار أحمـد و الرحمن بانيــــــها
قصورهــا ذهــــبٌ و المســـك طنينتــها
و الـزعفرانُ حشيـشٌ نابـتٌ فيــها
أنــهارها لبنٌ محض و مـــــن عســـــــل
والخمرُ يجري رحيقاً في مآقيــها
و الطير تجري على الأغصان عاكفــةً
تُسبِّحُ اللـــــــه جهـراً في مغانيــها
فيالـها من كــراماتٍ إذا حصلـــت
ويا لاها مـن نفوسٍ سـوف تجنيـها

اعمـل لـدار غـــداً رِضــــوانُ خازنــــها
الـجار أحمـد و الرحمن بانيــــــها
قصورهــا ذهــــبٌ و المســـك طنينتــها
و الـزعفرانُ حشيـشٌ نابـتٌ فيــها
أنــهارها لبنٌ محض و مـــــن عســـــــل
والخمرُ يجري رحيقاً في مآقيــها
و الطير تجري على الأغصان عاكفــةً
تُسبِّحُ اللـــــــه جهـراً في مغانيــها
فيالـها من كــراماتٍ إذا حصلـــت
ويا لاها مـن نفوسٍ سـوف تجنيـها

يزاج الله الف خير وفي ميزان حسناتج

اللهم صلى على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم ماشاء الله تسلمين الغاليه على الموضوع الرائع

مشكوره

اللهم أغفر لوالدي ووالدتي ومن له حق علي وللمؤمنين
والمؤمنات
والمسـلمين والمسلمات الاحيـاء منهم والأموات انك غفـور
رحيـــــم ،،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.