السلام عليكم ورحمة الله
هذه فتوى من موقع الإرشاد للفتاوى الشرعية لفضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم
************************************************** *****************
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة ..
يا شيخ صديقاتي بالمدرسة يغتابون ويسبون املعلمة هذي قالت والطالبة شوفي شكلها
ومن هالكلام .
واذا نصحتهم انا او غيري مايسمعون ويطنشون الموضوع .
ويقولون فيه حديث مدري عن صحته ولا ادري صيغتة بالضبط بس بمعناه اني الملك
اللي على اليمين والشمال مايكتب السيئة الا بعد ساعة او وقت واذا اغتبت او حشيت
واستغفرت مايصير علي ذنب ) .
ياشيخ خوفتهم من الله وقلت لهم ترى الغيبة ماتغفر ذنوبه بس مااحد مهتم .
وصرت قبل مانطلع من المدرسة اذكرهم بكفارة المجلس احس مايتفاعل معي الا بنتين
بس ..
ياشيخ ابي حل ..
***********************************
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأعانك الله .
ما يكون مِن تأخير كتابة السيئات إنما هو فيما يكون بين العبد وبين ربِّـه تعالى ؛ لأن حقوق الله تعالى مَبْنيّة على الْمُسامَحَة .
وأما حقوق العباد فإنها مَبْنيّة على الْمُشاحّة والْمُقاصَّة ، لقوله عليه الصلاة والسلام : لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقَ إِلَى أَهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُقَادَ لِلشَّاةِ الْجَلْحَاءِ مِنَ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ . رواه مسلم .
ولقوله عليه الصلاة والسلام : مَن كانت له مَظْلَمَة لأحَد مِن عِرْضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم ، إن كان له عمل صالح أخذ منه بِقَدْرِ مظلمته ، وإن لم تكن له حسنات أُخِذ مِن سيئات صاحبه فَحُمِلَ عليه . رواه البخاري .
وفي حديث الْمُفْلِس : أتدرون ما المفلس ؟ قالوا : المفلس فينا مَن لا درهم له ولا متاع . فقال : إن المفلس مِن أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ، ويأتي قد شَتم هذا ، وقَذف هذا ، وأكل مَال هذا ، وسَفك دم هذا ، وضَرب هذا ؛ فيُعطى هذا من حسناته ، وهذا من حسناته ، فإن فنيَتْ حسناته قبل أن يقضى ما عليه أُخذ من خطاياهم ، فطرحت عليه ، ثم طرح في النار . رواه مسلم .
وفي الحديث : " الدواوين عند الله عز وجل ثلاثة : ديوان لا يَعْبأ الله به شيئا ، وديوان لا يَترك الله منه شيئا ، وديوان لا يَغفره الله ؛ فأما الديوان الذي لا يَغْفِره الله فالشرك بالله ، قال الله عز وجل : (إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ) ، وأما الديوان الذي لا يَعبأ الله به شيئا فَظُلْم العبد نفسه فيما بينه وبين ربه ، فإن الله عز وجل يَغفر ذلك ويتجاوز إن شاء ، وأما الديوان الذي لا يترك الله منه شيئا فَظُلْم العباد بعضهم بعضا ، القصاص لا مَحَالة " رواه الإمام أحمد ، وصححه بعض أهل العلم . ومَعناه صحيح .
والمسألة يوم القيامة ليس فيها إلاّ الحسنات والسيئات ، وكُلٌّ يَفْرَح أن يَجِد له حقًّا على أحد ليأخذ مِن حسَناته .
ورَحِم الله سلف هذه الأمة ما أشدّ تورّعهم عن الذنوب ، وإن كانت صِغارا ، بل قد لا تُعدّ ذُنوبا في عيون غيرهم .
روى البيهقي في كتاب " شُعَب الإيمان " من طريق عَلِيُّ بْنُ عَثَّامٍ قَالَ : قَالَ : كَهْمَس الْهِلالِيُّ : بَكَيْتُ عَلَى ذَنْبٍ عِشْرِينَ سَنَةً . قَالُوا : وَمَا هُوَ ؟ قَالَ : غَدَّيْتُ رَجُلا فَأَخَذْتُ مِنْ جِدَارِ جَارٍ لِي قِطْعَةَ لَبِنَةٍ لِيَغْسِلَ يَدَهُ !
وَقَالَ عَطَاءٌ السَّلِيمِيُّ : بَكَيْتُ عَلَى ذَنْبٍ أَرْبَعِينَ سَنَةً ؛ صِدْتُ حَمَامَةً ، وَإِنِّي أَحْمَدُ اللهَ إِلَيْكُمْ تَصَدَّقْتُ بِثَمَنِهَا عَلَى الْمَسَاكِينِ . قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ : وَكَأَنَّهُ ارْتَابَ بِهَا : هَلْ هِيَ مَمْلُوكَةٌ أَوْ غَيْرُ مَمْلُوكَةٍ ؟
وعلينا أن نُحاسِب أنفسنا ، وأن لا نَسْتَهِين بالذنوب ، فإن الذنوب – وإن كانت صِغارا – تَجْتَمع على العبد حتى تُهلِكه .
قال عليه الصلاة والسلام : إياكم ومُحَقَّرات الذنوب ، فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يُهْلِكْنه . قال ابن مسعود رضي الله عنه : وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضَرَب لهن مثلا كَمَثل قوم نَزَلُوا أرض فلاة ، فَحَضَر صنيع القوم فَجَعل الرجل ينطلق فيجيء بِالْعُود ، والرجل يجئ بِالْعُود حتى جَمَعوا سوادا ؛ فأجَّجوا نارا وأنضَجَوا ما قَذَفوا فيها . رواه الإمام أحمد .
وقال أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : إِنَّكُمْ لَتَعْمَلُونَ أَعْمَالا هِيَ أَدَقُّ فِي أَعْيُنِكُمْ مِنْ الشَّعَرِ ، إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّهَا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْمُوبِقَاتِ . رواه البخاري .
قال بلال بن سعد : لا تنظر إلى صِغر المعصية ولكن انظر مَن عَصَيت .
هذا إذا كانت المعصية صغيرة . فكيف بها إذا كان تمِن كبائر الذنوب ؟
فإن الغيبة مِن كبائر الذنوب .
قال تعالى : (وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ)
قال ابن كثير : أي: كما تَكْرَهون هذا طَبْعًا ، فاكْرَهُوا ذاك شرعا ؛ فإن عقوبته أشدّ مِن هذا ، وهذا مِن التنفير عنها ، والتحذير منها . اهـ .
وقد عرّف النبي صلى الله عليه وسلم الغِيبة بِقَولِه : أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ ؟ قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَم . قَالَ : ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ . قِيلَ : أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ ؟ قَالَ : إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ . رواه مسلم .
وفي حديث عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قُلْتُ لِلنَّبِي صلى الله عليه وسلم : حَسْبُكَ مِنْ صَفِيَّةَ كَذَا وَكَذَا . فَقَالَ : لَقَدْ قُلْتِ كَلِمَةً لَوْ مُزِجَتْ بِمَاءِ الْبَحْرِ لَمَزَجَتْهُ . قَالَتْ : وَحَكَيْتُ لَهُ إِنْسَانًا ، فَقَالَ : مَا أُحِبُّ أَنِّى حَكَيْتُ إِنْسَانًا وَأَنَّ لِي كَذَا وَكَذَا . رواه أبو داود بِتمامه ، وروى آخره أحمد ، وصححه الألباني والأرنؤوط .
ورَحِم الله ابن المبارك حيث قال : لو كنت مُغتابًا لاغْتَبْتُ أمي ! فإنها أحقّ بحسناتي !
ولَمّا قيل للحَسَن : اغتابك فلان ، بَعَث إليه بِطَبقٍ فيه رُطَب ، وقال : أْهْدَيْتَ إليّ بعض حسناتك ، فأحببت مكافأتك !
والسلامة لا يعدلها شيء .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ . رواه البخاري ومسلم .
قال ابن حجر : وَفِي التَّعْبِير بِاللِّسَانِ دُون الْقَوْل نُكْتَة ، فَيَدْخُل فِيهِ مَنْ أَخْرَجَ لِسَانه عَلَى سَبِيل الاسْتِهْزَاء . اهـ .
والإنسان يَملِك الكلمة ما لَم تَخرُج مِن فَمِه ، فإذا خَرَجَتْ مَلَكتْه .
قال الإمام الشافعي : إذا تكلمت فيما لا يَعنيك مَلَكَتْك الكَلِمَة ، ولَم تَمْلِكها
هااي مشكلة الحريم القيل والقال
الله يهديناا ويهديهم
مشكوورة اختي
ويا حبذا البحث عن حكم وضع صور ذوات الأرواح في الصور الرمزية والتواقيع ونشرها عموما
استغفر الله العظيم الذى لا اله الا هو الحى القيوم واتوب اليه