يتمنى كل مسلم أن يكون له نصيب من قيام الليل الذي هو دأب الأنبياء والصالحين وصفوة الأمة ،
قيل للحسن البصري رحمه الله :
ما بال المتهجدين بالليل من أحسن الناس وجوها ؟ فقال لأنهم خلو بالرحمن فألبسهم من نوره
كان العبد الصالح عبد العزيز بن أبي روّاد رحمه الله يُفرش له فراشه لينام عليه بالليل ، فكان يضع يده على الفراش فيتحسسه ثم يقول : ما ألينك !! ولكن فراش الجنة ألين منك!! ثم يقوم إلى صلاته .
قال الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى : إذا لم تقدر على قيام الليل وصيام النهار فاعلم أنك محروم مكبل ، كبلتك خطيئتك
قال أبو جعفر البقال : دخلت على أحمد بن يحيى رحمه الله ، فرأيته يبكي بكاء كثيرا ما يكاد يتمالك نفسه !! فقلت له : أخبرني ما حالك؟!! فأراد أن يكتمني فلم أدعه ، فقال لي : فاتني حزبي البارحة !! ولا أحسب ذلك إلا لأمر أحدثته ، فعوقبت بمنع حزبي !!ثم أخذ يبكي !! فأشفقت عليه وأحببت أن أسهل عليه ، فقلت له : ما أعجب أمرك !! لم ترض عن الله تعالى في نومة نومك إياها ، حتى جلست تبكي !! فقال لي : دع عنك هذا يا أبا جعفر !! فما احسب ذلك إلا من أمر أحدثته !! ثم غلب عليه البكاء !! فلما رأيته لا يقبل مني انصرفت وتركته .
وفي هذه الكلمــــــات أهدي لكم هذه الطريقة المعينة على أداء هذه العبادة العظيمة .
قيام الليل يطلق على صلاة النافلة من بعد صلاة العشاء وحتى طلوع الفجر.
بعد أداء صلاة العشاء وبعد أداء السنة الراتبة لا تنصرف! بل أكمل الصلاة وصل ركعتين .. ركعتين وليس بالضرورة أن يطيلها المصلي بل يقرأ في كل ركعة ما يتيسر له والملاحظ أنها لا تأخذ من الإنسان وقتاً طويلاً .
صل أربع تسليمات يعني ثمان ركعات ثم انصرف ، وستجد أنها استغرقت من وقتك شيئاً يسيراً .
قبل النوم اختم يومك بثلاث ركعات هذه الركعات الثلاث تكون مسك الختام ليومك
ولعلها تكفر سيئات ذلك اليوم ، ويجوز أن تصل الركعتين ثم تسلم ثم تأتي بالركعة الأخيرة لوحدها وتسمى الوتر
هنا تكون صليت إحدى عشرة ركعة في قيام الليل
وهو العدد الذي كان يصليه حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم .
إن لم يقدر الإنسان على الإحدى عشرة ركعة ، فلا يترك نهائياً بل يصلي ما يستطيع ( ومالا يدرك كله لا يترك جله).
سهولة هذه الطريقة تكمن في أن أكثر الركعات يصلى بعد العشاء مباشرة وما يزال نشاط الإنسان باقياً وهذا شئ مشاهد لكل من جرب .
لا بأس أن يصليها الإنسان بعد العشاء مباشرة كلها ، لكن تأخير بعضها إلى قبل النوم أفضل من جهتين : أن فيه تخفيفاً على المصلي بحيث لا يصليها دفعة واحدة ولأن فيه ختاماً لليوم بالصلاة وهي خير ختام .
إن تمكن المصلي من تأخير الوتر إلى آخر الليل فهذا أولى وأفضل .
سيأتي الشيطان إليك مخذلاً ومقعداً فإياك والاستسلام والهزيمة! وإن غلبك اليوم فاغلبه غداً .. وهكــــــــذا إلى أن يتوفاك الله مجاهد لأشد أعدائه .
ختامـــــــاً :
أدعو كل مسلم ومسلمة إلى تطبيق هذه الوصفة ولو لمرة واحد ثم احكموا بعد ذلك ، وأرجو نشر هذه الفكرة بين الناس صغيرهم وكبيرهم
وخاصة من لهم حق علينا من أب وأم وإخوة ولتتأكد أن لك مثل أجورهم إن فعلوا ذلك فهنيئاً لك .
وأخيراً قوموا ولو بركعة
واختم بهذا الحديث قال صلى الله عليه وسلم { من قام بعشر آيات لم يُكتب من الغافلين ، ومن قام بمائة آية كُتب من القانتين ، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين } [رواه أبو داوود وصححه الألباني ] والمقنطرون هم الذين لهم قنطار من الأجر
جمعنا الله وإياكم ووالدينا ومن نحب والمسلمين في جنات النعيم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
لذة لا يستشعرها إلا من جربها..
يزاج الله كل الخير..
وكانالسلف يقولون قليل دايم خير من كثير متقطع