عادة ما يكون الشخص في مجلس ثم يجد نفسه مرغما على التثاؤب بعدما تثاءب شخص آخر يجلس بجانبه أو في نفس المجلس ، بل وتنتشر موجة التثاؤب أحيانا عند عدة أشخاص في المجلس الواحد خصوصا عندما يقل انتباههم، ففي هذه الحال يمكننا أن نتكلم عن عدوى التثاؤب بل والأولى أن نقول جواب أو محاكاة أو تقليد التثاؤب . وفي حين أن التثاؤب ظاهرة مشتركة بين مجموعة من الحيوانات ، فإن ظاهرة العدوى أو التقليد خاصة بالإنسان، وقد قام العلماء بالعديد من التجارب لمعرفة آلية هذا التقليد نذكر من بينها :
قام الطبيب النفسي روبير بوفان بتجربة عرض خلالها فيلما يتكرر خلاله التثاؤب ثلاثين مرة وشاهده متطوعون وقع معظمهم في مصيدة التثاؤب سواء بعد بضع ثوان أو بعد بضع دقائق ، لكنه عندما عوض أشخاص الفيلم برسوم متحركة لم يتثاءب هؤلاء المتطوعون.
وبرهنت تجارب ستيفان بلاطيك في 2024 على أن الشخص يكون أكثر تقليدا للتثاؤب كلما كان أقدر على التفاعل مع الآخرين ومعرفة عواطفهم وفك رموز أحاسيسهم .
توصلت ريتا هاري من خلال التجارب التي أجرتها في يونيو 2024 إلى أن الخلايا العصبية المرآة تنشط أثناء عملية تقليد التثاؤب ، ولاحظت أن أعصاب الأخدود الصدغي- التي تنتمي إلى الأعصاب المرآة – تنشط عند ملاحظة تثاؤب الآخرين ، في حين أنها لا تنشط عند ملاحظة تعابير الوجه الأخرى ، وخلصت هذه الباحثة إلى أنه يحتمل أن تكون هذه الأعصاب هي المسؤولة عن ظاهرة التقليد.
التثاؤب في السنة النبوية:
ذكر التثاؤب في بعض الأحاديث النبوية التي ذمته وعلمت المؤمن كيف يرده ويتعامل معه ، وأذكر من جملة هذه الأحاديث ما يلي :
جاء في صحيح البخاري قوله صلى الله عليه وسلم : "فإن أحدكم إذا قال ها ضحك الشيطان" ويقول بن حجرفي شرح هذا الحديث :" ومن هنا تظهر النكتة في كونه يضحك منه لأنه صيره ملعبة له بتشويه خلقه في تلك الحالة "، ولذلك جاء في حديث أبي هريرة في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" ثم التثاؤب من الشيطان فإذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع" ، وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (إن الله يحب العطاس، ويكره التثاؤب، فإذا عطس أحدكم وحمد الله تعالى كان حقٌّا على كل مسلم سمعه أن يقول له: يرحمك الله، وأما التثاؤب فإنما هو من الشيطان فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع، فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشيطان) ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث آخر" ثم إذا تثاوب أحدكم فليمسك بيده على فيه فإن الشيطان يدخل " وفي رواية أخرى " ثم إذا تثاوب أحدكم في الصلاة فليكظم ما استطاع فإن الشيطان يدخل ".
اتمنى اني افدتكم في هالموضوع ولا تنسون اتحطون ايدكم عالفم وقت التثاؤب