تخطى إلى المحتوى

"فضائل الكلمات الأربع "

  • بواسطة

كتاب أسمه "فضائل الكلمات الأربع " أعداد د/عبدا لرزاق بن عبد المحسن البدر.

الكتاب كله هنا اترككم معه…

أن الله عز وجل قد خص أربع كلمات بفضائل عظيمة وميزات جليلة، تدل على عظم شأنهن، ورفعة قدرهن، وعلو مكانتهن، وتميزهن على ماسواهن من الكلام، وهن:
"سبحان الله، والحمد لله، ولا اله إلا الله، والله أكبر"

ورد في فضلهن نصوص كثيرة تدل دلالة قوية على عظم شأن هؤلاء الكلمات ومايترتب على القيام بهن أجور عظيمة وأفضال كريمة وخيرات متوالية في الدنيا والآخرة..

1-فمن فضائل هؤلاء الكلمات : أنهن أحب الكلام إلى الله، فقد روى مسلم في صحيحة من حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أحب الكلام إلى الله تعالى أربع، لايضرك بأيهن بدأت: سبحان الله، والحمد لله، ولا اله إلا الله، والله أكبر)) صحيح مسلم.

ورواه أبو داود الطيالسي في مسنده بلفظ:
((أربع هن أطيب الكلام، وهن من القران، لايضرك بأيهن بدأت: سبحان الله، والحمدلله، ولا اله إلا الله، والله أكبر)).

2-ومن فضائلهن : أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنهن أحب إليه مما طلعت عليه الشمس أي: من الدنيا ومافيها لما روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: ((لأن أقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا اله إلا الله، والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس )) صحيح مسلم.

3-ومن فضائلهن : ماثبت في مسند الإمام أحمد وشعب الإيمان للبيهقي بإسناد جيد عن عاصم بن بهلة، عن أم صالح، عن أم هانئ بنت أبي طالب، قالت: مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إني قد كبرت وضعفت، أو كما قالت، فمرني بعمل أعمله وأنا جالسة. قال: ((سبحي الله مائة تسبيحة، فإنها تعدل لك مائة رقبة تعتقينها من ولد إسماعيل، وأحمدي الله مائة تحميدة، تعدل لك مائة فرس مسرجة ملجمة تحملين عليها في سبيل الله، وكبري الله مائة تكبيرة فإنها تعدل لك مائة بدنة مقلدة متقبلة، وهللي مائة تهليلة)) قال ابن خلف: "الراوي عن عاصم" احسبه قال: ((تملأ مابين السماء والأرض، ولا يرفع يومئذ لأحد عمل إلا أن يأتي بمثل ما أتيت به)) المسند شعب الإيمان.

وتأمل هذا الثواب العظيم المترتب على هولاء الكلمات:
*فمن سبح الله مائة, أي قال: سبحان الله مائة مرة فإنها تعدل عتق مائة رقبة من ولد إسماعيل، وخص بني إسماعيل بالذكر، لأنهم أشرف العرب نسبا.

*ومن حمد الله مائة مرة، أي من قال: الحمد لله مائة مرة كان له من الثواب مثل ثواب من تصدق بمائة فرس مسرجة ملجمة، أي عليها سراجها ولجامها لحمل المجاهدين في سبيل الله.

*ومن كبر الله مائة مرة، أي قال الله أكبر مائة مرة كان له من الثواب مثل ثواب إنفاق مائة بدنة مقلدة متقبلة.
*ومن هلل مائة، أي قال: لا اله إلا الله مائة مرة فإنها تملأ بين السماء والأرض، ولايرفع لأحد عمل إلا أن يأتي بمثل ما أتى به.

4- ومن فضائل هؤلاء الكلمات، أنها مكفرات للذنوب، فقد ثبت في المسند، وسنن الترمذي، ومستدرك الحاكم من حديث عبدا لله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما على الأرض من رجل يقول: لا اله إلا الله، والله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، إلا كفرت عنه ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر)) حسنه الترمذي..

والمراد بالذنوب المكفرة هنا أي الصغائر، لما ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: ((الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفرات مابينهن إذا اجتنب الكبائر)) صحيح مسلم.

فقيد التكفير باجتناب الكبائر، لأن الكبيرة لاتكفرها إلا التوبة..

وفي هذا المعنى مارواه الترمذي وغيره عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بشجرة يابسة الورق فضربها بعصاه فتناثر الورق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الحمد لله، وسبحان الله، ولا اله إلا الله، والله أكبر لتساقط من ذنوب العبد كما تساقط ورق هذه الشجرة )) سنن الترمذي..

5-ومن فضائل هؤلاء الكلمات: أنهن غرس الجنة، روى الترمذي عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لقيت إبراهيم ليلة أسري بي، فقال: يامحمد أقرئ أمتك مني السلام، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، وأنها قيعان، وأن غراسها سبحان الله، والحمد لله، ولا اله إلا الله، والله أكبر)) سنن الترمذي..
والقيعان جمع قاع، وهو المكان المستوي الواسع وطأة من الأرض يعلوه ماء السماء فيمسكه ويستوي نباته، كذا في النهاية لابن الأثير.
والمقصود أن الجنة ينمو غراسها سريعا بهذه الكلمات كما ينمو غراس قيعان من الأرض ونبتها.

6- ومن فضائلهن: أنه ليس أحد أفضل عند الله من مؤمن يعمر في الإسلام يكثر تكبيره وتسبيحه وتهليله وتحميده، روى الإمام أحمد والنسائي في عمل اليوم والليلة بإسناد حسن عن عبد الله بن شداد: أن نفرا من بني عذرة ثلاثة أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فسلموا، قال: فقال النبى صلى الله عليه وسلم: ( من يكفنيهم؟ ) قال طلحة: أنا، فكانوا عند طلحة فبعث النبي صلى الله عليه وسلم بعثا فخرج فيه أحدهم فاستشهد، قال : ثم بعث آخر، فخرج فيهم آخر فاستشهد، قال: ثم مات الثالث على فراشه.
قال طلحة: فرأيت هؤلاء الثلاثة الذين كانوا عندي في الجنة، فرأيت الميت على فراشه أمامهم، ورأيت الذي أستشهد أخيرا يليه، ورأيت الذي أستشهد أولهم آخرهم، قال: فدخلني من ذلك، قال: فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له، قال: فقال صلى الله عليه وسلم: (( ما أنكرت من ذلك، ليس أحد أفضل عند الله من مؤمن يعمر في الإسلام يكثر تكبيره وتسبيحه وتهليله وتحميده )) المسند والسنن الكبرى للنسائي..

وقد دل هذا الحديث العظيم على عظم فضل من طال عمره وحسن عمله، ولم يزل لسانه رطبا بذكر الله عز وجل.

7- ومن فضائلهن: أن الله اختار هؤلاء الكلمات واصطفاهن لعباده، ورتب ذكر الله بهن أجورا عظيمة، وثوابا جزيلا، ففي المسند للإمام أحمد ومستدرك الحاكم بإسناد صحيح من حديث أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( إن الله اصطفى من الكلام أربعا: سبحان الله، والحمد لله، ولا اله إلا الله، والله أكبر، فمن قال: سبحان الله كتب له عشرون حسنة، وحطت عنه عشرون سيئة، ومن قال: الله أكبر فمثل ذلك، ومن قال: لا اله إلا الله فمثل ذلك، ومن قال: الحمد لله رب العالمين من قبل نفسه كتبت له ثلاثون حسنة وحط عنه ثلاثون خطيئة ))
وقد زاد في ثواب الحمد عندما يقوله العبد من قبل نفسه عن الأربع، لأن الحمد لا يقع غالبا إلا بعد سبب كأكل أو شرب، أو حدوث نعمة، فكأنه وقع في مقابلة ما أسدي إليه وقت الحمد، فإذا أنشأ العبد الحمد من قبل نفسه دون أن يدفعه لذلك تجدد نعمة زاد ثوابه.

8- ومن فضائلهن: أنهن جنة لقائلهن من النار، ويأتين يوم القيامة منجيات لقائلهن ومقدمات له، روى الحاكم في المستدرك، والنسائي في عمل اليوم والليلة، وغيرها عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( " خذوا جنتكم" قلنا: يارسول الله صلى الله عليك وسلم من عدو قد حظر! قال: (( لا، بل جنتكم من النار، قولوا: سبحان الله، والحمد لله، ولا اله إلا الله، والله أكبر، فأنهن يأتين يوم القيامة منجيات ومقدمات، وهن الباقيات الصالحات )) قال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وصححه الألباني رحمهما الله..

وقد تضمن هذا الحديث إضافة إلى ماتقدم وصف هؤلاء الكلمات بأنهن الباقيات الصالحات، وقد قال الله تعالى: "والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا" الكهف آية 46.

والباقيات أي: التي يبقى ثوابها، ويدوم جزاؤها، وهذا خير أمل يؤمله العبد وأفضل ثواب.

9- ومن فضائلهن أنهن ينعطفن حول عرش الرحمن ولهن دوي كدوي النحل، يذكرن بصاحبهن، ففي المسند للإمام أحمد، وسنن ابن ماجة، ومستدرك الحاكم عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: ((إن مما تذكرون من جلال الله التسبيح والتكبير والتهليل والتحميد، ينعطفن حول العرش لهن دوي كدوي النحل تذكر بصاحبها، أما يحب أحدكم أن يكون له، أو لا يزال له من يذكر به)) قال البوصيري في زوائد سنن ابن ماجة إسناد صحيح، رجاله ثقات وصححه الحاكم.

10- ومن فضائلهن: أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنهن ثقيلات في الميزان، روى النسائي في عمل اليوم والليلة، وابن حبان في صحيحه، والحاكم وغيرهم عن أبي سلمى رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( بخ بخ – وأشار بيده – خمس ما أثقلهن في الميزان: سبحان الله، والحمد لله، ولا اله إلا الله، والله أكبر، والولد الصالح يتوفى للمرء المسلم فيحتسبه))
وقوله في الحديث: "بخ بخ" هي كلمة تقال عند الإعجاب بالشيء وبيان تفضيله.

11- ومن فضائل هؤلاء الكلمات: أن للعبد بقول كل واحدة منهن صدقة، روى مسلم في صحيحه عن أبي ذر رضي الله عنه أن ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: يارسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم، قال: (( أوليس قد جعل الله لكم ماتصدقون؟ إن بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة، وفي بضع أحدكم صدقة)) قالوا: يارسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: (( أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر)) صحيح مسلم..

وقد ظن الفقراء ألا صدقة إلا بالمال، وهم عاجزون عن ذلك فأخبرهم صلى الله عليه وسلم أن جميع أنواع فعل المعروف والإحسان صدقة، وذكر في مقدمة ذلك كله هؤلاء الكلمات الأربع: سبحان الله والحمد لله ولا اله إلا الله والله أكبر.

12- ومن فضائل هؤلاء الكلمات: أن النبي صلى الله عليه وسلم جعلهن عن القرآن الكريم في حق من لا يحسنه، روى أبو داود، والنسائي، والدارقطني، وغيرهم عن ابن أبي أوفى رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يارسول الله إني لا أستطيع أن أتعلم القرآن، فعلمني شيئا يجزيني.

قال: ((تقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا اله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله )). فقال الأعرابي: هكذا وقبض يديه فقال: هذا لله، فمالي؟ قال: تقول: ((اللهم اغفر لي وأرحمني وعافني واهدني)) فأخذها الأعرابي وقبض كفيه، فقال: النبي صلى الله عليه وسلم: (( أما هذا فقد ملأ يديه بالخير)) .

فهذه بعض الفضائل الواردة في السنة النبوية لهؤلاء الكلمات الأربع، ومن يتأمل هذه الفضائل المتقدمة يجد أنها عظيمة جدا، ودالة على عظم قدر هؤلاء الكلمات، ورفعة شأنهن، وكثرة فوائدهن، وعوائدهن على العبد المؤمن، ولعل السر في هذا الفضل العظيم والله أعلم ماذكر عن بعض أهل العلم أن أسماء الله تبارك وتعالى كلها مندرجة في هذه الكلمات الأربع، فسبحان الله يندرج تحت أسماء التنزيه كالقدوس والسلام، والحمد لله مشتملة على إثبات أنواع الكمال لله تبارك في أسمائه وصفاته، والله أكبر فيها تكبير الله وتعظيمه، وأنه لايحصي أحد الثناء عليه، ومن كان كذلك فلا اله إلا هو أي لا معبود سواه..
جزى الله الفردوس الأعلى من أعان على نشره..


__________________

بارك الله فيج

،

جٌزيتِ الفِردَوس الأعلى مِنْ الجَنّه ♥
– سُبْحَان الله وَبِحَمْده
– سُبْحَان الله الْعَظِيْم

: سبحان الله، والحمد لله، ولا اله إلا الله، والله أكبر


جزيتي الخير كله ،،، عزيزتي

لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.