– عندما نتحدث عن الأرزاق تصرف الأنظار للأمور المادية
وان بحثنا الموضوع أكثر يردد الجميع قناعاتهم بصوت واحد :
الأرزاق بيد الله , من يتق الله يجعل له مخرجا , البركة في الرزق
مفعول صلة الرحم والاستغفار , السعي للكسب الحلال وبذل الأسباب ….. الخ
لكنهم على ارض الواقع بوجه آخر..!!
فأنظارهم إلى الأرض ورجاؤهم بالمخلوق الضعيف
أعناقهم تشرأب للغني والمسئول الكبير
فأين ملك الملوك من أرزاقهم ..؟؟
وأين قناعاتهم التي يتحدثون بها حينما تشتد الظروف.. !!
لما الإخفاق في التطبيق عندما تحين ساعة الصفر ..!!
لما لسان الحال يرفع دوما راية النهاية ومعلنا الخسارة ..!!
~ِ~ ~ِ~
فتاة محدودة الجمال جاوزت الثلاثين بكثير وتعاني من أمراض وراثية تبكي العنوسة ..!!
وعروس اثبت الطب أنها عير قادرة على الإنجاب مهددة أن يعدد زوجها
فهو شغوف بلقب "أب" في ظل إصرار أهله لرؤية الأحفاد..!!
ورجل أعمال خسر كل أملاكه ليعود بديون وهموم لا يعلم بها الا الله فأيقن أنها بداية النهاية ..!!
الأحداث والدلائل والمنطق يقولون أن هؤلاء وغيرهم ممن ذاق قسوة الحياة ومرها دخلوا دائرة الخطر
فمن يريد فتاة في جاوزت العقد الثالث مريضة محدودة الجمال وهناك اصغر منها واصح بدنا..!!
ومن الطبيعي أن يعدد زوج المرأة العقيم وقد أباح الشرع له ذلك في ظل رغبته الشديدة وإصرار أهله على رؤية الأطفال..!!
وما نهاية التاجر إلا الإفلاس فكيف لو اتبعت بديون حتما إلى السجون ستكون ..!!
– بمقاييس البشر وحسب نظريات الرياضيات هؤلاء خسروا وخسارتهم في عالم الجبر لا يمكن أن تجبر
تلك النظريات التي تسير الكثير أسهمت كثيرا في تفشي الأمراض النفسية المزمنة
فان كانت النهاية قد بدأت..!!
كيف يستمر هؤلاء وقد صاروا أجسادا بلا أرواح كالأشباح في هذه الحياة هائمون ..!!
حقيقة الوضع مأساوي ومخيف وينذر بكارثة اكبر مما نحن عليها ..
ولكن ماذا لو واجهنا هذا المنطق بقوانين الرزق مع الله ..؟؟
من المؤسف جدا أن يجهل الكثير منا تلك القوانين الربانية
مع تعلق القلب بالدنيا ممزوج برقة في الدين
– لابد أن تؤمن انك مع الله شيئا آخر تسيرك قوانين أخرى ..
فليس بالشرط (( 1+1=2 )) مع احترامي لعلم الرياضيات
القوانين الربانية تحطم كل مستحيل لان الله على كل شيء قدير
~ِ~ ~ِ~
فما هي قوانين الرزق مع الله التي ترسم للحياة لوحة أخرى وتبعث على الأمل من جديد..؟؟
– لا يضيق العيش والرزق على من خاف الله واتقاه –
قال الله تعالى(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)
بتقوى الله في حياتنا اليومية , في السر والعلن , في الحركات والسكنات
يفتح كل باب مغلق ويفرج كل هم وتحل السكينة والرحمة على أهل البيت
بالتقوى يكون الرزق بلا حساب والبركة في الأمر كله..
قال تعالى : { وَلَو أنَّ أَهْلَ القُرَى آَمَنُواوَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِن السَّمَاءِ وَالأَرْضِ }
قال تعالى : ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
وما المعاصي الا باب موصد أمام الأرزاق وكل هم إنما هو شؤم معصية والله تعالى اعلم
قال تعالى : ( وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ )
– رزقك في السماء ولن يأخذه غيرك –
قال تعالى : {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ}
قال تعالى : { وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إلاَّ عَلَى اللهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ }.
وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (لو أن ابن آدم يهرب من رزقه كما يهرب من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت).
قال على بن أبي طالب رضي الله عنه : (علمت أن رزقي لن يأخذه غيري فاطمئن قلبي)
بفضل الله الكبير المتعال لا توجد قوة على الأرض تستطيع ان تقاسمك لقمتك ورزق كتبه الله لك
ما كتب لك لن يسلبه احد منك فالأرزاق بيد ملك الملوك وما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك
قال تعالى : { مَّا يَفْتَّحِ اللهُ لِلِنَّاسِ مِن رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لهَاَ وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ }.
– إذا أراد الله أن بالعبد خيرا ألهمه الدعاء وشرح صدره لحسن المسألة –
ما افقرنا وأحوجنا للغني الحميد من بيده خزائن السماوات والأرض
قال تعالى : { مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللهِ بَاقٍ}.
بالدعاء نتبلغ المراد وما تكون إجابة الدعوة إلا بطيب المأكل والمشرب وتحري الحلال في الأمر كله
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "…….ثم ذكر الرجل يُطيل السفر ، أشعث اغبر يمُد يديه إلى السماء
يا رب يا رب ومطعمه حرام! ومشربه حرام! وملبسُه حرام! وغُذي بالحرام! فأنى يُستجاب لذلك ؟ ! )
قال عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) : " بالورع عمَّا حرم الله يقبل الله الدعاء والتسبيح "
قال بعض السلف : لا تستبطئ الإجابة وقد سددت طرقها بالمعاصي.
– الأرزاق مع قلب تعلق في السماء وجوارح تعمل في الأرض –
إنها حقيقة التوكل الذي من الصعب جدا أن يتقنه ويستوعبه الكثير
فلا تركز نظرك الى الأرض فقط بل بين السماءوالأرض عليك أن تكون
بمعنى أن يتعلق قلبك بالجبار إيمانا ويقينا بجبروته سبحانه وقدرته على كل شيء
وجوارحك تعمل في الأرض ببذل أسباب الرزق لتصل إلى درجة سامية
لا تخشى بعدها أي مخلوق على وجه الأرض
يقول تعالى: ( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً
وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ. فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ)
قال الله تعالى: ( وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلّ شىء قَدْراً )
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لو أنكم تتوكلون علــى الله حــق توكلــه ،
لرزقكــم كمــا يرزق الطير ، تغدو خماصاً وتروح بطاناً )
– من كان همه الآخرة جلبت له الدنيا بحذافيرها –
الدنيا تلك البضاعة الزائلة والتي يلهث ورائها الكثير ولم يجنوا منها إلا ما كتب لهم
فماذا لو ترفع المؤمن عنها وزهد عن نعيمها رغبة في الآخرة..؟؟
قوله صلى الله عليه وسلم (من كان همه الآخرة جلبت له الدنيا بحذافيرها)
وقوله النبي صلي الله عليه وسلم : (من كانت الآخرة همه ، جعل الله غناه في قلبه
وجمع له شمله وأتته الدنيا وهى راغمة ومن كانت الدنيا همه
جعل الله فقره بين عينيه ، وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له)
– ما حلت البركة في شيء إلا زاد ونما دونما تدخل من البشر –
بالبركة يصير القليل كثير ويكبر معها الصغير و يعلو شأن الذليل
بالبركة يغتني الفقير وتتبدل الأحوال من الصفر إلى سبع مئة ضعف
أما من يحسب الأمور بالشكل المنطقي كما تملي عليه الرياضيات فإن : 1-1=0
لكن مع الله يختلف الحال ولكن لا تسأل كيف..!! فالله على كل شيء قدير
كما في الصدقة التي لا تنقص المال بل تزيده و يضاعفها الله تعالى
إلى عشر أضعاف إلى سبعمائة ضعف، والله يضاعف لمن يشاء.
قال تعالى: (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت
سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم)
وقال صلى الله عليه وسلم: (الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف
والسيئة بمثلها إلا أن يتجاوز الله عنها).
– أما الصبر فأجر بلا حســــــــــــــــــــــــــــــاب –
قال تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}
وكلما زاد الأجر حلت البركة وأجيبت الدعوة و…..الخ
فعلا معادلتها عجيبة فاقت التصور البشري وقد لا يفقه تلك القوانين الا من فتح الله عليه
إذا كيف السبيل إليها وما المطلوب حتى تلازمنا تلك البركة ..؟؟
إنها بين أيدينا وللجميع أن يسعى إليها ولكنها بين السطور فقد لا يراها أعمى البصيرة
قال الله تعالى : ( وَمَا أَنفَقْتُمْ مّن شَىْء فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)
قال الله تعالى : ( وَمَن يُهَاجِرْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِى الأرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً )
قال الله تعالى: ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً . يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُمْ مُّدْرَاراً .
وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً )
قال تعالى : (ولئن شكرتم لأزيدنكم),
والزيادة هنا في كل شيء , بركة في الأموال أو الصحة أو العمر …. الخ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أحب أن يبسط له في رزقه ويُنْسَأ له في أثره، فليصل رحمه)
تحري البركة في باكر الوقت ,قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا »
::
إنها قوانين بل هبات ربانية وأعطيات ثمينة بمهر زهيد
فأين انتم يا من يخاف الفقر ويخشى الموت وكأن رزقه صناعة يديه
أين انتم يا من ضاقت عليكم الدنيا بما رحبت ..
تندبون الحظ على الماضي تتشاءمون من الحاضر تخشون المستقبل
أي حياة هذه التي تعيشونها وأي صحة نفسية ترجونها ..؟؟
أين انتم يا من أبت عقولكم أن تستوعب تلك القوانين التي تحفظكم بفضل الله ورحمته
من الشيخوخة المبكرة والانتحار البطيء والانهزامية المميتة
القوانين الربانية هي أساس عقيدة المؤمن
تكفل له الحياة كريمة والعيش الرغيد رغم ما جبلت عليه من المشقة والعناء
وصلي اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وفي حلمك مايسد الخلل ,وفي عفوك مايمحو الزلل
اللهم فبقوة تدبيرك وعظيم عفوك وسعة حلمك وفيض كرمك
اسألك ان تديرني بأحسن التدابير وتلطف بي وتنجيني مما يخيفني
ويهمني
اللهم لا أضام وانت حسبي ولا أفتقر وأنت ربي ,
فأصلح لي شأني كله ولا تكلني الى نفسي
طرفة عين ولا حول ولاقوة الابك
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه
بارك الله فيك
موووووضووووع يثلج القلب … يزاج الله الف خير