تخطى إلى المحتوى

كيف تعرف ان اللــهـ يحبك؟

  • بواسطة

كيف تعرف أن الله يحبك؟
الحمد الله الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً، وصلاة وسلاماً على خير خلق الله دائماً أبداً، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أكمل الناس محبة لله وزهداً وورعاً.
أما بعد:
فمما لا شك فيه أن كل مسلم ومسلمة يقول: "لا إله إلا الله" إلا هو يحب الله ورسوله؛ فعن عتبان بن مالك قال: غدا علي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال رجل: أين مالك بن الدخشن؟ فقال رجل منا: ذلك منافق لا يحب الله ورسوله، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ألا تقولونه يقول لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله)، قال: بلى، قال: (فإنه لا يوافي عبد يوم القيامة به إلا حرم الله عليه النار)1، ولكن الناس يتفاوتون في المحبة، فمن مقل ومستكثر، وكل واحد يبذل الأسباب التي يرى أنه سينال بها محبة الله، ولكن: "ليس الشأن أن تُحِب، إنما الشأن أن تُحَب"2؛ كما قال بعض العلماء الحكماء، وذلك أن كل إنسان يدعي محبة الله ورسوله.
وبما أننا لا نعرف أن فلاناً بذاته يحب الله إلا بنص من كتاب أو سنة صحيحة، ولن يكون ذلك إلا بوجود رسول، وبما أن الرسل قد ختموا بمحمد -صلى الله عليه وسلم-، فلا نبي بعده، فليس من الممكن أن نعرف أن فلاناً بعينه يحب الله، ولكن يمكننا أن نعرف أن الله قد أحب فلاناً من الناس إذا وجدت علامات ودلالات في الشخص تدل على ذلك، ومن هذه العلامات والدلالات التي تعرف بها أنك تحب الله ما يلي:
أولاً: إذا كنت عاملاً بكتاب الله وبسنة رسول -صلى الله عليه وسلم-، توفرت فيك الصفات التي يحبها الله؛ فإن الله يحب المتقين، ويحب التوابين، ويحب الصابرين، ويحب المتوكلين، ويحب الذين يقاتلون في سبيله، ويحب المقسطين، ويحب المحسنين، فإذا كنت من هؤلاء فإنك تحب الله!.
وفي المقابل فإن الله –تبارك وتعالى- لا يحب المعتدين، ولا يحب المفسدين، ولا يحب المتكبرين، ولا يحب الكافرين، ولا يحب الفاسقين، ولا يحب الخائنين، فلتحذر أن تكون فيك صفة من هذه الصفات، فإذا وجدت فيك صفة من هذه الصفات فإن الله يبغضك.
ثانياً: تعرف أنك تحب الله إذا كنت تحب الله وتحب أسماءه وصفاته، وتثبت ذلك له كما أثبت لنفسه، وأثبت له رسوله -صلى الله عليه وسلم-؛ فقد بشر النبي -صلى الله عليه وسلم- الرجل الذي كان يحب سورة الإخلاص وقال: أحبها لأنها صفة الرحمن -عز وجل-، فقال: (أخبروه أن الله يحبه)3، قال ابن القيم-رحمه الله-: "فدل على أن من أحب صفات الله أحبه الله، وأدخله الجنة"4.
ثالثاً: تعرف أن الله يحبك إذا كنت متبعاً لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، مطبقاً لسنته، مهتدياً بهديه؛ قال الله –تبارك وتعالى-: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ} سورة آل عمران(31)، قال الحسن البصري -رحمه الله- : "ادعى قوم أنهم يحبون الله فأنزل الله هذه الآية محنة لهم". قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وقد بين الله فيها– أي في الآية- أن من اتبع الرسول فإن الله يحبه، ومن ادعى محبة الله ولم يتبع الرسول -صلى الله عليه وسلم- فليس من أولياء الله"5.
رابعاً: إذا كنت دائماً لهجاً بذكر الله تعالى، قال بعض السلف: "إن الله يحب أن يذكر على جميع الأحوال إلا في حال الجماع وقضاء الحاجة"6.
خامساً: إذا كنت تحب القرآن الذي هو كلام الله، قال ابن مسعود -رضي الله-: "لا يسأل أحدكم عن نفسه إلا القرآن فإن كان يحب القرآن فهو يحب الله وإن كان يبغض القرآن فهو يبغض الله ورسوله"7، وقال سهل التستري: "علامة حب الله حب القرآن"، وقال أبو سعيد الخراز: "من أحب الله أحب كلام الله ولم يشبع من تلاوته"8، فإذا كنت فعلاً تحب القرآن فحرمت حرامه، وأحللت حلاله، فإنك تحب الله ورسوله.
سادساً: إذا كنت تحب معالي الأمور وتكره سفاسفها، أي كنت ذا همة عالية؛ فقد قال حبيبك -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله يحب معالي الأخلاق، ويبغض سفسافها)9.
سابعاً: إذا كنت تقياً نقياً خفياً؛ فعن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي)10، وعن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر -رضي الله عنه- خرج إلى المسجد فوجد معاذاً عند قبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يبكي، فقال: ما يبكيك؟ قال: حديث سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: (… ومن عادى أولياء الله فقد بارز الله بالمحاربة إن الله يحب الأبرار الأتقياء الأخفياء الذين إن غابوا لم يفتقدوا وإن حضروا لم يعرفوا، قلوبهم مصابيح الهدى يخرجون من كل غبراء مظلمة)11.
ثامناً: إذا كنت ممن تحب لقاء الله فإن الله يحبك؛ فعن عائشة -رضي الله عنه- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه)، فقلت: يا نبي الله أكراهية الموت؟ فكلنا نكره الموت، فقال: (ليس كذلك، ولكن المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله فأحب الله لقاءه، وإن الكافر إذا بشر بعذاب الله وسخطه كره لقاء الله وكره الله لقاءه)12، قال ابن رجب -رحمه الله-: "فالمطيع لله مستأنس بربه فهو يحب لقاء الله، والله يحب لقاءه، والعاصي مستوحش بينه وبين مولاه وحشة الذنوب، فهو يكره لقاء ربه ولا بد له منه"13.
تاسعاً: إذا كنت محققاً لعقيدة الولاء للمؤمنين والبراءة من الكافرين؛ رحيماً بالمؤمنين، عزيزاً على الكافرين، مجاهداً في سبيل الله؛ قال الله تعالى: {… فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ} سورة المائدة(54).
هذه من العلامات الدالة على حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، نسأل الله أن يجعلنا ممن يحبه، اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك وحب العمل الذي يقربنا إليك يا عزيز يا حكيم. اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

——————————————————————————–

1 رواه البخاري.
2 تفسير القرآن العظيم (1/477) لابن كثير.
3 رواه البخاري ومسلم.
4 مفتاح دار السعادة (1/77). الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت.
5 أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، صـ(11).
6 روضة المحبين ونزهة المشتاقين(309) الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت(، 1412 هـ).
7 أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، صـ(64).
8 زهة الأسماع في مسألة السماع، صـ(86). لابن رجب. الناشر: دار طيبة-الرياض. ط: 1(1407هـ).
9 أخرجه البيهقي والحاكم، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1378).
10 رواه مسلم.
11 رواه ابن ماجه والحاكم والبيهقي في كتاب الزهد، وقال الحاكم: "صحيح وله علة".
12 رواه مسلم.
13 لطائف المعارف، صـ(321).


لاتنسوني من دعائكم الصالح

علامات حب الله تعالى للعبد.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
ذكر الشيخ العثيمين-رحمه الله- في شرحه لكتاب رياض الصالحين ، قال المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ : باب علامات حب الله تعالى للعبد ، يعني علامة أن الله تعالى يحب العبد ؛ لأن لكل شيء علامة ، ومحبة الله للعبد لها علامة ؛ منها كون الإنسان متبعاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه كلما كان الإنسان لرسول الله صلى الله عليه وسلم أتبع ؛ كان لله أطوع ، وكان أحب إلى الله تعالى .

واستشهد المؤلف رحمه الله لذلك بقوله تعالى: ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ )[آل عمران:31]. يعني إن كنتم صادقين في أنكم تحبون الله فأروني علامة ذلك : اتبعوني يحببكم الله .

وهذه الآية تسمى عند السلف آية الامتحان ، يمتحن بها من ادعى محبة الله فينظر إذا كان يتبع الرسول عليه الصلاة والسلام ؛ فهذا دليل على صدق دعواه .

وإذا أحب الله ؛ أحبه الله عز وجل ، ولهذا قال : ( فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ) وهذه ثمرة جليلة ؛ أن الله تعالى يحبك ؛ لأن الله تعالى إذا أحبك ؛ نلت بذلك سعادة الدنيا والآخرة .

ثم ذكر المؤلف حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب )) من عادى لي ولياً : يعني صار عدوا لولي من أوليائي ، فإنني أعلن عليه الحرب ، يكون حرباً لله . الذي يكون عدوا لأحد من أولياء الله فهو حرب لله والعياذ بالله مثل أكل الربا ( فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) [البقرة: 279] .

ولكن من هو ولي الله ؟ ولي الله سبحانه وتعالى في قوله: ( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ) [يونس: 62 ،63] .

هؤلاء هم أولياء الله ، فمن كان مؤمناً تقياً ؛ كان لله ولياً ، هذه هي الولاية ، وليست الولاية أن يخشوشن الإنسان في لباسه ، أو أن يترهبن أمام الناس ، أو أن يطيل كمه أو أن يخنع رأسه ؛ بل الولاية الإيمان والتقوى (الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ) فمن عادى هؤلاء فإنه حرب لله والعياذ بالله .

ثم قال الله عز وجل في الحديث القدسي : (( وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلى مما افترضه عليه )) يعني أحب ما يحب الله الفرائض . فالظهر أحب إلى الله من راتبة الظهر ، والمغرب أحب إلى الله من راتبة المغرب ، والعشاء أحب إلى الله من راتبة العشاء ، والفجر أحب إلى الله من راتبة الفجر ، والصلاة المفروضة أحب إلى الله من قيام الليل ، كل الفرائض أحب إلى الله من النوافل ، والزكاة أحب إلى الله من الصدقة ، وحج الفريضة أحب إلى الله من حج التطوع ، كل ما كان أوجب فهو أحب إلى الله عز وجل .

(( وما تقرب إلى عبد بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إليَ بالنوافل حتى أحبه )) وفي هذا إشارة إلى أن من أسباب محبة الله أن تكثر من النوافل ومن التطوع ؛ نوافل الصلاة ، نوافل الصدقة ، نوافل الصوم ، نوافل الحج ، وغير ذلك من النوافل .

فلا يزال العبد يتقرب إلى الله بالنوافل حتى يحبه الله ، فإذا أحبه الله كان سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصره به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، ولئن سأله ليعطينه ، ولئن استعاذه ليعيذنه .

(( كنت سمعه )) يعني : أنني أسدده في سمعه ، فلا يسمع إلا ما يرضي الله ، (( وبصره )) أسدده في بصره فلا يبصر إلا ما يحب الله (( ويده التي يبطش بها )) فلا يعمل بيده إلا ما يرضي الله (( ورجله التي يمشي بها )) فلا يمشي برجله إلا لما يرضي الله عز وجل ، فيكون مسدداً في أقواله وفي أفعاله .

(( ولئن سألني لأعطينه )) هذه من ثمرات النوافل ومحبة الله عز وجل ؛ أنه إذا سأل الله أعطاه ، (( ولئن استعاذني )) يعنياستجار بي مما يخاف من شره (( لأعيذنه )) فهذه من علامة محبة الله ؛ أن يسدد الإنسان في أقواله وأفعاله ، فإذا سدد دل ذلك على أن الله يحبه ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) ( يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُم ) [الأحزاب: 70 ،71] .

وذكر أيضاً أحاديث أخرى في بيان محبة الله سبحانه وتعالى وأن الله تعالى إذا أحب شخصاً نادى جبريل ، وجبريل أشرف الملائكة ، كما أن محمداً صلى الله عليه وسلم أشرف البشر . (( نادى جبريل إني أحب فلاناً فأحبه، فيحبه جبريل ، ثم ينادي في أهل السماء : إن الله يحب فلاناً فأحبوه ، فيحبه أهل السماء ، ثم يوضع له القبول في الأرض )) فيحبه أهل الأرض .

وإذا أبغض الله أحداً ـ والعياذ بالله ـ نادى جبريل : إني أبغض فلاناً فأبغضه ، فيبغضه جبريل ، ثم ينادي في أهل السماء : إن الله يبغض فلاناً فأبغضوه ، فيبغضه أهل السماء، ثم يوضع له البغضاء في الأرض ، والعياذ بالله ؛ فيبغضه أهل الأرض وهذا أيضاً من علامات محبة الله، أن يوضع للإنسان القبول في الأرض، بأن يكون مقبولاً لدى الناس ، محبوباً إليهم ، فإن هذا من علامات محبة الله تعالى للعبد . نسأل الله أن يجعلنا والمسلمين من أحبابه وأوليائه .

* فضيلة العلامة محمد بن صالح العثيمين (شرح كتاب رياض الصالحين )

نسأل الله أن يجعلنا والمسلمين من أحبابه وأوليائه .

بارك الله فيك اختي ام سالم …

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
(^_^ )

يزاج الله خير

مشكوره يزاج الله خير..
الله يجعلنا من لي يحبهم ويظلهم بظله
اجمعين اللهم امين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.