في اعلان شاهدته قبل قليل على قناة الجزيرة عن برنامج يحاور الداعية الفرنسية مليكة ضيف لكن للاسف لم اتمكن من التركيز في موعد اللقاء بالتحديد ولكن شدني انني شاهدت سيدة فرنسية كبيرة في السن حوالي الثمانين عاما وتقوم بالدعوة الى الله وبعد البحث عن سيرتها وجدت قليلا لانقله عن هذه الداعية الكبيرة .
__________________________________________________ _______
تقول مليكة ضيف ( وهي عجوز في السادسة والسبعين من عمرها واسمها الأصلي باسكال ) :
"أثناء دراستي ، قرأت كتابا في الهندسة المعمارية الإسلامية ، فأعجبت بمفاهيم الإسلام التي كان يتطرق لها الكاتب في استطراداته ، وفهمت أثناء قراءتي معنى " لاإله إلا الله محمد رسول الله " التي كنت أسمع عنها ولم أجد من يشرحها لي ، فأحببت أن أتعرف أكثر وأكثر على الإسلام ، كان ذلك وعمري لم يتجاوز الثلاثين . فازدادت قراءتي عن الإسلام ولكنني لم أشبع رغبتي بعد ، فتزوجت من رجل مسلم جزائري قدم إلى فرنسا للعمل ، رغبة مني بتعلم الإسلام عن قرب ، ففوجئت أن زوجي لم يكن يملك مايعلمني إياه لجهله الشديد بالدين .. فتعاهدنا على التعلم معا . وبسبب ما رأيته من جهل المسلمين لدينهم قررت أن أبحث وأكتب وأساهم في نشر الدين وتعليمه .. لم يعلمني أحد أن الدعوة واجب كل مسلم ، لكنني أحسست بالمسؤولية وقتها وأن هذا واجبي" .
فرحها بإسلامها تعدى كل الحدود ، فأصبحت تخبر كل من تلقاه بهذا الخبر ،وعندما أخبرت مديرها في العمل غضب غضبا شديدا ، ثم بدأ يحاورها بعد أن خف غضبه ،فسألته بتحد : "سيدي ، هل أنت مقتنع أنك ستقف أمام الإله الذي تعبده نفسه بعد وفاتك ( تقصد الثالوث ) ؟" فقال : "أنت مزعجة .. لأنك محقة" .. ولم يجبها على سؤالها وكفعن مضايقتها .
تقول مليكة : " لم أرزق بأبناء ، وأنا على يقين بأنها حكمة من الله عز وجل جعلتني أتفرغ لطلب العلم وللدعوة إلى دينه " .
وبعد فترة من إسلامها بدأ الناس من حولها يعجبون بأخلاقها وتعاملها ، وأخذوا يقولون لها : " أنت لست كالمسلمين ، أنت مسلمة بدرجة واعية جدا .. يبدو أن إسلامك مبستر !! " .. فكانت تشرح لهم أن هذا هو الإسلام في كل مكان ، لكن الإعلام هو من يشوه صورته ، وربماشوهها كذلك بعض الجاهلين بدينهم ممن هاجر للعمل في أوروبا .
في الثمانينات من القرن الماضي بدأت تشارك في المؤتمرات الإسلامية العالمية ، وشاركت أول مرة في مؤتمر الجزائر فكانت فرصتها عظيمة بأن التقت بمجموعة من المشايخ وأخذت تطلب منهم العلم كالشيخ د. يوسف القرضاوي ، ومحمد الغزالي ومحمد سعيد البوطي وغيرهم من العلماء .
قامت مليكة بتدريس العلوم الشرعية للمسلمات في باريس لمدة عشرسنوات ، وكانت تركز على مفاهيم المرأة في الإسلام ، فكانت هذه المفاهيم تثيراستغراب الطالبات من حولها ، فيناقشوها مع أزواجهم فيعجبون كذلك بحقوق المرأة في الإسلام ، حتى كانت بعض الزوجات يطلبن منها أن يحضر أزواجهن لمحاضراتها وكانت توافقهم في ذلك .
واليوم ، وعلى الرغم من كبر سنها ، إلا أنها ما زالت نشيطة .. تسافر لطلب العلم وللدعوة ، وتتنقل بين المدن الفرنسية لإلقاء المحاضرات ، وتذهب إلى القرية لتزور أمها التي تتعجب من ابنتها كثيرا .. فأمها تكره الإسلام بشده ،لكنها تفرح عندما تشاهد ابنتها .. مليكة المسلمة !
ومليكة أوفت بعهدها القديم في نشر الإسلام ، فقامت بتأليف الكتب وركزت على المرأة المسلمة وحقوقها في الإسلام ، وعند انتهائها من أي كتاب تقوم بإهداء نسخ منه لوالدتها التي تقوم بدورها بمباهاة أهل القرية بابنتها الكاتبة المشهورة في فرنسا .. على الرغم من رفضها لمابين دفتي الكتاب الذي تباهي به الناس !!
وكثيرا ما تستغرب أمها من تصرفاتها .. فتستغرب من زيارة زوج مليكة لقبري والد مليكة واختها ، وتسأل مليكة : " ما فائدة زيارة شخص ميت .. فما يدريه أنك تزوره " ، تقول مليكة : " لن تفهم أمي ماذا تعني زيارة المقابر بالنسبة للمسلمين " . وتستغرب كذلك من حرص ابنتها على طلب العلم ،وتسألها مرارا : " إلى متى تظلين طالبة ؟ " ، فتقول : " المسلم يظل طالبا إلى الرمق الأخير في حياته ، وإلا فهو يضيع حياته " .
لقاؤنا مع مليكة ضيف ،الداعية الفرنسية ، كان بمثابة لقاء لشحذ الهمم ، فهذه العجوز ذات الـ 76 عاماتسافر من أجل إلقاء محاضرة تعتقد أنه ربما اهتدى إنسان بعد هذه المحاضرة فتشاركه أجره ، ونحن نبخل على أنفسنا بكلمة أمر بالمعروف أو نهي عن المنكر في بيوتنا .. وتفرغ هي يوما كاملا للقائنا وتقول أنها مستعدة للتحدث والنقاش طيلة اليوم ، ونحن نأنف من تخصيص ربع ساعة للتحدث مع أقراننا ممن ينقصهم العلم الشرعي اللازم لدينهم !!
فوا عجبي .. ومن لنا بمليكة عربية !!
بإذن الله سأتأكد من موعد اللقاء على قناة الجزيرة واخبركم