تخطى إلى المحتوى

من أسباب الاكتئاب والوساوس افتقار الانسان إلى الزواج

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمةالله وبركاته

الزواج والقدر
من أسباب الاكتئاب والوساوس..افتقار الانسان إلى الزواج
2024-05-16 09:24 :03 | رقم الإستشارة: 268724

أ/ الهنداوي

السؤال: بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وبعد:

أنا فتاة أبلغ من العمر 25 عاما، ولست متزوجة، أصاب بوسواس شديد..فأرجوكم ساعدوني!

وأريد من يساعدني على الزواج مع أني كنت إذا أصابني ضيق أصلي وأتلو القرآن الكريم.
الإجابــة: بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Oumkelhtoum حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فقد أشرت في سؤالك الكريم إلى أنك تعانين من أمرين اثنين:

فالأول ـ كثرة التفكير وكثرة الوساوس التي تطرأ عليك من هذا التفكير.

والأمر الثاني ـ أنك تعانين من عدم الزواج، وأنك يصيبك شيء من الضيق لأجل ذلك الأمر.

فهذان الأمران اللذان أشرت إليهما مرتبطان مع بعضهما البعض ارتباطًا وثيقًا، فإن هذا التفكير الكثير وهذه الوسوسة التي لديك إنما مرجعها إلى هذا الهم الذي ينالك وهذا الضيق الذي يجثم على صدرك من تأخر زواجك، فأنت تشعرين بميل فطري إلى الزواج، بميل ركزه الله تعالى في نفس كل امرأة سوية، بل في نفس كل إنسان سليم الفطرة، فميل الإنسان إلى الزواج هو ميل جبلي وميل فطري قد ركبه الله تعالى فيه، فلا تجدين إنسانًا سويًّا إلا ونفسه تتوق إلى الزواج وتتوق إلى أن يكون له بيت الزوجية الذي يأنس فيه مع زوجه، فلا يجد الإنسان في هذا الباب حقيقة الطمأنينة وحقيقة السكينة وحقيقة الراحة النفسية إلا بأن يركن إلى زوج يحبه وإلا بأن يكون له عشير يلاطفه ويؤانسه، ولذلك قال تعالى: { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }، فهذا التفكير الكثير وهذه الوسوسة التي تصيبك مرجعها إلى هذا الهم وهذا الضيق الذي ينالك بسبب تفكيرك في الزواج، فإذا نظرت إلى هذين الأمرين وجدت أنهما مرتبطان ارتباطًا وثيقًا ببعضهما البعض، فالأول وهو التفكير ناتج عن الثاني وهو شعورك بالافتقار إلى الزواج وإلى الحاجة الشديدة إلى بيت الزوجية وبالحاجة الفطرية إلى أن تكوني أمًّا تحتضن أطفالها فتحنو عليهم وتسقيهم من حنانها وتسقيهم من حبها ومودتها.. وأنت معذورة في كل هذه المشاعر وفي كل هذه العواطف.

وأما سبيل الخروج من هذه الحالة فهو بحمد الله ميسور وسهل وما هي إلا خطوات يسيرة تقومين بها وتجدين بإذن الله عز وجل أنك قد تخلصت من هذا الضيق ومن هذا الهم، فعليك باتباع هذه الخطوات:

1- اللجوء إلى الله تعالى والاستعانة به، فأنت بحمد الله فتاة مؤمنة، صاحبة صلاة وصاحبة تلاوة لكتاب الله ورعاية لحدود الله، فعليك إذن بالتوجه إلى الله عز وجل توجهًا عظيمًا؛ فقد قال تعالى: { أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ }، ( يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين )، ( رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين )، ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين )، ( اللهم ألهمني رشدي وأعذني من شر نفسي ).

فعليك باللجوء إلى الله تعالى والاحتماء بحماه والاستعانة به والتوكل عليه، ومن الدعاء الذي يزيل أصل الهم والغم ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم:
( اللهم إني أمتك بنت عبدك بنت أمتك ناصيتي بيدك ماضٍ فيَّ حكمك عدلٌ فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدًا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي ).

2- الحرص على تقوية صلتك بالله.. نعم أنت محافظة على طاعة الله ولكنَّ المطلوب هو إحسان العلاقة بالله، وأن تصلي بنفسك إلى درجة تجدين نفسك قريبة من الله قد أنست بذكره وقد اطمأننت بالقرب منه، فالقرب من الله يملأ القلب سكينة ويملؤه رحمة ويملؤه طمأنينة وأمنًا، ولذلك كان قربك من الله هو الدواء الشافي الذي سيجتث آثار هذه الهموم وسيقتلع هذا الضيق من صدرك بإذن الله عز وجل، فطاعة الله ثبات للقلب وثبات للنفس؛ كما قال تعالى: { وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً * وَإِذاً لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّـا أَجْراً عَظِيماً * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً }. فطاعة الله فيها شرح الصدور؛ كما قال تعالى: { وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ }. فنبه جل وعلا أن سبب انشراح الصدور ودفع الضيق الذي ينالها إنما يكون بالسجود لله والخضوع له والعمل بطاعته، فاحرصي على تحقيق هذين الأمرين: مقام التوكل على الله، ومقام إحسان العلاقة بربك.

3- لابد أن تنتبهي إلى علاج هذه الأفكار التي تتسلط عليك والتي توقعك في هذا الهم وهذا الغم، وطريق التخلص منها يكون بأربعة أمور:

الأول: أنك إذا شعرت بها بادرت بالاستعاذة بالله وإلى اللجوء لذكره.

الثاني: أن تنتهي عنها وأن تكفي عن التفكير والاسترسال فيها.

الثالث: أن تعامليها بما يضادها، فلا تسترسلي معها ولكن إذا شعرت بهجمتها وورودها عليك فعليك بأن تقومي بشغل نفسك عنها بأي عمل نافع، فهنالك ذكر الله وقراءة القرآن، بل وهنالك الاشتغال بالأعمال الدنيوية التي تعود عليك بالنفع من تحصيل علم نافع في دينك أو دنياك، بل وهنالك مخالطة أهلك ومخالطة صاحباتك … فكل هذا يدفع عنك هذه الوساوس وهذه الأفكار ويشغلك عنها.

الرابع: أن تتأملي في الضرر الذي تدخله عليك هذه الأفكار وفي الضيق الذي تجره إليك، فإذا عرفت مضرتها كنت أبعد الناس عنها.

فبهذه الأمور الأربع تقطعين التفكير الضار وتنتقلين منه إلى الخطوة الرابعة:

4- إشغال نفسك بالأمور الصالحة، فأنت فتاة لديك أوقات فراغ، فاستثمري هذه الأوقات فيما يعود عليك بالنفع وفيما يعود عليك بالخير، لئلا يكون الفراغ سببًا لتسلط هذه الأفكار، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: ( احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز ) رواه مسلم، فقوله صلى الله عليه وسلم ( احرص على ما ينفعك ) أي في دينك ودنياك، وكذلك فلتكوني، فأمامك تحصيل حفظ كتاب الله وتحصيل العلم النافع، وأمامك أن تجعلي لنفسك نظامًا يوميًّا تبدئين فيه بنظام عملي ونظام علمي، فالعملي ما يتعلق بوظيفتك والقيام بشئون أهلك وبيتك، والعلمي ما يتعلق بتحصيل العلوم النافعة في الدين والدنيا، فاملئي أوقاتك بالخير، واملئي أوقاتك بالمشاركات النافعة وستجدين أنك قد تخلصت من كل هذه المعاناة.

5- لابد لك من صحبة صالحة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا، وشبك بين أصابعه ) متفق عليه، فالصحبة الصالحة تعينك على طاعة الله وتؤانسك وتجدين فيها مسرة وفرحًا وتخرجين من الوحدة ومن الشعور بالألم والضيق، فاجعلي لك صحبة صالحة على أن تكون هذه الصحبة مختارة منتقاة؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: ( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ) رواه أبو داود، فاجعلي صحبتك من الصالحات التقيات صاحبات الدين والخلق، فهكذا فلتكون الصحبة.

6- المشاركة الاجتماعية، وهذا الأمر لابد أن تهتمي به وأن تراعيه مراعاة شديدة، فالمشاركة الاجتماعية الصالحة للأسر الطيبة لها فوائد عظيمة، فعدا ما يكون من الاستفادة في القدرات الاجتماعية وكذلك في الأمور الدينية والدنيوية، فهنالك أيضًا فرصة تجدينها من هذه الأسر للتعارف، فكم من فتاة التقت بأسرة صالحة فأحبتها هذه الأسرة وأحبوا أهلها ثم بعد ذلك كان الزواج وكان التقدم لهذه الفتاة، فالمشاركات الاجتماعية الصالحة تثمر وتنتج زواجًا صالحًا بإذن الله، فاحرصي على هذه المشاركات، واحرصي على أن تكون لك علاقات اجتماعية تجدين فيها فرصة التعارف للوصول إلى هذا المعنى.

7- لابد أن يكون هنالك تحرك من أهلك ووالديك – إذا كانا موجودين – فإن القيام بحقك ومساعدتك في تحصيل الزوج الصالح أمر لابد من التعاون فيه، فما المانع إذا وجد والدك أو بعض أخوتك أو والدتك كذلك إذا عرفت أن لأسرة من الأسر التي تعرفونها شابًا يصلح للتقدم إليك، فما المانع من الإشارة بذلك ومن التلميح إلى أنهم لا مانع لديهم من تزويجك الشاب الصالح، فمثلاً لو قالت والدتك لبعض صاحباتها اللاتي لديهنَّ مثل هؤلاء الشباب الصالح: إن ابنتها فلانة بحمد الله عز وجل على خلق ودين وهي تتمنى أن تجد شابًا صالحًا؛ فما المانع لو ساعدتنا يا أم فلان في أن ترشدي إلى ابنتي ممن تثقين فيهم من الأسر الصالحة.. فنحو هذا الكلام فيه إشارة واضحة إلى أنكم ترغبون في إيجاد الشاب الصالح وفي إيجاد الشاب المؤمن الذي يتقدم إليك.. وهذا أمر ليس فيه بحمد الله عز وجل قدح فيك ولا في أهلك، وليس فيه غضاضة شرعية ولا غضاضة عرفية، فينبغي أن يحرص أهلك على مساعدتك، ولكن أيضًا عند من يقدرون مثل هذا العرض وعند من ينزلونه منزلته اللائقة به.

وختامًا فإننا نسأل الله عز وجل أن يشرح صدرك، وأن ييسر أمرك، وأن يفرج كربك وأن يرزقك الزوج الصالح، ونود منك أن تعيدي الكتابة إلى الشبكة الإسلامية قريبًا لمتابعة حالتك مع الإشارة إلى رقم هذه الاستشارة.
وبالله التوفيق.

——————————————————-
انتهت إجابة الشيخ الهنداوي وتتميما للفائدة والجواب فقد قام بالإجابة عليها أيضا الشيخ الفرجابي:

فقد قال الله لنبيه في كتابه: { وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ } ثم دله على الدواء الشافي فقال: { فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ }.

وقد أسعدني هروبك إلى محراب الصلاة والتلاوة عند الضيق، وهكذا كان الصحابة والسلف الأخيار يفعلون، وكانوا يتأولون قول الله تعالى:

{واستعينوا بالصبر والصلاة … } فكانوا إذا حزبهم أمر واشتد بهم حال فزعوا إلى الصلاة فكانوا يجدون فيها راحتهم وطمأنينتهم، وكان رسولنا صلى الله وسلم يقول: ( أرحنا بها يا بلال ).

ورغم أنه لم يتبين نوع الوساوس التي تتردد في نفسك إلا أن أحسن علاج للوساوس يكون بالآتي:

1- باللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه.

2- إهمال الوساوس وعدم الالتفات إليها.

3- الاستعاذة بالله من الشيطان.

4- اليقين بأنه لن يحدث في كون الله إلا ما أراده، وأن الناس وإن اجتمعوا وكادوا وتآمروا لن يستطيعوا أن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، وأن اجتمعوا على أن ينفعوك لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك.

5- لا تستعجلي موضوع الزواج فلكل أجل كتاب وحافظي على وقارك والحياء، وأظهري للناس ما عندك من أدب وحشمة واقتربي من الصالحات فإن لهن أخوات وأبناء يبحثون عن الفاضلات.

6- أكثري من ذكر الله وتلاوة كتابه.

7- اشغلي نفسك ووقتك بالمفيد النافع.

8- احرصي على بر والديك وصلة رحمك فإنها طاعات يعجل الله ثوابها.

9- لا تحزني على ما فات ولا تهتمي بما هو آت واستعيني برب الأرض والسموات بعد فعل ما تستطيعين من أسباب ومجهودات.

10- تذكري أن في الناس أصحاب مصائب وأمراض وأنتِ أفضل منهم، وإذا تذكر الإنسان مصائب غيره هانت عليه مصائبه.

11- عليك بالصبر والاحتساب، وإذا تذكر الإنسان لذة الثواب نسي ما يجد من آلام.

12- البعد عن المعاصي والذنوب فإنها تجلب الهموم والغموم وضيق الصدر، وهي سبب للحرمان من الرزق.

13- فعل الخير ومساعدة الضعفاء ليكون في حاجتك رب الأرض والسماء.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ومرحباً بك مع إخوانك في الله.

ونسأل الله أن يحفظك ويسهل أمرك، وأن يرزقك الزوج الصالح.

يزاج الله خير

كلام صحيح 100%

يزاج الله خير فميزان حسناااتج خليجية

بارك الله فيج موضوع مفيد ومهم

مشكله والله ،، هذا حالنا جميعا

يااااااااااااااااااااااااارب ارزقنا ازواجا صالحين يااااااااااااارب

بالاغلب الزواج هو الي ييب الاكتئاب والوسواس

صدقتي جمر بارد ههههههههههههههه
محل يايب لنا الكآبه والوسواس غير الرياييل لووول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.