..همسة من رياض الرحمن …
……..الهمسة …….
أختاه! اعلمي أن الساعة آتية لا مفر منها، ولا ينفعك إلا عملك الذي أديتيه طاعة لله، فلن ينفع زوج، ولا والد، ولا ولد، ولا مال، فكله متاع زائل.
فإن قلتِ: أبي لا يريد، أو زوجي لا يريد، أو نحو ذلك، فإنه لا عذر لك عند الله يوم القيامة؛ حيث يتبرأ كل امرئ من أقاربه؛ بل من أقرب المقربين إليه: ﴿يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ* وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ* وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ* لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ﴾ (عبس: 34-37).
أختاه! ماذا يساوي ملك الدنيا كلها وزينتها، ومتاعها، وسياراتها، وأثاثها، وجمالها، ومظاهرها، وو.. ماذا يساوي كل هذا، ولو طالت الحياة بك ألف عام، ثم تكونين من أهل النار يوم القيامة- والعياذ بالله- ولو ليوم واحد: ﴿وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ﴾ (الحج: 47)، ماذا لو قُدِّر أن تكوني من سكان النار لآلاف من السنين؟! هذه النار التي تطير لأوصافها العقول، وتهلع لذكرها القلوب، النار التي تحرق الأبدان والجلود، ولا موت آنذاك: ﴿وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ﴾ (الزخرف: 77).
أختاه! كيف بكِ وقد نُصب الصراط- الذي هو أحدُّ من السيف وأدق من الشعرة- على متن جهنم، ليمر عليه الناس، ثم لا ينجو من السقوط في الهاوية إلا ذو العمل الصالح: ﴿وَإِن مِنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا* ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا﴾ (مريم: 71- 72).
ألا فاتقي الله، واخشي ذلك اليوم، ولا تؤْثري مدح الناس لجمالك ولثيابك، ولمتاعك الذاهب، فإن الدنيا كلها لا تساوي عند الله جناح بعوضة، ولا تستحق أن يغمس لأجلها الإنسان غمسة واحدة في نار جهنم، أعاذنا الله وإياكِ منها.
منقول للفائده
وأفادنا وأفادكن الله بالعلم النافع
وجعل ماكتبتيه في ميزان حسناتكِ
وزيادة في بركاتكِ
ورفعة في درجاتكِ
الله يوفقج في الدنيا والاخرة
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول ويتبعون أحسنه
آمين آمين آمين
اللهم اجعلنا من الذين يسمعون القول فيتبعون احسنة