أريد معرفة وقت بدء وانتهاء الصبح والمساء والليل


فضيلة الشيخ بارك الله جهودكم ، وأمد في عمركم .
ترتبط كثير من العبادات بالأزمنة وأود معرفة تحديد الزمان في الإسلام حسب الكلمات الآتية : الصباح ، المساء ، الليل . بدايتهم وانتهاؤهم . ولكم جزيل الشكر

خليجية

الجواب :
وفيك بُورِك .
وفَسَح الله في أجَلِك ، ووسَّع في رِزقِك .

هذه الأوقات لها بِداية ونهاية عُرفية وشرعيّة .

الصباح :
قال الراغب في المفردات : الصبح والصباح أول النهار ، وهو وقت ما احْمَرّ الأفق بحاجب الشمس .
وفي مختار الصحاح : الصبح : الفجر … والصباح ضد المساء .
وفي لسن العرب : الصبح : أول النهار ، والصبح : الفجر ، والصباح : نقيض المساء … وقال سيبويه : أصبحنا وأمسينا : أي صِرْنَا في حين ذاك . اهـ .

وجاء في السنة النبوية تسمية صلاة الفجر بِصلاة الصبح . فَمِن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم :
إذا أدرك أحدكم سجدة من صلاة العصر قبل أن تغرب الشمس فليتم صلاته ، وإذا أدرك سجدة من صلاة الصبح قبل أن تطلع الشمس فليتم صلاته . رواه البخاري ومسلم .
وقوله عليه الصلاة والسلام : ووقت صلاة الصبح من طلوع الفجر ما لم تطلع الشمس . رواه مسلم .
وكما في قول ابن عمر رضي الله عنهما : بينا الناس بقباء في صلاة الصبح … رواه البخاري ومسلم .
وقول عائشة رضي الله عنها : ركعتان لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يَدَعَهما سرا ولا علانية : ركعتان قبل صلاة الصبح ، وركعتان بعد العصر . رواه البخاري .

والنصوص في ذلك كثيرة جداً .

فالصبح في عُرف الشارع : مِن طلوع الفجر الصادق إلى طلوع الشمس ، وهو وقت صلاة الفجر .
ويُطلَق الصباح على أول النهار ، وفي حديث أم زرع : " فعنده أقول فلا أُقَبَّح ، وأرقد فأتصبّح " رواه البخاري ومسلم .
وفي اللسان : أرادت أنها مَكْفِيّة ، فهي تنام الصُّبْحَة ، والصبحة : ما تَعَلَّلَتْ به غُدوة . اهـ .
والغدوة أول النهار .
ومنه قوله تعالى عن آل فرعون : (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا)
وفي الحديث : " تغدو خماصا ، وتروح بطانا " رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه .

ثم يليه الضُّحى .
قال الراغب : الضُّحَى : انبساط الشمس وامتداد النهار ، وسُمِّي الوقت به . اهـ .

ووقت صلاة الضحى من طلوع الشمس بقدر رُمح ( عشر دقائق تقريبا ) إلى أن يقوم قائم الظهيرة ، وهو قبيل صلاة الظهر بسبع دقائق إلى عشر ، وقائم الظهيرة إذا وقفتِ الشمس في كبد السماء ، وذلك عند انتصاف النهار .
وفي حديث عُقبة بن عامر رضي الله عنه : ثلاث ساعات كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهانا أن نصلي فيهن ، أو أن نقبر فيهن موتانا : حين تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع ، وحين يقوم قائم الظهيرة حتى تميل الشمس ، وحين تضيّف الشمس للغروب حتى تغرب . رواه مسلم .

وأفضل وقتٍ لِصلاة الضحى حين ترمض الفِصال ، لقوله صلى الله عليه وسلم : صلاة الأوابين حين ترمض الفصال . رواه مسلم .
قال النووي : والرمضاء الرّمل الذي اشتدت حرارته بالشمس ، أي حين يَحْتَرِق أخفاف الفِصال – وهي الصغار من أولاد الإبل ، جمع فصيل – من شدة حَـرّ الرمل ، والأوّاب المطيع . وقيل : الراجِع إلى الطاعة . وفيه فضيلة الصلاة هذا الوقت . قال أصحابنا : هو أفضل وقت صلاة الضحى . اهـ .

واليوم إذا أُطلِق فإنه يشمل اليوم والليلة ، وإذا أُطلِق في مُقابِل الليلة فإنه يُقصد به من طلوع الشمس إلى غروبها ، والليل ما يُقابِله .

أما المســـاء فهو ضد الصباح :
وفي لسان العرب : والمساء : ضد الصباح ،والإمساء : نقيض الإصباح .

قال الجوهري العَشِيّ والعَشِيّة : من صلاة المغرب إلى العتمة . تقول :أتيته عَشِيَّة أمس ، عَشِيّ أمس .
وقال الماوردي : والفرق بين المساء والعشاء : أن المساء بُدوّ الظلام بعد المغيب ، والعشاء آخر النهار عند ميل الشمس للمغيب . وهو مأخوذ من عشا العين ، وهو نقص النور من الناظر كنقص نور الشمس . نقله القرطبي في التفسير .

في حديث أبي هريرة المتفق عليه : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى صلاتي العَشي .
قال القاضي عياض : قوله : " إحدى صلاتيّ العشيّ " يريد الظهر والعصر ، وكانوا يُصلون الظهر بعَشيّ ، والعَشيّ ما بعد زوال الشمس إلى غروبها . قال الباجي : إذا فاء الفـئ ذراعا فهو أول العشيّ . اهـ .
ومنه قوله سبحانه وتعالى : ( وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ ) .

وفَرَّقُوا بين العَشِيّ وبين العشائين ، فالعَشِيّ يُطلَق على ما بعد الزوال إلى غروب الشمس , والعِشائين يُطلق على المغرب والعشاء .

وأما الليل فهو ما يُقابِل النهار ، وهو من غروب الشمس إلى طلوعها ، هذا في اللغة .
أما في الاصطلاح الشرعي فإنه يُطلق عِدّة إطلاقات ، منها :

الليل في رمضان ، وهو من غروب الشمس إلى طلوع الفجر الصادق ، وهو المقصود في قوله تعالى : (ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ) .
وفي الحديث : " من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له " رواه النسائي وغيره .
فالليل المقصود هنا من غروب الشمس إلى طلوع الفجر .

والليل يبدأ من غروب الشمس إلى طلوع الفجر ، إذا كان لِحساب منتصف الليل ، الذي هو آخر وقت العشاء ، لحديث : " ووقت العشاء إلى نصف الليل " رواه مسلم .

ويبدأ من وقت صلاة العشاء إذا كان لِحساب ثلث الليل الآخر ، والذي هو وقت النّزول الإلهي ، لِحديث : " يَنْزِل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر ، يقول : من يدعوني فأستجيب له ، من يسألني فأعطيه ، من يستغفرني فأغفر له " رواه البخاري ومسلم .

لأن وقت القيام يبدأ من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد

يزاج الله خير يالغاليه ( ام سالم ) وفي ميزان حسناتج

يجازيج ربي الجنة ،

‏الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ

اللَّهُمَّ اجْعَلْنا مِمَّنْ يُبَشَّرُ عِنْدَ الْمَوْتِ بِرَوْحٍ وَرَيْحانٍ، وَرَبٍّ رَاضٍِ غَيْرِ غَضْبانِ
اللهم اغفر لي و لوالدي و ارحمهما كما ربياني صغيرا

‏الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.