الاستخدام المفرط للصابون يضر البشرة ويلوث البيئة

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمه الله و بركاته

تاريخ النشر: الأحد 30 يناير 2024
أبوظبي (الاتحاد) – منذ أن نقوم صباحاً من فراش النوم وإلى أن نأوي إليه ليلاً ونحن نستخدم الصابونات والمنظفات الكيماوية. نستحم عندما نصحو بالشامبو والصابون وغسول الجسم ومطهرات غالبية مكوناتها كيماوية، نغسل أسناننا بالفرشاة والمعجون الذي يحتوي أيضاً على مركبات كيميائية، نستخدم الصابون كلما غسلنا أيدينا قبل الأكل علماً أن مكونه الأساس هو مركب “ترايكلوزان” المضاد للبكتيريا. وتستعمل ربة البيت في غسلها للأواني المنزلية منظفات بها كميات وافرة من الكيماويات والمعقمات والمواد الكحولية، وتستخدم مواد تجميل وماكياجاً تغص هي الأخرى بالكيماويات.

أصدقاء البيئة

الاستخدام المفرط للصابونات والمنظفات والمعقمات ومواد الزينة والتجميل أصبح أحد مظاهر نمط العيش الحديث وكان ضحيته الأولى البشرة، إذ أصبحت أقل نعومة وأكثر جفافاً على الرغم من الكريمات والمرطبات واستعمال عشرات ماركات العناية بالبشرة، فأصبح الناس يدورون في حلقة مفرغة، خاصة النساء اللاتي يعترف الكثير منهن أنهن سئمن من تجريب عشرات الكريمات والشامبو ومواد التنظيف والتجميل دون أن يحظين بنعومة البشرة التي تبسُطها أمام أعينهن الإعلانات في كل مكان. فما العمل في هذه الحال؟

يدعو البعض إلى الكف عن استخدام الصابونات التي تحتوي على الكثير من الكيماويات، فيما ينادي آخرون صُناعها إلى التقليل منها، هذا في الوقت الذي ينصح فيه من يصفون أنفسهم بأصدقاء البيئة ومتبعي أنماط العيش الخضراء إلى الاكتفاء بالماء فقط، معتبرين إياه مظهراً كافياً لتنظيف الأيدي والجسم دون الإضرار بالبشرة وتسريب كيماويات ضارة إلى داخل الجسم.

إلى ذلك، تقول جولي ديردورف، صاحبة مدونة “النادي الصحي”، “للصابون مزاياه وإيجابياته، فهو يقضي على الجراثيم التي تلتقطها اليدان والتي تكون في الكثير من الأحيان السبب في الإصابة بأمراض جلدية وعضوية مختلفة. كما أن فقاعات الصابون تُريح البشرة وتشعر صاحبها بالاسترخاء. ولذلك فلا أعتقد أننا يمكننا الاستغناء عن استخدامها. غير أن اتباع طريقة الغسل بدون صابون لها فوائدها أيضاً، فهي على الأقل تقلل من انتشار كميات المركب الكيميائي “ترايكلوزان” في أجسامنا وفي بيئتنا النباتية والحيوانية المحيطة نظراً لأن هذه المياه الصابونية ينتهي بها المطاف في البحيرات والأنهار والبحار.

مركب “ترايكلوزان”

على الرغم من أنه لم يثبُت إلى الآن وجود مخاطر حقيقية لمركب ترايكلوزان على صحة الإنسان، فإن بعض الدراسات التي أُخضعت لها الحيوانات أشارت إلى أن “ترايكلوزان” يُسبب اضطراباً في إفراز الهورمونات”. وتضيف ديردورف “هذا لا يعني طبعاً أن يتجنب الناس مركب “ترايكلوزان” عبر التوقف عن استخدام المنظفات التي تحتويه، بل يمكنهم تحقيق ذلك من خلال الحرص على اقتناء منتجات صابونية غير مشتملة على هذا المركب الكيميائي وعدم المبالغة في استخدام الصابونات والمعقمات”.

ويُصدر خبراء الرعاية الصحية دعوات متكررة تؤكد على أهمية غسل اليدين بالماء والصابون تجنباً للإصابة ببعض الأمراض، بل إن الأمر اتخذ منذ سنة 2024 بعداً عالمياً عبر تخصيص يوم الـ15 أكتوبر من كل عام يوماً للتوعية بأهمية غسل اليدين خاصةً في صفوف الأطفال الأقل من خمس سنوات بهدف تقليل وفيات الأطفال جراء الأمراض الناجمة عن عدم غسل اليدين إلى الثلثين مع حلول عام 2024، وذلك في إطار مبادرة شاركت فيها مؤسسات حكومية وخاصة وجمعيات مجتمع مدني وشركات خاصة لصناعة المنظفات والمطهرات.

ومع تعالي النداءات واختلاف مضمونها، يزداد الفرد حيرةً إلى أي منها ينصت ويصغي، وهو ما علق عليه بعض مهنيي الرعاية الصحية بالقول إنه من المؤكد أن التقليل من الكيماويات يعني التقليل من المشكلات الصحية، ولذلك فإن الحل العملي يكمن في الحرص على اقتناء المنظفات قليلة المواد الكيماوية أو بديلاتها الطبيعية في حال وجودها والاعتدال عند استخدامها هو السبيل إلى تجنيب المستهلكين الوقوع في الحيرة، لا سيما من يفضل اعتناق “مذهب” نمط العيش الأخضر والعزم على عدم مراكمة مزيد من الشوائب الكيميائية والسموم في الجسم وفي الطبيعة المحيطة.

عن “لوس أنجلوس تايمز”

والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته

https://www.alittihad.ae/details.php?…#ixzz1CXgQ1UcY

خليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.