روضة التقوى اليحر

ممكن تخبروني بخصوص روضة التقوى في العين بمنطقة اليحر اكتمل التسجيل اولا

لني سجلت بنتي بالاوائل ورفضو يوصلونهاقالو ان بيتنا مب نطاقهم

ياحبذا لو تخبروني او تروح عليها هالسنه

وينكم ؟

ان شاء الله البنات يفيدونج

للرفع

ان شاء الله البنات يفيدونج

للرفع

يا رب من أهل التقوى وأهل المغفرة

(اللهم يا عزيز يا جبار اجعل قلوبنا تخشع من تقواك واجعل عيوننا تدمع من خشياك واجعلنا يا رب من أهل التقوى وأهل المغفرة)

يا رب الذي يرسل هذا الدعاء اجعله مع حبيبك ورسولك المصطفى في جنة الفردوس والذي لا يرسله ارحمه يا أرحم الراحمين واهديه انك أنت الهادي

(اللهم يا عزيز يا جبار اجعل قلوبنا تخشع من تقواك واجعل عيوننا تدمع من خشياك واجعلنا يا رب من أهل التقوى وأهل المغفرة)

وجزاج الله ألف خير

السلام عليكم
اللهم طهر قلبي من النفاق وعملي من الرياء ولساني من الكذب
بارك الله فيج وجعله في ميزان حسناتج

الصيام والتقوى .

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .

أيها الإخوة الكرام ، مع درس جديد من دروس رمضان ، ومع آية الصيام :

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾
( سورة البقرة ) .

1 – الشرع يخاطب الناس بأصول الدين :
أولاً : من عادة الله عز وجل أنه إذا خاطب الناس يخاطبهم بأصول الدين .

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ﴾
( سورة البقرة الآية : 21 ) .
2 – الشرع يخاطب المؤمنين بفروع الدين :
لكن إذا خاطب المؤمنين يخاطبهم بفروع الدين ، السبب أن هذا المؤمن مؤمن أن الله سبحانه وتعالى خالق السماوات والأرض ، وأنه رب العالمين ، وأنه لا إله إلا الله ، وأنه الغني ، وأنه القوي ، وأنه العليم ، وأنه المقتدر ، وأنه الحكيم ، وأنه العدل ، وأنه المعطي وأنه المانع ، بعد أن آمن بالله رباً ، وخالقاً ، ومسيراً ، بعد أن آمن بأن أسماءه حسنى وصفاته فضلى ، بقي عليه أن يتوجه عليه ، وأن يعبد ، فتأتي الآية :
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ .
3 – تطبيق عملي لخطاب الله المؤمنين بـ : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا :
لكن كتطبيق عملي : هل كلما قرأت في القرآن آية مفتتحة بـ: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ ، تعني أو تفهم أنك معني بهذه الآية ؟ .
حينما يقول أب : يا فلان ، وفلان واقف أمامه ، ألا ينبغي أن يستجيب له ؟ ألا يتعقد أنه معني بهذا الخطاب ؟ .
حينما تقرأ القرآن ، وتقرأ قوله تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ ، ولا تشعر أنك معني بهذا الخطاب ، فهناك مشكلة كبيرة في إيمانك ، أنت معني بهذا الخطاب ، لأنك آمنت بالله ، طبعاً أنا لا أخاطب طلاب الجامعة وهم في الجامعة ، أقول لهم : انتسبوا للجامعة ، هذا كلام لا معنى له إطلاقاً ، ولكن أخاطب الشباب عامة الذين لم يلتحقوا بالجامعات فأقول لهم : انتسبوا للجامعات ، أما طالب الجامعة فأخاطبه بالدوام ، تنظيم وقته ، بزيارة المكتبة ، بإنجاز أعماله يومياً ، بمراجعة أستاذه ، هناك آلاف الأوامر التفصيلية ، أنا أخاطب الطلاب في الجامعة ، بتفاصيل النظام والدراسة ، والمطالعة ، والبحث العلمي ، أما أخاطب الطلاب الذين لم يلتحقوا بالجامعات أقول لهم : يا أيها الطلاب التحقوا بالجامعات .
4 – الاستجابة لنداء الله بالصيام :
فإذا خاطب الله عامة الناس يخاطبهم بأصول الدين : ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ ﴾ ، هذا مؤمن ، أقول له : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ ﴾ ، ينبغي أن تصوم ، لأنك آمنت بي ، آمنت بعلمي ، وحكمتي ، وقدرتي ، ورحمتي ، وعدلي ، وأنني ربك ، وأنني إلهك ، وأنني خالقك ، لذلك الآية الكريمة : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ ، الوقفة عند ﴿ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ .

1 – العبادات معلَّلة بمصالح الخلق :
بينت لكم في درس سابق أن العبادات في الإسلام معللة بمصالح الخلق ، فالله عز وجل إله من حقه أن يأمر بلا تعليل ، كما هي الحال في الجيش ، نفذ فقط ، افعل ، ما مِن أمر عسكري معه تعليل ، القوي من شأنه ألا يعلل ، أما الرحيم فمن شأنه أن يعلل ، فقد بيّن لك حكمة الصيام بقوله :
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ .
2 – ماذا نتقي ؟
الوقفة عند : ﴿ تَتَّقُونَ ﴾ نتقي ماذا ؟ ما الذي يتقى ؟ هل يتقى الطعام الطيب ؟ لا هل يتقى بيت جميل مريح ؟ لا ، هل تتقى زوجة مخلصة ؟ لا ، ما الذي يتقى ؟ يتقى وحش يتقى مرض ، يتقى إفلاس ، يتقى سجن ، كلمة التقوى تعني أن هناك خطراً ينبغي أن تتقيه ، فما هو الخطر ؟ هنا يدخل في أعماق الصيام ، ما الخطر الذي يتربص بنا ؟ وجاء الصيام من أجل أن تتقيه ؟
3 – مصيرك أيها الإنسان إلى حفرة فلا تغترّ ، واعتبر !!!
الحقيقة أن الإنسان كائن متحرك ، كل واحد منا له عمر ، ولد من أبوان ، ترعرع ، وكبر ، دخل الحضانة ، والابتدائي ، والإعدادي ، والثانوي ، نال الشهادة الثانوية ، إما أنه دخل جامعة ، أو التحق بوظيفة ، الآن عمره أربعون سنة ، الأمور ماشية ، كل واحد له عمر عند الله ، 40 ـ 45 ـ 50 ـ 55 ـ 60 ـ 67 ـ 72 ـ 81 ـ يأتي الأجل ، إلى أين ؟ كان ساكنا في بيت ، له زوجة ، له أولاد ، له مركبة ، له محل تجاري ، ومكتب هندسي ، طبيب ، أستاذ جامعي ، تاجر ، صانع ، موظف ، فلاح ، له عمل ، له بيت ، فجأة يؤخذ يلف بالقماش ، قد تكون مساحة بيته 400 م ، قد يكون ثمن بيته 80 مليونا ، قد يكون عنده مكاتب وشركات وفروع للشركات ، وحجم مالي كبير ، وأموال منقولة ، وغير منقولة ، مثلاً ، من هذه المكانة الكبيرة ، الثروة الطائلة ، الهيمنة إلى حفرة لا تزيد على 60 سم ، بطول متر و90 ، ملفوف بالقماش الأبيض ، وأرخص أنواع الأقمشة ، خام أسمر ، ويوضع الحجر فوقه ، ويهال عليه التراب ، وانطوى ، كان إنسانا واختفى ، كان إنسانا فصار حديثا ، والله فلان مات ـ رحمة الله عليه ـ صار خبرا ، كنت إنسانا لك شأنك ، لك مكانتك ، لك هيمنتك ، عندك أولاد ، أمرك نافذ فيهم ، مدير ، وزير ، صاحب معمل ، صاحب متجر ، عندك أتباع ، عندك مريدون ، شيخ لك أتباع ، فجأة تصبح خبرا على الجدران ، المرحوم ، عميد أسرتهم ، الطبيب ، المحامي العام سابقاً ، الوزير السابق ، انتهى ، ماذا بعد الموت ؟
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ .
4 – الموت نقلة مفاجئة من كل شيء إلى لا شيء :
لعلكم ﴿ تَتَّقُونَ ﴾ هذا المصير ، لأن الموت في القرآن مصيبة ، بل هو أكبر مصيبة ، لأنك بالموت تفقد كل شيء في ثانية واحدة ، الآن هناك أغنياء عندهم أموال تقدر بمئات الملايين ، بل بألوف الملايين ، القلب وقف ، انتهى ، الألف مليون أصبحت إلى غيره ، أنت هيمنتك ، وحجمك المال ، وسيطرتك ، ومكانتك ، ووظيفتك منوطة بدقات قلبك ، يقول لك : سكتة قلبية مفاجئة ، يأتي الطبيب فيأخذ مرآة ، يضعها على أنفه ، ما جاءها بخار ماء ، يأتي بمصباح ، يفتح عين هذا الإنسان ، ويشعل المصباح ، في بؤرة عينه ، لم تصغر الحدقة ، ما تحركت ، يمسك يده ، يضعها على نبضه ، ليس هناك نبض ، يقول لهم : عظم الله أجركم ، انتهى ، ملف وانطوى .
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ .
هذه النقلة المفاجئة من الحياة إلى القبر ، أول ليلة يوضع الإنسان في قبره ينادى : أن عبدي ، رجعوا وتركوك ، وفي التراب دفنوك ، ولو بقوا معك ما نفعوك ، ولم يبقَ لك إلا أنا ، وأنا الحي الذي لا يموت .
قد يكون ملكا ، ملك بلد فيه أكبر احتياطي نفط في العالم ، يحفر له في الرمل ، يضعونه ، ويضعون حجرا ، وانتهى ، أين القصر الذي له ؟ أين قصوره ؟ أين سياراته ؟ أين طائرته الخاصة ؟ أين القصر الذي تحت البحر ، وفوق البحر ، وبالساحل ، وبأسبانيا قصر ، أين هذا ؟ .
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ .
هذه النقلة المفاجئة من كل شيء إلى لا شيء .
أيها الإخوة ، هذا الموت مصير كل حي ، الخفير ، والوزير ، والملك والمليونير ، والمديونير ، أعني المديون ، هذا مصير جميع البشر .
5 – لكن ماذا بعد الموت؟!!
ماذا بعد الموت ؟ إما جنة يدوم نعيمها ، أو نار لا ينفذ عذابها .
الصيام : من أجل أن يكون الموت عرساً لك ، من أجل أن يكون الموت تحفة لك ، من أجل أن تكون عند الموت أسعد إنسان في الأرض ، لو قرأتم تاريخ الصحابة لعلمتم أنهم كانوا في أسعد لحظات حياتهم عند مجيء أجلهم .
" وا كربتاه ، يا أبتِ ، قال : لا كرب على أبيك بعد اليوم ، غداً نلقى الأحبة محمداً وصحبه " .
اقرؤوا تاريخ الصحابة ، تجدون أن أسعد لحظات حياتهم حين لقاء ربهم ، لأنهم اتقوا وهم أحياء أن يعصوه ، فكان الموت عرساً لهم ، فكان الموت تحفة لهم .
6 – لا بد من التفكر في الموت ؟!!

إخواننا الكرام ، ليس من باب التشاؤم ، ولا من باب السوداوية أن تفكر في الموت ، يا ترى أين أموت في بيتي ؟ وأنا في الطريق ؟ في عملي ؟ وأنا مسافر ؟ أموت ليلاً أموت صباحاً ؟ أموت بين أهلي ؟ أموت وحدي ، أين أُغسل ؟ في المطبخ ؟ في الحمام ؟ في الصالون ؟ أين أدفن ؟ ماذا بعد الموت ؟ ما مصير هذا البيت بعد موتي ، ما مصير هذه الشركة بعد موتي ؟ يقول عليه الصلاة والسلام :
(( أكثروا ذكر هادم اللذات )) .
[ رواه الديلمي عن أنس ] .
مفرق الأحباب ، مشتت الجماعات .
(( عش ما شئت فإنك ميت ، وأحبب من شئت فإنك مفارقه ، واعمل ما شئت فإنك مجزي به )) .
[ أخرجه الشيرازي والبيهقي ، عن سهل بن سعد البيهقي عن جابر ] .
إخواننا الكرام ، هذا الذي يضع هذا المصير ، نصب عينيه لا ينام الليل ، لا يرتكب معصية ، هذا الصيام من أجل أن تتذكر هذا اليوم ، ومن أجل أن تتقي هذا الخطر ، الذي ينتظر كل إنسان ، الخطر يحتاج إلى إعداد ، لذلك الله عز وجل قال :

﴿ وَالْعَصْرِ* إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾

( سورة العصر ) .
7 – كل إنسان خاسر إلا …
إله ، خالق ، رب العالمين ، يقول لك في القرآن الكريم : ﴿ وَالْعَصْرِ ﴾ ، الله يقسم أنك خاسر ، كيف يا رب ، أنا خاسر ؟ العلماء قالوا : مضي الزمن يستهلك الإنسان ، مضي الزمن فقط ، كانون الثاني ، شباط ، آذار ، نيسان ، مايس ، حزيران ، تموز ، آب ، أيلول ، الآن نحن بتشرين ، تشرين الثاني ، كانون أول 2024 ، كانون الثاني ، شباط ، آذار ، نيسان مايس ، حزيران ، تشرين الأول ، تشرين الثاني ، كانون أول 2024 ، نمشي بعقد من صفر لتسعة ، بعد ذلك 2024 ، 2024 ، في لحظة من هذه اللحظات وقت الوفاة ، نحن نمر كل يوم نقرأ عشرات النعوات ، في الشام كل يوم 150 متوفى ، وثلاثون أو أربعون نعيا ، كل يوم نقرأ نعيا ، لازم أن نعلم علم اليقين في أحد الأيام سيقرأ الناس نعينا ، هذا الكلام قاله سينا عمر ، قال :
" واعلموا أن ملك الموت قد تخطانا إلى غيرنا ، وسيتخطى غيرنا إلينا ، فلنتخذ حذرنا " .
كل يوم تتجه إلى المسجد ، لكن في مرة واحدة تدخل المسجد وأنت في نعش ، لا لتصلي ليصلى عليك ، هل هذا الكلام صحيح ؟ كل يوم ندخل المسجد لنصلي ، لكن في أحد الأيام ندخله في نعش ليصلى علينا ، كل يوم تخرج من بيتك قائماً ، في مرة ستخرج في هيئة المسطح في النعش ، ولا ترجع ، بوم يدفن الميت يجلس أهله الساعة الـ11 ، لا يقولون : تأخر والله ، لم يرجع ، انتهى ، لا يتأخر ، لا يرجع أبداً ، نفتح الخزانة كل ثيابه تصدقوا بها ، حتى لا يتذكروه ، هكذا يفعلون ، كل شيء متعلق به يتصدقون به ، بعد جمعتين أو ثلاث ينسونه ، كان إنسان صار خبرا ، قال الله عز وجل :

﴿ وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ﴾
( سورة المؤمنون الآية : 44 ) .
كان إنسانا فصار خبرا ، فهذا الصيام من أجل أن تجعل المصيبة الكبرى الموت عرساً لك ، وأن تجعل المصيبة الكبرى الموت أحلى أيام الحياة .
" وا كربتاه يا أبتِ ، قال : لا كرب على أبيك بعد اليوم ، غداً نلقى الأحبة محمداً وصحبه " .

كنت مرة في تركيا ، وأعارني أحدهم كتاباً كتاب باللغة العربية ، قرأت قصة عالم كبير من علماء تركيا الأجلاء المخلصين العاملين ، ألّف كتيبا صغيرا عن حرمة تقليد الأجانب ، ولا سيما وضع قبعة الغرب على الرؤوس ، الغرب لهم قبعة معروفة ، بعد عشر سنوات كمال أتاتورك منع الزي الإسلامي وألزم الناس بالزي الغربي ، فجاء من يهمس في أذنه في كتاب يجعل هذا العمل كفراً ، هاتوا المؤلف ، وضعه بالسجن ، يعني في كل الدساتير بالعالم لا يمكن أن يطيق القانون بمفعول رجعي ، هذا العالم الجليل الوقور ، المخلص أودع بالسجن ، بدأ يكتب المذكرة ، أنه أنا الكتاب ألفته لكني نلت موافقة المعارف ، ولما نلت هذه الموافقة استحصلت على موافقة طبع ، ولما طبع الكتاب استحصلت على موافقة تداول فالكتاب في موافقة على التأليف ، وعلى الطبع ، وعلى التداول ، فما ذنبي ؟ القصة يرويها صديقه ، يكتب كتب أكثر من ثمانين صفحة للدفاع عن نفسه ، ما في ذنب إطلاقاً ، هذا زميله في السجن يراقبه .
مرة استيقظ بحالة من السرور لا توصف ، بحالة من البشر ، من التفاؤل وجه متألق ، عينان زئبقيتان ، أمسك هذه المذكرة ومزقها ، لمَ مزقتها ؟ ظللت تكتبها شهراً قال له : لا حاجة لي بها ، لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وقال لي : أنت غداً ضيفنا ، ثاني يوم شُنق ، لكن هو الشبكية شُنق ، أما في الحقيقة انتقل إلى رحاب النبي عليه الصلاة والسلام .
فالموت بين أن يكون مرعبا ، وبين أن يكون الموت أكبر مصيبة ، انتقال من كل شيء إلى لا شيء ، بين أن يكون الموت انتقال من لا شيء إلى كل شيء .

﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾
( سورة آل عمران ) .

أيها الإخوة ، الصيام من أجل أن تقلب مصيبة الموت إلى فرحة الموت ، من أجل أن تقلب مصيبة الموت إلى عرس ، من أجل أن تقلب مصيبة الموت إلى تحفة ، سأوضح لكم ذلك :
لو أن إنسانا عرضنا عليه عرضا ، هو ذكي جداً ، لكنه فقير ، لا يملك نقيرا ، قلنا له : ائتِ بدكتوراه لتكون وزير صحة دائما ، بمقاييس بلدنا ، وزير ، سيارة 600 ، بيت بالمالكي ، فيلّا ، شاليه على البحر ، دخل فلكي ، أناقة ، مثلاً ، للتقريب فقط ، هذا فقير ، لا نعرف ، ائتِ بالدكتوراه ، وتسلم هذا المنصب ، وتمتع بكل الدخل الكبير ، والبيت الواسع ، والمكانة ، والشأن ، راح لفرنسا ، اضطر أن يعمل بالمطعم في غسيل الصحون بالليل حارس ، وبالنهار يداوم ، ويقرأ أربع ساعات كل يوم ، أمضى ثماني سنوات صبرا ، ودواما ، ودراسة ، وتعلم لغة ، وغسيل صحون ، وحراسة ، إلى أن نال الدكتوراه في ثماني سنوات قدر ثمانين سنة ، تعب ، هم ، قلق ، فحص في الغلة الفرنسية ، أساتذة أشداء ، مناهج صعبة ، كتب كبيرة ، والمطعم إدارته حازمة جداً ، ويجب أن يكون يقظا ، بعدما أنهى الدراسة ، ونال الشهادة ، وصدق الشهادة ، وقطع بطاقة العودة ، وجمع أمتعته ، وركب المركبة ، وتوجه إلى المطار ، ودخل إلى بهو المطار ، وأبرز جوازه ، وأبرز البطاقة أعطوه بطاقة صعود إلى الطائرة ، حينما يضع رجله على سلم الطائرة أليست هذه اللحظة أسعد لحظات حياته ؟ هذا يوم فاصل ، انتهى الشقاء ، وبدأ النعيم ، انتهى التعب ، وبدأت الوجاهة .
هكذا المؤمن عند الموت ، " غداً نلقى الأحبة محمداً وصحبه " .
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ .
تقون هذه الحفرة ، القبر ، ظلمة القبر ، ثعبان القبر ، ضمة القبر ، ماذا قال الله عزوجل :

﴿ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴾
( سورة غافر ) .
الفراعنة من 6000 سنة كل يوم يعرضون على النار صبحاً ومساء إلى قيام الساعة ، وبين أن يكون القبر روضة من رياض الجنة ، هذا الصيام فرصة لتحول أكبر مصيبة إلى أسعد لحظة ، اتقوا القبر ، وعذاب القبر ، اتقوا عذاب النار ، اتقوا عذاب الواحد الديان ، اتقوا العقاب .
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ .
إذاً هو دورة مكثفة لطاعة الله ، والصلح معه ، والائتمار بأمره ، والانتهاء عما عنه نهى وجزر ، والإقبال عليه ، وأن تذوق طعم القرب .
فلو شاهدت عيناك من حسننا الذي رأوه لـــما وليت عنا لغيرنا
ولــو سمعت أذناك حسن خطابنا خلعت عند ثياب العجب وجئتنا
ولـــو لاح من أنوارنا لك لائح تركت جميع الــكائنات لأجلنا
فـــما حبنا سهل وكل من ادعى سهولته قلنا لــــه قد جهلتنا
أيها الإخوة الكرام ، المؤمن في رمضان في أعلى حالات القرب ، ولكن يستطيع أن يتلافى ما فاته في رمضان بعد رمضان .
والحمد لله رب العالمين

ولم يزل السلف يتواصون بالتقوى

بسم الله الرحمن الرحيم

عن أبي ذر ومعاذ بن جبل -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم – قال :

" اتَّقِ اللهَ حَيثُما كُنْتَ ، وأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ ؛ تَمْحُها ، وخالِقِ الناسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ " .

ولم يزل السلف يتواصون بالتقوى

كان أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- يقول في خطبته :
" أما بعد .. فإني أوصيكم بتقوى الله ، وأن تثنوا عليه بما هو أهله ، وأن تخلطوا الرغبة بالرهبة ، وتجمعوا الإلحاف بالمسألة ؛ فإن الله أثنى على زكريا وأهل بيته فقال : { إنَّهم كانوا يُسارِعون في الخَيْراتِ ويَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكانُوا لَنا خَاشِعِينَ } .

ولمّا حضرته الوفاة وعهد إلى عمر؛ دعاه فوصّاه بوصية ، وأول ما قال له :
اتق الله يا عمر!

ولم يزل السلف يتواصون بالتقوى

كتب عمر إلى ابنه عبد الله :
أما بعد ؛ فإني أوصيك بتقوى الله -عز وجل- ؛ فإنه من اتقاه وقاه ، ومن أقرضه جزاه ، ومن شكره زاده، فاجعل التقوى نصب عينيك وجلاء قلبك .

ولم يزل السلف يتواصون بالتقوى

استعمل علي بن أبي طالب رجلا على سرية ، فقال له :
أوصيك بتقوى الله الذي لا بد لك من لقائه ، ولا منتهى لك دونه ، وهو يملك الدنيا والآخرة .

ولم يزل السلف يتواصون بالتقوى

كتب عمر بن عبد العزيز إلى رجل :
أوصيك بتقوى الله -عز وجل- التي لا يقبل غيرها ، ولا يرحم إلا أهلها ، ولا يثيب إلا عليها ؛ فإن الواعظين بها كثير ، والعاملين بها قليل ، جعلنا الله وإياك من المتقين .

لما ولي خطب ، فحمد الله ، وأثنى عليه ، وقال :
أوصيكم بتقوى الله -عز وجل- ؛ فإن تقوى الله خلف من كل شيء ، وليس من تقوى الله خلف .

ولم يزل السلف يتواصون بالتقوى

قال رجل ليونس بن عبيد :
أوصني . فقال : أوصيك بتقوى الله والإحسان ؛ فـ{ إنَّ اللهَ مَعَ الّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنونَ } .

قال له رجل يريد الحج : أوصني ، فقال له :
اتق الله ؛ فمن اتقى الله ؛ فلا وحشة عليه .

ولم يزل السلف يتواصون بالتقوى

قيل لرجل من التابعين عند موته : أوصنا . فقال :
أوصيكم بخاتمة سورة النحل : { إنَّ اللهَ مَعَ الّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنونَ } .

كتب رجل من السلف إلى أخ له :
أوصيك بتقوى الله ؛ فإنها أكرم ما أسررت ، وأزين ما أظهرت ، وأفضل ما ادخرت ، أعاننا الله وإياك عليها ، وأوجب لنا ولك ثوابها .

كتب رجل منهم إلى أخ له :
أوصيك وأنفسنا بتقوى الله ؛ فإنها خير زاد الآخرة والأولى ، واجعلها إلى كل خير سبيلك ، ومن كل شر مهربك ؛ فقد توكل الله ـ عز وجل ـ لأهلها بالنجاة مما يحذرون ، والرزق من حيث لا يحتسبون .

ولم يزل السلف يتواصون بالتقوى

كتب ابن السماك الواعظ إلى أخ له:
أما بعدُ .. أوصيك بتقوى الله الذي نَجيّك في سريرتك، ورقيبك في علانيتك، فاجعل الله مِن بالِك على كل حالِك في ليلِك ونهارِك، وخَفِ الله بقدر قُربِه منك وقدرته عليك، واعلم أنك بِعَيْنه ليس تخرج من سلطانه إلى سلطان غيره، ولا من ملكه إلى مُلك غيره، فليعظم منه حذَرُك، وليكثر منه وَجَلُك .. والسلام.

ولم يزل السلف يتواصون بالتقوى

كان وهيب بن الورد يقول:
خَف الله على قدر قدرته عليك، واستحيِ منه على قدر قُربه منك.
وقال له رجل:
عظني. فقال: اتق الله أن يكون أهون الناظرين إليك.

ولم يزل السلف يتواصون بالتقوى

قال شعبة : كنت إذا أردت الخروج قلت للحكم : ألك حاجة ؟ فقال : أوصيك بما أوصى به النبي -صلى الله عليه وسلم- معاذ بن جبل : " اتَّقِ اللهَ حَيثُما كُنْتَ ، وأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ ؛ تَمْحُها ، وخالِقِ الناسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ " .

ولم يزل السلف يتواصون بالتقوى

<<<< منتقى من جامع العلوم والحكم >>>>

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يا لها من وصية ..

وقد أوصى الله سبحانه نبيّه صلوات ربي وسلامه عليه بها
فابتدأ بها في سورة الأحزاب حيث قال تبارك وتعالى: { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ … } [سورة الأحزاب: 1]

وفي الخُطَب والدروس العلمية والمحاضرات العامة أيضًا ..

فقبل الشروع في الموضوع وبعد الثناء على الله سبحانه والصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم يقرأون قوله تعالى:

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } [آل عمران: 102]
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } [سورة النساء: 1]
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا } [سورة الأحزاب: 70]

وغيرها من الآيات ..

اللَّهُمَّ اجْعَلْنا مِمَّنْ يُبَشَّرُ عِنْدَ الْمَوْتِ بِرَوْحٍ وَرَيْحانٍ، وَرَبٍّ رَاضٍِ غَيْرِ غَضْبانِ
اللهم اغفر لي و لوالدي و ارحمهما كما ربياني صغيرا

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ وَتَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ

اللَّهُمَّ اجْعَلْنا مِمَّنْ يُبَشَّرُ عِنْدَ الْمَوْتِ بِرَوْحٍ وَرَيْحانٍ، وَرَبٍّ رَاضٍِ غَيْرِ غَضْبانِ
اللهم اغفر لي و لوالدي و ارحمهما كما ربياني صغيرا

اللهم أعني ولا تعن علي، واهدني ويسر الهدى لي، وانصرني على من بغى علي ، رب تقبل توبتي واغسل حوبتي وأجب دعوتي وثبت حجتي واهد قلبي وسدد لساني واسلل سخيمة صدري

‏الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ

النجوى في إدراك التقوى

النجوى في إدراك التقوى

خالد سعود البليهد

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين: أما بعد فالتقوى مفتاح كل خير في الدنيا والآخرة وعنوان السعادة ، والعبد أحوج ما يكون إلى لزوم التقوى في جميع أحواله ولا يصلح حاله ويتيسر أمره إلا بذلك , والتارك للتقوى متعسر عليه أمره وفاقد للسعادة في الدنيا والفلاح في الآخرة .

وقد أمر الله عباده بالتقوى فقال سبحانه ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) وقال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون )
وقال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) وقد وصى الله بها الأولين والآخرين فقال سبحانه ( ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله ) .
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ملازما للتقوى من أخشى العباد لله وأتقاهم له , وكان يسأل الله الثبات على التقوى , وكان يوصى أصحابه بذلك كما قال لأبى ذر : " اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن" رواه الترمذي.
وقال : " أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة " رواه أبو داود والترمذي, وبين أن أهل التقوى هم أفضل الناس وأكرمهم عند الله فقد سئل صلى الله عليه وسلم " من أكرم الناس فقال اتقاهم" متفق عليه
وقيل : يا رسول الله أي الناس أفضل , فذكر المجاهد ثم قال " مؤمن في شعب من الشعاب يتقى الله ويدع الناس من شره " متفق عليه.
وقال صلى الله عليه وسلم " إن الله يحب العبد التقى النقي الخفي " رواه مسلم.
وكان السلف الصالح يتواصون بالتقوى.

والتقوى أن يجعل العبيد بينه وبين عذاب الله وعقابه وقاية تقيه من ذلك , ويكون ذلك بفعل الأوامر واجتناب النواهي , فالتقوى اسم جامع لطاعة الله والعمل بها في ما أمر به أو نهى عنه , فإذا انتهى المؤمن عما نهاه الله وعمل بما أمره الله فقد أطاع الله وأتقاه.

وقال ابن القيم : التقوى ثلاث مراتب :
(1) حمية القلب والجوارح عن الآثام والمحرمات.
(2) حميتها عن المكروهات .
(3) الحمية عن الفضول وعما لا يعنى .

وقد كان السلف الصالح يتقون بعض المباحات خشية الوقوع في المحرمات , فيجعلون التقوى حائلا منيعا من الوقوع فيما حرم الله , قال الحسن : ما زالت التقوى بالمتقين حتى تركوا كثيرا من الحلال مخافة الحرام "

وفى الحديث " لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا مما به بأس"

* وللتقوى ثمرات عظيمة:
(1) تحقق معية الله قال تعالى ( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ).
(2) حصول محبة الله قال تعالى ( إن الله يحب المتقين ).
(3) دوام المحبة بين المتقين قال تعالى ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ).
(4) تيسير الأمور قال تعالى ( ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا ).
(5) الانتفاع بالقرآن قال تعالى ( ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين ).
(6) الفلاح قال تعالى ( واتقوا الله لعلكم تفلحون ).
(7) الوقاية من الخوف والحزن قال تعالى ( فمن اتقى وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ).
(8) قبول العمل قال تعالى ( إنما يتقبل الله من المتقين ).
(9) مقعد الصدق قال تعالى ( إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر).
(10) الحفظ من كيد الأعداء , قال تعالى ( وأن تتقوا وتصبروا لا يضركم كيدهم شيئا ).
(11) غفران الذنوب قال تعالى ( من يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا ).
(12) حصول الرزق قال تعالى ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ).
(13) الفرقان بين الحق والباطل, قال تعالى ( إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا )
(14) الحفظ من وساوس الشيطان , قال تعالى ( إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون ).
(15) النجاة من النار قال تعالى ( وان منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجى الذين اتقوا ).
(16) دخول الجنة ( تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا ).

* وللتقوى طرق إذا سلكها العبد أوصلته إليها:
1- أداء الفرائض قال تعالى ( يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون )
2- مجاهدة النفس قال تعالى ( والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم )
3- الدعاء ( واجعلنا للمتقين إماما ) وكان رسول الله يدعو " آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها" رواه مسلم.
4- إتباع الحق قال تعالى ( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون)
5- تلاوة القران ( وكذلك أنزلناه قرانا عربيا وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا ).

* وثمة أمور لا تنافى التقوى ولا تمنع الإتصاف بها :
(1) مقارفة الصغائر مع عدم الإصرار عليها .
(2) الوقوع في الكبائر أحياناً مع التوبة والإقلاع عنها , قال تعالى في وصف المتقين ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون ).
(3) الاستمتاع بالمباحات وملذات الدنيا .
والحاصل أن من لزم الطاعة وغلب عليه امتثال الأوامر واجتناب النواهي وكان ظاهره السلامة من الآثام دخل في عداد أهل التقوى واتصف بها ولو قارف صغيره أو ألم بكبيرة أو توسع في مباح كما دل الشرع على ذلك , ولا يكاد أحد يسلم من هذا حتى الصديقين والصالحين .

والفرق بين المتقي وغيره أن المتقي وقاف عند حدود الله رجاع للحق إذا حصل منه تقصير سريع الإنابة من الغي إلى الرشد لا يغتر بحلم الله ولا يأمن مكره ، وهكذا كان حال الصحابة ، أما الفاجر فعاكف على شهوته ملازم للغفلة بعيد عن التوبة لا يقيم لحدود الله شأنا ولا يرفع بالموعظة رأسا عبداً للدنيا كأنه مخلداً فيها.

* موانع التقوى :
1- الجهل .
2- إتباع الهوى.
3- حب الدنيا.
4- طول الأمل.

* وقد أمر الشارع باتقاء أمور عظيمة :
1- اتقاء النار قال النبي صلى الله عليه وسلم " اتقوا النار ولو بشق تمره"
2-اتقاء الشبهات قال النبي صلى الله عليه وسلم " فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه"
3 -اتقاء الرياء قال النبي صلى الله عليه وسلم " أيها الناس اتقوا هذا الشرك فانه اخفي من دبيب النمل" رواه احمد .
4-اتقاء دعوة المظلوم " قال النبي صلى الله اتقوا الظلم فان الظلم ظلمات يوم القيامة"
5- اتقاء الشح قال النبي صلى الله عليه وسلم واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم "رواه مسلم
6- اتقاء الدنيا والنساء قال النبي صلى الله عليه وسلم " فاتقوا الدنيا واتقوا النساء"
7- اتقاء شر اللسان قال النبي صلى الله عليه وسلم " ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟ قلت بلى يا نبي الله فأخذ بلسانه قال : كف عليك هذا" رواه الترمذي.

* وليس في قول النبي صلى الله عليه وسلم " التقوى هاهنا وأشار إلى صدره " حجة لمن زعم أن من عرف الله بقلبه كان من أهل التقوى ولو كان مفرطا في الواجبات مسرفا في المحرمات ، إنما المراد أن التقوى أصله في القلب , ومن اتقى قلبه اتقت جوارحه ومن فسدت جوارحه فسد قلبه , فالجوارح تابعة للقلب صلاحا وفسادا ، ومن ادعى التقوى وهو مطلق جوارحه في المعاصي فهو كاذب في دعواه مخالف للشرع مخادع لنفسه والله المستعان .

* ومما يعين على تحصيل التقوى :
أولا : التعرف على الله بأسمائه الحسنى وصفاته وتصور عظمته وإحاطة علمه وعظيم سلطانه وقهره وملكوته , فإذا تصور العبد ذلك أورثه الخشية و الإنابة ولزوم الطاعة.
ثانيا : معرفة عذاب الله وعقابه واثآر سخطه وغضبه ونقمه ومقته والتعرف على تفاصيل ذلك في الكتاب والسنة فإذا تفكر العبد في ذلك أورث عنده مقام المراقبة والمشاهدة والمحاسبة .
ثالثا : التدبر في نعيم أهل التقوى وما أعده الله لهم من المنازل والسرور والحبور والقصور فإذا تدبر العبد ذلك أقبل على الطاعة وعظم عنده الرجاء والطمع في رحمة الله.
رابعا : النظر في سير المتقين السابقين وصحبة الصالحين وملازمتهم فان العبد إذا لازم أهل التقوى تأثر بهم واهتدى بطريقتهم.
خامسا : حبس النفس على فعل الخيرات ومجاهدتها على ترك السيئات فان النفس إذا قسرت على الخير وفطمت عن الشر شق ذلك عليها أول الأمر ثم ألفته بعد ذلك وصار عادة لها .
سادسا : الفرار من أصحاب السوء وأهل المجون و الابتعاد عن بيئة الفساد وأماكن الفتنة , فان المرء يتأثر غالبا بالشر ويألف المعصية والنفس داعية للعصيان واتباع الشهوات محبب لها.

☻ التقوى تجلب الأرزاق – قصة‎ قصيره

التقوى تجلب الأرزاق – قصة
((مرّ ابن عمر براعي غنم، فقال: بعنا شاة من غنمك نجتزرها ونطعمك من لحمها،
قال: الراعي إنها ليست لي، إنها لمولاي،
قال ابن عمر: قل له أكلها الذئب،
فرفع الراعي رأسه إلى السماء، ومضى وهو يقول: فأين الله،
قال ابن عمر: فأنا والله أحق أن أقول: فأين الله،
فاشترى ابن عمر الراعي لأنه كان عبداً مملوكاً، واشتر الغنم فأعتقه وأعطاه الغنم))رواه الطبراني في معجمه الكبير وصححه الألباني ورجاله ثقات.
قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ} (سورة الأعراف:96)

جزاكي الله خير اختي على القصة الله يرزقنا واياكي من اوسع ابوابة

يزاج الله كل خير اختي

اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك اللهم آمين

جزيت الفردوس الأعلى غاليتي

(( و من يتقي الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب ))

جزاك الله خير

اللهم ارزقنا من حيث لانحتسب

يزاج الله كل خير اختيه

بارك الله فيك اختي …

وتعاونوا على البر والتقوى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خواتي الغاليات من بدا وتعاونوا على البر والتقوى
قريت في المنتدى موضوع وحبيت طبقه على الاهل
وقبل رمضان انشاء الله ببدي وهو عبارة عن اي بشتري حصالات وبوزعها على الاهل
وبطلب منهم انهم يحطون فيها صدقات طول الشهر
وبعدين بلمها وبوزعها على الفقارى قبل العيد عسب يستفيدون منها
واذا في بنات عندهم افكار ثانية لايبخلون علينا
والدال عالخير كفاعله
وسلمتن الغاليات

فكره حلوه الله يجعله في ميزان حسناتج

فكره روعه ….بحاول افكر بفكره ثانيه بعد ..

الله يجعلها في مزان حسناتج ..

جزاج الله خير غاليتي

لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى

(( لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى ))

السؤال : متى يكون الأعجمي أفضل من العربي ؟

الشيخ عبد العزيز بن باز ر-حمه الله-

الحكم في ذلك كما نبه الله سبحانه عليه في قوله تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ
لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ[1]
فإذا كان العجمي أتقى لله فهو أفضل،
وهكذا إذا كان العربي أتقى لله فهو أفضل،
فالفضل والكرم والمنزلة بالتقوى،
فمن كان أتقى لله فهو أفضل سواء كان عجمياً أو عربياً.
[1] سورة الحجرات من الآية 13.

مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء الخامس.
https://www.ibnbaz.org.sa/mat/1833

يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ
لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ
[1]

بارك الله فيك اختي
ولا حرمك الأجر والثواب

بارك الله فيك

اللهم آمين وياكم ،، وفيكم بارك الله