بسم اللة الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد صلى اللة علية وسلم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وعلى آله و صحبه أجمعين. أما بعد :
إن محبة الله عز وجل منوطة بإتباع هذا النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه فمن لم يتبعه وادعى محبته فهو كاذب في دعواه قال تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [سورة آل عمران: 31]. فالواجب علينا معشر المسلمين اتباعه في جميع ما يحبه ويرضاه.
إن الله تبارك وتعالى قد بين في كتابه الكريم وبين رسوله في سنته القواعد الصحيحة التي يجب على المسلم أن يسير عليها فقال تعــالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [سورة الحشر: 7 ], وقال صلى الله عليه وسلم : «فمن رغب عن سنتي فليس مني» [رواه البخاري ومسلم] .
وإن من سنته صلى الله عليه وسلم التي أمر بها وحض عليها السواك فقد بين صلى الله عليه وسلم أنه من خصال الفطرة وأنه مطهرة للفم مرضاة للرب وهو من الطهارة الظاهرة والمسلم كما هو مأمور بالطهارة الباطنة وهى تطهير القلب وإخلاص العبادة لله مأمور بالطهارة الظاهرة وهى النظافة ودفع الأوساخ والأقذار.
تعريف السواك
وعرفه الشافعية والحنابلة: أنه استعمال عود أو نحوه في الأسنان لإذهاب التغير ونحوه ( المجموع ، كشاف القناع ) . ويؤخذ المسواك غالبا من جذور شجرة الأراك وفي بعض الأحيان من أغصانها .
فضل السواك
السواك فضله كبير ويكفيه رضا الرب سبحانه وتعالى، الدليل حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «السواك مطهرة للفم مرضاة للرب» [رواه البخاري] .
1- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لولا أن أشق على أمتي- أو على الناس- لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة» [رواه البخاري] وفي رواية «عند كل وضوء» [رواه البخاري].
2- حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم «كان إذا دخل بيته بدأ بالسواك» [رواه مسلم] .
3- حديث حذيفة رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك» [رواه البخاري]. ( يشوص: يدلك أسنانه وينقيها) .
السواك من خصال الفطرة
حديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عشر من الفطرة: قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، واستنشاق الماء، وقص الأظفار، وغسل البراجم، ونتف الإبط، وحلق العانة، وانتقاص الماء» [رواه مسلم] .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في كلامه على الفطرة في هذه الأحاديث: المراد أن هذه الأشياء إذا فعلت اتصف فاعلها بالفطرة التي فطر الله العباد عليها وحثهُم عليها واستحبها لهم ليكونوا على أكمل الصفات وأشرفها صورة. فتح الباري.
وقال ابن القيم رحمه الله الفطرة: فطرتان: فطره تتعلق بالقلب وهى معرفة الله ومحبته وإيثاره على ما سواه. وفطرة عملية هي هذه الخصال. فالأولى: تزكي الروح، وتطهر القلب.
والثانية: تطهر البدن. وكل منهما تمد الأخرى وتقويها تحفة المودود في أحكام المولود .
حكــــم الســــواك
ذهب جمهور العلماء من أئمة الأمر أن السواك سنة مؤكدة وليس بواجب للرجل والمرأة والدليل حديث عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يستاك فيعطيني السواك لأغسله فابدأ به فأستاك ثم أغسله وأدفعه إليه» [رواه أبو داود، والبيهقي]. ولو كان السواك خاصا بالرجال لنهاها عن استعماله ولكنه أقر فعلها فعلم أنه مشروع للنساء كالرجال
و السواك جائز مطلقاً في أول النهار وآخره للصائم ، وهو مروي عن عمر ، وابن عباس ، وعائشة رضي الله عنهم
وجمهور العلماء وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم.
أوقات تأكد السواك
الفقهاء متفقون على تأكد استحباب السواك في الحالات التالية:
1- عند الوضوء. لحديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء» [رواه البخاري].
2- عند القيام للصلاة. لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لولا أن أشق على أمتي أو على الناس لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة» [رواه البخاري].
3-عند القيام من النوم. لحديث حذيفة رضي الله عنه قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك» [رواه البخاري] .
4- عند دخول المنزل. لحديث عائشة رضي الله عنها «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل بيته بدأ بالسواك» [رواه مسلم].
5- عند تغير الفم واصفرار الأسنان. لحديث عائشة رضي الله عنها «أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : السواك مطهرة للفم مرضاة للرب» [رواه البخاري] .
6- عند قراءة القرآن الكريم: وذلك لما روى عن علي رضي الله عنه أنه أمر بالسواك وقال: قال صلى الله عليه وسلم: «إن العبد إذا تسوك ثم قام يصلي قام الملك خلفه فيستمع إلى قراءته فيدنو منه – أو كلمة نحوها – حتى يضع فاه على فيه فما يخرج من فيه شيء من القرآن إلا صار في جوف الملك فطهروا أفواهكم للقرآن» [رواه البيهقي]. وقال البزار رجاله ثقات.
غسل السواك
ويستحب غسل السواك قبل استعماله وكذلك عند الانتهاء من استعماله ( المحتاج، المبدع ). لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: «رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيني السواك لأغسله ، فأبدأ به فأستاك ، ثم أغسله ثم أدفعه إليه» [رواه أبو داود].
ويجوز أن يستعمل السواك الواحد لأكثر من شخص ( المجموع، المبدع).
لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستن وعنده رجلان أحدهما أكبر من الآخر، فأوحى الله إليه في فضل السواك (( أن كبر )) أعط السواك أكبرهما» [رواه أبو داود وصححه الألباني].
قال الخطابي رحمه الله فيه : أن استعمال سواك الغير ليس بمكروه على ما يذهب إليه بعض من يتقزز إلا أن السنة فيه أن يغسله ثم يستعمله
www.sewak.com