أجوبة مهمة في ((السِّحْـرِ وَالْعَـيْن والرقية))

الأسئلة


– ما حكم من تعلق عظماً أو كأساً أو ما سواهما لدفع العين والحاسد ؟
الجواب : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((مَنْ تَعَلَّقَ شَيْئًا وُكِلَ إِلَيْهِ)) وقال النبي عليه الصلاة والسلام ((إِنَّ الرُّقَى وَالتَّمَائِمَ وَالتِّوَلَةَ شِرْكٌ)) فتعليق هذه الأشياء سببٌ إلى أن يُوكل إليها ، ومن وُكل إلى عظم أو كأس ما النتيجة التي سيحصِّلها ؟ وما الغنيمة التي سينالها إذا وكل إلى عظم يعلقه على جسده ؟ ((مَنْ تَعَلَّقَ شَيْئًا وُكِلَ إِلَيْهِ)) أيضاً قصة الرجل الذي رأى النبي صلى الله عليه وسلم في يده خيط قال : (( مَا هَذِهِ ؟ قَالَ هَذِهِ مِنْ الْوَاهِنَةِ ، قَالَ : انْزِعْهَا فَإِنَّهَا لَا تَزِيدُكَ إِلَّا وَهْنًا )) فهذه الأشياء لا يحصل بسببها عافية أو سلامة أو وقاية من عين أو نحو ذلك بل إنها تزيد الإنسان وهنا على وهن وضعفاً إلى ضعف وعلة إلى علة ، وتعليق الخيوط والحروز والعظام والصدف والحلقات من الصُّفُر أو النحاس أو الحديد أو التعاليق التي تعلَّق فهذه كلها أمور محرمة في دين الله تبارك وتعالى بل هي من الشرك ، هل هي من الشرك الأكبر أو من الشرك الأصغر؟ هذا يختلف باختلاف حال من علَّقها ؛ إذا كان معلقاً لها معتقداً أن فيها نفعاً وضراً وعطاءً ومنعاً فهذا شرك أكبر ناقل من ملة الإسلام، وإذا كان يعتقد أنها سبب فهذا من الشرك الأصغر لأنه وسيلة تُفضي بالإنسان إلى الشرك الأكبر.
الشاهد أن هذه التعاليق تعاليق محرمة وقد تنوعت عند الناس بصور كثيرة وأشكال مختلفة ؛ بعضهم يعلِّق على عنقه أو في سيارته تعليقة يُرسم عليها عين ، بزعم العوام أن هذه العين ترد العين ، وبعضهم يضع في سيارته يداً مرسوماً بداخلها عين ، واليد متحركة إذا مشى تتحرك العين كأنها تقول للعين لا تصيبيني يشير لها بعدم الإصابة كل هذه من خرافات العوام ومن جهلهم ومن ضياعهم ، يتعلقون بهذه الأشياء التي لا تفيد ولا تنفع ولا يعلِّقون قلوبهم بمن بيده أزمة الأمور سبحانه وتعالى.

– هل القول بأن صاحب العين يُصلى عليه صلاة الميت لدفع عينه والشفاء منه ؟ هل هذا له أصل؟
الجواب : هذا ليس له أصل ، وإنما العلاج مر معنا بتأصيل علمي وتقرير نافع في نقاطٍ عشرة عظيمة ذكرها العلامة ابن القيم رحمه الله .

– ثم يقول أخونا في آخر سؤاله : وما هو الثابت في الشرع في هذا الباب ؟
مر معنا كلام ابن القيم رحمه الله في هذا الباب ، وإذا كان السؤال متعلق بالعين فإذا كان يعلم العائن من هو فإنه الشرع يدل أيضاً على مشروعية الأخذ من مائه إذا اغتسل أو توضأ ، وأن يغتسل منه أو يتوضأ منه أو يُرش عليه منه فإن هذا الأسباب التي دل عليها الشرع الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

هناك أناس يقولون أننا نتعامل مع الجن من المسلمين لفك السحر فهل هذا يجوز؟
الجواب : أن هذا العمل ليس من الأعمال المشروعة ، ولا يجوز للإنسان أن يتصل بالجن سواءً زعموا أنهم مسلمين أو لم يزعموا لأن هذا من باب الشر ، ولو لم يكن في هذا الأمر إلا القاعدة الشرعية سد الذرائع المفضية إلى الباطل لكان ذلك وحده كافياً.

– ما الراجح في القراءة على الماء وشربه للتخلص من العين والسحر؟
القراءة في الماء وشربه لا بأس به جاء عن عدد من السلف هذا الأمر ، والأوْلى أن تكون القراءة والنفث على المصاب مباشرة ، والأوْلى أيضاً أن المصاب لا يسترقي ، لا يطلب من يرقيه ، الأكمل أن لا يذهب إلى من يرقيه، وإن ذهب هذا لا يؤثر إلا على كمال توكله ، تأثيره على كمال التوكل وهو خلاف الأوْلى ، والأولى به أن يكون في هذا الباب يرقي نفسه ويلجأ إلى الله ويُقبل على الله ويقوم بهذه الأمور العظيمة التي ذكرها ابن القيم.

– كلما أُقدِم على أمر ما أشعر أن النجاح لا يكون حليفي بسبب العين ، اشتريت سيارة فعملت حادثا ورُزقت مولوداً فمات ؛ فأصبحت أن العين تطاردني؟
أحياناً الإنسان لا يكون مصاباً بعين ولكنه يستجلب لنفسه أوهاماً ، ويكون فكره لتوارد خواطر وجود العين فيه متكررة في خاطره يذكر حادثةً أو حادثتين فيبني عليها أمره كله . الآن هذا السائل نفسه لو ترك هاتين الحادثتين اشتريت سيارة فعملت حادث ورُزقت مولود فمات ، دعك من هاتين الحادثتين وتفكر في أحوالك الأخرى تجد أنك في نعمة ، لو تفكرت في حالك بعيداً عن استحضار هاتين القصتين واستحضار أنك مصاب بعين أو توهم بأنك مصاب بعين ستجد أن حياتك وأيامك مليئة بالنجاح والتوفيق والسداد ، من النجاحات التي تحققت لك أنك موجود الآن جئت المسجد وحضرت المحاضرة ؛هذا نجاح وتوفيق من الله سبحانه وتعالى وتيسير لك ، فلو تتفكر تجد أن حياتك مليئة بالنجاح ، فلا تأتي وتعُدّ حادثتين حصلت وتقول هذا دليل على أنني مصاب بعين وأن العين تلاحقني أينما ذهبت ، فبعض الناس يضخِّم بعض الأمور ويعظِّمها في نفسه فيُمرض نفسه بنفسه. فنصيحتي لك أن تبتعد عن هذه الهواجس والأفكار وأن تلتجئ إلى الله سبحانه وتعالى وتحقق المعاني العظيمة التي مر معنا تقريرها في كلام ابن القيم رحمه الله تعالى .

– كيف نحصن الصغير من العين والحسد والسحر؟
تحصين الصغير بتعويذه ، إذا كان لا يستطيع الصغير أن يتعوذ يعوذه أبوه أو أمه " أعيذك بكلمات الله التامة من شر ما خلق " يعوذه بالمعوذتين ، حتى لو لم يكن ابنه عنده حاضراً يعوذه يقول أعيذه بكلمات الله التامة ، فالشاهد أن تعويذ الأبناء من الأمور المطلوبة ، وكذلك تعويد الأبناء على التعوذ والالتجاء والمحافظة على الأذكار أذكار الصباح والمساء وعند النوم .

– انتشرت في الآونة الأخيرة قنوات السحر والشعوذة فما حكم مشاهدتها بقصد التسلية ؟ وهل من نصيحة لمن أُبتلي بمشاهدة هذه القنوات؟
مشاهدة هذه القنوات حرام ، والنظر إليها إثم وباب شر على الإنسان ، ومن ينظر إلى هذه القنوات مخاطِر بدينه، وكم من إنسان أصيب في دينه بمقتل بسبب أمثال هذه المخاطرات ، وقد قال السلف قديماً " إن كنت مخاطراً بشيء فلا تخاطر بدينك " خاطر بمالك بتجارتك أما الدين لا تخاطر به ، وكثير من الناس لا يُبالي بدينه يخاطر به مخاطرة عجيبة ، تجده يفتح القنوات الفضائية لا يغلق منها قناة ، ينظر إلى كل قناة أياً كانت ، ويدخل في المواقع التي في الانترنت ولا يبالي بأي موقع من هذه المواقع ؛ فهذه مخاطرة بالدين ، وكثير من الشباب دخل في هذه القنوات أو في تلك المواقع مع قلة علم وقلة فهم فدخلت عليه شبهات لم تأثر في أخلاقه فقط بل أثرت حتى في عقيدته ، ودخلت على بعض الشباب عقائد فاسدة ومذاهب منحرفة وشبهات من النصارى من اليهود من أصحاب العقائد المنحرفة كل ذلك بسبب المخاطرة بالدين ، قارن حال هؤلاء بحال السلف ؛ عبد الله بن المبارك دخل عليه رجل من أهل الأهواء وقال أريد أن أقرأ عليك آية من كتاب الله ، قال أخرجوه عني ، قال أريد أن أقرأ عليك آية من كتاب الله ، قال أخرجوه عني ، فلما خرج قالوا إنما أراد أن يقرأ عليك آية من كتاب بالله ! قال رحمه الله : " خشيت أن يطرح عليَّ شبهة تجلجل في صدري حتى أموت " وعبد الله بن المبارك إمام من كبار التابعين يقول " خشيت أن يطرح عليَّ شبهة تجلجل – يعني تتردد – في صدري حتى أموت " كم من الشبه الآن تتردد في نفوس الشباب بسبب النظر إلى القنوات أو بسبب النظر في المواقع !! شبهات كثيرة ، بل أصبحتَ ترى في بعض الأسئلة التي تُطرح على أهل العلم كلها شبهات ، يقول أنا يا شيخ محتار بين كذا وكذا ، وأنا حيرني الأمر الفلاني أو عندي شبهات ، وتجد بعضهم في نفسه أحاديث كثيرة ضعيفة ملأ فكره بها وشغل ذهنه بها ، والعلم النافع المؤصل لا يعرف عنه شيء وليس عنده منه خبر !! وهذا كله بسبب المخاطرة بالدين.
فالشاهد أن هذه القنوات لا يجوز النظر إليها ، ومن ينظر إليها فهو آثم ومخاطِر بدينه ، ولا يجوز النظر إليها ولا حتى من باب التسلية أو تمضية الوقت ؛ فإن هذا من تضييع الدين والوقوع فيما يسخط رب العالمين . نسال الله عز وجل للجميع التوفيق والحفظ والعون والسداد.

والله تعالى أعلم ، وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

مشكوره اختي

كنت دوم ابا اعرف تحصبن الاططفال

العفو أختي .. حياج الله

جزاك الله خيرا وبارك الله فيكي ..~