"الحكمة تقول: تفاءلوا بالخير تجدوه"

فيما يتعلق بالتنبيه من الأحاديث المنسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم خطأ أو كذبا .. وحديث اليوم: "تفاءلوا بالخير تجدوه" هو حكمة صحيحة ولكن لم يقلها النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الصيغة وتفضلوا التفصيل:
تحذير من نسبة هذا الكلام: "تفاءلوا بالخير تجدوه". إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن هذه المقولة منسوبة خطأ وغلطاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يجوز نسبتها إليه صلى الله عليه وسلم لأنها مقولة لا توجد في كتب الحديث ولا لها إسناد يعتمد عليه، وكل ما ليس له سند يعتمد عليه لا يجوز روايته ولا نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
البديل عن هذه المقولة: يقول الله تعالى في الحديث القدسي الصحيح: "أنا عند ظن عبدي إن خيراً فخير ، وإن شراً فشر" وفي رواية: "أنا عند ظن عبدي بي، إن ظن خيراً فله، وإن ظن شراً فله". والظن هنا يعني الاعتقاد.. فمن تفاءل واعتقد الخير يسّر الله له الخير إن شاء الله ..
هذا الحديث يقرر المقولة السابقة بأن الإنسان عندما يتفاءل بالخير يوفقه الله للخير وعندما يتفاءل بالشر ييسر له الشر .. حسب نيته وقصده وسعيه وتفاؤله ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يُعْجِبُنِي الْفَأْلُ الصَّالِحُ الْكَلِمَةُ الْحَسَنَةُ". رواه البخاري.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الفأل الحسن، ويكره الطِّيَرَةَ. حديث صحيح رواه أحمد في المسند. والطيرة تعني التشاؤم من يوم معين أو إنسان معين أو زمن معين أو جهة معينة أو التشاؤم من الحياة. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكره هذا كله، ويحب عكسه: التفاؤل بالحياة مع ما يمر الإنسان فيها من ظروف قاسية أو مواقف حرجة.
فإن قيل: هل يصح أن نذكر هذه المقولة: "تفاءلوا بالخير تجدوه" على أنها حكمة من دون أن ننسبها إلى النبي صلى الله عليه وسلم؟
الجواب: نعم بحيث لو قال المستدل بهذه المقولة: "الحكمة تقول: تفاءلوا بالخير تجدوه" صح هذا الكلام ..
نقلا عن مستشار الأحلام .. الأستاذ أديب الكمداني