الذكر والصلاة على النبي للدكتور عائض القرني

من معالم السعادة في حياة المرأة المسلمة بل في حياة المسلمين جميعا رجالا ونساء تدبر ما يذكرونه من ذكر ربهم سبحانه وتعالى .. كالكلمات الأربع "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر".
الحمد لله .. والصلاة والسلام على رسول الله .. وعلى آله وصحبه ومن والاه .. سلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته.
وقد قال معلم الخير عليه الصلاة والسلام فيما صححه عند مسلم "لئن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس".

هذه الأربع الكلمات جامعة لمعاني الخير والنبل .. وهي جامعة لتسبيحه سبحانه وتعالى وتنزيهه وشكره سبحانه وتعالى وتحمديه على النعم وإثبات الألوهية له جل في علاه ونفي الأنداد والشركاء وإثبات العظمة له بالتكبير جل في علاه .. فشملت هذه الكلمات الأربع كل معاني الرسالة التي بعث بها سيد الخلق عليه الصلاة والسلام .. فأحب الكلام إلى الله هذه الأربع الكلمات لا يضر البادئ كما في الحديث لا يضرك بأيهن بدأت بدأت .. بسبحان الله أو بالحمد لله أو بلا إله إلا الله أو بالله أكبر فهذه الكلمات ورد فيها نصوص تدل على فضلها وعظمتها كقوله صلى الله عليه وسلم لما أسري به ثم عرج به صلى الله عليه وسلم ولقي إبراهيم عليه السلام فقال: أقرئ أمتي علي مني السلام عليه .. وعلى رسولنا والأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام .. وأخبرهم بأن "الجنة قيعان وأن غراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر".. هذا غراس الجنة كل كلمة تغرس نخلة أو شجرة طيبة في جنات النعيم هذه الكلمات من يستحضرها من الرجال والنساء معناها أنها سوف تحل حيزا من وقته ومن حياته وتمنعه مما سواها من الكلمات اللاغية واللاهية والإسفاف في القول والتبذل في الحديث وتجمع له أجمل الكلمات ووصيتي أن تكون هذه الكلمات أن يداوم عليها اللسان ليلا ونهارا في مطلق الوقت "سبحان الله .. والحمد لله .. ولا إله إلا الله .. والله أكبر".. فإنه تنعقد لها دوي كدوي النحل وتنعقد حول عرش الرحمن ومن فضلها أيضا أنها طاردة الشيطان ورضاء الرحمن مذهبة للأحزان غارسة للأشجار والجنان مستوجبة تستوجب للعبد الرضوان فما أحسنها وما أجملها من كلمات .. وينبغي أن يعرف بعض المعاني من هذه الكلمات حتى يكون للإنسان فقه فمثل سبحان الله معناها أنزه الله وأقدس الله عما لا يليق به جل في علاه.

وأثبت له سبحانه وتعالى صفات الجلال والكمال والجمال فالله ينزه من أن يكون له شريك فاقول سبحان الله تنزه الله أقدس الله أنزه الله أبرئ الله أن يكون له شريك أو ند أو يكون له صاحبة أو ولد سبحان الله عما يشركون وسبح الله نفسه عما خلق الخليقة أو أتى بخلق عجيب أو بأمر عجيب فوق العادة .. كقوله سبحانه وتعالى "سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى" .. فعند ذكر عجائب القوم يسبح سبحانه وتعالى وعند ذكر ما لا يليق به جل في علاه يسبح وينزه جل في علاه والحمد لله معناها إثبات المحامد والمدائح لله يعني يحمد سبحانه وتعالى على أوصافه الجميلة وعلى أسمائه الجليلة وعلى نعمه الجزيلة جل في علاه.

فالمستحق للحمد صراحة هو الله وحده جل في علاه استوجب الحمد حتى ما أنا مفتخر بالحمد حاء ولا ميم ولا دال ، ولا إله إلا الله إثبات الألوهية له والعبودية وأنه لا يستحق العبودية إلا له وحده وأنه ليس له شريك في ألوهيته ولا في عبوديته جل في علاه ولا يستحق أن يصرف له العبودية إلا الله وحده.

وهذه "لا إله إلا الله" عليها مدار الرسالة وهي كلمة التوحيد وهي الجامعة الشافية المانعة في الباب.

و"الله أكبر" إثبات أن الله الكبير المتعال سبحانه وتعالى العظيم فكل صفات العظمة والكبرياء له جل في علاه وما سواه فحقير وصغير .. وإنما له سبحانه وتعالى المجد والجود والكرم وهو الصمد جل في علاه فهذه الكلمات هي زاد المؤمن في أحاديث طويلة وهنيئا لمن أكثر من ذكرها قائما وقاعدا وعلى جنبه ووصيتي للجميع أن يكثروا من هذه الكلمات الأربع.. التي هي عليها مدار الأذكار وكل ذكر فإنه يدخل في عموم هذه الاربعة سواء عموم التسبيح بأنواعه أو التحميد أو التهليل أو التكبير .. فما من ذكر إلا وله دخول في هذه الكلمات الأربع وهي أجمع كلمات أخبرنا بها سيد الخلق عليه الصلاة والسلام فهنيئا لمن أكثر منها ورددها وأدمن على النطق بها فهي الزاد ليوم المعاد ومن هدي خير العباد صلى الله عليه وسلم.

فاصل.

………………………………………….. …………………………………………
هنا كلمة جامعة ببابها وهي كاشفة للكرب بإذن الله سبحانه وتعالى كلمة المنكوبين والمنكوبات ومن أصابهم كرب من الرجال والنساء هي كلمة بإذن الله الواحد الأحد من أدمن عليها وأكثر منها ترفع الضائقة وتطرد الهم والغم؛؛ لأنها عظيمة وجليلة وقالها عبد صالح ونبي كريم لما وقع في ظلمات ثلاث ظلمة الليل وظلمة الحوت وظلمة البحر وصرخ من جوف الحوت من جوف البحر ومن جوف الليل لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .. فصارت من أصدق الكلمات ومن أروع العبارات ومن أقوى الجمل على الإطلاق وفيها من التوحيد لله سبحانه وتعالى والتنزيه له وإثبات ذنب العبد والاعتراف بالتقصير ما كانت سببا لنجاة هذا العبد المؤمن والرسول الكريم يونس بن متى عليه السلام.. ولذلك قال بعض الشعراء يوصي ابنه، ونادي إذا سجدت له اعترافا بما ناداه ذالنون بن متى

فكلمات الرجال والنساء المؤمنين عند الضوائق والشدائد "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين" فانظروا ما أحسن العبارة أولا بدأ بأحب الجمل إلى الله والأعمال وهو التوحيد فقال لا إله إلا أنت فأثبت لله الألوهية له سبحانه بلا شريط ولا ضد ولا ند .. إلا أنت سبحانك يعني نفى النقص عن الله ونزه الله وعظم ربه أن يكون في أحكامه جور أو في أفعاله خلل أو في قضائه زلل قال سبحانك ثم أتى سبحانك ثم أتى بالاعتراف .. والله يحب الاعتراف من المذنب أن يعترف أنه أذنب وقال إني كنت من الظالمين .. وكلنا يظلم نفسه ومن الذي سلم من الخطأ وكلكم خطاء وخير الخطائين التوابون فلما اعترف هذا الإنسان بأنه ظلم نفسه وأنه أخطأ وقصر جمع المحاسن في هذه الآية { لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ } .. فقارن بين التوحيد والاستغفار {فاعلم أنه لا إله إلا الله هذا التوحيد واستغفر لذنبك}.. هذا استغفار وتوبة فاستقيموا إليه هذا توحيد واستغفروه فذكر التوحيد والاستغفار.

وعند أبي يعلى في المسند يقول: "الشيطان أهلك الناس بالذنوب وأهلكوني بـ(لا إله إلا الله والاستغفار).. فلا إله إلا الله هو إثبات الكمال له سبحانه ونفي النقص والنديد والشريك له جل في علاه والاستغفار إثبات النقص للمخلوق إثبات الكمال للخالق في لا إله إلا الله والاستغفار إثبات النقص للمخلوق .. ولذلك يقول عليه الصلاة والسلام لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين كلمة أخي ذاالنون ما قالها مكروب إلا فرج الله عنه .. إذا قالها بصدق وإخلاص وحضور وأدمن عليها واكثر منها فرج الله همه وأزال كربه فوصيتي لمن أصابه قلق أو حيرة أو كرب أو خطب أو هم أو حزن أو غم أو نحو ذلك من الضوائق أو أصابته شدة من الرجال والنساء أن يكثر ويردد لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين هذه الكلمة من أقوى الكلمات بل أقوى الكلمات في رفع الكرب بإذن الله عز وجل؛؛ لأنها من نص التنزيل حتى يقول سبحانه وتعالى .. وذا النون يذكر ذا النون يونس بن متى يعني صاحب الحوت، {إذ ذهب وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ (87)}.. وكل من وقع في كرب المؤمن ومؤمنة أو مسلم أو مسلمة أو في شدة أو في ضائقة ردد هذه الكلمة بقوة وبحرارة وبصدق وإخلاص نجاه الله من الهم والغم والكرب وجعل له مخرجا وجعل له من الكرب فرجا فإن العباد مأمورون أن يقتدوا بأنبياء الله عز وجل .. ومن الاقتداء بهم الاقتداء بيونس بن متى عليه السلام فإنه قال هذه الكلمة وأزال عنه الكرب سبحانه وتعالى وإن كان هناك كلمة من أعظم من هذه الكلمة لاختارها يونس بن متى وهو في:

ظلمة الحوت في بطن الحوت.

وفي ظلمة الليل .

وفي ظلمة البحر.

فلما تذكر عظمة الله وجلال الله نادى ربه فقال: "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين".. فأخرجه الله سبحانه وتعالى ونجاه في القصة المعروفة وهذا لكل المؤمنين والمؤمنات أن يرددوا هذه الكلمة وأن يحفظوها وإن تكون على لسانهم .. فإن حالتهم في كرب وفي هم وفي غم نسأل الله أن ينجينا وإياكم من كل هم ومن كل كرب ونسأل الله أن يخرجنا من كل ضائقة وان يجعلنا مباركين أينما كنا.

فاصل.

………………………………………….. …………………………………..

ذكر رسول الهدى صلى الله عليه وسلم في الصحيحين في الحديث الذي ذكره أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قال في يوم لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي .. ولم يأتي أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر مما عمل" .. أو كما قال صلى الله عليه وسلم وتبين لنا في هذا الحديث أنه من أعظم الأحاديث التي لها أجور ؛ لأن ذكر لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائة مرة والتي لا تأخذ من وقت المسلم والمسلمة أكثر من خمس دقائق تكثر للمسلم والمسلمة أجور منها أنها تعادل عتق عشر رقاب.. يعني كأنه أعتق عشر رقاب إذا قال: هذه الكلمات وزيادة إلى ذلك يكتب الله له مائة حسنة؛ لان الحسنة بعشر أمثالها .. لكن هنا يعني لما كان هناك عشر رقاب عد العشر رقاب ومحي مائة سيئة خفت هنا بالنسبة لكثرة الأجور ويمحو عنه مائة سيئة .. وتكون بإذن الله حرزا للشيطان ذلك يومه ذلك تجده يمنع بإذن الله بالموبقات المهلكات من الذنوب؛ لأنه تحرز بها بهذه وتحصن بهذه الأذكار ومن أعظمها حتى إني لما قرأت في كتب الأذكار وفي النصوص التي وردت في هذا الذكر وجدت أن هذا الحديث رأس في الباب .. حتى يسمى تاج الأحاديث في الأذكار وقد أحسن البخاري ومسلم لما أخرجاه وإنه هو قصدي أنه رأس الذكر حتى إنه لما ذكره في الصباح وفي المساء .. فكأنه أتى بمجموع الأذكار فإذا أضاف إليها أذكار الصباح والمساء وما ورد من تسبيح فهو خير إلى خير وقد أحسن صنعا وتجمل كثيرا فحرز العبد هو من هذا الذكر العظيم الذي قال "لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله ا لحمد وهو على كل شيء قدير مائة مرة" وهنا وقفة مع هذه الكلمة العظيمة كلمة الرسالة كلمة التوحيد أعظم كلمة الكلمة التي دعا إليها الأنبياء عليهم الصلاة والسلام والتي هي لب الرسالة .. وجوهرة الدعوة المحمدية على صحابها الصلاة والسلام

لا إله إلا الله وحده إثبات الوحدانية لله .. فوحدته في ربوبيته .. وفي أسماءه وصفاته وفي ألوهيته وفي أفعاله .. وواحد سبحانه وتعالى لا بد له ولا شريك ولا نديد ولا مشابه ولا مماثل ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وحده لا شريك له .. ثم ثبت هنا بالإثبات والتصريح أن الله سبحانه وتعالى لا شريك له .. وفيها إشارة إلى تحريم الشرك؛ لأنه أعظم الذنوب الشرك أعظم الذنوب إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء .. وهناك قوله سبحانه وتعالى.. { وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ (65)}.

فأعظم ذنب أن تجعل لله ندا وهو خلقك إن الشرك لظلم عظيم فهو أعظم ذنب عصي الله به في العالم .. والشرك هو الذنب الذي أتى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لمحاربته وهو أول ما ينبغي أن يحذر منه الناس وأول ما ينبغي أن يدعى إليه الناس كل الناس التوحيد لا إله إلا الله وحده لا شريك له .. ثم قال له الملك: فكل الملك ملك الخليقة لله سبحانه وتعالى فهو المتصرف في الخليقة الذي خلق ومتصرف في الملك سبحانه وتعالى وهو مالك كل شيء جل في علاه وإليه مرد كل شيء .. والناس مقهورون تحت ملكه كبارا وصغارا ملوكا ومملوكين رؤساء ومرؤوسين أغنياء وفقراء له الملك وله الحمد فجميع المحامد له سبحانه وتعالى فهو يستحق المحامد والمدائح وصفات الجلال وصفات الكمال وصفات الجمال .. وهو منزه عن النقص والعيب جل في علاه ونسبة الولد والصاحبة والشريك والنديد فله الحمد كل وصف جميل وصف سبحانه وتعالى نفسه بذلك ووصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

فقدرة الله سبحانه وتعالى لا يعادلها قدرة .. وهو على كل شيء قدير يحكم سبحانه وتعالى ما يريد ويفعل ما يريد .. فهو فعال لما يريد فإن من الناس من ينشئ ولا يفعل ومنهم من يفعل شيء ما اراده أصلا أتى ومنهم من لا يفعل ولا يريد كالجماد مثلا .. إلا الواحد الأحد فإنه فعال لما يريد فهذه الكلمة الجليلة ينبغي أن تحافظ عليها كل يوم مائة مرة .. لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

فاصل.

………………………………………….. ………………………………………..

فينبغي على الجميع أن يعلموا أن من حقوق الرسول عليه الصلاة والسلام علينا جميعا مسلمين رجالا ونساء مؤمنين ومؤمنات أن نصلي وأن سلم عليه كثيرا دائما وأبدا صلى الله عليه وسلم كما صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: "من صلى علي صلاة واحدة صلى الله بها عليه عشر صلوات"..

بل صحح الألباني مثلا حديث .. "من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشر صلوات وكتب له عشر حسنات ورفعه عشر درجات ومحا عنه عشر سيئات".. فحقه عليه الصلاة والسلام ومن أعظم حقوقه على الأمة أن يكثروا من الصلاة والسلام عليه دائما .. وأبدا فصلى اللهم وسلم عليه كلما ذكره الذاكرون.

وصلى الله وسلم عليه كلما غفل عن ذكره الغافلون.

حتى إنه صلى الله عليه وسلم قال: "رغم أنف من ذكرت عنده فلم يصلي علي".. يعني ألصق الله أنف من ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم عنده فلم يقول صلى الله عليه وسلم فالواجب على المسلم والمسلمة إذا ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم في مجلس أو سمعوا ذكره الشريف واسمه المنيف المطهر في قناة أو في راديو أو في جلسه أو في ندوة أو في محاضرة أو في مجلس أن يصلوا عليه صلى الله عليه وسلم .. وصيغة الصلاة صلى الله عليه وسلم عليه الصلاة والسلام: "اللهم صلي وسلم على النبي محمد" .. ونحو ذلك فهذه الصلوات بصيغها هي حق الرسول عليه الصلاة والسلام .. ويتأكد هذا الحق يوم الجمعة هو ليلة الجمعة كما قال عليه الصلاة والسلام: "أكثروا من الصلاة علي ليلة الجمعة وليلة الجمعة فإن صلاتكم معروضة علي.. قالوا كيف تعرض علينا صلاتك يا رسول الله وقد بليت؟ قال: إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء".

وصيتي للجميع:

أن يكثروا من الصلاة والسلام عليه الصلاة والسلام .. كما قال أبي كعب في حديث رواه الترمذي "كم أجعل لك يا رسول الله من دعائك؟ يقول: من الدعاء أي من الصلاة كم أجعل لك الوقت.. قال: ما شئت.. قال: أجعل لك الثلث.. قال: إن زدت فأحسن؟ قال: النصف.. قال: ما شئت وإن زدت فأحسن.. قال: الثلثان؟ قال: إن شئت وإن زدت فأحسن .. قال: أجعل لك صلاتي كلها يعني دعائي إذا رفعتها لك كلها أجعل الدعاء كلها صلاة وسلاما عليك صلى الله عليه وسلم؟ قال: إذن تكفى همك ويغفر ذنبك".

يعني يغفر الله لك الذنب ويطرد الله عنك.. اللهم فالصلاة والسلام عليه الصلاة والسلام من أعظم ما يطرد الهم عن القلب .. وهي سبب لغفران الذنوب والخطايا .. فهذه وصية الجميع أن يكثروا من الصلاة والسلام عليه الصلاة والسلام .. فإن الصلاة والسلام عليه الصلاة والسلام تذكر في الصلاة الفريضة في النافلة .. وتذكر في مجالس العلم .. وفي بداية الكلام .. وفي ختام الكلام.

قالوا: وفي التقاء الأحباب وفي تفرق الأصحاب وعند ذكره صلى الله عليه وسلم وعند سيرته صلى الله عليه وسلم وعند التلاوة أو الرقية الشرعية وفي مجامع الكتب والمحاضرات وفي الندوات وفي الخطب .. بل إن السعيد من أكثر من ذكره صلى الله عليه وسلم .. والشقي من حرم هذا الخير الكثير الذي هو الصلاة والسلام على سيد البشر عليه الصلاة والسلام .. وأبلغ الصلاة الصلاة الإبراهيمية.

اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.

فهذه الصيغة أخبر بها صلى الله عليه وسلم وعلمها أصحابه فالواجب عليه أن نقول من هذه الصيغة وإن كنا نقول صلى الله عليه وسلم .. وصلى الله عليه وسلم على نبينا وعليه الصلاة والسلام والصلاة والسلام على رسولنا أو نحو ذلك وصلته الصلاة والسلام .. وفي بعض الآثار بعضهم من يحسنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم يبلغ من أمته السلام والصلاة فيرد صلى الله عليه وسلم فيسلم صلى الله عليه وسلم على من صلى عليه وهو يسلم على من سلم عليه.

ومن حقوق الرسول صلى الله عليه وسلم اتباعه هذا من أعظم الحقوق أن يكون الإمام والمقتدى به والأسوة فإن الله بعثه دليل الخير وإلى الحق وإلى جنات النعيم كما قال سبحانه وتعالى: {إ لِمَنْ كَانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (6)}..

فوصيتي للجميع أن يكثروا من ذكره من الصلاة والسلام على رسوله صلى الله عليه وسلم وأن يجعلوا إماما وأسوة في كل أمر .. هو الإمام المقتدى به في العبادات في المعاملات في الأخلاق في الأداب في السلوك .. كما قال صلى الله عليه وسلم: {من رغب عن سنتي فليس مني}.. باب الجنة لا يدخل إلا من طريقه صلى الله عليه وسلم ..

وهو أول داخل فمن اتبعه في حياته وجعله إمامه في كلامه وفي قوله وفي حاله وفي فعله وفي اعتقاده نجا معه ودخل معه دار السلام .. جعلني الله من أهل تلك الدار ومن حقه عليه الصلاة والسلام نشر رسالته في الناس وتعليم سنته في البشر وشرح حديثه للطلاب وللمسلمين عموما فإن من ينشر ويساهم في رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم .. يدخل في قوله صلى الله عليه وسلم "نضر الله امرأ سمع مني مقالة فوعاها فأداها فبلغها رب مبلغ أوعى من سامع".

أسأل الله أن يجعلنا من يبلغ هذه الرسالة وهي رسالة التوحيد ورسالة الإيمان ورسالة سيد الخلق عليه الصلاة والسلام .. لنكون من خدامه ومن أتباعه ومن جنوده ومن طلابه فنسقى من حوضه بإذن الواحد الأحد وإن لزم الأمر فإنه له صلى الله عليه وسلم حقوق على الأمة المحمدية .. ومن حقوقه كما قلت صلى الله عليه وسلم اتباعه.

ومن حقوقه الكبيرة العظيمة أيضا نشر سنته في الناس.

وزاد بعضهم والصبر على الأذى في ذلك.

أسأل الله التوفيق والهداية والرشد والسداد .. وإلى لقاء .. وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

https://www.alresalah.net/programs2/i…&cat=71&type=1
منقول

يزاااااااج الله خير الغالية في ميزاان حسناتج يارب

يزاج الله خير

يزاج الله خير

صلى الله عليه و سلم

يزاج الله خير

جزاج الله خير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.