فوائد تدخل القلب لأبن القيم رحمه الله

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الذي لا إله إلا هو
والصلاة والسلام على سيدنا محمد عبده ورسوله
وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

فوائد تدخل القلب مباشرة
لابن القيم رحمه الله تعالى

* * *
ماذا يملك الإنسان من أمره : ناصيته بيد الله ونفسه بيده, "وقلبه بين إصبعين من أصابعه يقلبه كيف يشاء" جزء من حديث صحيح أخرجه مسلم في القدر برقم 2654 عن عبد الله بن عمرو بن العاص, ونصّه: " إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء". وحياته بيده وموته بيده وسعادته بيده وشقاوته بيده وحركاته وسكناته وأقواله وأفعاله بإذنه ومشيئته. فلا يتحرك إلا بإذنه, ولا يفعل إلا بمشيئته.
إن وكله إلى نفسه وكله إلى عجز وضيعة, وتفريط وذنب وخطيئة. وان وكله إلى غيره, وكله إلى من لا يملك له ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا. وان تخلى عنه استولى عليه عدوّه وجعله أسيرا له. فهو لا غنى له عنه طرفة عين, بل هو مضطر إليه على مدى الأنفاس في كل ذرة من ذراته ظاهرا وباطنا, فاقته تامة إليه. ومع ذلك فهو مختلف عنه معرض عنه, يتبغض إليه بمعصيته, مع شدة الضرورة إليه من كل وجه, قد صار لذكره نسيا, واتخذه وراءه ظهريا, هذا واليه مرجعه وبين يديه موقفه.

* * *
فرغ خاطرك للهم بما أمرت به ولا تشغله بما ضمن لك, فان الرزق والأجل قرينان مضمونان. فما دام الأجل باقيا, كان الرزق آتيا وإذا سد عليك بحكمته طريقا من طرقه, فتح لك برحمته طريقا أنفع لك منه. فتأمّل حال الجنين يأتيه غذاؤه, وهو الدم, من طريق واحدة وهو السرّة (الحبل السرّي), فلما خرج من بطن الأم, وانقطعت تلك الطريق, فتح له طريقين اثنين وأجرى له فيهما رزقا أطيب وألذ من الأول, لبنا خالطا سائغا. فإذا تمت مدة الرضاع وانقطعت الطريقان بالفطام فتح طرقا أربع أكمل منها: طعامان وشرابان, فالطعامان من الحيوان والنبات, والشرابان من المياه والألبان وما يضاف إليهما من المنافع والملاذ. فإذا مات انقطعت عنه هذه الطرق الأربعة. لكنه سبحانه فتح له –إن كان سعيدا- طرقا ثمانية, وهي أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها يشاء.
فهكذا الرب سبحانه لا يمنع عبده المؤمن شيئا من الدنيا إلا ويؤتيه أفضل منه وأنفع له. وليس ذلك لغير المؤمن. فانه يمنعه الحظ الأدنى الخسيس, ولا يرضى له به ليعطيه الحظ الأعلى النفيس.
والعبد لجهله بمصالح نفسه, وجهله بكرم ربه وحكمته ولطفه, لا يعرف التفاوت بين ما منع منه وبين ما ادخر له. بل هو مولع بحب العاجل وان كان دنيئا, وبقلة الرغبة في الآجل وان كان عليا. ولو أنصف العبد ربه, وأنى له بذلك, لعلم أن فضله عليه فيما منعه من الدنيا ولذاتها ونعيمها وأعظم من فضله عليه فيما آتاه من ذلك, فما منعه إلا ليعطيه, ولا ابتلاه إلا ليعافيه, ولا امتحنه إلا ليصافيه, ولا أماته إلا ليحييه, ولا أخرجه إلى هذه الدار إلا ليتأهب منها للقدوم عليه وليسلك الطريق الموصلة إليه. ف { جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذّكّر أو أراد شكورا} الفرقان 62, و { فأبى الظالمون إلا كفورا} الإسراء 99, والله المستعان.

* * *
من عرف نفسه اشتغل باصلاحها عن عيوب الناس, ومن عرف ربهاشتغل به عن هوى نفسه.
أنفع العمل أن تغيب فيه عن الناس بالخلاص, وعن نفسك بشهود المنّة, فلا ترى فيه نفسك ولا ترى الخلق.

* * *
دخل الناس النار من ثلاث أبواب:
باب شبهة أورثت شكا في دين الله. وباب شهوة أورثت تقديم الهوى على طاعته ومرضاته. وباب غضب أورث العدوان على خلقه.

* * *
أصول الخطايا كلها ثلاث: الكبر: وهو الذي أصار ابليس الى ما أصاره. والحرص: وهو الذي أخرج آدم من الجنة. والحسد: وهو الذي جرّأ أحد ابني آدم على أخيه.
فمن وقي شر هذه الثلاثة فقد وقى الشر. فالكفر من الكبر, والمعاصي من الحرص, والبغي والظلم من الحسد.

* * *
جعل الله بحكمته كل جزء من أجزاء ابن آدم, ظاهرة وباطنة, آله لشيء اذا استعمل فيه فهو كماله. فالعين آلة للنظر. والأذن آلة للسماع. والأنف آلة للشم. واللسان للنطق. والفرج للنكاح. واليد للبطش. والرجل للمشي. والقلب للتوحيد والمعرفة. والروح للمحبة. والعقل آلة للتفكر والتدبر لعواقب الأمور الدينية والدنيوية وايثار ما ينبغي ايثاره واهمال ما ينبغي اهماله.

* * *
أخسر الناس صفقة من اشتغل عن الله بنفسه, بل أخسر منه من اشتغل عن نفسه بالناس.

* * *
في السنن من حديث أبي سعيد يرفعه "اذا أصبح ابن آدم فان الأعضاء كلها تكفر اللسان, تقول: اتق الله, فانما نحن بك, فان استقمت استقمنا, وان اعوججت اعوججنا"
حديث حسن أخرجه الترمذي في الزهد 4523 رقم 2407, وأحمد وابن المبارك, وابن السني, وأبو نعيم, والبيهقي والسيوطي.
قوله:" تكفر اللسان", قيل: معناه تخضع له,
وفي الحديث: ان الصحابة لما دخلوا على النجاشي لم يكفروا له, حديث دخول الصحابة على النجاشي أخرجه أحمد في المسند 1202, 5290, عن أم سلمة باسناد صحيح, وابن هشام في السيرة.
أي لم يسجدوا له ويخضعوا. ولذلك قال له عمرو بن العاص : أيها الملك انهم لا يكفرون لك.
وانما خضعت للسان لأنه بريد القلب وترجمانه والواسطة بينه وبين الأعضاء. وقولها:"انما نحن بك", أي نجاتنا بك وهلاكنا بك, ولهذا قالت :" فان استقمت استقمنا وان اعوججت اعوججنا".

اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد
صلاةً ترضى بها عنا
وعلى آله وصحبه والسلف الصالح
ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

تسلمين اختي على الكلام الطيب…… والله يجعله في ميزان حسناتج

اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد
صلاةً ترضى بها عنا
وعلى آله وصحبه والسلف الصالح
ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

أختي لا أملك لكِ إلا أن أدعوا لكِ دعوة في ظهر الغيب فمواضيعك دائما رائعة مؤكداً كروعتكِ ونقلك موفق ماشاء الله ,,,
لا تحرمينا من كل جديد وفقك الله لما يحبه ويرضاه ,,,

كلام طيب…. لو بتكلم مابقدر اوفي حق الكلام الي نقلتيه لابن القيم رحمه الله تعالى
يعلج الجنه

جزاااج الله خير اختي الكريمه … وجعله في ميزاان حسناااتج ان شاالله …

اللهم آمين و جزاك الله خيراً جعله إن شاء الله في ميزان حسناتك ..

شكرآآآآآآآآآآ لتسطيرك هذه الفوائد التي افادتنا

جزاك الله الفردوس الاعلى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.