الحمد لله رب العالمين الذي لا إله إلا هو
والصلاة والسلام على سيدنا محمد عبده ورسوله
وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
لابن القيم رحمه الله تعالى
إن وكله إلى نفسه وكله إلى عجز وضيعة, وتفريط وذنب وخطيئة. وان وكله إلى غيره, وكله إلى من لا يملك له ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا. وان تخلى عنه استولى عليه عدوّه وجعله أسيرا له. فهو لا غنى له عنه طرفة عين, بل هو مضطر إليه على مدى الأنفاس في كل ذرة من ذراته ظاهرا وباطنا, فاقته تامة إليه. ومع ذلك فهو مختلف عنه معرض عنه, يتبغض إليه بمعصيته, مع شدة الضرورة إليه من كل وجه, قد صار لذكره نسيا, واتخذه وراءه ظهريا, هذا واليه مرجعه وبين يديه موقفه.
فهكذا الرب سبحانه لا يمنع عبده المؤمن شيئا من الدنيا إلا ويؤتيه أفضل منه وأنفع له. وليس ذلك لغير المؤمن. فانه يمنعه الحظ الأدنى الخسيس, ولا يرضى له به ليعطيه الحظ الأعلى النفيس.
والعبد لجهله بمصالح نفسه, وجهله بكرم ربه وحكمته ولطفه, لا يعرف التفاوت بين ما منع منه وبين ما ادخر له. بل هو مولع بحب العاجل وان كان دنيئا, وبقلة الرغبة في الآجل وان كان عليا. ولو أنصف العبد ربه, وأنى له بذلك, لعلم أن فضله عليه فيما منعه من الدنيا ولذاتها ونعيمها وأعظم من فضله عليه فيما آتاه من ذلك, فما منعه إلا ليعطيه, ولا ابتلاه إلا ليعافيه, ولا امتحنه إلا ليصافيه, ولا أماته إلا ليحييه, ولا أخرجه إلى هذه الدار إلا ليتأهب منها للقدوم عليه وليسلك الطريق الموصلة إليه. ف { جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذّكّر أو أراد شكورا} الفرقان 62, و { فأبى الظالمون إلا كفورا} الإسراء 99, والله المستعان.
أنفع العمل أن تغيب فيه عن الناس بالخلاص, وعن نفسك بشهود المنّة, فلا ترى فيه نفسك ولا ترى الخلق.
باب شبهة أورثت شكا في دين الله. وباب شهوة أورثت تقديم الهوى على طاعته ومرضاته. وباب غضب أورث العدوان على خلقه.
فمن وقي شر هذه الثلاثة فقد وقى الشر. فالكفر من الكبر, والمعاصي من الحرص, والبغي والظلم من الحسد.
حديث حسن أخرجه الترمذي في الزهد 4523 رقم 2407, وأحمد وابن المبارك, وابن السني, وأبو نعيم, والبيهقي والسيوطي.
قوله:" تكفر اللسان", قيل: معناه تخضع له,
وفي الحديث: ان الصحابة لما دخلوا على النجاشي لم يكفروا له, حديث دخول الصحابة على النجاشي أخرجه أحمد في المسند 1202, 5290, عن أم سلمة باسناد صحيح, وابن هشام في السيرة.
أي لم يسجدوا له ويخضعوا. ولذلك قال له عمرو بن العاص : أيها الملك انهم لا يكفرون لك.
وانما خضعت للسان لأنه بريد القلب وترجمانه والواسطة بينه وبين الأعضاء. وقولها:"انما نحن بك", أي نجاتنا بك وهلاكنا بك, ولهذا قالت :" فان استقمت استقمنا وان اعوججت اعوججنا".
صلاةً ترضى بها عنا
وعلى آله وصحبه والسلف الصالح
ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد
صلاةً ترضى بها عنا
وعلى آله وصحبه والسلف الصالح
ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
لا تحرمينا من كل جديد وفقك الله لما يحبه ويرضاه ,,,
يعلج الجنه
جزاك الله الفردوس الاعلى