الدكتوره امل الحاج بابوظبي

السلام عليكم بنات
بسالكم مين جربت الولاده عند الدكتوره امل الحاج
الدكتوره ارجع عندها من بدايه الحمل والحمدلله هي ممتازه بس حابه اعرف اذا حد جرب الولاده عندها وكيف تعاملها وقت الولاده لانها طول الوقت تنصحني بابره الظهر وانا خاااااااايفه من الابره
يا ريت الي جربت الولاده عندها تفيدني قرب موعدالولاده وخاااااااااايفه خليجية

وينكم

في اي مستشفى هي ؟

بس انا عجبني صبرها وطوله بالها علي واحس كلامها يطمن

خليجية المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حنان2017 خليجية
في اي مستشفى هي ؟

هي بمستشفى الامارات كوزموسيرح الي بشارع الكرامه بس الولاده ان شاء الله رح تكون بمستشفى النور لانه مستشفى الامارات مافي ولاده

نصيحه مني اذا اول مره تربين ربي في حكومي انا تعقدة من الخاص في ولاده ثانيه والله ع راحتج

بليز اللي يعرف شي عنها يخبرنا

اهي ناوية تولدني خلال هالاسبوعين

منو يعرف دكتوره آمال الحاج

السلام عليكم

ابا اعرف اذا حد مجرب يسوي عملية تضيق عندهاا ؟ يخبرني

وين هالدكتور اي اماره انا اعرف ناديه في ابوظبي

دكتوره في مستشفي الاماراات. في ابوظبي
دكتوره ناديه ماتنفع مجربينها وايد

ان شاء الله البنات يفيدوك

للرفـــــــــع . . .

خليجية المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آنسة العين خليجية
السلام عليكم

ابا اعرف اذا حد مجرب يسوي عملية تضيق عندهاا ؟ يخبرني

خليجية المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آنسة العين خليجية
السلام عليكم

ابا اعرف اذا حد مجرب يسوي عملية تضيق عندهاا ؟ يخبرني

ماكول الهنا .اكلات. الشيف انطوان الحاج وين ممكن احصل ال CD/DVD

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

شخباركم يا حلوين

كل عام وانتم بخير

كنت اريد استفسر عن CD/DVD او حتى كتب الشيف انطوان الحاج وين ممكن احصلها في الامارات

نجووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووم

في مكتبة دبي للتوزيع

للرفع

شروع جدول الاعمال الصالحه في ايام العشر من ذي الحجه لغير الحاج ارجوا الطباعه والنشر.

مشروع العشر من ذي الحجه

من فضل الله تعالى على عباده أن جعل لهم مواسم للطاعات، يستكثرون فيها من العمل الصالح، ويتنافسون فيها فيما يقربهم إلى ربهم، والسعيد من اغتنم تلك المواسم، ولم يجعلها تمر عليه مروراً عابراً. وهي أيام شهد لها الرسول صلى الله عليه وسلم بأنها أفضل أيام الدنيا،وحث على العمل الصالح ،

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: (كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكرت له الأعمال فقال: ما من أيام العمل فيهن أفضل من هذه العشرـ قالوا: يا رسول الله، الجهاد في سبيل الله؟ فأكبره. فقال: ولا الجهاد

ماذا نفعل في هذه الايام:

1– التوبه الصادقه من الذنوب والمعاصي والعزم على عدم العودة الى الذنب، يقول تعالى: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور:31].
2- التلبية : يسن التلبية والتكبير وصفة التكبير هي (الله أكبر، الله أكبر، لا اله الا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد)
3- ختم القران خلال 10 ايام (في كل يوم تقرا 3 أجزاء) بنية رضا الله والتقرب اليه
4- الاكثار من الدعاء
5- الاكثار من الصلاه والسنن الرواتب وصلاة قيام الليل (الصلاة في وقتها)
6- الانفاق بالخير وكثرة التصدق لوجه الله تعالى
7- حفظ اللسان من الغيبة والنميمه والفتن والكذب
8- قراءة اذكار الصباح والمساء
9- الاكثار من ذكر الله (الاستغفار والتكبير والتهليل والتحميد والتسبيح) في جميع الاوقات وعقب الصلاه
10- صوم جميع الايام حتى يوم عرفه او ان يتم صوم يوم الاثنين والخميس ويوم عرفه، ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنّه قال عن صوم يوم عرفة: «أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده». [رواه مسلم].
11- الاكثار من التضرع لله ، ورجائه وسواله المغفره والعتق من النار
12- صلاة العيد
13- الاضحية
14 الاعمال الاخرى:

هناك أعمال أخرى يستحب الإكثار منها في هذه الأيام بالإضافة إلى ما ذكر، نذكر منها على وجه التذكير ما يلي::-

بر الوالدين ـ وصلة الأرحام والأقارب ـ وإفشاء السلام وإطعام الطعام ـ والإصلاح بين الناس ـ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ـ وحفظ اللسان والفرج ـ والإحسان إلى الجيران ـ وإكرام الضيف ـ والإنفاق في سبيل الله ـ وإماطة الأذى عن الطريق ـ والنفقة على الزوجة والعيال ـ وكفالة الأيتام ـ

وزيارة المرضى ـ وقضاء حوائج الإخوان ـ والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ـ وعدم إيذاء المسلمين ـ والرفق بالرعية ـ وصلة أصدقاء الوالدين ـ والدعاء للإخوان بظهر الغيب ـ وأداء الأمانات والوفاء بالعهد ـ والبر بالخالة والخالـ وإغاثة الملهوف ـ وغض البصر عن محارم الله

ـ وإسباغ الوضوء ـ والدعاء بين الآذان والإقامة ـ وقراءة سورة الكهف يوم الجمعة ـ والذهاب إلى المساجد والمحافظة على صلاة الجماعة ـ والمحافظة على السنن الراتبة ـ والحرص على صلاة العيد في المصلى ـ وذكر الله عقب الصلوات ـ

والحرص على الكسب الحلال ـ وإدخال السرور على المسلمين ـ والشفقة بالضعفاء ـ واصطناع المعروف والدلالة على الخير ـ وسلامة الصدر وترك الشحناء ـ وتعليم الأولاد والبنات ـ والتعاون مع المسلمين فيما فيه خير.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه

أرجوا النشر والطباعه وابتغاء ذلك وجه الله تعاااالى……

استغفر الله العظيم عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

يزاج الله خير

بارك الله فيج

بارك الله فيج

اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك

اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك

يزاج الله خير

أجره كأجر الحاج المحرم

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركا
أجره كأجر الحاج المحرم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير ألأنام ومصباح الظلام وعلى آله وصحبه الكرام

أما بعد :
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

" إِنَّ اللهَ لَيُنَادِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَيْنَ جِيرَانِي, أَيْنَ جِيرَانِي؟
قَالَ: فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ:
رَبَّنَا! وَمَنْ يَنْبَغِيَ أَنْ يُجَاوِرَكَ؟
فَيَقُولُ: أَيْنَ عُمَّارُ الْمَسَاجِدِ"(1).

وعمار المساجد هنا هم الذين يحافظون على الصلوات وذكر الله وطلب العلم فيها.
ومن صور عمارة السلف للمساجد:
قال ابن جريج:
كان المسجد فراش عطاء عشرين سنة، وكان من أحسن الناس صلاة.
وقال سعيد بن المسيب:
ما أذن المؤذن منذ ثلاثين سنة إلا وأنا في المسجد.
وقال ربيعة بن زيد:
ما أذن المؤذن لصلاة الظهر منذ أربعين سنة إلا وأنا في المسجد إلا أن أكون مريضا أو مسافرا.
وقال يحيى بن معين:
لم يفت الزوال في المسجد يحيى بن سعيد أربعين سنة.

وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ،
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

"مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ مُتَطَهِّرًا إِلَى صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الْحَاجِّ الْمُحْرِمِ وَمَنْ خَرَجَ إِلَى تَسْبِيحِ الضُّحَى لَا يَنْصِبُهُ إِلَّا إِيَّاهُ فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الْمُعْتَمِرِ وَصَلَاةٌ عَلَى أَثَرِ صَلَاةٍ لَا لَغْوَ بَيْنَهُمَا كِتَابٌ فِي عِلِّيِّينَ"(2).

خَرَجَ:
أي إلى المسجد،
الصلاة المكتوبة:
أي صلاة الفريضة، (الفجر، الظهر، العصر، المغرب، والعشاء) قال العلامة شمس الحق العظيم أبادي في "عون المعبود شرح سنن أبي داود":
تسبيح الضحى:
أَيْ صَلَاة الضُّحَى،
لَا يُنْصِبهُ:
أَيْ لَا يُخْرِجهُ وَلَا يُزْعِجهُ إِلَّا تسبيح الضحى،
فِي عِلِّيِّينَ:
فِيهِ إِشَارَة إِلَى رَفْع دَرَجَتهَا وَقَبُولهَا.
قَالَ تَعَالَى:

{كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ . وَمَا أَدْرَاك مَا عِلِّيُّونَ . كِتَابٌ مَرْقُومٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ}

وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ،
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

"ثَلَاثَةٌ كُلُّهُمْ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِنْ عَاشَ رُزِقَ وَكُفِي وَإِنْ مَاتَ أَدْخَلَهُ الله الجَنَّةَ: رَجُلٌ خَرَجَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُ فَيُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ أَوْ يَرُدَّهُ بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ وَغَنِيمَةٍ،
وَرَجُلٌ رَاحَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُ فَيُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ أَوْ يَرُدَّهُ بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ وَغَنِيمَةٍ،
وَرَجُلٌ دَخَلَ بَيْتَهُ بِسَلَامٍ فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلّ(3).

قال العلامة شمس الحق العظيم أبادي في "عون المعبود شرح سنن أبي داود":
(ثَلَاثَة كُلّهمْ ضَامِن عَلَى اللَّه):
قَالَ الْخَطَّابِيُّ: مَعْنَاهُ مَضْمُون
(خَرَجَ غَازِيًا):
أَيْ حَال كَوْنه مُرِيدًا لِلْغَزْوِ
(وَرَجُل رَاحَ):
أَيْ مَشَى
(وَرَجُل دَخَلَ بَيْته بِسَلَامٍ):
قَالَ الْخَطَّابِيُّ: يَحْتَمِل وَجْهَيْنِ أَحَدهمَا أَنْ يُسَلِّم إِذَا دَخَلَ مَنْزِله كَقَوْلِهِ تَعَالَى:

{فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسكُمْ}

وَالْوَجْه الْآخَر أَنْ يَكُون أَرَادَ بِدُخُولِ بَيْته بِسَلَامٍ لُزُوم الْبَيْت مِنْ الْفِتَن يَرْغَب بِذَلِكَ فِي الْعُزْلَة وَيَأْمُر فِي الْإِقْلَال مِنْ الْمُخَالَطَة.

(1)
أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده" ( 16 / 1 ) وصححه الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 6 / 512 ).
(2)
أخرجه أبو داود (1/153 ، رقم 558) وحسنه الألباني (صحيح الجامع ، 6228).
(3)
أخرجه أبو داود (3/7 ، رقم 2494) ، وابن حبان (2/252 ، رقم 499) ، والطبرانى (8/99 ، رقم 7491) ، والحاكم (2/83 ، رقم 2400) وقال : صحيح الإسناد . والبيهقي (9/166 ، رقم 18319) .
وأخرجه أيضًا : الطبراني فى الشاميين (2/408 ، رقم 1596) وصححه الألباني (المشكاة ، 727).

سلوكيات الحاج : كيف تصبح منهج حياة

سلوكيات الحاج : كيف تصبح منهج حياة ؟ ……

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سلوكيات الحاج : كيف تصبح منهج حياة ؟

تُطِل علينا في هذه الأيام نفحات مباركات حث القرآن على اغتنام فضلها؛ لأنها ليست كغيرها من الأيام؛ بل هي أفضل أيام العام، فقال – تعالى -: {أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ} [الحج: ٨٢]، وقال – تعالى -: {أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ} [البقرة: ٤٨١]؛ أي هي أيام «مخصوصات فَلْتُغتَنَم»[1] بالأعمال الصالحة الـمُرضية لله، المفرحة له المقبولة لديه قبولاً حسناً، وَلْنأخذ منها زاداً من السلوكيات تنفعنا في حياتنا، وتؤهلنا لحياة كريمة على منهج الله.
ومن هذه السلوكيات:
أولاً: سلوك الحاج مع ربه – تعالى – ومنه:
1 – طلب العون من الله – تعالى – على إتمام المناسك: فعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ – رضي الله تعالى عنه – أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – أَخَذَ بِيَدِهِ وَقَالَ: «يَا مُعَاذُ! وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ، فَقَالَ: أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ تَقُولُ: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ»[2].
2 – الإخلاص لله – تعالى – في أداء المناسك: قال – تعالى -: {وَأَتِمُّوا الْـحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} [البقرة: ٦٩١]. قال السعدي: «بإخلاصهما لله، تعالى»[3].
3 – فإذا أَهَلَّ أَهَـلَّ بالتـوحيد، كمـا ورد: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا -: أَنَّ تَلْبِيَةَ رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ؛ إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ[4].
4 – ويدعو الله أن يجنبه الرياء والسمعة، كما دعا الرسول – صلى الله عليه وسلم – قَالَ: «اللَّهُمَّ حَجَّةً لَا رِيَاءَ فِيهَا وَلَا سُمْعَةَ[5].
5 – والتوجه إليه بالذكر والثناء قبل الشروع في الدعاء؛ كما قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»[6].
6 – وصلاته ركعتي الطواف بسورتي الإخلاص والكافرون، كما ورد عَنْ جَابِرٍ – رضي الله تعالى عنه – قال: (فَقَرَأَ فِيهِمَا بِالتَّوْحِيدِ وَقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ)[7].
ثانياً: سلوك الحاج مع الرسول – صلى الله عليه وسلم – (الاتِّباع):
عن جَابِر – رضي الله عنه – قال: «رَأَيْتُ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – يَرْمِي عَلَى رَاحِلَتِهِ يَوْمَ النَّحْــرِ وَيَقُـولُ: لِتَـأْخُذُوا مَنَـاسِكَكُمْ فَإِنِّـي لَا أَدْرِي لَعَلِّي لَا أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتِي هَذِهِ»[8]. وَتَقْدِيره: هَذِهِ الْأُمُور الَّتِي أَتَيْت بِهَا فِي حَجَّتِي: مِنْ الْأَقْوَال وَالْأَفْعَال وَالْهَيْئَات، هِيَ أُمُور الْحَجِّ وَصِفَته؛ وَهِيَ مَنَاسِككُمْ فَخُذُوهَا عَنِّي وَاقْبَلُوهَا وَاحْفَظُوهَا وَاعْمَلُوا بِهَا وَعَلِّمُوهَا النَّاس. وَهَذَا الْحَدِيث أَصْل عَظِيم فِي مَنَاسِك الْحَج[9].
ومن المواقف العظيمـة التي ظهر فيها الاتباع: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ – رضي الله عنه – قَالَ لِلرُّكْنِ: (أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ وَلَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – اسْتَلَمَكَ مَا اسْتَلَمْتُكَ)[10].
ثالثاً: سلوك الحاج مع الشعائر (التعظيم):
قال – تعالى -: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: ٢٣].
ومن تعظيمه لشعائرالله: تعظيمه للحرم وعدم اقترافه لعمل سيئ، كما قال – تعالى -: {وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإلْـحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [الحج: ٥٢].
ومن تعظيمه لشعائر الله: اغتساله للإحرام، وتطيُّبه بعد الغسل بأطيب طيب وجده، ولهجه بالتلبية من وقت دخوله النسك إلى حين رميه جمرة العقبة يوم النحر.
ومن تعظيمه للشعائر: عدم هتكه لحرمة شيء منها؛ فلا يفعل إلا ما فعل الرسول – صلى الله عليه وسلم -.
ومن تعظيمه للشعائر: اختياره أفضل البُدْن وأحسنها وأسمنها: قال أبو أمامة بن سهل: كنا نسمِّن الأضحية بالمدينة، وكان المسلمون يُسمِّنون[11]؛
فالبُدن من شعائر الله، كما قال – تعالى -: {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ} [الحج: ٦٣].
ومن تعظيمه لشعائر الله: السعي بين الصفا والمروة: حيث بدأ بما بدأ به الله. قال – تعالى -: {إنَّ الصَّفَا وَالْـمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ} [البقرة: ٨٥١].
ومن تعظيمه لشعائر الله: احتفاؤه بالحجر الأسود: فعَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ قَالَ: (رَأَيْتُ عُمَرَ قَبَّلَ الْحَجَرَ وَالْتَزَمَهُ وَقَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – بِكَ حَفِيّاً)[12].
ومن تعظيمه للشعائر: صلاة ركعتين خلف مقام إبراهيم، كما قال – تعالى -: {وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: ٥٢١].
رابعاً: سلوك الحاج مع نفسه بتعريضها لنفحات الله – تعالى -:
عَنْ مُحَمَّدِ بن مَسْلَمَةَ الأَنْصَارِيِّ – رضي الله عنه – قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ لِرَبِّكُمْ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٌ، فَتَعَرَّضُوا لَهُ، لَعَلَّهُ أَنْ يُصِيبَكُمْ نَفْحَةٌ مِنْهَا، فَلا تَشْقَوْنَ بَعْدَهَا أَبَداً»[13]، «ومقصود الحديث أن لله – تعالى – فيوضاً ومواهب من تعرَّض لها مع الطهارة الظاهرة والباطنة بجمع همةٍ وحضور قلبٍ حصل له منها دفعة واحدة ما يزيد على هذه النعم الدائرة في الأزمنة الطويلة على طول الأعمار[14].
خامساً: سلوك الحاج مع الناس:
ويكون سلوك الحاج مع الناس بالإحسان؛ لأن الإحسان إليهم هو بِر الحج، كما ورد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – قَالَ: «سُئِلَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم -: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ. قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: جِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: حَجٌّ مَبْرُورٌ»[15].
والبر في الحج يُطلق على معاني، منها: الإحسان إلى الناس، والبر حُسن الخُلق، ومنها: فعل الطاعات، ومنها: ألا يُعقِب الحج بمعصية الله. ومن جملة حُسْن الخلق في أيام الحج وغيرها:
التواضع مع الناس: فمن صفاته – صلى الله عليه وسلم – إباؤه أن يخص نفسه بشيء يتميز به عن الناس: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «أَنَّ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – طَافَ بِالْبَيْتِ وَهُوَ عَلَى بَعِيرِهِ وَاسْتَلَمَ الْحَجَرَ بِمِحْجَنٍ كَانَ مَعَهُ. قَالَ: وَأَتَى السِّقَايَةَ. فَقَالَ: اسْقُونِي. فَقَالُوا: إِنَّ هَذَا يَخُوضُهُ النَّاسُ وَلَكِنَّا نَأْتِيكَ بِهِ مِنْ الْبَيْتِ. فَقَالَ: لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ اسْقُونِي مِمَّا يَشْرَبُ مِنْهُ النَّاسُ»[16].
الرحمة بالناس: تتجلى الرحمة بالناس في الحج بإعانة الضعيف، والتيسير على المريض وحمله إلى حيث راحتُه؛ فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قال: قال النَّبِي – صلى الله عليه وسلم -: «الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمْ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا أَهْلَ الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ»[17]. وقال: «وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ»[18].
الإحسان إلى الناس: ويكون الإحسان إلى الناس بإطعام الطعام، وحُسْن الكلام، وتقسيم الصدقات على المساكين، والإكثار من النحر، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا – أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم -: أَيُّ الْإِسْلَامِ خَيْرٌ؟ قَالَ: تُطْعِمُ الطَّعَامَ وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ»[19].
الصبر على الناس: والصبر المطلوب من الحاج: صبر على طاعة الله في أداء المناسك؛ كما فعلها الرسول – صلى الله عليه وسلم – راجياً بذلك رضى مولاه، وصَبْر عن أن يقترف معصية في الأماكن الشريفة، وصَبْر على المشقة والتعب والنصب؛ لأن الحج جهاد، وصَبْر على الجاهل من الناس، وعلى الضعيف فيهم، وعلى المريض منهم وعونهم، وسدُّ خلَّتهم. عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم -، عَنْ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ: «الْمُسْلِمُ إِذَا كَانَ مُخَالِطاً النَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ خَيْرٌ مِنْ الْمُسْلِمِ الَّذِي لَا يُخَالِطُ النَّاسَ وَلَا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ»[20].
الرفق بالناس: عَنْ جَرِيرٍ، عَنْ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ: «مَنْ يُحْرَمْ الرِّفْقَ يُحْرَمْ الْخَيْرَ»[21]. و عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنْ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ: «مَنْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنْ الرِّفْقِ فَقَدْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنْ الْخَيْرِ وَمَنْ حُرِمَ حَظَّهُ مِنْ الرِّفْقِ فَقَدْ حُرِمَ حَظَّهُ مِنْ الْخَيْرِ»[22].
وعَنْ عَائِشَةَ – رضي الله عنها – قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم -: «اللَّهُمَّ مَنْ رَفَقَ بِأُمَّتِي فَارْفُقْ بِهِ»[23]. فاملك غضبك – أخي الحاج – وألن جانبك، واترك العنف، وإياك والفظاظة.
التصدق على الفقراء والمساكين واليتامى وخاصة القريب: والتصدق على القريب حث عليه القرآن والسُّنة: قال – تعالى -: {يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ} [البلد: ٥١]،
وقال الرسول – صلى الله عليه وسلم -: «الصَّدَقَةُ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ وَهِيَ عَلَى ذِي الرَّحِمِ ثِنْتَانِ: صَدَقَةٌ وَصِلَةٌ»[24]،
والسر في ذلك تقوية الأواصر الاجتماعية، وزيادة الرابطة بين أفراد المجتمع.
سادساً: سلوك الحاج مع أهله:
إن الحاج لا بد أن يكون خير الناس إلى أهله: عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي»[25]،

فقد كان – صلى الله عليه وسلم – على الغاية القصوى من حُسْن الخلق معهن، وكان يداعبهن ويباسطهن.
ومن سلوكيات الحاج مع أهله: تعليمهـم المناسـك: عَنْ عَائِشَةَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُا – أَنَّهَا قَالَتْ: «قَدِمْتُ مَكَّةَ وَأَنَا حَائِضٌ فَلَمْ أَطُفْ بِالْبَيْتِ وَلَا بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ فَشَكَوْتُ ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم -. فَقَالَ: افْعَلِي مَا يَفْعَلُ الْحَاجُّ غَيْرَ أَنْ لَا تَطُوفِي بِالْبَيْتِ وَلَا بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ حَتَّى تَطْهُرِي»[26].
وقايتهم من الفتن: مثل ما حدث مع الفضل بن العباس: عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – قَالَ: «اسْتَفْتَتْهُ جَارِيَةٌ شَابّةٌ مِنْ خَثْعَم فَقَالَتْ: إِنَّ أَبِي شَيْخٌ كَبِيرٌ قَدْ أَدْرَكَتْهُ فَرِيضَةُ اللَّهِ فِي الْحَجِّ أَفَيُجْزِئُ أَنْ أَحُجَّ عَنْهُ؟ قَالَ: حُجِّي عَنْ أَبِيكِ. قَالَ: وَلَوَى عُنُقَ الْفَضْلِ. فَقَالَ: الْعَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! لِمَ لَوَيْتَ عُنُقَ ابْنِ عَمِّكَ؟ قَالَ رَأَيْتُ شَابّاً وَشَابّةً فَلَمْ آمَنْ الشَّيْطَانَ عَلَيْهِمَا»[27].
وفي الطواف والسعي والرمي: عليه اختيار الوقت المناسب لهم، والرفق بهم والتيسير عليهم: عَنْ عَائِشَةَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا – قَالَتْ: «نَزَلْنَا الْمُزْدَلِفَةَ فَاسْتَأْذَنَتْ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – سَوْدَةُ أَنْ تَدْفَعَ قَبْلَ حَطْمَةِ النَّاسِ وَكَانَتْ امْرَأَةً بَطِيئَةً فَأَذِنَ لَهَا فَدَفَعَتْ قَبْلَ حَطْمَةِ النَّاسِ وَأَقَمْنَا حَتَّى أَصْبَحْنَا نَحْنُ ثُمَّ دَفَعْنَا بِدَفْعِهِ؛ فَلَأَنْ أَكُونَ اسْتَأْذَنْتُ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – كَمَا اسْـتَأْذَنَتْ سَـوْدَةُ أَحَـبُّ إِلَيَّ مِنْ مَفْرُوحٍ بِهِ»[28]. وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا – قَالَ: «بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – مِنْ جَمْعٍ بِلَيْلٍ»[29]، والمراد: قبل أن يزدحم الناس فيدوس بعضهم بعضاً.
الصبر عليهم: فيقوم بشؤون من كبر منهم وثقل؛ كما فعل – صلى الله عليه وسلم – مع زوجته سـودة، ومن مرض منهم؛ كما فعل – صلى الله عليه وسلم – مع زوجته أم سلمة، والغلمان: كغلمان بني عبد المطلب وبني هاشم، فقد قام – صلى الله عليه وسلم – بأمرهم وخدمتهم خير قيام.
التلطف بهم: فكان يلاطف أهله، وييسر لهن ما يطلبنه، من ذلك: أن النبي أهلَّ بحجة، وأرادت عائشة أن تُهِل بعمرة فوافقها وأرسلها مع أخيها عبد الرحمن إلى التنعيم: «وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – رَجُلاً سَهْلاً إِذَا هَوِيَتْ الشَّيْءَ تَابَعَهَا عَلَيْهِ»[30]؛ ومَعْنَاهُ: إِذَا هَوِيَتْ شَيْئاً لَا نَقْص فِيهِ فِي الدِّين[31].
ومنه مع الضعفة من الغلمان وغيرهم: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْه – قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – لَيْلَةَ الْمُزْدَلِفَةِ: «يَا بَنِي أَخِي! يَا بَنِي هَاشِمٍ! تَعَجَّلُوا قَبْلَ زِحَامِ النَّاسِ وَلَا يَرْمِيَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ الْعَقَبَةَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ»[32].
سابعاً: سلوك الحاج مع الشيطان، إغاظتُه وحزبَه:
لا بد أن يستحضر الحاج في نيته أنه في هذا الجمع المبارك يغيظ الشيطان وأتباعه. قال رَسُولُ – صلى الله عليه وسلم -: «مَا رُئِيَ الشَّيْطَانُ يَوْماً هُوَ فِيهِ أَصْغَرُ وَلَا أَدْحَرُ وَلَا أَحْقَرُ وَلَا أَغْيَظُ مِنْهُ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ وَمَا ذَاكَ إِلَّا لِمَا رَأَى مِنْ تَنَزُّلِ الرَّحْمَةِ وَتَجَاوُزِ اللَّهِ عَنْ الذُّنُوبِ الْعِظَامِ»[33].
وإغاظة الشيطان وحزبه من أحب الأعمال إلى الله – تعالى – وتسمى هذه العبودية: عبودية المراغمة: وهي: عبودية خواص العارفين ولا ينتبه لها إلا أولو البصائر التامة؛ ولا شيء أحب إلى الله من مراغمة وليه لعدوه وإغاظته له[34].
وهدي الرسول – صلى الله عليه وسلم – في الحج مراغمة الكفر وأهله وذلك بمخالفتهم :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – مِنْ الْغَدِ يَوْمَ النَّحْرِ وَهُوَ بِمِنًى: «نَحْنُ نَازِلُونَ غَداً بِخَيْفِ بَنِي كِنَانَةَ حَيْثُ تَقَاسَمُوا عَلَى الْكُفْـرِ؛ يَعْنِي ذَلِكَ الْمُحَصَّبَ؛ وَذَلِكَ أَنَّ قُرَيْشـاً وَكِنَـانَةَ تَحَالَفَـتْ عَلَـى بَنِـي هَاشِمٍ وَبَنِي عَبْـدِ الْمُطَّلِبِ أَوْ بَنِي الْمُطَّلِـبِ؛ أَنْ لَا يُنَاكِحُوهُمْ وَلَا يُبَايِعُوهُمْ حَتَّى يُسْلِمُوا إِلَيْهِمْ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم -»[35]، فَقَصَدَ النبِي – صلى الله عليه وسلم – إظْهَارَ شَعَائِرِ الْإِسْلَامِ فِي الْمَكَانِ الذِي أَظَهَرُوا فِيهِ شَعَائِرَ الْكُفْرِ وَالْعَدَاوَةَ لِله وَرَسُولِهِ؛ وَهَذِهِ كَانَتْ عَادَتُهُ – صلى الله عليه وسلم -؛ أَنْ يُقِيمَ شِعَارَ التّوْحِيدِ فِي مَوَاضِعِ شَعَائِرِ الْكُفْرِ وَالشرْكِ؛ كَمَا أَمَرَ النبِي – صلى الله عليه وسلم – أَنْ يُبْنَى مَسْجِدُ الطائِفِ مَوْضِعَ اللاتِ وَالْعُزى[36].
وبعد: فهذه السلوكيات التي اكتسبها الحاج – بعد عون الله له – في المخيم الرباني السنوي، تحتاج من الحاج أن يستقيم عليها في حياته حتى تكون منهج حياة، وهي من المنافع التي قال الله – تعالى – عنها في كتابه: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ} [الحج: ٨٢].
نسأل الله أن يستعملنا في هذه الأيام الفاضلة بالأعمال الصالحة الـمُرضِية له والمقبولة لديه قبولاً حسناً.

المراجع
[1] المحررالوجيز : 4/ 493.

[2] سنن أبي داود: في الاستغفار: 1301.

[3] السعدي: ص90.

[4] البخاري: التلبية: 1448.

[5] سنن ابن ماجه: الحج على الرحل: 2881. وصححه الألباني: 2617.

[6] سنن الترمذي: في دعاء يوم عرفة: 3509.

[7] سنن أبي داود: صفة حجة النبي: 1630.

[8] صحيج مسلم: استحباب رمي جمرة العقبة يوم النحر: 2286.

[9] شرح النووي على مسلم: 4/ 421.

[10] صحيح البخاري: الرَمل في الحج والعمرة: 1502.

[11] صحيح البخاري: في أضحية النبي – صلى الله عليه وسلم -: 17/247.

[12] صحيح مسلم: استحباب تقبيل الحجر الأسود في الطواف: 2232.

[13] المعجم الكبير للطبراني: 14/ 125.

[14] فيض القدير: 1/691.

[15] صحيح البخاري: فضل الحج المبرور: 1445.

[16] مسند أحمد: رقم: 1744.

[17] سنن أبي داود: في الرحمة، رقم: 4290.

[18] صحيح البخاري: رقم: 1204.

[19] صحيح البخاري: رقم: 11.

[20] سنن الترمذي، رقم: 2431.

[21] صحيح مسلم: فضل الرفق: 4694.

[22] سنن الترمذي: ما جاء في الرفق: 1936.

[23] مسند الإمام أحمد: حديث عائشة، رضي الله عنها: 23201.

[24] سنن الترمذي: في الصدقة على ذي قرابة: 594.

[25] سنن الترمذي: فضل أزواج النبي: 3830.

[26] موطأ مالك: دخول الحائض مكة: 821.

[27] سنن الترمذي: ما جاء في أن عرفة كلها موقف: 811.

[28] صحيح البخاري: من قدم ضعفة أهله فيقفون بِالْمُزْدَلِفَةِ وَيَدْعُونَ وَيُقَدِّمُ إِذَا غَابَ الْقَمَرُ: 1569.

[29] صحيح مسلم : باب اسْتِحْبَابِ تَقْدِيمِ دَفْعِ الضَّعَفَةِ مِنَ النِّسَاءِ وَغَيْرِهِنَّ مِنْ مُزْدَلِفَةَ إِلَى مِنًى فِى أَوَاخِرِ اللَّيَالِي قَبْلَ زَحْمَةِ النَّاسِ: 3186.

[30] صحيح مسلم: بيان وجوه الإحرام: 2127.

[31] شرح النووي على مسلم: 4/ 304.

[32] مسند أحمد: بداية مسند ابن عباس: 3333 صحيح الإسناد.

[33] موطأ مالك: جامع الحج: 840.

[34] مدارج السالكين: 1/ 227.

[35] صحيح البخاري: نزول النبي – صلى الله عليه وسلم – مكة، 1487.

[36] زاد المعاد: 2/ 270.
نفعني الله وإياكم بالعلم النافع والعمل الصالح فيما يحبه الله ويرضاه.
وصلى الله عليه وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يزاج الله خير ..
في ميزانج ان شالله

هل للدعاء يوم عرفة فضل لغير الحاج ؟

هل للدعاء يوم عرفة فضل لغير الحاج ؟
هل الدعاء يوم عرفة مستجاب لغير الحاج ؟.

الحمد لله

عن عائشة رضي الله عنه قالت : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ما مِن يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول : ما أراد هؤلاء ) رواه مسلم ( 1348 ) .

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( خير الدعاء دعاء يوم عرفة ، وخير ما قلت أنا والنبيّون من قبلي : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ) رواه الترمذي ( 3585 ) وحسَّنه الألباني في " صحيح الترغيب " ( 1536 ) .

وعن طلحة بن عبيد بن كريز مرسلا : ( أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة ) رواه مالك في " الموطأ " ( 500 ) وحسَّنه الألباني في " صحيح الجامع " ( 1102 ) .

وقد اختلف العلماء هل هذا الفضل للدعاء يوم عرفة خاص بمن كان في عرفة أم يشمل باقي البقاع ، والأرجح أنه عام ، وأن الفضل لليوم ، ولا شك أن من كان على عرفة فقد جمع بين فضل المكان وفضل الزمان .

قال الباجي رحمه الله :
قوله : " أفضل الدعاء يوم عرفة " يعني : أكثر الذكر بركة وأعظمه ثوابا وأقربه إجابة ، ويحتمل أن يريد به الحاج خاصة ؛ لأن معنى دعاء يوم عرفة في حقه يصح ، وبه يختص ، وإن وصف اليوم في الجملة بيوم عرفة فإنه يوصف بفعل الحاج فيه ، والله أعلم " انتهى .
" المنتقى شرح الموطأ " ( 1 / 358 ) .
وقد ثبت عن بعض السلف أنهم أجازوا " التعريف " وهو الاجتماع في المساجد للدعاء وذكر الله يوم عرفة ، وممن فعله ابن عباس رضي الله عنهما ، وأجازه الإمام أحمد وإن لم يكن يفعله هو .
قال ابن قدامة رحمه الله :
قال القاضي : ولا بأس بـ " التعريف " عشية عرفة بالأمصار ( أي ِ: بغير عرفة ) ، وقال الأثرم : سألت أبا عبد الله – أي : الإمام أحمد – عن التعريف في الأمصار يجتمعون في المساجد يوم عرفة ، قال : " أرجو أن لا يكون به بأس قد فعله غير واحد " ، وروى الأثرم عن الحسن قال : أول من عرف بالبصرة ابن عباس رحمه الله وقال أحمد : " أول من فعله ابن عباس وعمرو بن حُرَيث " .
وقال الحسن وبكر وثابت ومحمد بن واسع : كانوا يشهدون المسجد يوم عرفة ، قال أحمد : لا بأس به ؛ إنما هو دعاء وذكر لله . فقيل له : تفعله أنت ؟ قال : أما أنا فلا ، وروي عن يحيى بن معين أنه حضر مع الناس عشية عرفة " انتهى .
" المغني " ( 2 / 129 ) .

وهذا يدل على أنهم رأوا أن فضل يوم عرفة ليس خاصاً بالحجاج فقط ، وإن كان الاجتماع للذكر والدعاء في المساجد يوم عرفة ، لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولذلك كان الإمام أحمد لا يفعله ، وكان يرخص فيه ولا ينهى عنه لوروده عن بعض الصحابة ، كابن عباس وعمرو بن حريث رضي الله عنهم .
والله أعلم .

الإسلام سؤال وجواب

بيان ما يفعله الحاج والمعتمر وتنبيهات على أخطاء يرتكبها بعض الحجاج

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه… وبعد:

فبما أن بعض العوام خصوصا من لم يسبق لهم ان حجوا أو اعتمروا يكثر سؤالهم عن:

ماذا يفعلون وماذا يقولون في حجهم وعمرتهم، وكتبت لهم هذا المختصر لأن العامي قد لا يفهم ما كتب بالأسلوب العلمي ويكفيه أن تصف له ما يفعل بأسلوب يفهمه..

أيها الحاج:

احرس على إخلاص النية لله في حجك وعمرتك وفي جميع أعمالك واحرص كذلك على أن تؤدي الحج والعمرة وسائر الأعمال على وفق سنة النبي صلى الله عليه وسلم ليكون عملك صحيحاً متقبلاً فبدون هذين الشرطين: الأخلاص في النية – وموافقة السنة لا يكون العمل مقبولاً، وإذا كان الأمر كذلك فإني أنصحك قبل الشروع في الحج أو العمرة أن تقرأ هذه الإرشادات لعل الله ينفعك بها.

واحرص كذلك على أن تكون نفقتك وعمرتك من كسب حلال لأن الحج من الكسب الحرام لا يقبل كما جاء في الحديث.

أولا – الاحرام:

اعلم أن أول أعمال الحج أو العمرة، الإحرام فلابد أن تعرف مكان الإحرام ووقته والأشياء التي ينبغي فعلها قبل الإحرام ومعنى الإحرام، وأنواع النسك التي تحرم بها، والذكر الذي تقوله عند الإحرام وبعده، والأشياء التي يحرم على المحرم فعلها، فانتبه لما يأتي:

1- مكان الإحرام:

لقد حدد النبي صلى الله عليه وسلم أمكنة لا يجوز لمن مر بها وهو يريد الحج أو العمرة أن يتعداها إلى مكة إلا وهو محرم وهذه الأمكنة هي:

1-) ذو الحليفة – المسمى الآن بأبيار علي – وهو ميقات أهل المدينة ومن جاء عن طريقها براً أو جواً.

2-) الجحفة ( موضع قريب من رابغ، على طريق الساحل ) والناس يحرمون اليوم من رابغ وهو قبل ذلك الميقات بيسير – وهذا ميقات لأهل المغرب والشام ومصر ومن جاء عن طريقهم براً أو بحراً أو جواً.

3-) يلملم – ويسمى الآن بالسعدية – وهو ميقات لأهل اليمن ومن جاء عن طريقهم.

4-) قرن المنازل – ويسمى بالسيل – وهو ميقات لأهل نجد ومن جاء عن طريقهم براً أو جواً.

5-) ذات عرق – وهو ميقات أهل العراق ومن جاء عن طريقهم براً أو جواً.

6-) من كان منزله دون هذه المواقيت مما يلي مكة فإنه يحرم بالحج أو العمرة من منزله، وإلا من كان منلزه في مكة فإنه يخرج إلى الحل للإحرام بالعمرة، ,أما الحج فيحرم به من مكة، وكذا من مر بهذه المواقيت وهو لا يريد حجاً ولا عمرة ثم نوى الحج أو العمرة بعدما تعداهافإنه يحرم من المكان الذي نوى فيه ولا يتجاوزه إلى مكة إلا وهو محرم.

2- ووقت الإحرام بالحج:

وهو الأشهر التي ذكرها الله بقوله " الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ " [ سورة البقرة:197] وهي شوال وذو القعدة وعشرة أيام من ذي الحجة، فلو أحرم بالحج قبل هذه الأشهر لم يصح إحرامه عند الجمهور. ولو أحرم ووقف بعرفة قبل طلوع الفجر ليلة العاشر من ذي الحجة صح حجه وأما العمرة فيحرم بها كل وقت..

3- الأشياء التي ينبغي فعلها قبل الإحرام:

إذا أردت الإحرام فإنه يستحب لك قبله فعل هذه الأشياء استعداداً له وهي:

1-) أخذ ما يحتاج إلى أخذه من تقليم الأظافر وقص الشارب وأخذ شعر الإبطين وشعر العانة، وما لا يحتاج إلى أخذه من هذه الأشياء بحيث لا يوجد فيها ما تتأذى به فلا يلزمك أخذه، كما لو كنت قد أزلت هذه الأشياء من عهد قريب فإن ذلك يكفي.

2-) الاغتسال بجميع البدن وإزالة العرق والأوساخ العالقة بالبدن – مع التستر حال الاغتسال – فإن لم تتمكن من الاغتسال فليس بلازم.

3-) الذكر يخلع جميع الملابس المخيطة أو المنسوجة على قدر البدن أو العضو كالثياب والفنائل والجوارب، ويلبس من النعال ما شاء ويجوز أن يلبس الخفين النازلين عن الكعبين بدون جوارب، ويستحب أن يكون الإزار والرداء أبيضين نظيفين، سواء كانا جديدين أو غسيلين، وأما المرأة فتخلع ما على وجهها من برقع ونقاب مما خيط للوجه خاصة، وتجعل مكانه خماراً تغطي به رأسها ووجها عن الرجال غير المحارم ولو لمس الغطاء وجهها فلا بأس، فلا حاجة لجعلها على رأسها عمامة أو شيئاً رافعاً يمنع ملامسة الغطاء لوجهها كما تفعل بعض النساء فإن ذلك ليس من السنة.

وكذا يلزم المرأة عند الإحرام أن تزيل ما على كفيها من القفازين وما عدا النقاب والبرقع والقفازين فلا تمنع من لبسه مما جرت عادتها بلبسه ولم يكن فيه زينة، ولا يتعين لون خاص لثياب الإحرام في حق المرأة. فما يظن بعض العوام من أنها لابد أن تحرم بالأخضر خاصة لا أصل له. وكذا من يرون أن تحرم بالأبيض وهذا فيه تشبة بالرجال فلا يجوز.

4-) بعد الاغتسال يتطيب في بدنه فقط بما تيسير من طيب ولا يطيب ملابس الإحرام، ثم بعد ذلك ينوي الإحرام.. والمرأة تتطيب بما لا يظهر ريحه ظهوراً كثيراً…

4- معنى الإحرام:

بعد أن تنتهي من عمل الاستعدادات المذكورة تحرم ومعنى الإحرام: أن تنوي الدخول في النسك الذين تريد أداءه فإذا نويت الدخول فيه فقد أحرمت ولو لم تتلفظ بشئ وإن جعلت نية الإحرام بعد صلاة الفريضة فحسن، وإن لم يكن وقت فريضة وصليت ركعتين قبل الإحرام فلا مانع ما لم يكن الوقت وقت نهي كبعد الفجر وبعد العصر. فإنك في وقت النهي تحرم بدون صلاة، وإذا كنت نائباً عن غيرك في حج أو عمرة فإنك تنوي الإحرام عن ذلك الغير وإن قلت مع ذلك: لبيك اللهم عن فلان فلا بأس…

5- أنواع النسك التي يحرم بها الحاج بأيها شاء:

أنواع النسك ثلاثة: ( تمتع، أو قران، أو إفراد ) وأفضلها التمتع ثم القران ثم الإفراد.

والتمتع معناه: أن تنوي الإحرام بالعمرة في أشهر الحج من الميقات وإذا أديت مناسكها حللت من إحرامك ثم تحرم بعد ذلك من مكة بالحج وتفدي للتمتع وإن كنت من غير حاضري المسجد الحرام.

القران معناه: أن تحرم بالعمرة والحج معاً من الميقات، أو تحرم بالعمرة ثم تدخل عليها الحج قبل الشروع في طوافها، وتبقى في إحرامك إلى أن ترمي الجمرة يوم العيد وتحلق رأسك وتفدي كالمتمتع.

والإفراد معناه: أن تحرم بالحج فقط من الميقات وتبقى في إحرامك إلى أن ترمي الجمرة يوم العيد وتحلق رأسك، ولا فدية عليك ويأتي تفصيل ذلك.

6- الذكر الذي يستحب أن يقال عند الإحرام وبعده:

1-) إن أحرمت متمتعاً فيستحب أن تقول: اللهم إني أريد الإحرام بالعمرة متمتعاً بها إلى الحج فيسرها لي وتقبلها مني أو لبيك اللهم عمرة متمتعا بها إلى الحج.

2-) وإن أحرمت قارناً قلت: اللهم إني أريد الإحرام بالعمرة والحج، أو لبيك اللهم عمرة وحجاً.

3-) وإن أحرمت مفرداً قلت: اللهم إني أريد الإحرام بالحج، أو لبيك اللهم حجاً.

وإن كنت تحس بمرض وتخشى أن لا تتمكن من أداء الحج أو العمرة ذلك أن تشترط فتقول عند الإحرام: فإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني، فإذان لم تتمكن حللت ولا شئ عليك، لإن لك على ربك ما اشترطت، كما في الحديث، وبعد أن تنوي الإحرام تلبي فتقول: (( لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد لك والنعمة لا شريك لك لبيك ))، يصوت بها الرجال وتخفيها المرأة.

@@ تنبيهات:@@

أولاً: المرأة الحائض والنفساء إذا أصابها ذلك قبل الإحرام فإنها تغتسل وتتنظف وتتطيب وتحرم كما يحرم غيرها، وكذا لو أصابها الحيض أو النفاس بعدما أحرمت فإنها تبقى على إحرامها وتفعل ما يفعل الحاج إلا الطواف بالبيت فإنها تؤخره حتى تطهر، وإذا أحرمت متمتعة فجاء يوم عرفة ولم تطهر فإنها تنوي الحج وتدخله على العمرة فتصير قارنة وتذهب إلى عرفة وتعمل ما يعمل الحاج إلا الطواف والسعي فإنها تؤخرهما إلى أن تطهر.

ثانياً: راكب الطائرة يجب عليه أن يحرم من الجو إذا حاذى أحد المواقيت، ولا يجوز له أ، يؤخر الإحرام إلى أن ينزل في مطار جدة لأن جدة ليست ميقاتا إلا لأهلها ومن أنشأ النية منها من غيرها.

فلو تغسل وتنظف وليس الإزار تحت ثيابه قبل ركوب الطائرة فإذا حاذى الميقات أو قاربه خلع الثياب ولبس الرداء ونوى الإحرام فحسن.

ولو لم يكن معه ملابس أبقى السروال وخلع الثواب والتف به على كتفيه وصدره ونوى الإحرام، فإذا نزل إلى المطار لبس ملابس الإحرام عند تحصله عليها وخلع السروال.

وأما المرأة لها ملابس خاصة للإحرام فتحرم في الطائرة بثيابها إلا أنها تزيح البرقع وتجعل مكانه الخمار وتخلع ما على يديها من الشراريب كما سبق.

ثالثاً: بعض الحجاج إذا أحرموا أخذوا لأنفسهم صورة فوتوغرافية يحتفظون بها للتذكار وعملهم هذا حرام من وجهين:

الوجه الأول: أن التصوير معصية وكبيرة من كبائر الذنوب.

الوجه الثاني: أن هذا يدخل في الرياء لأنه يريد أن يري الناس صورته وهو محرم، والرياء يفسد العمل، فاحذر أيها المسلم.

رابعاً: يشترط لمن ينوب عن غيره في الحج أو العمرة أن يكون قد حج أو اعتمر عن نفسه أولاً.

خامساً: بعض الحجاج إذا أحرموا كشفوا أكتافهم اليمنى وهذا خطاء. لأني هذا لا يفعل إلا في الطواف.

7- الأشياء التي يحرم فعلها بعد عقد نية الاحرام:

1-) يحرم على الذكر والأنثى بعد عقد نية الإحرام التطيب بجميع أنواع الطيب لا في بدنه ولا في ثيابه ويحرم عليهما قصد شم الطيب واستعمال الطيب كالأطعمه والأشربه المطيبه والأدهان المطيبة والصابون المطيب.

2-) يحرم على الذكر والأنثى إزالة الشعر من الرأس وجميع البدن بأي وسيلة وتقليم الأظافر.

3-) يحرم على الذكر والأنثى قتل الصيد البري والإعانة على قتله بأي وسيلة أو الدلالة عليه بإشارة وغيرها.

4-) يحرم على الذكر والأنثى الجماع ودواعيه، من خطبة وعقد نكاح وتحدث عنه.

5-) يحرم على الذكر خاصة تغطية رأسه بشئ ملاصق كالعمامة والطاقية والغترة ونحو ذلك. ولا بأس أ، يستظل بالشمسية ونحوها.

6-) يحرم على الذكر خاصة لبس المخيط من الثياب والفنائل والشراب وغيرها ولا بأس بعقد الكمر للنفقة، ولبس النظارات والساعة والنعلين والخفين القصيرين تحت الكعبين ولبس النعلين أفضل.

7-) يحرم على المرأة لبس البرقع والنقاب وما خيط على قدر الوجه، ولبس القفازين وهما ما يخاط أو ينسج من الصوف أو القطن أو غيرهما على قدر الكفين يدخلان فيهما.

ثانياً: ما يفعله الحاج عند وصوله إلى مكة:

1- ما يفعله المتمتع:

إذا وصلت إلى مكة وكنت متمتعاً فإنك تؤدي مناسك العمرة بأنه تطوف بالبيت سبعة أشواط طواف العمرة، تبدأ كل شوط من الحجر وتنهيه بالحجر فإذا فرغت من الشوط السابع تخرج من المطاف وتصلي ركعتين والأفضل عند مقام إبراهيم إن أمكن. وإلا ففي أي مكان في المسجد، ويستحب أن تشرب من ماء زمام، ثم تخرج إلى الصفا وتسعى بينه وبين المروة سبعة أشواط سعى العمرة – تبدأ الأول من الصفا وتنهيه بالمروة، وتبدأ الشوط الثاني من المروة وتنهيه بالصفا، وهكذا إلى أن تنهي سبعة أشواط – ذهابك من الصفا إلى المروة سعيه، وذهابك من المروة إلى الصفا سعيه.

وبعد ذلك يقصر الرجل من جميع شعر رأسه وتقصر الأنثى من طرف شعر رأسها المسترسل قدر أنملة سواء كان منقوضاً أو مظفوراً، وبذلك تكون العمرة قد انتهت فتحل من إحرامك ويحل لك ما كان ممنوعاً بسبب الإحرام.

فائدة: أركان العمرة – الإحرام، الطواف، والسعي. وواجباتها: الإحرام من الميقات المعتبر لها، والحلق أو التقصير.

2- ما يفعله القارن والمفرد عند وصولهما إلى مكة:

وإن كنت عند وصولك إلى مكة قارناً أو مفرداً فإنه يستحب لك أن تطوف للقدوم أشواط تصلي بعدها ركعتي الطواف، ثم إن شئت أن تقدم سعي القران إن كنت قارناً أو سعي الحج إن كنت مفرداً فتسعاه بعد طواف القدوم جاز لك ذلك، ولك تأخيره فتسعاه بعد طواف الإفاضة، ثم تبقي بعد طواف القدوم في إحرامك من الميقات إلى يوم العيد.

@@ تنبيهات @@

أولاً: يشترط لصحة الطواف: النية ومحلها القلب ولا يتلفظ بها، والطهارة وستر العورة. وإكمال سبعة أشواط. كل شوط يبدأ من الحجر وينتهي بالحجر. وأن يجعل البيت عن يساره. وأن يطوف من وراء حجر إسماعيل – فإن اخترقه لم يتم شوطه لأن أغلبه من الكعبه.

ثانياً: ويستحب في طواف العمرة وطواف القدوم أن يخرج الذكر كتفه الأيمن وأن يرمل الأشواط الثلاثة الأولى – إذا أمكنه بأن يسرع المشي مع تقارب الخطا.

ثالثاً: وليس للطواف ولا للسعي دعاء مخصوص، بل يدعو فيهما بما تيسر. أو يسبح ويهلل ويكبر. أو يقرأ شيئاً من القرآن، ولا يزاحم على الحجر، بل إن تمكن منه استلمه بيده وقبله. وإلا فإنه يشير إليه إذا حاذاه ويكفي. ويستلم الركن اليماني إن تمك ولا يقبله. وإن لم يتمكن من استلامه مضى ولا يشير إليه.

رابعاً: ويشترط لصحة السعي النية ووقوعه بعد طواف مشروع واستكمال سبعة أشواط كل شوط منها يستوفي ما بين الصفا والمروة.

خامساً: إذا أقيمت الصلاة وهو يطوف أو يسعى فإنه يقطع الشوط ويصلي مع الجماعة فإذا سلم استأنف ذلك الشوط وبنى على ما قبله.

3- ما يفعله يوم التروية:

يوم التروية هو اليوم الثامن من ذي الحجة. وفي هذا اليوم يستحب للمتمتع الذي حل من عمرته أن يحرم بالحج ضحى – فيفعل قبل الإحرام كما فعل في الميقات من تنظف واغتسال وتطيب ثم يحرم بالحج من مكانه الذي هو نازل فيه، وأما القارن والمفرد فلا يزالان في إحرامهما من الميقا. ويخرج الجميع إلى منى قبل الظهر. ولا يذهبون إلى المسجد الحرام ليطوفوا بالبيت. بل يذهبون إلى منى من منزلهم، ويصلون الظهر والعصر والمغرب والعشاء كل صلاة في وقتها مع قصر الصلاة الرباعية إلى ركعتين. ويبيتون بمنى ليلة التاسع ويصلون الفجر فيها، والمبيت بمنى تلك الليلة سنة لو تركه فلا شيء عليه. من كان نازلاً في منى قبل يوم التروية فإنه يحرم يوم التروية من منى ضحى كغيره ويبقى في منزله.

4- الوقوف بعرفة وما يفعله فيه:

فإذا طلعت الشمس من اليوم التاسع سار الحجاج من منى إلى عرفة بسكينة ووقار وتلبية. فإذا وصلوا إليها تأكدوا من حدودها ونزلوا فيها حيث تيسر لهم النزول من داخلها ولا يلزمهم الذهاب إلى الجبل ولا مشاهدته ولا الصعود عليه، فإذا زالت الشمس صلوا الظهر والعصر جمع تقديم مع قصر كل منهما إلى ركعتين بأذان واحد وإقامتين. ثم تفرغوا للدعاء والتضرع إلى الله، ويستقبلوا الكعبة حال الدعاء، إلى أن تغرب الشمس، فإذا غربت الشمس انصرفوا إلى مزدلفة، ومن انصرف قبل الغروب وخرج من عرفة وجب عليه الرجوع إليها والبقاء فيها إلى الغروب، فإن لم يرجع أثم وعليه فدية، وإذا انصرف الحجاج من عرفة بعد الغروب فعليهم السكينة والوقار ويشتغلون بالتلبية والاستغفار.

@@ تنبيه @@

ومن لم يصل إلى عرفة إلا بعد غروب الشمس فإنه يكفيه أدنى وقوف ولو مجرد مرور بها وينتهي الوقوف بطلوع الفجر ليلة العيد.

5- المبيت بمزدلفة:

فإذا وصل الحجاج إلى مزدلفة فإنهم يصلون المغرب والعشاء جمعاً بأذان وإقامتين مع قصر صلاة العشاء إلى ركعتين، ثم ينزلون ويبيتون بها. فإذا انتصف الليل جاز للضعفة من النساء والصغار وكبار السن ومن يحتاجوه من الأقوياء لخدمتهم. جاز لهؤلاء الدفع من مزدلفة إلى منى – أما الأقوياء الذين ليس معهم ضعفة، فالأحوط في حقهم إكمال المبيت إلى الفجر، فيصلون بها الفجر في أول وقتها ثم يشتغلون بالدعاء والتضرع إلى الله إلى قرب طلوع الشمس. ثم يدفع الحجاج إلى منى قبل طلوع الشمس، ولا يجوز الدفع من مزدلفة قبل منتصف الليل فمن انصرف قبله أثم ولزمته فدية إن لم يرجع، لأن المبيت بها واجب من واجبات الحج وأقله إلى نصف الليل، ومن وافى مزدلفة بعد منتصف الليل كفاه أقل زمن ولو مروره بها.

6- أعمال احج التي تفعل يوم العيد:

إذا دفع الحاج من مزدلفة إلى منى فإنهم يأخذون سبع حصيات لرمي الجمرة من مزدلفة أو من طريقهم.. كل حصاة أكبر من حبة الحمص بقليل، فإذا وصلو إلى منى استحب لهم أن يبدأوا برمي الجمرة الكبرى – فرميها بسبع حصيات متعاقبات يرفع يده مع كل حصاة ويقول: الله أكبر – ولابد أن تقع كل حصاة في حوض الجمرة سواء استقرت فيه أو خرجت منه بعد ذلك، ووقت رمي جمرة العقبة يبدأ من منتصف ليلة العاشر ويستمر إلى غروب الشمس من اليوم العاشر، والأفضل للأقوياء أن يرموا بعد طلوع الشمس من هذا اليوم، ثم بعد رمي جمرة العقبة يذبح هديه من كان عليه هدي وهو المتمتع والقارن، ووقت الذبخ يبدأ من طلوع الشمس من يوم العيد ويستمر إلى غروب الشمس من اليوم الثالث عشر، أي يوم العيد وثلاثة أيام بعده، ويستحب أن يأكل من هديه ويهدي ويتصدق، وبعد ذبح الهدي يحلق رأسه أو يقصر من جميعه، ويتعين في حق المرأة التقصير، بأن تأخذ من كل ظفيرة قدر أنلمة، أو تجمع الشعر إن لم يكن ظفائر وتقص من رؤوسه قدر أنملة. وإذا رمي الحاج في هذا اليوم جمرة العقبة وحلق رأسه أو قصره تحلل من إحرامه وحل له كل شيء حرم عليه بالإحرام من الثياب والطيب وغير ذلك إلا زوجته لا يحل له الاستمتاع بها حتى يطوف طواف الإفاضة، ثم بعد رمي وذبح الهدي والحلق أو التقصير، إن تيسر له أن يذهب إلى مكة في يوم العيد ويطوف طواف الإفاضة ويسعى بعده، إن كان متمتعاً، أو قارناً أو مفرداً لم يكونا سعياً بعد طواف القدون. فأداء الطواف في هذا اليوم أفضل وله تأخيره عنه، ووقت هذا الطواف يبدأ من منتصف ليلة العاشر ولا حد لآخره والأفضل أن لا يؤخره عن أيام التشريق.

@@ تنبيهات @@

1) ترتيب هذه الأربعة يوم العيد على هذا النمط: الرمي ثم الذبح ثم الحلق أو التقصير ثم طواف الإفاضة والسعي بعده هو الأفضل ولو قدم بعضها على بعض فلا بأس بذلك.

2) ثلاثة أشياء إذا فعلها كلها حل له كل شئ حرم عليه بالإحرام حتى الاستمتع بوزجته. وهي: الرمي والحلق وطواف الإفاضة والسعي بعده إن كان عليه سعي. وإذا فعل اثنين منها حل كل شيء حرم عليه بالإحرام إلا الاستمتاه بزوجته.

3) لا يجزئ في الهدي إلا ما يجزئ في الأضحية بأن يكون قد بلغ السن المحدد شرعاً. وهو ستة أشهر للضأن. وسنة للمعز، وسنتان للبقر. وخمس سنوات للإبل. وتجزئ الواحدة من الضأن والماعز عن واحد فقط وتجزئ البقرة والبدنة عن سبعة، ويشترط فيها السلامة من العيوب، كالمرض والهرم والهزال والعور والعماء والعرج وذهاب شيء من الأطراف. ولا يجوز للحاج أن يذبح هديه ويرميه بل عليه أن يعتني به فيأكل منه ويوزع على المستحقين أو يذبحه ويسلمه لهم. أو يوكل من يقوم بذلك.

4) ومن لم يقدر على تحصيل الهدي صام عشرة أيام، ثلاثة أيام منها في الحج، والأفضل كونها قبل يوم عرفة ويجوز صيامها في أيام التشريق الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر، ويصوم الباقي منها وهو سبعة أيام إذا رجع إلى أهله.

7- أيام التشريق وما يفعله فيها من أعمال الحج:

أيام التشريق هي اليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة وما يجب على الحاج أن يفعله في هذه الأيام شيئان:

1) المبيت في منى ليالي تلك الأيام، بأن يمكث فيها معظم الليل مهما أمكنه ذلك لأن ذلك من واجبات الحج، فإذا لم يبت بها من غير عذر أثم وعليه فدية.

2) رمي الجمار الثلاث في تلك الأيام بعد زوال الشمس من كل يوم. ويصلي كل صلاة في وقتها مع قصر الرباعية إلى ركعتين ولا يجمع.

صفة رمي الجمار:

في اليوم الحادي عشر إذا زالت الشمس أخذ معه إحدى وعشرين حصاة من المكان الذي عو نازل فيه أو من الطريق، كل حصاة أكبر من الحمصة بقليل، ثم يأتي الجمرة الصغرى وهي التي تلى منى، فيرميها بسبع حصيات متعاقبات يرفع يده ويكبر مع كل حصاة، ويتأكد من سقوطها في حوض الجمرة، ثم يأتي الجمرة الوسطى فيرميها بسبع حصيات كذلك، ثم يأتي الجمرة الكبرى ويرميها بسبع حصيات كذلك، وفي اليوم الثاني عشر يفعل ذلك بعد زوال الشمس، ثم إن شاء في اليوم الثاني عشر بعد رميه الجمار أن يتعجل فيرحل من منى قبل غروب الشمس فله ذلك. وإن غربت عليه الشمس ليلة الثالث عشر قبل أن يرتحل وجب عليه المبيت بمنى تلك الليلة ورمى الجمار الثلاث بعد الزوال في اليوم الثالث عشر، وهذا يسمى التأخير وهو أفضل من التعجل، ويجوز للعاجز عن الرمي كالمريض والمرأة الحامل والطفل وكبير السن أن يوكل من يرمي عنه الجمرات.

فائدة:

أركان الحج أربعة: الإحرام والوقوف بعرفة والطوف والسعي.

وواجباته سبعة: الإحرام من الميقات – والوقوف بعرفة إلى غروب الشمس، والمبيت بمزدلفة، والمبيت بمنى ليالي أيام التشريق، ورمي الجمار، والحلق أو التقصير، وطواف الوداع – فمن ترك ركنا لم يتم حجه إلا به، ومن ترك واجباً وجب عليه بدله فدية يذبحها في مكة ويوزعها على مساكين الحرم ولا يأكل منها شيئاً.

9- طواف الوداع:

إذا أنهى الحاج أعماله وأراد أن يسافر إلى بلاده فإنه لا يجوز له أن يسافر حتى يطوف بالبيت سبعة أشواط طواف الوداع بلا سعي، وإن أخر طواف الإفاضة فأداه عند ركوبه للسفر أجزأ عن طواف الوداع، ويسقط طواف الوداع عن المرأة الحائض والنفساء فتسافران بلا وداع.

تنبيهات على أخطاء يرتكبها الحجاج في أعمال الحج:

وهذه الأخطاء منها ما يتعلق بالعقيدة، ومنها ما يتعلق بأحكام الحج والعملية، فالذي يتعلق بالعقيدة هو أن بعض الحجاج سواء في مكة أو في المدينة يذهبون إلى المقابر ليتوسلو بالموتى ويتبركوا بقبورهم أو يسألوا الله بجاههم. وما أشبه ذلك من الأعمال الشركية أو البدعية المخالفة لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في زيارة القبور، لأن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم أن تزار القبور للأعتبار وتذكر الآخرة والدعاء لأموات المسلمين بالمغفرة والرحمة، وأن يكون ذلك بدون سفر وشد رحال، وأن تكون الزيارة للرجال دون النساء، كما قال صلى الله عليه وسلم: (( كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها تذكر بالآخرة )) وهذا خطاب للرجال خاصة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لعن زوارات القبور.. وكان صلى الله عليه وسلم إذا زار القبور دعا لأصحابها بالمغفرة والرحمة. هذا هديه صلى الله عليه وسلم في زيارتها.. إنه لأجل اعتبار الزائر واتعاظه.. والدعاء للميت المزور بالمغفرة والرحمة.

أما أن تزار القبور بقصد الدعاء عندها أو التبرك والتوسل بأصحابها أو الاستشفاع بهم فهذا مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم وهو إما شرك بالله أو وسيلة للشرك بتنافى مع أعمال الحج ومقاصده.

ومن الحجاج من يتعب بدنه ويضيع وقته وماله في الذهاب إلى المزارات المزعومة في مكة والمدينة، ففي مكة يذهب إلى غار حراء وغار ثور وغيرهما مما لا تشرع زيارته، وفي المدينة يذهب إلى المساجد السبعة ومسجد القبلتين وأماكن معينة للصلاة فيها والدعاء عندها والتبرك بها، وزيارة هذه الأماكن في مكة أو المدينة والتعبد فيها من البدع المحدثة في دين الإسلام، فليس هناك مساجد في الأرض تقصد للصلاة فيها إلا المساجد الثلاثة: (( المسجد الحرام، ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمسجد الأقصى ))، ومسجد قباء لمن كان بالمدينة. وليس هناك مغارات ولا أمكنة تزار في دين الإسلام لا في مكة ولا في المدينة ولا غيرهما لأنه لا دليل على ذلك، والحاج إنما جاء يطلب الأجر والثواب من الله فليقتصر على ما شرعه الله ورسوله. ولو أن الحاج وفر وقته للصلاة في المسجد الحرام ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ووفر ماله للإنفاق في سبيل الله والصدقة على المحتاجين لحصل على الأجر والثواب، أما إذا أضاع هذه الإمكانيات في البدع والخرافات فإنه يحصل على الإثم والقعاب، فالواجب على الحاج أن يتبنه لهذا ولا يغتر بالجهال والمبتدعة. أو بما كتب في بعض المناسك من التوريج لهذه المبتدعات والدعاية لها. وعليه أن يراجع المناسك الموثوقة التي ألفت على ضوء الكتاب والسنة لأجل المحافظة على سلامة عقيدته وحجه. ويستشير أهل العلم فيما أشكل عليه.

وأما الأخطاء التي تتعلق بأعمال الحج منها:

أولا: في الإحرام:

1-) بعض الحجاج القادمين عن طريق الجو يؤخرون الإحرام حتى ينزلوا في مطار جدة فيحرموا منها أو دونها مما يلي مكة وقد تجاوزوا الميقات الذي مروا به في طريقهم، وقد قال صلى الله عليه وسلم في المواقيت: (( هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن )) فمن مر بالمقيات الذي في طريقه أو حاذاه في الجو أو في الأرض وهو يريد الحج أو العمرة وجب عليه أن يحرم منه، فإن تجاوزه وأحرم من دونه أثم وترك واجباً من واجبات النسك يجبره بدم، وجدة ليست ميقاتاً لغير أهلها ومن نوى النسك منها.

2-) بعض الحجاج إذا أحرموا أخذوا لهم صورة تذكارية يحتفظون بها ويطلعون عليها أصدقاءهم ومعارفهم وهذا خطأ من ناحيتين:

أولاً: أن التصوير في حد ذاته حرام ومعصية للأحاديث الواردة في تحريمه والوعيد عليه، والحاج في عبادة فلا يليق به أن يفتتح هذه العبادة بالمعصية.

ثانياً: أن هذا يدخل في الرياء لأن الحاج إذا أحب أن يطلع الناس عليه وعلى صورته وهو محرم فإن هذا رياء والرياء يحبط العمل وهو شرك أصغر وهو من صفات المنافقين.

3-) يظن بعض الحجاج أنه يجب على الإنسان إذا أراد أن يحرم أن يحضر عنده كل ما يحتاجه من الحذاء والدراهم وسائر الأغراض ولا يجوز له أن يستعمل الأشياء التي لم يحضرها عند الإحرام وهذا خطاء كبير وجهل فظيع. لأنه لا يلزمه شيء من ذلك. ولا يحرم عليه أن يستعمل الحوائج التي لم يحضرها عند الإحرام. بل له أن يشتري ما يحتاج إلى شرائه ويستعمل ما يحتاج إلى استعماله وأن يغير ملابس الإحرام بمثلها. وأن يغير حذاءه بحذاء آخر ولا يتجنب إلا محظورات الإحرام المعروفة.

4-) بعض الرجال إذا أحرموا كشفوا أكتافهم على هيئة الاضطباع وهذا غير مشروع إلا في حالة الطواف ( طواف القدوم أو طواف العمرة ) وما عدا ذلك يكون الكتف مستوراً بالرداء في كل الحالات.

5-) بعض النساء يعتقدن أن الإحرام يتخذ له لون خاص، كالأخضر مثلا، وهذا خطأ لأنه لا يتعين لون خاص للثوب الذي تلبسه المرأة في الإحرام وإنما تحرم بثيابها العادية. إلا ثياب الزينة أو الثياب الضيقة أو الشفافة فلا يجوز لها لبسها لا في الإحرام ولا في غيره.

6-) بعض النساء إذا أحرمن يضعن على رؤوسهن ما يشبه العمائم أو الرافعات لأجل غطاء الوجه حتى لا يلامس الوجه. وهذا خطاء وتكلف لا داعي له ولا دليل عليه. لأن في حديث عائشة رضي الله عنها أن النساء كن يغطين وجوههن عن الرجال وهن محرمات ولم تذكر، وضع عمامة أو رافع. فلا حرج في لمس الغطاء للوجه.

7-) بعض النساء إذا مرت بالميقات تريد الحج أو العمرة وأصابها الحيث قد لا تحرم ظناً منها أ, من وليها أن الإحرام تشترط له الطهارة من الحيض. فتتجاوز الميقات بدون إحرام. وهذا خطاء واضح لأن الحيض لا يمنع الإحرام. فالحائض تحرم وتفعل ما يفعل الحاج غير الطواف بالبيت فإنها تؤخره إلى أن تطهر. كما وردت به السنة وإذا أخرت الإحرام وتجاوزت الميقات بدونه فإنها إن رجعت إلى الميقات وأحرمت منه فلا شيء عليها وإن أحرمت من دونه فعليها دم لترك الواجب عليها.

ثانيا: في الطواف:

1-) كثير من الحجاج يلتزم أدعية خاصة في الطواف يقرؤها من مناسك، وقد يكون مجموعات منهم يتلقونها من قارئ يلقنهم إياها ويرددونها بصوت جماعي، وهذا خطأ من ناحيتين:

الأولى: إنه التزم دعاء لم يرد التزامه في هذا الموطن لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الطواف دعاء خاص.

الثانية: أن الدعاء الجماعي بدعة وفيه تشويش على الطائفين، والمشروع أن يدعو كل شخص لنفسه وبدون رفع صوته.

2-) بعض الحجاج يقبل الركن اليماني، وهذا خطأ. لأن الركن اليماني يستلم باليد فقط، ولا يقبل، وإنما يقبل الحجر الأسود. فالحجر الأسوط يستلم ويقبل إن أمكن أو يشار مع الزحمة إليه، والركن اليماني يستلم ولا يقبل ولا يشار إليه عند الزحمة، وبقية الأركان لا تستلم ولا تقبل.

3-) بعض الناس يزاحم لاستلام الحجر الأسود وتقبيله، وهذا غير مشروع لأن الزحام فيه مشقة شديدة وخطر على الإنسان وعلى غيره وفيه فتنة بمزاحمة الرجال للنساء. والمشروع تقبيل الحجر واستلامه مع الإمكان، وإذا لم يتمكن أشار إليه بدون مزاحمة ومخاطرة وافتتان، والعبادات مبناها على اليسر والسهولة، ولا سيما وأن استلام الحجر وتقبيله مستحب مع الإمكان.. ومع الإمكان تكفي الإشارة إليه والمزاحمة قد يكون فيها ارتكاب محرمات، فكيف ترتكب محرماً لتحصيل سنة.

ثالثاً: في التقصير من الرأس للحج أو العمرة:

بعض الحجاج يكتفي بقص شعرات من رأسه وهذا لا يكفي ولا يحصل به أداء النسك لأن المطلوب التقصير من جميع الرأس لأن التقصير يقوم مقام الحلف، والحلق لجميع الرأس فكذا التقصير يكون لجميع الرأس وقال تعالى: (( محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون )) والذي يقصر بعض رأسه لا يقال أنه قصر رأسه وإنما يقال قصر بعضه.

رابعاً: في الوقوف بعرفة:

1-) لا يتأكد من مكان الوقوف ولا ينظر إلى اللوحات الإرشادية المكتوب عليها بيان حدود عرفة فينزل خارج عرفة، وهذا إن استمر في مكانه ولم يدخل عرفة أبدا وقت الوقوف لم يصح حجه. فيجب على الحاج الاهتمام بهذا الأمر والتأكد من حدود عرفة ليكونوا داخلها وقت الوقوف.

2-) يعتقد بعض الحجاج أنه لا بد في الوقوف بعرفة من رؤية جبل الرحمة أو الذهاب إليه والصعود عليه، فيكلفون أنفسهم عنتاً ومشقة شديدة، ويتعرضون لأخطار عظيمة من أجل الحصول على ذلك. وهذا كله غير مطلوب منهم وإنما المطلوب حصولهم في عرفة في أي مكان منها لقوله صلى الله عليه وسلم (( وعرفة كلها مواقف )) وارفعوا عن بطن عرنة سواء رأوا الجبل أو لم يروه، ومنهم من يستقبل الجبل في الدعاء والمشروع استقبال الكعبة.

3-) بعض الحجاج ينصرفون ويخرجون من عرفة قبل غروب الشمس وهذا لا يجوز لهم، لأن وقت الإنصراف محدد بغروب الشمس، فمن خرج من عرفة قبله ولم ويرجع إليها فقد ترك واجباً من واجبات الحج ويلزمه به دم مع التوبة إلى الله لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ما زال وافقاً بعرفة حتى غروب الشمس، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (( خذوا عني مناسككم )).

خامساً: في مزدلفة:

المطلوب من الحاج إذا وصل إلى مزدلفة أن يصلي المغرب والعشاء جمعاً ويبيت فيها فيصلي بها الفجر ويدعو إلى قبيل طلوع الشمس. ثم ينصرف إلى منى. ويجوز لأهل الأعذار خاصة النساء وكبار السن والأطفال ومن يقوم بتولي شؤونهم الانصراف بعد منتصف الليل، ولكن يحصل من بعض الحجاج أخطاء في هذا النسك فبعضهم لا يتأكد من حدود مزدلفة ويبيت خارجها. وبعضهم يخرج منها قبل منتصف الليل ولا يبيت فيها، ومن لم يبيت بمزدلفة من غير عذر فقد ترك واجباً من واجبات الحج يلزمه به دم جبران مع التوبة والاستغفار.

سادساً: في رمي الجمرات:

رمي الجمرات واجب من واجبات الحج وذلك بأن يرمي الحاج جمرة العقبة يوم العيد، ويجوز بعد منتصف الليل من ليلة العيد ويرمي الجمرات الثلاثة في أيام التشريق بعد زوال الشمس ولكن يحصل من بعض الحجاج في هذا النسك أخطاء وبيانها كما يلي:

1-) فمنهم من يرمي في غير وقت الرمي، بأن يرمي جمرة العقبة قبل منتصف الليل في ليلة العيد. أو يرمي الجمرات الثلاث في أيام التشريق قبل زوال الشمس. وهذا الرمي لا يجزيء لأنه في غير وقته المحدد له، فهو كما لو صلى قبل دخول وقت الصلاة المحدد لها.

2-) ومنهم من يخل بترتيب الجمرات الثلاث فيبدأ من الوسطى أو الأخيرة. والواجب أن يبدأ بالصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى وهي الأخيرة.

3-) ومنهم من يرمي في غير محل الرمي وهو حوض الجمرة وذلك بأن يرمي الحصى من بعد فى تقع في الحوض. أو يضرب بها العمود فتطير ولا تقع في الحوض. وهذا رمي لا يجزيء لأنه لم يقع في الحوض والسبب في ذلك الجهل أو العجلة أو عدم المبالاة.

4-) ومنهم من يقدم رمي الأيام الأخيرة مع رمي اليوم الأول من أيام التشريق ثم يسافر قبل تمام الحج، وبعضهم إذا رمى لليوم الأول يكول من رمي عنه البقية ويسافر إلى وطنه. وهذا تلاعب بأعمال الحج وغرور من الشيطان، فهذا الإنسان تحمل المشاق وبذل الأموال لأداء الحج، فلما بقي عليه القليل من أعماله تلاعب به الشيطان فأخل بها وترك عدة واجبات من واجبات الحج. وهي رمي الجمرات الباقية وترك المبيت بمنى ليالي أيام التشريق وطوافه للوداع في غير وقته لأن وقته بعد نهاية أيام الحج وأعماله.

فهذا لو لم يحج أصلا وسلم من التعب وإضاعة المال لكان أحسن، لأن الله تعالى يقول: (( وأتموا الحج والعمرة لله )) [ سورة البقرة، الآية:196] ومعنى إتمام الحج والعمرة إكمال أعمالها لمن أحرم بهما على الوجه المشروع وان يكون القصد خالصاً لوجه الله تعالى.

5-) من الحجاج من يفهم خطأ في معنى التعجل الذي قال الله تعالى فيه: (( فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه )) [ سورة البقرة، الآية: 203 ] فيظن أن المراد باليومين يوم العيد ويوم بعده، وهو اليوم الحادي عشر فينصرف في اليوم الحادي عشر ويقول أنا متعجل. وهذا خطأ حاش سببه الجهل، لأن المراد يومان بعد يوم العيد، هما اليوم الحادي عشر والثاني عشر. من تعجل فيهما فنفر بعد أن يرمي الجمار بعد زوال الشمس من اليوم الثاني عشر فلا إثم عليه، ومن تأخر إلى اليوم الثالث عشر فرمى الجمار بعد زوال الشمس فيه ثم نفر فهذا أفضل وأكمل.

سابعاً: في زيارة المسجد النبوي الشريف:

لا شك أن زيارة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة ثابتة لقوله صلى الله عليه وسلم: (( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا ومسجد الأقصى )) وأخبر صلى الله عليه وسلم أن الصلاة في مسجده أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام، فدل ذلك على مشروعية زيارة المسجد الشريف والسفر من أجل ذلك، ولكن بعض الحجاج أخطأوا في الموضوع أخطاء كثيرة منها:

1-) اعتقاد بعضهم أن زيارة المسجد النبوي الشريف لها علاقة بالحج أو أنها من مكملاته أو من مناسكه، وهذا خطأ واضح لأن زيارة المسجد النبوي ليس لها وقت محدد من السنة ولا ارتباط لها بالحج أصلاً، فمن حج ولم يزر المسجد النبوي فحجه تام وصحيح.

2-) ومنها اعتقاد بعضهم أن زيارة المسجد النبوي واجبة وهذا اعتقاد غير صحيح لأن المسجد النبوي سنة فلو لم يزره طوال حياته فلا شيء عليه ومن زاره بنية صالحة حصل على ثواب عظيم ومن لم يزره فلا إثم عليه.

3-) ومنها أن بعض الحجاج يعتبر زيارة مسجد الرسول زيارة للرسول أو زيارة لقبر الرسول وهذا خطأ في التسمية قد يكون مصحوباً بخطأ في الإعتقاد لأن أصل الزيارة التي يسافر من أجلها هي لمسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بقصد الصلاة فيه، وتدخل زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وزيارة غيره من قبور الصحابة وزيارة قبور الشهداء تدخل تبعاً لزيارة المسجد. لا أنها تقصد بالسفر أصالة. لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن السفر الذي يقصد به التعبد في مكان من الأمكنة إلا إلى المساجد الثلاثة. فلا يسافر لأجل زيارة قبور الأنبياء والأولياء ولا لأجل الصلاة في مسجد من المساجد غير الثلاثة، وأما الأحاديث التي وردت في الحث على زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم لمن حج البيت فكلها أحاديث لا يحتج بواحد منها لأنها إما موضوعه وإما ضعيفة متناهية الضعف كما بين ذلك أئمة الحفاظ، لكن من زار مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم استحب له زيارة قبره وزيارة غيره من القبور تبعاً لزيارة المسجد، وأخذا من عموم مشروعية زيارة القبور بشرط أن تكون زيارة شرعية يقتصر فيها على السلام على الموتى والدعاء لهم بالرحمة والرضوان لا الاستغاثة بهم من دون الله وطلب الحوائج منهم فإن هذه زيارة شركية لا شرعية.

4-) ومن الأخطاء التي تحصل ممن يزورون المسجد النبوي الشريف أنهم يظنون أنه لا بد أن يصلوا فيه عدداً محدداً من الصلوات إما أربعين صلاة ونحو ذلك وهذا خطأ، لأنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم تحديد للصلوات التي يصلها الزائر لمسجده، والحديث الوارد بتحديد أربعين صلاة حديث غير ثابت ولا يحتج به، فعلى هذا يصلي ما تيسر له من الصلوات بدون تقيد بعدد.

5-) ومن الأخطاء العظيمة التي يقع فيها بع من يزورون قبر النبي صلى الله عليه وسلم رفع الأصوات عنده بالأدعية. يظنون أن للدعاء عند قبره مزية، وأن ذلك مشروع وهذا خطأ عظيم لأنه لا يشرع الدعاء عند القبور، وإن كان الداعي لا يدعو إلا الله، لأن ذلك بدعة ووسيلة إلى الشرك، ولم يكن السلف يدعون عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم إذا سلموا عليه وإنما كانوا يسلمون ثم ينصرفون. ومن أراد أن يدعو الله استقبل القبلة ودعا في المسجد لا عند القبر ولا مستقبل القبر لأن قبلة الدعاء هي الكعبة المشرفة فلينتبه لهذا.

6-) ومن الأخطاء العظيمة التي يقع فيها بعض من يزورون مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم أنهم يذهبون لزيارة أمكنة في المدينة أو مساجد لا تشرع زيارتها بل زيارتها بدعة محرمة، كزيارة مسجد الغمامة ومسجد القبلتين والمساجد السبعة وغير ذلك من الأمكنة التي يتوهم العوام والجهال أن زيارتها مشروعة، وهذا من أعظم الأخطاء، لأنه ليس هناك ما تشرع زيارة في المدينة من المساجد غير مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ومسجد قباء للصلاة فيهما، أما بقية مساجد المدينة فهي كغيرها من المساجد في الأرض لا مزية لها على غيرها ولا تشرع زيارتها، فيجب على المسلمين أن ينتبهوا لذلك ولا يضيعوا أوقاتهم وأموالهم فيما يبعدهم عن الله وعن رحمته، لأن من فعل شيئاً من العبادات لم يشرعه الله ولا رسوله فهو مردود عليه وآثم فيه لقوله صلى الله عليه وسلم: (( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد )) ولم يدل دليل على زيارة المساجد السبعة ولا مسجد القبلتين ولا مسجد الغمامة ولا من فعل الرسول صلى الله عليه وسلم ولا من أمره، وإنما هذا شيء محدث مبتدع.

نسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.. والحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

يزاج الله خير ختيه عا الموضوع المفيد وجعله في ميزان حسناتج يارب