اختلف الفقهاء في الكلب الى ثلاثة مذاهب

اَلْحَمْدُ لِلهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ وَعَلَى اِخْوَانِهِ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ وَاَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآلِهِ وَاَصْحَابِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِاِحْسَانٍ اِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَبَعْدُ؟ فَيَاَيُّهَا الْاِخْوَةُ الْمُسْلِمُونَ وَغَيْرُ الْمُسْلِمِين؟ طَلَبُ الْعِلْمِ يَحْتَاجُ اِلَى مُجَاهَدَةِ النَّفْسِ؟ فَبِقَدْرِ مَاتُجَاهِدُ نَفْسَكَ اَخِي عَلَى طَلَبِ الْخَيْرِ؟ بِقَدْرِ مَاتَنَالُ الثَّوَابَ اَيْضاً عِنْدَ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَايُلَقَّاهَا اِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَايُلَقَّاهَا اِلَّا ذُو حَظّ عَظِيم} وَكَذَلِكَ يَقُولُ لُقْمَانُ الْحَكِيمُ لِابْنِهِ؟ يَابُنَيَّ؟ اِذَا صَحِبْتَ فَاصْحَبْ بِالْعِلْمِ؟ وَعَامِلْ مَصْحُوبَكَ بِالْعَفْوِ وَالْحِلْمِ؟ وَالْمَعْنَى؟ اِذَا صَاحَبْتَ اِنْسَاناً؟ صَاحِبْهُ عَلَى عِلْمِهِ؟ اَوْ لِتَسْتَفِيدَ مِنْهُ عِلْماً؟ وَعَامِلْهُ بِالْعَفْوِ وَالْحِلْمِ؟ لِاَنَّ الْمُعَاشَرَةَ وَالْمُصَادَقَةَ وَالْمُرَافَقَةَ تَحْتَاجُ اِلَى اَلَّا يُدَقّقَ الصَّاحِبُ كَثِيراً مَعَ صَاحِبِهِ؟ وَاِلَّا مَابَقِيَتِ الصُّحْبَةُ اَبَداً؟ وَلِذَلِكَ عَامِلْهُ اَخِي بِالْعَفْوِ وَبِالْحِلْمِ؟ فَاِذَا اَخْطَاَ مَعَكَ فَاعْفُ عَنْهُ؟ وَكَذَلِكَ لَاتُعَاجِلْهُ بِالْعُقُوبَةِ وَلَوْ كُنْتَ قَادِراً عَلَيْهَا؟ وَبِذَلِكَ تَبْقَى الصُّحْبَةُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ اَخِي مَتِينَةً جِدّاً؟ وَيَقُولُ الْاَحْنَفُ بْنُ قَيْس؟ مَاتَرَكَ الْاَوَائِلُ لِلْاَوَاخِرِ وَالْآبَاءُ لِلْاَبْنَاءِ وَالْمَوْتَى لِلْاَحْيَاءِ مِثْلَ خُلُقٍ حَسَنٍ وَمِثْلَ صَنَائِعِ الْمَعْرُوف؟ نَعَمْ اَخِي؟ حِينَمَا تَصْنَعُ الْمَعْرُوفَ؟ فَاِنَّكَ تَسْتَفِيدُ مِنْهُ؟ وَاِكْرَاماً لَكَ؟ يُثِيبُ اللهُ بِهَذَا الْمَعْرُوفِ عَقِبَكَ الَّذِينَ يَاْتُونَ مِنْ بَعْدِك؟ كَمْ نَحْنُ بِحَاجَةٍ اِلَى هَذَا الْخُلُقِ الْكَرِيم؟ حِينَمَا يُعَامِلُ بَعْضُنَا بَعْضاً بِهِ عَلَى مُسْتَوَى الْاُسْرَةِ؟ وَعَلَى مُسْتَوَى الْقَرَابَةِ؟ وَعَلَى مُسْتَوَى الْاَرْحَامِ؟ وَعَلَى مُسْتَوَى الْجِيرَانِ؟ وَعَلَى مُسْتَوَى الْمُزَامَلَةِ؟ وَعَلَى كُلِّ الْمُسْتَوَيَات؟ حِينَمَا نَتَّصِفُ بِهَذِهِ الصِّفَاتِ وَهِيَ الْعَقْلُ وَالْحِلْمُ ؟ وَاَنْ نُقَابِلَ الشَّرَّ بِالْخَيْرِ؟ وَاَنْ نُطْفِىءَ الشَّرَّ بِالْخَيْرِ كَمَا نُطْفِىءُ النَّارَ بِالْمَاء؟ فَمَنِ اتَّصَفَ بِهَذِهِ الصِّفَاتِ؟ فَحَظّهُ مِنَ الثَّوَابِ وَالْاَجْرِ وَالرِّضَا وَالْقَبُولِ عَظِيمٌ عِنْدَ الله بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَايُلَقَّاهَا اِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا؟ وَمَايُلَقَّاهَا اِلَّا ذوُ حَظ ٍّعَظِيم(نَعَمْ ذوُ حَظّ وَثَوَابٍ عَظِيمٍ عِنْدَ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ اَللَّهُمَّ خَلّقْنَا بِاَخْلَاقِ نَبِيِّكَ وَاَقْوَالِهِ وَاَفْعَالِهِ يَارَبَّ الْعَالَمِين؟ وَلَاتَجْعَلْنَا مِنْ اَهْلِ قَرْيَةٍ ظَالِمَةٍ ضَرَبْتَ بِهَا الْمَثَلَ فِي قَوْلِكَ وَاَنْتَ اَصْدَقُ الْقَائِلِين{ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَاْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ؟ فَكَفَرَتْ بِاَنْعُمِ اللهِ؟ فَاَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُون(يَقُولُ الْاِمَامُ عَلِيٌّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَه؟ اِقْرَؤُوا الْقُرْآنَ غَضّاً طَرِيّاً؟ بِمَعْنَى اَيُّهَا الْاِخْوَةُ اِقْرَؤُوهُ كَاَنَّهُ الْآنَ اُنْزِلَ عَلَيْكُمْ؟ وَفِعْلاً اَيُّهَا الْاِخْوَة حِينَمَا نَقْرَاُ آيَاتِ الْقُرْآنِ وَنُنْعِمُ النَّظَرَ فِيهَا؟ نَرَى كَاَنَّهَا الْآنَ تَنْزِلُ وَتَحْكِي اَحْوَالَنَا وَاَحْوَالَ النَّاسِ وَمِنْهَا هَذِهِ الْآيَة{ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَة(وَالْقَرْيَةُ هِيَ مَكَانُ السَّكَن سَوَاءٌ كَانَتْ مَدِينَةً كَبِيرَةً اَوْ صَغِيرَة؟ اَلْمُهِمّ هِيَ مَكَانُ السَّكن{ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَة ًكَانَتْ آمِنَة ًمُطْمَئِنَّةً(تَشْعُرُ بِالْاَمْنِ وَالِاطْمِئْنَانِ وَتَنَامُ قَرِيرَةَ الْعَيْنِ وَمِلْءَ جُفُونِهَا{ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَة مُطْمَئِنَّة يَاْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً( بِمَعْنَى وَاسِعاً{مِنْ كُلِّ مَكَان(اَيْنَمَا ضَرَبَتْ يَدَيْهَا يَاْتِيهَا رِزْقُهَا؟ لَكِنْ مَاذَا فَعَلَتْ هَذِهِ الْقَرْيَة {فَكَفَرَتْ بِاَنْعُمِ الله( وَكَيْفَ نَكْفُرُ بِاَنْعُمِ اللهِ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ حِينَمَا نُسَخِّرُ النِّعْمَةَ فِي مَعْصِيَةِ الله؟ نَعَمْ {فَكَفَرَتْ بِاَنْعُمِ الله(فَانْظُرْ اَخِي اِلَى هَذَا التَّبْدِيلِ الْفُجَائِيّ مِنْ رَغَدٍ وَطَمَاْنِينَةٍ وَاَمْنٍ وَهُدُوءٍ نَفْسِيٍّ وَنَوْمٍ مُطْمَئِنٍّ بِقُرَّةِ الْعَيْنِ اِلَى{فَاَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ(شَبَّهَ سُبْحَانَهُ هُنَا الْجُوعَ بِاللّبَاسِ وَكَذَلِكَ الْخَوْفَ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ اَثَرَ الْجُوعِ يَظْهَرُ وَاضِحاً كَاسِياً لِبَاسَهُ عَلَى بَشَرَةِ الْاِنْسَانِ كَمَا يَظْهَرُ لِبَاسُهُ كَاسِياً بَشَرَتَهُ اَيْضاً؟ تَرَاهُ يَصْفَرُّ؟ تَرَاهُ ضَعِيفاً؟ تَرَاهُ كَئِيباً؟ وَتَرَى الْخَوْفَ عَلَيْهِ اَخِي كَذَلِكَ وَاضِحاً؟ تَرَاهُ مُضْطّرِباً؟ تَرَاهُ لَايَسْتَقِرُّ عَلَى حَال؟ تَرَاهُ لَايَدْرِي مَاذَا يَحْدُثُ لَهُ الْآنَ اَوْ فِي الْمُسْتَقْبَل؟ وَلِذَلِكَ{فَاَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُون(فَانْظُرْ اَخِي اِلَى كَلِمَةِ يَصْنَعُون وَدَلَالَتِهَا فِي اَيَّامِنَا؟ لِاَنَّ الشَّرَّ صَارَ عِنْدَهُمْ صِنَاعَة؟ وَكَذَلِكَ صَارَ الْمُنْكَرُ عِنْدَ هَؤُلَاءِ صِنَاعَة؟ حِينَمَا يُشَجِّعُونَ النَّاسَ وَيَحُثُّونَهُمْ عَلَيْهِ بِاسْمِ التَّقَدُّمِ وَبِاسْمِ كَذَا وَكَذَا وَكَذَا؟ فَصَارَتِ الْمَعَاصِي عِنْدَ هَؤُلَاءِ صِنَاعَةً مُتْقَنَةً وَفَنّاً مِنَ الْفُنُونِ الْحَضَارِيَّة؟ وَلِذَلِكَ {اَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُون(وَلَايُمْكِنُ اَيُّهَا الْاِخْوَة بَلْ هُوَ مِنْ سَابِعِ الْمُسْتَحِيلَاتِ؟ اَنْ يَعُودَ اللهُ اِلَيْنَا بِهُدُوئِنَا وَطَمَاْنِينَتِنَا وَرَاحَةِ بَالِنَا؟ اِلَّا اِذَا عُدْنَا اِلَيْهِ بِتَوْبَتِنَا النَّصُوحِ الصَّادِقَةِ وَالْتِزَامِنَا بِمَا اَمَرَ وَنَهَى عَنْهُ وَزَجَرَ فِي الصَّغِيرَةِ وَالْكَبِيرَةِ؟ وَاِلَّا عَلَى الدُّنْيَا السَّلَام؟ اِلَى جَحِيمِ جَهَنَّمَ اَوْ نَعِيمِ الْجِنَان؟ فَاخْتَرْ بَيْنَهُمَا اَخِي اَيُّهَا الْعَاقِلُ الْفَهْمَان؟ بَعْدَ ذَلِكَ هُنَاكَ سُؤَالٌ وَرَدَنِي مِنْ اَحَدِ الْاِخْوَةِ النَّصَارَى؟ وَاَخْتِمُ بِهِ هَذِهِ الْمُشَارَكَة؟ يَقُولُ فِيه؟ هَلِ الْكَلْبُ نَجِسٌ فِي دِينِكُمْ؟ هَلِ الْكَلْبُ طَاهِر؟ هَلْ يَجُوزُ بَيْعُهُ؟ هَلْ يَجُوزُ شِرَاؤُهُ؟ اِلَى آخِرِ مَاهُنَالِك؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِك؟ عَلَيْكَ اَخِي اَنْ تَسْتَحْضِرَ مَعِي جَيِّداً فِي هَذِهِ الْمُشَارَكَةِ اَقْوَى دَرَجَاتِ تَرْكِيزِكَ وَاسْتِيعَابِكَ؟ وَاَنْ تَكُونَ فِي رَاحَةٍ نَفْسِيَّةٍ تَامَّةٍ؟ حَتَّى تَفْهَمَ جَوَابِي جَيِّداً فِي هَذِهِ الْمُشَارَكَة؟ وَاَبْشِرْ اَخِي بِثَوَابٍ عَظِيمٍ عِنْدَ الله حَتَّى وَلَوْ لَمْ تَفْهَمْهَا؟ وَالْمُهِمُّ عِنْدَ اللهِ اَلَّا تَتَكَاسَلَ فِي بَذْلِكَ مَجْهُوداً ذِهْنِيّاً عَقْلِيّاً؟ وَاَبْشِرْ اَخِي حَتَّى وَلَوْ خَرَجْتَ مِنْ هَذِهِ الْمُشَارَكَةِ بِكَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ فَقَطْ فَهِمْتَهَا؟ فَاِنَّ اللهَ يُثِيبُكَ عَلَيْهَا؟ وَقَدْ يَفْتَحُ عَلَيْكَ اَبْوَاباً مِنَ الْعُلُومِ وَالْمَعَارِفِ بِسَبَبِهَا بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ(وَمَا تَوْفِيقُنَا اِلَّا بِاللِه عَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا وَاِلَيْهِ نُنِيب؟ سُبْحَانَكَ رَبَّنَا لَاعِلْمَ لَنَا اِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا اِنَّكَ اَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم؟ وَاَقُولُ وَبِاللهِ التَّوْفِيق؟ لَابُدَّ مِنْ اِيرَادِ آرَاءِ عُلَمَاءِ الْمَذَاهِبِ الْفِقْهِيَّةِ الْاَرْبَعَةِ فِي هَذِهِ الْمَسْاَلَة؟ وَقَدِ اخْتَلَفَ الْفُقَهَاءُ فِي هَذِهِ الْمَسْاَلَةِ اِلَى ثَلَاثَةِ مَذَاهِب فِقْهِيَّة؟ مَذْهَبٌ تَشَدَّدَ؟ وَمَذْهَبٌ تَسَاهَلَ؟ وَمَذْهَبٌ تَوَسَّط؟ اَمَّا الْمَذْهَبُ الَّذِي تَشَدَّدَ فِي نَجَاسَةِ الْكَلْبِ فَهُمُ الشَّافِعِيَّةُ وَالْحَنَابِلَةُ وَقَالُوا؟ كُلُّ جُزْءٍ فِي الْكَلْبِ يُعْتَبَرُ نَجِساً؟ لُعَابُهُ؟ وَعَرَقُهُ؟ وَكَذَلِكَ سَائِرُ جِسْمِهِ سَوَاءٌ تَعَرَّقَ اَوْ لَمْ يَتَعَرَّقْ؟ وَهَذَا مَذْهَبُ الشَّافِعِيَّةِ وَالْحَنَابِلَة؟ وَاَمَّا الَّذِينَ تَسَاهَلُوا وَهُمُ الْمَالِكِيَّةُ فَقَالُوا بِطَهَارَةِ الْكَلْبِ سَوَاءٌ كَانَ لُعَابُهُ اَوْ غَيْرُ لُعَابِهِ وَسَوَاءٌ نَزَلَ مِنْ جِسْمِهِ الْعَرَقُ اَوْ كَانَ جَافّاً وَلَمْ يَنْزِلْ مِنْهُ الْعَرَقُ وَهَذَا هُوَ مَذْهَبُ الْمَالِكِيَّة؟ وَاَمَّا الَّذِينَ تَوَسَّطُوا وَهُمُ الْحَنَفِيَّة فَقَدْ قَالُوا؟ اِنَّ لُعَابَ الْكَلْبِ وَعَرَقَهُ فَقَطْ يُعْتَبَرانِ نَجِسَيْنِ؟ وَلِذَلِكَ اَخِي فَاِنَّ هَذِهِ الْمَسْاَلَةُ فِيهَا تَفْصِيل مَعَ قَوْمٍ تَشَدَّدُوا وَهُمُ الْحَنَابِلَةُ وَالشَّافِعِيَّةُ الَّذِينَ يَقُولُونَ بِنَجَاسَةِ كُلِّ جُزْءٍ مِنْ اَجْزَاءِ الْكَلْبِ مِنْ دُونِ اسْتِثْنَاء؟ وَاَمَّا الْمَالِكِيَّةُ فَاِنَّهُمْ بِالْعَكْسِ يَقُولُونَ بِطَهَارَةِ كُلِّ جُزْءٍ مِنْ اَجْزَاءِ الْكَلْبِ بِلَا اسْتِثْنَاء؟ وَاَمَّا الْحَنَفِيَّةُ فَقَدْ اَخَذُوا حَدّاً وَسَطاً بَيْنَ الرَّاْيَيْنِ وَقَالُوا بِنَجَاسَةِ لُعَابِ الْكَلْبِ وَعَرَقِهِ فَقَطْ وَمَابَقِيَ مِنْ جِسْمِهِ فَهُوَ طَاهِرٌ عِنْدَهُمْ؟ وَنَقُولُ لِلْحَنَفِيَّةِ وَالْمَالِكِيَّةِ وَالشَّافِعِيَّةِ وَالْحَنَابِلَة؟ مِنْ حَقّنَا اَنْ نُطَالِبَكُمْ جَمِيعاً بِاَدِلَّتِكُمْ عَلَى هَذِهِ الْمَسْاَلَةِ مِنْ طَهَارَةِ الْكَلْبِ اَوْ نَجَاسَتِهِ هَذَا اَوّلاً؟ وَاَمَّا ثَانِياً فَاِنَّنَا نُرِيدُ اَنْ نَسْاَلَ الَّذِينَ قَالُوا بِنَجَاسَةِ الْكَلْبِ هَلْ يَجُوزُ بَيْعُ الْكَلْبِ اَوْ شِرَاؤُهُ؟ قَالُوا؟ هُنَاكَ اَحَادِيثُ وَرَدَتْ عَنْ رَسُولِ اللهِ تُبَيِّنُ الْحُكْمَ فِي هَذِهِ الْمَسْاَلَة؟ مِنْهَا قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[اِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ فِي اِنَاءِ اَحَدِكُمْ فَلْيُرِقْهُ ثُمَّ لْيَغْسِلْهُ سَبْعَا(نَعَمْ اَخِي اَلرَّسُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يَقُول[اِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ(بِمَعْنَى اَنْ يَشْرَبَ الْكَلْبُ بِطَرَفِ لِسَانِهِ اَوْ يَغْمُرَ لِسَانَهُ فِي الْمَاءِ وَهُوَ يَشْرَب؟ فَيَقُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[اِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ فِي اِنَاءِ اَحَدِكُمْ(سَوَاءٌ كَانَ اِنَاءَكَ اَخِي اَوْ اِنَاءَ غَيْرِكَ؟ فَمَاذَا تَفْعَلُ هُنَا اَخِي؟ قَال[فَلْيُرِقْهُ(بِمَعْنَى اَنْ تَتْرُكَ الْكَلْبَ حَتَّى يُكْمِلَ شُرْبَهُ مِنَ الْمَاءِ اَوْ اَكْلَهُ مِنَ الْحَلِيبِ اَوْ الشُّورْبَة مَعَ اللَّحْمِ مَثَلاً؟ ثُمَّ تُلْقِيَ مَافِيهِ مِنْ فَضَلَاتِ طَعَامِهِ اَوْ مَائِهِ بَعِيداً اِلَى الْمَزَابِلِ وَالْقُمَامَة؟ وَلَايَجُوزُ لَكَ اَخِي اَنْ تَسْتَفِيدَ مِنْهُ اَبَداً لِنَفْسِكَ اَوْ لِغَيْرِكَ لَا اَكْلاً وَلاَشُرْباً[وَلْيَغْسِلْهُ سَبْعاً(فَهَذَا الْحَدِيثُ اَخِي اَمَرَكَ بِاِرَاقَةِ هَذَا الْمَاءِ اَوِ الطَّعَام؟ وَاَمَرَكَ كَذَلِكَ اَخِي بِغَسْلِ وِعَائِكَ سَبْعاً؟ فَلَوْ كَانَ لُعَابُ الْكَلْبِ لَيْسَ نَجِساً؟ مَااَمَرَ رَسُولُ اللهِ بِاِرَاقَةِ الْمَاء؟ لِاَنَّكَ اَخِي لَايَجُوزُ لَكَ اَنْ تُهْدِرَ أيَّ شَيْءٍ لَهُ قِيمَة؟ كَاَنْ تُرِيقَ الْمَاءَ دُونَ اَنْ تَسْتَفِيدَ مِنْهُ؟ لِاَنَّ ذَلِكَ مِنَ الْاِسْرَافِ الْمُحَرَّمِ شَرْعاً وَلَوْ كُنْتَ عَلَى نَهْرِ مَاءٍ جَارِي؟ وَلَكِنَّ نَجَاسَةَ لُعَابِ الْكَلْبِ هِيَ الَّتِي اضْطّرَّتْكَ اِلَى اِرَاقَةِ الْمَاءِ بِدُونِ فَائِدَةٍ لَكَ وَلِغَيْرِكَ؟ فَحِينَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ يَاْمُرُ بِاِرَاقَةِ اَوْ كَبِّ اَوْ اِلْقَاءِ الْمَاءِ وَلاَسِيَّمَا اَنَّ الْمَاءَ كَانَ عِنْدَهُمْ قَلِيلاً؟ فَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى اَنَّ هَذَا الْمَاءَ كَانَ طَاهِراً ثُمَّ اَصْبَحَ نَجِساً وَلَايَجُوزُ اسْتِعْمَالُهُ بِسَبَبِ نَجَاسَةِ لُعَابِ الْكَلْبِ وَهَذِهِ نَاحِيَة؟ وَاَمَّا مِنَ النَّاحِيَةِ الْاُخْرَى اَخِي؟ فَقَدْ اَمَرَكَ رَسُولُ اللهِ بِغَسْلِ اِنَائِكَ الَّذِي نَجَّسَهُ لُعَابُ الْكَلْبِ بِمَاءٍ طَاهِرٍ سَبْعاً بِمَعْنَى سَبْعَ مَرَّات؟ وَفِي رِوَايَة[سَبْعَ مِرَارٍ اَوْ سَبْعَ مَرَّات(وَكَلِمَةُ مَرَّاتٍ هِيَ جَمْعُ مُؤَنَّثٍ سَالِمٍ مُفْرَدُهُ مَرَّة؟ وَاَمَّا كَلِمَةُ مِرَار فَهِيَ جَمْعُ تَكْسِير؟ فَهُنَا اَخِي اَمَرَكَ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام بِغَسْلِ اِنَائِكَ سَبْعاً؟ وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ يَقُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[اِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ فِي اِنَاءِ اَحَدِكُمْ فَلْيَغْسِلْهُ سَبْعاً اُولَاهُنَّ بِالتُّرَاب(وَفِي رِوَايَة[اِحْدَاهُنَّ بِالتُّرَاب(فَهَذَا الْحَدِيثُ اَعْطَاكَ اَخِي حُكْماً آخَرَ وَهُوَ[اِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ فِي اِنَاءِ اَحَدِكُمْ فَلْيَغْسِلْهُ سَبْعاً(بِمَعْنَى سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي رِوَايَة [اُولَاهُنَّ بِالتُّرَاب(وَفِي رِوَايَة[اِحْدَاهُنَّ بِالتُّرَاب(فَمَا هُوَ الْفَرْقُ بَيْنَ اُولَاهُنَّ وَبَيْنَ اِحْدَاهُنَّ؟ نَعَمْ اَخِي حِينَمَا يَقُولُ [اِحْدَاهُنَّ(بِمَعْنَى اَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لَايُلْزِمُكَ بِالتُّرَابِ بَدْءاً وَلَاتَوَسُّطاً وَلَاانْتِهَاءً مِنْ اَجْلِ غَسْلِ وِعَائِكَ بِالتُّرَاب؟ وَاَمَّا حِينَمَا يَقُولُ[اُولَاهُنَّ؟ فَاِنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُلْزِمُكَ هُنَا اَنْ تَبْدَاَ بِالتُّرَابِ اَوّلاً ثُمَّ تُكْمِلَ بِالْمَاءِ ثَانِياً وَثَالِثاً وَرَابِعاً وَخَامِساً وَسَادِساً وَسَابِعاً عِنْدَ غَسْلِ وِعَائِكَ وَتَطْهِيرِهِ مِنْ نَجَاسَةِ لُعَابِ الْكَلْب؟ وَنَقُولُ لِلْعُلَمَاءِ الْقُدَامَى؟ كَيْفَ يُغْسَلُ الْوِعَاءُ بِالتُّرَاب؟ قَالُوا يُخْلَطُ قَلِيلٌ مِنَ التُّرَابِ بِمَاءٍ طَاهِرٍ حَتَّى يَغْلِبَ لَوْنُ التُّرَابِ عَلَى هَذَا الْمَاءِ وَيُصْبِحَ كَدِراً ثُمَّ يُغْسَلُ الْوِعَاءُ بِهِ؟ وَنَقُولُ لِعُلَمَاءِ الْقَرْنِ الْعِشْرِين؟ مَاهِيَ الْحِكْمَةُ مِنْ ذَلِكَ الْغَسْلِ بِالتُّرَاب؟ قَالُوا؟ اَلْحِكْمَةُ مِنْ ذَلِكَ كَمَا ثَبَتَ طِبِّيّاً؟ اَنَّ لُعَابَ الْكَلْبِ يَحْمِلُ جُرْثُومَةَ الْيَرَقَان؟ وَاَنَّ هَذِهِ الْجُرْثُومَةَ لَاتَزُولُ اِلَّا بِالتُّرَاب؟ وَنَقُولُ لَهُمْ؟ اَلتُّرَابُ وَسِيلَةُ تَنْظِيفٍ قَدِيمَة؟ وَلِمَاذَا التُّرَابُ بِالتَّحْدِيدِ وَعِنْدَنَا مُنَظّفَاتٌ وَمُعَقّمَاتٌ كَثِيرَةٌ فِي الْعَصْرِ الْحَاضِر؟ قَالُوا؟ تَبَيَّنَ اَنَّ لِذَلِكَ حِكْمَة؟ وَقَدْ قَرَاْنَا عَنْ بَعْضِ الْاَطِبَّاءِ النَّصَارَى الْغَرْبِيِّين؟ اَنَّهُ اَسْلَمَ حِينَمَا اكْتَشَفَ هَذِهِ الْحِكْمَة؟ وَنَقُولُ لِهَؤُلَاء؟ وَكَيْفَ استْطَاَعَ اَنْ يَصِلَ اِلَى هَذِهِ الْحِكْمَةِ وَيَسْبِقَ الْمُسْلِمِينَ فِي الْوُصُولِ اِلَيْهَا؟ وَمَتَى كَانَ الْغَرْبُ الصَّلِيبِيُّ يَهْتَمُّ بِدِينِ مُحَمَّدٍ وَبِمَا يَقُولُهُ مُحَمَّدٌ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ قَالُوا؟ نَحْنُ لَانَسْتَطِيعُ اَنْ نُنْكِرَ عَلَى الْغَرْبِ الصَّلِيبِيِّ كُلَّ شَيْء؟ لِاَنَّهُمْ كَانُوا وَمَازَالُوا يَتَفَوَّقُونَ عَلَيْنَا نَحْنُ الْمُسْلِمِينَ بِمَا يُسَمَّى حُرِّيَّةَ التَّفْكِير؟ وَحُرِّيَّةَ الْبَحْثِ؟ وَحُرِّيَّةَ الرَّاْيِ؟ وَحُرِّيَّةَ كَذَا وَكَذَا؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّهُمْ كَانُوا يَسْتَغْرِبُونَ وَيَتَسَاءَلُونَ فِي اَنْفُسِهِمْ؟ لِمَاذَا مُحَمَّدٌ هَذَا يَقُولُ[اِحْدَاهُنَّ بِالتَّرَاب(فَذَهَبُوا اِلَى مَخَابِرِ التَّحْلِيل؟ فَوَجَدُوا فِعْلاً اَنَّ هَذِهِ الْجُرْثُومَةَ الْيَرَقَانِيَّةَ؟ تَبْقَى عَالِقَةً فِي الْاِنَاءِ مَهْمَا غَسَلُوهُ بِالْمَاءِ وَلَاتَزُولُ اِلَّا اِذَا غَسَلُوا الْاِنَاءَ بِالتُّرَاب؟ فَلَمْ يُصَدِّقُوا مَارَاَتْ عَيْنَاهُمْ؟ فَغَسَلُوا الْاِنَاءَ بِالْمَاءِ مَرَّةً اُخْرَى وَنَظُرُوا بِالْمِجْهَرِ؟ فَلَمْ تَذْهَبِ الْجُرْثُومَة؟ ثُمَّ غَسَلُوهُ مَرَّة اُخْرَى بِمَوَادَّ اُخْرَى مُنَظّفَةٍ وَمُعَقّمَة وَنَظَرُوا بِالْمَجْهَرِ مَرَّة اُخْرَى؟ فَلَمْ تَذْهَبِ الْجُرْثُومَةُ اَيْضاً؟ فَغَسَلُوهُ بِالتُّرَابِ ثُمَّ نَظَرُوا بِالْمِجْهَرِ اِلَى الْاِنَاءِ؟ فَاِذَا بِالْجُرْثُومَةِ قَدْ زَالَتْ وَاخْتَفَتْ وَلَمْ يَبْقَ لَهَا اَثَرٌ؟ فَاَسْلَمَ هَؤُلَاءِ الْاَطِبَّاءُ النَّصَارَى عَنْ بَكْرَةِ اَبِيهِمْ وَحَسُنَ اِسْلَامُهُمْ؟ بَلْ كَانُوا اَحْسَنَ اِسْلَاماً مِنْ كَثِيرٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي اَيَّامِنَا؟ وَنَقُولُ لِهَؤُلَاءِ يَالَطِيف لِمَاذَا؟قَالُوا؟ لِاَنَّ كَثِيراً مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي اَيَّامِنَا يَعْتَبِرُونَ ذَلِكَ قُشُوراً وَلَايَعْتَبِرُونَهُ اِعْجَازاً عِلْمِيّاً مِنْ مُعْجِزَاتِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّهُمْ لَايَهْتَمُّونَ بِهَذِهِ الْقُشُور؟ وَاَمَّا فِي الْغَرْبِ الصَّلِيبِي؟ فَاِنَّنَا نَجِدُهُمْ يَهْتَمُّونَ بِمَا هُوَ اَدْنَى مِنْ هَذِهِ الْقُشُورِ؟ وَلَايَمَلُّونَ اَبَداً مِنَ النَّظَرِ فِي مَجَاهِرِهِمْ اِلَى الْمِيكْرُوبِ وَالْجُرْثُومَةِ وَالذَّرَّةِ وَالْجُزَيْءِ؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّنَا نَقُولُ لِاَدْعِيَاءِ الْاِسْلَامِ الَّذِينَ لَمْ يَجْلِبُوا لَنَا بِاِسْلَامِهِمْ اِلَّا النِّفَاقَ وَالْخِزْيَ وَالْعَار؟ لَايُوجَدُ فِي الْاِسْلَامِ مَايُسَمَّى بِالْقُشُور؟ وَلْنَفْرِضْ اَنَّ مُعْجِزَاتِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ هِيَ قُشُور؟ فَهَلِ اللُّبُّ مِنَ الدِّينِ يُحْفَظُ اِلَّا بِالْقِشْرَة؟ فَاِذَا كَانَ لَدَيْكُمْ بَرَّادٌ اَوْ ثَلَّاجَةٌ فِيهَا جَبَسْ اَوْ بَطِيخ صَيْفِي؟ فَاِنَّهُ يَبْقَى بِقُشُورِهِ شَهْرَيْنِ اَوْ ثَلَاثَةَ اَشْهُرٍ مَحْفُوظَ اللُّبِّ مِنَ الْفَسَاد؟ وَاَمَّا اِذَا وَقَعَتِ الْبَطيخَةُ عَلَى الْاَرْضِ وَانْكَسَرَتْ؟ فَاِنَّ الْخَرَابَ سَيُصِيبُهَا طَعْماً وَرَائِحَةً بَعْدَ اَيَّامٍ قَلِيلَة؟ فَهَلْ يُمْكِنُنَا الْقَوْلُ اَنَّ الْقِشْرَ لَيْسَ لَهُ فَائِدَة؟ وَكَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ؟ هَلْ نَسْتَطِيعُ مَثَلاً اَنْ نَتْرُكَ الْحَدِيدَ مِنْ دُونِ قُشُورِ الْبُويَا حَتَّى يَتَآكَلَ مِنَ الصَّدَاْ؟ اَمْ نُبَرْدِخُهُ وَنُزِيلُ عَنْهُ الصَّدَاَ ثُمَّ نَطْلِيهِ بِقُشُورِ الدِّهَانِ وَالْبُويَا حَتَّى نَحْفَظَهُ مِنْ صَدَاٍ جَدِيد؟ وَنَقُولُ لِعُلَمَاءِ الْقَرْنِ الْعِشْرِين؟ مَاعَلَاقَةُ الْقُشُورِ بِالدِّينِ وَلَيْسَ فِيهِ قُشُورٌ كَمَا تَقُولُون؟ قَالُوا نَعَمْ لَيْسَ فِيهِ قُشُور؟ وَلَكِنَّنَا نَقُولُ بِالْقُشُورِعَلَى سَبِيلِ الِافْتِرَاضِ وَالتَّسْلِيمِ جَدَلاً؟ مِنْ اَجْلِ لَفْتِ الْاَنْظَارِ اِلَى التَّفْتِيشِ عَنْ كُلِّ جُزْئِيَّةٍ مِنْ جُزْئِيَّاتِ الدِّينِ وَمَا فِيهَا مِنْ حِكْمَةٍ بَالِغَة؟ وَمَا فِيهَا مِنَ الْاِعْجَازِ مَهْمَا كَانَتْ صَغِيرَةً فِي نَظَرِ النَّاس؟ وَمَعَ ذَلِكَ وَيَاحِيف؟ وَيَا لَلْخِزْيِ؟ وَيَالَلْعَار؟ فَاِنَّنَا لَانَزَالُ نَسْمَعُ بَعْضَ الْمَحْسُوبِينَ عَلَى الْاِسْلَامِ يَقُولُون؟ اِلنَّاسْ طِلْعِتْ عَلَى الْقَمَر فِي اَيَّامِنَا؟ وَانْظُرُوا اِلَى عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ مَايَزَالُونَ فِي مُؤَخِّرَةِ الرَّكْبِ وَالْاُمَمِ وَالتَّخَلُّفِ الْحَضَارِيّ؟ وَهُمْ يَتَحَدَّثُونَ عَنِ الْكَلْبِ اِنْ كَانَ نَجِساً اَوْ طَاهِراً؟ وَيَتْرُكُونَ مَااكْتَشَفَهُ الْعُلَمَاءُ مِنَ الْمُنَظّفَاتِ وَالْمُعَقّمَاتِ الْحَدِيثَةِ؟ وَيَلْجَؤُونَ اِلَى التَّرَاب؟ وَانْظُرُوا اِلَى النَّاسِ يَقْتُلُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً فِي اَيَّامِنَا؟ وَهُمْ يَتَحَدَّثُونَ عَنْ اَحْكَامِ الْحَيْضِ وَالنِّفَاس؟ وَنَقُولُ لِهَؤُلَاء؟ اِلنَّاس طِلْعُوا اِلَى الْقَمَر هَذَا صَحِيح وَنَحْنُ لَانُنْكِرُ ذَلِك؟ وَلَكِنْ هَلْ مَعْنَى ذَلِكَ اَنْ نُلْغِيَ كُلَّ الْقِيَمِ وَكُلَّ الْآدَابِ احْتِرَاماً لِمَنْ وَصَلَ اِلَى الْقَمَرِ وَلَمْ يَسْتَطِعْ اَنْ يَهْرُبَ وَلَا اَنْ يَنْفُدَ بِرِيشِهِ وَلَاجِلْدِهِ مِنْ عَذَابِ اللهِ الْهَائِلِ الَّذِي يَنْتَظِرُهُ فِي جَحِيمِ جَهَنَّمَ{وَاِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِين{يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْاِنْسِ اِنِ اسْتَطَعْتُمْ اَنْ تَنْفُذُوا مِنْ اَقْطَارِ السَّمَوَاتِ وَالْاَرْضِ فَانْفُذُوا؟ لَاتَنْفُذُونَ اِلَّا بِسُلْطَان؟ فَبِاَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذّبَان؟ يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَان(فَبِاللهِ عَلَيْكُمْ مَاهِيَ هَذِهِ الِانْتِصَارَاتُ الْعِلْمِيَّةُ الْخَارقَةُ لِلْعَادَةِ الَّتِي حَقَّقَهَا هَؤُلَاءِ بِصُعُودِهِمْ اِلَى الْقَمَرِ اِذَا كَانَ اللهُ تَعَالَى يَقُول{فَلَا تَنْتَصِرَان(وَنَقُولُ لِلْمَحْسُوبِينَ عَلَى الْاِسْلَام{فَبِاَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذّبَان(فَيَامَنْ تُكَذّبُونَ بِآلَاءِ رَبِّكُمْ وَنِعَمِهِ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً عَلَيْكُمْ فِي صَغِيرِهَا وَكَبِيرِهَا وَفِي لُبِّهَا وَفِي قُشُورِهَا مِنْ اَجْلِ اَنْ تُشْبِعُوا غُرُورَكُمْ فِيمَنْ تَعْتَزُّونَ بِهِمْ مِنَ الْكُفَّارِ فِي صُعُودِهِمْ اِلَى الْقَمَر{وَالْعِزَّةُ لِلهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَايَعْلَمُون( وَلَقَدْ كَانَ النَّصَارَى الَّذِينَ اَسْلَمُوا خَيْراً مِنْكُمْ؟ فَاذْهَبُوا اِلَى مَنْ يُعَلّمُكُمْ كَيْفِيَّةَ الصُّعُودِ اِلَى الْقَمَرِ بِرَحَلَاتٍ سِيَاحِيَّةٍ دَارِجَةٍ فِي اَيَّامِنَا؟ قَبْلَ اَنْ تَرْحَلُوا اِلَى سِيَاحَةٍ خَالِدَةٍ فِي نَارِ جَهَنَّم؟ فَنَحْنُ لَانَسْتَطِيعُ اَنْ نُعَلّمَكُمْ؟ وَلَيْسَ لَدَيْنَا مَنْ يُعَلّمُنَا اَيْضاً كَيْفِيَّةَ الصُّعُودِ اِلَى الْقَمَر؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَهُنَا يَنْتَهِي نِقَاشِي مَعَ الْعُلَمَاءِ الْمُعَاصِرِين؟وَلَابُدَّ لَنَا اَيُّهَا الْاِخْوَةُ مِنَ الْعَوْدَةِ اِلَى الْحَدِيثِ الشَّرِيفِ الصَّحِيحِ الَّذِي يُوجِبُ فِي ظَاهِرِهِ غَسْلَ الْاِنَاءِ سَبْعَ مَرَّاتٍ اُولَاهُنَّ بِالتَّرَاب؟ وَلَابُدَّ لَنَا اَنْ نُلَاحِظَ هُنَا مُلَاحَظَةً مُهِمَّة؟ وَهِيَ اَنَّهُ لَاتَسْبِيعَ اِلَّا مِنْ نَجَاسَةِ الْكَلْبِ وَغَيْرِهِ مِنَ الْحَيَوَانَاتِ كَمَا سَيَاْتِي؟ وَاَمَّا غَيْرُ الْكَلْبِ كَالْاِنْسَانِ مَثَلاً فَاِنَّ الْمَطْلُوبَ هُوَ التَّثْلِيث؟ فَمَثَلاً اِذَا اُصِيبَ ثَوْبُكَ بِبَوْلِكَ اَوْ بِبَوْلِ غَيْرِكَ مِنَ النَّاسِ اَخِي؟ وَكَانَتْ نَجَاسَةُ الْبَوْلِ عَلَيْهِ لَاتُرَى؟ فَيَجِبُ عَلَيْكَ غَسْلُهُ بِالْمَاءِ؟ وَلِاَنَّ الْبَوْلَ سَيَخْتَلِطُ بِالْمَاءِ الطَّاهِرِ الَّذِي جَلَبْتَهُ مِنْ اَجْلِ الْغَسِيلِ؟ فَيَجِبُ عَلَيْكَ اِلْقَاءُ هَذَا الْمَاءِ فِي مَجَارِي الصَّرْفِ الصِّحِّيّ؟ ثُمَّ غَسْلُ الثَّوْبِ مُجَدَّداً مَرَّةً اُخْرَى بِمَاءٍ طَاهِرٍ جَدِيد؟ ثُمَّ اِلْقَاؤُهُ مُجَدَّداً؟ ثُمَّ غَسْلُهُ لِلْمَرَّةِ الثَّالِثَةِ بِمَاءٍ طَاهِرٍ آخَرَ جَدِيد؟ ثُمَّ اِلْقَاؤُهُ؟ وَهَذَا مَايُسَمَّى بِالتَّثْلِيث؟ وَاَمَّا غَسْلُ الْاِنَاءِ مِنْ نَجَاسَةِ الْكَلْبِ سَبْعَ مَرَّاتٍ اِحْدَاهُنَّ بِالتُّرَابِ؟ فَاِنّ ذَلِكَ يُسَمَّى بِالتَّسْبِيع؟ وَاَمَّا اِذَا كَانَتِ النَّجَاسَةُ عَلَى ثَوْبِكَ اَخِي لَهَا جُرْمٌ يُرَى؟ بِمَعْنَى لَهَا اَثَرٌ وَرَائِحَة؟ فَيَجِبُ عَلَيْكَ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ اَنْ تَسْتَمِرَّ فِي غَسْلِهَا اَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثِ مَرَّاتٍ حَتَّى يَزُولَ هَذَا الْجُرْمُ اَوِ الْاَثَرُ وَالرَّائِحَة؟ اِلَّا اِذَا شَقَّ ذَلِكَ عَلَيْكَ وَلَمْ تَسْتَطِعْ اَنْ تُزِيلَ هَذَا الْاَثَرَ؟ فَعِنْدَ ذَلِكَ يَكُونُ الْاَمْرُ مَعْفِيّاً عَنْهُ وَلَاحَرَجَ عَلَيْكَ اَخِي اِنْ شَاءَ الله؟ وَالْخُلَاصَةُ اَنَّ التَّسْبِيعَ بِالنِّسْبَةِ لِنَجَاسَةِ لُعَابِ الْكَلْبِ مَطْلُوبٌ شَرْعاً؟ وَكَذَلِكَ مِنْ بَابِ اَوْلَى فَهُوَ مَطْلُوبٌ اَيْضاً بِسَبَبِ نَجَاسَةِ لُعَابِ الْخِنْزِير؟ وَكَذَلِكَ هُوَ مَطْلُوبٌ اَيْضاً مِنْ اَجْلِ كُلِّ سَبُع؟ لِاَنَّ لُعَابَ السَّبُعِ نَجِسٌ اَيْضاً؟ وَالسَّبُعُ هُوَ الْحَيَوَانُ وَالطَّيْرُ الْمُفْتَرِسُ بِضَمِّ الْبَاءِ وَلَيْسَ بِسُكُونِهَا؟ لِاَنَّ السَّبْعَ هُوَ الْعَدَدُ الَّذِي وَرَدَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى مَثَلاً{وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثَانِي(وَاَمَّا السَّبُعُ فَهُوَ الْحَيَوَانُ الْمُفْتَرِسُ الَّذِي وَرَدَ التَّحْرِيمُ لِمَا اَكَلَهُ فِي مُحَرَّمَاتِ سُورَةِ الْمَائِدَةِ لِغَيْرِ الْمُضْطَّرّ؟ وَاَيْضاً لِغَيْرِ مَنْ اَدْرَكَ الْمُحَرَّمَاتِ وَفِيهَا شَيْءٌ مِنَ الرُّوحِ ثُمَّ ذَبَحَهَا؟ وَقَدْ وَرَدَ هَذَا التَّحْرِيمُ فِي قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ{وَمَااَكَلَ السَّبُعُ(نَعَمْ اَخِي هُنَاَكَ فَرْقٌ بَيْنَ السَّبْعِ وَالسَّبُعِ؟ وَالسَّبُعُ بِضَمِّ الْبَاء هُوَ كُلُّ حَيَوَانٍ مُفْتَرِسٍ مُلْتَهِمٍ مُنْتَهِبٍ يَاْكُلُ وَيَعْتَدِي عَلَى الْحَيَوَانَاتِ الضَّعِيفَةِ وَعَلَى النَّاسِ اَيْضاً؟ فَاِذَا كَانَ الْاِنَاءُ الَّذِي وَلَغَ فِيهِ الْكَلْبُ بِلِسَانِهِ وَلُعَابِهِ يُغْسَلُ سَبْعَ مَرَّاتٍ؟ فَمِنْ بَابِ اَوْلَى اَنْ يُغْسَلَ اَيْضاً مِنْ وُلُوغِ هَذِهِ السِّبَاعِ الَّتِي تُسَمَّى سِبَاعَ الْبَهَائِمِ كَالْاَسَدِ وَالْفَهْدِ وَالنَّمِرِ وَالضَّبْعِ وَالذّئْبِ اِلَى آخِرِ مَاهُنَالِك؟ وَهُنَاَكَ اَيْضاً مَايُسَمَّى بِسِبَاعِ الطَّيْرِ كَالنَّسْرِ وَالْغُرَابِ وَغَيْرِهِ تَشْرَبُ بِمِنْقَارِهَا فَاِنْ كَانَ يَسِيلُ لُعَابُهَا فِي اِنَائِكَ اَخِي فَعَلَيْكَ بِتَسْبِيعِهِ وَاِلَّا فَلَا؟ وَنَاْتِي الْآنَ لِلنِّقَاشِ مَعَ الْمَالِكِيَّةِ وَاَدِلَّتِهِمْ وَرَاْيِهِمُ الْمُتَسَاهِلِ حِينَمَا قَالُوا اَلْكَلْبُ كُلُّهُ طَاهِرٌ فِي كُلِّ جُزْءٍ مِنْ اَجْزَائِهِ هُوَ طَاهِرٌ حَتَّى لُعَابُهُ وَعَرَقُهُ فَهُوَ طَاهِرٌ اَيْضاً وَاِنَّمَا النَّجِسُ فِيهِ هُوَ بَوْلُهُ وَخُرَاؤُهُ فَقَطْ؟ وَنَقُولُ لِلْمَالِكِيَّة؟ وَمَا هُوَ دَلِيلُكُمْ عَلَى ذَلِك؟ وَمَاذَا تَقُولُونَ فِي هَذِهِ الْاَحَادِيثِ الَّتِي وَرَدَتْ؟ قَالُوا؟ اَوّلاً نَحْنُ لَنَا دَلِيلٌ عَلَى ذَلِكَ مِنَ الْقُرْآن؟ وَنَرْجُو اَنْ تُشْغِلُوا عُقُولَكُمْ بِفِقْهِنَا وَبِمَا نَقُول؟ وَنَقُولُ لِلْمَالِكِيَّة؟ وَمَاهُوَ دَلِيلُكُمْ مِنَ الْقُرْآن؟ قَالُوا دَلِيلُنَا هُوَ قَوْلُ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي سُورَةِ الْمَائِدَة{يَسْاَلُونَكَ مَاذَا اُحِلَّ لَهُمْ؟ قُلْ اُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَاعَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلّبِينَ تُعَلّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللهُ؟ فَكُلُوا مِمَّا اَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ؟ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ؟ وَاتَّقُوا اللهَ؟ اِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسَاب(نَعَمْ اَخِي {يَسْاَلُونَك(وَنَفْهَمُ مِنْ هَذِهِ الْآيَةِ اَنَّ حُكْمَهَا الشَّرْعِيَّ جَاءَ جَوَاباً لِسُؤَال{مَاذَا اُحِلَّ لَهُمْ؟ قُلْ اُحِلَّ لَكُمُ الطّيِّبَات(وَلَابُدَّ اَنْ نَفْهَمَ مِنْ هَذِهِ الْآيَةِ مَفْهُومَ الْمُخَالَفَةِ وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى{يُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِث(بِمَعْنَى حُرِّمَ عَلَيْكُمُ الْخَبَائِث؟ فَاِيَّاكَ اَخِي اَنْ تَقُولَ بَعْدَ سَمَاعِكَ لِهَذِهِ الْآيَةِ اَنَّ الْمُخَدِّرَاتِ وَالتَّدْخِينَ حَلَال؟ لِاَنَّ هَذَا افْتِرَاءٌ عَلَى الله؟ لِاَنَّ اللهَ اَحَلَّ الطّيِّبَاتِ؟ وَحَرَّمَ الْخَبَائِث؟ وَاُرِيدُ مِنْكَ الْآنَ اَخِي اَنْ تَكْتُبَ عَلَى اللَّوحِ الْمَدْرَسِيِّ قَائِمَتَيْن؟ وَاحِدَةٌ لِلطَّيِّبَاتِ؟ وَاُخْرَى لِلْخَبَائِث؟ ثُمَّ تَكْتُبَ فِي قَائِمَةِ الطَّيِّبَاتِ مِنَ الْخُضَارِ مَثَلاً وَالْفَوَاكِهِ وَاللُّحُومِ اِلَى غَيْرِ ذَلِك؟ ثُمَّ تَكْتُبَ فِي قَائِمَةِ الْخَبَائِثِ لَحْمَ الْخِنْزِيرِ مَثَلاً وَالْمَيْتَةَ اِلَى غَيْرِ ذَلِك؟ فَاِذَا طَلَبْتُ مِنْكَ اَخِي اَنْ تَضَعَ الْمُخَدِّرَاتِ وَالتَّدْخِينَ فِي اِحْدَى الْقَائِمَتَيْنِ؟ فَاِذَا كُنْتَ مُنْصِفاً عَادِلاً؟ فَهَلْ تَسْتَطِيعُ وَضْعَهُمَا فِي قَائِمَةِ الطَّيِّبَات؟ وَاَكْتَفِي بِهَذَا الْقَدْرِ؟ وَاَعُودُ اِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى{قُلْ اُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتِ وَمَاعَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ(وَلَابُدَّ لِي وَلَكَ اَخِي هُنَا مِنْ تَقْدِيرِ كَلَامٍ مَحْذُوفٍ؟ لِاَنَّنَا اِذَا اَخَذْنَا مَفْهُومَ هَذِهِ الْآيَةِ عَلَى ظَاهِرِهِ؟ فَهِيَ بِمَعْنَى يَحِلُّ لَكُمْ اَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ اَنْ تَاْكُلُوا كِلَابَ الصَّيْدِ؟ وَهَذَا لَايَقُولُ بِهِ عَاقِلٌ يَقْرَاُ كَلَامَ الله؟ وَاِنَّمَا تَقْدِيرُ الْآيَةِ عَلَى الشَّكْلِ التَّالِي{قُلْ اُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَصَيْدُ مَاعَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ(فَلَابُدَّ لَكَ اَخِي مِنْ تَقْدِيرِ مُضَافٍ وَهُوَ كَلِمَةُ صَيْد؟ وَلَقَدْ كَانَ الْعَرَبُ يَفْهَمُونَهَا عَلَى الطَّايِرِ كَمَا يُقَال مِنْ دُونِ تَقْدِير؟ وَاَمَّا نَحْنُ فَاِنَّنَا بِحَاجَةٍ اِلَى هَذَا التَّقْدِيرِ حَتَّى نَفْهَمَهَا؟ بِسَبَبِ ضَعْفِ لُغَتِنَا الْعَرَبِيَّةِ وَصُعُوبَةِ تَذَوُّقِهَا وَالْاِحْسَاسِ بِهَا وَالشُّعُورِ بِبَلَاغَتِهَا؟ اَللَّهُمَّ اِلَّا اَنْ يَكُونَ مُرَادُ اللهِ مِنْ هَذِهِ الْآيَةِ هُوَ مَايَحْتَجُّ بِهِ الْمَالِكِيَّةُ عَلَى طَهَارَةِ الْكَلْبِ عَلَى تَقْدِيرٍ آخَرَ عَلَى الشَّكْلِ التَّالِي{قُلْ اُحِلَّ لَكُمُ الطّيِّبَاتُ وَاقْتِنَاءُ مَاعَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلّبِينَ تُعَلّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ الله( يَقُولُ الْمَالِكِيَّة لَسْنَا بِحَاجَةٍ اِلَى تَقْدِيرِهَا عَلَى صَيْدِ مَاعَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ لِاَنَّ هَذَا الْمَعْنَى وَاضِحٌ فِي قَوْلِ اللهِ بَعْدَهَا{فَكُلُوا مِمَّا اَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ(يَقُولُ الْمَالِكِيَّة فَلَوْ كَانَ الْكَلْبُ نَجِساً مَااَبَاحَ اللهُ لِلنَّاسِ اقْتِنَاءَهُ وَمُلْكِيَّتَهُ وَتَعْلِيمَهُ وَبَيْعَهُ وَشِرَاءَه؟ وَنَقُولُ لِلْمَالِكِيَّة؟ وَمَاهُوَ وَجْهُ اسْتِدْلَالِكُمْ مِنْ هَذِهِ الْآيَةِ عَلَى طَهَارَةِ الْكَلْب؟ قَالُوا؟ ذَكَرَ سُبْحَانَهُ مِنْ هَذِهِ الْجَوَارِحِ مُكَلّبِينَ مَا ذَكَرَ مِنَ الْكِلَابَ؟ فَكَيْفَ يَكُونُ الْكَلْبُ نَجِساً ثُمَّ يُبَاحُ اَنْ يُصْطَادَ بِهِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَة؟ وَكَيْفَ يَكُونُ الْكَلْبُ نَجِساً وَهُوَ آلَةٌ مِنْ آلَاتِ الصَّيْدِ؟ وَكَيْفَ يَكُونُ الصَّيْدُ الَّذِي صَادَهُ الْكَلْبُ نَجِساً وَقَدْ اَدْخَلَ الْكَلْبُ فِي لَحْمِ الصَّيْدِ اَنْيَابَهُ وَرِيقَهُ وَلُعَابَه؟ وَنَقُولُ لِلْمَالِكِيَّةِ؟ لَاحُجَّةَ لَكُمْ فِي نَجَاسَةِ الصَّيْدِ؟ لِاَنَّ مَايَفْعَلُهُ الْكَلْبُ بِالصَّيْدِ مِنْ غَرْزِ اَسْنَانِهِ فِيهِ وَسَيَلَانِ لُعَابِهِ عَلَيْهِ؟ لَايَقْتَضِي بِالضَّرُورَةِ اَنْ يَكُونَ الْكَلْبُ طَاهِراً غَيْرَ نَجِس؟ فَاِنَّهُ حِينَمَا يَاْتِي بِالصَّيْدِ اِلَى صَاحِبِهِ؟ فَاِنَّ هَذَا الْاِنْسَانَ يَنْتِفُ الرِّيشَ؟ وَيَغْسِلُ الطَّيْرَ الَّذِي يُرِيدُ اَنْ يَاْكُلَهُ؟ فَيَشْوِيهِ اَوْ يَقْلِيهِ اَوْ يَسْلِقُهُ عَلَى النَّار؟ وَكُلَّ ذَلِكَ مِنَ الْمُطَهِّرَات؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّنَا نَرُدُّ عَلَى الْمَالِكِيَّةِ هَذَا الِاسْتِدْلَالَ؟ لِاَنَّهُ لَيْسَ بِالِاسْتِدْلَالِ الْقَوِيّ؟ وَنَقُولُ لِلْمَالِكِيَّة؟ طَيِّبْ؟ مَارَاْيُكُمْ فِي الْاَحَادِيثِ الَّتِي وَرَدَتْ فِي غَسْلِ الْاِنَاءِ ثَلَاثاً اَوْ خَمْساً اَوْ سَبْعاً اِحْدَاهُنَّ بِالتَّرَاب؟ قَالُوا؟ هَذَا اِرْشَادٌ صِحِّيّ؟ وَلَيْسَ مِنَ النَّجَاسَةِ فِي شَيْء؟ بِمَعْنَى اَنَّ الْمَاءَ الَّذِي وَلَغَ فِيهِ الْكَلْبُ؟ لَايَنْبَغِي لِلْاِنْسَانِ اَنْ يَشْرَبَهُ؟ لِاَنَّهُ يَضُرُّهُ صِحِّيّاً؟ لَكِنْ لَوْ اُصِيبَ جَسَدُهُ اَوْ ثَوْبُهُ بِهَذَا الْمَاءِ الَّذِي شَرِبَ مِنْهُ الْكَلْبُ وَوَلَغَ فِيهِ؟ فَاِنَّهُ لَايَنْجُس؟ وَنَقُولُ لِلْمَالِكِيَّة؟ مَاذَا تَقُولُونَ فِي لُعَابِ الْكَلْبِ؟ قَالُوا؟ اِنَّهُ طَاهِر؟ وَنَقُولُ لِلْمَالِكِيَّة؟ فَمَاذَا تَقُولُونَ فِي حَدِيثِ الْاِنَاءِ وَالْاَمْرِ بِغَسْلِهِ سَبْعاً اُولَاهُنَّ اَوْ اِحْدَاهُنَّ بِالتُّرَاب؟ قَالُوا؟ هَذَا الْاَمْرُ النَّبَوِيُّ بِغَسْلِ الْاِنَاءِ سَبْعاً اِحْدَاهُنَّ بِالتًّرَابِ؟ هُوَ مِنْ بَابِ الِاسْتِحْبَابِ؟ وَلَيْسَ مِنْ بَابِ الْوُجُوب؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ يُسْتَحَبُّ لَكَ اَخِي اَنْ تَغْسِلَ الْاِنَاءَ سَبْعاً؟ وَلَايَجِبُ عَلَيْكَ ذَلِكَ الْغَسْلُ وُجُوباً عَلَى رَاْيِ الْمَالِكِيَّة؟ وَنَقُولُ لِلْمَالِكِيَّةِ لِمَاذَا؟ قَالُوا؟ لِاَنَّ نَجَاسَةَ لُعَابِ الْكَلْبِ هُنَا هِيَ نَجَاسَةٌ حُكْمِيَّة؟ وَلَيْسَتْ نَجَاسَةً حَقِيقِيَّة؟ وَنَقُولُ لِلْمَالِكِيَّة؟ نَحْنُ نَحْتَجُّ عَلَيْكُمْ بِطَهَارَةِ مَنِيِّ الشَّهْوَةِ الْجِنْسِيَّةِ؟ وَنَجَاسَتِهِ حُكْماً شَرْعِيّاً تَعَبُّدِيّاً لَاحَقِيقَةً؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّ اللهَ اَمَرَ بِالِاغْتِسَالِ مِنْهُ لَا اسْتِحْبَاباً بَلْ وُجُوباً كَمَا اَمَرَ رَسُولُ اللهِ بِغَسْلِ اِنَاءِ الْكَلْبِ وُجُوباً وَقِيَاساً عَلَى الْمَنِيِّ الطَّاهِرِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَاِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا( قُالُوا؟ لَاحُجَّةَ لَكِ هُنَا يَااُخْت غُصُون؟ لِاَنَّ الْعُلَمَاءَ لَمْ يَتَّفِقُوا عَلَى طَهَارَةِ الْمَنِيِّ قَوْلاً وَاحِداً؟ فَاِنَّ بَعْضَ الْمَذَاهِبِ الْفِقْهِيَّةِ يَقُولُونَ بِنَجَاسَةِ الْمَنِيِّ حُكْماً وَحَقِيقَة؟ وَلِذَلِكَ اَمَرَ اللهُ بِالِاغْتِسَالِ مِنْهُ وُجُوباً لَااسْتِحْبَاباً؟ وَنَقُولُ لِلْمَالِكِيَّة؟ مَاذَا تَقُولُونَ فِي قَوْلِ رَسُولِ اللهِ بِمَا مَعْنَاهُ[مَنْ حَوَى كَلْباً فِي بَيْتِهِ؟ فَاِنَّ اَجْرَهُ يَنْقُصُ سَبْعِينَ قِيرَاطاً كُلَّ يَوْم[قَالُوا؟هَذَا الْحَدِيثُ وَوَعِيدُهُ وَتَهْدِيدُهُ صَحِيحٌ اِذَا كَانَ الْمَقْصُودُ مِنْهُ كَلْباً مَنْزِلِيّاً مِنْ اَجْلِ الرَّفَاهِيَةِ فَقَطْ؟ وَاَمَّا اِذَا كَانَ كَلْباً مِنْ اَجْلِ الصَّيْدِ؟ اَوْ كَلْباً مِنْ اَجْلِ حِرَاسَةِ الْمَنْزِلِ؟ اَوْ كَلْباً مِنْ اَجْلِ حِرَاسَةِ الْغَنَمِ؟ اَوْ كَلْباً مِنْ اَجْلِ حِرَاسَةِ الْمَزْرُوعَاتِ؟ اَوْ كَلْباً بُولِيسِيّاً؟ فَلَا مَانِعَ مِنْ اِدْخَالِهِ اِلَى الْبَيْتِ وَالْجُلُوسِ مَعَهُ وَاِطْعَامِهِ وَمُدَاعَبَتِهِ وَالرَّفَاهِيَةِ مَعَهُ لِلضَّرُورَةِ مِنْ اَجْلِ تَعْلِيمِهِ الصَّيْدَ وَالْحِرَاسَةَ مَثَلاً حَتَّى يَاْلَفَ مَكَانَ الْبَيْتِ وَاَهْلَ الْبَيْتِ وَيَسْتَاْنِسَ بِهِ وَبِهِمْ وَلَايَهْجُمَ عَلَيْهِمْ وَيَعَضَّهُمْ اِذَا جَاع؟ وَاَمَّا اِذَا لَمْ تَكُنْ هُنَاكَ ضَرُورَةٌ مِنْ صَيْدٍ اَوْ حِرَاسَةٍ اَوْ غَيْرِهَا؟ فَهُنَا تَقَعُ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى بِنَقْصِ الْاَجْرِ وَالثَّوَابِ سَبْعِينَ قِيرَاطاً لِمَنْ يَتَّخِذُ كَلْباً مِنْ اَجْلِ الرَّفَاهِيَةِ وَالتَّرَفِ فَقَطْ دُونَ حَاجَتِهِ اِلَى الصَّيْدِ اَوِ الْحِرَاسَةِ؟ وَقَدْ يَكُونُ جِيرَانُهُ جِيَاعاً وَبِحَاجَةٍ اِلَى ثَمَنِ هَذَا الطَّعَامِ الَّذِي يُطْعِمُهُ لِكِلَابِ الرَّفَاهِيَة؟ وَقَدْ يَكُونُ هُوَ اَيْضاً جَائِعاً وَبِحَاجَةٍ اِلَى كَلْبٍ مِنْ كِلَابِ الصَّيْدِ لِيَصْطَادَ لَهُ مَايُطْعِمُهُ وَيُطْعِمُ زَوْجَتَهُ وَاَوْلَادَهُ وَيَسُدُّ جَوْعَتَهُمْ؟ وَقَدْ يَكُونُ غَنَمُ الصَّدَقَةِ وَاَبْقَارُهَا وَمَاعِزُهَا وَنُوقُهَا بِحَاجَةٍ اِلَى كَلْبٍ مُعَلَّمٍ مِنْ كِلَابِ الْحِرَاسَةِ يَحْرُسُهَا مِنْ هَجَمَاتِ الْوُحُوشِ الْمُفْتَرِسَة؟ وَقَدْ تَكُونُ مَزْرُوعَاتُ الصَّدَقَةِ بِحَاجَةٍ اَيْضاً اِلَى كَلْبٍ مُدَرَّبٍ يَحْرُسُهَا مِنْ هَجَمَاتِ اللُّصُوصِ وَالْحَيَوَانَاتِ عَلَيْهَا؟ وَهُنَا يَنْتَهِي نِقَاشُنَا مَعَ الْمَالِكِيَّة؟ وَنَتَحَوَّلُ فَوْراً اِلَى الْحَنَفِيَّةِ وَنَقُولُ لَهُمْ؟ مَارَاْيُكُمْ فِيمَا قَالَهُ زُمَلَاؤُكُمْ مِنَ الْمَالِكِيَّةِ فِي حَدِيثِ رَسُولِ اللهِ وَاَمْرِهِ بِغَسْلِ اِنَاءِ الْكَلْبِ سَبْعاً عَلَى اسْتِحْبَابِ ذَلِكَ عِنْدَهُمْ لَا عَلَى الْوُجُوب؟ بِمَعْنَى اَنَّهُمْ فَهِمُوا مِنْ حَدِيثِ رَسُولِ اللهِ الِاسْتِحْبَابَ؟ وَلَمْ يَفْهَمُوا مِنْهُ الْوُجُوب؟ قَالُوا؟ اِنَّ الْاَمْرَ بِالتَّسْبِيعِ لَيْسَ وَاجِباً؟ وَاِنَّمَا التَّثْلِيثُ هُوَ الْوَاجِب؟ وَاَمَّا مَازَادَ عَلَى ذَلِكَ التَّثْلِيثِ؟ فَاِنَّنَا نُوَافِقُ الْمَالِكِيَّةَ فِي قَوْلِهِمْ اِنَّهُ مُسْتَحَبّ؟ بِمَعْنَى اَنَّ الْحَنَفِيَّة اَخِي جَعَلُوا غَسْلَ الْاِنَاءِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَقَطْ هُوَ الْوَاجِب؟ وَمَاعَدَاهُ فَهُوَ مُسْتَحَبّ؟ وَلَابُدَّ لَكَ اَخِي اِذَا اَرَدْتَّ اَنْ تَدْرُسَ فِقْهَ الْحَنَفِيَّةِ جَيِّداً اَنْ تُلَاحِظَ هُنَا مُلَاحَظَة مُهِمَّة جِدّاً وَهِيَ اَنَّ الْوَاجِبَ عِنْدَ الْحَنَفِيَّةِ هُوَ اَقَلُّ مِنَ الْفَرْضِ قَلِيلاً؟ وَاَمَّا عِنْدَ غَيْرِهِمْ فَهُوَ يُسَاوِي الْفَرْضَ تَمَاماً؟ وَنَقُولُ لِلْحَنَفِيَّة؟ مَادَلِيلُكُمْ عَلَى وُجُوبِ التَّثْلِيثِ عِنْدَكُمْ وَاسْتِحْبَابِ مَازَادَ عَلَيْهِ؟ قَالُوا دَلِيلُنَا هُوَ قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام فِي حَدِيثٍ آخَر{اِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ فِي اِنَاءِ اَحَدِكُمْ؟ فَلْيَغْسِلْهُ ثَلَاثاً؟ اَوْ خَمْساً؟ اَوْ سَبْعاً(وَكَلِمَة اَوْ فِي الْحَدِيثِ هُنَا اَخِي تُفِيدُ التَّخْيِير؟ بِمَعْنَى اَنَّكَ اَخِي هُنَا مُخَيَّرٌ بَيْنَ اَنْ تَغْسِلَ اِنَاءَ الْكَلْبِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ؟ اَوْ خَمْساً؟ اَوْ سَبْعاً؟ اِحْدَاهُنَّ بِالتَّرَاب؟ لَكِنِ الْاَفْضَلُ لَكَ اَخِي اَنْ تَغْسِلَهُ سَبْعاً؟ خُرُوجاً مِنْ خِلَافِ الْعُلَمَاء؟ وَنَقُولُ لِلْحَنَفِيَّة؟ مَاهِيَ نَجَاسَةُ الْكَلْبِ عِنْدَكُمْ بِالتَّحْدِيد؟ قَالُوا؟ لُعَابُهُ هُوَ النَّجِس؟ وَكَذَلِكَ عَرَقُهُ؟ وَنَقُولُ لِلْحَنَفِيَّة لِمَاذَا عَرَقُهُ؟ قَالُوا؟ لِاَنَّ الْمُتَولّدَ مِنَ النَّجِسِ يَكُونُ نَجِساً؟ وَنَقُولُ لِلْحَنَفِيَّة؟ مَاذَا تَقْصِدُونَ بِذَلِكَ لَمْ نَفْهَمْ عَلَيْكُمْ؟ قَالُوا؟ اِنَّ عَرَقَ الْكَلْبِ نَجِسٌ؟ لِاَنَّهُ يَرْشَحُ مِنْ نَجِس؟ وَنَقُولُ لِلْحَنَفِيَّة؟ وَمَاهُوَ هَذَا النَّجِسُ الَّذِي يَرْشَحُ مِنْهُ عَرَقُ الْكَلْبِ وَيَتَوَلَّدُ مِنْهُ؟ قَالُوا؟ لَحْمُهُ النَّجِس؟ وَنَقُولُ لِلْحَنَفِيَّة؟ وَاللهِ لَقَدْ حَيَّرْتُمُونَا وَاَتْعَبْتُمُونَا مَعَكُمْ؟ فَقَبْلَ قَلِيلٍ قُلْتُمْ لُعَابُهُ وَعَرَقُهُ فَقَطْ هُمَا النَّجِسَان؟ وَالْآنَ تَقُولُونَ لَحْمُهُ نَجِسٌ اَيْضاً؟ فَمَاذَا اَبْقَيْتُمْ مِنْ طَهَارَةِ الْكَلْبِ؟ قَالُوا؟ اِنَّ الْكَلْبَ اِذَا كَانَ جَافّاً لَايَرْشَحُ مِنْهُ الْعَرَقُ؟ فَاِنَّهُ طَاهِرٌ كُلُّهُ اِلَّا لُعَابُهُ؟ وَيُمْكِنُ لِصَاحِبِهِ اَنْ يَحْتَكَّ بِهِ وَيُدَاعِبَهُ وَلَايَنْجُسُ صَاحِبُهُ؟ اِلَّا اِذَا رَشَحَ الْعَرَقُ مِنَ الْكَلْبِ وَسَالَ لُعَابُهُ وَاَصَابَ شَيْءٌ مِنْهُمَا ثَوْبَهُ اَوْ اِنَاءَه؟ وَنَقُولُ لِلْحَنَفِيَّة؟ مَاذَا لَوْ رَشَحَ مِنْهُ الْعَرَقُ وَبَقِيَ وَبَرُهُ اَوْ شَعْرُهُ وَظَاهِرُ جِسْمِهِ جَافّاً؟ قَالُوا؟ اَلْجَافُّ طَاهِرٌ وَلَايَحْمِلُ أيَّ نَجَاسَة؟ فَاِذَا رَشَحَ الْعَرَقُ مِنْ بَعْضِ جسْمِهِ وَلَمْ يَرْشَحْ مِنَ الْبَعْضِ الْآَخَرِ؟ فَاِنَّ الْبَعْضَ الْجَافَّ يَبْقَى طَاهِراً وَلَايَنْجُسُ مِنْهُ اِلَّا الْمُتَعَرِّق؟ وَالْخُلَاصَةُ اَخِي اَنَّ الْحَنَفِيَّةَ يَقُولُونَ بِنَجَاسَةِ الْعَرَقِ فِي جِسْمِ الْكَلْبِ؟ لِاَنَّ مَا تَوَلَّدَ عَنْهُ وَهُوَ لَحْمُهُ نَجِسٌ اَيْضاً؟ وَنَفْهَمُ مِنْ كَلَامِ الْحَنَفِيَّةِ اَنَّ لَحْمَ الْكَلْبِ فِي الْاَصْلِ طَاهِرٌ حِينَمَا كَانَ جَافّاً؟ وَلَكِنَّهُ حِينَمَا رَشَحَ مِنْهُ الْعَرَقُ اَصْبَحَ نَجِساً؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الْحَنَفِيَّةَ حَصَرُوا نَجَاسَةَ الْكَلْبِ فِي لُعَابِهِ وَلَحْمِهِ غَيْرِ الْجَافِّ الَّذِي يَرْشَحُ مِنْهُ الْعَرَق؟ وَمِنْ بَابِ اَوْلَى اَيْضاً بَوْلُهُ وَخُرَاؤُهُ بِاتِّفَاقِ الْعُلَمَاءِ جَمِيعاً قَوْلاً وَاحِداً؟ وَهُنَا يَنْتَهِي نِقَاشُنَا تَقْرِيباً مَعَ الْحَنَفِيَّةِ وَاَدِلَّتِهِمْ؟ وَنَتَحَوَّلُ فَوْراً اِلَى النِّقَاشِ مَعَ الشَّافِعِيَّةِ وَالْحَنَابِلَةِ الَّذِينَ تَشَدَّدُوا فِي نَجَاسَةِ الْكَلْبِ؟ وَنَقُولُ لَهُمْ؟ لِمَاذَا هَذَا التَّشَدَّد؟ قَالُوا؟ كُلُّ عُضْوٍ مِنْ اَعْضَاءِ الْكَلْبِ يُعْتَبَرُ نَجِساً؟ لِاَنَّ نَجَاسَتَهُ كَنَجَاسَةِ الْخِنْزِيرِ تَمَاماً بِسَبَبِ ذَاتِهِ؟ لَابِسَبَبِ لُعَابِهِ وَعَرَقهِ وَبَوْلِهِ وَخُرَائِهِ فَقَطْ؟ وَنَقُولُ لَهُمْ مَاهُوَ دَلِيلُكُمْ؟قَالُوا دَلِيلُنَا هُوَ هَذَا التَّطْهِيرُ الَّذِي اَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللهِ فِي غَسْلِ الْاِنَاءِ بِسَبَبِ لُعَابِ الْكَلْبِ فَقَطْ فَمِنْ بَابِ اَوْلَى اَيْضاً لَحْمُهُ وَشَعْرُهُ وَوَبَرُهُ وَعَرَقُهُ وَبَوْلُهُ وَخُرَاؤُهُ وَكُلُّهُ؟ وَنَتَحَوَّلُ اِلَى الْحَنَفِيَّةِ مُجَدّداً ونقول لهم؟ مَاذَا تَقُولُونَ فِيمَا يَقُولُ زُمَلَاؤُكُمْ مِنَ الشَّافِعِيَّةِ وَالْحَنَابِلَة؟ قَالُوا؟ لَقَدْ كُنَّا عَلَى وَشَكِ اَنْ نُوَافِقَهُمْ عَلَى رَاْيِهِمْ؟ لَوْلَا اَنَّ رَسُولَ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ اَمَرَ اَنْ يَكُونَ التَّطْهِيرُ خَاصّاً بِمَا وَلَغَ فِيهِ الْكَلْب؟ وَلَكِنْ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ اَنْ يَكُونَ هَذَا التَّعْمِيمُ الَّذِي اَطْلَقَهُ الشَّافِعِيَّةُ وَالْحَنَابِلَةُ عَلَى نَجَاسَةِ الْكَلْبِ صَحِيحاً؟ لِاَنَّ الْحَدِيثَ صَرِيحٌ وَوَاضِحٌ فِي تَخْصِيصِ التَّعْمِيمِ الَّذِي اَطْلَقُوهُ بِاللُّعَابِ فَقَطْ؟ وَقِيسَ عَلَيْهِ الْعَرَق؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الشَّافِعِيَّةَ وَالْحَنَابِلَةَ الْمُتَشَدِّدِينَ فِي نَجَاسَةِ الْكَلْبِ؟ اَخْطَؤُوا حِينَمَا اَخَذُوا الْحَدِيثَ عَلَى اِطْلَاقِهِ؟ وَاَوْقَعُوا النَّاسَ فِي حَرَجٍ شَدِيد؟ لِاَنَّ النَّاسَ بِحَاجَةٍ اِلَى اَنْ يَحْتَكُّوا بِالْكِلَابِ؟ مِنْ اَجْلِ مُزَاوَلَةِ اَعْمَالِ الصَّيْدِ وَالْحِرَاسَةِ وَالْبُولِيسِ مَعَ الْكِلَاب؟ وَقَدْ يَجْرِي الشَّيْطَانُ الْوَلْهَانُ فِي عُرُوقِهِمْ مَجْرَى الدَّمِ فَيُصَابُونَ بِالْهَلْوَسَةِ وَالْجُنُونِ وَالْوَسْوَسَةِ وَالسَّرْسَبَةِ مِنْ كَثْرَةِ تَطَهُّرِهِمْ بِاسْتِمْرَارٍ مِنْ نَجَاسَةِ هَذِهِ الْكِلَاب؟ فَلَوْ كَانَ رَسُولُ اللهِ يُرِيدُ نَجَاسَةَ الْكَلْبِ عَلَى اِطْلَاقِهَا؟ لَوَقَعْنَا فِي حَرَجٍ شَدِيدٍ يُخَالِفُ مَقَاصِدَ الشَّرِيعَةِ الْاِسْلَامِيَّةِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَاجَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَج(فَهَلْ مِنَ الْمَعْقُولِ اَنْ يُوقِعَنَا رَسُولُ اللهِ فِي حَرَجٍ شَدِيدٍ بِقَوْلِهِ بِنَجَاسَتِهَا عَلَى اِطْلَاقِهَا فِي كِلَابٍ نَسْتَفِيدُ مِنْهَا فِي الصَّيْدِ وَالْحِرَاسَةِ وَالبُولِيسِ وَغَيْرِهِ؟ ثُمَّ يَقُولُ بِطَهَارَةِ الْقِطَطِ الَّتِي لَانَسْتَفِيدُ مِنْهَا شَيْئاً[لَيْسَتْ بِنَجِسَة؟ اِنَّهُنَّ مِنَ الطَّوَّافَاتِ عَلَيْكُمْ] وَالْخُلَاصَةُ اَخِي اَنَّ هَذَا هُوَ رَاْيُ الْمَالِكِيَّةِ الْمُتَسَاهِل؟ وَهَذَا هُوَ رَاْيُ الْحَنَفِيَّةِ الْمُتَوَسِّط؟ وَهَذَا هُوَ اَيْضاً رَاْيُ الشَّافِعِيَّةِ وَالْحَنَابِلَةِ الْمُتَشَدِّد؟ وَالْخُلَاصَةُ اَنَّ الْحَنَفِيَّةَ وَافَقُوا غَيْرَهُمْ مِنَ الشَّافِعِيَّةِ وَالْحَنَابِلَةِ فِي نَجَاسَةِ اللَّعَابِ وَالْعَرَقِ فَقَطْ وَخَالَفُوهُمْ فِيمَا عَدَا ذَلِكَ؟ وَقَدِ اتَّفَقَ الْحَنَفِيَّةُ مَعَ غَيْرِهِمْ مِنَ الشَّافِعِيَّةِ وَالْحَنَابِلَةِ وَالْمَالِكِيَّةِ فِي نَجَاسَةِ الْبَوْلِ وَخُرَاءِ الْكَلْبِ اَيْضاً؟ وَاَمَّا الْمَالِكِيَّةُ فَقَدْ خَالَفُوا الشَّافِعِيَّةَ وَالْحَنَابِلَةَ فِي نَجَاسَةِ الْكَلْبِ بِالْكَامِلِ؟ وَخَالَفُوا الْحَنَفِيَّةَ اَيْضاً فِي نَجَاسَةِ لُعَابِهِ وَعَرَقِهِ فَقَطْ وَقَالُوا بِطَهَارَتِهِ كَامِلاً مَاعَدَا بَوْلِهِ وَخُرَائِهِ كَمَا ذَكَرْنَا؟ وَلَمْ يُخَالِفْهُمُ الْحَنَفِيَّةُ اِلَّا بِنَجَاسَةِ اللُّعَابِ وَالْعَرَقِ فَقَطْ؟ وَاَقُولُ وَبِاللهِ التَّوْفِيق؟ اَلْخُلَاصَةُ مِنْ هَذِهِ الْآرَاءِ جَمِيعاً؟ اَنَّ الرَّاْيَ الْاَوْجَهَ وَالْاَصْوَبَ مِنْ بَيْنِ هَذِهِ الْآرَاءِ جَمِيعاً؟ هُوَ مَاذَهَبَ اِلَيْهِ الْحَنَفِيَّةُ؟ اَنَّ لُعَابَ الْكَلْبِ وَعَرَقَهُ وَبَوْلَهُ وَخُرَاءَهُ فَقَطْ هُنَّ الْاَنْجَاس؟ بِمَعْنَى اَنَّ جِسْمَ الْكَلْبِ اِذَا كَانَ جَافّاً غَيْرَ مُتَعَرِّقٍ ثُمَّ دَقَّ بِكَ اَوِ احْتَكَّ بِكَ اَخِي؟ فَلَا يَجْلِبُ لَكَ النَّجَاسَة؟ وَقَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاء؟ اِذَا كَانَ جِسْمُ الْكَلْبِ مُبَلّلاً بِالْمَاءِ وَاحْتَكَّ بِكَ اَخِي اَوْ لَصِقَ بِكَ جِسْمُهُ؟ فَاِنَّكَ تَنْجُس؟ وَاِذَا كَانَ جَافّاً؟ فَاِنَّكَ لَاتَنْجُس؟ لَكِنْ عِنْدَ الْحَنَفِيَّةِ اَخِي سَوَاءٌ كَانَ مُبَلّلاً اَوْ لَمْ يَكُنْ مُبَلّلاً بِالْمَاءِ؟ فَاِنَّكَ لَاتَنْجُسُ عِنْدَهُمْ اَخِي اِلَّا اِذَا كَانَ الْكَلْبُ مُبَلّلاً بِالْعَرَق؟ وَنَقُولُ لِلْحَنَفِيَّةِ لِمَاذَا؟ قَالُوا لِاَنَّ الْعَرَقَ يَاْتِي مِنَ اللَّحْمِ النَّجِسِ وَمِنْ دَاخِلِ جِسْمِ الْكَلْبِ النَّجِس؟ وَاَمَّا الْمَاءُ الَّذِي ابْتَلَّ بِهِ جِسْمُ الْكَلْبِ؟ فَاِنَّهُ لَمْ يَاْتِ مِنْ دَاخِلِ جِسْمِهِ؟ وَاِنَّمَا اَتَى مِنْ خَارِجِهِ؟ وَنَقُولُ لِلْحَنَفِيَّة؟ لَمْ نَفْهَمْ اِلَى الْآن لِمَاذَا لَحْمُ الْكَلْبِ نَجِسٌ عِنْدَكُمْ؟ قَالُوا يَااُخْت غُصُون؟ رَكِّزِي مَعَنَا جَيِّداً؟ اِنَّ لَحْمَ الْكَلْبِ فِي الْاَصْلِ هُوَ طَاهِر؟ لَكِنَّهُ فَجْاَةً اَصْبَحَ نَجِساً بَعْدَ اَنْ كَانَ طَاهِراً لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُ خَالَطَهُ شَيْءٌ نَجِسٌ مِنْ اِفْرَازَاتِ هَذَا الْعَرَق؟ كَمَا اَنَّ الْمَاءَ فِي الْاَصْلِ هُوَ طَاهِر؟ لَكِنْ اِذَا خَالَطَهُ شَيْءٌ نَجِسٌ وَغَلَبَ عَلَيْهِ؟ فَاِنَّهُ يُصْبِحُ نَجِساً؟ اِنْتَهَى كَلَامُ الْحَنَفِيَّة؟ وَاَقُولُ وَبِاللهِ التَّوْفِيق؟ بِنَاءً عَلَى هَذَا الْكَلَامِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ مِنْ كَلَامِ الْحَنَفِيَّةِ وَالشَّافِعِيَّةِ وَالْحَنَابِلَةِ وَالْمَالِكِيَّةِ؟ هَلْ يَجُوزُ بَيْعُ الْكَلْبِ اَوْ شِرَاؤُهُ اَوْ لَايَجُوز؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِك؟ رُوِيَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ؟ اَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ نَهَى عَنْ بَيْعِ الْكَلْبِ؟ وَعَنْ مَهْرِ الْبَغِيِّ؟ وَعَنْ حُلْوَانِ الْكَاهِن(وَالنَّهْيُ هُنَا فِي هَذَا الْحَدِيثِ اَخِي اِذَا لَمْ يُوجَدْ دَلِيلٌ يَصْرِفُهُ عَنْ مَعْنَاهُ؟ فَاِنَّهُ يَكُونُ لِلتَّحْرِيمِ حَتْماً؟ وَلِذَلِكَ اَخِي لَابُدَّ لَكَ اَنْ تُفَكِّرَ مَعِي فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَاَمْثَالِهِ مِنَ الْاَحَادِيثِ الْاُخْرَى؟ هَلْ هَذَا الْحَدِيثُ فِي مَعْنَاهُ يُفِيدُ التَّحْرِيمَ؟ اَوْ يُفِيدُ الْكَرَاهَةَ؟ اَوْ يُفِيدُ التَّنْزِيه؟ هَلِ النَّوَاهِي فِي هَذَا الْحَدِيثِ مَكْرُوهَةٌ تَحْرِيماً؟ هَلْ هِيَ مَكْرُوهَةٌ تَنْزِيهاً؟ هَلْ هِيَ اَقْرَبُ اِلَى الْحَرَامِ مِنْهَا اِلَى الْحَلَال؟ اَوِ بِالْعَكْس؟ لَابُدَّ لَكَ اَخِي مِنْ اَنْ تُفَكِّرَ مَعِي جَيِّداً فِي مَقْصُودِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِالنَّهْيِ هُنَا وَلَاتَتَسَرَّعْ فِي النَّتِيجَةِ حَتَّى تَطَّلِعَ عَلَى جَمِيعِ الْاَحَادِيثِ الْاُخْرَى الْمُشَابِهَة هَلْ فِيهَا تَقْيِيدٌ لِهَذَا الْحَدِيث؟ هَلْ فِيهَا تَخْصِيصٌ لِهَذَا الْحَدِيث؟ هَلْ فِيهَا نَسْخٌ لِهَذَا الْحَدِيث؟ هَلْ كَذَا؟ هَلْ كَذَا؟ هَلْ كَذَا؟ لِاَنَّ دِرَاسَةَ الْحَدِيثِ الشَّرِيفِ اَخِي هِيَ اَخْطَرُ دِرَاسَةٍ فِي الْعُلُومِ الْاِسْلَامِيَّةِ كُلِّهَا اِذَا رَافَقَهَا الْجَهْلُ بِمُرَادِ النَّبِيِّ فِي اَوَامِرِهِ وَنَوَاهِيهِ؟ وَقَدْ يُؤَدِّي ذَلِكَ الْجَهْلُ اِلَى سَفْكِ دِمَاءِ الْمُسْلِمِينَ فِيمَا بَيْنَهُمْ ظُلْماً وَعُدْوَاناً؟ بِسَبَبِ اَدِلَّةٍ ظَنِّيَّةٍ غَيْرِ قَطْعِيَّةِ الثُّبُوتِ فِي الْقُرْآنِ وَالسُّنَّة؟ وَلِذَلِكَ عَلَيْكَ اَنْ تَبْحَثَ اَخِي فِي جَمِيعِ اَحَادِيثِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام هَلْ فِيهَا حَدِيثٌ يَصْرِفُ مُرَادَ النَّبِيِّ عَنْ تَحْرِيمِ مَهْرِ الْبَغِيِّ وَحُلْوَانِ الْكَاهِن؟ هَلْ هُوَ تَحْرِيمٌ مِنْ اَجْلِ الْكَرَاهَةِ وَالتَّنْزِيهِ فَقَطْ؟ هَلْ هُوَ تَحْرِيمٌ مِنْ اَجْلِ فِعْلِ الْاَوْلَى مِنْهُ فَقَطْ لَاغَيْر؟ هَلْ هُوَ تَحْرِيمٌ لِاَنَّهُ خِلَافُ الْاَوْلَى؟ اَمْ هُوَ تَحْرِيمٌ صَارِمٌ مُلْزِمٌ هَدَفُهُ الِاجْتِنَابُ نِهَائِيّاً لِلْمَهْرِ وَالْحُلْوَانِ وَثَمَنِ الْكَلْبِ تَمَاماً كَمَا اَمَرَ اللهُ بِاجْتِنَابِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَغَيْرِهِمَا فِي آيَةِ الْمَائِدَةِ نِهَائِيّاً؟ نَعَمْ اَخِي؟ نَهَى رَسُولُ اللهِ عَنْ ثَمَنِ الْكَلْبِ؟ فَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى اَنَّهُ لَايَجُوزُ شِرَاؤُهُ وَلَابَيْعُهُ؟ لَكِنْ لَاتَتَسَرَّعْ اَخِي؟ وَاَكْمِلْ مَعِي اِلَى نِهَايَةِ الْمُشَارَكَة؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَنَهَى رَسُولُ اللهِ كَذَلِكَ عَنْ مَهْرِ الْبَغِيِّ وَحُلْوَانِ الْكَاهِنِ نَهْياً وَتَحْرِيماً صَارِماً لَاشُبْهَةَ فِيهِ اَبَداً؟ وَمَهْمَا بَحَثْتَ اَخِي فِي اَحَادِيثَ اُخْرَى؟ فَلَنْ تَجِدَ حَدِيثاً وَاحِداً يُفَسِّرُ هَذَا النَّهْيَ بِغَيْرِ التَّحْرِيمِ الصَّارِمِ الْمُحْكَمِ الَّذِي لَارَجْعَةَ عَنهُ؟ وَالْبَغِيُّ هِيَ وَالْعَيَاذُ بِالله اَلْعَاهِرَةُ الزَّانِيَةُ؟ حِينَمَا تَاْخُذُ اُجْرَةً عَلَى هَذَا الْفِعْلِ الشَّنِيعِ الْقَذِر؟ وَسُمِّيَتْ هَذِهِ الْاُجْرَةُ مَهْراً مِنْ بَابِ الْمَجَاز كَمَا يَعْرِفُ ذَلِكَ عُلَمَاءُ اللَّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ جَيِّداً ؟ وَلَكِنَّهُ لَيْسَ مَهْراً مَشْرُوعاً كَمَهْرِ الزَّوَاج؟ فَاِذَا اَرَادَتِ الْمَرْاَةُ الْبَغِيُّ اَنْ تَتُوبَ اِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلّ؟ فَمَاذَا تَفْعَلُ بِهَذِهِ الْاُجْرَةِ الَّتِي اَخَذَتْهَا؟ طَبْعاً لَا تَرُدُّهَا اِلَى صَاحِبِهَا؟ وَاِنَّمَا تَتَصَدَّقُ بِهَا؟ لِاَنَّهُ مَالٌ حَرَامٌ؟ لَايَجُوزُ اَنْ تَسْتَفِيدَ هِيَ مِنْهُ؟ وَلَايَجُوزُ شَرْعاً اَنْ يُرَدَّ اِلَى صَاحِبِهِ الْعَاهِر؟ وَهَذَا هُوَ مَهْرُ الْبَغِيّ؟ وَاَمَّا حُلْوَانُ الْكَاهِنِ؟ فَاِنَّ الْكَاهِنَ هُوَ الَّذِي يَدَّعِي عِلْمَ الْغَيْبِ؟ كَالَّذِي يُبَصِّرُ وَيَضْرِبُ بِالرَّمْلِ اَوِ الْوَدَعِ وَيَاْخُذُ عَلَى ذَلِكَ اُجْرَة؟ وَهُوَ حَرَامٌ سَوَاءٌ اَخَذَ اُجْرَةً اَوْ لَمْ يَاْخُذْ اُجْرَة؟ وَسُمِّيَتْ هَذِهِ الْاُجْرَةُ حُلْوَاناً؟ لِاَنَّهُ يَتَلَذَّذُ بِاَخْذِهَا كَمَا يَتَلَذَّذُ بِشَيْءٍ طَعْمُهُ حُلْوٌ لَذِيذ؟ كَمَا يَقُولُ اِخْوَانُنَا الْمِصْرِيُّونَ مَثَلاً؟ اِيدَكْ عَلْحَلَاوَة بَقَ؟ وَقَدْ تَكُونُ هَذِهِ الْحَلَاوَةُ مَشْرُوعَة؟ وَقَدْ تَكُونُ غَيْرَ مَشْرُوعَةٍ اِذَا كَانَتْ تَحْمِلُ مَعْنَى الرِّشْوَةِ الْمُحَرَّمَةِ مَثَلاً؟ لِاَنَّ هُنَاكَ مَايُسَمَّى بِالرِّشْوَةِ الْحَلَالِ اِذَا كَانَتِ الطَّرِيقَةَ الْوَحِيدَةَ فِي سَبِيلِ وُصُولِ صَاحِبِ الْحَقِّ اِلَى حَقِّهِ وَلَايُوجَدُ غَيْرُهَا؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَبِنَاءً عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ؟ ذَهَبَ اَكْثَرُ الْفُقَهَاءِ؟ اِلَى اَنَّ بَيْعَ الْكَلْبِ لَايَجُوزُ شَرْعاً وَلَاشِرَاؤُهُ؟ وَنَقُولُ لِلْفُقَهَاءِ الْبَاقِين؟ مَاذَا تَقُولُونَ فِي هَذَا الْحَدِيث؟ قَالُوا؟ مَادَامَ اَنَّ الْاِسْلَامَ قَدْ اَبَاحَ الصَّيْدَ بِالْكَلْبِ الْمُعَلَّمِ الْمُدَرَّبِ؟ فَهَلْ يَاْتِي صَاحِبُ هَذَا الْكَلْبِ الَّذِي تَعِبَ كَثِيراً فِي تَدْرِيبِهِ وَصَرَفَ عَلَيْهِ مِنَ الْاَمْوَالِ مِنْ اَجْلِ طَعَامِهِ وَشَرَابِهِ وَتَدْرِيبِهِ ثُمَّ يَقُولُ لَكَ اَخِي تَفَضَّلْ هَذَا الْكَلْبَ وَخُذْهُ هَدِيَّةً مِنِّي لَكَ مِنْ دُونِ مُقَابِل وَعَلَى الْبَارِدِ الْمُسْتَرِيحِ كَمَا يُقَال؟ وَنَقُولُ لِهَؤُلَاءِ الْفُقَهَاءِ الْبَاقِين؟ فِعْلاً اِنَّ هَذَا الْحَدِيثَ الشَّرِيفَ مِنْ نَهْيِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَنْ ثَمَنِ الْكَلْبِ يُوقِعُ النَّاسَ فِي وَرْطَةٍ كَبِيرَةٍ لِمَنْ اَرَادَ مِنْهُمُ التِّجَارَةَ بِالْكِلَابِ الْمُدَرَّبَةِ عَلَى الصَّيْدِ وَالْحِرَاسَةِ وَالْبُولِيس؟ قَالُوا؟ وَنَحْنُ سَنُخَلّصُ النَّاسَ مِنْ هَذِهِ الْوَرْطَةِ بِحَدِيثٍ آخَرَ عِنْدَ الطَّبَرَانِي؟ وَنَقُولُ لَهُمْ؟ مَاهُوَ اَغِيثُونَا اَغَاثَكُمُ الله؟ قَالُوا؟ نَهَى النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَنْ ثَمَنِ الْكَلْبِ؟ اِلَّا كَلْبَ الصَّيْدِ؟ وَنَقُولُ لِهَؤُلَاءِ الْفُقَهَاء؟ صَلَّى اللهُ عَلَى رَسُولِ اللهِ؟ وَبَارَكَ اللهُ فِيكُمْ؟ لَقَدْ خَرَجْنَا مِنْ هَذَا الْمَاْزِقِ بِاُعْجُوبَة؟ قَالُوا؟ طَالَمَا اَنَّ الْكَلْبَ يُبَاحُ الصَّيْدُ فِيهِ؟ لِاَنَّهُ آلَةٌ مِنْ آلَاتِ الصَّيْدِ؟ فَاِنَّهُ يُبَاحُ شِرَاؤُهُ وَبَيْعُهُ اَيْضاً؟ كَمَا يُبَاحُ شِرَاءُ آلَةِ الصَّيْدِ كَالْجِفْتِ وَالْبَارُودَةِ وَغَيْرِهَا وَبَيْعُهَا اَيْضاً؟ لِاَنَّهَا آلَةٌ مِنْ آلَاتِ الصَّيْد؟ وَكَذَلِكَ الْكِلَابُ الْبُولِيسِيَّةُ الَّتِي تَتَدَرَّبُ عَلَى هَذِهِ الْمُهِمَّةِ وَتَخْدِمُ رِجَالَ الْبُولِيسِ يَجُوزُ كَذَلِكَ بَيْعُهَا وشراؤها؟ وَمَعَ الْاَسَفِ فَاِنَّ ثَمَنَهَا يَكُونُ دَائِماً غَالِياً مُرْتَفِعاً فِي اَيَّامِنَا؟ وَنَقُولُ لِهَؤُلَاءِ الْفُقَهَاء؟ مَاذَا بِالنِّسْبَةِ لِكِلَابِ الزِّينَةِ وَالرَّفَاهِيَةِ وَالتَّرَفِ وَالْمُتْعَةِ كَالْكِلَابِ الْفَرَنْجِيَّةِ وَغَيْرِهَا؟ قَالُوا؟ هَذِهِ لَايَجُوزُ بَيْعُهَا وَلَاشِرَاؤُهَا؟ وَنَقُولُ لَهُمْ لِمَاذَا؟ قَالُوا؟ لِاَنَّهُ لَايُسْتَفَادُ مِنْهَا اسْتِفَادَةً شَرْعِيَّةً مُطْلَقاً؟ وَلِذَلِكَ اِذَا كَانَ الْكَلْبُ مُعَلَّماً مُدَرَّباً عَلَى الصَّيْدِ وَالْاَعْمَالِ الْبُولِيسِيَّةِ وَالْحِرَاسَةِ؟ فَاِنَّهُ يَجُوزُ بَيْعُهُ وَيَجُوزُ شِرَاؤُهُ؟ وَمَاعَدَا ذَلِكَ فَلَايَجُوزُ اَبَداً؟وَنَقُولُ لِهَؤُلَاءِ الْفُقَهَاء؟ اِنَّ الْكَلْبَ نَجِسٌ عَلَى رَاْيِ اَكْثَرِكُمْ اِلَّا الْمَالِكِيَّة وَشَيْئاً مِنْ طَهَارَتِهِ عِنْدَ الْحَنَفِيَّة؟ فَكَيْفَ يَجُوزُ بَيْعُهُ وَشِرَاؤُهُ؟ قَالُوا؟ لَقَدْ قُلْنَا لَكِ يَااُخْت غُصُون؟ لَايَجُوزُ بَيْعُ النَّجِسِ اَبَداً؟ اِلَّا اِذَا كَانَ كَلْباً مِنْ اَجْلِ الصَّيْدِ وَالْحِرَاسَةِ وَالْبُولِيس؟ فَاِنَّهُ يَجُوزُ بَيْعُهُ وَشِرَاؤُهُ حَتَّى وَلَوْ كَانَ نَجِساً؟ وَيَبْدُو اَنَّكِ لَمْ تَفْهَمِي عَلَيْنَا؟ وَاَقُولُ لِلْفُقَهَاء؟ لَقَدْ فَهِمْتُ عَلَيْكُمْ وَلَكِنْ؟ هَلْ يَجُوزُ بَيْعُ النَّجِسِ كَخُرَاءِ الْحِمَارِ مَثَلاً وَفَضَلَاتِهِ لِلْفَلَاحِينَ مِنْ اَجْلِ وَضْعِهِ زُبْلاً اَوْ سَمَاداً طَبِيعِيّاً مُغَذّياً لِلْمَزْرُوعَات؟ قَالُوا؟ بَعْضُ الْفُقَهَاءِ اَجَازُوا ذَلِكَ؟ وَبَعْضُهُمْ لَمْ يُجِزْهُ؟ وَنَقُولُ لِلَّذِينَ لَمْ يُجِيزُوا ذَلِكَ لِمَاذَا؟ قَالُوا لِاَنَّهُ نَجِس؟ وَنَقُولُ لِلَّذِينَ اَجَازُوهُ لِمَاذَا؟ قَالُوا لِاَنَّهُ يُسْتَفَادُ مِنْهُ؟ وَمَادَامَ اَنَّهُ يُسْتَفَادُ مِنْهُ؟ فَيَجُوزُ اسْتِعْمَالُهُ شَرْعاً؟ وَمَادَامَ يَجُوزُ اسْتِعْمَالُهُ شَرْعاً؟ فَيَجُوزُ بَيْعُهُ وَشِرَاؤُهُ اَيْضاً؟ اَمَّا اِذَا كَانَ نَجِساً وَلَايَجُوزُ الِاسْتِفَادَةُ مِنْهُ شَرْعاً كَالْخِنْزِيرِ مَثَلاً وَالْكَلْبِ الْاِفْرَنْجِيِّ؟ فَلَايَجُوزُ بَيْعُهُ وَلَاشِرَاؤُهُ؟ وَبَيْنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ شَعْرَة سَيُحَاسِبُ اللهُ النَّاسَ عَلَيْهَا اِذَا فَرَّطُوا فِيهَا اَمْراً اَوْ نَهْياً بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى {وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ( وَنَقُولُ لِهَؤُلَاءِ الْفُقَهَاء؟ مَاذَا تَقُولُونَ فِي حَدِيثِ رَسُولِ الله{لَاتَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ بَيْتاً فِيهِ كَلْب(قَالُوا نَعَمْ اِذَا كَانَ كَلْباً مِنْ اَجْلِ الزِّينَةِ وَالتَّرَف؟ وَاَمَّا مَااَحَلَّهُ الْاِسْلَامُ مِنْ كِلَابِ الْحِرَاسَةِ وَالصَّيْدِ وَالْبُولِيسِ؟ فَلَامَانِعَ شَرْعاً اَنْ يَغْدُوَ وَيَرُوحَ فِي الْبَيْتِ؟ لَكِنْ لَايَجُوزُ اَنْ تَجْعَلَهُ يَنَامُ اِلَى جَانِبِكَ اَوْ اِلَى جَانِبِ اَوْلَادِكَ فِي سَرِيرٍ وَاحِدٍ؟ بَلْ تَبْنِي لَهُ بَيْتاً صَغِيراً خَاصّاً بِالْكِلَابِ عِنْدَ مَدْخَلِ بَيْتِكَ مِنْ اَجْلِ حِرَاسَةِ الْبَيْتِ اَوْ حِرَاسَةِ الْمَزْرُوعَاتِ فِي اللَّيْلِ اَوِ النَّهَارِ؟ ثُمَّ تَصْطَحِبُهُ مَعَكَ اِلَى الصَّيْدِ فِي النَّهَارِ اَوْ اِلَى حِرَاسَةِ الْغَنَمِ مُرَافِقاً لَكَ اَوْ لَهَا فِي الصَّيْدِ اَوِ الرَّعْيِ حَسَبَ الرَّغْبَة؟ وَاَمَّا اَنْ تَجْعَلَهُ يَاْكُلُ مَعَكَ وَمَعَ اَوْلَادِكَ مِنْ نَفْسِ الصَّحْنِ وَيَشْرَبُ مَعَكَ وَمَعَهُمْ وَيَنَامُ مَعَكَ وَمَعَهُمْ اَوْ يَنَامُ وَحْدَهُ عَلَى سَرِيرٍ خَاصٍّ كَمَا يَفْعَلُونَ فِي الْغَرْبِ الصَّلِيبِي؟ فَهَذَا حَرَامٌ شَرْعاً؟ وَلَقَدْ قَالَ بَعْضُ الْاِفْرِيقِيِّينَ؟ وَدِدْتُّ اَنْ اَكُونَ كَلْباً مِنْ كِلَابِ الْغَرْبِ؟ لِاَنَّ الْمِسْكِينَ لَايَجِدُ لُقْمَةً مِنَ الطَّعَامِ فِي بِلَادِهِ اِلَّا قَلِيلَا؟ وَنَقُولُ لِهَؤُلَاءِ الْفُقَهَاء؟ هُنَاكَ فِي الْفِلِيبِّين وَثَنِيُّونَ يَاْكُلُونَ مِنْ لُحُومِ الْكِلَابِ؟ فَهَلْ يَجُوزُ اُكْلُهَا شَرْعاً؟ قَالُوا؟ بَلْ هُوَ حَرَامٌ؟ وَهَؤُلَاءِ وَثَنِيُّونَ لَايُحَلّلُونَ وَلَايُحَرِّمُون؟ وَاَمَّا دِينُنَا فَلَايُجِيزُ لَنَا اَنْ نَاْكُلَ الْكِلَاب؟ وَكَذَلِكَ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى لَايَاْكُلُونَ مِنْ لُحُومِ الْكِلَاب؟ فَهَؤُلَاءِ اِمَّا وَثَنِيُّونَ؟ اَوْ مُنْحَرِفُونَ عَنْ تَعَالِيمِ وَثَنِيَّتِهِمُ الْبَاطِلَةِ؟ كَالْمُنْحَرِفِينَ عَنْ تَعَالِيمِ دِينِهِمُ الْحَقّ مِمَّنْ يَدَّعُونَ الْاِسْلَام وَمَعَ ذَلِكَ يَاْكُلُونَ لَحْمَ الْخِنْزِير؟ وَنَقُولُ لِهَؤُلَاءِ الْفُقَهَاء بَارَكَ اللهُ فِيكُمْ وَفِيمَا قُلْتُمُوهُ فُسْحَةٌ لِدِيْنِنَا مِنْ اَجْلِ اَنْ يَتَعَمَّقَ وَاَنْ يَتَغَلْغَلَ هَذَا الدِّينُ الْعَظِيمُ فِي كُلِّ شُؤُونِ الْحَيَاةِ صَغِيرِهَا وَكَبِيرِهَا جَلِيلِهَا وَحَقِيرِهَا اَعْقَدِهَا وَاَبْسَطِهَا؟ وَلِذَلِكَ اِيَّاكَ اَخِي اَنْ تَقُولَ كَمَا يَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ لِمَنْ اَرَادَ اَنْ يَتَحَاوَرَ مَعَهُمْ بِقَالَ اللهُ وَقَالَ رَسُولُ اللهِ؟ ضَعِ الدِّينَ جَانِباً وَالْعَيَاذُ بِالله{كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ اَفْوَاهِهِمْ اِنْ يَقُولُونَ اِلَّا كَذِبَا(هَلْ تَضَعُ الدِّينَ جَانِباً اَيُّهَا الْمِسْكِين؟ اَمَا تَخْشَى عَلَى نَفْسِكَ اَنْ يَضَعَكَ اللهُ جَانِباً فِي زَاوِيَةٍ مُظْلِمَةٍ فِي جَحِيمِ جَهَنَّمَ حَشْكاً وَلَبْكاً؟ وَلَايَسْمَعُ صُرَاخَكَ مِنَ الْاَلَمِ وَالتَّعْذِيبِ اِنْسٌ وَلَاجِنٌّ اِلَّا صُعِقُوا وَمَاتُوا مِنَ الْخَوْفِ وَالرُّعْبِ وَالْفَزَعِ وَالْهَلَعِ؟ وَلِمَاذَا لَاتَضَعُ نَفْسَكَ اَنْتَ جَانِباً اَيُّهَا الْاَبْلَهُ الْمَعْتُوهُ الْغَبِيّ؟ اَمَا عَلِمْتَ اَيُّهَا الْاَرْعَنُ اَنَّكَ لَايُمْكِنُكَ اَنْ تَضَعَ الدِّينَ جَانِباً اَبَداً؟ لِاَنَّهُ يَتَدَخَّلُ فِي كُلِّ شَيْءٍ؟ فِي نَوْمِكَ؟ وَفِي يَقَظَتِكَ؟ فِي عَمَلِكَ؟ وَفِي سُلْطَانِكَ؟ وَفِي حُكْمِكَ؟ وَفِي سِيَاسَتِكَ الرَّعْنَاءِ؟ فِي دُخُولِكَ اِلَى الْمَسْجِدِ؟ فِي دُخُولِكَ اِلَى الْمِرْحَاض؟ فِي كُلِّ شَيْءٍ اَلدِّينُ يَتَدَخَّل؟ وَلِذَلِكَ عَلَيْنَا اَنْ نَتَاَدَّبَ بِهَذَا الدِّينِ الْاَدَبَ الشَّرْعِيَّ الَّذِي يَجْعَلُنَا نَفْخَرُ اَنَّهُ دِينٌ جَاءَ مِنْ اَجْلِ الْحَيَاةِ قَبْلَ اَنْ يَجِيءَ مِنْ اَجْلِ الْمَوْتِ وَمَابَعْدَ الْمَوْت؟ اَللَّهُمَّ يَارَبّ اَظْهِرْ دِينَكَ دِينَ الْحَقِّ عَلَى الدِّينِ كُلّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُون؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ الْكِرَام؟ لَمْ يَبْخَلْ عَلَيْنَا سُبْحَانَهُ مِنْ بَهِيمَةِ الْاَنْعَامِ شَيْئاً حَتَّى وَلَوْ كَانَتْ كِلَاباً نَجِسَة؟ بَلْ جَعَلَ سُبْحَانَهُ وَحَاشَاهُ الْمَنَافِعَ حَتَّى فِي خُرَائِهَا وَنَجَاسَتِهَا؟ حِينَمَا جَعَلَهُ سَمَاداً طَبِيعِيّاً لِلْمَزْرُوعَات؟ فَهَلْ شَكَرْنَا اللهَ حَقّاً نَحْنُ الْمُسْلِمِينَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلّ{اَوَلَمْ يَرَوْا اَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ اَيْدِينَا اَنْعَاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُون؟ وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَاْكُلُون؟ وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ اَفَلَا يَشْكُرُون{فَهَلْ شَكَرْنَا اللهَ حَقّاً عَلَى هَذِهِ الْاَنْعَامِ يَامُسْلِمُونَ وَيَا غَيْرَ الْمُسْلِمِينَ وَيَا شِيعَةَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم اَمْ{وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ آلِهَة(يَاعَلِي يَاحُسَيْن يَافَاطِمَة يَاعِيسَى يَامَرْيَم{ لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُون؟ لَايَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُون{وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَة؟ وَيَخْلُقُ مَالَاتَعْلَمُون{وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ الله{كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَاهَدَاكُمْ(فَهَلْ شَكَرْنَا اللهَ حَقّاً اَيُّهَا الْاِخْوَةُ وَاللهُ لَمْ يَبْخَلْ عَلَيْنَا بِشَيْءٍ مِنْ مَنَافِعِ هَذِهِ الْاَنْعَامِ وَمَشَارِبِهَا مِنْ اَلْبَانِهَا وَحَلِيبِهَا وَاَصْوَافِهَا وَاَوْبَارِهَا وَاَشْعَارِهَا؟ وَنَحْنُ نَبْخَلُ عَلَى اللهِ فِي فَرْحَتِنَا بِفَضْلِهِ فِي عِيدِ الْاَضْحَى الْاَكْبَرِ بِحُجَّةِ احْتِرَامِنَا لِمَشَاعِرِ اَبْنَاءِ الشَّهَدَاء؟ فَاَيْنَ ذَهَبَتْ مُشَارَكَتُنَا لِهَؤُلَاءِ الشُّهَدَاء؟ وَاَيْنَ ذَهَبَتْ مُشَارَكَةُ اَبْنَاءِ الشُّهَدَاءِ لِهَؤُلَاءِ الشُّهَدَاءِ فِي فَرْحَتِهِمُ الْكُبْرَى فِي قَوْلِهِ تَعَالَى عَنِ الشُّهَدَاء{فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُون(نَعَمْ اِنَّهُ فَرَحُ الشُّكْرِ لِلهِ وَالِاعْتِرَافِ بِفَضْلِهِ؟ يَفْرَحُ بِهِ هَؤُلَاءِ الشُّهَدَاءُ فِي دَارِ الْجَزَاءِ وَلَيْسَ مَطْلُوباً مِنْهُمْ تَكْلِيفاً بَلْ جَزَاءً؟ وَنَحْنُ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ هُنَا فِي دَارِ الْعَمَلِ وَالتَّكْلِيفِ وَالِابْتِلَاء؟ فَكَيْفَ لَاتَكُونُ هَذِهِ الْفَرْحَةُ مِنْ شُكْرِ اللهِ وَعِبَادِهِ مَطْلُوبَةُ مِنَّا شَرْعاً فِي عِيدِ الله؟ كَيْفَ وَاللهُ تَعَالَى يَقُولُ{اَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ(هَلْ تَدْفَعُ مِنْ جَيْبِكَ شَيْئاً اَخِي حِينَمَا تَتَصَدَّقُ عَلَى اَخِيكَ بِهَذِهِ الصَّدَقَةِ الْمَجَّانِيَّةِ مِنَ الْفَرْحَةِ وَتُدْخِلُ عَلَى قَلْبِهِ السُّرُورَ وَلَوْ بِالتَّبَسُّمِ الطَّيِّبِ غَيْرِ الْخَبِيثِ الْمُنَافِقِ وَغَيْرِ الْمُصْطَنَعِ اَيْضاً؟ نَعَمْ اَخِي اِنَّهَا الصَّدَقَةُ الطَّيِّبَةُ وَاللهُ لَايَقْبَلُ اِلَّا طَيِّباً؟ اِنَّهَا قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام [تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ اَخِيكَ صَدَقَة(نَعَمْ يَامَنْ عَجَزْتَ عَنْ ثَمَنِ هَذِهِ الْاُضْحِيَة؟ نَعَمْ يَامَنْ عَجَزْتَ عَنِ الصَّدَقَةِ بِشَيْءٍ مِنْ لَحْمِهَا عَلَى بُطُونِ الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِين؟ هَلْ تَعْجَزُ اَيْضاً عَنِ الصَّدَقَةِ بِالْبَسْمَةِ وَالْفَرْحَةِ عَلَى قُلُوبِ النَّاسِ وَفِي وُجُوهِهِمْ؟ هَلْ تَعْجَز اَيْضاً اَنْ تَتَعَالَى عَلَى جِرَاحِكَ وَآلَامِكَ وَاَحْزَانِكَ لِفَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ مَحْدُودَةٍ فِي اَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ مِنْ عِيدِ الْاَضْحَى اِيمَاناً بِقَضَاءِ اللهِ وَقَدَرِهِ خَيْرِهِ وَشَرِّه؟ هَلْ تُرِيدُ اَنْ تُزَعْزِعَ رُكْناً مِنْ اَرْكَانِ اِيمَانِكَ بِهَذَا الْحُزْنِ الطَّوِيلِ الَّذِي لَانِهَايَةَ لَهُ حَتَّى فِي عِيدِ الله؟ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ تَسْاَلُ وَبِكُلِّ وَقَاحَة؟ لِمَاذَا لَايَنْصُرُنَا اللهُ عَلَى الْقَوْمِ الظَّالِمِين؟ هَلْ اَنْتَ اَخِي تَسْتَحِقُّ فِعْلاً فَرْحَةَ النَّصْرِ عَلَى الْقَوْمِ الظَّالِمِين؟ وَكَيفَ تَسْتَحِقُّ هَذِهِ الْفَرْحَةَ يَا اَخِي اِذَا كَانَ عِيدُ الْاَضْحَى لَايَسْتَحِقُّ مِنْكَ اَنْ تَفْرَحَ مِنْ اَجْلِهِ وَلَابِقُدُومِهِ وَلَا بِتَعْظِيمِ اَكْبَرِ شَعَائِرِهِ وَهِيَ الْاُضْحِيَةُ وَلَابِقَوْلِهِ تَعَالَى{اَلْيَوْمَ اَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَاَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْاِسْلَامَ دِينَا(لَوْ عَلَيْنَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ نَزَلَتْ لَاتَّخَذْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ عِيدَا؟ وَكَيْفَ لَايَكُونُ الْفَرَحُ بِفَضْلِ اللهِ مِنْ هَذِهِ الْاُضْحِيَةِ الْعَظِيمَةِ وَمِنْ هَذَا الدِّينِ الْاَعْظَمِ هُوَ مِنْ اَكْبَرِ شَعَائِرِ اللهِ وَمِنْ اَكْبَرِ التَّعْظِيمِ لَهَا عَلَى الْاِطْلَاق؟ كَيْفَ لَايَكُونُ هَذَا الْفَرَحُ شَعِيرَةً مِنْ اَكْبَرِ شَعَائِرِ اللهِ وَتَعْظِيماً لَهَا وَاللهُ تَعَالَى يَقُول{قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُون( اَمَا عَلِمْتُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة اَنَّ اللهَ تَعَالَى لَمْ يَخْلُقْ آدَمَ وَنُوحاً وَاِبْرَاهِيمَ وَاِسْمَاعِيلَ وَاِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَمُوسَى وَعِيَسى وَمُحَمَّداً وَجَمِيعَ الْاَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ وَالْيَهُودِيَّةَ وَالْمَسِيحِيَّةَ وَالْاِسْلَامَ اِلَّا مِنْ اَجْلِ الْفَرْحَةِ بِهَذَا الْعِيدِ؟ وَمَافِيهِ مِنْ نُسُكِ الْاَضَاحِي مِنْ اَجْلِ التَّوْحِيدِ؟ ذَبْحاً لِلهِ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ وَلَاولِيد؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ{وَمَا هُوَ هُدَاهُمْ؟{قُلْ اِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي اِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِيناً قَيِّماً{قِيَماً{ مِلَّةَ اِبْرَاهِيمَ حَنيفَا؟ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِين؟ قُلْ اِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَاشَرِيكَ لَه؟ وَبِذَلِكَ اُمِرْتُ وَاَنَا اَوَّلُ الْمُسْلِمِين{ثُمَّ اَوْحَيْنَا اِلَيْكَ اَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ اِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَاكَانَ مِنَ الْمُشْرِكِين(وَيْلٌ لِمَنْ لَمْ يَضْبِطْ مَشَاعِرَهُ بِشَرْعِ الله؟ وَيْلٌ لِمَنْ اَضَاءَ بِنُورِ اِيمَانِهِ عَلَى الشَّرِّ مِنْ قَضَاءِ اللهِ وَقَدَرِهِ فَقَطْ بِاَحْزَانِهِ الْمُسْتَمِرَّة؟ وَيْلٌ لِمَنْ اَطْفَاَ نُورَ اِيمَانِهِ عَنِ الْخَيْرِ مِنْ قَضَاءِ اللهِ وَقَدَرِه؟ وَيْلٌ لِمَنْ يَبْخَلُ عَلَى اللهِ بِبَسْمَة؟ وَيْلٌ لِمَنْ لَايَرْضَى عَنْ رَبِّهِ بِنِعْمَةٍ وَلَانِقْمَة؟ وَيْلٌ لِمَنْ لَايَرْضَى رَبُّهُ عَنْهُ وَلَا عَنْ رِيحِهِ وَهَوَائِهِ بِنَسْمَة؟ وَهَنِيئاً لِمَنْ{رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّه} نَعَمْ اَخِي اَلْاِنْسَانُ اَحْيَاناً اِذَا تَمَرَّدَ عَلَى اللهِ صَارَ كُلُّ شَيْءٍ اَفْضَلَ مِنْهُ عِنْدَ الله؟ بَلْ عِنْدَهُ مَشَاعِرُ اَفْضَلُ مِنْ مَشَاعِرِهِ؟ وَلَقَدِ اسْتَمَعْتُ فِيمَا مَضَى مِنَ الْاَيَّامِ اِلَى حَدِيثٍ فِي اِذَاعَةِ دِمَشْقَ يَحْكِي عَنْ عِلْمِ الْحَيَوَان؟ وَهُوَ اَنَّ سَائِحاً كَنَدِيّاً خَرَجَ اِلَى الصَّحْرَاءِ وَمَعَهُ كَلْبُهُ؟ فَنَصَبَ خَيْمَتَهُ فِي مِنْطَقَةٍ مَقْطُوعَةٍ عَنِ الْعَالَمِ؟ فَجَاءَ دُبٌّ وَاَرَادَ اَنْ يَفْتَرِسَ هَذَا الْاِنْسَان؟ فَلَمَّا رَآهُ الْكَلْبُ مَاذَا فَعَل؟ اَخَذَ يُدَافِعُ عَنْ صَاحِبِهِ حَتَّى اسْتَطَاعَ اَنْ يَقْتُلَ الدُّبّ؟ وَمَرَّتِ الْاَيَّامُ؟ فَاِذَا بِصَاحِبِهِ قَدْ ضَاعَ فِي الصَّحْرَاءِ وَتَاهَ عَنْ مَكَانِ الْخَيْمَةِ الَّتِي نَصَبَهَا وَلَمْ يَسْتَطِعِ الْعَوْدَةَ اِلَيْه؟ فَاُصِيبَ بِجُوعٍ عَظِيم؟ فَمَاذَا فَعَل؟ ذَبَحَ الْكَلْبَ فَاَكَلَه؟ يَقُولُ هَذَا السَّائِح؟ وَمَااَزَالُ اِلَى الْيَوْمِ اَشْعُرُ بِتَوْبِيخٍ ضَمِيرِيٍّ عَظِيمٍ يَكَادُ يَقْتُلُنِي مِنَ الْهَمِّ وَالْغَمِّ وَعَذَابِ الضَّمِير؟ نَعَمْ اَخِي؟ اَلْكَلْبُ لَهُ وَفَاء؟ فَلِمَاذَا لَاتَتَّعِظُ اَخِي وَقَدْ خَلَقَ اللهُ لَكَ هَذَا الْكَلْبَ مِنْ اَجْلِ اَنْ يُدَافِعَ عَنْكَ وَيَكُونَ وَفِيّاً لَكَ بِكُلِّ مَاتَحْمِلُهُ هَذِهِ الْكَلِمَةُ مِنْ مَعْنَى؟ فَلِمَاذَا اَنْتَ اَيْضاً اَخِي لَاتَكُونُ وَفِيّاً لِمَنْ خَلَقَكَ وَخَلَقَ هَذَا الْكَلْبَ مِنْ اَجْلِك؟ لِمَاذَا لَاتُدَافِعُ عَنِ اللهِ وَعَنْ دِينِ اللهِ كَمَا يُدَافِعُ هَذَا الْكَلْبُ عَنْك؟ هَلْ مِنَ الْمَعْقُولِ اَنْ يَكُونَ الْكَلْبُ خَيْراً مِنْكَ اَخِي فِي هَذَا الْوَفَاء؟ هَلْ مِنَ الْمَعْقُولِ اَنْ يَكُونَ الْكَلْبُ وَفِيّاً لَكَ وَاَنْ تَكُونَ اَنْتَ لَئِيماً مَعَ خَالِقِكَ وَخَالِقِهِ مِنْ اَجْلِك {وَاِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لَاتُحْصُوهَا(اَفَلَا نُدَافِعُ عَنْ دِينِنَا اَخِي؟ اَفَلَا نُدَافِعُ عَنْ اَوْطَانِنَا؟ اَلَا نُدَافِعُ عَنِ الْمَظْلُومِينَ مِنْ عِبَادِ اللهِ فِي سُورِيَا وَاَرَاكَانَ وَغَيْرِهَا؟ اَلَا يَكُونَ عِنْدَنَا وَفَاءٌ كَوَفَاءِ هَذَا الْكَلْب؟ اِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ تُحْسِنُ اِلَيْهِمْ وَتُحْسِنُ اِلَيْهِمْ اَخِي وَهُمْ يَطْعَنُونَكَ مِنَ الْخَلْفِ بِخَنَاجِرَ مَسْمُومَة؟ فَلَا عِزَّةَ لَنَا اَخِي وَلَا كَرَامَةَ اِلَّا بِالْاِيمَانِ الْخَالِصِ وَالْعَوْدَةِ اِلَى الْمُجْتَمَعِ الْاَرْقَى الْوَفِيِّ الْفَاضِلِ الَّذِي طَالَمَا كَانَ يَحْلُمُ بِهِ اَفْلَاطُون؟ اِنَّهُ مُجْتَمَعُ{الَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْاِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ؟ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ اِلَيْهِمْ؟ وَلَايَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا اُوتُوا؟ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى اَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَة؟ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَاُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون}فَيَارَبّ؟ يَاسَنَدَ الضُّعَفَاء؟ يَامَنْ جَعَلْتَ لِلضُّعَفَاءِ الْكَلِمَةَ فِي الْاَرْض؟ اَللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِكُلِّ مَنْ يُعَادِي سُورِيَّةَ؟ وَيُعَادِي شَعْبَ سُورِيَّةَ؟ وَيُعَادِي الْوَطَنَ وَالْحِجَارَةَ وَالْاَنْهَارَ وَالْبِحَارَ فِي سُورِيَّة؟عَلَيْكَ بِهِ يَارَبّ؟ وَنَحْنُ نَعِيشُ ذِكْرَى هِجْرَةِ حَبِيبِكَ مُحَمَّدٍ؟ وَذِكْرَى جِهَادِ حَفِيدِهِ الْحُسَيْن؟ اَنْقِذْ اُمَّةَ مُحَمَّدٍ يَارَبّ؟ وَاَذِلَّ اَعْدَاءَهَا؟ اَللَّهُمَّ خُذْهُمْ اَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ يَاقَوِيُّ يَامَتِين؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ اِذَا كَانَ هَذَا الْكَلْبُ عَرَفَ مَعْرُوفَ مَنْ اَحْسَنَ اِلَيْهِ؟ فَمَتَى سَنَعْرِفُ نَحْنُ اَيْضاً مَعْرُوفَ اللهِ الْهَائِلِ غَيْرِ الْمَحْدُودِ مَعَنَا؟ وَاِلَى مَتَى نُعَادِي الله؟ لِمَاذَا اللهُ يُحْسِنُ اِلَيْنَا وَنَحْنُ نَسِيءُ اِلَيْه؟ لِمَاذَا اللهُ يَصِلُنَا وَنَحْنُ نَقْطَعُه؟ لِمَاذَا اللهُ يَاْمُرُنَا فَلَا نَسْتَجِيب؟ لِمَاذَا اللهُ يَنْهَانَا وَلَانَنْتَهِي؟ وَنَحْنُ نَعِيشُ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا بِنِعَمِ اللهِ الَّتِي غَمَرَنَا بِهَا وَاَنْعَمَهَا عَلَيْنَا ظَاهِرَةً وَاضِحَةً وَبَاطِنَة مَخْفِيَّة{وَاَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَة{وَاِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لَاتُحْصُوهَا؟ اِنَّ الْاِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّار(فَمَتَى نَسْتَحِي وَنَخْجَلُ مِنَ اللهِ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ حَتَّى يُفَرِّجَ كَرْبَنَا؟ وَيُزِيلَ عُسْرَنَا؟ وَيَدْحَضَ شَوْكَةَ عَدُوِّنَا؟ وَيَكْسِرَهَا كَسْراً؟ وَيَقْسِمَهَا قَسْماً بِلَا جَبْرٍ بَعْدَهَا اَبَداً؟ وَيَجْعَلَ النَّصْرَ لِاَصْحَابِ الْحَقِّ؟ وَالْهَزِيمَةَ لِاَصْحَابِ الْبَاطِل؟ يَامَنْ اَنْتَ الْحَقّ؟ يَامَنْ دِينُكَ حَقّ؟ يَامَنْ نَبِيُّكَ حَقّ؟ يَامَنِ السَّاعَةُ حَقّ؟ يَامَنْ كُلُّ مَا تَخْلُقُهُ حَقّ؟ اُنْصُرِ الْحَقَّ وَاَهْلَهُ مِنْ هَؤُلَاءِ الْمَظْلُومِينَ الْمُضْطّهَدِينَ الضُّعَفَاءِ الْمَسَاكِينِ مِنْ اَهْلِ السُّنَّةِ السُّورِيِّينَ وَالْاَرَاكَانِيِّينَ وَغَيْرِهِمْ؟ وَاهْزُمِ الْبَاطِلَ وَجُنْدَه؟ وَاجْعَلْهُمْ يَدُوسُونَ عَلَى اَنْفُسِهِمُ الْاَمَّارَةِ بِالسُّوءِ وَعَلَى ضَغَائِنِ قُلُوبِهِمْ وَاَحْقَادِهِمْ وَعَلَى عَدُوِّهِمُ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ؟ حَتَّى يَكُونُوا نُصْرَةً لِلْحَقِّ وَاَهْلِهِ الْمَظْلُومِين؟ يَامَنْ قُلُوبُ الْعِبَادِ بَيْنَ اِصْبَعَيْنِ مِنْ اَصَابِعِكَ تُقَلّبُهَا كَيْفَ تَشَاء؟ وَاِلَّا فَخُذْهُمْ اَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِر؟ اَللَّهُمَّ لَاخَيْرَ اِلَّا خَيْرَ الْآخِرَة؟ فَارْحَمِ الْاَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَة؟ وَمَنْ سَارَ عَلَى نَهْجِهِمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة؟ فَقَدْ كَانُوا اَوْفَى النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِكَ لِاِخْوَانِهِمْ مِنَ الْمُهَاجِرَة؟ وَكَانَ الْجَمِيعُ اَوْفِيَاءَ لِاَهْلِ بَيْتِهِ مِنَ الْعِتْرَةِ الطَّاهِرَة؟ فَارْزُقْهُمْ لَذَّةَ النَّظَرِ اِلَى وَجْهِكَ الْكَرِيمِ فِي الْآخِرَة{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَة؟ اِلَى رَبِّهَا نَاظِرَة{رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِاِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْاِيمَانِ؟ وَلَاتَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا اِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيم} وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته من اختكم في الله غصون؟ وآخر دعوانا اَنِ الحمد لله رب العالمين

حتى الكلب ما يتنزل يعيش بهالمكان

السلام عليكم

الغاليات هاذي مشكلة ربيعتي ساعدوها يزاكم الله ألف خير ولو بدعوه صآدقه

خليجية

مرحبـا بنآت شحالكن .. ؟
عندي مشكله مب مشكله الا مصيبه وليت الزمن يرجع سنه بس ورا عسب اصلح خطأي وماوافق بس مكتوب لي
انا عمري 20 تزوجت بشخص يكبرني 17 سنه اول ماتقدملي كل حد يمدحه من كل صوب وانا استغربت كيف اخواني يمدحونه بشكل مب طبيعي , وياما تقدمولي اشخاص ولازم ذم ولازم يطلعون فالريال الف عله المهم استخرت وسبحان الله تيسرت الامور وشفت الامور تمشي بسرعه وملجت وبعدها قالولي شهر وبتعرسين
وجهزت بسرعه بسرعه ويا اليوم الموعود وعرست وللعلم الملجه صح كنت اكلم ريلي بس العلاقه من بينا كانت جافه جداا وانصدمت بأشياء وايد مثلا العمر ؟؟ كانو قايلين اكبر مني ب 6 سنوات طلع 17 سنه وطلع بطالي ومايشتغل واوهموني انه عنده مكاتب وعقارات وعرست وانصدمت ان الريال كل شي بايعنه وماعنده ولاشي
وعيشني بمكان مهجووووووووووور والله العظيم حتى الكلب مايتنزل يعيش بهالمكان وعشت وسكت وكل يوم اكتشف شي الا بنات داقين على تلفونه الا مسجات من كل انواع الدوله يقولون له مشتاقين له وانا ساكته وكنت اصيح لين ماروحي تطلع واقوله انا يتيمه حرام عليك ارحمني وكان يدش الغرفه ويسكرها واكتشفت المصيبه العوده ان الريال يحشش !! وفوق كل هذا مايصلي وفوق كل هذا مايصرف علي مب عارفه شو اكتب لكم والله روحي متلخبطه , اكتب واحس اني مصدومه ليش خواني عقوني وفروني عليه ؟؟ اخوي يقوله امانه البنت عندك ويسوي فيني كل هذا ويطلع من البيت ومايرد الا اليوم الثاني والله ان ياني السكر والسبه هو واتصل لاهلي اصيح وان سالوني ليش؟اقولهم فيني حمى او تعبانه مادري في شي يمسكني من لساني ويربط لساني ابي ارمس عنه ابي اخبر اهلي كلهم عن افعاله الوحشيه تخيلو ينش الصبح يكسر الصحون ! اونه يبا يفرغ الي فيه
من عصبيه ويدخن وايد وكم مره شق لي ثيابي وانا اسكت ماقدر اقول شي؟؟ ومره شفت عنده ورقه كاتب اسمي واسم امي ودعاء بنات الله يخليكم شو اسوي عمري 20 جنه 40 وكل اهلي يتحروني مستانسه وانا اصيح كل يوم من الهم ساعدوني ..؟

خليجية

الله يكون ف عونج .!

><"

تكلمي واتحركي اذا ماتحركتي ما في شي بيتغير … الله يفرج همج يارب

الله المستعاان .. حبيبتي غلط سكوتج عليه

صحيح ان الزوجه تصبر لكن فيه امور ما ينسكت عنهااا .. وخذج بالغش وهلج واخواانج بالذاات

لااازم يتحملون مسؤليه زوااجج لمدحهم له !!

وخاااصه انه ماايصلي فلاااا تأمنين له .. حااولي تنصحينه ودخلي هلج أو هله

قبل ماا يستوي امنبينكم عيااال تراا العياال يبون قدوة صاالحه وبذمتكم فديتج

استغفري بنيه صلاااح الحااال وهداايه ريلج وانصحيه بالصلاااة

والله ايسر امورج ويهديه لدينه ولج ياارب

لازم اتخبر اهلهااااااااااااااااااا

لآ تترددين ، وخبري آهلج ع الآقل بيعرفون عن الوضع الي آنتي عآيشه فيه
وبيحطون حل لكل هـآ ومآ آظن بيخلونج جي . .

والله يكون ف عونج حبيبتي ><" . .

حبيبتي لازم تخبرين اهلج عن سواياه لان ان سكتي اكثر فيرون الغلط منج ليش ما تكلمتي من قبل
وأكثري من الدعاء والاستغفار
والله يفرج همج

انبحي زي الكلب وانا اعطيكي صورك‏>> سمووحه ع كلمه

[CENTER]خليجية

والله يااخوان واخوات انه لامر يندى له الجبين ويتقطع له القلب على كل فتاه ضحك عليها

حسبنا الله ونعم الوكيل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

::: انبحي زي الكلب وانا اعطيكي صورك :::

هذا مايطلبه خنزير بشري من فتاة .. اغواها وضحك عليها ..

الابتزاز كان سابقاً حالات معدوده .. لكن نخشى الان انها اصبحت ( ظاهرة ) ..
ارجوكم ارجوكم ارجوكم انشروها بقدر المستطاع

حتى تعلم كل فتها ماهي نهايه الكلام المعسول

مكالمة ابتزاز مقطع مؤلم في برنامج رأت عيني – على قناة المجد الفضائية قروب حراس العقيدة

https://www.naqatube.com/view_video.p…2c728161c656c4

انشااالله كل بنت تستفيد تاخذ عظه وعبره ولا يغريج كلام معسول وشكل ولا ترخصين بنفسج

الله يهدي شبابنا وشباب المسلمين

لا حول ولا قوة إلا بالله

يا رب استر عليناااا

مشكووورة الغاليه فديتج عالموضوع

يزاج الله خير

لا حول ولا قوة الا بالله

هااذي اخرة الطريق الخطأ

يزاج الله خير 00والله يستر عليناا دنياا واخرة

الله يهديهم …ما اعرف شو يستفيدون من هالتصرفات

قصة الكلب الذي غضب وانتقم لأجل سب الرسول عليه الصلاة و السلام

خليجية

قال الإمام : ابن حجر العسقلاني في كتابه ( الدرر الكامنة)

( كان النصارى ينشرون دعاتهم بين قبائل المغول طمعاً في تنصيرهم وقد مهد لهم الطاغية هولاكو سبيل الدعوة بسبب زوجته الصليبية ظفر خاتون، وذات مرة توجه جماعة من كبار النصارى لحضور حفل مغولي كبير عقد بسبب تنصر أحد أمراء المغول، فأخذ واحد من دعاة النصارى في شتم النبي صلى الله عليه وسلم، وكان هناك كلب صيد مربوط، فلما بدأ هذا الصليبي الحاقد في سب النبي صلى الله عليه وسلم زمجر الكلب وهاج ثم وثب على الصليبي وخمشه بشدة، فخلصوه منه بعد جهد ..

فقال بعض الحاضرين: هذا بكلامك في حق محمد عليه الصلاة والسلام،

فقال الصليبي : كلا بل هذا الكلب عزيز النفس رآني أشير بيدي فظن أني أريد ضربه، ثم عاد لسب النبي وأقذع في السب، عندها قطع الكلب رباطه ووثب على عنق الصليبي وقلع زوره في الحال فمات الصليبي من فوره، فعندها أسلم نحو أربعين ألفاً من المغول ) .أ هـ

سبحااااان الله
خليجية

بارك الله فيج الغالية ..

مشكووووووووووووووووره حبوووووووووبه >>> ولا تحرمينا من مشاركاتج الحلوه

تسلمون حبايبي ع الرد

ولا تحرموني من طلتكم الحلوه

يزاج الله خير الغاليه….فعلا قصه مؤثره

فعلا قصة مؤثرة …شعر يمبي وقف!!!
مشكورة اختي صمت المشاعر

الله يجزي الجميع الخير و الجنة

الفائدة من ذكر الكلب في قصة أهل الكهف

خليجية

خليجية


سؤال:

ما الفائدة من ذكر الكلب في قصة أهل الكهف ؟.

الجواب:

الحمد لله

قال الشيخ الشنقيطي – رحمة الله تعالى عليه – :

واعلم أن ذكره جل وعلا في كتابه هذا الكلب ، وكونه باسطا ذراعيه بوصيد كهفهم في معرض التنويه بشأنهم ، يدل على أن صحبة الأخيار عظيمة الفائدة ، قال ابن كثير – رحمه الله – في تفسير هذه الآية الكريمة : " وشملت كلبهم بركتهم فأصابه ما أصابهم من النوم على تلك الحال ، وهذا فائدة صحبة الأخيار فإنه صار لهذا الكلب ذكر وخبر وشأن . ا.هـ .

ويدل على هذا المعنى قوله صلى الله عليه وآله وسلم لمن قال إني أحب الله ورسوله : " أنت مع من أحببت " متفق عليه من حديث أنس .

ويفهم من ذلك أن صحبة الأشرار فيها ضرر عظيم ، كما بيَّنه الله تعالى في سورة الصافات في قوله : ( قال قائل منهم إني كان لي قرين ) الصافات/51 – إلى قوله – : ( تالله إن كدت لتردين . ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين ) الصافات/56- 57 .

م-ن

خليجية

يزاج الله خير

جزاج الله خير

معلومة جديدة بالنسبة لي

جزاج الله خير اختي

خليجية المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احبه موت خليجية
يزاج الله خير

جميعاً إن شاء الله
أسعدني مروركِ

خليجية المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم توتة خليجية
جزاج الله خير

جميعاً إن شاء الله
أسعدني مروركِ

خليجية المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Hot_ChoColate خليجية
معلومة جديدة بالنسبة لي

جزاج الله خير اختي

جميعاً إن شاء الله
أسعدني مروركِ

شغالة جعلت الولد يسير لها متل الكلب والسررر . حسبى الله عليها

خليجية
كيفكن ي الغاليات حبيت اليوم اقولكم سالفة عشا ناخد بالنا عدل من سوالف الشغالات
شوفو ربيعة اختى عندها ولد ( معاق ذهنيا ) الله يعافى ولادنا يارب
المهم كانت كل ما تجيها شغاله ماتتحمل هالولد وانتو تعرفون طبيعاتهم الله يعافينا يعنى عصبية وصياح ومن هالسوالف المهم دارت عليها شغالات وايد
حتى جاتها شغاله والله اكبر من تصرف الولد وياها بس تبصله يسمع الكلام ويسير وراها فى البيت متل الكلب يدوووووووور وراها فى البيت كله ويسمع كلامها
استغربت امه من التصرفات وسالتها قالتلها عادى ما ى شى لمهم ماستفادت شى من ردها وهى كانت تشتغل وفى يوم يعنى شى جذى اقلقها واستاذنت وصارت البيت تبى تشوف تصرفات الولد بغير وجودها
وعالصدمة اللى انصدمتها عرفت اشلون صار الولد جذى مع الشغالة لان اللى الله مايباركلها
كانت تقيم معاه علاقة الله لا يوفقها
وعشان جذى صار لها تؤمر وهو يطيع
حبيباتى ترون مو بساهلين هادول الخايسين انتبهو على ريايلكم وعيالكم الله يحفظنا ويحفظ اولادنا ويستر بيوتنا
خليجية

أستغفر الله العظيم..

لاحول ولا قوة إلا بالله..

الله المستعان
و الله لو مب للحاجه الخدامات كنا ما طلبناهم
بس هم الله يهديهم يلعبون مب يشتغلون

انا اعرف جارتنا هنا يابت خدامه و الله من اول يوم لها تتحرش بالرجال
تطالع فيهم وتتودد لهم بعده اول يوم لها
لا ولما سألوها قالت لهم انها متزوجه
ححتى الدين ناقص فيهم

ربي احفضنا يارب

لا حول ولا قوة الا بالله

الله يحفظنا

حسبي الله وحده ونعم الوكيل

استغفر الله العظييم .. الله يحفظ أزواجنا و إخوانا و عيالنا من شر الخدامات

استغفر الله

الكلب والحمامه

فلاش لدرس الكلب والحمامه

الملفات المرفقة الملفات المرفقة

مشكورة حبيبتي فلاش وايد حلو

الملفات المرفقة الملفات المرفقة

افااااااا

عاد ما نقوا الا الحمامه

ههههههه

تسلمين الغالية

الملفات المرفقة الملفات المرفقة

مشكووووووورة أختي على الفلاش الحلو

الملفات المرفقة الملفات المرفقة

مشكورة اختي

الملفات المرفقة الملفات المرفقة

مشكوووووره اختي

الملفات المرفقة الملفات المرفقة

يزاج الله خير

الملفات المرفقة الملفات المرفقة

اذا شرب الكلب في اناء احدكم

خليجية إذا شرب الكلب في إناء أحدكم

[SIZE=×3][SIZE=×4]قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:" إذا و لغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات أولاهن بالتراب "رواه أحمد (2/427) و مسلم (279) كتاب الطهارة.
[SIZE=×3][/SIZE]
[SIZE=×3]و قال أيضاً: " إذا شرب الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبعاً ". رواه البخاري (172) كتاب الوضوء، و مسلم (279) كتاب الطهارة.[/SIZE]
[SIZE=×3][/SIZE]
[SIZE=×3]داء الكلب مرض خمجيٌّ خطير ٌ ينجم عن الإصابة بحمةٍ راشحةٍ، هي حمة الكلَّب، هذه الحمة لها انجذاب عصبي في حال دخولها للجسم، كما أن نهاية المرض مميتةٌ في كل الأحوال.[/SIZE]
[SIZE=×3][/SIZE]
[SIZE=×3]تحصل الإصابة عند الإنسان من عضِّ الحيوان المصاب و ذلك بدخول لعابه إلى الجرح، أي: حتى يصاب الإنسان يجب أن يلامس لعاب الكلب و كذلك أن توجد سحجة ٌ، أو جرح في الجلد ، و في هذه الحالة تنجذب الحمة إلى الأعصاب ،و تنتشر في كل الجملة العصبية ، مؤدية إلى التهاب دماغ مميت .[/SIZE]
[SIZE=×3][/SIZE]
[SIZE=×3]مدة الحضانة (أي: الفترة بين دخول الحمة و ظهور الأعراض ) تتراوح بين (10ـ 90) يوماً، وسطياً (40ـ 50) يوماً، و تختلف هذه المدة حسب مكان الإصابة ، فهي أقصر كلما كانت المنطقة أقرب إلى الدماغ و تطول في إصابة الأعصاب البعيدة عن الدماغ .[/SIZE]
[SIZE=×3][/SIZE]
[SIZE=×3]يمر المثاب بثلاث مراحل: [/SIZE]
[SIZE=×3][/SIZE]
[SIZE=×3]1. مرحلة انتشار الحمة: و مدتها( 2ـ 3) أيام، تتصف بتغيّر نفسي في المريض، فيصبح كئيباً متشائماً، ينشد الوحدة، و يتبع ذلك حكة في منطقة الإصابة مع أعراض تنبه ٍ حسية ٍ ، أو حركيةٍ ،و الحاجة الملحة لشدة الحركة و التجوال.[/SIZE]
[SIZE=×3][/SIZE]
[SIZE=×3]2. مرحلة التنبه و عمى الماء: و تتصف بظهور اهتزازات ارتعاشية ذات مظهر كزازي ، مع تشنج الحنجرة ، وآلام مبرحة لأقل لأصوات ، و حتى لرؤية الماء، و يتبع ذلك أعراض نخاعية كالتشنج الكزازي ،و الضزز ( هو إطباق الفكين على بعضيهما بقوة ).[/SIZE]
[SIZE=×3][/SIZE]
[SIZE=×3]3. المرحلة النهائية الشللية: حيث يموت المريض بشلل حركي مترقي. [/SIZE]
[SIZE=×3][/SIZE]
[SIZE=×3]نعود إلى ألفاظ الحديث النبوي: " و لغ في إناء أحدكم " أي شرب، و بشكل أدق أدخل لسانه في الإناء ليشرب، حيث ينقل لعاب الكلب إلى الإناء مم يعرض الإنسان للإصابة بهذا المرض. [/SIZE]
[SIZE=×3][/SIZE]
[SIZE=×3]أما لماذا الغسل بالتراب ؟ [/SIZE]
[SIZE=×3][/SIZE]
[SIZE=×3]إن الحمة المسببة للمرض متناهية في الصغر، و كلما قلَّ حجم الحمة ازداد خطرها، لازدياد إمكانية تعلقها بجدار الإناء، و التصاقها به، و الغسل بالتراب أقوى من الغسل بالماء، لأن التراب يسحب اللعاب و يسحب الفيروسات الموجودة فيه بقوةٍ أكثر من إمرارالماء، أو اليد على جدار الإناء، و ذلك بسبب الفرق في الضغط الحلولي بين السائل (لعاب الكلب ) و بين التراب، و كمثال على هذه الحقيقة الفيزيائية إمرار الطباشير على نقطة حبر.[//

[

يعطــيج ربي العافيه على الطــرح و المعلومات المفيده.~

يسلموووو

يزاج الله خير وتسلم ايدج خيتي

الكلب والجراثيم والتراب . سبحان الله

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له , وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله , اما بعد :

فقد قال المصطفى -صلى الله عليه وسلم- : طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرات أولاهن بالتراب " صحيح الجامع .

وعن عبدالله المغفل -رضي الله عنه – قال : أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بقتل الكلاب ثم قال :" مابالهم
وبال الكلب ", ثم رخص في كلب الصيد وكلب الغنم وقال :" إذا ولغ الكلب في الإناء فاغسلوه سبع مرات وعفروه الثامنة بالتراب ". صحيح مسلم .

ولغ الكلب في الإناء : إذا شرب منه بطرف لسانه

عفروه : دلكوه .

ثبت علميا أن الكلب ناقل بعض الأمراض الخطيرة , إذ تعيش في أمعائه دودة تدعى المكورة , تخرج بيوضها مه برازه , وعندما يلحس دبره بلسانه تنتقل هذه البيوض إليه , ثم تنتقل منه إلى الأواني والصحون وأيدي أصحابه , ومنها تدخل إلى معدتهم فأمعائهم , فتنحل قشرة البيوض وتخرج منها الأجنة التي تتسرب إلى الدم والبلغم و وتنتقل بهما إلى جميع أحاء الجسم , وبخاصة إلى الكبد لأنه المصفاة الرئيسية في الجسم , ثم تنمو في العضو الذي تدخل إليه وتشكل كيسا مملوء بالأجنة الأبناء , وبسائل صاف كماء الينبوع … وقد يكبر الكيس حتى يصبح بحجم رأس الجنين , ويسمى المرض : داء الكيسة المائية , وتكون أعراضه على حسب العضو الذي تتبعض فيه , وأخطرها ما كان في الدماغ أو في عضلة القلب , ولم يكن له علاج سوى العملية الجراحية …..

وثمة داء آخر أخطر ينقله الكلب وهو داء الكلب الذي تسببه حمة راشحة يصاب بها الكلب أولا , ثم تنتقل منه إلى الإنسان عن طريق لعاب الكلب بالعض أو بلحسه جرحا في جسم الإنسان .
إذن فمنافع الكلب تخص بعض البشر , أما ضرره فيعم الجميع ,لذلك أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بقتل الكلاب ثم رخص في كلب الصيد والحرث والماشية نظرا للحاجة , وفي زمن النبي -صلى الله عليه وسلم-
لم يكن داء الكيسة المائية معروفا بالطبع , ولم يعرف أن مصدره الكلاب , أما داء الكلب فكانوا يسمون الكلب
المصاب به : الكلب العقور .

لماذا التراب ؟!!!!!!

قام العلماء في العصر الحديث بتحليل تراب المقابر ليعرفوا ما فيه من الجراثيم , وكانوا يتوقعون أن يجدوا
فيه كثيرا من الجراثيم الضارة , وذلك لأن كثيرا من البشر يموتون بلأمراض الأنتانية الجرثومية , ولكنهم
لم يجدوا في التراب أثرا لتلك الجراثيم الضارة المؤذية …. فاستنتجوا من ذلك أن للتراب خاصية قتل الجراثيم الضارة , ولولا ذلك لأنتشر خطرها واستفحل أمرها , وقد سبقهم بذلك النبي -صلى الله عليه وسلم-
إلى تقرير هذه الحقيقة …..

منقول من مجلة البلاغ الإسلامية

سبحان الله……………..يزاج الله خير على هالمعلومه المفيده

فعلا التراب ينظف………..لو كان فيدج زيت فركيهن بالتراب وغسليهن………..وبتشوفين انه نظف الزيت كله

مشكوره على الموضوع والمعلومه الجديده بالنسبة لي اختي عروس الجنه وانشاءالله اتكوني من اصحاب الجنه بإذن الله

سبحان الله…………………

يزااااج الله خير …………. على االموضوع القيم خليجية