هل من الصبر ترك الدعاء؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

هل من الصبر ترك الدعاء؟!

السؤال:
ورد عن خباب بن الأرت -رضي الله عنه- أنه قال لرسول الله –صلى الله عليه وسلم- ألا تدعو الله لنا؟ فجلس مغضبا محمرا وجهه فقال: "إن من كان قبلكم ليسأل الكلمة فما يعطيها فيوضع عليه المنشار فيشق باثنين ما يصرفه ذاك عن دينه".
وقال عطاء بن أبي رباح: قال لي ابن عباس: "ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ قلت: بلى. قال: هذه المرأة السوداء أتت النبي فقالت إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي. قال: "إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت الله أن يعافيك" فقالت: أصبر الحديث.
كما ذكر القرطبي في تفسيره أن نبي الله أيوب عليه السلام لبث في البلاء سبع سنين لم يدع الله شيئا.
وسؤالي: هل من الصبر ترك الدعاء.

الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فأقول –والله أعلم- الذي يظهر من مجموع هذه الأدلة أن الإنسان مخير؛ فإن شاء دعا أن يكشف الله ضره كما فعل أيوب عليه السلام، قال الله عنه: "وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين" [الأنبياء:83].
وإن شاء صبر رجاء ما ينال من الأجر على الصبر، كما أرشد الرسول –عليه الصلاة والسلام- تلك المرأة التي كانت تصرع فخيرها بين أن يدعو لها وأن تصبر.
وقد يقال: إن المرأة إنما أرشدها الرسول –صلى الله عليه وسلم- إلى الصبر؛ لأنها طلبت منه الدعاء ولم ينهها عن أن تدعو لنفسها، ففرق بين أن يدعو الإنسان لنفسه، أو يطلب من غيره الدعاء، كما دل حديث السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب انظر صحيح البخاري (5752)، وصحيح مسلم (220). على أن ترك الاسترقاء، وهو: من طلب الدعاء من الغير أن ذلك أولى، ولعل هذا الوجه الأخير عندي أقرب؛ لأن الله –سبحانه وتعالى- أثنى على أنبيائه أيوب، وذي النون، وزكريا، وغيرهم أثنى عليهم بدعائه –سبحانه وتعالى-، والذي يظهر لي أن الدعاء لكشف الضر والبلاء لا عن جزع، بل طلباً للعافية، ولما يرجو العبد حال الشفاء من القيام بالمهام الشرعية كما كان عليه الصلاة والسلام يقول: "اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدوا، ويمشى لك إلى الصلاة". أخرجه أحمد (6312)، وأبو داود (3107).
والمرض والضر يعوق الإنسان عن كثير من الأعمال الصالحة، بل الأظهر عندي أنه ينبغي أن يدعو ربه ويسأله الشفاء والعافية كما في الحديث "اللهم أسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدنيا والآخرة" ولا يطلب الدعاء من غيره، ويقصد بدعاء الشفاء والعافية أن يستعين بذلك على طاعة الله من صلاة وغير ذلك من الأعمال الصالحة التي يحول دونها المرض، هذا وصلى الله وسلم وبارك على محمد وآله وصحبه أجمعين.
وما ذكر في الدعاء خبر الحسن عن حال أيوب هو من الأخبار الإسرائيلية التي لا يعول عليها في إثبات الأحكام.

المجيب فضيلة الشيخ: عبدالرحمن بن ناصر البراك -حفظه الله-
منقول من موقع الإسلام اليوم

المصدر:الملتقى العلمي للعقيدة والمذاهب المعاصرة ::. > .:: قسم العقيدة ::. > الملتقى العلمي لدراسة العقيدة

أستغفر الله و اتوب إليه

أمرنا ربنا جل وعلا بالدعاء واللجوء إليه سبحانه فقال: "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعِ إذا دعانِ".
وقال: "وقال ربكم ادعوني أستجب لكم".
وعلَّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لا يرد القدر إلا الدعاء، وأن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وأن ندعو الله ونحن موقنون بالإجابة؛ فالمطلوب من المسلم إذا نزل به بلاء أن يصدق في اللجوء إلى ربه، ويلح عليه بالدعاء ولا يستبطئ الإجابة، فإن البلاء من قدر الله، والدعاء من شرعه سبحانه، والعاقل يتعامل مع القدر بالشرع؛ ويأخذ بالأسباب النافعة مع اعتقاده بأن الله تعالى فعال لما يريد، ولا يقع في كونه إلا ما قدَّره، وأنه جل وعلا: (لا يُسأل عما يفعل).
وأن أمر المؤمن كله خير فإن أصابته سراء شكر؛ فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر؛ فكان خيراً له.
فلا تنافي بين الصبر على قضاء الله، وبين الدعاء بأن يرفعه سبحانه بما شاء، وأما حديث المرأة التي كانت تُصرع فقد رواه الشيخان من حديث عطاء بن أبي رباح قال: قال لي ابن عباس: ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ قلت: بلى. قال: هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إني أصرع، وإني أتكشف؛ فادع الله لي؟ قال: (إن شئتِ صبرتِ ولكِ الجنة، وإن شئتِ دعوت الله أن يعافيك). فقالت: أصبر!! فقالت: إني أتكشف؛ فادع الله لي أن لا أتكشف؛ فدعا لها.
وقولها في هذا الحديث: إني أتكشف، من الانكشاف؛ أي أنها خشيت أن تظهر عورتها وهي لا تشعر، قال ابن حجر رحمه الله تعالى: وفي الحديث أن الأخذ بالشدة أفضل من الأخذ بالرخصة لمن علم من نفسه الطاقة ولم يضعف عن التزام الشدة، وفيه دليل على ترك التداوي، وفيه أن علاج الأمراض كلها بالدعاء والالتجاء إلى الله أنجع وأنفع من العلاج بالعقاقير، وأن تأثير ذلك وانفعال البدن عنه أعظم من تأثير الأدوية البدنية، ولكن إنما ينجع بأمرين:
أحدهما من جهة العليل وهو صدق القصد، والآخر من جهة المداوي وهو قوة توجهه وقوة قلبه بالتقوى والتوكل.ا.ه.ـ
وأما حديث الأعمى فقد رواه أحمد والترمذي وابن ماجه عن عثمان بن حنيف رضي الله عنه أن رجلاً ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ادع الله أن يعافيني؟ قال {إن شئت دعوت، وإن شئت صبرت؛ فهو خير لك} قال: فادعه قال: فأمره أن يتوضأ؛ فيحسن وضوءه؛ ويدعو بهذا الدعاء {اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة؛ إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى لي؛ اللهم فشفعه فيَّ}. ومجموع الحديثين دالٌ ـ والله أعلم ـ
على أن الدعاء من النبي صلى الله عليه وسلم لصاحب البلاء مستجاب؛ لكون جاهه عليه الصلاة والسلام عند ربه عظيم بحيث إذا دعاه أجابه، وإذا سأله أعطاه؛ فأرشد عليه الصلاة والسلام إلى ما هو أفضل من ذلك، وهو الصبر على البلاء، على رجاء أن يعوِّض الله صاحبه ما هو خير وأبقى، جنة عرضها السماوات والأرض، ولا يعني ذلك أن يترك العبد الدعاء لنفسه؛ فإن الدعاء ـ في ذاته ـ مستوجب للأجر والثواب سواء حصلت الإجابة من الله تعالى أم لم تحصل؛ لقوله صلى الله عليه وسلم {الدعاء هو العبادة}. والله تعالى أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. (رد منقول لسؤال كسؤالك )

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير

جزاكن الله كل خير

و النعم بالله مشكورة الغالبه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.