كيف تسلم من الفتن

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

نُريد أن نتحدث عن الأمور المُعينة على السلامةِ من الفتن ، حتي يَتَبَصر كلٌ منا و لا يقع في الفتن ، و منها

أولاً: وجوب التَثَبُت و التبين وقت الفتنة

من المعلوم أنَّ زمان الفتن زمان خطير يكثر فيه القِيل و القَال و يحمل الكلام على غير محامله و يكثر الجدال و يحرص البعض على نقل الأخبار و إشاعة الأقوال دون تثبت، و لذلك علينا في هذا الوقت أن نتثبت عند سماع الأخبار و لا نتعجل في الحكم على الأخبار حتى يتبين لنا ثُبُوتُها ، قال الله جل و علا: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا] [الحجرات: 6]

و في السنة المباركة إرشاد لذلك، ففي صحيح مسلم أنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل سمع"

و انظروا إلى هذه الحادثة لتروا فيها التطبيق العملي من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم لنستفيد، فمسألة الفتنة لا تعني فقط تلك الفتن السياسية إنَّ هناك فتن أخرى ربما يقع فيها الناس

يذكر عمر رضي الله عنه أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلق نسائه فجاء من منزله حتى دخل المسجد فوجد الناس يقولون ذلك فلم يصبر حتى استأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستفهمه فقال أطلقت نسائك؟ قال "لا" يقول عمر فقلت الله أكبر. هذا الخبر في الصحيحين و في لفظ عند مسلم فقلت أطلقتهن؟ فقال" لا " فقمت على باب المسجد فناديت بأعلى صوتي لم يطلق رسول الله نساءه

ثم نزلت الآيات تُبين خطأ القوم [وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ][النساء: 83]

يقول الشيخ السعدي: ففي هذه الآية تأديب من الله لعباده، عن فعلهم هذا غير اللائق، و أنه ينبغي لهم إذا جائهم أمر من الأمور المهمة و المصالح العامة مما يتعلق بالأمن وسرور المؤمنين أو الخوف الذي فيه مصيبة عليهم يجب أن يتثبتوا و ألا يستعجلوا بإشاعة ذلك الخبر عليهم، حينئذٍ أن يردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم.

خليجية

ثانياً: لزوم جماعة المسلمين و إمامهم

قال الإمام الطحاوي: و نرى الجماعة حقا و صوابا، و الفرقة زيغاً و ضلالة.

و معنى الجماعة: الجماعة جماعتان لا تضاد بينهما: الأولى الجماعة العلمية، و هم أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم و التابعون لهم بإحسان إلى يوم الدين، فيجب على كل مُسلم أن يلزم منهجهم و يقيد بفهمهم و لا يخالفهم في شئ من أمور الدين أبداً.

لذلك نحن نقول أنَّ إتباع سلف الأمة هذا منهج مُلزم لكل مُسلم، قال النبيّ صلى الله عليه و سلم "عليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهدين من بعدي عضدوا عليها بالنواجذ و إياكم و محدثات الأمور.."

و المعنى الثاني للجماعة: جماعة المسلمين إذا اجتمعوا على حاكم وجب عليهم طاعته و حُرم عليهم معصيته، هذا ما أمرهم بالمعروف و نهاهم عن المنكر. أما إذا أمرهم بما يُعصى الله به فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

يجب علينا الإلتزام بهذه الجماعة و عدم الخروج عنها لما في ذلك من الأمن و السلامة للفرد و الأمة قال تعالى: [وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ] [آل عمران: 103]أي بالجماعة.
خليجية

ثالثاً: عدم الخوض في أمر الفتنة إلا بعلمٍ صحيح

يجب ابتداءً على كل مسلم ألا يتكلم إلا فيما يعلمه و أن يسكت و يعتزل تلك الفتن إذا كان لا يعلم، وأنه إذا لم يستطع أن يقول خيراً فليصمت فالقول على الله بلا علم من أعظم أسباب الفساد.

قال الله تعالى
: [قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ] [الأعراف: 33]

ابن القيم في إعلام الموقعين يقول: أنَّ ربنا تبارك وتعالى رَتَّبَ المحرمات أربع مراتب، فبدأ بأسهلها الفواحش، ثم ثنَّى بما هو أشد تحريمًا من الفواحش من الزنا و غيره و هو الإثم و الظلم و التعدي و العدوان، ثم ثلَّث بما هو أعظم تحريماً و هو الشرك به إنه أشدُّ محرم لا والذي نفسي بيده إنَّ أشدَّ منه و هو ما جاء في المرتبة الرابعة أن تقول على الله بلا علم يقول: و القول على الله بلا علم أن يقول الإنسان على الله في أسمائه و صفاته و أفعاله ما لم يُنَزِّل به سلطاناً ، أن يقول في دين الله وفي شرع الله ما لم يُنَزِّل به سلطاناً إنه أعظم عند الله إثماً لذا عليك أن تُقدرر خطورة هذا الأمر.

و حذرالنبيّ صلى الله عليه وسلم الأمة من خطورة القول على الله بغير علم فقال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين: "إنَّ الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد، و لكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبقَ عالماً، اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسُئِلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا و أضلوا"

فينبغي هنا أن نعرف خطورة القول على الله بلا علم لا سِيَّمَا في أوقات الفتن فيجب علينا أن نفهم ذلك و نطبق ذلك و ينبغي التفطُّن و التنبُّه إلى أن كثير من الناس ينتسب للعلم وقد يُغرون العامة بذلك فاحرصوا وتثبتوا و لا تتعجلوا و لا تأخذكم المظاهر.

خليجية

رابعاً: ترك القتال وقت الفتنة

عادة الفتنة تبدأ بكلمة، و عادة تنتهي الفتن بدماء لا يعلمها إلا الله، لذلك يلزم المؤمن أن يتفطن وأن يحذر كل الحذر من تتبع خطوات الشياطين.

و أن ينظر فيمن قال ما قال و هل هذا القول يُراد به الخير أو يراد به شر، و من يروج له و من يتربص بهذه الأمة و كيفية الصنيع في أقات الفتن.
خليجية

خامساً: التوبة و اللجوء إلى الله تعالى وقت الفتن

إنَّ الله عز وجل يأمرك بخاصة نفسك و بأن تتوب إلى الله عز وجل، لاسيما في وقت الفتن و لزوم العمل الصالح كما في صحيح مسلم أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "العبادة في الهرج مهجرة إلىّ" وبلا شك أن العبادة تكون سبباً في جلاء تلك الفتنة.

خليجية

ما جاء في الفتن

رب اغفر لي ولوالدي، رب ارحمهما كما ربياني صغيرا

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

"إِنَّكُمْ فِي زَمَانٍ مَنْ تَرَكَ مِنْكُمْ عُشْرَ مَا أُمِرَ بِهِ هَلَكَ، ثُمَّ يَأْتِي زَمَانٌ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ بِعُشْرِ مَا أُمِرَ بِهِ نَجَا".

أخرجه الترمذي (4/530 ، رقم 2267) ، وابن عدي (7/18 ، ترجمة 1959 نعيم بن حماد).

وصححه الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (2 / 508).

قال العلامة المباركفوري في "تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي":

قَوْلُهُ : (إِنَّكُمْ) أَيُّهَا الصَّحَابَةُ

(فِي زَمَانٍ) مُتَّصِفٍ بِالْأَمْنِ وَعِزِّ الْإِسْلَامِ

(مَنْ تَرَكَ مِنْكُمْ) أَيْ فِيهِ

(عُشْرَ مَا أُمِرَ بِهِ) مِنْ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ

(هَلَكَ) أَيْ وَقَعَ فِي الْهَلَاكِ لِأَنَّ الدِّينَ عَزِيزٌ وَأَنْصَارُهُ كَثْرَةٌ فَالتَّرْكُ تَقْصِيرٌ فَلَا عُذْرَ

(ثُمَّ يَأْتِي زَمَانٌ) يَضْعُفُ فِيهِ الْإِسْلَامُ وَيَكْثُرُ الظُّلْمُ وَيَعُمُّ الْفِسْقُ وَيَقِلُّ أَنْصَارُ الدِّينِ وَحِينَئِذٍ

(مَنْ عَمِلَ مِنْهُمْ) أَيْ مِنْ أَهْلِ ذَلِكَ الزَّمَنِ

(بِعُشْرِ مَا أُمِرَ بِهِ نَجَا) لِأَنَّهُ الْمَقْدُورُ وَ

{لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}.

اللَّهُمَّ اجْعَلْنا مِمَّنْ يُبَشَّرُ عِنْدَ الْمَوْتِ بِرَوْحٍ وَرَيْحانٍ، وَرَبٍّ رَاضٍِ غَيْرِ غَضْبانِ
اللهم اغفر لي و لوالدي و ارحمهما كما ربياني صغيرا

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ وَتَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ

سبحآنك يآرب !!
فـ3ـلآ دين يسر خليجية

تسلمين فديتج وبآرك آلله فيج =)

يزاج الله خير ويعله في ميزان حسناتج يارب~

نحن في زمن قمنا انشوف الفتن اشياء عاديه ونتبع الفتن على اساس انها شي عادي .. الله يثبتنا يارب

جزاك الله كل خير

استحباب العزلة عند الفتن وخوف المسلم على دينه

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

استحباب العزلة عند الفتن وخوف المسلم على دينه

سؤال:
قرأت الحديث التالي والذي أخرجه البخاري ولم أفهم معناه ، وهذا الحديث فيما معناه: (سيأتي زمان يكون خير مال المسلم غنيمات يأوي بها إلى الجبال فاراً بدينه من الفتن).أرجو أن توضحوا لي معنى هذا الحديث.

الجواب:
الحمد لله

شرح الحديث :

هذا الحديث رواه البخاري في عدة مواضع من صحيحه منها ( 7088 ) كتاب الفتن ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرَ مَالِ الْمُسْلِمِ غَنَمٌ يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الْجِبَالِ وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنْ الْفِتَن ) . وروى مسلم في صحيحه نحوه ( 1888 ) عن أبي سعيد الخدري أيضاً رضي الله عنه الله عنه أَنَّ رَجُلا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ ؟ فَقَالَ : رَجُلٌ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِمَالِهِ وَنَفْسِهِ. قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : مُؤْمِنٌ فِي شِعْبٍ مِنْ الشِّعَابِ يَعْبُدُ اللَّهَ رَبَّهُ وَيَدَعُ النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ ) .

قوله : (شَعَفَ الْجِبَالِ ) أي : رؤوس الجبال . وَأَمَّا ( الشِّعْب ) : فَهُوَ مَا انْفَرج بَيْن جَبَلَيْنِ . قال النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم ( 13/34) : وَلَيْسَ الْمُرَاد نَفْس الشِّعْب خُصُوصًا ; بَلْ الْمُرَاد الانْفِرَاد وَالاعْتِزَال , وَذَكَرَ الشِّعْب مِثَالا لأَنَّهُ خَالٍ عَنْ النَّاس غَالِبًا اهـ.

والحديث يدل على أفضلية العزلة عن الناس وترك الاختلاط بهم ، في حال خوف المسلم على دينه لكثرة الفتن ، بحيث إنه لو خالط الناس لا يأمن على دينه من أن يرتد عنه ، أو يزيع عن الحق ، أو يقع في الشرك ، أو يترك مباني الإسلام وأركانه ، ونحو ذلك .

قال الحافظ ابن حجر في الفتح (13/42) : وَالْخَبَر دَالّ عَلَى فَضِيلَة الْعُزْلَة لِمَنْ خَافَ عَلَى دِينه اهـ .

وقال السندي في حاشيته على النسائي (8/124) : فِيهِ أَنَّهُ يَجُوز الْعُزْلَة بَلْ هِيَ أَفْضلُ أَيَّام الْفِتَن اهـ .

وفي الحديث الثاني المذكور آنفاً جعل النبي صلى الله عليه وسلم عليه وسلم المؤمنَ المعتزلَ يتلو المجاهد في سبيل الله في الفضيلة ، قال الحافظ في الفتح ( 6/6 ) : وَإِنَّمَا كَانَ الْمُؤْمِن الْمُعْتَزِل يَتْلُوهُ فِي الْفَضِيلَة لأَنَّ الَّذِي يُخَالِط النَّاس لا يَسْلَم مِنْ ارْتِكَاب الآثَام ، وَقَدْ تكون هذه الآثام أكثر من الحسنات التي يحصلها بسبب اختلاطه بالناس . ولكن تفضيل الاعتزال خاص بحالة وقوع الفتن اهـ بمعناه .

وأما العزلة في غير وقت الفتن وخوف المسلم على دينه فاختلف العلماء في حكمها ، وذهب الجمهور إلى أن الاختلاط بالناس أفضل من العزلة واستدلوا على ذلك بعدة أدلة ، منها :

1- أن ذلك هو حال النبي صلى الله عليه وسلم عليه وسلم ، والأنبياء من قبله صلوات الله وسلامه عليهم ، وجماهير الصحابة رضي الله عنهم . شرح مسلم للنووي ( 13/34) .

2- ما رواه الترمذي ( 5207 ) وابن ماجه ( 4032 ) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (الْمُؤْمِنُ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ أَعْظَمُ أَجْرًا مِنْ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لا يُخَالِطُ النَّاسَ وَلا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ) . صححه الألباني في صحيح الترمذي ( 2035 ) .

قال السندي في حاشيته على ابن ماجه ( 2 / 493 ) : الْحَدِيث يَدُلّ عَلَى أَنَّ الْمُخَالِطَ الصَّابِرَ خَيْرٌ مِنْ الْمُعْتَزِل اهـ

وقال الصنعاني في سبل السلام ( 4/416 ) : فيه أفضلية من يخالط الناس مخالطة يأمرهم فيها بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحسن معاملتهم فإنه أفضل من الذي يعتزلهم ولا يصبر على المخالطة اهـ

3- ما رواه الترمذي (1574) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : مَرَّ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِشِعْبٍ فِيهِ عُيَيْنَةٌ مِنْ مَاءٍ عَذْبَةٌ فَأَعْجَبَتْهُ لِطِيبِهَا . فَقَالَ : لَوْ اعْتَزَلْتُ النَّاسَ فَأَقَمْتُ فِي هَذَا الشِّعْبِ ، وَلَنْ أَفْعَلَ حَتَّى أَسْتَأْذِنَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم . فَذَكَرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : ( لا تَفْعَلْ ، فَإِنَّ مُقَامَ أَحَدِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَفْضَلُ مِنْ صَلاتِهِ فِي بَيْتِهِ سَبْعِينَ عَامًا . أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ الْجَنَّةَ ؟ اغْزُو فِي سَبِيلِ اللَّهِ . مَنْ قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَوَاقَ نَاقَةٍ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ ) وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (1348).

4- ما يحصله المسلم في المخالطة من المصالح الشرعية من مَنَافِع الاخْتِلاط بالناس كَالْقِيَامِ بِشَعَائِر الإِسْلام وَتَكْثِير سَوَاد الْمُسْلِمِينَ وَإِيصَال أَنْوَاع الْخَيْر إِلَيْهِمْ مِنْ إِعَانَة وَإِغَاثَة ونَحْو ذَلِكَ . وشُهُودِ الْجُمُعَة وَالْجَمَاعَة وَالْجَنَائِز وَعِيَادَة الْمَرْضَى وَحِلَق الذِّكْر . . . وَغَيْر ذَلِكَ . فتح الباري ( 13/43 ) شرح مسلم للنووي (13/34). والله الموفق ، والله تعالى أعلم . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد

مشكوره

العفو يالغاليه زهور الكون

جزاج الله الف خير على الموضوع

لاتحرمينا يديدج

جزاكِ الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك يا الغالية

جزاااج الله خير في ميزااان حسناااتج ان شاالله

بالفعل في هذا الزمن اصبح الخروج … معقود بمشاهدة المعاصي والعياااذ باالله … فعندمااا نذهب الى المول نرى جميع

انواع المعاصي … وفعلا اصبحناا لا نذهب للمول … هذا مثال للأعتزال …

طيب فيه فتن مدونة النت
ألا نعتزل تلك المنتديات التي تشكك في الدين !!

أعظم الفتن منذ خلق الله ادم إلى قيام الساعة اوشكت ان تظهر فالحذر الحذر

المســــــيح الدجـــــــال

سمي الدجال مسيحا؛ لأن إحدى عينيه ممسوحة، أو لأنه يمسح الأرض أربعين يوما.
1- معنى الدجال:
وسمي الدجال دجالا: لأنه يغطي الحق بالباطل، أو لأنه يغطي على الناس كفره بكذبه وتمويهه وتلبيسه عليهم.

2- صفة الدجال:
الدجال رجل من بني آدم له صفات كثيرة جاءت بها الأحاديث لتعريف الناس به، وتحذيرهم من شره. وردت صفة الدجال في الأحاديث

وهذه الصفات هي:
أنه رجل شاب أحمر، قصير، أفحج، جعد الرأس، أجلى الجبهة، عريض النحر، ممسوح العين اليمنى، وهذه العين ليست بناتئة (بارزة) ولا جحراء ( ليست غائرة منجحرة في نقرتها) كأنها عنبة طافئة. وعينه اليسرى عليها ظفرة الحمة تنبت عند مقدمة العين) غليظة. ومكتوب بين عينيه ( ك ف ر) بالحروف المقطعة، أو (كافر) بدون تقطيع يقرؤها كل مسلم كاتب وغير كاتب.

ومن صفاته أنه عقيم لا يولد له.
روى الإمام مسلم بسنده إلى عامر بن شرحبيل الشعبي- شعب همدان- أنه سأل فاطمة بنت قيس أخت الضحاك بن قيس- وكانت من المهاجرات الأول- فقال: حدثيني حديثا سمعتيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسنديه إلى أحد غيره. فقالت: لئن شئت لأفعلن. فقال لها: أجل. حدثيني فذكرت قصة تأيمها من زوجها واعتدادها عند ابن أم مكتوم. ثم قالت: فلما انقضت عدتي سمعت نداء المنادي؟ منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم ينادي: الصلاة جامعة. فخرجت إلى المسجد فصليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنت في صف النساء التي تلي ظهور القوم، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته جلس على المنبر وهو يضحك فقال: "ليلزم كل إنسان مصلاه، ثم قال: أتدرون لم جمعتكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة، ولكن جمعتكم لأن تميما الداري كان رجلا نصرانيا فجاء فبايع وأسلم، وحدثني حديثا وافق الذي كنت أحدثكم عن مسيح الدجال، حدثني أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلا من لخم وجذام، فلعب بهم الموج شهرا في البحر، ثم أرفؤا إلى جزيرة… فلقيتهم دابة أهلب كثير الشعر، لا يدرون ما قبله من دبره من كثرة الشعر. فقالوا: ويلك ما أنت؟ فقالت : أنا الجساسة. فقالوا: وما الجساسة؟ قالت: أيها القوم انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق. قال: لما سمت لنا رجلا فرقنا منها أن تكون شيطانة، قال. فانطلقنا سراعا حتى دخلنا الدير، فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقا، وأشده وثاقا، مجموعة يداه إلى عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد. قلنا: ويلك ما أنت؟ قال. قد قدرتم على خبري، فأخبروني ما أنتم؟ قالوا: نحن أناس من العرب، ركبنا في سفينة بحرية فصادفنا البحر حين اغتلم (أي هاج) فلعب بنا الموج شهرا ثم أرفأنا إلى جزيرتك هذه، فجلسنا في أقربها، يدخلنا الجزيرة فلقيتنا دابة أهلب كثير الشعر، لا يدري ما قبله من دبره من كثرة الشعر، فقلنا. ويلك ما أنت؟ فقالت: أنا الجساسة، قلنا. وما الجساسة؟ قالت: اعمدوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق، فأقبلنا إليك سراعا وفزعنا منها، ولم نأمن أن تكون شيطانة. قال أخبروني عن نخل بيسان (مدينة بالأردن بالغورالشامي).. قلنا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: أسألكم عن نخلها هل يثمر؟ قلنا له: نعم، قال: أما إنه يوشك ألا تثمر. قال: أخبروني عن بحيرة الطبرية؟ قلنا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: هل فيها ماء؟ قلنا: هي كثيرة الماء. قال: أما إن ماءها يوشك أن يذهب. قال: أخبروني عن عين زغر؟ (في طرف البحيرة المنتهية في واد هناك بينها وبين بيت المقدس ثلاثة أيام وهي من ناحية الحجاز). قالوا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: هل في العين ماء؟ وهل يزرع أهلها بماء العين؟ قلنا له: نعم هي كثيرة الماء، وأهلها يزرعون من مائها. قال: أخبروني عن نبي الأميين ما فعل؟ قالوا: قد خرج من مكة ونزل يثرب. قال: أقاتله العرب؟ قلنا: نعم. قال: كيف صنع بهم؟ فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب وأطاعوه. قال لهم: قد كان ذلك؟ قلنا: نعم. قال: أما إن ذاك خير لهم أن يطيعوه، وإني مخبركم عني: إني أنا المسيح، وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج فأخرج، فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة غير مكة وطيبة، فهما محرمتان علي كلتاهما، كلما أردت أن أدخل واحدة أو واحدا منها استقبلني ملك بيده السيف صلتا يصدني عنها، وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها. قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وطعن بمخصرته في المنبر: "هذه طيبة، هذه طيبة، هذه طيبة- يعني المدينة- ألا هل كنت حدثتكم ذلك؟ فقال الناس: نعم. فإنه أعجبني حديث تميم أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة، ألا إنه في بحر الشام أو بحر اليمن، لا بل من قبل المشرق ما هو: من قبل المشرق ما هو، وأومأ بيده إلى المشرق. قالت: فحفظت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3- مكان خروج الدجال:
يخرج الدجال من جهة المشرق من خرسان، من يهودية أصبهان ثم يسير في الأرض فلا يترك بلدا إلا دخله إلا مكة والمدينة فلا يستطيع دخولها؟ لأن الملائكة تحرسهما.
4- أتباع الدجال:
أكثر أتباع الدجال من اليهود والعجم والترك، وأخلاط من الناس غالبهم الأعراب والنساء.
روى مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفا عليهم الطيالسة". وأما كون أكثر أتباعه من الأعراب فلأن الجهل غالب عليهم، ولما جاء في حديث أبي أمام الطويل قوله صلى الله عليه وسلم: "وإن من فتنته- أي الدجال- أن يقول للأعرابي: أرأيت إن بعثت لك أباك وأمك أتشهد أني ربك فيقول: نعم فيتمثل له الشيطان في صورة أبيه وأمه فيقولان: يا بني اتبعه فإنه ربك " أخرجه ابن ماجه.
وأما النساء فحالهن أشد من حال الأعراب لسرعة تأثرهن وغلبة الجهل عليهن، ففي الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ينزل الدجال في هذه السبخة بمرقناة فيكون أكثر من يخرج إليه من النساء، حتى إن الرجل يرجع إلى حميمة وإلى أمه وابنته وأخته وعمته فيوثقها رباطا مخافة أن تخرج إليه " رواه الإمام أحمد.

5- فتنة الدجال:

فتنة الدجال أعظم الفتن منذ خلق الله ادم إلى قيام الساعة، وذلك بسبب ما يخلق الله معه من الخوارق العظيمة التي تبهر العقول وتحير الألباب. فقد ورد أن معه جنة ونارا، وجنته نار وناره جنة، وأن معه أنهار الماء وجبال الخبز، ويأمر السماء أن تمطر فتمطر. والأرض أن تنبت فتنبت، وتتبعه كنوز الأرض، ويقطع الأرض بسرعة عظيمة كسرعة الغيث استدبرته الريح، إلى غير ذلك من الخوارق، وكل ذلك جاءت به الأحاديث الصحيحة. وسبب افتتان الناس بالدجال أمور:
1-ظهور زهرة الدنيا والخصب معه، واستجابة الجماد لأمره.
فقد ثبت في الحديث الصحيح: أنه قبل خروج الدجال بثلاث سنوات يصيب الناس فيها جوع شديد، حيث يأمر الأرض فتحبس نباتها كله، فلا تنبت خضراء، فلا تبقى ذات ظلف إلا هلكت إلا ما شاء الله، ثم يأتي المسيح الدجال على هذه الحال فتكون من فتنته أنه يأمر السماء فتمطر، والأرض فتنبت، ويأمر خرائب الأرض أن تخرج كنوزها المدفونة فتستجيب له ".
فعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة.. وفيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ".. فيأتي على القوم- أي الدجال- فيدعوهم فيؤمنون به ويستجيبون له، فيأمر السماء فتمطر، والأرض فتنبت، فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذرا، وأسبغه ضروعا، وأمده خواصر، ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله، فينصرف عنهم فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم، ويمر بالخربة فيقول لها: أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل… " رواه مسلم.
2- يجيء الدجال معه مثل الجنة والنار يتبعه نهران:
فعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن مع الدجال إذا خرج ماء ونارا، فأما الذي يرى الناس أنه نار فماء بارد، وأما الذي يرى الناس أنه ماء فنار تحرق، فمن أدرك ذلك منكم فليقع في الذي يرى أنه نار، فإنه ماء عذب بارد" رواه البخاري. وعن المغيرة بن شعبة رضى الله عنه قال: ما سأل أحد رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدجال أكثر ممن سألته وإنه قال لي: "ما يضرك منه؟ قلت: إنهم يقولون: إن معه جبل خبز ونهر ماء، قال: هو أهون على الله من ذلك " رواه البخاري ومسلم.
3- سرعة انتقاله في الأرض والبلاد التي لا يستطيع دخولها:
ففي حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه- الطويل- قال: "… قلنا: يا رسول الله، وما إسراعه في الأرض؟ قال: كالغيث استدبرته الريح… " رواه مسلم. وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "… وإنه لا يبقى شيء من الأرض إلا وطئه وظهر عليه إلا مكة والمدينة لا يأتيها من نقب من أنقابها إلا لقيته الملائكة بالسيوف صلته حتى ينزل عند الضريب الأحمر عند منقطع السبخة، فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات، فلا يبقى فيها منافق ولا منافقة إلا خرج إليه؟ فتنفي الخبيث منها كما ينفي الكير خبث الحديد " أخرجه ابن ماجه والحاكم وابن خزيمة.
4- استجابة الشيطان لأوامره:
فعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "… وإن من فتنته أن يقول للأعرابي: أرأيت إن بعثت لك أباك وأمك أتشهد أني ربك؟ فيقول: نعم، فيتمثل له شيطانان في صورة أبيه وأمه فيقولان: يا بني اتبعه فإنه ربك " حديث صحيح رواه ابن ماجه والحاكم في المستدرك.
5- قتله للشاب المؤمن ثم إحياؤه:
في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا طويلا عن الدجال فكان فيما حدثنا به أنه قال: "يأتي الدجال وهو محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة، فينتهي إلى بعض السباخ التي بالمدينة، فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس أو من خير الناس فيقول: أشهد أنك الدجال الذي حدثنا عنك رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه. فيقول الدجال: أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته. هل تشكون في الأمر؟ فيقولون: لا، فيقتله ثم يحييه. فيقول حين يحييه: والله ما كنت قط أشد بصيرة مني اليوم. فيقول الدجال: اقتله ولا يسلط عليه ". ولمسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يخرج الدجال فيتوجه قبله رجل من المؤمنين فتلقاه المسالح، مسالح الدجال فيقولون له: أين تعمد؟ فيقول: أعمد إلى هذا الذي خرج. قال: فيقولون له: أوما تؤمن بربنا؟ فيقول: ما بربنا خفاء. فيقولون: اقتلوه. فيقول بعضهم لبعض: أليس قد نهاكم ربكم أن تقتلوا أحدا دونه. فينطلقون به إلى الدجال، فإذا رآه المؤمن قال: يا أيها الناس، هذا الدجال الذي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فيأمر الدجال فيشبح فيقول: خذوه وشجوه فيوسع ظهره وبطنه ضربا. قال: فيقول: أو ما تؤمن بي؟ قال: فيقول: أنت المسيح الكذاب. قال: فيؤمر به فيؤشر بالمنشار من مفرقه حيث يفرق بين رجليه. قال: ثم يمشي الدجال بين القطعتين ثم يقول له: قم، فيستوي قائما. قال: ثم يقول: أتؤمن بي؟ فيقول: ما ازددت فيك إلا بصيرة. قال: ثم يقول: يا أيها الناس، إنه لا يفعل بعدي بأحد من الناس. قال: فيأخذه الدجال ليذبحه فيجعل ما بين رقبته إلى ترقوته نحاسا فلا يستطيع إليه سبيلا. قال: فيأخذ بيديه ورجليه فيقذف به فيحسب الناس أنما قذفه إلى النار، وإنما ألقي في الجنة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هذا أعظم الناس شهادة عند رب العالمين ".
6- الوقاية من فتنة الدجال بأمور:

1- التمسك بالإسلام والتسلح بسلاح الإيمان ومعرفة أسماء الله وصفاته الحسنى التي لا يشاركه فيها أحد، فيعلم أن الدجال بشر يأكل ويشرب، وأن الله تعالى منزه عن ذلك، وأن الدجال أعور والله ليس بأعور، وأنه لا أحد يرى ربه حتى يموت، والدجال يراه الناس عند خروجه مؤمنهم وكافرهم.
2- التعوذ من فتنة الدجال وخاصة في الصلاة، وقد وردت بذلك الأحاديث الصحيحة، فمنها ما رواه الشيخان والنسائي عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو في الصلاة: " اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال ". وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال ". وكان ا لإمام طاوس يأمر إبنه بإعادة الصلاة إذا لم يقرأ بهذا الدعاء في صلاته. وهذا دليل على حرص السلف على تعليم أبنائهم هذا الدعاء العظيم.
قال السفاريني: مما ينبغي لكل عالم أن يبث أحاديث الدجال بين الأولاد والنساء والرجال، وقد ورد أن من علامات خروجه نسيان ذكره على المنابر .
3- حفظ آيات من سورة الكهف، فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقراءة فواتح سورة الكهف على الدجال. وفي بعض الروايات خواتيمها، وذلك بقراءة عشر آيات من أولها أو آخرها، ومن الأحاديث الواردة في ذلك ما رواه مسلم من حديث النواس بن سمعان الطويل وفيه قوله صلى الله عليه وسلم : " من أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف ". وروى مسلم أيضا عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال " أي من فتنته. قال مسلم: قال شعبة: من آخر الكهف. وقال همام: من أول الكهف.
وقال النووي: سبب ذلك ما في أولها من العجائب والآيات، فمن تدبرها لم يفتتن بالدجال، وكذا آخرها قوله تعالى: (( أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا..)).
4- الفرار من الدجال والابتعاد منه والأفضل سكنى مكة والمدينة، فقد سبق أن الدجال لا يدخل مكة والمدينة، فينبغي للمسلم إذا خرج الدجال أن يبتعد منه، وذلك لما معه من الشبهات والخوارق العظيمة التي يجريها الله على يديه فتنة للناس، فإنه يأتيه الرجل وهو يظن في نفسه الإيمان والثبات فيتبع الدجال. نسأل الله أن يعيذنا من فتنته وجميع المسلمين.
7- هلاك الدجال:

يكون هلاك الدجال على يدي المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة، وذلك أن الدجال يظهر على الأرض كلها إلا مكة والمدينة، ويكثر اتباعه وتعم فتنته، ولا ينجو منها إلا قلة من المؤمنين. وعند ذلك ينزل عيسى ابن مريم عليه السلام على المنارة الشرقية بدمشق، ويلتف حوله عباد الله المؤمنون فيسير بهم قاصدا المسيح الدجال، ويكون الدجال عند نزول عيسى متوجها نحو بيت المقدس فيلحق به عيسى عليه السلام عند باب (لد) فإذا رآه الدجال ذاب كما يذوب الملح، فيقول له عيسى عليه السلام: (إن لي فيك ضربة لن تفوتني، فيتداركه عيسى فيقتله بحربته، وينهزم أتباعه فيتبعهم المؤمنون فيقتلونهم حتى يقول الشجر والحجر: يا مسلم، يا عبدالله، هذا يهودي خلفي تعال فاقتله إلا الغرقد؟ فإنه من شجر اليهود).
منقوووووووووووول

الدجال متى يخرج

سئل الامام علي رضى الله عنه فى يوم من الايام وهو يخطب الجمعة على المنبر سأله بعض
الناس يا أمير المؤمنين متى يخرج الدجال؟
فقال الإمام على رضي الله عنه سوف أخبرك بعلامات وأسباب وهنات يتلو بعضهن بعضا
حذو النعل بالنعل
اسمع لكلمات الإمام علي التى استقاها من الأحاديث الصحيحة وأرجوك رجاءًا قارن هذه
العلامات بأيامنا وحدد كم علامة ظهرت حتى تعرف هل نحن فى أيام الدجال أو لا
فاعقد بيدك واحفظ ما أقول لك
إذا أمات الناس الصلوات
وأضاعو الامانات
وكان الحكم ضعفا
والظلم فخرا
وأمراؤهم فجرة
ووزاؤهم خونة
وأعوانهم ظلمة
وقراؤهم فسقة
وظهر الجور
وفشا الزنى
وظهر الربا
وقطعت الأرحام
واتخذت القينات
وشربت الخمور
ونقضت العهود
وضيعت العتمات
وتوانى الناس فى صلوات الجماعات
وزخرفت المساجد
وطولت المنابر
وحلٌو المصاحف
وأخذوا الرشا
وأكلوا الربا
واستعملوا السفهاء
واستخفوا بالدماء
وباعوا الدين بالدنيا
سبحان الله كأن الإمام علي عايش بيننا
واتجرت المرأة مع زوجها حرصا على الدنيا
وركب النساء على المياثر
وتشبهن بالرجال
وتشبه الرجال بالنساء
وكان السلام بينهم على المعرفة
وشهد شاهد من غيرأن يستشهد
وحلف من قبل يستحلف
ولبسوا جلود الضأن على قلوب الذئاب
وكانت قلوبهم أمر من الصبر
وألسنتهم أحلى من العسل
وسرائرهم أنتن من الجيف
والتمس الفقه لغير الدين
وأنكر المعروف
وعرف المنكر
فالنجاة النجاة والوحا الوحا والثبات الثبات
أسألكم بالله ما الذى بقى
أسئلكم بالله ما الذى بقى
جاوب نفسك على هذا السؤال واعمل على حسب جوابك
فإن كنت تظن أن الأمر بعيد فهنيئًاً لك راحة البال مؤقتا وويل لك من هذه الغفلة
وإن كنت تظن أن الأمر قد اقترب
فالنجاة النجاة

منقوووووووووول

يزاج الله خير

مشكورة الغالية…
ربي يزيج خير..

ويييييييه استغفر الله >.<

الله يسلمنا ويهدينا ويتوب عليها

جزاج الله الف خير

جزاج الله الف خير

جزاج الله الف خير

احذر الفتن ! فيا هذا الغفلة الغفلة، فتفوتك الفرص . والنجاة النجاة ، فإن اليوم عمل

احذر الفتن ! فيا هذا الغفلة الغفلة، فتفوتك الفرص … والنجاة النجاة ، فإن اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل

فيا من ضيع عمره في الأماني .. اشترِ نفسك اليوم فإن السوق قائمة، والثمن موجود، والبضائع رخيصة، وسيأتي على تلك السوق والبضائع يوم لاتصل فيها إلى قليل ولا كثير.. ذلك يوم التغابن، يوم يعض الظالم على يديه:

إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى وأبصرت يوم الحشر من قد تزودا

ندمت على أن لا تكون كمثله وأنك لم ترصد كما كان أرصدا

تزينت الدنيا لعلي، فقال: أنت طالق ثلاثاً، لا رجعة لي فيك! وكانت تكفيه واحدة للسنة؛ لكنه جمع الثلاث لئلا يتصور للهوى جواز المراجعة!! ودينه الصحيح، وطبعه السليم يأنفان المحلل1.. كيف وهو أحد رواة حديث (لعن الله المحلل).2

ويا مسكين … احذر أن يبعدك الله عنه بسبب المعاصي فقد لعن إبليس وأهبط من منزل العز بترك سجدة.. فما نفعه بعدها رجوع ولا نجدة.. وأخرج آدم من الجنة بلقمة تناولها.. فيا صريع الهوى كم من لقم أكلتها من ورشوة، وظلم، وضريبة، وربا، .. ثم مع كل هذا لا تخاف أن يطردك الله من رحمته!! وأمر الله بقتل الزاني أشنع القتلات، بإيلاج قدر الأنملة فيما لا يحل، وأمر بإيساع الظهر سياطاً بكلمة قذف أو بقطرة من سكر، وأبان عضواً من أعضائك بثلاثة دراهم.. فلا تأمنه أن يحبسك في النار بواحدةٌ من معاصيه , قال عليه الصلاة والسلام دخلت امرأة النار في هرة)،3 وقال: ((إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالاً يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب))4.وقال: ((وإن الرجل ليعمل بطاعة الله ستين سنة، فإذا كان عند الموت جار في الوصية فيختم له بسوء عمله فيدخله النار))5.

كيف فلاحك بين إيمان ناقص… وأمل زائد.. ومرض لا طبيب له ولا عائد…. ساهياً في غمرتك.. عَمِهاً في سكرتك.. سابحاً في لجة جهلك… مستوحشاً من ربك.. مستأنساً بخلقه ، ذكر الناس فاكهتك وقوتك.. وذكر الله حبسك وموتك..6.

كم جاءك الثواب يسعى إليك فوقف بالباب! فرده بوَّاب: سوف ولعل وعسى..

فيا هذا الغفلة الغفلة، فتفوتك الفرص … والنجاة النجاة ، فإن اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل

وفي الأحباب مختص بوجد وآخر يدعي معه اشتراكا

إذا اشتبهت دموع في خدود تبين من بكى ممن تباكى

——————-

1- المحلل: هو أن يتزوج المطلقة ثلاثاً، ثم يطلقها لتحل للزوج الأول باتفاق بينهما، وهذا حرم لا يجوز.. والمقصود في مقام الوعظ هنا، أن علياً رضي الله عنه طلق الدنيا ثلاثاً ولا يمكن أن يعود إليها كما يفعل المحلل والمحلل له.

2- حديث صحيح رواه أبو داوود وابن ماجة، والترمذي وغيرهم.

3- رواه البخاري ومسلم وغيرهما.

4- رواه البخاري ومسلم وغيرهما.

5- حديث صحيح رواه أبو داوود والترمذي وغيرهما.

6- كل ما سبق من كلام ابن القيم من كتابه (الفوائد) بتصرف وزيادات قليلة ومداخلات.

=================

احفظ الله يحفظك ( 1-2)

فإن الله تعالى فعَّال لما يريد، وإذا أراد شيئاً فإنما يقول له كن فيكون، وهو سبحانه لا راد لقضائه، ولا معقب لحكمه، ولا مفر من قبضته، ولا غنى عن رحمته، يؤتي الملك من يشاء، وينزع الملك ممن يشاء، ويعز من يشاء، ويذل من يشاء، بيده الخير، وهو على كل شيءٍ قدير، يجزي المحسن على إحسانه قرباً، والمسيء على إساءته بعداً، وإليه المنقلب والمآل، وعليه الاعتماد والاتكال.

نص الحديث:

عن عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما – قال: كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " يا غلام! إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيءٍ قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف " 1 . وفي رواية غير الترمذي: " احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أنّ النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسرِ يسراً " 2.

أهمية الحديث :

هذا حديث عظيم من جوامع كَلِمه صلى الله عليه وسلم تضمن قواعد جامعة، ووصايا نافعة، قال ابن رجب: وهذا الحديث يتضمن وصايا عظيمة، وقواعد كلية من أهم أمور الدين، حتى قال بعض العلماء: تدبَّرتُ هذا الحديث، فأدهشني وكدت أطيش، فوا أسفى من الجهل بهذا الحديث، وقلة التفهم لمعناه 3.

الشرح:

الصحابي الجليل عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، ترجمان القرآن، وحبر الأمة، وعالم من علماء الصحابة، وهو صاحب التفسير المعروف، وكان من الصحابة الذين يردفهم النبي صلى الله عليه وسلم على راحلته، فكان ذات يوم راكباً خلف النبي صلى الله عليه وسلم فناداه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: " يا غلام " والغلام يطلق على من لم يبلغ خمس عشرة سنة.

قوله: " احفظ الله " أي حفظ حدوده، وحقوقه، وأوامره، ونواهيه، وحفظ ذلك: هو الوقوف عند أوامره بالامتثال، وعند نواهيه بالاجتناب، وعند حدوده فلا يتجاوز ما أمر به وأذن فيه إلى ما نهى عنه، فمن فعل ذلك فهو من الحافظين لحدود الله، الذين أثنى عليهم في كتابه، قال تعالى : {هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ * مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ} 4. وفُسِّر الحفيظ هاهنا بالحافظ لأوامر الله، وبالحافظ لذنوبه ليتوب منها.5

قوله: " يحفظك " أي أن حافظ حدود الله، وراعي حقوقه، يحفظه الله في الدنيا من الآفات والمكروهات، وفي الأخرى من أنواع العقاب والدركات، لأن الجزاء من جنس العمل، ونظير هذا في كتاب الله عز وجل : { وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ } 6 . وقوله تعالى : { فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ }7 . وقوله تعالى: { إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ } 8.

بل من حفظ حدود الله وراعى حقوقه في صباه فإنه يُحفظ عند شيخوخته وكِبَره، قال الحافظ ابن رجب – رحمه الله -: ومن حفظ الله في صباه وقوته حفظه الله في حال كبره وضعف قوته، ومتعه بسمعه وبصره وحوله وقوته وعقله.ثم ذكر أن بعض العلماء كان قد جاوز المائة سنة، وهو ممتع بقوته وعقله، فوثب يوماً وثبة شديدة، فعوتب في ذلك، فقال: هذه جوارح حفظناها عن المعاصي في الصغر، فحفظها الله علينا في الكبر. وعكس ذلك أن بعض السلف أتى شيخاً يسأل الناس، فقال: إن هذا ضيع الله في صغره، فضيعه الله في كبره 9.

بل ليس في حفظ حدود الله ومراعاة حقوق الله حفظ الحافظ لها في شيخوخته وكبره فحسب، بل يتعدى ذلك حفظ لذريته بعد موته، قال الله تعالى:{ وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا}10 . قال ابن عباس رضي الله عنه: إنهما حُفظا بصلاح أبيهما. وقال سعيد بن المسيب لابنه: لأزيدنّ في صلاتي من أجلك رجاء أن أُحفظ فيك، ثم تلا هذه الآية. { وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا } 11. وقال عمر بن عبد العزيز- رحمه الله – : ما من مؤمن يموت إلا حُفظ اللهُ في عقبه وعقب عقبه. وقال ابن المنكدر: إن الله ليحفظ بالرجل الصالح ولده وولد ولده، والدويرات التي حوله، فما يزالون في حفظ من الله وستر.

وبالجملة فإنَّ من اتقى الله فقد حفظه الله من كل أذى، قال بعض السلف: من اتقى الله فقد حفظ نفسه، ومن ضيع تقواه فقد ضيع نفسه، والله الغني عنه 12.

قال تعالى : { وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيدًا} 13. قال القاسمي – رحمه الله – : في الآية إشارة إلى إرشاد الآباء الذين يخشون ترك ذرية ضعافاً بالتقوى في سائر شؤونهم حتى تحفظ أبناؤهم بالعناية منه تعالى. وإشارة إلى أن تقوى الأصول تحفظ الفروع 14. ومن عجيب حفظ الله لمن حفظه أن يجعل الحيوانات المؤذية حافظة له من الأذى، كما جرى لسفينة مولى النبي صلى الله عليه وسلم حيث كُسر به المركب ، وخرج إلى جزيرة، فرأى الأسد ، فجعل يمشي معه حتى دله على الطريق، فلما أوقفه عليها، جعل يهمهمُ كأنّه يودّعه، ثم رجع عنه، ورؤي إبراهيم بن أدهم نائماً في بستان وعنده حية في فمها طاقة نرجس، فما زالت تذب عنه حتى استيقظ.

وعكس هذا أن من ضيع الله ضيعه الله، فضاع بين خلقه حتى يدخل عليه الضرر والأذى ممن كان يرجوا نفعه من أهله وغيرهم؛ كما قال بعض السلف: إني لأعصي الله، فأعرف ذلك في خُلُق خادمي ودابَّتي 15.

قوله: " احفظ الله تجده تجاهك " أي أن من حفظ حدود الله، وراعى حقوقه فإن الله معه في كل أحواله، يحوطه وينصره ويحفظه ويوفقه ويسدده، قال تعالى:{ إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ}16. قال قتادة: من يتق الله يكن معه، ومن يكُن الله معه فمعه الفئة التي لا تغلب، والحارس الذي لا ينام،، والهادي الذي لا يضل 17.

قوله : " تعرف إلى الله في الرخاء؛ يعرفك في الشدة " يعني أن العبد إذا اتقى الله، وحفظ حدوده، وراعى حقوقه في حال الرخاء، فقد تعرّف بذلك إلى الله، وصار بينه وبين ربه معرفة خاصة، فيعرفه ربه في حال الشدة، وهذه معرفة خاصة تقتضي قرب العبد من ربه، ومحبته له، وإجابته لدعائه 18. وقد جاء من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من سره أن يستجيب الله له عن الشدائد والكرب، فليكثر الدعاء في الرخاء " 19. وهذا نبي الله يونس – عليه السلام – لماَّ كان من المؤمنين الذاكرين لله في حال الرخاء استجاب لله له في حال الشدة، وأخرجه من ظلمات ثلاث: ظلمة الحوت، وظلمة البحر، وظلمة الليل، قال الله تعالى : { فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} 20. وقال تعالى : { وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ} 21. وفرعون لماَّ كان من الكافرين المتكبرين، أرداه في الهالكين، وجعله عبرة للمعتبرين، ولذلك لما أدركه الغرق، قال : آمنت، فقال الله تعالى : {آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ * فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ} 22 . وأعظم الشدائد والكرب عند نزول هادم اللذات، ومفرق الجماعات، ثم سؤال منكر ونكير، ثم الوقوف في العرصات، ثم الحساب، ثم الميزان، ثم تطاير الصحف، ثم المرور على الصراط، ثم الحسرة والكرب الذي ما بعده حسرة ولا كرب وهو التدحرج إلى النار- والعياذ بالله – . وبالتالي فلا خلاص من تلك الشدائد والكرب إلا بتقوى الله، وذكره في حال الرخاء قبل فوات الآوان، قال ابن رجب – رحمه الله – : فمن ذكر الله في حال صحته ورخائه، واستعد حينئذٍ للقاء الله بالموت وما بعده، ذكره الله عند هذه الشدائد، فكان معه فيها، ولطف به، وأعانه، وتولاَّه، وثبته على التوحيد، فلقيه وهو عنه راض، ومن نسي الله في حال صحته ورخائه، ولم يستعد حينئذ للقائه، نسيه الله في هذه الشدائد 23.

قوله: " إذا سألت فاسأل الله " هذا مصداق قوله تعالى:{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ } 24 . وقد تضمنت هذا الفقرة أن لا يُسأل إلا الله جل وعلا ، ولا يسأل غيره. والله سبحانه قد أمر بسؤاله دون غيره، فقال الله تعالى:{ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ} 25 . وفي المقابل نهى عن سؤال المخلوقين في أحاديث كثيرة، فقد بايع النبي صلى الله عليه وسلم جماعة من أصحابه على أن لا يسألوا الناس شيئاً، فكان أحدهم يسقط سوطه أوخطام ناقته، فلا يسأل أحداً أن يناوله إياه؛ فعن عوف بن مالك قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة أو ثمانية أو سبعة، فقال:" ألا تبايعون رسول الله ؟ ". وكنا حديث عهد ببيعة. فقلنا: قد بايعناك يا رسول الله فعلام نبايعك؟! قال: " على أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً، والصلوات الخمس، وتطيعوا – وأَسرَّ كلمة خفية – ولا تسألوا الناس شيئاً " 26 .

قوله: " وإذا استعنت فاستعن بالله " هذا مصداق قوله تعالى: {وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} 27. وقد تضمنت هذه الفقرة أن لا يستعان إلا بالله وحده لا شريك له. ولماذا يُستعان عبدٌ عاجز عن الاستقلال بجلب مصالحه، ودفع مضاره، ويترك الاستعانة بالقادر على كل شيء؟! ومن ترك الاستعانة بالله، واستعان بغيره، وكله إلى من استعان به، ومن وكله الله إلى نفسه أو إلى أحد من خلقه فهو مخذول، ولذلك أرشد النبي صلى الله عليه وسلم مَن أصابه كرب أن يدعو الله فيقول:" اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت" 28.

قوله: " واعلم أنّ الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك " . وقد دل القرآن على مثل هذا، قال الله تعالى: { قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ }29 وقال تعالى: { قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ } 30. وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن لكل شيءٍ حقيقة، وما بلغ عبدٌ حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه " 31. وهذه الفقرة من الحديث عليها مدار الحديث، فهي لب هذه الوصية، قال ابن رجب : وأعلم أن مدار جميع هذه الوصية على هذا الأصل، وما ذكر قبله وبعده، فهو متفرع عليه، وراجع إليه، فإنَّ العبد إذا علم أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له من خير وشر، ونفع وضر، وأن اجتهاد الخلق كلهم على خلاف المقدور غير المقدور غير مفيد البتة، علم حينئذٍ أن الله وحده هو الضار النافع، المعطي المانع، فأوجب ذلك للعبد توحيد ربه جل وعلا ، وإفراده بالطاعة، وحفظ حدوه، فإن المعبود إنما يقصد بعبادته جلب المنافع ودفع المضار، ولهذا ذم الله من يعبد ما لا ينفع ولا يضر، ولا يغني عن عابده شيئاً، فمن علم أنه لا ينفع ولا يضر ولا يمنع غير الله، أوجب له ذلك إفراده بالخوف والرجاء والمحبة والسؤال والتضرع والدعاء، وتقديم طاعته على طاعة الخلق جميعاً، وأن يتقى سخطه، ولو كان فيه سخط الخلق جميعاً، وإفراده بالاستعانة به، والسؤال له، وإخلاص الدعاء له في حال الشدة، وحال الرخاء، بخلاف ما كان المشركون عليه من إخلاصه الدعاء له عند الشدائد، ونسيانه في الرخاء، ودعاء من يرجون نفعه من دونه، قال تعالى:{ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ} 32.

قوله : " رفعت الأقلام وجفت الصحف " كناية عن تقدم كتابة المقادير كلها، والفراغ منها من أمدٍ بعيد، وقد دل الكتاب والسنة على ذلك، قال الله تعالى: {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}33 . وعن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة " 34 . إلى هنا نكون قد انتهينا من شرح الحديث بالرواية التي رواها الترمذي .

. والله نسأل أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه .

وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

________________________________________

1 – رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح. والحديث ورد بألفاظ متعددة وقد صححه الألباني، انظر صحيح الجامع الصغير (2/ 1318) برقم (7957).

2 – رواه أحمد.

3 – جامع العلوم والحكم (1/462).ط: مؤسسة الرسالة. الطبعة الرابعة(1412هـ) تحقيق شعيب الأرناؤوط و إبراهيم باجس.

4 – ق(32)(33).

5 – جامع العلوم والحكم (1/462) .

6 – البقرة(40)

7 – البقرة(152).

8 – محمد(7).

9 – جامع العلوم والحكم (1/466).

10 – الكهف(82).

11 – الكهف(82).

12 – انظر جامع العلوم والحكم (1/467).

13 – النساء(9).

14 – انظر محاسن التأويل (5/47). دار الفكر – بيروت – الطبعة الثالثة (1398هـ).

15 – جامع العلوم والحكم (1/468).

16 – النحل(128).

17 – جامع العلوم والحكم (1/471).

18 – المصدر السابق (1/472- 473) باختصار.

19 – رواه الترمذي. وصححه الألباني في الصحيحة رقم (593).

20 – الصافات(143- 144).

21 – الأنبياء (87 – 88).

22 – يونس (91)(92).

23 – جامع العلوم (1/ 476).

24 – الفاتحة(5).

25 – النساء(32).

26 – روا ه مسلم وأبو داود والنسائي.

27 – الفاتحة (5).

28 – رواه أبو داود وغيره وصححه الألباني في صحيح أبي داود رقم (4246).

29 – التوبة(51).

30 – آل عمران(154).

31 – رواه أحمد، وصححه الألباني في الصحيحة رقم ( 2471).

32 – الزمر(38). وانظر جامع العلوم والحكم (1/ 484 – 485).

33 – الحديد(22).

34 – رواه مسلم والترمذي.

==================

جزاك الله خيرا اختي

التحذير من إثارة الفتن

بسم الله الرحمن الرحيم
خليجية
هذه بعض المقالات المفيدة

قال الشيخ أبو عاصم عبد الله الغامدي حفظه الله كما في
مقال نشره في منابر الدعوة السلفية

اثارة الفتن النائمة

احذروا إيقاظ الفتن
الحمد لله وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم وبعد :

فإن هناك أهل فتن يحبون إثارة الفتن النائمة بين أهل السنة الواحدة
ويسعون وراء إيقاظها ولايقولون لعلها نامت لعلها خمدت
ولكن يقولون : لم لانوقظها ونشعلها
وحينما يسأل هؤلاء عن أفعالهم المشينة يقولون : ماأردنا والله إلا الخير
ويقولون : لم نقصد شيئا أبدا
ويقول بعضهم : لابد أن الآخرين يبينوا آرائهم ولانسكت أبدا حتى يبينوا للناس
فقد يكونوا مخالفين للسنة وهم أصلا ليسوا أهلا للنظر في تلك النوازل
وكلاما نحوه فتبدأ الفتنة ويكونو هؤلاء الموقدون للفتن على مواقف :

فمنهم من : يتبرأ منها ويقول : أنا لادخل لي فيها وإنما هو فلان وفلان
ويبدأ يتبرأ منها ومن أصحابها ولكن بعد أن كان سببها في إشعال
فتيلها شاء أم أبى فكان رأسا فيها .
ومنهم من : يقول نحن لانريد إشعال الفتن ولكن لابد من أن يبين
الآخرون مواقفهم
ولابد ولابد فيبدأون في إيقاظها من أبواب الأمر بالمعروف والنهي
عن المنكر كما فعل تماما عبد الله بن سبأ اليهودي وشيعته وخرجت الخوارج .
ومنهم : يريد إشعالها ليظهر ويكون له دور في الظهور
في الناس فتكون له كلمة بينهم ولايدري المسكين أنه يدخل أبواب
الفتن ويزج بغيره بل بأمة كاملة كان هو رأسها والمحرك لها
وحينها سيدخل التاريخ كله من أوسع أبوابه ولكن ليقال فلان
صاحب فتنة وكم ستنهال عليه اللعنات والردود ألا يخشى تلك النتائج المهلكة المحرقة .

وكان ينبغي على هؤلاء كلهم أن :

1-يسكتوا في تلك الأمور وينشغلوا بما هو أنفع لهم من علم ونحوه
وقد صح قوله صلى الله عليه وسلم : ((من صمت نجا ))
2-وكان عليهم أن يردوها لعلمائهم الأكابر الثقات وليس لكل أحد وهم ينظروا فيها وكما قال تعالى :
{وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ
وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ
عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً }النساء83
3-اعتزال تلك الفتن :
فقد قال صلى الله عليه وسلم :

أظلتكم فتن كقطع الليل المظلم أنجى الناس منها صاحب شاهقة
يأكل من رسل غنمه أو رجل من وراء الدروب أخذ بعنان
فرسه يأكل من ظل سيفه . *أخرجه الحاكم عن أبي هريرة. وقال الألباني :
(صحيح) انظر حديث رقم: 1035 في صحيح الجامع.*

وأخرج مسلم من حديث عبد الله بن عمروا قال قال صلى الله عليه وسلم :
إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على ما يعلمه خيرا
لهم وينذرهم ما يعلمه شرا لهم وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها
وسيصيب آخرها بلاء شديد وأمور تنكرونها وتجيء فتن فيرفق بعضها
بعضا وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه مهلكتي ثم تنكشف وتجيء
الفتنة فيقول المؤمن هذه هذه ; فمن أحب منكم أن يزحزح عن النار
ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وليأت إلى
الناس الذي يحب أن يؤتى إليه ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يده
وثمرة قلبه فليطعه ما استطاع فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر . *

وأخرج مسلم عن أبي بكرة رضي الله عنه قال قال عليه الصلاة والسلام :
إنها ستكون فتن ألا ثم تكون فتنة المضطجع فيها خير من الجالس والجالس
فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من
الساعي إليها ألا فإذا نزلت أو وقعت فمن كانت له إبل فليلحق بإبله ومن
كانت له غنم فليلحق بغنمه ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه ومن لم
يكن له شيء من ذلك فليعمد إلى سيفه فيدق على حده بحجر ثم لينج إن
استطاع النجاء اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت . *

وقال عليه الصلاة والسلام : ليغشين أمتي من بعدي فتن
كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا
يبيع أقوام دينهم بعرض من الدنيا قليل . * أخرجه الحاكم :
عن ابن عمر.
وقال الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 5460 في صحيح الجامع.*

الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها

موضوع مهم الصراحه و أنا استفدت منه شخصيا

يزاج الله كل خير

و جعلها في ميزان حسناتج

قطر السحاب

خليجية

نقلت الموضوع لكثرة النقاش
حول ابيض واسود
ومواطن وبدون
وسني وشيعي

الله يجازيج الخير

جعلها الله في ميزان حسناتج

خليجية

زادت الفتن واقتربت ساعه النهايه

السلام عليكم

هذي اول مشاركه لي في القسم انشاء الله تنال على رضاكم وما يكون انشاء الله مكرر..

موضوعي هاي الايام وااااااايد انتشرت الاشاعات اس امٍ أس في الامارات مره يقولون حاقنين الشمام بفايروس الايدز ومرة يقولون لا ترد على المكالمات الغريبه من برع الدوله لأنك راح تموت .. لفت نظري ان نص امه محمد صدقوا الاشاعات برغم من انهم متعلمين مب جاهلين … وهذ كله ذكرني ان من علامات الساعه الكبرى تنتشر الفتن في كل مكان واكبر فتنه راح تنتشر هو الدجال من فتن الدجال هي الترويج بأن الدجال هو ربكم والعياذ بالله … وكثير من الناس راح يصدقوا والعياذ بالله…..

محبتا لكم ولكل قاري عليكم بسورة الكهف العشر الاوائل والعشر الاواخر وسرد القصص لأبنائنا الصغار عن الدجال والفتن اللتي تحدث وشكله كيف يكون وماذا نفعل لو واجهنا الدجال…..

والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته

مشكوووووووووره فديتج
و يزاج الله الف خير و جعله في ميزان حسناتج

يزااج الله خير اختي

يزاج الله خير عالتذكير أختي .. والله يحسن خاتمتنا يارب

مشكوووووووووره فديتج
و يزاج الله الف خير و جعله في ميزان حسناتج

يزاج الله خير الغاليه

إدعو لنا يا بنات بحسن الخاتمه

مشكورة توجيه طيب

ضياع هذا الأصل هو سبب الفتن والمحن

((الصبر على جور الأئمة ))

منهج العلماء الراسخين في التعامل مع ولاة الأمور
ولنا فيهم قدوة
______________


يرى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله أن الصبر على جور الأئمة وظلمهم أصل من الأصول المهمة التي جاءت بها الشريعة ويرى أن ضياع هذا الأصل هو سبب الفتن والمحن ويستند إلى مثل هذا التقرير لقوله صلى الله عليه وسلم : من كره من أميره شيئا فليصبر فإنه من خرج من السلطان شبرا مات ميتة جاهلية أخرجه البخاري ( 6645 ) ومسلم ( 1849 ).

ومن منهج سماحته في التعامل مع الولاة أنه يرى نصحهم سرا فيما صدر منهم من منكرات، والأخذ بأيديهم إلى الحق وتبصيرهم، به، مع التحذير العام للمنكر دون تخصيص أو تشهير بالأسماء لأن في ذلك تأليب للعامة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : من أراد أن ينصح لسلطان بأمر فلا يبذله علانية ولكن ليأخذ بيده فيخلو به فإن قبل منه فذاك وإلا كان قد أدى الذي عليه أخرجه أحمد ( 3 / 43 ) والحاكم في مستدركه ( 3 / 290 ) وهو صحيح بطرقه.

بل إن سماحته بين أن النصح علنا ليس من منهج السلف، وما أروع تلك الكلمات وأحسنها وذلك بقوله :
" ليس من منهح السلف التشهير بعيوب الولاة، وذكر ذلك على المنابر، لأن ذلك يفضي إلى الفوضى وعدم السمع والطاعة في المعروف، ويقضي إلي الخوض الذي يضر ولا ينفع، ولكن الطريقة المتبعة عند السلف النصيحة فيما بينهم وبين والكتابة إليه، أو الاتصال بالعلماء الذين يتصلون به حتى يوجه إلى الخير، وإنكار المن يكون دون ذكر من فعله، ويكفي إنكار المعاصي والتحذير منها من غير ذكر أن فلانا يفعلها لا حاكم ولا غير حاكم ".

ويرى سماحته الدعاء لولاة الأمر بالتوفيق والتسديد، بل ويكثر من ذلك في كلماته ومحاصراته ودروسه وهو مستند إلى ما ورد عن الإمامين الجليلين الفضيل بن عياض وأحمد بن حنبل- رحمهما الله- حينما قالا : " لو كانت لي دعوة مجابة لصرفتها للسلطان " وقوله صلى الله عليه وسلم : خيار أئمتكم الذين تصلون لهم ويصلون عليكم

هذه أهم الأمور المتعلقة بمنهج سماحته- رعاه الله – في التعامل مع ولاة الأمور، وله رسالة مناسبة في هذا الأمر، رأيت من تمام الفائدة وضعها في هذا المكان لينتفع بها الأحبة من القراء الكرام.

https://www.ibnbaz.org.sa/mat/21269

سوف اضل اردد ان وراء كل امة منهاره ولي فاسدددددددد……..

إن الصبر على جور الأئمة وظلمهم أصل من الأصول المهمة التي جاءت بها الشريعة
ويرى أن ضياع هذا الأصل هو سبب الفتن والمحن

وراء كل امه منهاره ولي فااااااااااااسد

يا اختي شفتي يعني الشعوب العربية اللي قامت على حكامها كان معاها رشاشات ودبابات وقنابل
المساكين طالعين في مظاهرات سلمية حتى مب ماخذين معاهم سلاح ابيض ولا بيج ولا حتى اف وايت

الجماعة طلعوا في مظاهرات سلمية ..

بعدين الحديث يقول: افضل الجهاد كلمة حق عندسلطان جائر .. هذا اللي صار الجماعة قاموا في وجه الجائر وقالوله كلمة حق

والدين النصيحة .. وهم قالوله نصيحة انت لا تصلح للحكم .. مب الحكم مسؤولية

والحديث يقول من فارق الجماعة مات موتة الجاهلية .. وين الجماعة 60 – 70 مليون .. والا مليون
ايها اكبر؟؟
60 مليون { ؟ } 1 مليون <<<<< سؤال ينتظر الحل؟؟

الحكام مب سوا
30 سنه صابرين.. انتوا ماشفتوا عيشتهم كيف تعبانه .. ناس عايشه ف المقابر
مصر دوله ثريه هذا مال يروح بغير وجه حق لناس ماتستاهله ومنهم اعداء العرب والمسلمين

الله يرحم الشيخ بن باز رحمة واسعة ،،

قواعد مهمة في مواجهة الفتن

بسم الله الرحمن الرحيم

قواعد مهمة في مواجهة الفتن

الحمد لله وحده .. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. وبعد :
ففي خضم هذه الأحداث التي تمر بها الأمة الإسلامية .. من الهجمات الشرسة على بلاد المسلمين من قبل الصليبين .. لابد من معرفة القواعد التي يسلكها المسلم لمواجهة الفتن التي يتعرض لها أو سيتعرض لها ، وفيما يلي شيءٌ من القواعد المهمة في مواجهة الفتن :

1- تحقيق التوحيد ، والإخلاص لله
فإن الله – تعالى – هو رب الكون ومدبره ، ولا يقع شيء إلا بإذنه ، له الخلق والأمر { كل يوم هو في شأن } .

فعلى المسلم أن يجدد إيمانه بربه ، وثقته به ، وتوكله عليه ، فإنه سبحانه أغير على دينه ، وعباده المؤمنين من كل أحد { إن الله يدافع عن الذين آمنوا }

وتحقيق الإيمان المطلق بالقضاء والقدر ، وأنه لا يقع في الكون شيء دقَّ أو جلَّ كبُر أم صغُرَ إلا بقضاء الله وقدره .. { ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله } { إنا كل شيء خلقناه بقدر } 0{ قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون }

2- الاعتصام بالكتاب والسنة :
فإنه لا نجاة للأمة من الفتن والشدائد التي حلت بها إلا بالاعتصام بالكتاب والسنة، لأن من تمسك بهما أنجاه الله ومن دعا إليهما هُدِيَ إلى صراط مستقيم. يقول الله تعالى : { واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا } الآية .

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : " تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به ، كتاب الله " . رواه مسلم 1218

وقال صلى الله عليه وسلم : " تركت فيكم أمرين ؛ لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما : كتاب الله وسنتي ، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض " قال الألباني في كتاب " منزلة السنة " (13) : إسناده حسن .

قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله : وطريق النجاة من الفتن هو التمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم …

عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه قال : لما وقع من أمر عثمان ما كان وتكلم الناس في أمره أتيت أبي بن كعب فقلت : أبا المنذر ما المخرج ؟ قال : كتاب الله .

3- العبادة والعمل الصالح
روى مسلم (2948) عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ ) .

قال النووي :
الْمُرَاد بِالْهَرْجِ هُنَا الْفِتْنَة وَاخْتِلاط أُمُور النَّاس . وَسَبَب كَثْرَة فَضْل الْعِبَادَة فِيهِ أَنَّ النَّاس يَغْفُلُونَ عَنْهَا , وَيَشْتَغِلُونَ عَنْهَا , وَلا يَتَفَرَّغ لَهَا إِلا أَفْرَاد اهـ .

قَالَ الْقُرْطُبِيّ : كَأَنَّ فِي الْحَدِيث إِشَارَة إِلَى أَنَّ الْفِتَن وَالْمَشَقَّة الْبَالِغَة سَتَقَعُ حَتَّى يَخِفّ أَمْر الدِّين وَيَقِلّ الاعْتِنَاء بِأَمْرِهِ وَلا يَبْقَى لأَحَدٍ اِعْتِنَاء إِلا بِأَمْرِ دُنْيَاهُ وَمَعَاشه نَفْسه وَمَا يَتَعَلَّق بِهِ , وَمِنْ ثَمَّ عَظُمَ قَدْر الْعِبَادَة أَيَّام الْفِتْنَة اهـ .

فالمؤمن مطالب بعبادة الله تعالى على الدوام ، ولاسيما في أوقات الفتن والأزمات ، مطالب بالاشتغال بالشيء المثمر من المحافظة على الصلاة واللهج بالذكر ، والإلحاح في الدعاء . . . بدلاً تضييع الأوقات في الأحاديث التي لا تنفع ، بل قد تضر .

4- التوبة والاستغفار والتسبيح والدعاء
قال الله تعالى : ( فلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) الأنعام / 43 .

التضرع هو اللجوء إلى الله في الشدة ، والدعاء ، والخضوع . مستفاد من كلام القرطبي وابن كثير والسعدي .

قال العباس وعلي – رضي الله عنهما – : ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة

5- التسلح بالعلم الشرعي :
قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إنَّ من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويظهر الجهل ) رواه البخاري (6808) ومسلم (2671) .

فالعلم الشرعي مطلب مهم في مواجهة الفتن حتى يكون المسلم على بصيرة من أمر دينه وإذا فقد المسلم العلم الشرعي تخبط في هذه الفتن.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه : " إذا انقطع عن الناس نور النبوة وقعوا في ظلمة الفتن وحدثت البدع والفجور ووقع الشر بينهم ".

وقال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله تعالى: " فكل أنواع الفتن لا سبيل للتخلص منها والنجاة منها إلا بالتفقه في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومعرفة منهج سلف الأمة من الصحابة رضي الله عنهم ومن سلك سبيلهم من أئمة الإِسلام ودعاة الهدى".

ومن الضروري أن يغتنم الإنسان أوقات الرخاء للتعلم قبل أن تجيئه الفتن فلا يجد وقتا للتعلم.

6- الالتفاف حــول العلـماء المُجَربين والدعاة الصادقين ..
فمن الأهمية وجود العلماء والدعاة الذين يُلتف حولهم ، فإن وجدوا فمن الواجب الالتفاف حولهم خاصة في أزمان الفتن ، إذ الالتفاف حول العلماء الربانيين العاملين الصادقين ممن جربوا في الفتن فثبتوا وما غيروا وبدلوا عامل معين على عدم الزيغ والانحراف في وقت الفتن، فلا بد من الالتفاف حولهم بحضور حِلَقِهِم العلمية وزيارتهم والصدور عن رأيهم وعدم اتخاذ رأي أو اجتهاد أو موقف من غير الرجوع إليهم ، وقد حدثت في التاريخ الإِسلامي فتن ثّبت الله فيها المسلمين بعلمائهم ومن ذلك :
ما قاله علي بن المديني رحمه الله:" أعز الله الدين بالصديق يوم الردة وبأحمد يوم المحنة ".

ولذلك كان السلف الصالح عند تغير الأحوال يلتفون حول علمائهم وإليك نماذج من ذلك .
1- عن بشير بن عمرو قال: شيَّعنا ابن مسعود حين خرج، فنزل في طريق القادسية فدخل بستاناً فقضى حاجته ثم توضأ ومسح على جوربيه ثم خرج وإن لحيته ليقطر منها الماء فقلنا له: اعهد إلينا فإن الناس قد وقعوا في الفتن ولا ندري هل نلقاك أم لا، قال : اتقوا الله واصبروا حتى يستريح بَرٌّ أو يُستراح من فاجر وعليكم بالجماعة فإن الله لا يجمع أمة محمد على ضلالة .

2- عن عمر بن يحيى بن عمرو بن سلمة الهمداني قال : حدثني أبي قال : كنا نجلس على باب عبد الله بن مسعود قبل صلاة الغداة ، فإذا خرج مشينا معه إلى المسجد ، فجاءنا أبو موسى الأشعري ، فقال : أخرج إليكم أبو عبد الرحمن بعد ؟
قلنا: لا ، فجلس معنا حتى خرج ، فلما خرج قمنا إليه جميعا ، فقال له أبو موسى : يا أبا عبد الرحمن ! إني رأيت في المسجد آنفا أمرا أنكرته ، ولم أر والحمد لله إلا خيرا ، قال : فما هو ؟ فقال : إن عشت فستراه ، قال : رأيت في المسجد قوما حلقا جلوسا ، ينتظرون الصلاة ، في كل حلقة رجل ، وفي أيديهم حصى ، فيقول : كبروا مائة ، فيكبرون مائة ، فيقول : هللوا مائة ، فيهللون مائة ، ويقول سبحوا مائة ، فيسبحون مائة ، قال : فماذا قلت لهم ؟
قال : ما قلت لهم شيئا انتظار رأيك ، قال : أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم ، وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم شيء ؟ !
ثم مضى ومضينا معه ، حتى أتى حلقة من تلك الحلق ، فوقف عليهم ، فقال : ما هذا الذي أراكم تصنعون ؟
قالوا : يا أبا عبد الرحمن حصى نعد به التكبير والتهليل والتسبيح ، قال : فعدوا سيئاتكم فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء ..
ويحكم يا أمة محمد ، ما أسرع هلكتكم ، هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم متوافرون ، وهذه ثيابه لم تبل ، وآنيته لم تكسر ، والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد ، أو مفتتحو باب ضلالة ؟ !
قالوا : والله يا أبا عبد الرحمن ! ما أردنا إلا الخير ، قال : وكم من مريد للخير لن يصيبه ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا : ( فذكر الحديث ) ، وأيم الله ما أدري لعل أكثرهم منكم .
ثم تولى عنهم ، فقال عمرو بن سلمة : فرأينا عامة أولئك الحلق يطاعنوننا يوم النهروان مع الخوارج . أخرجه الدارمي (1/68) وقال عنه الألباني في السلسلة الصحيحة (5/12) : إسناده صحيح .

3- ما ذكره ابن القيم عن دور شيخه شيخ الإِسلام ابن تيمية رحمه الله في التثبيت : " وكنا إذا اشتد بنا الخوف وساءت منا الظنون وضاقت بنا الأرض أتيناه فما هو إلا أن نراه ونسمع كلامه فيذهب ذلك كله عنا ".

7- لزوم جماعة المسلمين وخليفتهم
روى البخاري (3606) ومسلم (1847) عن حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ قال كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْخَيْرِ وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ وَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ قَالَ نَعَمْ وَفِيهِ دَخَنٌ .
قُلْتُ : وَمَا دَخَنُهُ ؟
قَالَ قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ .
قُلْتُ فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ قَالَ نَعَمْ دُعَاةٌ إِلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا .
قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا فَقَالَ هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا .
قُلْتُ فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ قَالَ تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ قُلْتُ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلَا إِمَامٌ قَالَ فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ .
والجماعة ليست بالكثرة ولكن من كان على منهج أهل السنة والجماعة فهو الجماعة.

يقول عبد الله بن مسعود : لو أن فقيهاً على رأس جبل لكان هو الجماعة .

وقال أيضاً : الجماعة ما وافق الحق ولو كنت وحدك .

فمن طرق النجاة من الفتن والحوادث لزوم جماعة المسلمين .

عندما كان عبد الله بن مسعود في الحج مع عثمان، وكان عثمان يتم الصلاة في منى وكان ابن مسعود يقول: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في منى ركعتين .
فقيل له : تقول هذا وأنت تصلي مع عثمان أربع ركعات ؟ فقال : يا هذا الخلاف شر .

8- تحقيق مبدأ الأخوة الإسلامية في أجلى صورها
وذلك بشعور القلب وحركة اللسان وعمل البدن وفق المعطيات المتاحة .
ومن ذلك :
1- الولاء للمؤمنين وعدم إعانة الكافرين عليهم ، إذ إن الحكم في مناصرة الكافرين على المسلمين ، وتولي اليهود والنصارى جليٌّ مُشرق لا لبس فيه ولا غموض .."، قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – في نواقض الإسلام : " الناقض الثامن : مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين، والدليل قوله – تعالى – : " ومن يتولهم منكم فإنه منهم" أ هـ.

والمطلوب من المسلمين تحقيق الأخوة فيما بينهم ، ونصرة بعضهم بعضاً ، فإن عقد الولاء قائم في محكم التنـزيل ونصوص السنة

2- ومن ذلك السعي في إغاثة المنكوبين وإعانتهم من الأطفال والشيوخ والنساء والمشردين، وأن يكون لإخوانهم زمام المبادرة والسبق ، وليس لمنظمة الصليب الأحمر أو برنامج الغذاء العالمي أو غيرهم من الدول الشرقية والغربية .

9- دور شباب الصحوة في المحن والفتن
1- الإغاثة .
2- إدارة المنشآت العامة .
3- إسعاف المصابين .
4- وعظ الناس .
5- الاهتمام بالضعفاء من المسلمين ( النساء ، وكبار السن ، والأطفال )
6- إدارة الحرب الإعلامية .
7- التضحية والبذل للدين وتقديم الغالي والرخيص في سبيله حتى آخر قطرة .
8- كبح جماح الانفعالات ، وأن يكون عند الشباب برغم حرارة الانفعال وشدة التأثر تبصرٌ في معالجة الأمور ، فينبغي ألا يخرجنا التأثر إلى التهور ، ولا الحماس إلى الطيش ، وإن حماس الشباب طاقة فاعلة منتجة إذا وجهت في الطريق الرشيد ، وعلى كل شاب ألا يجعل من حماسه صهريج وقود يمكن أن يشعلهُ أي عابث ، وإن العبرة ليست بتنفيس المشاعر ، وتفريغ العواطف ، ولكن العبرة بتحقيق المصالح ، ودرء المفاسد .

10- التسلح بأخلاق الفتن .. تجدها في السؤال ( 13403 )
إن للفتن أخلاقا يجب التحلي بها حتى لا تؤثر تلك الفتن سلبا على الإنسان ، أو يكون هو بنفسه يؤثر سلبا على جماعة المسلمين ..
فمن تلك الأخلاق :
‌أ- التأني والرفق والحلم وعدم العجلة :
فالتأني والرفق والحلم عند الفتن وتغير الأحوال محمود لأنه يُمكِّن المسلم من رؤية الأشياء على حقيقتها وأن يبصر الأمور على ما هي عليه.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما كان الرفق في شيء إلا زانه ، ولا نزع من شيء إلا شانه ) رواه مسلم ( 4698 ) . وقال عليه الصلاة والسلام لأشج عبد القيس : ( إن فيك خصلتين يحبهما الله، الحلم والأناة ) رواه مسلم ( 24 ) .
فعلينا جميعاً بالرفق في الأفكار والمواقف وفي كل ما يجدّ من الحوادث وعدم العجلة فإنها ليست من منهج الأمة الإِسلامية وخاصة في زمن الفتن .
‌ب- الصبر:
نحتاج إلى الصبر كثيراً ، وخصوصاً عند الفتن . يقول الله تعالى : ( ولنبلوكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ) .
وعن أبي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ : عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامَ الصَّبْرِ الصَّبْرُ فِيهِ مِثْلُ قَبْضٍ عَلَى الْجَمْرِ لِلْعَامِلِ فِيهِمْ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلا يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِهِ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْهُمْ قَالَ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْكُمْ . " أخرجه أبوداود (4341 ) وابن ماجه ( 4014 ) وصححه الألباني في الصحيحة ( 494 ) بشواهده .
فاصبر فإنك في النوازل رائد والدرب نعلم شائك وطويل
فالصبر روضات لأبناء الهدى ولجنة الرحمن تلك سبيل
وبالصبر يظهر الفرق بين ذوي العزائم والهمم وبين ذوي الجبن والضعف ولذلك وَعَى السلف الصالح أهمية الصبر عند وقوع الفتن والحوادث وإليك نماذج مْن سيرتهم .
-لما كان الصحابة رضي الله عنهم يعذبون ويفُتنون في صدر الإسلام بمكة كان يمر بهم النبي صلى الله عليه وسلم ويذكرهم بالصبر ومنهم آل ياسر فإذا مر بهم قال : صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة . صححه الألباني في تخريج فقه السيرة ص 103 .
– عَنْ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ قَالَ أَتَيْنَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ فَشَكَوْنَا إِلَيْهِ مَا نَلْقَى مِنْ الْحَجَّاجِ فَقَالَ اصْبِرُوا فَإِنَّهُ لا يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ إِلا الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . رواه البخاري (7068)
قَالَ الْمُسْتَوْرِدُ الْقُرَشِيُّ عِنْدَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " تَقُومُ السَّاعَةُ وَالرُّومُ أَكْثَرُ النَّاسِ . " فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو : أَبْصِرْ مَا تَقُولُ . قَالَ : أَقُولُ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قَالَ : لَئِنْ قُلْتَ ذَلِكَ ؛ إِنَّ فِيهِمْ لَخِصَالا أَرْبَعًا : إِنَّهُمْ لَأَحْلَمُ النَّاسِ عِنْدَ فِتْنَةٍ وَأَسْرَعُهُمْ إِفَاقَةً بَعْدَ مُصِيبَةٍ وَأَوْشَكُهُمْ كَرَّةً بَعْدَ فَرَّةٍ وَخَيْرُهُمْ لِمِسْكِينٍ وَيَتِيمٍ وَضَعِيفٍ وَخَامِسَةٌ حَسَنَةٌ جَمِيلَةٌ وَأَمْنَعُهُمْ مِنْ ظُلْمِ الْمُلُوكِ . أخرجه مسلم ( 2889 )
قال النعمان بن بشير : " إنه لم يبق من الدنيا إلا بلاء وفتن فأعدوا للبلاء صبراً "
-عندما واجه إمام أهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل الفتنة العمياء بخلق القرآن في أيام المأمون ثم المعتصم ثم الواثق وما أصابه من الحبس الطويل والضرب الشديد فصبر وتمسك بما كان عليه من الدين القويم والصراط المستقيم حتى نصره الله وفرَّج عنه الغمة.
‌ج- العدل والإنصاف في الأمر كله :
فإن من أقوى أسباب الاختلاف بين العباد وخصوصاً زمن الفتن فقدان العدل والإنصاف ، ولو جاهد المسلم نفسه لتحقيق صفة العدل مع نفسه ومع الناس فإن كثيراً من المشاكل التي تحصل بين المسلمين سواء منها الفردية أو الجماعية ستزول وتحل بإذن الله تعالى .
يقول الله تعالى : ( وإذا قلتم فاعدلوا ) . ويقول تعالى : ( ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى )
فلا بد من العدل في الأقوال والأعمال وخصوصاً زمن الفتن ، بمعنى أن يأتي الإِنسان بالأمور الحسنة والأمور السيئة ثم يوازن بينهما وبعد ذلك يحكم ، لأن في الموازنة عصمة للمسلم من أن ينسب للشرع ما ليس موافقاً لما أمر الله به وبالتالي يكون عدلك وإنصافك في الفتنة منجياً بإذن الله تعالى .
قال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله " فأوصيكم أيها الأخوة بالعدل في الأمور كلها ، والموازنة بينها ، والحكم للراجح فيها ، والتسوية بينها في الحكم عند التساوي ، وهذه قاعدة كبيرة يجب على العاقل أن يتمشى عليها في سيره إلى الله وفي سيره مع عباد الله ليكون قائماً بالقسط والله يحب المقسطين ".

وإليك نموذجاُ من نهج سلفنا الصالح في حرصهم على العدل والإنصاف :
روى مسلم (1828) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِمَاسَةَ قَالَ أَتَيْتُ عَائِشَةَ أَسْأَلُهَا عَنْ شَيْءٍ فَقَالَتْ مِمَّنْ أَنْتَ فَقُلْتُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ فَقَالَتْ كَيْفَ كَانَ صَاحِبُكُمْ لَكُمْ فِي غَزَاتِكُمْ هَذِهِ فَقَالَ مَا نَقَمْنَا مِنْهُ شَيْئًا إِنْ كَانَ لَيَمُوتُ لِلرَّجُلِ مِنَّا الْبَعِيرُ فَيُعْطِيهِ الْبَعِيرَ وَالْعَبْدُ فَيُعْطِيهِ الْعَبْدَ وَيَحْتَاجُ إِلَى النَّفَقَةِ فَيُعْطِيهِ النَّفَقَةَ فَقَالَتْ أَمَا إِنَّهُ لا يَمْنَعُنِي الَّذِي فَعَلَ فِي مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ أَخِي أَنْ أُخْبِرَكَ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي بَيْتِي هَذَا اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ .

قال النووي رحمة الله معلقاً على هذا الحديث :
فِيهِ : أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَذْكُر فَضْل أَهْل الْفَضْل , وَلا يَمْتَنِع مِنْهُ لِسَبَبِ عَدَاوَة وَنَحْوهَا , وَاخْتَلَفُوا فِي صِفَة قَتْل مُحَمَّد هَذَا , قِيلَ : فِي الْمَعْرَكَة , وَقِيلَ : بَلْ قُتِلَ أَسِيرًا بَعْدهَا . . . اهـ .
وهذا المسئول عنه هو معاوية بن حُديج وكان قد قتل محمد بن أبي بكر . السير (3/38) .
والله أعلم .

11- الثقة بنصر الله وأن المستقبل للإسلام والتبشير بذلك : ( حَتَّى إِذَا اْسَتيئسَ الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجى من نشاء ) .

12- النظر في عواقب الأمور :
ففي زمن الفتن ليس كل مقال يبدو لك حسناً تظهره ولا كل فعل يبدو لك حسناً تفعله، لأن القول أو الفعل زمن الفتنة يترتب عليه أمور ، يفهم بعضهم أشياء لا تبلغها عقولهم ويبنون عليها اعتقادات أو أعمالاً أو أقوالاً لا تكون عاقبتها حميدة .

وسلفنا الصالح أحبوا السلامة في الفتن فسكتوا عن أشياء كثيرة طلباً للسلامة في دينهم وإليك نماذج من سيرتهم العطرة:
1- روى البخاري (120) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وِعَاءَيْنِ فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَبَثَثْتُهُ ، وَأَمَّا الآخَرُ فَلَوْ بَثَثْتُهُ قُطِعَ هَذَا الْبُلْعُومُ .

قال الحافظ :
وَحَمَلَ الْعُلَمَاء الْوِعَاء الَّذِي لَمْ يَبُثّهُ عَلَى الأَحَادِيث الَّتِي فِيهَا تَبْيِين أَسَامِي أُمَرَاء السُّوء وَأَحْوَالهمْ وَزَمَنهمْ , وَقَدْ كَانَ أَبُو هُرَيْرَة يَكُنِّي عَنْ بَعْضه وَلا يُصَرِّح بِهِ خَوْفًا عَلَى نَفْسه مِنْهُمْ , كَقَوْلِهِ : أَعُوذ بِاَللَّهِ مِنْ رَأْس السِّتِّينَ وَإِمَارَة الصِّبْيَان يُشِير إِلَى خِلَافَة يَزِيد بْن مُعَاوِيَة لأنَّهَا كَانَتْ سَنَة سِتِّينَ مِنْ الْهِجْرَة . وَاسْتَجَابَ اللَّه دُعَاء أَبِي هُرَيْرَة فَمَاتَ قَبْلهَا بِسَنَةٍ اهـ .

2- عندما حوصر عثمان بن عفان رضي الله عنه في زمن الفتنة وقف بعض الصحابة يريدون الدفاع عنه كعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير وأبي هريرة وغيرهم، فقال رضي الله عنه: أقسم على من لي عليه حق أن يكف يده وأن ينطلق إلى منزله. ولو تركهم رضي الله عنه لمنعوه ولدافعوا عنه ولكن نظر إلى عاقبة الأمر وأنه ربما يحصل سفك دماء فاختار أن يكون كخير ابني آدم.

13- الحذر من الإشاعات : انظر السؤال (22878)
الحمد لله
نعيش اليوم ، واقع كثير من الإشاعات التي تسوق الأماني على شكل أخبار ، تنشرها مواقع ومنتديات على شبكة الإنترنت؛ لتبثها للناس على أنها بشائر ، فتتلقفها قلوب الطيبين على أنها حقائق لا تقبل الشك ، جاءت من مصادر موثوقة ، ولئن ثبت وقوع شيء من ذلك فقد بقي الكثير منه ركاماً من الشائعات يستطيع من شاء أن يقول لنا : إن هذا إلا اختلاق !
إن المتأمل يدرك أن كثيراً من وسائل الإعلام العالمية ، وتبعاً لذلك العربية بالغت في تغطية بعض الأحداث ، وتدخلت في تحليلها بطريقة غير موضوعية تنم عن انحياز سافر ، وفقدان للموضوعية مكشوف ، وتتشفى بالتزيد والتهويل ، وما هو عنها بغريب ، فإن المصداقية في هذه الوسائل غير متوفرة ، خصوصاً حين تتدخل عواطفها ورغباتها .
دع عنك أن الموضوعية الإعلامية أصبحت إحدى ضحايا هذه الحرب القائمة وتنكرت الدوائر الغربية للدروس المثالية التي كانت تلقنها الآخرين .
لكن هذا لا يعني المجادلة في الحقائق المادية ، ولا نكران الأوضاع الحسية القائمة ، ولا مقابلة ذلك الانحياز السافر بمبالغات وظنون .
وهنا نقف أمام حقائق نذكر بها أنفسنا ، والخيرين الذين يتلقفون هذه الأخبار ويبشرون بها غيرهم بنيات طيبة وقلوب سليمة ، ونعظ بها أولئك الذين اختلقوا هذه الإشاعات وتولوا ترويجها .

(1) أن علينا أن نكون يقظين في تلقي هذه الأخبار ، وألا يشفع لقبولها ملاقاتها لرغباتنا وأمانينا، فلنا منهجية في التثبت ينبغي أن تكون مطردة فيما نحب ونكره، فليس صحيحاً أن نشكك في الخبر المصور من أرض المعركة ، ونثير تساؤلات الشك والريبة حوله مع أن منتهاه الحسّ، في حين ينشر خبر عبر رسائل الجوالات مصدره بعض مواقع الإنترنت ، وإذا كان هناك من يتقبل مثل هذه الأخبار، فليعلم أن الناس لن يصدقوه ، فليحذر أن يجعل نفسه عرضة للتكذيب، وقديما قيل "من تتبع غرائب الأخبار كُذِّب".

(2) علينا أن نَحْذر من جهالة المصدر ، وليس خبر أهم من أخبار السنة النبوية ومع ذلك فليس من منهج المسلمين قبولها من المجاهيل ، ولذا فلا بد من تلقي الأخبار من مصدر موثوق ، فإن لم يكن موثوقاً فلا أقل من أن يكون معلوماً ، بحيث ينال شرف الصدق ، وتلحقه معرة الكذب (وبئس مطية الرجل زعموا ) .

(3) إذا كان هناك من استجازوا اختلاق هذه الإشاعات بأنواع التأولات فإن علينا أن نرفض جعل أنفسنا رواحل لنقلها ، نُصَدَّقها ثم نُسَوِّقها، (فمن حدث بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين) .

(4) مما يتأوله هؤلاء الذين يختلقون تلك الإشاعات أنها من الكذب في الحرب وهو مباح، ويتجاهلون ولا يجهلون أن القدر المباح من الكذب في الحرب هو الذي يضلل الأعداء وليس الذي يُسَوَّق الوهم ويُغَرِر بالمسلمين .

(5) إذا كنا خسرنا جوانب من المعركة ، فإن علينا ألا نخسر الصدق الذي هو رأس مالنا في التعامل مع الناس، وسيطول استغراب الناس وعجبهم إذا اكتشفوا أن هذه الأخبار الكاذبة كانت تنقل إليهم عبر وسيط صالح ، ومن جُرَّب عليه الكذب ، أو نَقْل الكذب وتَصديقَه فلن يكون محلاً للثقة بعد.

(6) وكما سيفجع الطيبون فيرتابوا في الراوي الذي كان الصلاح يظهر عليه، لأنه كان يحدثهم بهذه الأخبار ويؤكدها لهم ، فكذلك سيشمت آخرون، لهم موقف من هؤلاء الشباب ليقولوا: هذه أخبارهم ، وهذه مصداقيتهم ! وسيجد كل من شَرِق بالصحوة فرصة في تعميم هذا الخطأ ، ووصف طلائع الصحوة كلَّها بهذا السلوك ، فاللهَ اللهَ أن نُفَرِّح شامتاً، أو نضع في فم كاشح حجة .

(7) لئن كان الصدق فضيلة إسلامية ، ومروءة عربية ، فإن الكذب فاحشة حرمها الإسلام ، وأنف منها مشركو العرب حتى قال أبو سفيان – وهو مشرك – (لولا أن يأثر الناس عليّ كذبا لكذبت عليه) يعني هرقل، فلم يكن يقبل أن يوجد في تاريخه كذبة ولو كانت على عدوه محمد صلى الله عليه وسلم عند هرقل (ملك الروم) . وإننا نخشى من التوسع في رواية هذه الإشاعات أن تنجلي حقيقتها بغير ذلك فَيَأْثِرَ الناس علينا كذباً كثيراً .

(8) إن اختلاق الإشاعات وسرعة تصديقها مهرب نفسي أمام واقع لا يرضاه المرء ولا يستريح إليه، وقديماً قال أبو الطيب:
طَـوَى الجزيرةَ حتى جاءني خبرٌ *** فَزِعْــتُ فيه بآمالــــي إلى الكَذِب
حتـــى إذا لم يدع لي صدقه أمَلاً *** شَرِقْتُ بالدمع حتى كاد يشرقُ بي
فتجد النفس سلوتها في تكذيب مالا يروق لها و اختلاق الإشاعات وترويجها ، إلا أنها – في النهاية – ترضخ لسلطان الحقيقة القاهر، ولكن هذه الحيلة النفسية لا تصلح أن تكون مهرباً لأتباع محمد – صلى الله عليه وسلم – الذي علمهم فضيلة الصدق وأمرهم بتحريه فقال : " إن الصدق يهدي إلى البر ، وإن البر يهدي إلى الجنة ، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً ، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً ".

(9) إن تسويف الإحساس بالواقع، والتقنع بأغطية الوهم ، وأعظمها تصديق الشائعات وترويجها ، سيضاعف فداحة الخسائر وأعظمها خسارة القيم ، ألا وإنَّ الصدق أعلاها وأغلاها "فلو صدقوا الله لكان خيراً لهم".

(10) إن الاعتراف بالحقيقة أولى الخطوات في معالجة الأزمات وتجاوزها ، كما أن مغالطتها وسترها أعظم أسباب تكريسها وتجديدها ومعاودتها.

(11) وكما نتواصى بعدم نقل هذه الأخبار ، فإن علينا تبصير من ينقلونها بطيبةٍ وحسن قصد ، ومواجهتهم بالحقيقة ، وعدم مجاملة المشاعر على حساب العقل والنقل ، وانتشالهم من قلق المغالطة ، إلى وضوح الحقيقة ، فإن الصدق طمأنينة ، والكذب ريبة.

(12) يقول سيد قطب – رحمه الله – (الحقيقة في كل شيء تغلب المظهر في كل شيء حتى لو كانت حقيقة الكفر).
وبعد فكم تمنيت ألا يكون الحديث على هذا النحو ، ولكن القذاة في عيني ، وقد آثرت الصدق في الحديث عن الصدق ، فإن أحب الحديث إلى الله أصدقه ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) .
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدى من تشاء إلى صراط مستقيم . وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الشيخ عبد الوهاب بن ناصر الطريري.

14- متابعة الأخبار والعلم بمخططات الأعداء ومواجهة ذلك بالعمل الجاد المبني على الدراسات
ويكون ذلك بالقراءة والتحليل للأخبار والكتابات الناضجة .. ولا شك أن تحليل الأخبار عن طريق متخصصين ثقات أو علماء يزيد من القدرة على توقع المستقبل والاستعداد له ، ومواجهة الأخطار الواقعة ، ويكون ذلك من خلال تخصص البعض في قراءة الأخبار وتصفيتها ونقلها وتخصص البعض الآخر بتحليل الأخبار السياسية والبعض للتحليل الاقتصادي ..

ووضع بعض التوقعات واستدعاء العلماء والمختصين بالتعرف على السبل العملية للاستفادة من الوضع الحالي والمتوقع واختيار أفضل السبل لاجتياز المرحلة المتوقعة .

إن مواجهة خطط العدو لا تكون بردود الأفعال والتصرفات غير المدروسة ، أو الخطط قصيرة المدى ، وإنما باتخاذ كل ما يكافئ تلك الخطط ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون ) وهذا يتطلب تكثيف الجهود واجتماعها في شتى المجالات .

15- البعد عن مواطن الفتن :
فالبعد عن الفتن واجتنابها وعدم التعرض لها وعدم الخوض فيها مطلب شرعي في زمن الفتنة ؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث المقداد بن الأسود رضي الله عنه : إن السعيد لمن جنب الفتن ولمن ابتلي فصبر فواهاً " رواه أبو داوود (4263) وصححه الألباني في صحيح أبي داوود (3585) .

قال صاحب عون المعبود : " قوله ( فَوَاهًا ) : مَعْنَاهُ التَّلَهُّف وَالتَّحَسُّر أَيْ وَاهًا لِمَنْ بَاشَرَ الْفِتْنَة وَسَعَى فِيهَا , وَقِيلَ مَعْنَاهُ الإِعْجَاب وَالاسْتِطَابَة .
قَالَ فِي النِّهَايَة : قِيلَ مَعْنَى هَذِهِ الْكَلِمَة التَّلَهُّف وَقَدْ تُوضَع مَوْضِع الإِعْجَاب بِالشَّيْءِ , يُقَال وَاهًا لَهُ " أ.هـ

وعن أبي بكر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنها ستكون فتن ، القاعد فيها خير من الماشي فيها والماشي فيها خير من الساعي إليها " رواه البخاري (3602) ومسلم (2886)

قال النووي رحمه الله تعالى: " معناه : بيان عظيم خطرها والحث على تجنبها والهرب منها ومن التشبث في شيء منها وأن شرها وفتنتها يكون على حسب التعلق بها ".

ولقد حرص سلفنا الصالح على البعد عن مواطن الفتن وإليك نماذج من ذلك :
1- قال أبو الدرداء رضي الله عنه : " لا تقربوا الفتنة إذا حميت ولا تعرضوا لها إذا عرضت واضربوا أهلها إذا أقبلت ".
2- قال محمد بن الحنفية : اتقوا هذه الفتن فإنها لا يستشرف لها أحد إلا استبقته ".
3-عن عبد الله بن طاووس عن أبيه عن أبي موسى أنه لقيه فذكر الفتنة فقال : " إن هذه الفتنة حيصة من حيصات الفتن من أشرف لها أشرفت له ومن ماج لها ماجت له ".

16- الحذر من تسلل الأعداء بين الصفوف ..
ازدهرت في زمننا هذا تجارة المنافقين وراجت بضاعتهم ، وكثر أتباعهم ، فشيدوا مساجد الضرار هنا وهناك وذرفوا دموع التماسيح على الإسلام وأهله ، وتظاهروا بالدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولبسوا للناس جلد الضأن على قلوب الذئاب .

يقول الله تعالى: " ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد"

وما نجح المنافقون في تحقيق أهدافهم وخططهم وفتكهم بالإسلام والمسلمين ابتداءً من عبد الله بن أبي ومروراً بالزنادقة الباطنيين وانتهاء بزنادقة عصرنا هذا، إلا بسبب قلة الوعي عند كثير من المسلمين .

والواجب على كل مسلم قادر أن يهتك أستار المنافقين ويكشف أسرارهم ويفضح أساليبهم وأوكارهم حتى لا تكون فتنة في الأرض وفساد كبير ، وأسوتنا في عملنا هذا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ونهج سلف هذه الأمة في معرفة المنافقين وكيفية التعامل معهم. وكم قاست الأمة المسلمة عبر التاريخ من نكبات ونكسات بسبب مكر دعاة الشر ممن يريدون فتنة المؤمنين عن دينهم وأخلاقهم وإحداث القلاقل والفوضى .

17- الحذر من النفاق وأهله ..
ويكون ذلك بفهم طرائق المنافقين وأساليبهم والحذر منها ..

فكم جروا على المسلمين من ويلات ، كم كانوا سببا في دمار بلاد المسلمين وقتل شعوبهم وتفريق صفهم وتوهينهم وتسليم البلاد للكافر البغي مع التعاون معه على المسلمين ..

يقول تعالى : ( بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما * الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا) ، ( الذين يتربصون بكم فإن كان لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم وإن كان للكافرين نصيب قالوا ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين فالله يحكم بينكم يوم القيامة ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا ) .

وقد يغتر الإنسان بهم وبحلاوة منطقهم ولكنهم العدو يقول تعالى : ( وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمْ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمْ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ).

فلا يصح الاتكال عليهم ولا الاعتماد ، قال الله فيهم ( لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ )

فالحذر الحذر منهم ومن أساليبهم خاصة في أوقات الفتن والتي تزداد فيها شوكتهم وتكثر فتنتهم .

18- التعوذ بالله من الفتن وتعلم الأذكار التي تحفظ المسلم . أنظر السؤال ( 21614 )
الحمد لله
كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ بالله كثيراً من الفتن كما في حديث زيد بن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن " رواه مسلم (2867).

وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أتاني الليلة ربي تبارك وتعالى في أحسن صورة فذكر الحديث وفيه قوله تعالى " يا محمد إذا صليت فقل : اللهم إني أسألك فعل الخيرات ، وترك المنكرات ، وحب المساكين ، وأن تغفر لي وترحمني وتتوب علي ، وإن أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون " رواه الترمذي 3233 وقال عنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (408) : صحيح لغيره .

وكان النبي يتعوذ من الفتن لأنها إذا أتت لا تصيب الظالم وحده وإنما تصيب الجميع ..
ويحسن بنا التعرف على أحاديث الأذكار المتعلقة بالفتن والكروب للدعاء بها ونشرها وحفظ ما تيسر حفظه منها .. وإدراك معاينها للتعبد لله بذلك إذ هي أعظم ما يقال في هذه الأحوال :
1- حديث أَبِي بُرْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا خَافَ قَوْمًا قَالَ اللَّهُمَّ إِنَّا نَجْعَلُكَ فِي نُحُورِهِمْ وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شُرُورِهِمْ " رواه أبو داود 1537 وصححه الألباني في صحيح أبي داوود 1360 .
2- وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب : " لا إله إلا الله العظيم الحليم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم " رواه البخاري 6345 ومسلم 2730.
3- قال صلى الله عليه وسلم : " كلمات الفرج لا إله إلا الله الحليم الكريم ، لا إله إلا الله العلي العظيم ، لا إله إلا الله رب السموات السبع ورب العرش الكريم " صحيح الجامع الصغير وزيادته (4571) .
4- كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا غزا قال : " اللهم أنت عضدي وأنت نصيري وبك أقاتل " رواه الترمذي 3584 وصححه الألباني في صحيح الترمذي 2836
5- وقال صلى الله عليه وسلم : " ألا أخبركم بشيء إذا نزل برجل منكم كرب أو بلاء من أمر الدنيا دعا ففرج عنه … دعاء ذي النون : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " وفي رواية " لم يدع بها رجل مسلم في شيءٍ قط إلا استجاب الله له " صحيح الجامع الصغير وزيادته (2065) .
6- وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم صحابته من الفزع كلمات : " أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون " رواه أبو داود 3893 وحسنه الألباني في صحيح أبي داوود (3294) .
7- قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَوَاتُ الْمَكْرُوبِ : اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو فَلا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ " رواه أبو داود 5090. وحسنه الألباني في صحيح أبي داوود 4246 .
8- وكان إذا كربه أمر قال : " يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث " وفي رواية : " إذا نزل به همٌّ أو غمٌّ " صحيح الجامع الصغير 4791
9- وقال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأسماء بنت عميس أَلَا أُعَلِّمُكِ كَلِمَاتٍ تَقُولِينَهُنَّ عِنْدَ الْكَرْبِ أَوْ فِي الْكَرْبِ ( أي المحنة والمشقة ) اللَّهُ رَبِّي لا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا " رواه أبو داود (1525) وصححه الألباني في صحيح أبي داوود (1349) وفي رواية في صحيح الجامع : " من أصابه همٌّ أو غمٌّ أو سقمٌّ أو شدَّة فقال : الله ربي لا شريك له كُشف ذلك عنه " .
وغيرها من الأحاديث التي لها أثرها الإيجابي الكبير في أوقات الفتن والخوف … من تهدئة للنفس وسلامة في البدن وقرب من الله عز وجل .. مع الاكتفاء بما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ففيه غنية عما لا يصح .. وفيه الخير .. والله أعلم
أنظر السؤال 12715 .

19- اخشوشنوا فإن النعم لا تدوم ..
فالتعود على حياة الخشونة .. ولو لفترات زمنية محدودة ، أمر مهم يساعد في مواجهة الأزمات ، فلا بد من الاقتصاد في المعيشة والبعد عن حياة الترف والتبذير والإسراف ، استعداداً لما قد تواجهه الأمة من أزمات وضغوط أو حصار..قال تعالى:{ وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا } وقال تعالى : { وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين } الأعراف /31

20- قراءة القصص القرآني وتدبر ذلك :
دراسة الآيات والقصص النبوي في كتاب الله تعالى والذي يعين على تثبيت القلوب حال الأزمات .. قال تعالى : { وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي هَـذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ } .
وقال تعالى : ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلا )
وقال سبحانه : ( قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ )

21- أن يكون الإنسان عامل طمأنينة وناشر أمن ..
فلا يصح في أزمنة الأزمات أن ينشر الخوف والهلع بين الناس بل الواجب إعادة الثقة في نفوسهم وتثبيتهم وبعث التفاؤل في نفوسهم وربطهم بالله عز وجل ..

فالعدو يفرح بما يبثه هو أو أعداؤه عن ضخامة قوته لما في ذلك من أثر على نفوس الناس من هزيمة نفسية وضعف وخور ..

نسأل الله أن يحفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن ..

والله أعلم

المصدر الأساسي: موقع الإسلام سؤال وجواب

منقول من : موقع صيد الفوائد

للأسف يا الغالية

ان الفتن اللي الحين منتشرة في البلدان العربية اللي وراها مب الصليبيين …

شوفي اللي يستوي في البحرين والسعودية واليمن وانتي تعرفين خليجية

سبحان الله وبحمده

خليجية المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياقوتةخضرا خليجية
للأسف يا الغالية

ان الفتن اللي الحين منتشرة في البلدان العربية اللي وراها مب الصليبيين …

شوفي اللي يستوي في البحرين والسعودية واليمن وانتي تعرفين خليجية

الغاليه الفتن الي يكاد لها في السعوديه والبحرين
اخطررر من الصليبيين هم المنافقين الروافض
وخلاياها المنتشره لتأجيج الفتن والانقلاب على السنه

أخطر ما يكون يوم يكنون عدوك منخرط ‏
بالمجتمع وشعااااااره ‏‏(التقيه‏)‏
وهي اظهار عكس ما يبطن ولو لجأو الى الكذب

خليجية المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياقوتةخضرا خليجية
للأسف يا الغالية

ان الفتن اللي الحين منتشرة في البلدان العربية اللي وراها مب الصليبيين …

شوفي اللي يستوي في البحرين والسعودية واليمن وانتي تعرفين خليجية

خليجية المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الكتووومة خليجية
الغاليه الفتن الي يكاد لها في السعوديه والبحرين
اخطررر من الصليبيين هم المنافقين الروافض
وخلاياها المنتشره لتأجيج الفتن والانقلاب على السنه

أخطر ما يكون يوم يكنون عدوك منخرط ‏
بالمجتمع وشعااااااره ‏‏(التقيه‏)‏
وهي اظهار عكس ما يبطن ولو لجأو الى الكذب

صح

خليجية

(إن السعيد لمَن جُنِّبَ الفتن): [كيف] تُـتَـقَى الفـتـن؟!!

((ضوابط لتجنب الفتن ))
لقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال:
" إن السعيد لمن جُنِّبَ الفتن "
رواه أبو داوود وغيره عن المقداد بن الأسود رضي الله عنه.

وهاهنا يتساءل كثير من الغيورين والناصحين ، ممن يريدون لأنفسهم
السلامة ويريدون لأمتهم أمة الإسلام الرفعة والعلو،
عن هذه السعادة بما تُنال؟
وكيف يُظفَرُ بها؟ وكيف تُتَقَى الفتُن؟
وكيف يجنَّبُها المرء المسلم، ويسلم من أوضارها وشرورها وأخطارها؟!

لأنَّ كلَّ مسلم ناصح غيور لا يريد لنفسه ولا لأمته الفتنة ، لِمَا قام في قلبه
من النصيحة لنفسه ولعباد الله متمثلاً في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم:
" الدين النصيحة، قلنا لمن يا رسول الله، قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة
المسلمين وعامتهم" رواه مسلم ، إذ مقتضَى النصيحة للنفس وللغير أن يحذر
العبد من الفتن وأن يسعَى جاهدا في البعد عنها والتخلص منها وعدم الوقوع
فيها أو إيقاع الغير فيها والتعوذ بالله تبارك وتعالى من شرّها ما ظهر منها وما
بطن.

وفي هذا المقام أُنَّبهُ على نقاط مهمة وأسس عظيمة وضوابطَ قويمة، يكون
للمسلم بمراعاتها والتزامها التخلُّصُ من الفتن بإذن الله تبارك وتعالى، وهي
ضوابطُ قويمةٌ مستقاة من كتاب الله العزيز وسنة النبي الكريم صلى الله عليه
وسلم.

إنَّ أهم ما تُتَقَى به الفتن ويتجنب به شرها وضررها:
تقوى الله جلّ وعلا وملازمة ذلك في السر والعلانية والغيب والشهادة،
والله تعالى يقول: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يَحتسب)
الطلاق: 2 – 3 ، أي: يجعل له مخرجاً من كلِّ فتنة وبلية وشر في الدنيا
والآخرة، ويقول الله تعالى:(ومَن يتق الله يجعل له من أمره يُسرًا) الطلاق: 4 ، والعاقبة دائمًا وأبدًا لأهل التقوى.
ولما وقعت الفتنة في زمن التابعين، أتَى نفر من النصحاء إلى طلق بن حبيب
رحمه الله وقالوا: قد وقعت الفتنة فكيف نتقيها؟
قال: اتقوها بتقوى الله جلّ وعلا،
قالوا له: أجمِل لنا التقوى ،
فقال: "تقوى الله جلّ وعلا العمل بطاعة الله على نور من الله رجاء ثواب الله،
وترك معصية الله على نور من الله خيفة عذاب الله".

وبهذا نعلم أن تقوى الله جلّ وعلا ليست كلمة يقولها المرء بلسانه أو دعوى
يدعيها، وإنما هي جدٌّ واجتهاد ونصح للنفس بطاعة الله والتقرب إليه جلّ
وعلا بما يرضيه، مع لزوم فعل الفرائض والواجبات والبعد عن المعاصي
والمحرمات ، فمن كان هذا شأنه وصفه فإنَّ العاقبةَ الحميدةَ والمآل الرشيد
يكون له في الدنيا والآخرة.

ومن الضوابط المهمة لاجتناب الفتن :
لزوم الكتاب والسنة والاعتصام بهما ،
فإنَّ الاعتصام بالكتاب والسنة سبيل العزّ والنجاة والفلاح في الدنيا والآخرة،
وقد قال الإمام مالك إمام دار الهجرة رحمه الله: "السنة سفينة نوح فمن ركبها
نجا ومن تركها هلك وغرق". ومن أَمَّرَ السنة على نفسه نطق بالحكمة وسلِمَ
من الفتنة وحصّل خير الدنيا والآخرة، وقد ثبت في حديث العرباض بن
سارية المُخَرَّجِ في السنن أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إنَّه من يعش
منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين
من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإنَّ
كلَّ محدثة بدعة وكلَّ بدعة ضلالة "، فالنجاة إنما تكون بالتمسك بالسنة
والبعدِ عن البدع والأهواء، وأن يحكم المرء السنة على نفسه، فيما يأتي ويذر
في حركاته وسكناته وقيامه وقعوده وجميع شؤونه، ومن كان هذا شأنه فإنه
يُعصم ويُوقَى بإذن الله من كلِّ شر وبلاء وفتنة، وأما من يطلق لنفسه العِنان
ويرخي لهواه الزِّمام فإنَّه يجر على نفسه و على غيره من عباد الله البلاء والشر.

ومن الضوابط العظيمة لاتقاء الفتن وتجنبها :
الرفقُ والأناة والبعد عن التسرع وعدم استعجال العواقب
والنظر في عواقب الأمور، فإنَّ العجلة لا تأتي بخير والأناة فيها الخير والبركة ،
ومن كان عجولاً في أموره فإنَّه لا يأمن على نفسه من الزلل والوقوع في
الانحراف ، ومن كان رفيقًا في أموره متأنيًا في سيره بعيدًا عن العجلة والتهور
والاندفاع ناظرًا في عواقب الأمور فإنَّه بإذن الله عز وجلّ يصل إلى العاقبة
الحميدة التي يسعد بها في الدنيا والآخرة، وقد ورد عن الصحابي الجليل عبد
الله بن مسعود رضي الله عنه أنَّه قال:"إنها ستكون أمور مشتبهات فعليكم
بالتُؤَدَة"ـ أي:عليكم بالأناة والبعد عن العجلة ـ "فإنَّك أَن تكون تابعًا في
الخير، خيرٌ من أن تكون رأسًا في الشر".

فمن يندفع ويتهور في معالجة الأمور ويبتعد عن سبيل الأناة يفتح على نفسه
وعلى غيره من عباد الله باباً من الشر والبلاء يتحمل وزره ويبوء بإثمه ويُحَصِّلُ
عاقبته الوخيمة .
فليتأمل عبدُ الله المؤمن في الأمور ولينظر في العواقب وليكن حليمًا رفيقًا
متأنيًا، بعيدًا عن الاندفاع والعجلة والتسرع، فإنَّ العجلة والتسرع والاندفاع
لا يجر لصاحبه إلا العواقب الوخيمة والأضرار الأليمة والنتائج السيئة التي تجر
عليه وعلى غيره الوبال .

ومن الضوابط المهمة التي يحصل بها اتقاءُ الفتن واجتناب شرها :
لزومُ جماعة المسلمين، والبعدُ عن التفرق والاختلاف،
فإنَّ الجماعة رحمة و الفرقة عذاب ، الجماعة يحصل بها لحمة المسلمين وشدة
ارتباطهم وقوة هيبتهم ، ويتحقق بها التعاون بينهم على البر والتقوى وعلى ما
فيه سعادتهم في الدنيا والآخرة، وأما الخلاف فإنَّه يجر عليهم شرورًا كثيرة
وأضرارًا عديدة وبلاء لا يحمدون عاقبته في الدنيا والآخرة، ولهذا جاء عن
النبي صلى الله عليه وسلم، في غير ما حديث الوصيةُ بلزوم الجماعة والتحذير من الفرقة.

ومن الضوابط العظيمة التي يلزمُ مراعاتها لاتقاء الفتنة واجتناب شرها:
الأخذُ عن العلماء الراسخين والأئمة المحققين وترك الأخذ عن الأصاغر
من الناشئين في طلب العلم والمقلّين في التحصيل منه،
يقول صلى الله عليه وسلم كما في سنن أبي داوود وغيره:
" البركة مع أكابركم " والأكابر هم الذين رسخت أقدامهم في العلم وطالت
مدتهم في تحصيله وأصبح لهم مكانة في الأمة بما آتاهم الله عز وجلّ من العلم
والحكمة والرزانة والأناة والنظر في عواقب الأمور ، فمن كان مُعَوِّلاً على
كلمة هؤلاء العلماء المحققين والأئمة الراسخين فإنَّه بإذن الله يحمد العاقبة ،
وإلى هذا وجه الله عز وجلّ في محكم تنزيله، قال الله تعالى: (وإذا جاءهم أمر
من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم
لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان
إلا قليلا) النساء: 83.

و من الضوابط المهمة لتجنب الفتن :
حسنُ الصلة بالله ودعاؤه جلّ وعلا
فإنَّ الدعاء مفتاح كلِّ خير في الدنيا والآخرة، ولاسيما سؤال الله تبارك وتعالى
أن يجنب المسلمين الفتن ما ظهر منها وما بطن والتعوذ به تبارك وتعالى من
الفتن كلِّها فإن من استعاذ بالله أعاذه ومن سأل الله أعطاه فإنَّه تبارك وتعالى لا
يخيب عبدا دعاه ولا يرد مؤمنًا ناداه وهو القائل عز وجلّ: (وإذا سألك
عبادي عني فإنِّي قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا
بي لعلهم يرشدون) البقرة: 186،

وإنا لنسأل الله الكريم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجنب المسلمين الفتنَ ما
ظهر منها وما بطنَ وأن يحفظ على المسلمين أمنهم وإيمانهم وأن يقيَهُم الشرور
كلّها وأن يُحمِدَهم العواقب وأن يرزقهم المآلات الحميدة والنهايات الرشيدة
وأن يهدي ضال المسلمين بمنه وكرمه ولا حول ولا قوة إلا بالله وآخر دعوانا
أن الحمد لله رب العالمين .

الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله

يرفع للفائدة ،،

يُرفع للفائدة ،،